ابولمى
27 - 1 - 2004, 06:26 AM
http://www.alriyadh-np.com/Contents/27-01-2**4/Mainpage/images/C3.jpg
الفراغ والإجازات ونهاية الاختبارات كل هذه أوقات أو مواسم يعيش فيها بعض شبابنا انحرافات خطيرة تؤثر على مجتمعهم الذي يعيشون فيه وتجعل بعض شبابنا المتزن يصبح سلبياً نتيجة تعرضه لمغريات هذه الأوقات واختلاطه بأصدقاء سوء أو تجمعات ينتج عنها ما لا تحمد عقباه في ظل نقص أو انعدام الاستثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع على هؤلاء الشباب.
من هذا المنطلق تطرح "الرياض" هذا الموضوع اليوم لنناقش فيه بعض المختصين والشباب بعد أن قمنا بجولة على عدد من الأماكن التي يقضي فيها الطلبة والشباب أوقات فراغهم خصوصاً بعد انتهاء الاختبارات.
التفحيط بعد الاختبار مباشرة
عدد من طلبة الثانوية العامة في بعض مدارس الرياض كانوا يمارسون التفحيط بالسيارات بعد أدائهم لاختبارات كل يوم سواء أمام المدرسة وتحت أعين زملائهم أو في شوارع وأماكن محددة. وفي جولة سريعة ل"الرياض" على بعض المدارس الثانوية لاحظنا الآتي:
@ أكثر المقبلين على التفحيط طلبة أول ثانوي وثاني ثانوي ويكثر التفحيط بالسيارات عند طلبة المدارس الأهلية فيما يحب طلبة المدارس الحكومية التجمعات والتجمهر في أماكن محددة أو على الشوارع والتعرض للمارة أو مستخدمي الطريق.
@ هناك العديد من السيارات التي يمتلكها الطلبة وتساعدهم على التفحيط، فيما يحجم مالكو السيارات العائلية عن التفحيط ويكتفون بمتابعة المفحطين واركاب زملائهم معهم.
@ العديد من مراكب التفحيط تجوب الشوارع المزدحمة وتعرض المارة للخطر في ظل غياب الدوريات الأمنية عن المتابعة وتطبيق الإجراءات الصارمة بحق الجميع.
المقاهي
تفتح المقاهي أبوابها للطلبة كل صباح من أيام الاختبارات وتجد الكتب الدراسية تملأ الممرات بعد أن استغنى عنها الطلبة والأحادث تدور حول الاختبارات والتفحيط.
أما بعد الاختبارات وبدء الإجازة فإن المقاهي تتنافس في جذب الشباب عبر عدة طرق أولها وضع القنوات الفضائية الكثيرة والتي يغلب على بعضها الإباحية في برامجها.
التسكع في الشوارع
يقضي بعض الطلبة أيام الاختبارات في التسكع في الطرقات وفي المحلات التجارية والأسواق حتى منتصف النهار في ظل غياب الرقابة الأسرية.
أما في أوقات الإجازات فإن البرنامج اليومي لبعض الشباب منذ أن يستيقظ من النوم حتى يعود إلى المنزل قبل الفجر هو التسكع في الشوارع والتجول في الأسواق ومضايقة النساء وقطع الإشارات المرورية ومطاردة السيارات وإزعاج الناس.
من المسؤول؟
الظواهر السلبية التي تحدث من بعض الشباب والمراهقين كثيرة جداً ولكن يبقى السؤال: من المسؤول؟ ومن هو المقصر؟ وأين برامج التوعية؟ بهذه الأسئلة توجهنا لبعض المختصين والباحثين والمعلمين والطلبة حيث قالوا:
المتأخرون دراسياً
الطالب علي بن فراز الدخيل من الصف الثالث ثانوي يقول إنه يشاهد أيام الاختبارات تصرفات خاطئة من بعض زملائه الذين يظهر على تصرفاتهم المشاغبة داخل الفصول، ويضيف أن أغلب الطلبة الذين يمارسون التفحيط هم طلبة متأخرين دراسياً وغير مبالين في دراستهم وبعضهم يملكون سيارات فارهة ويتباهون بها أمام زملائهم مشيراً إلى أن المعلمين يغضون الطرف عن هؤلاء الطلبة تجنباً لمشاكلهم ومحذراً زملاءه من الدخول في هذه التجمعات التي أدت ببعض الطلبة إلى الوقوع في مشاكل لا تحمد عقباها.
الأسرة متهاونة
في حين يعارضه الأستاذ ضاوي القرني مؤكداً بأن أساتذة المدرسة يبذلون جهوداً كبيرة لتوعية الطلبة ولكن العيب يكمن في الأسرة التي لم تعلم أبناءها كيفية استثمار الأوقات ولم تراقب أبناءها ما جعلهم يعيشون دون رقيب ولا حسيب.
التدريب الصيفي أفضل
وحول إشغال أوقات الشباب والطلبة في الإجازة الصيفية التي تُعد أطول إجازة يحصلون عليها خلال العام فإن مكاتب العمل كانت سابقاً تقوم بعمل برامج التوظيف الصيفي إلا أن هذه البرامج ربما لم تنجح بالمستوى الذي كان المسؤولون بوزارة العمل يطمحون إليه بل سببت ظواهر سلبية منها حصول الطالب على مبلغ مالي من الشركة التي ترفض توظيفه وتكتفي بصرف المكافأة له، حيث يبقى أشهر الإجازة وهو يفكر كيف يصرف هذا المال في ظل الفراغ الذي يعيشه.
هذا الموضوع يشاركنا مدير عام مكتب العمل بمنطقة الرياض الأستاذ حمد بن عبدالله الحديثي قائلاً: إن برامج التوظيف الصيفي كانت ناجحة وجاءت بنتائج ايجابية ولكنه وسعياً من المسؤولين بوزارة العمل فقد تم وبدءاً من الصيف المقبل التركيز على برامج التدريب الصيفي خصوصاً وأنه ظهرت بعض السلبيات في برنامج التوظيف الصيفي ومنها أن بعض الشركات تتلاعب وتكتفي باعطاء الطالب مكافأة مالية دون توظيف أو تدريب، أما التدريب ذو فائدة كبيرة للطالب حيث يدرس الطالب ساعات محددة وله مكافأة مجزية ويقضي الشاب خلال الإجازة الصيفية أيامه في تعلم مهنة أو حرفة تنفعه في مستقبله كما أن التدريب سيكون متوفراً في أغلب مناطق ومدن المملكة مشيراً إلى أن مكتب العمل سيتابع تدريب الطلبة مع عدد من الجهات بالرياض بما ينعكس ايجاباً على الطلبة ويساهم في استثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالمنفعة وأكد الحديثي على دور الأسرة في توعية أبنائها ومراقبتهم والاهتمام بهم وتشجيعهم على السلوك الحسن والظهور بالمظهر المشرف ليكون شاباً صالحاً منتجاً في أسرته ومجتمعه، ونوه بأثر التربية الإسلامية على النشء وعلى الشباب وأنها عامل رئيسي في صلاح الشاب وطالب العلم.
163يوم إجازة
الدكتور عبدالعزيز الدخيل أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بجامعة الملك سعود كانت له مشاركة مميزة في هذا الموضوع حيث يقول: إن مجموع الإجازات التي يحصل عليها الطالب سنوياً هي ما يقارب (163) يوماً.
وهذا يشمل الإجازة الصيفية وإجازات الأعياد. وهي فترة ليست بالقصيرة، هذا إضافة إلى أوقات الفراغ اليومية التي يحصل عليها الطالب أثناء اليوم الدراسي، ولو افترضنا أن الطالب يقضي 6ساعات في المدرسة، و 3ساعات تقريباً لحل واجباته المدرسية وساعتين لواجباته الدينية، وساعتين للوجبات و 8ساعات للنوم، لتبقى 3ساعات يومياً احتسابها كوقت فراغ، ويعني ذلك ما يقارب 6**ساعة فراغ أثناء أيام السنة الدراسية فقط.
إلا أن المتأمل لحال شبابنا وتعاملهم مع تلك الإجازات يجد القليل منهم من يستثمر أوقات الفراغ فيما يعود عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بالفائدة. أما الغالبية العظمى من الشباب فهم بين فئة لم تستفد من أوقات الفراغ أو لم يزدها نمواً أو تطوراً، وبين فئة أخرى لم يزدها الفراغ إلا تدميراً للنفس والأخلاق وللأسرة والمجتمع.
هل الوقت عبء
ويضيف د.الدخيل: في الوقت الذي نجد فيه مجتمعات أخرى تولي أهمية كبيرة للوقت والفراغ وتحاول استثماره والتخطيط لكيفية استثماره، نجد أن الفراغ لدينا وقت يجب القضاء عليه وقتله وتقطيعه ارباً. فكم منا من سمع بأحدهم يقول نلعب الورق قتلاً للوقت، أو نذهب للمقهى لتضييع الوقت، أو أشاهد التلفزيون لأقطع الوقت. فالوقت لدينا عبء يجب التخلص منه بأي شيء حتى ولو كان تدميراً للذات. أما مصطلح استثمار الوقت فهو مفهوم لا يفكر فيه إلا القلة منا.
وفي الوقت الذي نجد فيه البعض يخطط لوقت الفراغ ويستثمره في ممارسة هواية محببة وبريئة تعود عليه بالنفع، ينمي من خلالها شخصيته كالرياضة أو الكتابة أو القراءة وغيرها، نجد آخرين يقضون وقت الفراغ ليقوموا بممارسات أقل ما يقال عنها أنها خارجة عن الذوق العام. ناهيك عن تصرفات أخرى تصدر عن بعض الشباب مخالفة للشرع أو الأنظمة وتمارس على مرأى ومسمع من الناس. فتلك مجموعة تسرق سيارات للتفحيط بها وتزعج عباد الله، وترتكب الحوادث وتزهق الأنفس البريئة وتتلف الممتلكات الخاصة والعامة في تمادٍ سافر دون أدنى خوف أو مبالاة. وآخرون يمتطون صهوات دباباتهم المزعجة جداً، متخذين من أكثر الشوارع ازدحاماً ليذرعوه ذهاباً وإياباً في شكل جماعات (متشبهين بمشردي أمريكا)، فيقومون بحركات خطرة جداً معرضين أنفسهم والآخرين لأخطار مميتة. وهناك فئة تتسكع في الطرقات بسيارات فارهة لا هم لهم إلا إيذاء الآخرين وازعاجهم بالفعل والقول غير مبالين بمشاعر من حولهم، من تجاوزات خاطئة، ووقوف خاطئ، وقطع للإشارات المرورية. وما أن يلمحوا خيال امرأة إلا وتقوم قيامتهم فيطاردونها ويلقون عليها ما يحلو لهم من القول الذي يستحي المسلم من سماعه، وإن لم تستجب لهم تمادوا بفتح ب
اب سيارتها، ومضايقتها، فارضين أنفسهم عليها وعلى الجميع. وويل لمواطن صالح يحاول أن يتدخل، فهم يعتقدون بل يجزمون أنهم يمارسون حقهم في الحرية. وهذا أيضاً مفهوم أسيء فهمه مثل غيره من المفاهيم.
وإن وضع الشباب إذا لم يتم تداركه ولم توضع له الدراسات والحلول، فإن عواقبه خطيرة ذلك أن الشباب هم ثروة المجتمع، خصوصاً أن شبابنا يمثلون الفئة الأكبر من هذا المجتمع، وشباب يقضي أوقات فراغه في ممارسات كهذه لا ينتظر منه الكثير.
هؤلاء مسؤولون عن الشباب
ويختتم د.عبدالعزيز الدخيل مشاركته قائلاً:
إن المسؤولية فيما يحدث لا تقع على الشباب وحدهم، بل إنها مسؤولية الأسرة والمدرسة *****جد ووسائل الإعلام والمجتمع بمؤسساته المختلفة (وزارة التربية والتعليم، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة والإعلام، الجمعيات الخيرية) بالمقام الأول. فتلك الجهات هي المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية، ومعتقدات الشباب وسلوكياتهم وتصرفاتهم ما هي إلا نتيجة لتفاعل تلك الجهات. إن علاج الوضع يتطلب تكاتف جميع تلك الجهات من خلال دراسة المشكلة ووضع الحلول العملية لها وتفعيلها ولعلِّي هنا أطالب بوضع حل عاجل في التصرف بحزم مع جميع من يسيء إلى الذوق العام وتخريب الممتلكات وايذاء الآخرين بالقول أو الفعل. فوطننا عزيز علينا ويجب أن يحترم من الجميع.
الفراغ والإجازات ونهاية الاختبارات كل هذه أوقات أو مواسم يعيش فيها بعض شبابنا انحرافات خطيرة تؤثر على مجتمعهم الذي يعيشون فيه وتجعل بعض شبابنا المتزن يصبح سلبياً نتيجة تعرضه لمغريات هذه الأوقات واختلاطه بأصدقاء سوء أو تجمعات ينتج عنها ما لا تحمد عقباه في ظل نقص أو انعدام الاستثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع على هؤلاء الشباب.
من هذا المنطلق تطرح "الرياض" هذا الموضوع اليوم لنناقش فيه بعض المختصين والشباب بعد أن قمنا بجولة على عدد من الأماكن التي يقضي فيها الطلبة والشباب أوقات فراغهم خصوصاً بعد انتهاء الاختبارات.
التفحيط بعد الاختبار مباشرة
عدد من طلبة الثانوية العامة في بعض مدارس الرياض كانوا يمارسون التفحيط بالسيارات بعد أدائهم لاختبارات كل يوم سواء أمام المدرسة وتحت أعين زملائهم أو في شوارع وأماكن محددة. وفي جولة سريعة ل"الرياض" على بعض المدارس الثانوية لاحظنا الآتي:
@ أكثر المقبلين على التفحيط طلبة أول ثانوي وثاني ثانوي ويكثر التفحيط بالسيارات عند طلبة المدارس الأهلية فيما يحب طلبة المدارس الحكومية التجمعات والتجمهر في أماكن محددة أو على الشوارع والتعرض للمارة أو مستخدمي الطريق.
@ هناك العديد من السيارات التي يمتلكها الطلبة وتساعدهم على التفحيط، فيما يحجم مالكو السيارات العائلية عن التفحيط ويكتفون بمتابعة المفحطين واركاب زملائهم معهم.
@ العديد من مراكب التفحيط تجوب الشوارع المزدحمة وتعرض المارة للخطر في ظل غياب الدوريات الأمنية عن المتابعة وتطبيق الإجراءات الصارمة بحق الجميع.
المقاهي
تفتح المقاهي أبوابها للطلبة كل صباح من أيام الاختبارات وتجد الكتب الدراسية تملأ الممرات بعد أن استغنى عنها الطلبة والأحادث تدور حول الاختبارات والتفحيط.
أما بعد الاختبارات وبدء الإجازة فإن المقاهي تتنافس في جذب الشباب عبر عدة طرق أولها وضع القنوات الفضائية الكثيرة والتي يغلب على بعضها الإباحية في برامجها.
التسكع في الشوارع
يقضي بعض الطلبة أيام الاختبارات في التسكع في الطرقات وفي المحلات التجارية والأسواق حتى منتصف النهار في ظل غياب الرقابة الأسرية.
أما في أوقات الإجازات فإن البرنامج اليومي لبعض الشباب منذ أن يستيقظ من النوم حتى يعود إلى المنزل قبل الفجر هو التسكع في الشوارع والتجول في الأسواق ومضايقة النساء وقطع الإشارات المرورية ومطاردة السيارات وإزعاج الناس.
من المسؤول؟
الظواهر السلبية التي تحدث من بعض الشباب والمراهقين كثيرة جداً ولكن يبقى السؤال: من المسؤول؟ ومن هو المقصر؟ وأين برامج التوعية؟ بهذه الأسئلة توجهنا لبعض المختصين والباحثين والمعلمين والطلبة حيث قالوا:
المتأخرون دراسياً
الطالب علي بن فراز الدخيل من الصف الثالث ثانوي يقول إنه يشاهد أيام الاختبارات تصرفات خاطئة من بعض زملائه الذين يظهر على تصرفاتهم المشاغبة داخل الفصول، ويضيف أن أغلب الطلبة الذين يمارسون التفحيط هم طلبة متأخرين دراسياً وغير مبالين في دراستهم وبعضهم يملكون سيارات فارهة ويتباهون بها أمام زملائهم مشيراً إلى أن المعلمين يغضون الطرف عن هؤلاء الطلبة تجنباً لمشاكلهم ومحذراً زملاءه من الدخول في هذه التجمعات التي أدت ببعض الطلبة إلى الوقوع في مشاكل لا تحمد عقباها.
الأسرة متهاونة
في حين يعارضه الأستاذ ضاوي القرني مؤكداً بأن أساتذة المدرسة يبذلون جهوداً كبيرة لتوعية الطلبة ولكن العيب يكمن في الأسرة التي لم تعلم أبناءها كيفية استثمار الأوقات ولم تراقب أبناءها ما جعلهم يعيشون دون رقيب ولا حسيب.
التدريب الصيفي أفضل
وحول إشغال أوقات الشباب والطلبة في الإجازة الصيفية التي تُعد أطول إجازة يحصلون عليها خلال العام فإن مكاتب العمل كانت سابقاً تقوم بعمل برامج التوظيف الصيفي إلا أن هذه البرامج ربما لم تنجح بالمستوى الذي كان المسؤولون بوزارة العمل يطمحون إليه بل سببت ظواهر سلبية منها حصول الطالب على مبلغ مالي من الشركة التي ترفض توظيفه وتكتفي بصرف المكافأة له، حيث يبقى أشهر الإجازة وهو يفكر كيف يصرف هذا المال في ظل الفراغ الذي يعيشه.
هذا الموضوع يشاركنا مدير عام مكتب العمل بمنطقة الرياض الأستاذ حمد بن عبدالله الحديثي قائلاً: إن برامج التوظيف الصيفي كانت ناجحة وجاءت بنتائج ايجابية ولكنه وسعياً من المسؤولين بوزارة العمل فقد تم وبدءاً من الصيف المقبل التركيز على برامج التدريب الصيفي خصوصاً وأنه ظهرت بعض السلبيات في برنامج التوظيف الصيفي ومنها أن بعض الشركات تتلاعب وتكتفي باعطاء الطالب مكافأة مالية دون توظيف أو تدريب، أما التدريب ذو فائدة كبيرة للطالب حيث يدرس الطالب ساعات محددة وله مكافأة مجزية ويقضي الشاب خلال الإجازة الصيفية أيامه في تعلم مهنة أو حرفة تنفعه في مستقبله كما أن التدريب سيكون متوفراً في أغلب مناطق ومدن المملكة مشيراً إلى أن مكتب العمل سيتابع تدريب الطلبة مع عدد من الجهات بالرياض بما ينعكس ايجاباً على الطلبة ويساهم في استثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالمنفعة وأكد الحديثي على دور الأسرة في توعية أبنائها ومراقبتهم والاهتمام بهم وتشجيعهم على السلوك الحسن والظهور بالمظهر المشرف ليكون شاباً صالحاً منتجاً في أسرته ومجتمعه، ونوه بأثر التربية الإسلامية على النشء وعلى الشباب وأنها عامل رئيسي في صلاح الشاب وطالب العلم.
163يوم إجازة
الدكتور عبدالعزيز الدخيل أستاذ الخدمة الاجتماعية المساعد بجامعة الملك سعود كانت له مشاركة مميزة في هذا الموضوع حيث يقول: إن مجموع الإجازات التي يحصل عليها الطالب سنوياً هي ما يقارب (163) يوماً.
وهذا يشمل الإجازة الصيفية وإجازات الأعياد. وهي فترة ليست بالقصيرة، هذا إضافة إلى أوقات الفراغ اليومية التي يحصل عليها الطالب أثناء اليوم الدراسي، ولو افترضنا أن الطالب يقضي 6ساعات في المدرسة، و 3ساعات تقريباً لحل واجباته المدرسية وساعتين لواجباته الدينية، وساعتين للوجبات و 8ساعات للنوم، لتبقى 3ساعات يومياً احتسابها كوقت فراغ، ويعني ذلك ما يقارب 6**ساعة فراغ أثناء أيام السنة الدراسية فقط.
إلا أن المتأمل لحال شبابنا وتعاملهم مع تلك الإجازات يجد القليل منهم من يستثمر أوقات الفراغ فيما يعود عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بالفائدة. أما الغالبية العظمى من الشباب فهم بين فئة لم تستفد من أوقات الفراغ أو لم يزدها نمواً أو تطوراً، وبين فئة أخرى لم يزدها الفراغ إلا تدميراً للنفس والأخلاق وللأسرة والمجتمع.
هل الوقت عبء
ويضيف د.الدخيل: في الوقت الذي نجد فيه مجتمعات أخرى تولي أهمية كبيرة للوقت والفراغ وتحاول استثماره والتخطيط لكيفية استثماره، نجد أن الفراغ لدينا وقت يجب القضاء عليه وقتله وتقطيعه ارباً. فكم منا من سمع بأحدهم يقول نلعب الورق قتلاً للوقت، أو نذهب للمقهى لتضييع الوقت، أو أشاهد التلفزيون لأقطع الوقت. فالوقت لدينا عبء يجب التخلص منه بأي شيء حتى ولو كان تدميراً للذات. أما مصطلح استثمار الوقت فهو مفهوم لا يفكر فيه إلا القلة منا.
وفي الوقت الذي نجد فيه البعض يخطط لوقت الفراغ ويستثمره في ممارسة هواية محببة وبريئة تعود عليه بالنفع، ينمي من خلالها شخصيته كالرياضة أو الكتابة أو القراءة وغيرها، نجد آخرين يقضون وقت الفراغ ليقوموا بممارسات أقل ما يقال عنها أنها خارجة عن الذوق العام. ناهيك عن تصرفات أخرى تصدر عن بعض الشباب مخالفة للشرع أو الأنظمة وتمارس على مرأى ومسمع من الناس. فتلك مجموعة تسرق سيارات للتفحيط بها وتزعج عباد الله، وترتكب الحوادث وتزهق الأنفس البريئة وتتلف الممتلكات الخاصة والعامة في تمادٍ سافر دون أدنى خوف أو مبالاة. وآخرون يمتطون صهوات دباباتهم المزعجة جداً، متخذين من أكثر الشوارع ازدحاماً ليذرعوه ذهاباً وإياباً في شكل جماعات (متشبهين بمشردي أمريكا)، فيقومون بحركات خطرة جداً معرضين أنفسهم والآخرين لأخطار مميتة. وهناك فئة تتسكع في الطرقات بسيارات فارهة لا هم لهم إلا إيذاء الآخرين وازعاجهم بالفعل والقول غير مبالين بمشاعر من حولهم، من تجاوزات خاطئة، ووقوف خاطئ، وقطع للإشارات المرورية. وما أن يلمحوا خيال امرأة إلا وتقوم قيامتهم فيطاردونها ويلقون عليها ما يحلو لهم من القول الذي يستحي المسلم من سماعه، وإن لم تستجب لهم تمادوا بفتح ب
اب سيارتها، ومضايقتها، فارضين أنفسهم عليها وعلى الجميع. وويل لمواطن صالح يحاول أن يتدخل، فهم يعتقدون بل يجزمون أنهم يمارسون حقهم في الحرية. وهذا أيضاً مفهوم أسيء فهمه مثل غيره من المفاهيم.
وإن وضع الشباب إذا لم يتم تداركه ولم توضع له الدراسات والحلول، فإن عواقبه خطيرة ذلك أن الشباب هم ثروة المجتمع، خصوصاً أن شبابنا يمثلون الفئة الأكبر من هذا المجتمع، وشباب يقضي أوقات فراغه في ممارسات كهذه لا ينتظر منه الكثير.
هؤلاء مسؤولون عن الشباب
ويختتم د.عبدالعزيز الدخيل مشاركته قائلاً:
إن المسؤولية فيما يحدث لا تقع على الشباب وحدهم، بل إنها مسؤولية الأسرة والمدرسة *****جد ووسائل الإعلام والمجتمع بمؤسساته المختلفة (وزارة التربية والتعليم، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة والإعلام، الجمعيات الخيرية) بالمقام الأول. فتلك الجهات هي المسؤولة عن التنشئة الاجتماعية، ومعتقدات الشباب وسلوكياتهم وتصرفاتهم ما هي إلا نتيجة لتفاعل تلك الجهات. إن علاج الوضع يتطلب تكاتف جميع تلك الجهات من خلال دراسة المشكلة ووضع الحلول العملية لها وتفعيلها ولعلِّي هنا أطالب بوضع حل عاجل في التصرف بحزم مع جميع من يسيء إلى الذوق العام وتخريب الممتلكات وايذاء الآخرين بالقول أو الفعل. فوطننا عزيز علينا ويجب أن يحترم من الجميع.