سفير الفضيلة
7 - 4 - 2008, 12:12 PM
http://alfadela.net/fup/uploads/images/796d7642ba.gif (http://www.alfadela.net)
::نَظَـــرَاتٌ حَوْلَ الفَضِيلَةِ في مَدَارِسِنا ::
http://alfadela.net/fup/uploads/images/2fe9afc193.gif (http://www.alfadela.net)
التَّرْبِيةُ رِسَالَةٌ حَملهَا المُعلِّمُ علَى عَاتِقِهِ ولأجْلِها قدَّم َوقْتَهُ وجُهْدَهُ كََالشَّمْعةِ تُنِيرُ لِلمُتَعلِّمِينَ الطَّرِيقَ، فَهُمْ يَتلقَّوْنَ مِنهُ العِلْمَ والأخْلا قَ والسُّلُوكَ ويَقْتَبِسُونَ مِنهُ أفْكَارَهُمْ وطُمُوحَهُمْ، ولِذَلِكَ كََانَ للمُعلِمِ الدَّورُ
الكَبِيرُ في غَرسِ الفَضِيلةِ في نُفُوسِ تلاميذِهِ فَمِنْ خِلالِ مُتَابعَتِهِ لهُمْ يسْتَطِيعُ تَقْوِيمَ سُلُوكِهِمْ وتَوجِيهِهِمْ إلَِي الخُلقِ القَيَّمِ. ومِنْ هُناكَ كانَتْ لَدَيْنا مَجْموعَةُ مِنَ الأسْئِلةِ الَّتِي تَسْتحِقُّ أنْ نُوَجِّهَهَا إلَى المُعلِمِ: مَنْ أنْتَ؟ وَهَلْ تَعْتَبِرُ نَفسَكَ مُعَلِّماً للفَضِيلَةِ؟ مَا دَوْرُكَ في صِنَاعَةِ الأجْيَالِ؟ وَهَلْ تَعتَقِدُ أنَّ دَوْرَكَ مُقْتَصِرٌ عَلَى تَعْلِيمِ العِلْمِ فَقَطْ ؟ أمْ أنَّ دَورَكَ يُعتَبَرُ أَسَاسِياً في تَرْبِيَّةِ النَّشْئِ عَلَى الفَضِيلَةِ؟
إنَّنَا نَفْتقِدُ وُجُودَ مُعَلِّمِ الفَضيلَةِ فَقَدْ أَصْبَحَ عُمْلَةً نَادِرَةً في هَذَا الزَّمَانِ،
وَلَيْتَ المُعَلِّمينَ يُدْرِكونَ حَقيقَةَ مِهْنَتِهِمْ وَهَذَا الشَّرَفِ العَظِيمِ الذِي اخًتَارَهُمْ اللهُ لَه، فَمِهنَةُ التَّعْلِيمِ تُعْتَبَرُ مِنْ أَشْرَفِ وَأَنْبَلِ المِهَنِ، لأنَّهَا مِهْنَةُ الرُّسُلِ والأنْبِياءِ عَلَيْهِمْ أَفضلَ الصَّلاةِ وََأتَمَّ التَّسْليمِ الذِينَ بُعثُوا لِتَعْلِيمِ النَّاسِ وَإرْشادِهِمْ وَتَرْبيتِهِمْ وَكَذَلِكَ عَملُ المُعَلمينَ الذينَ بِيدِهِمْ صِنَاعَةُ الأُمَّةِ وَبِنَاءُ الأجْيَالِ وَأيُّ نَقْصٍ خُلُقِيٍّ في إعْدادِ المُعلِّمينَ سَوفَ يُؤدِّي إلَى تَقْصِيرِ هؤُلاءِ المُعَلِّمينَ في مَهَامِهِمْ في تَرْبيةِ وَتَعلِيمِ أفْرادِ المُجْتَمعِ. (يالجن، 1995، 5) بتصرف
http://alfadela.net/fup/uploads/images/c309836a7b.jpg (http://www.alfadela.net)
وبَيْنَ زَحْمَةِ التَّسَاؤُلاتِ الكَثيرَةِ التِي تَنْجَلِي عَنْ حَقَائِقَ مُرَوِّعَةٍ في الفُرُوقِ بَينَ مُعَلُّمٍ في صَفٍّ وَمُعلِّمٍ آخَرَ لايَفْصِلُ بَيْنَهُما سِوَى جِدَارٍ!! نَجِدُ فى العمَلِيَّةِ التَّرْبويَّةِ التَّعلِيمِيَّةِ أُمُوراً تَبْكِى لها العُيُونُ وتُسَخّفُهَا العُقُولُ، وَعلامَاتِ اسْتفْهَامٍ عَدِيدَةٍ وَإشَارَاتِ اتِّهاٍم تَتَوَجَّهُ لِكُلٍ مِنَ المُعَلِّمِ وَالطَّالِبِ، ولِتُدْرِكَ خُطورَةَ المَوْقِفِ تَعالَ وانْظُرْ إلى مَا جَاءَ في إحْدَى تَقَارِيرِ أخْلاقِياتِ مِهْنَةِ المُعَلمِ المُسْلِمِ عَنِ السِّلْبِيَاتِ التِي لُوحِظَتْ في مَيْدَانِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ فِي المُجْتَمَعَاتِ العَرَبِيَّةِ والإسْلامِيَّةِ :
http://alfadela.net/fup/uploads/images/e13aa940d3.png (http://www.alfadela.net)
1- وُجُودُ ضَعْفٍ في وَعْيِ المُعَلِّمِ بِرِسَالَةِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْليمِ والمُتمَثِّلَةِ في إعْدادِ النَّاشِئَةِ لِلْحَيَاةِ.
2- عَدَمُ اهْتِمَامِ المُعَلِّمِ بالتَّرْبيةِ الخُلُقِيَّةِ وبالتالي عَدَمُ تَقْوِيمِهِ لِسُلوكِ المُتَعَلِّمِينَ وَعَدَمُ النَّظَرِ إِليْهَا بِاعْتبارِها هَدَفاً من أَهْدَافِ التَّرْبيَّةِ.
3- عَدَمُ اسْتِثْمَارِ تَدْرِيسِ المُقَرَّرَاتِ الدِّرَاسِيةِ في تَنْمِيَةِ الجَانِبِ الخُلُقِيِّ لَدَى المُتَعَلِّمينَ.
4- تَرْكيزُ المُعَلمِ على حَشْوِ أَذْهانِ التلاميذِ بِالمَعْلوماتِ واعْتبارِها الغَرَضَ الأسَاسِيَّ مِنَ التَّرْبيَّةِ والتَّعْليمِ.
5- عَدَمُ اهْتِمامِ المُعلمِ بِتَكْوينِ العَادَاتِ الخُلُقيَّةِ الحَسَنَةِ لَدَى تَلامِيذِهِ بِتَعْويدِهِمْ الصِّدْقَ في القَوْلِ والوَفَاءَ بِالوَعْدِ وحُسْنَ الأدَاءِ في العَمَلِ والمُحَافَظَةَ عَلى الدِقَّةِ في أدَاءِ الوَاجِبِ بِأمانَةٍ والاعُتِمَادَ علَى النَّفْسِ.
6- عدَمُ الاهْتِمَام بِإيجَادِ مُنَاخٍ صَفِّيٍ يَسُودُهُ التَّعَاوُنُ والتَّكامُلُ بينَ التَّلامِيذِ لِتَنمِيَةِ رُوحِ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ وَتَشْجيعِ الحِوَارِ والمُناقَشَةِ والاسْتِمَاعِ إلى وِجْهَاتِ نَظَرِ الآخَرينَ حُيَالَ مُشْكلاتِهِمْ وَالعَمَلِ علَى حَلِّهَا.
7- غِيَابُ المُعَلِّمِ القُدْوَةِ في مَدارِسِنا الذي يَسْتطيعُ أنْ يَتْرُكَ أَثَراً أَخْلاقِياً عِنْدَ المُتَعَلِّمينَ وَيُسَاهِمَ في رَفْعِ مُسْتَوَى العَمَلِيَّةِ التَّرْبوِيَّةِ والتَّعْليميَّةِ وبِالتالي الرَفْعَ مِنْ شَأْنِ مِهْنَةِ التَّعْليمِ ذَاتِهَا.
إنَّ وُجُودَ مِثلِ هَذِهِ الَسِّلْبِيَاتِ دَلِيلٌ ومُؤشِّرٌ وَاضِحٌ علَى وُجُودِ قُصُورٍ في وَعْيِ بَعْضِ المُعَلمِينَ بِمَسْؤولِيَاتِهِمْ الأخْلاقِيَّةِ اتّجَاهَ مِهنَةِ التعليمِ مِنْ جِهَةٍ واتّجَاهَ أَطْرافِ العَمَلِيَّةِ التعْليمِيَّةِ والتَّربوِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.لِذَا لابُدَّ مِنْ الاهْتِمَامِ بِأَخْلاقِياتِ مِهنَةِ التعْليمِ والقِيمَةِ التَّرْبَوٍيَّةِ المُنَظِّمَةِ لَهَا حَيْثُ أَنَّ القِيمَةَ الأخْلاقِيةَ تَفْعَلُ في نَفْسِ الإنْسَانِ كَمَا يَفْعَلُ رُبَّانُ السَّفِينَةِ بِسَفِينَتِهِ فَهُوَ يُرْسِيهَا عَنْ هَدَفٍ مَعلُومٍ وَقَصْدٍ مَرْسومٍ.فَضْلاً عَنْ أَنَّ القِيَمَ الأخْلاقِيَّةِ تُعْتَبَرُ بِمَثَابَةِ الضَّمِيرِ الحَاكِمِ لِسُلوكِيَاتِ الإنْسَانِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَجْعَلَ مِنْ هَذِهِ القِيمَةِ مِحَكاً ومِقْياساً لسُلوكِياتِهِ.
ورَأَيْنَا أَنْ نُوَضِّحَ هَذا المَفْهُومَ أَكْثَرَ بِمَوْقِفٍ لِيُبَيِّنَ قِلَّةَ وَعْيِ المُعَلِّمِ بِدَوْرِهِ في غَرْسِ القِيَمِ الأخْلاقِيةِ عِنْدَ تَلامِيذِهِ::
- المُعلمُ رَامي يَدْخُلُ الصَّفَّ و بعْد أنْ يُلقي السّلام والتّحية يسأل تلاميذه عن الدرْس الماضي، ثُمّ يَشْرَعُ في شَرْحِ الَدّرْسِ الجَدِيدِ، وَيَمُرُّ وَقْتُ الحِصَّةِ حَتَّى تَقْتَرِبَ عَلَى نِهَايَتِهَا حينها يُبادر المُعلِّمُ بِطرْح أسئِلة على الدّرْس الجديد لِيقيس استيعابِهم ، فَيَقومُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ لِلإجابَةِ و َإذا بتلمِيذٍ آخَرَ يُقاطِعُ زَميلَهُ وَيُجيبُ، هُنا غَضِبَ المُعَلِّمُ رَامِي وَقَالَ :
يَا خَالِدُ لا تُقاطِعْ زَميلَكَ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ، أَلَمْ تَتَعَلَّمْ الأدَبَ ؟! هَذَا عَيْبٌ ، لابُدَّ أنْ تَسْتَمِعَ للآخَرينَ حِينَ يَتَحَدثُونَ وَلاتُقاطِعْهُمْ فَهِمْتَ ؟!
- مُعلمُ الفضيلَةِ يَتَكرَّرُ عَليهِ نَفْسُ المُوْقفِ وَبَيْنما هُوَ يَشْرَحُ وَيطْرَحُ سُؤالاً لِيَرَى مَدَى اسْتيعَابِ تَلامِيذهِ لِلدَّرْسِ وَإذا بِتلمِيذٍ آخَرَ يُقَاطِعُ زَمِيلَهُ أَثْنَاءَ الإِجابَةِ، هُنا تَحَدَّثَ المُعَلِّمُ وَقالَ:
يَا بُنَيَّ، عِندَمَا تَرَى صَديقَكَ يَتَحَدَّثُ فَلا تُقاطِعْهُ ، هَذا عَيْبٌ، وَإذا أَرَدْتَ أنْ يَحْترِمَكَ النَّاسُ فَاسْتَمعْ إلَيْهِمْ ولاتُقاطِعْهُمْ، وهَذَا خُلُقٌ وَأَدَبٌ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حَيْثُ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُقاطِعُ أحداً إذا تَحَدَّثَ، وهَذا أَدَبُ الحِوَارِ، وَلا تَقْلَقْ فَسَأُعطِيكَ فُرْصَتَكَ للإجَابَةِ
http://alfadela.net/fup/uploads/images/e13aa940d3.png (http://www.alfadela.net)
أَظُنُّكُمْ عَرَفْتُمْ مَنْ هُوَ مُعلِّمُ الفضِيلَةِ ::
فَمُعَلِّمُ الفَضيلَةِ هُوَ المُعلِّمُ الذِي نَحْتاجُهُ في زَمَنِنَا، زَمَنٌ ضَاعَتْ فِيهِ القِيَمُ والأخْلاقُ وَضَاعَتْ فيهِ المَبادِئُ، زَمَنٌ يُلْقي نَظْرَةَ إِعْجابٍ لِلغَرْبِ وانْسِلاخَ الأخْلاقِ وتَفَسُّخَهَا. ومُعلِّمُ الفضيلةِ يُمَثِّلُ دَوْرَ المُنْقِذِ للأخْلاقِ مِنَ الضَّيَاعِ، هُوَ المُعلِّمُ الذِي يُحِبُّهُ تَلامِيذُهُ لإِخْلاصِهِ لأَنَّهُ عَلَّمَهُمْ بإِخْلاصٍ وَحُبٍ وتَفَانٍ.
::وَقَفاتٌ مَعَ مُعَلِّمِ الفَضيلَةِ::
كَانَ سَابِقاً كَأَيِّ مُعلِّمٍ يَدْخُلُ الصفَّ يَرْمي بِمَا في جُعْبَتِهِ ثمَّ يَخْرُجُ، وذاتَ مَرَّةٍ حَضَرَ المُعَلِّمُ رَامِي حِصَّةََ مُعَلِّمٍ آخَرَ لِيَتَبادَلَ الخِبْرَةَ مَعَهُ، فانْبَهَرَ بِما رَأَى وَتَأَثَّرَ ::فالتَّلامِيذُ هَادِئُونَ ، يُرَدِّدُونَ شِعاراً في كُلِّ حِصَّةٍ عَنْ خُلُقِ الأُسْبوعِ، تَنافُسٌ فيمَا بَيْنَهُمْ أَيُّهُمْ الأَفْضَلُ مِنَ الآخَرِ، اِحْترَامٌ للجَميعِ، عَملٌ جَماعِيٌ مُتْقَنٌ
هَكَذَا يَكُونُ مُعلمُ الفَضيلًةِ ..
وَبَعْدَ الحِصةِ خَرَجَ المُعَلُّمُ رَامِي مَعَ مُعَلُّمِ الفَضِيلَةِ فَقَالَ لَهُ: في الْحَقِيقَةِ أَنْتَ تُرَبِّي أَجْيالاً وتَزْرَعُ الأخْلاقَ فَأَخْبِرني مَنْ عَلَّمَكَ هَذِهِ الَّصنْعَةَ؟ فَأَجَابَ مُعَلمُ الفَضيلَةِ :::
أَوَّلاُ :: وَاقِعُنا الذي يَمْسَحُ عن جِباهِنا أَثَرَ السُّجُودِ !
ثانيا :: إِعْلامُنا الذي يُعَلِّمُ أبناءَنا الرَّذيلَةَ وَهُمْ ما انْتَهَوْا بَعْدُ مِنَ الفِطَامِ !!!
ثالِثا :: حُرْقَتِي عَلَى دِيني أنْ أكُونَ مُسْلِماً وَقَادِراً وَلا أعْمَلُ شَيْئاً يُنْقِذُ أمَّتي مِنَ الضَّيَاعِ ...
هِيَ بِضْعُ كَلمَاتٍ تَخْتارُها في أوْقَاتٍ مُناسِبَةٍ وعَمَلِيَّةٍ وتُلْقيهَا عَلَى تَلامِذَتِكَ، تَجِدُهُم قد اسْتَوْعَبُوا الدَّرْسَ وفَطِنُوا ، هُمْ يَرَوْنَ المعَلِّمَ النَّموذَجَ الذي لا يُخْطِئُ ..فَلِمَ لا نَعْمَلُ وبِيَدِنا إِصْلاحُ الَوضْعِ والأُمَّةِ ..
صَدَقَ مُعلِّمُ الفَضيلَةِ ، فَيَا أَخِي المُعَلمُ لَكَ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلى المَعَايِيرِ التِي تُحَدِّدُ هَلْ أَنْتَ مُعلِّمُ الفَضيلَةِ أَمْ مَاذَا ؟ فَقَطْ أَجِبْ عَلَى الأسْئِلَةِ التَّالِيَةِ ::
- ما الإِطارِ الأخْلاقيّ لمِهْنَة المعلم المُسلم برَأْيك ؟
- ما المصادِر الأخلاقِيّةَ لمهنة المعلم المسْلِمِ في النّظامِ التّعْليميّ؟
- ما أَثَر أَخْلاقِيّات مهنة المعلم المُسْلِم في تَرْبِيَة الفَرْد والمُجْتَمع ؟
- ما الضّوابِط المقْترحة لِتَعْزيز أَخْلاقِيّات المهنة لَدى المُعلم المُسْلِم ؟
http://alfadela.net/fup/uploads/images/9a6f60f504.jpg (http://www.alfadela.net)
يُتْبَعُ بِعَوْنِ اللهِ في المَوْضُوعِ القادِمِ لِنُكْمِلَ مَا بَدَأْنَاهُ، وَنَرْسُمَ مَعاً الخُطُوطَ الوَاضِحَةَ لِمُعَلمِ الفَضِيلَةِ ، وَسَنَذْكُرُ فِيهَا المَصَادِرَ الأخْلاقِيَّةِ التِي يَعتَمِدُ علَيْهَا المُعَلِّمُ ، وَنََمَاذِجَ مِنَ القِصَصِ القُرآنِيَّةِ التِي اعْتَمدَتْ السُّلُوكَ العَمَلِيِّ التَّطْبيقِيِّ، لِغَرْسِ القِيَمِ الأخْلاقِيَّةِ فَانْتَظِرُونَا
::نَظَـــرَاتٌ حَوْلَ الفَضِيلَةِ في مَدَارِسِنا ::
http://alfadela.net/fup/uploads/images/2fe9afc193.gif (http://www.alfadela.net)
التَّرْبِيةُ رِسَالَةٌ حَملهَا المُعلِّمُ علَى عَاتِقِهِ ولأجْلِها قدَّم َوقْتَهُ وجُهْدَهُ كََالشَّمْعةِ تُنِيرُ لِلمُتَعلِّمِينَ الطَّرِيقَ، فَهُمْ يَتلقَّوْنَ مِنهُ العِلْمَ والأخْلا قَ والسُّلُوكَ ويَقْتَبِسُونَ مِنهُ أفْكَارَهُمْ وطُمُوحَهُمْ، ولِذَلِكَ كََانَ للمُعلِمِ الدَّورُ
الكَبِيرُ في غَرسِ الفَضِيلةِ في نُفُوسِ تلاميذِهِ فَمِنْ خِلالِ مُتَابعَتِهِ لهُمْ يسْتَطِيعُ تَقْوِيمَ سُلُوكِهِمْ وتَوجِيهِهِمْ إلَِي الخُلقِ القَيَّمِ. ومِنْ هُناكَ كانَتْ لَدَيْنا مَجْموعَةُ مِنَ الأسْئِلةِ الَّتِي تَسْتحِقُّ أنْ نُوَجِّهَهَا إلَى المُعلِمِ: مَنْ أنْتَ؟ وَهَلْ تَعْتَبِرُ نَفسَكَ مُعَلِّماً للفَضِيلَةِ؟ مَا دَوْرُكَ في صِنَاعَةِ الأجْيَالِ؟ وَهَلْ تَعتَقِدُ أنَّ دَوْرَكَ مُقْتَصِرٌ عَلَى تَعْلِيمِ العِلْمِ فَقَطْ ؟ أمْ أنَّ دَورَكَ يُعتَبَرُ أَسَاسِياً في تَرْبِيَّةِ النَّشْئِ عَلَى الفَضِيلَةِ؟
إنَّنَا نَفْتقِدُ وُجُودَ مُعَلِّمِ الفَضيلَةِ فَقَدْ أَصْبَحَ عُمْلَةً نَادِرَةً في هَذَا الزَّمَانِ،
وَلَيْتَ المُعَلِّمينَ يُدْرِكونَ حَقيقَةَ مِهْنَتِهِمْ وَهَذَا الشَّرَفِ العَظِيمِ الذِي اخًتَارَهُمْ اللهُ لَه، فَمِهنَةُ التَّعْلِيمِ تُعْتَبَرُ مِنْ أَشْرَفِ وَأَنْبَلِ المِهَنِ، لأنَّهَا مِهْنَةُ الرُّسُلِ والأنْبِياءِ عَلَيْهِمْ أَفضلَ الصَّلاةِ وََأتَمَّ التَّسْليمِ الذِينَ بُعثُوا لِتَعْلِيمِ النَّاسِ وَإرْشادِهِمْ وَتَرْبيتِهِمْ وَكَذَلِكَ عَملُ المُعَلمينَ الذينَ بِيدِهِمْ صِنَاعَةُ الأُمَّةِ وَبِنَاءُ الأجْيَالِ وَأيُّ نَقْصٍ خُلُقِيٍّ في إعْدادِ المُعلِّمينَ سَوفَ يُؤدِّي إلَى تَقْصِيرِ هؤُلاءِ المُعَلِّمينَ في مَهَامِهِمْ في تَرْبيةِ وَتَعلِيمِ أفْرادِ المُجْتَمعِ. (يالجن، 1995، 5) بتصرف
http://alfadela.net/fup/uploads/images/c309836a7b.jpg (http://www.alfadela.net)
وبَيْنَ زَحْمَةِ التَّسَاؤُلاتِ الكَثيرَةِ التِي تَنْجَلِي عَنْ حَقَائِقَ مُرَوِّعَةٍ في الفُرُوقِ بَينَ مُعَلُّمٍ في صَفٍّ وَمُعلِّمٍ آخَرَ لايَفْصِلُ بَيْنَهُما سِوَى جِدَارٍ!! نَجِدُ فى العمَلِيَّةِ التَّرْبويَّةِ التَّعلِيمِيَّةِ أُمُوراً تَبْكِى لها العُيُونُ وتُسَخّفُهَا العُقُولُ، وَعلامَاتِ اسْتفْهَامٍ عَدِيدَةٍ وَإشَارَاتِ اتِّهاٍم تَتَوَجَّهُ لِكُلٍ مِنَ المُعَلِّمِ وَالطَّالِبِ، ولِتُدْرِكَ خُطورَةَ المَوْقِفِ تَعالَ وانْظُرْ إلى مَا جَاءَ في إحْدَى تَقَارِيرِ أخْلاقِياتِ مِهْنَةِ المُعَلمِ المُسْلِمِ عَنِ السِّلْبِيَاتِ التِي لُوحِظَتْ في مَيْدَانِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ فِي المُجْتَمَعَاتِ العَرَبِيَّةِ والإسْلامِيَّةِ :
http://alfadela.net/fup/uploads/images/e13aa940d3.png (http://www.alfadela.net)
1- وُجُودُ ضَعْفٍ في وَعْيِ المُعَلِّمِ بِرِسَالَةِ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْليمِ والمُتمَثِّلَةِ في إعْدادِ النَّاشِئَةِ لِلْحَيَاةِ.
2- عَدَمُ اهْتِمَامِ المُعَلِّمِ بالتَّرْبيةِ الخُلُقِيَّةِ وبالتالي عَدَمُ تَقْوِيمِهِ لِسُلوكِ المُتَعَلِّمِينَ وَعَدَمُ النَّظَرِ إِليْهَا بِاعْتبارِها هَدَفاً من أَهْدَافِ التَّرْبيَّةِ.
3- عَدَمُ اسْتِثْمَارِ تَدْرِيسِ المُقَرَّرَاتِ الدِّرَاسِيةِ في تَنْمِيَةِ الجَانِبِ الخُلُقِيِّ لَدَى المُتَعَلِّمينَ.
4- تَرْكيزُ المُعَلمِ على حَشْوِ أَذْهانِ التلاميذِ بِالمَعْلوماتِ واعْتبارِها الغَرَضَ الأسَاسِيَّ مِنَ التَّرْبيَّةِ والتَّعْليمِ.
5- عَدَمُ اهْتِمامِ المُعلمِ بِتَكْوينِ العَادَاتِ الخُلُقيَّةِ الحَسَنَةِ لَدَى تَلامِيذِهِ بِتَعْويدِهِمْ الصِّدْقَ في القَوْلِ والوَفَاءَ بِالوَعْدِ وحُسْنَ الأدَاءِ في العَمَلِ والمُحَافَظَةَ عَلى الدِقَّةِ في أدَاءِ الوَاجِبِ بِأمانَةٍ والاعُتِمَادَ علَى النَّفْسِ.
6- عدَمُ الاهْتِمَام بِإيجَادِ مُنَاخٍ صَفِّيٍ يَسُودُهُ التَّعَاوُنُ والتَّكامُلُ بينَ التَّلامِيذِ لِتَنمِيَةِ رُوحِ العَمَلِ الجَمَاعِيِّ وَتَشْجيعِ الحِوَارِ والمُناقَشَةِ والاسْتِمَاعِ إلى وِجْهَاتِ نَظَرِ الآخَرينَ حُيَالَ مُشْكلاتِهِمْ وَالعَمَلِ علَى حَلِّهَا.
7- غِيَابُ المُعَلِّمِ القُدْوَةِ في مَدارِسِنا الذي يَسْتطيعُ أنْ يَتْرُكَ أَثَراً أَخْلاقِياً عِنْدَ المُتَعَلِّمينَ وَيُسَاهِمَ في رَفْعِ مُسْتَوَى العَمَلِيَّةِ التَّرْبوِيَّةِ والتَّعْليميَّةِ وبِالتالي الرَفْعَ مِنْ شَأْنِ مِهْنَةِ التَّعْليمِ ذَاتِهَا.
إنَّ وُجُودَ مِثلِ هَذِهِ الَسِّلْبِيَاتِ دَلِيلٌ ومُؤشِّرٌ وَاضِحٌ علَى وُجُودِ قُصُورٍ في وَعْيِ بَعْضِ المُعَلمِينَ بِمَسْؤولِيَاتِهِمْ الأخْلاقِيَّةِ اتّجَاهَ مِهنَةِ التعليمِ مِنْ جِهَةٍ واتّجَاهَ أَطْرافِ العَمَلِيَّةِ التعْليمِيَّةِ والتَّربوِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.لِذَا لابُدَّ مِنْ الاهْتِمَامِ بِأَخْلاقِياتِ مِهنَةِ التعْليمِ والقِيمَةِ التَّرْبَوٍيَّةِ المُنَظِّمَةِ لَهَا حَيْثُ أَنَّ القِيمَةَ الأخْلاقِيةَ تَفْعَلُ في نَفْسِ الإنْسَانِ كَمَا يَفْعَلُ رُبَّانُ السَّفِينَةِ بِسَفِينَتِهِ فَهُوَ يُرْسِيهَا عَنْ هَدَفٍ مَعلُومٍ وَقَصْدٍ مَرْسومٍ.فَضْلاً عَنْ أَنَّ القِيَمَ الأخْلاقِيَّةِ تُعْتَبَرُ بِمَثَابَةِ الضَّمِيرِ الحَاكِمِ لِسُلوكِيَاتِ الإنْسَانِ يَسْتَطِيعُ أنْ يَجْعَلَ مِنْ هَذِهِ القِيمَةِ مِحَكاً ومِقْياساً لسُلوكِياتِهِ.
ورَأَيْنَا أَنْ نُوَضِّحَ هَذا المَفْهُومَ أَكْثَرَ بِمَوْقِفٍ لِيُبَيِّنَ قِلَّةَ وَعْيِ المُعَلِّمِ بِدَوْرِهِ في غَرْسِ القِيَمِ الأخْلاقِيةِ عِنْدَ تَلامِيذِهِ::
- المُعلمُ رَامي يَدْخُلُ الصَّفَّ و بعْد أنْ يُلقي السّلام والتّحية يسأل تلاميذه عن الدرْس الماضي، ثُمّ يَشْرَعُ في شَرْحِ الَدّرْسِ الجَدِيدِ، وَيَمُرُّ وَقْتُ الحِصَّةِ حَتَّى تَقْتَرِبَ عَلَى نِهَايَتِهَا حينها يُبادر المُعلِّمُ بِطرْح أسئِلة على الدّرْس الجديد لِيقيس استيعابِهم ، فَيَقومُ أَحَدُ تَلامِيذِهِ لِلإجابَةِ و َإذا بتلمِيذٍ آخَرَ يُقاطِعُ زَميلَهُ وَيُجيبُ، هُنا غَضِبَ المُعَلِّمُ رَامِي وَقَالَ :
يَا خَالِدُ لا تُقاطِعْ زَميلَكَ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ، أَلَمْ تَتَعَلَّمْ الأدَبَ ؟! هَذَا عَيْبٌ ، لابُدَّ أنْ تَسْتَمِعَ للآخَرينَ حِينَ يَتَحَدثُونَ وَلاتُقاطِعْهُمْ فَهِمْتَ ؟!
- مُعلمُ الفضيلَةِ يَتَكرَّرُ عَليهِ نَفْسُ المُوْقفِ وَبَيْنما هُوَ يَشْرَحُ وَيطْرَحُ سُؤالاً لِيَرَى مَدَى اسْتيعَابِ تَلامِيذهِ لِلدَّرْسِ وَإذا بِتلمِيذٍ آخَرَ يُقَاطِعُ زَمِيلَهُ أَثْنَاءَ الإِجابَةِ، هُنا تَحَدَّثَ المُعَلِّمُ وَقالَ:
يَا بُنَيَّ، عِندَمَا تَرَى صَديقَكَ يَتَحَدَّثُ فَلا تُقاطِعْهُ ، هَذا عَيْبٌ، وَإذا أَرَدْتَ أنْ يَحْترِمَكَ النَّاسُ فَاسْتَمعْ إلَيْهِمْ ولاتُقاطِعْهُمْ، وهَذَا خُلُقٌ وَأَدَبٌ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ حَيْثُ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُقاطِعُ أحداً إذا تَحَدَّثَ، وهَذا أَدَبُ الحِوَارِ، وَلا تَقْلَقْ فَسَأُعطِيكَ فُرْصَتَكَ للإجَابَةِ
http://alfadela.net/fup/uploads/images/e13aa940d3.png (http://www.alfadela.net)
أَظُنُّكُمْ عَرَفْتُمْ مَنْ هُوَ مُعلِّمُ الفضِيلَةِ ::
فَمُعَلِّمُ الفَضيلَةِ هُوَ المُعلِّمُ الذِي نَحْتاجُهُ في زَمَنِنَا، زَمَنٌ ضَاعَتْ فِيهِ القِيَمُ والأخْلاقُ وَضَاعَتْ فيهِ المَبادِئُ، زَمَنٌ يُلْقي نَظْرَةَ إِعْجابٍ لِلغَرْبِ وانْسِلاخَ الأخْلاقِ وتَفَسُّخَهَا. ومُعلِّمُ الفضيلةِ يُمَثِّلُ دَوْرَ المُنْقِذِ للأخْلاقِ مِنَ الضَّيَاعِ، هُوَ المُعلِّمُ الذِي يُحِبُّهُ تَلامِيذُهُ لإِخْلاصِهِ لأَنَّهُ عَلَّمَهُمْ بإِخْلاصٍ وَحُبٍ وتَفَانٍ.
::وَقَفاتٌ مَعَ مُعَلِّمِ الفَضيلَةِ::
كَانَ سَابِقاً كَأَيِّ مُعلِّمٍ يَدْخُلُ الصفَّ يَرْمي بِمَا في جُعْبَتِهِ ثمَّ يَخْرُجُ، وذاتَ مَرَّةٍ حَضَرَ المُعَلِّمُ رَامِي حِصَّةََ مُعَلِّمٍ آخَرَ لِيَتَبادَلَ الخِبْرَةَ مَعَهُ، فانْبَهَرَ بِما رَأَى وَتَأَثَّرَ ::فالتَّلامِيذُ هَادِئُونَ ، يُرَدِّدُونَ شِعاراً في كُلِّ حِصَّةٍ عَنْ خُلُقِ الأُسْبوعِ، تَنافُسٌ فيمَا بَيْنَهُمْ أَيُّهُمْ الأَفْضَلُ مِنَ الآخَرِ، اِحْترَامٌ للجَميعِ، عَملٌ جَماعِيٌ مُتْقَنٌ
هَكَذَا يَكُونُ مُعلمُ الفَضيلًةِ ..
وَبَعْدَ الحِصةِ خَرَجَ المُعَلُّمُ رَامِي مَعَ مُعَلُّمِ الفَضِيلَةِ فَقَالَ لَهُ: في الْحَقِيقَةِ أَنْتَ تُرَبِّي أَجْيالاً وتَزْرَعُ الأخْلاقَ فَأَخْبِرني مَنْ عَلَّمَكَ هَذِهِ الَّصنْعَةَ؟ فَأَجَابَ مُعَلمُ الفَضيلَةِ :::
أَوَّلاُ :: وَاقِعُنا الذي يَمْسَحُ عن جِباهِنا أَثَرَ السُّجُودِ !
ثانيا :: إِعْلامُنا الذي يُعَلِّمُ أبناءَنا الرَّذيلَةَ وَهُمْ ما انْتَهَوْا بَعْدُ مِنَ الفِطَامِ !!!
ثالِثا :: حُرْقَتِي عَلَى دِيني أنْ أكُونَ مُسْلِماً وَقَادِراً وَلا أعْمَلُ شَيْئاً يُنْقِذُ أمَّتي مِنَ الضَّيَاعِ ...
هِيَ بِضْعُ كَلمَاتٍ تَخْتارُها في أوْقَاتٍ مُناسِبَةٍ وعَمَلِيَّةٍ وتُلْقيهَا عَلَى تَلامِذَتِكَ، تَجِدُهُم قد اسْتَوْعَبُوا الدَّرْسَ وفَطِنُوا ، هُمْ يَرَوْنَ المعَلِّمَ النَّموذَجَ الذي لا يُخْطِئُ ..فَلِمَ لا نَعْمَلُ وبِيَدِنا إِصْلاحُ الَوضْعِ والأُمَّةِ ..
صَدَقَ مُعلِّمُ الفَضيلَةِ ، فَيَا أَخِي المُعَلمُ لَكَ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلى المَعَايِيرِ التِي تُحَدِّدُ هَلْ أَنْتَ مُعلِّمُ الفَضيلَةِ أَمْ مَاذَا ؟ فَقَطْ أَجِبْ عَلَى الأسْئِلَةِ التَّالِيَةِ ::
- ما الإِطارِ الأخْلاقيّ لمِهْنَة المعلم المُسلم برَأْيك ؟
- ما المصادِر الأخلاقِيّةَ لمهنة المعلم المسْلِمِ في النّظامِ التّعْليميّ؟
- ما أَثَر أَخْلاقِيّات مهنة المعلم المُسْلِم في تَرْبِيَة الفَرْد والمُجْتَمع ؟
- ما الضّوابِط المقْترحة لِتَعْزيز أَخْلاقِيّات المهنة لَدى المُعلم المُسْلِم ؟
http://alfadela.net/fup/uploads/images/9a6f60f504.jpg (http://www.alfadela.net)
يُتْبَعُ بِعَوْنِ اللهِ في المَوْضُوعِ القادِمِ لِنُكْمِلَ مَا بَدَأْنَاهُ، وَنَرْسُمَ مَعاً الخُطُوطَ الوَاضِحَةَ لِمُعَلمِ الفَضِيلَةِ ، وَسَنَذْكُرُ فِيهَا المَصَادِرَ الأخْلاقِيَّةِ التِي يَعتَمِدُ علَيْهَا المُعَلِّمُ ، وَنََمَاذِجَ مِنَ القِصَصِ القُرآنِيَّةِ التِي اعْتَمدَتْ السُّلُوكَ العَمَلِيِّ التَّطْبيقِيِّ، لِغَرْسِ القِيَمِ الأخْلاقِيَّةِ فَانْتَظِرُونَا