yakouta
28 - 2 - 2008, 11:42 PM
كتب نزار قباني سنة 1992 قصيدة بعنوان : سميتك الجنوب ، يعني بذلك جنوب لبنان الذي كان و ما يزل يعيش تحت وطأة الحرب ، رد عليه شاعر مغمور يسمى البارزود جواد جميل ، أعجبني رده الرائع و أحببت أن تشاركوني قراءته .
[CENTER][قصيدة الرد للشاعر البارود جواد جميل:
سميتني الجنوب
(1)
لست الذي سميتني الجنوب
يا ألف وجه مستعار يمضغ الرياء
يا نغمة العهر التي تلعنها السماء
ويا رؤى خطيئة سوداء
يا صورة ترسمها الرذيلة
يا بائعا على الرصيف عفة القبيلة
فأي سيف بعدها تبوس؟
ومن ترى ترثي لنا (جساس) أم (جليلة)؟
وكيف بعت شعرها جديلة .. جديله
يا وارث الخيانة الرعناء من ملحمة
(البسوس)
ما أنت والفداء؟
يا حانة الخمرة ..والنساء
يا عابدا (بلقيس) دون الله
(النخلة الطويلة) , (الحصان) , (والقطاه)
ونحن في الجنوب ,
في أكواخنا حفاه
أهديتنا قصيدة..طويلة..عصماء!!
شكرا لكم .. شكرا لكم ,
نبيعها ونشتري بسعرها حذاء !
(2)
لست الذي سميتني الجنوب
يا غافيا على ضفاف بركة (الملوك)
يا راهبا مزيفا يعطي لنا (شهادة السلوك)
عذرا إذا أيقظك الجنوب
أيقظك الصعلوك
من نومة طويلة مثقلة الجيوب
من بعد سكر خمرة معتقه
كرعتها من غثيان أمة ممزقة
ومن صرير مشنقة
عذرا إذا أيقظك الجنوب
فجرحه أكبر من (مؤتمرات القمة) الكثيره
وجرحه احتوى رمال النيل والجزيره
وجرحه مهمة .. سرية .. خطيره
وجرحه مضمخ منذ هوى الحسين
ومزقت أوصاله السنابك الحقيره
وجرحه ما مد يوما نحوك اليدين
يا حافظا جميع جغرافية القصور والحراس
والأميره !
وناسيا خريطة الجنوب !
(3)
عذرا اذا أيقظك الجنوب
من بعد ما أنهكك السهر
وشد من أجفانك الخدر
فنحن لا نعرف طعم السكر و (الحشيس)
و (الحبوب) !
ونحن لم نعاشر الغجر !
فألف عذر أيها (النبيل) حتى العظم
والنخاع !!
فربما خلقت أنت قبلنا من طينة
( البقاع ) !
وربما أنت (المسيح) جاء يطعم الجياع!
وربما أنت الذي يجئ ( آخر الزمان) ,
يهدم القلاع !
وربما أنت الذي يصبح في (صور) لنا
البحار والشراع !
وربما .. وربما ,
لكننا , نخشى اذا تمزق القناع
واتضح البائع .. والشارون .. والبضاعة
التي تباع !
(4)
ظننت أن جرحنا يباع في المعابر
ظننت أن وجهنا حقيبة يحملها مسافر
ظننت أن صوتنا لحن رمته الريح في -
المقابر
ظننت أن دمعنا يضيع في المحاجر
ظننت أن ثوبنا يلبسه (المهرج) (المقامر)
فرحت تشتري لنا (المسدس الكاتم) ,
والنوارس البيضاء
وتشتري الحناء للعروسة الشقراء
وتصنع القهوة للرجال في أيام عاشوراء
وترسم الطريق من فوهة بندقية
وتكتب الشعر البطولي لنا بالأحرف السرية
تريد أن تثير في نفوسنا الحمية
أهلا ( بجيفارا ) الذي عاد من الأدغال !
يوزع الخناجر البيضاء للأطفال !
ويزرع الثورة في الوديان .. والجبال !
أهلا ( بسانديز ) الذي أضرب حتى الموت !
وعاد في الشوارع الظلماء بعد الموت !
يرفع فيها الصوت !
يعلم الثورة للصغار في المدارس !
ويشعل الشموع في الكنائس !
أهلا ( بنيرودا ) الذي يكتب بالسكين !
ويرضع الثورة للجنين ّ!
ويخبز الشعير في تنوره الثوري للمسكين!
أهلا بمن أرسله الله لنا في الزمن
المجنون !
يسير خلف خطوه,
خيل .. ورايات .. وثائرون !
ليفتح ( القدس ) لنا , ويزرع النعناع
والليمون !
وينتهي على يديه الظلم .. والارهاب
والسجون !
وتنتهي أسطورة ( حاخامها شارون ) !
وكيف لا يكون !
وموت ( بلقيس ) هو القضية الأولى !
وموت ( القدس ) في حسابك القضية
المليون !
(5)
رأيت فيك (البيدق) المغلوب
وكيف لا ؟ .. وأنت من عانق (صداما)
وغطت وجهه ابتسامه ..
ثم بكى لمقتل الجنوب والحمامه
وجاء بعد قتلها بيوم الحشر
والقيامه ! ..
أتذدر اللقاء في ( بغداد ) ؟
في قصره الكبير في ( بغداد )
وكفك التي أعدت تلكم القصيده
هي التي صافحت الجلاد !
وصفقت لحربه المجيده
وباركت سلامه
وامتدحت في وجهه ملامح العروبة السمراء,
والنخوة والكرامه
وهو الذي امتص دماء أمتي بنشوة
المدامه
ثم رمى تاريخها بسلة القمامه !
أما سمعت شهقة الأطفال من أظافره ؟
أما رأيت صورة الأموات في محاجره ؟
فكيف تنسى وجهها وتذكر الأموات في
الجنوب ؟
يا شاربا من دمنا الكؤوس في ( بغداد )
وباكيا لفقدنا في مأتم الجنوب !
ولست أدري ما الذي حرك في عروقك
الغضب ؟
وما الذي أوقد في روحك معنى النار
واللهب ؟
أنزفنا . وهو يسيل قانيا ,
من بين أشداق كلاب أمة العرب ؟
ألحمنا , وهو يباع أمس في مطاعم الطريق ؟
يأكله العدو والصديق !
كواسج أنيابها الحمراء تفري جثة الغريق
بحجة النسب !
وأين كان شعرك الثوري يوم احترق
الجنوب ؟
واخترق الضياء في الأحداق .. والآمال
في القلوب ؟
في أي ( بار ) كنت تقضي سهرة ( الطرب ) ؟
أكنت في ( باريس ) .. أم في ضفة
( الدانوب ) ؟
تسقيك ( بلقيس ) خمور ( القادة ) العرب !
والعجب العجاب أن ضفدع المساومه
ينشد للثوار لحن سورة المقاومة !!
(7)
أرجوك لا تبك على حمامة السلام
فنحن لا تثيرنا برامج الإذاعة
ولا اسطوانات الأناشيد الحماسية ,
أو ما يخطب الحكام
ونحن لا تخدعنا الاشاعه
وأي معنى للسلام في صراع الموت ؟
وحين يخبو الصوت ؟
وحين تطفو في العيون صورة المجاعه ؟
أرجوك لا تبك على حمامة السلام
حتى وان رأيتها مجرحه
لأنها تخبئ البارود تحت ريشها
والأسلحه
وحين تأوي في ليالي الصيف للأعشاش
تدرب ( الفراخ ) كيف تحمل الخنجر
والرشاش !
(8)
لست الذي سميتني الجنوب
فانني أملك من ولادتي هوية
وانني مسجل في ( دفتر النفوس )
أبي يسمى الثائر الذي أقام قلعة
الحرية
وأمي السمراء .. بندقيه
وانني تشرق في حقولي الشموس
تزف كل ساعة شهيدة .. عروس
لمذبح القضيه
أقرأ : ....
فأحمل الهويه
في حرقة الدمعة .. في اختلاجة القلوب
لست الذي سميتني الجنوب
/CENTER]
[CENTER][قصيدة الرد للشاعر البارود جواد جميل:
سميتني الجنوب
(1)
لست الذي سميتني الجنوب
يا ألف وجه مستعار يمضغ الرياء
يا نغمة العهر التي تلعنها السماء
ويا رؤى خطيئة سوداء
يا صورة ترسمها الرذيلة
يا بائعا على الرصيف عفة القبيلة
فأي سيف بعدها تبوس؟
ومن ترى ترثي لنا (جساس) أم (جليلة)؟
وكيف بعت شعرها جديلة .. جديله
يا وارث الخيانة الرعناء من ملحمة
(البسوس)
ما أنت والفداء؟
يا حانة الخمرة ..والنساء
يا عابدا (بلقيس) دون الله
(النخلة الطويلة) , (الحصان) , (والقطاه)
ونحن في الجنوب ,
في أكواخنا حفاه
أهديتنا قصيدة..طويلة..عصماء!!
شكرا لكم .. شكرا لكم ,
نبيعها ونشتري بسعرها حذاء !
(2)
لست الذي سميتني الجنوب
يا غافيا على ضفاف بركة (الملوك)
يا راهبا مزيفا يعطي لنا (شهادة السلوك)
عذرا إذا أيقظك الجنوب
أيقظك الصعلوك
من نومة طويلة مثقلة الجيوب
من بعد سكر خمرة معتقه
كرعتها من غثيان أمة ممزقة
ومن صرير مشنقة
عذرا إذا أيقظك الجنوب
فجرحه أكبر من (مؤتمرات القمة) الكثيره
وجرحه احتوى رمال النيل والجزيره
وجرحه مهمة .. سرية .. خطيره
وجرحه مضمخ منذ هوى الحسين
ومزقت أوصاله السنابك الحقيره
وجرحه ما مد يوما نحوك اليدين
يا حافظا جميع جغرافية القصور والحراس
والأميره !
وناسيا خريطة الجنوب !
(3)
عذرا اذا أيقظك الجنوب
من بعد ما أنهكك السهر
وشد من أجفانك الخدر
فنحن لا نعرف طعم السكر و (الحشيس)
و (الحبوب) !
ونحن لم نعاشر الغجر !
فألف عذر أيها (النبيل) حتى العظم
والنخاع !!
فربما خلقت أنت قبلنا من طينة
( البقاع ) !
وربما أنت (المسيح) جاء يطعم الجياع!
وربما أنت الذي يجئ ( آخر الزمان) ,
يهدم القلاع !
وربما أنت الذي يصبح في (صور) لنا
البحار والشراع !
وربما .. وربما ,
لكننا , نخشى اذا تمزق القناع
واتضح البائع .. والشارون .. والبضاعة
التي تباع !
(4)
ظننت أن جرحنا يباع في المعابر
ظننت أن وجهنا حقيبة يحملها مسافر
ظننت أن صوتنا لحن رمته الريح في -
المقابر
ظننت أن دمعنا يضيع في المحاجر
ظننت أن ثوبنا يلبسه (المهرج) (المقامر)
فرحت تشتري لنا (المسدس الكاتم) ,
والنوارس البيضاء
وتشتري الحناء للعروسة الشقراء
وتصنع القهوة للرجال في أيام عاشوراء
وترسم الطريق من فوهة بندقية
وتكتب الشعر البطولي لنا بالأحرف السرية
تريد أن تثير في نفوسنا الحمية
أهلا ( بجيفارا ) الذي عاد من الأدغال !
يوزع الخناجر البيضاء للأطفال !
ويزرع الثورة في الوديان .. والجبال !
أهلا ( بسانديز ) الذي أضرب حتى الموت !
وعاد في الشوارع الظلماء بعد الموت !
يرفع فيها الصوت !
يعلم الثورة للصغار في المدارس !
ويشعل الشموع في الكنائس !
أهلا ( بنيرودا ) الذي يكتب بالسكين !
ويرضع الثورة للجنين ّ!
ويخبز الشعير في تنوره الثوري للمسكين!
أهلا بمن أرسله الله لنا في الزمن
المجنون !
يسير خلف خطوه,
خيل .. ورايات .. وثائرون !
ليفتح ( القدس ) لنا , ويزرع النعناع
والليمون !
وينتهي على يديه الظلم .. والارهاب
والسجون !
وتنتهي أسطورة ( حاخامها شارون ) !
وكيف لا يكون !
وموت ( بلقيس ) هو القضية الأولى !
وموت ( القدس ) في حسابك القضية
المليون !
(5)
رأيت فيك (البيدق) المغلوب
وكيف لا ؟ .. وأنت من عانق (صداما)
وغطت وجهه ابتسامه ..
ثم بكى لمقتل الجنوب والحمامه
وجاء بعد قتلها بيوم الحشر
والقيامه ! ..
أتذدر اللقاء في ( بغداد ) ؟
في قصره الكبير في ( بغداد )
وكفك التي أعدت تلكم القصيده
هي التي صافحت الجلاد !
وصفقت لحربه المجيده
وباركت سلامه
وامتدحت في وجهه ملامح العروبة السمراء,
والنخوة والكرامه
وهو الذي امتص دماء أمتي بنشوة
المدامه
ثم رمى تاريخها بسلة القمامه !
أما سمعت شهقة الأطفال من أظافره ؟
أما رأيت صورة الأموات في محاجره ؟
فكيف تنسى وجهها وتذكر الأموات في
الجنوب ؟
يا شاربا من دمنا الكؤوس في ( بغداد )
وباكيا لفقدنا في مأتم الجنوب !
ولست أدري ما الذي حرك في عروقك
الغضب ؟
وما الذي أوقد في روحك معنى النار
واللهب ؟
أنزفنا . وهو يسيل قانيا ,
من بين أشداق كلاب أمة العرب ؟
ألحمنا , وهو يباع أمس في مطاعم الطريق ؟
يأكله العدو والصديق !
كواسج أنيابها الحمراء تفري جثة الغريق
بحجة النسب !
وأين كان شعرك الثوري يوم احترق
الجنوب ؟
واخترق الضياء في الأحداق .. والآمال
في القلوب ؟
في أي ( بار ) كنت تقضي سهرة ( الطرب ) ؟
أكنت في ( باريس ) .. أم في ضفة
( الدانوب ) ؟
تسقيك ( بلقيس ) خمور ( القادة ) العرب !
والعجب العجاب أن ضفدع المساومه
ينشد للثوار لحن سورة المقاومة !!
(7)
أرجوك لا تبك على حمامة السلام
فنحن لا تثيرنا برامج الإذاعة
ولا اسطوانات الأناشيد الحماسية ,
أو ما يخطب الحكام
ونحن لا تخدعنا الاشاعه
وأي معنى للسلام في صراع الموت ؟
وحين يخبو الصوت ؟
وحين تطفو في العيون صورة المجاعه ؟
أرجوك لا تبك على حمامة السلام
حتى وان رأيتها مجرحه
لأنها تخبئ البارود تحت ريشها
والأسلحه
وحين تأوي في ليالي الصيف للأعشاش
تدرب ( الفراخ ) كيف تحمل الخنجر
والرشاش !
(8)
لست الذي سميتني الجنوب
فانني أملك من ولادتي هوية
وانني مسجل في ( دفتر النفوس )
أبي يسمى الثائر الذي أقام قلعة
الحرية
وأمي السمراء .. بندقيه
وانني تشرق في حقولي الشموس
تزف كل ساعة شهيدة .. عروس
لمذبح القضيه
أقرأ : ....
فأحمل الهويه
في حرقة الدمعة .. في اختلاجة القلوب
لست الذي سميتني الجنوب
/CENTER]