قريات الملح
30 - 1 - 2004, 12:27 AM
1- وجد مبارك الأكربي نفسه مدرسا بقرية الأخاشيم التي تقع على منتصف المسافة بين شرورة والخرخير، وعلى بعد 4** كلم من أقرب إدارة تعليم، يقطع ثلث المسافة على خط رملي تضاهي سخونته حرارة الغضى. هنا لا جديد: من حق أبناء الأخاشيم أن يذهبوا للمدرسة ومن حقوقهم على الدولة أن تحضر لهم المعلم المناسب، لكن أبسط حقوق المعلم الذي يقبل بهذا الخيار "مرغما" أن يحصل على التعويض المادي المناسب إذ لا يعقل أن يكون مدرسا بالخرخير ويأخذ مزايا أقل من نظيره الذي يقضي الفسحة المدرسية في مقهى "ستار بكس" بشارع التحلية أو على أنغام الموسيقى البلدية اللبنانية في كافتيريا الخمس نجوم بشارع العليا العام. لا يمكن لعاقل واحد أن يصدق أن مدرسا يشاهد السحابة الممطرة فوق إدارة تعليم نجران ويحصل على بدل نأي مناسب، على حين كان مبارك يأكل الخبز الحاف الجاف الذي يستطيع تأمينه بالإكراه مرتين في الشهر كلما غامر وذهب للمدينة، إذا كان ولا بد من الذهاب لكل ما هو "خرخير" في زوايا هذا البلد الهائل المساحة فلنعط هؤلاء البدل المناسب الذي يغري الجميع بالمنافسة للذهاب، أو في أقل الأحوال فلنحسب الخدمة مضاعفة: العام بعامين من أجل توزيع الفرص وتحقيق العدالة.
2- وسط شارع بالغ الازدحام بالعاصمة المقدسة يقف رجل الأمن كالمسمار ببدلته العسكرية التي اكتست لونا مختلفا بفعل حرارة الشمس ويرتدي كمامات التنفس وسط أجواء خانقة في مكان لا مكان فيه لقدم إضافية واحدة ولهذا كان هذا البطل يتلوى كالثعبان بين الجموع والمذهل أنه ما زالت لديه طاقة زائدة لمواصلة عمله، حين تقترب منه تحاول تعداد حبات العرق الساخن جدا على جبينه لأتذكر نظيره: رجل الأمن الآخر الجالس على كنبة باردة وثيرة في مسقط رأسي ببلدة سراة عبيدة حيث الزحام مفردة لم تكتب في القاموس بعد: حيث البلدة كلها تلف حول إشارة مرور واحدة وضعت للزينة، عندها قلت: هل من المعقول أن يتساوى جندي في شارع إبراهيم الخليل بجوار الحرم مع نظيره بسراة عبيدة الذي لو غاب يوما عن العمل لارتاحت الكنبة؟.
3- في مجمع سياحي عملاق بعروس البحر الأحمر احتفيت ذات ليلة بثلاثة شبان بالزي السعودي يتناوبون ساعات اليوم على الاستقبال فقضيت معهم بالتناوب يومين من الأسئلة حول المزايا والرواتب والبدلات وساعات العمل الإضافية وكانت الإجابات مغرية مقنعة ومشبعة لشخص مثلي مهووس بالسعودة. في اليوم الثالث سألت أحدهم: ماذا تبقى لديكم من أسئلة تطالبون بها المالك المحترم؟ فأجاب: أن يدفع لنا تكلفة الإقامة وقيمة التأشيرة، نظرت للأشمغة الأنيقة فوق رؤوس هؤلاء فعرفت أن السعودة لدى الكثير قد تتحول إلى مجرد "أشمغة".
علي سعد الموسى ـ صحيفة الوطن السعودية
2- وسط شارع بالغ الازدحام بالعاصمة المقدسة يقف رجل الأمن كالمسمار ببدلته العسكرية التي اكتست لونا مختلفا بفعل حرارة الشمس ويرتدي كمامات التنفس وسط أجواء خانقة في مكان لا مكان فيه لقدم إضافية واحدة ولهذا كان هذا البطل يتلوى كالثعبان بين الجموع والمذهل أنه ما زالت لديه طاقة زائدة لمواصلة عمله، حين تقترب منه تحاول تعداد حبات العرق الساخن جدا على جبينه لأتذكر نظيره: رجل الأمن الآخر الجالس على كنبة باردة وثيرة في مسقط رأسي ببلدة سراة عبيدة حيث الزحام مفردة لم تكتب في القاموس بعد: حيث البلدة كلها تلف حول إشارة مرور واحدة وضعت للزينة، عندها قلت: هل من المعقول أن يتساوى جندي في شارع إبراهيم الخليل بجوار الحرم مع نظيره بسراة عبيدة الذي لو غاب يوما عن العمل لارتاحت الكنبة؟.
3- في مجمع سياحي عملاق بعروس البحر الأحمر احتفيت ذات ليلة بثلاثة شبان بالزي السعودي يتناوبون ساعات اليوم على الاستقبال فقضيت معهم بالتناوب يومين من الأسئلة حول المزايا والرواتب والبدلات وساعات العمل الإضافية وكانت الإجابات مغرية مقنعة ومشبعة لشخص مثلي مهووس بالسعودة. في اليوم الثالث سألت أحدهم: ماذا تبقى لديكم من أسئلة تطالبون بها المالك المحترم؟ فأجاب: أن يدفع لنا تكلفة الإقامة وقيمة التأشيرة، نظرت للأشمغة الأنيقة فوق رؤوس هؤلاء فعرفت أن السعودة لدى الكثير قد تتحول إلى مجرد "أشمغة".
علي سعد الموسى ـ صحيفة الوطن السعودية