التطعيمات ونفي مدير الشؤن الصحية وتأكيد الوالد والشهود

[قريات الملح]

نفى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبدالقادر بن أحمد الطيب ما تناقلته بعض الصحف المحلية حول إقدام امرأة مجهولة على تطعيم طفلة في أحد أحياء المدينة المنورة بمادة غريبة، وقال الطيب ل(الجزيرة): إنه تم استقبال الطفلة القضية وتم إجراء الفحوصات اللازمة لها وأكدت نتائج الفحص المخبري عدم وجود أي مؤشرات على حقنها بأي مادة وقد خرجت الطفلة بعد استكمال الفحوصات عليها. وأكد الطيب أنه لم نتلق أي حالات مشابهة، وأن ما يتردد ما هو إلا مجرد إشاعات داعياً وسائل الإعلام إلى التعاطي المسؤول مع مثل هذه الأخبار التي قد تسبب إزعاجاً وبلبلة لا داعي لها بين فئات المجتمع. وقال إن حملات التطعيم تتم وفق آليات رسمية ويتم تحديد مواعيد لها بعد الإعلان عنها.

[قريات الملح]

رفعت الجهات الأمنية في المدينة المنورة أمس تقريرها إلى أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز بخصوص حالة الطفلة "راما عبدالله" التي ذكر أنها تعرضت للتطعيم من امرأة مجهولة الخميس المنصرم. وتوصل التقرير إلى نفس المعلومات التي نشرتها "الوطن" أمس وأشارت من خلالها إلى تطابق أقوال الشهود، عبر روايات اتفقت على أن امرأة ترتدي عباءة سوداء قامت بتطعيم الطفلة بحقنة مجهولة المحتوى، قبل أن تلوذ بالفرار.
وصرح مصدر أمني ذو صلة بالقضية طلب عدم ذكر اسمه بأن التقرير يتضمن أقوال 3 شهود عيان من الأطفال، إضافة إلى إفادات ذوي الطفلة، ومعلومات حول معاينة الأثر للحقنة، وموقع الحادثة.
وأضاف المصدر أن التقرير الأمني ينتظر تقريرا طبيا مفصلا من المقرر أن يصدر عن الشؤون الصحية بالمنطقة اليوم (الأحد).
وعلى الصعيد ذاته، أظهرت نتائج الفحوصات الشاملة التي أجراها مختبر الشؤون الصحية للطفلة في الرابعة من عمرها على عينة دم أخذت منها يوم الحادثة، مؤشرات سلبية بخصوص الأمراض الوبائية المعروفة، ومؤشرات طبيعية بخصوص مكونات الدم.
وتطابقت النتائج بذلك مع التقرير الذي أصدره أحد المستشفيات الخاصة ، وأثبت خلو الطفلة من فيروسات التهاب الكبد الوبائي، وفيروس متلازمة نقص المناعة المكتسبة "إيدز".
وكان عادل الحجيلي، عم الطفلة، قد تلقى اتصالا أمس من مكتب وزير الصحة، يفيد باهتمام الدكتور حمد المانع الشخصي، واتصاله بآخر التقارير الخاصة بحالتها.
إلى ذلك، تحفظ والد الطفلة عبدالله الحجيلي على تصريحات مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبدالقادر الطيب، والتي تضمنت نفيا لوصف الأثر على ذراع "راما عبدالله الحجيلي" بأثر الحقنة. وكان الطيب قد صرح، عبر اتصال خاص أجرته معه "الوطن"، بأن "الأثر - المزعوم - للتطعيم ليس سوى جرح عرضي صغير، لا يمكن أن تخلّفه حقنة". وأبدى والد الطفلة دهشته مما اعتبره "تناقضا بين تصريحات مدير الشؤون الصحية، وإفادة الأطباء الذين شخصوا الحالة الراهنة أمامهم، ووصفوا الأثر بمخلفات حقنة واضحة".
وتطرح "الوطن" حقيقة أن اثنين على الأقل، من الكوادر الطبية العاملة في قسم الطوارئ بمستشفى أحد العام، وصفا ما على الذراع الأيسر للطفلة، بأنه أثر حقنة.
ورفض الحجيلي اتهامه بالانسياق وراء إشاعات، قائلا إن "لدي ابنة، وشهوداً، تطابقت أقوالهم، واحتجت إلى أكثر من 36 ساعة من مختبرات الشؤون الصحية للاطمئنان على سلامة دمها". وطالب والد الطفلة المسؤولين بـ"الاهتمام أكثر بشكاوى المواطنين، فهي الطريقة الوحيدة لمواجهة أية خرافة". وأشار إلى مخاوفه التي زعم أنها تستند إلى أقوال أطباء، وتوضح حقيقة احتمال ظهور نتائج بعيدة المدى، لبعض المواد.