shosho_bm
7 - 2 - 2008, 03:32 PM
:rolleyes: :rolleyes: :rolleyes: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن الاهتمام بالأطفال عندنا معشر المسلمين يبدأ في وقت مبكر جداً، وقد أحسن أبو الأسود الدؤلي حين قال لأولاده:( لقد أحسنت إليكم كباراً وأحسنت إليكم صغارا وأحسنت إليكم قبل أن تولدوا، فقال الأبناء: أما إحسانك لنا كباراً فقد عرفنا وأما إحسانك لنا صغاراً فما أنكرناه، فكيف كان إحسانك لنا قبل أن نولد؟ فقال: لأنني تخيرت لكم أماً لا تعيرون بها) وأنتِ – بحول الله وقوته – أمٌ يفخر الأبناء بمثلها، ويكون النجاح للأولاد – بعد توفيق الله – وعلى يدها، وقد أسعدنا سؤالك الذي يدل على اهتمامك ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك.
وقد حرصت الشريعة على توفير البيئة الطاهرة، فحرمت التناكح مع المشركين وحرضت على تأسيس البيوت على الدين، وحرضت على حسن المعاشرة واللطف واللين، مع كثرة اللجوء إلى من يرزق الصلاح والدين، وعمارة البيوت بالذكر.
وأرجو أن تعلمي أن الطفل حساس جداً، فهو يتأثر بما حوله حتى وهو في بطن أمه، وفرق كبير بين طفل كانت أمه تحافظ على صلاتها وقراءتها، وبين آخر كانت أمه في عصيانها وغفلاتها، فإذا خرج الطفل إلى الدنيا فينبغي أن نحفظ عينه وسمعه، فلا يرى إلا خيراً ولا يسمع إلا قرآناً وحكمة وذكراً، وكونوا قدوة حسنة له، فإن الأمر كما قال معاوية رضي الله عنه لمؤدب أولاده:(ليكن أول ما تبدأ به من تأديبهم تأديب نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت).
والأم الناجحة تهتم بطفلها من حيث النظافة والغذاء والإشباع العاطفي ولا تسارع إلى حمله إذا بكى حتى تتعرف على سبب البكاء، فإن لم يكن للبكاء سبب تركته يبكي ليتسع صدره ويتدرب على الصبر ويتخلص من الفضلات المخاطية المؤذية مع ضرورة الموازنة بين الشدة واللين، ولا يخفي عليك أن الطفل يكتسب بالرضاع الآداب والأخلاق إلى جانب الغذاء الذي هيأه له العظيم الخلاق، والأم الناجحة ترضع طفلها بسعادة وانشراح حتى توفر له جرعات العطف والحنان، وتضمه إلى صدرها إذا خاف وتجعله ينام إذا كان خوفه شديداً حتى تمحو كل الآثار.
وأرجو أن نتيح للطفل وقتاً للعب ونعد له أشياء آمنة ليلعب بها، فإذا كبر قليلاً تركناه يختار اللعب التي يحبها، وحبذا لو شاركناه في اللعب أو وجدنا من يشاركه في اللعب من الأقران والأتراب، حتى يكون علاقات اجتماعية وتجارب إنسانية وبذلك تبدأ ملامح شخصيته في الظهور ويكون دورنا في التوجيه والتصويب.
وإذا كان مع الطفل أخوة آخرون فلا بد من العدل بينهم في كل شيء حتى في القبلة واللمسة والنظرة، ومن الضروري كذلك الاتفاق مع والدهم على منهج موحد في التربية والتوجيه.
وأرجو أن تحاولوا الابتعاد عن الطفل شيئاً فشيئاً حتى يكون مهيأ لاستقبال أيام المدرسة فإذا رجع من المدرسة فلا بد من استقباله والاحتفاء به والنظر إلى وجهه وعينه وجيبه ومراقبة ألفاظه، فإن المدارس فيها الطالح والصالح، ولعل من المفيد جداً تعويده الاعتماد على نفسه، وتربيته على أداء الواجبات *****ارعة إلى الجمع والجماعات مع ضرورة تعليمه كتاب الله وترغيبه في حفظه مع وجود اهتمام بالقرآن من قبل الوالدين، فإن حفظ القرآن يدفع للأمام ويحقق النجاح ومن الذي أقبل على كتاب الله ولم يوفقه الله؟
المربى الناجح يحرص على التربية باللين والملاطفة، فإن لم تجد استبدلهما بالشدة مع عدم اتخاذ ذلك عادة له، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده طفلاً ولا امرأة ولا خادماً، والمربية الناجحة قد لا تحتاج للعصا إلا في حدود ضيقة جداً مع ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية لمسألة الضرب، وذلك بأن يكون عمر الطفل أكثر من عشر سنوات، وأن تكون العقوبة مناسبة للجرم لقول الإمام أحمد:(على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشراً )، ولا بد من التدرج في العقوبة فيبدأ بالتغافل ثم بالتعلم والتنبيه والتعنيف فالتهديد ثم بفرك الأذن ويظهر الغضب، ويعلق السوط ويشير إليه ثم يستخدم العصا ويتوقف عن الضرب إذا هرب أو بكى أو اعتذر أو سأله بالله.
وإذا أراد الإنسان أن يختصر النظرية التربوية فإنه يردد مقولة عمر رضي الله عنه لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً ) مع ضرورة التركيز على السنوات الأولى الثلاث أو الخمس وغرس شجرة الإيمان في نفس الصبي وتربيته على مراقبه الله وليس على متابعة ما يقوله الناس.
ولا شك أن الأبناء ينتفعون بصلاحنا وصلاتنا ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي أراد للبيوت أن تكون عامرة بالصلاة والذكر والقرآن فجاء التوجيه النبوي:(لا تجعلوا بيوتكم قبوراً واجعلوا فيها من صلاتكم وقراءتكم).
وإذا بلغ الأطفال مرحلة البلوغ فينبغي أن تعلم الأحكام والآداب ونظهر الفرح لبلوغهم مرحلة التكليف ونعاملهم معاملة الأصدقاء والإخوان ونفتح معهم أبواب الصراحة والحوار، ونربي فيهم معاني الثقة ونتجنب توبيخهم أمام الناس لأن الصواب أن نعظهم في الملأ ونؤنبهم إذا احتجنا لذلك – في الخلاء – بعيداً عن الأعين والآذان، حتى لا تنقلب النصيحة إلى فضيحة.
ولا يخفى عليك أهمية دعاء الوالدين في صلاح الأبناء وخطورة الدعاء عليهم،كما قال ابن المبارك لمن جاء يشكو عقوق أبنائه فقال له:(لعلك تدعو عليهم قال: بلى قال: " فأنت أفسدتهم" والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يدعو الرجل على نفسه أو أهله أو ماله إلا بخير؛ لأنه ربما صادف ذلك لحظة يستجاب فيها الدعاء فتكون الندامة والحسارة.
وختاماً : أوصيك وأنفسنا بتقوى الله وطاعته والإكثار من ذكره وشكره وتجنب كل ما يغضبه، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها.
ونسأل الله العظيم أن يقر أعيننا بصلاح ذرياتنا وأن يكتب لك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
والله ولي التوفيق والسداد.
فنسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن الاهتمام بالأطفال عندنا معشر المسلمين يبدأ في وقت مبكر جداً، وقد أحسن أبو الأسود الدؤلي حين قال لأولاده:( لقد أحسنت إليكم كباراً وأحسنت إليكم صغارا وأحسنت إليكم قبل أن تولدوا، فقال الأبناء: أما إحسانك لنا كباراً فقد عرفنا وأما إحسانك لنا صغاراً فما أنكرناه، فكيف كان إحسانك لنا قبل أن نولد؟ فقال: لأنني تخيرت لكم أماً لا تعيرون بها) وأنتِ – بحول الله وقوته – أمٌ يفخر الأبناء بمثلها، ويكون النجاح للأولاد – بعد توفيق الله – وعلى يدها، وقد أسعدنا سؤالك الذي يدل على اهتمامك ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك.
وقد حرصت الشريعة على توفير البيئة الطاهرة، فحرمت التناكح مع المشركين وحرضت على تأسيس البيوت على الدين، وحرضت على حسن المعاشرة واللطف واللين، مع كثرة اللجوء إلى من يرزق الصلاح والدين، وعمارة البيوت بالذكر.
وأرجو أن تعلمي أن الطفل حساس جداً، فهو يتأثر بما حوله حتى وهو في بطن أمه، وفرق كبير بين طفل كانت أمه تحافظ على صلاتها وقراءتها، وبين آخر كانت أمه في عصيانها وغفلاتها، فإذا خرج الطفل إلى الدنيا فينبغي أن نحفظ عينه وسمعه، فلا يرى إلا خيراً ولا يسمع إلا قرآناً وحكمة وذكراً، وكونوا قدوة حسنة له، فإن الأمر كما قال معاوية رضي الله عنه لمؤدب أولاده:(ليكن أول ما تبدأ به من تأديبهم تأديب نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت).
والأم الناجحة تهتم بطفلها من حيث النظافة والغذاء والإشباع العاطفي ولا تسارع إلى حمله إذا بكى حتى تتعرف على سبب البكاء، فإن لم يكن للبكاء سبب تركته يبكي ليتسع صدره ويتدرب على الصبر ويتخلص من الفضلات المخاطية المؤذية مع ضرورة الموازنة بين الشدة واللين، ولا يخفي عليك أن الطفل يكتسب بالرضاع الآداب والأخلاق إلى جانب الغذاء الذي هيأه له العظيم الخلاق، والأم الناجحة ترضع طفلها بسعادة وانشراح حتى توفر له جرعات العطف والحنان، وتضمه إلى صدرها إذا خاف وتجعله ينام إذا كان خوفه شديداً حتى تمحو كل الآثار.
وأرجو أن نتيح للطفل وقتاً للعب ونعد له أشياء آمنة ليلعب بها، فإذا كبر قليلاً تركناه يختار اللعب التي يحبها، وحبذا لو شاركناه في اللعب أو وجدنا من يشاركه في اللعب من الأقران والأتراب، حتى يكون علاقات اجتماعية وتجارب إنسانية وبذلك تبدأ ملامح شخصيته في الظهور ويكون دورنا في التوجيه والتصويب.
وإذا كان مع الطفل أخوة آخرون فلا بد من العدل بينهم في كل شيء حتى في القبلة واللمسة والنظرة، ومن الضروري كذلك الاتفاق مع والدهم على منهج موحد في التربية والتوجيه.
وأرجو أن تحاولوا الابتعاد عن الطفل شيئاً فشيئاً حتى يكون مهيأ لاستقبال أيام المدرسة فإذا رجع من المدرسة فلا بد من استقباله والاحتفاء به والنظر إلى وجهه وعينه وجيبه ومراقبة ألفاظه، فإن المدارس فيها الطالح والصالح، ولعل من المفيد جداً تعويده الاعتماد على نفسه، وتربيته على أداء الواجبات *****ارعة إلى الجمع والجماعات مع ضرورة تعليمه كتاب الله وترغيبه في حفظه مع وجود اهتمام بالقرآن من قبل الوالدين، فإن حفظ القرآن يدفع للأمام ويحقق النجاح ومن الذي أقبل على كتاب الله ولم يوفقه الله؟
المربى الناجح يحرص على التربية باللين والملاطفة، فإن لم تجد استبدلهما بالشدة مع عدم اتخاذ ذلك عادة له، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده طفلاً ولا امرأة ولا خادماً، والمربية الناجحة قد لا تحتاج للعصا إلا في حدود ضيقة جداً مع ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية لمسألة الضرب، وذلك بأن يكون عمر الطفل أكثر من عشر سنوات، وأن تكون العقوبة مناسبة للجرم لقول الإمام أحمد:(على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشراً )، ولا بد من التدرج في العقوبة فيبدأ بالتغافل ثم بالتعلم والتنبيه والتعنيف فالتهديد ثم بفرك الأذن ويظهر الغضب، ويعلق السوط ويشير إليه ثم يستخدم العصا ويتوقف عن الضرب إذا هرب أو بكى أو اعتذر أو سأله بالله.
وإذا أراد الإنسان أن يختصر النظرية التربوية فإنه يردد مقولة عمر رضي الله عنه لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً ) مع ضرورة التركيز على السنوات الأولى الثلاث أو الخمس وغرس شجرة الإيمان في نفس الصبي وتربيته على مراقبه الله وليس على متابعة ما يقوله الناس.
ولا شك أن الأبناء ينتفعون بصلاحنا وصلاتنا ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي أراد للبيوت أن تكون عامرة بالصلاة والذكر والقرآن فجاء التوجيه النبوي:(لا تجعلوا بيوتكم قبوراً واجعلوا فيها من صلاتكم وقراءتكم).
وإذا بلغ الأطفال مرحلة البلوغ فينبغي أن تعلم الأحكام والآداب ونظهر الفرح لبلوغهم مرحلة التكليف ونعاملهم معاملة الأصدقاء والإخوان ونفتح معهم أبواب الصراحة والحوار، ونربي فيهم معاني الثقة ونتجنب توبيخهم أمام الناس لأن الصواب أن نعظهم في الملأ ونؤنبهم إذا احتجنا لذلك – في الخلاء – بعيداً عن الأعين والآذان، حتى لا تنقلب النصيحة إلى فضيحة.
ولا يخفى عليك أهمية دعاء الوالدين في صلاح الأبناء وخطورة الدعاء عليهم،كما قال ابن المبارك لمن جاء يشكو عقوق أبنائه فقال له:(لعلك تدعو عليهم قال: بلى قال: " فأنت أفسدتهم" والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يدعو الرجل على نفسه أو أهله أو ماله إلا بخير؛ لأنه ربما صادف ذلك لحظة يستجاب فيها الدعاء فتكون الندامة والحسارة.
وختاماً : أوصيك وأنفسنا بتقوى الله وطاعته والإكثار من ذكره وشكره وتجنب كل ما يغضبه، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها.
ونسأل الله العظيم أن يقر أعيننا بصلاح ذرياتنا وأن يكتب لك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
والله ولي التوفيق والسداد.