بنت عز و شرف
7 - 4 - 2008, 03:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حبيت اشاركم بهذا الموضوع عن
يوم الصحة العالمي 2**8 حماية الصحة من تغير المناخ
الدكتور سمير زعيتر - طبيب عائلة ومدير عيادة ال*** جراح " أ " التابعة لكلاليت
07/04/2**8 12:50:48
يجرى الاحتفال سنوياً بـيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان أبريل، منذ 60 سنة، تزامنا مع ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية،
ويتم كل عام، اختيار موضوع يكتسي أهمية كبرى من زاوية الصحة العالمية لجذب الانتباه له.
اختارت المنظمة لاحتفال هذا العام 2**8، على شعار ضرورة حماية الصحة من الآثار الضارة الناجمة عن تغيّر المناخ. اعترافا منها بأنّ تغيّر المناخ يشكل مخاطر متزايدة أمام أمن الصحة العامة على المستوى العالمي .
أنّ هناك بينان دامغة تدلّ على أنّ البشر يلحقون أضراراً بالمناخ العالمي، فكما هو معلوم فان ظاهرة التغير المناخي تعني ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاث الغازات الدفيئة (غازات البيت الزجاجي) خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، ويتسبّب تنوّع المناخ وتغيّره في وقوع وفيات وأمراض بسبب الكوارث الطبيعية، مثل موجات الحرّ والفيضانات والجفاف والتصحر، الأمطار الغزيرة، الأمطار الحمضية، العواصف والزوابع والانزلاقات. كما إن كثيراً من الأمراض الهامة تبدي حساسية عالية إزاء تغيّر درجات الحرارة ونسبة تهاطل الأمطار. ومن تلك الأمراض الشائعة المحمولة بالنواقل، مثل الملاريا ؛ وغير ذلك من العوامل الفتاكة، مثل سوء التغذية والإسهال.
ويسهم تغيّر المناخ، فعلاً، في عبء المرض العالمي، ومن المتوقّع أن يزيد إسهامه في ذلك العبء في المستقبل. ورغم إن ارتفاع درجة الحرارة سيكون تدريجياً إلا أن الكوارث الطبيعية الناجمة عنه قد تكون مفاجئة، كما سيزداد عددها وشدتها مع مرور السنوات، ومن المفارقات أن الإنسان سيكون المتضرر الأكبر من بين الكائنات الحية من هذا النشاط البيئي والذي هو أساساً من صنع يديه.
سنتطرق الآن إلى أهم الظواهر الصحية لتغير المناخ وتشمل:
1- الأمراض المعدية:
يزيد التغير المناخي من انتشار الأمراض المعدية أو يحدث أمراضا معدية جديدة لان ارتفاع درجة الحرارة يوسع من المدى الجغرافي الذي يمكن أن تعيش فيه نوافل الأمراض من حشرات وحيوانات وأحياء دقيقة مثلاً: البعوض الناقل للملاريا زادت كثافته (10) مرات بسبب ارتفاع الحرارة درجة واحد في كينيا كما أضحت الملاريا مشكلة صحية مهمة في المرتفعات الكينية بعد آن كانت نادرة فيها، كما ظهرت أيضا في المرتفعات الاندونيسية ورصدت حالات منها في تركيا وازربيجان وبوتان وغينيا الجديدة . خلال موجة الحر في نيويورك صيف 1999م ظهرت حالات من حمى فيروس النيل الغربي ، وعُزي السبب إلى أن الطيور التي كان يتغذى عليها الفيروس الناقل لهذا المرض قد غادرت المنطقة بسبب الحر فاضطر الفيروس إلى التغذي على البشر عوضاً عن الطيور.
2- تلوث الهواء:
نتيجة لزيادة الضباب والدخان وإعداد لقاحات النباتات تزداد أمراض الحساسية عموماً خاصة الربو، واضطرابات الجهاز التنفسي ذات الصلة بالتلوث الهوائي.. وفي أمريكا وجد ارتفاع كبير في مرض الالتهاب الرئوي خلال إعصار (النينو) الموسمي.
3- أمراض متعلقة بالغذاء:
يؤدي انهيار النظم الزراعية بسبب الجفاف والتصحر والفيضانات المدمرة والأمطار الجارفة إلى نقص كبير في الأغذية الأساسية خاصة الحبوب وأيضا في الثروة الحيوانية مما ينجم عنه أمراض سوء التغذية، كما أن بعض الكوارث الطبيعية قد تؤدي إلى تلوث الغذاء محدثة تسمماً غذائياً.
4- تأثيرات مباشرة لارتفاع درجة الحرارة تشمل:
ضربات الشمس والجفاف وقد أدت إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة في أوروبا خلال موجة الحر صيف عام 2**3م، كما ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف نسبتها العادية في الصين عام 1998م. إضافة إلى أن حرائق الغابات أدت إلى العديد من الوفيات والإصابات وقد زادت وتيرتها بشكل ملحوظ في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة.
5- آثار الأوزون:
من جهة أدى تآكل طبقة الأوزون الواقية من الشمس إلى ارتفاع عدد حالات سرطان الجلد وبعض الأمراض الجلدية الأخرى بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ومن جهة أخرى أدى تركز الأوزون على الأرض إلى بعض أمراض القلب والرئة.
6- عوامل اقتصادية واجتماعية وبيئية ذات صلة بالصحة:
أدى فقدان سبل كسب العيش خاصة الزراعية إلى تفاقم حدة الفقر مع انعكاساته السالبة المعروفة على الصحة ويخشى عالمياً أن يقود التغير المناخي ليس فقط إلى توقف جهود مكافحة الفقر بل إلى النكوص عما تحقق سابقاً. تشريد ونزوح ولجوء السكان المتأثرين بالكوارث الطبيعية قد ينتج عنه أمراض اجتماعية كالايدز وأيضا أمراض نفسية. تأثيرات على إمدادات مياه الشرب كماً ونوعاً وعلى كفاءة نظم الصرف الصحي وعلى توفر المسكن. ترك التلاميذ للمدارس بسبب سوء التغذية والأمراض المعدية وحاجة آسرهم لعملهم وتدمير المرافق التعليمية أو صعوبة الوصول إليها . صراعات بل وحروب على الموارد الطبيعية المتبقية (كما في دارفور) وما ينجم عنه من وفيات وإصابات وإعاقات. عموماً تؤدي إلى تقهقر في تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية وفي الخطط الإستراتيجية للدول النامية في مجال الصحة.
وستتمكّن بلدان العالم، بزيادة التعاون فيما بينها، من تحسين تأهبّها لمواجهة المشكلات الصحية المرتبطة بالمناخ. ومن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تعزيز ترصد الأمراض المعدية ومكافحتها وضمان استخدام إمدادات المياه المتضائلة بطريقة أكثر مأمونية وتنسيق العمل الصحي في حالات الطوارئ.
الإجراءات التي يجب اتخاذها على الفور :
تقول منظمة الصحة العالمية انه سيكون من الصعب عكس اتجاه الآثار الصحية الناجمة عن تغيّر المناخ في السنوات أو العقود المقبلة. غير أنّ من الممكن تجنّب الكثير من تلك الآثار المحتملة أو التحكّم فيها. وهناك خطوات متفق عليها يمكن اتخاذها في القطاع الصحي وسائر القطاعات ذات الصلة بغية الحد من نسبة التعرّض لتغيّر المناخ وما ينجم عنه من آثار. ومن الإجراءات المساعدة المعروفة التي تم اختبارها وثبتت فعاليتها في هذا المجال مكافحة نواقل الأمراض والحد من التلوّث الناجم عن حركة النقل واستخدام الأراضي بفعالية وإدارة المياه.
كما أنّ الكثير من الخطوات اللازمة لتوقي تغيّر المناخ تعود أيضاً بمنافع صحية إيجابية. فزيادة استخدام الدراجات ووسائل النقل العمومي بدلاً من السيارات الشخصية في البلدان الصناعية من شأنه الإسهام، على سبيل المثال، في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. وستسهم تلك الظاهرة أيضاً في تحسين نوعية الهواء وتؤدي، بالتالي، إلى تحسين الصحة التنفسية وتخفيض نسبة الوفيات المبكّرة. كما قد تؤدي زيادة النشاط البدني الذي يُمارس بالمشي وركوب الدراجات إلى الحد من ظاهرة السمنة وما يرتبط بها من أمراض. والجدير بالذكر أنّ درجة تأثير هذه الخطوات في الصحة العمومية تعتمد على مدى التعجيل باتخاذها.
* الدكتور سمير زعيتر - طبيب عائلة ومدير عيادة ال*** جراح " أ "
اتمنى انكم تستفيدون منه
و دمتم بود
حبيت اشاركم بهذا الموضوع عن
يوم الصحة العالمي 2**8 حماية الصحة من تغير المناخ
الدكتور سمير زعيتر - طبيب عائلة ومدير عيادة ال*** جراح " أ " التابعة لكلاليت
07/04/2**8 12:50:48
يجرى الاحتفال سنوياً بـيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان أبريل، منذ 60 سنة، تزامنا مع ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية،
ويتم كل عام، اختيار موضوع يكتسي أهمية كبرى من زاوية الصحة العالمية لجذب الانتباه له.
اختارت المنظمة لاحتفال هذا العام 2**8، على شعار ضرورة حماية الصحة من الآثار الضارة الناجمة عن تغيّر المناخ. اعترافا منها بأنّ تغيّر المناخ يشكل مخاطر متزايدة أمام أمن الصحة العامة على المستوى العالمي .
أنّ هناك بينان دامغة تدلّ على أنّ البشر يلحقون أضراراً بالمناخ العالمي، فكما هو معلوم فان ظاهرة التغير المناخي تعني ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاث الغازات الدفيئة (غازات البيت الزجاجي) خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، ويتسبّب تنوّع المناخ وتغيّره في وقوع وفيات وأمراض بسبب الكوارث الطبيعية، مثل موجات الحرّ والفيضانات والجفاف والتصحر، الأمطار الغزيرة، الأمطار الحمضية، العواصف والزوابع والانزلاقات. كما إن كثيراً من الأمراض الهامة تبدي حساسية عالية إزاء تغيّر درجات الحرارة ونسبة تهاطل الأمطار. ومن تلك الأمراض الشائعة المحمولة بالنواقل، مثل الملاريا ؛ وغير ذلك من العوامل الفتاكة، مثل سوء التغذية والإسهال.
ويسهم تغيّر المناخ، فعلاً، في عبء المرض العالمي، ومن المتوقّع أن يزيد إسهامه في ذلك العبء في المستقبل. ورغم إن ارتفاع درجة الحرارة سيكون تدريجياً إلا أن الكوارث الطبيعية الناجمة عنه قد تكون مفاجئة، كما سيزداد عددها وشدتها مع مرور السنوات، ومن المفارقات أن الإنسان سيكون المتضرر الأكبر من بين الكائنات الحية من هذا النشاط البيئي والذي هو أساساً من صنع يديه.
سنتطرق الآن إلى أهم الظواهر الصحية لتغير المناخ وتشمل:
1- الأمراض المعدية:
يزيد التغير المناخي من انتشار الأمراض المعدية أو يحدث أمراضا معدية جديدة لان ارتفاع درجة الحرارة يوسع من المدى الجغرافي الذي يمكن أن تعيش فيه نوافل الأمراض من حشرات وحيوانات وأحياء دقيقة مثلاً: البعوض الناقل للملاريا زادت كثافته (10) مرات بسبب ارتفاع الحرارة درجة واحد في كينيا كما أضحت الملاريا مشكلة صحية مهمة في المرتفعات الكينية بعد آن كانت نادرة فيها، كما ظهرت أيضا في المرتفعات الاندونيسية ورصدت حالات منها في تركيا وازربيجان وبوتان وغينيا الجديدة . خلال موجة الحر في نيويورك صيف 1999م ظهرت حالات من حمى فيروس النيل الغربي ، وعُزي السبب إلى أن الطيور التي كان يتغذى عليها الفيروس الناقل لهذا المرض قد غادرت المنطقة بسبب الحر فاضطر الفيروس إلى التغذي على البشر عوضاً عن الطيور.
2- تلوث الهواء:
نتيجة لزيادة الضباب والدخان وإعداد لقاحات النباتات تزداد أمراض الحساسية عموماً خاصة الربو، واضطرابات الجهاز التنفسي ذات الصلة بالتلوث الهوائي.. وفي أمريكا وجد ارتفاع كبير في مرض الالتهاب الرئوي خلال إعصار (النينو) الموسمي.
3- أمراض متعلقة بالغذاء:
يؤدي انهيار النظم الزراعية بسبب الجفاف والتصحر والفيضانات المدمرة والأمطار الجارفة إلى نقص كبير في الأغذية الأساسية خاصة الحبوب وأيضا في الثروة الحيوانية مما ينجم عنه أمراض سوء التغذية، كما أن بعض الكوارث الطبيعية قد تؤدي إلى تلوث الغذاء محدثة تسمماً غذائياً.
4- تأثيرات مباشرة لارتفاع درجة الحرارة تشمل:
ضربات الشمس والجفاف وقد أدت إلى حدوث أكثر من أربعين ألف حالة وفاة في أوروبا خلال موجة الحر صيف عام 2**3م، كما ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف نسبتها العادية في الصين عام 1998م. إضافة إلى أن حرائق الغابات أدت إلى العديد من الوفيات والإصابات وقد زادت وتيرتها بشكل ملحوظ في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة.
5- آثار الأوزون:
من جهة أدى تآكل طبقة الأوزون الواقية من الشمس إلى ارتفاع عدد حالات سرطان الجلد وبعض الأمراض الجلدية الأخرى بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ومن جهة أخرى أدى تركز الأوزون على الأرض إلى بعض أمراض القلب والرئة.
6- عوامل اقتصادية واجتماعية وبيئية ذات صلة بالصحة:
أدى فقدان سبل كسب العيش خاصة الزراعية إلى تفاقم حدة الفقر مع انعكاساته السالبة المعروفة على الصحة ويخشى عالمياً أن يقود التغير المناخي ليس فقط إلى توقف جهود مكافحة الفقر بل إلى النكوص عما تحقق سابقاً. تشريد ونزوح ولجوء السكان المتأثرين بالكوارث الطبيعية قد ينتج عنه أمراض اجتماعية كالايدز وأيضا أمراض نفسية. تأثيرات على إمدادات مياه الشرب كماً ونوعاً وعلى كفاءة نظم الصرف الصحي وعلى توفر المسكن. ترك التلاميذ للمدارس بسبب سوء التغذية والأمراض المعدية وحاجة آسرهم لعملهم وتدمير المرافق التعليمية أو صعوبة الوصول إليها . صراعات بل وحروب على الموارد الطبيعية المتبقية (كما في دارفور) وما ينجم عنه من وفيات وإصابات وإعاقات. عموماً تؤدي إلى تقهقر في تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية وفي الخطط الإستراتيجية للدول النامية في مجال الصحة.
وستتمكّن بلدان العالم، بزيادة التعاون فيما بينها، من تحسين تأهبّها لمواجهة المشكلات الصحية المرتبطة بالمناخ. ومن الإجراءات التي ينبغي اتخاذها تعزيز ترصد الأمراض المعدية ومكافحتها وضمان استخدام إمدادات المياه المتضائلة بطريقة أكثر مأمونية وتنسيق العمل الصحي في حالات الطوارئ.
الإجراءات التي يجب اتخاذها على الفور :
تقول منظمة الصحة العالمية انه سيكون من الصعب عكس اتجاه الآثار الصحية الناجمة عن تغيّر المناخ في السنوات أو العقود المقبلة. غير أنّ من الممكن تجنّب الكثير من تلك الآثار المحتملة أو التحكّم فيها. وهناك خطوات متفق عليها يمكن اتخاذها في القطاع الصحي وسائر القطاعات ذات الصلة بغية الحد من نسبة التعرّض لتغيّر المناخ وما ينجم عنه من آثار. ومن الإجراءات المساعدة المعروفة التي تم اختبارها وثبتت فعاليتها في هذا المجال مكافحة نواقل الأمراض والحد من التلوّث الناجم عن حركة النقل واستخدام الأراضي بفعالية وإدارة المياه.
كما أنّ الكثير من الخطوات اللازمة لتوقي تغيّر المناخ تعود أيضاً بمنافع صحية إيجابية. فزيادة استخدام الدراجات ووسائل النقل العمومي بدلاً من السيارات الشخصية في البلدان الصناعية من شأنه الإسهام، على سبيل المثال، في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. وستسهم تلك الظاهرة أيضاً في تحسين نوعية الهواء وتؤدي، بالتالي، إلى تحسين الصحة التنفسية وتخفيض نسبة الوفيات المبكّرة. كما قد تؤدي زيادة النشاط البدني الذي يُمارس بالمشي وركوب الدراجات إلى الحد من ظاهرة السمنة وما يرتبط بها من أمراض. والجدير بالذكر أنّ درجة تأثير هذه الخطوات في الصحة العمومية تعتمد على مدى التعجيل باتخاذها.
* الدكتور سمير زعيتر - طبيب عائلة ومدير عيادة ال*** جراح " أ "
اتمنى انكم تستفيدون منه
و دمتم بود