عبدالإله
4 - 2 - 2004, 08:00 PM
آثار الاستقامة ومعوقاتها
الاستقامة شجرة طيبة ، لها من الثمار اليانعة والجني اللذيذ والخير المستمر فوائد لا تستقصى ، وأمور لا تحصى ، وإليك طرفا من تلك الثمار اليانعة ، والقطوف الرائعة ..
* تحقيق التوحيد لله عز وجل .
إذ أن من آثار الاستقامة على الدين أن يوحد العبد ربه ولا يشرك معه أحدا ، توحيدا لا تخالطه شائبة ، توحيدا يوقن العبد من خلاله " أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله عليه ، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه "[رواه النسائي ح2516] فلا يسأل إلا الله ولا يرجوا إلا الله ولا يخشى إلا الله ولا يرغب ويرهب إلا فيما عند الله ، توحيدا يحققه في حياته ليسعد يوم لقياه .
* الصبر .
فليس في الوجود شيء أصعب من الصبر ، إما على محبوب أو على مكروه ، وهو أنواع : صبر على طاعة الله تعبدا لله ، وصبر عن معاصي الله ، خوفا من الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة رضا بقضاء الله ، والاستقامة تورث العبد الصبر بما تحمله هذه الكلمة من معنى
* الدعوة إلى الله تعالى .
والمتأمل حق التأمل في قول الله تعالى " فادع واستقم كما أمرت "[الشورى:15] يجد أنه سبحانه وتعالى قرن الدعوة إلى الله تعالى مع الاستقامة في آية واحدة ، لا لشيء إلا أنها من أهمّ المهمات ، وأوجب الواجبات ، وأعظم القربات ، فالدعوة مهمة الرسل ، ووظيفة الأنبياء ، فبها يستقيم أمر الفرد ، ويصلح حال المجتمع ، وقد رتب الله عليها الأجر العظيم ، والفوز العميم واختار لها أفضل الخلق ، وأكرم البشر وسادة القوم وصفوة الأمة وفضلاءها ، وهم الأنبياء والمرسلون والدعاة والمصلحون ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم
* الثبات .
من أراد علو بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به ، فإن البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه ، والنفس الشريفة العاليه ، صاحبة الهمة الرائدة لاترضى بالانهزامية ولا تستسلم للتقلبات ، والنفس المهينة الحقيرة الخسيسة على الضد من ذلك ، وعلى هذا فإن رونق الاستقامة هو الثبات عليها حتى الممات ، والله عز وجل يقول " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .." [إبراهيم:27] وبهذا يُعلم أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له في كل ما يملك في أقواله في أفعاله في حركاته وسكناته ، فبه ينال العبد مناه ويرجو رضا مولاه وهو الطريق إلى الرفعة الأولى والآخرة . نعم .. إن طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيرة إلا بحبسين : حبس قلبه في طلبه ومطلوبه ، وحبسه عن الالتفات إلى غيره ، وحبس لسانه عما لا يفيد ، وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته ، وحبس جوارحه عن المعاصي والشهوات ، وحبسها على الواجبات والمندوبات ، فلا يفارق الحبس حتى يلق ربه ، فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه ، وعلى هذا فالمسلم مأمور في هذه الحياة بالاستقامة في دينه كله عقيدة وعبادة وسلوكا ، ولن تتأتى له تلك الاستقامة وتكمل إلا بأمور :
* معرفة طريقها والعمل بها واستبانتها بالدليل الشرعي الصحيح .
* العمل بها والتزام تطبيقها ظاهرا وباطنا .
* الدعوة إليها والتواصي بلزومها ودفع ما يعيقها ويضعفها .
* الثبات عليها والصبر على لزومها حتى الممات .
فإذا ما تحققت هذه الشروط وهذه المقومات في حياة العبد كملت استقامته بإذن الله تعالى ، ومتى ما أنقص شيئا منها نقصت استقامته بحسب ذلك ، فالزم أخي المبارك هذه المقومات فإنها سبيلك إلى الجنة ونجاتك من النار ، رزقني الله وإياك الثبات على دينه والاستقامة عليه .. آمين
. سلمان بن يحي المالكي
الاستقامة شجرة طيبة ، لها من الثمار اليانعة والجني اللذيذ والخير المستمر فوائد لا تستقصى ، وأمور لا تحصى ، وإليك طرفا من تلك الثمار اليانعة ، والقطوف الرائعة ..
* تحقيق التوحيد لله عز وجل .
إذ أن من آثار الاستقامة على الدين أن يوحد العبد ربه ولا يشرك معه أحدا ، توحيدا لا تخالطه شائبة ، توحيدا يوقن العبد من خلاله " أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله عليه ، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه "[رواه النسائي ح2516] فلا يسأل إلا الله ولا يرجوا إلا الله ولا يخشى إلا الله ولا يرغب ويرهب إلا فيما عند الله ، توحيدا يحققه في حياته ليسعد يوم لقياه .
* الصبر .
فليس في الوجود شيء أصعب من الصبر ، إما على محبوب أو على مكروه ، وهو أنواع : صبر على طاعة الله تعبدا لله ، وصبر عن معاصي الله ، خوفا من الله ، وصبر على أقدار الله المؤلمة رضا بقضاء الله ، والاستقامة تورث العبد الصبر بما تحمله هذه الكلمة من معنى
* الدعوة إلى الله تعالى .
والمتأمل حق التأمل في قول الله تعالى " فادع واستقم كما أمرت "[الشورى:15] يجد أنه سبحانه وتعالى قرن الدعوة إلى الله تعالى مع الاستقامة في آية واحدة ، لا لشيء إلا أنها من أهمّ المهمات ، وأوجب الواجبات ، وأعظم القربات ، فالدعوة مهمة الرسل ، ووظيفة الأنبياء ، فبها يستقيم أمر الفرد ، ويصلح حال المجتمع ، وقد رتب الله عليها الأجر العظيم ، والفوز العميم واختار لها أفضل الخلق ، وأكرم البشر وسادة القوم وصفوة الأمة وفضلاءها ، وهم الأنبياء والمرسلون والدعاة والمصلحون ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم
* الثبات .
من أراد علو بنيانه فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به ، فإن البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه ، والنفس الشريفة العاليه ، صاحبة الهمة الرائدة لاترضى بالانهزامية ولا تستسلم للتقلبات ، والنفس المهينة الحقيرة الخسيسة على الضد من ذلك ، وعلى هذا فإن رونق الاستقامة هو الثبات عليها حتى الممات ، والله عز وجل يقول " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .." [إبراهيم:27] وبهذا يُعلم أن العبد لا يستغني عن تثبيت الله له في كل ما يملك في أقواله في أفعاله في حركاته وسكناته ، فبه ينال العبد مناه ويرجو رضا مولاه وهو الطريق إلى الرفعة الأولى والآخرة . نعم .. إن طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيرة إلا بحبسين : حبس قلبه في طلبه ومطلوبه ، وحبسه عن الالتفات إلى غيره ، وحبس لسانه عما لا يفيد ، وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته ، وحبس جوارحه عن المعاصي والشهوات ، وحبسها على الواجبات والمندوبات ، فلا يفارق الحبس حتى يلق ربه ، فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه ، وعلى هذا فالمسلم مأمور في هذه الحياة بالاستقامة في دينه كله عقيدة وعبادة وسلوكا ، ولن تتأتى له تلك الاستقامة وتكمل إلا بأمور :
* معرفة طريقها والعمل بها واستبانتها بالدليل الشرعي الصحيح .
* العمل بها والتزام تطبيقها ظاهرا وباطنا .
* الدعوة إليها والتواصي بلزومها ودفع ما يعيقها ويضعفها .
* الثبات عليها والصبر على لزومها حتى الممات .
فإذا ما تحققت هذه الشروط وهذه المقومات في حياة العبد كملت استقامته بإذن الله تعالى ، ومتى ما أنقص شيئا منها نقصت استقامته بحسب ذلك ، فالزم أخي المبارك هذه المقومات فإنها سبيلك إلى الجنة ونجاتك من النار ، رزقني الله وإياك الثبات على دينه والاستقامة عليه .. آمين
. سلمان بن يحي المالكي