إيلانا
12 - 4 - 2008, 07:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغفار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله....أما بعد:
فإن الله عزّوجلّ خلق عباده ضعفاء على الفطرة السوية.إلا أن هذه الفطرة قد تبتعد عن الطريق المستقيم وتنغمس في الذنوب والمعاصي فتستحق بذلك عقاب الله وغضبه ولكن الرحمن الرحيم والذي منّ علينا بنبي الرحمة يفتح لنا باباً لمحو تلك الذنوب بإذنه ويعطينا الأمان من عقابه وسخطه فيأمرنا بعبادة يحبها، شرعها لنا فضلاً منه ورحمة ألا وهو الاستغفار.قال تعالى {وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}الأنفال:33 .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفسيرها : " ذهب الأمان الأول ـ يعني به وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وبقي الأمان الثاني " فهو كائن وباق إلى يوم القيامة.
وللاستغفار مكانة عظيمة في الإسلام لذا كثرت الآيات في القرآن الكريم التي تتكلم عن المغفرة والاستغفار أمراً وطلباً ومدحاً.وكثرت الأحاديث الصحيحة التي تبين أهميته وثوابه وحاجة العبد إليه حتى قال صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفرلهم }صحيح مسلم
فمامعنى الاستغفار؟ ومافضله؟ وممّ يكون؟ وماهي شروطه وأوقاته؟ وأخيراًماهي ثمرته في الدنيا والآخره؟
والإجابة على هذه الاستفسارات هو موضوع محاضرتنا
( الاستغفار)
1 0تعريف الاستغفار: هو مصدر من مادة (غفر) التي تدل على الستر، والغفار الساتر لذنوب عباده ، المتجاوز عن خطاياهم ،وغافر الذنب من أسمائه تعالى الحسنى والاستغفار مستلزم للتوبة ومتضمن لها فلا استغفار بلا ندم ولا توبة بلا ندم .
والتوبة تصح ولو عاد المستغفر في اليوم سبعين مرة بشرط الندم على كل مرة , قال الفضيل:استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.وعن ابن عباس مرفوعاً:المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه.
2 0 فضله: ويندرج الاستغفار في الدعاء ، والدعاء من أجلِّ العبادات التي يحبها الله تعالى ويفرح بها ولأجل هذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه الاستغفار كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:كنا نعد للرسول صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد {ربي اغفر لي وتب علىّ إنك أنت التواب الرحيم } مائة مرة
رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { قال تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بي شيئاَ لأتيتك بقرابها مغفرة).حسن.صحيح الألباني. ج2/799 .
أما معنى قوله لا أبالي أي لاتتعاظمني كثرتها ولو كثرت.وفي هذا الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى.يقول سبحانه {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو التواب الرحيم }الزمر:53.
واعلمي أخيتي أن العبد بين أمرين نعمة من ربه يجبُ عليه شكرها , وذنب من نفسه يجبُ عليه الاستغفار منه.وقد فقه هذا حمّال ٌبسيط استخدمه الحسن البصري يوماً فسمعه يقول) الحمد لله واستغفر الله طول الطريق فقال له:ما هذا إنك لا تحسن غير هذا الكلام ؟ فقال:لا.إني أحفظ نص القرآن ولكني أعلم أن العبد بين أمرين نعمة نازلة عليه من الله وجبَ عليه حمده وبين ذنب صاعد إلى الله وجبَ عليه استغفار منه ، لهذا أنا أقول دائما ًوأبدا ً(الحمد لله واستغفر الله) فقال الحسن البصري:حمّال أفقه منك يا حسن).
وقال علي رضي الله عنه : عجبت لمن يهلك ومعه النجاة ؟ قيل وما هي؟ قال: الاستغفار.
وقال قتادة : القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما دائكم فالذنوب وأما دوائكم فالاستغفار. لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم {طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا ًكثيراً }صحيح الألباني.ج2/729 .
ومن حُرم الاستغفار فهو من علامات الخذلان والاستدراج.الذي هو تقريب للعبد من العقوبة شيئاً فشيئاً.فكلما جدد ذنباً جدد له نعمة وأنساه الاستغفار فيزداد أشراً وبطراً فيندرج في المعاصي بسبب تواتر النعم عليه.
قال صلى الله عليه وسلم {ذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا وما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراجاً }.صحيح الألباني.ج1/158.فيض القدير.للمناوي.
ممّ يكون الاستغفار؟
يشرع الاستغفار من كبائر الذنوب كالشرك وما دونه ، ومن صغارها ، ومن ترك الواجبات وفعل المحذورات وحتى عن الغفلة عن ذكر الله أو الفتور عن الطاعة أو الانشغال بمتاع الدنيا ومشاغلها.
ولو أخّر العبد التوبة والاستغفار عن الذنب فيلزمه التوبة عن التأخير، وهذه تغيب عن ذهن التائب كما قاله ابن القيم في مدراج السالكين.
وقد يرد تساؤل عن صيغة الاستغفار؟!
فمنها ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء {رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله }رواه مسلم.
وجاء في الحديث {رب اغفر وتب علي إنك أنت التواب الرحيم }أخرجه أبو داود رقم :1516.
ومن أفضل تلك الصيغ ماسمِّي بسيِّد الاستغفار.
قال الإمام البخاري في صحيحه:روى شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم {سيد الاستغفار أن يقول:اللهمّ أنت ربي،لا إله إلا أنت،خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على ّوأبوء بذنبي ، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }.
قال {ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة.ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة).
جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار.ففيه الإقرار له وحده بالألوهية والعبودية.والاعتراف بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه ، والرجاء بما وعد به ، والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو.
ومن هذا الحديث العظيم نخرج بشروط الاستغفار وهي: أن يكون العبد مخلصا ًمصدقاً معترفاً بما يقول مع عدم الإصرار على الذنب قال تعالى {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }آل عمران:135.
وكذلك تتضح أهمية استغفار القلب مع اللسان فإذا ما تحققت هذه الشروط وروعيت آداب الاستغفار من صدق توجه ونية وعزيمة وإكثار وتحري لأوقات الاستجابة فاز العبد بفضائله التي جاء منها قول ابن مسعود رضي الله عنه : في كتاب الله آيتان ما أذنب عبد ذنبا ًفقرأها واستغفر الله عزّ وجلّ إلا غفر الله تعالى له {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }آل عمران:135
وقوله تعالى {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً }النساء:110
فأكثري من الاستغفار وتذكري أن هناك أوقاتاً يتأكد فيها:
1ـ بعد تكبيرة الإحرام ـ من أدعية الاستفتاح في الصلاة.
2ـ في الركوع والسجود ـ ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك الله اغفر لي).
3ـ أدبار الصلوات المكتوبة ـ (استغفر الله ثلاثاً).
4ـ عقب الذنوب والغفلات ومجالس اللغو.
5ـ بعد مجالس الطاعة ـ كفارة المجلس.
6ـ أوقات ***** ـ { وبالأسحار هم يستغفرون} الذاريات :18.
7ـ عند الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة ـ { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله }البقرة:99.
8ـ بعد الخروج من الخلاء ـ {غفرانك }حسن.صحيح الألباني ج2/859.
ومع أن باب التوبة مفتوح وفضائل الاستغفار كثيرة ، إلا أن هذا لا يبرر الذنب لأن هناك من يجعل الاستغفار طريقه إلى اقتحام المعاصي والآثام مثل من يقع في أعراض الناس فيقدّم الاستغفار ويختم به.وقد يكون استخفافا ًبحرمات الله واستهتاراً بمراقبة الله السميع البصير {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم } التوبة:78.
ثمرات الاستغفار وفوائده
والآن أخيّه تعالي نتعرف على بعض فوائد الاستغفار وأهميته لعله يكون حافزاً لنا بعون الله كي نكثر منه امتثالاً لأمر الله تعالى {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسنا ًإلى أجل مسمى } هود:3. واقتداء بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم سيد المستغفرين وإمام المتقين مستمعين إلى نصيحة أحد الصالحين وهو الحسن البصري إذ يقول: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي أسواقكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة .
وإليك فوائد الاستغفار
1ـ الاستغفار أمان من عذاب الله:
أنزل الله أمانه على عباده إن هم حافظوا على الاستغفار وأكثروا منه عازمين على ترك المعاصي قال أبو موسى الأشعري: قد كان فيكم أمانان { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون }الأنفال:30. أحسبه قال:أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى وأما الاستغفار فهو كائن فيكم إلى يوم القيامة .
وكذلك فالاستغفار سبب لدفع المصائب ورفع البلايا. { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} الشورى:30. فالمعصية تنزل في كثير من الأحيان بذنب فإذا استغفر ترتفع المصيبة {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } النساء :147
2ـ الاستغفار سبب لقوة القلب وانشراحه ونوره:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتةً سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها ، فإذا زاد زادت حتى تغلف قلبه فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففين:14.وأخرجه ابن ماجة في سننه وأحمد في المسند.
وقال ابن القيم : من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن ذكر الله تعالى والغفلة عن ذكره.
3ـ بالاستغفار تسهل الطاعات ويعطى العبد حلاوة الطاعة :
الذنوب تثقل العبد عن أداء الطاعات لهذا قال الحسن رحمه الله :إذا لم تقدر على قيام الليل ولاصيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب .
والاستغفار الصادق يمحو الخطايا والذنوب كما يمحو الليل النهار.أما ذهاب حلاوة الطاعة فإنه نتيجة حتمية للذنوب والمعاصي .كما قال وهب بن منبه حين سئل : أيجد لذة الطاعة من يعصي ؟ فقال ولا من هم ّـ أي بالمعصية.
4ـ تيسير الرزق وصلاح المعاش وطيب النفس :
قال تعالى { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } نوح:10-12.
تدل الآيات على أنه بالاستغفار تتحقق عدة أمور :
أ- مغفرة الذنوب. { إنه كان غفاراً }
ب- إنزال المطر. {مدراراً}
ت- كثرة الأموال والأولاد. {ويمددكم بأموال وبنين }
ث- إثبات الزرع ودرّ الضرع والبركة في الأرزاق. {ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً }
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال :استغفر الله.
وآخر شكا الفقر فقال له :استغفر الله.
وقال آخر ادع الله أن يرزقني الولد فقال :استغفر الله.
وشكا آخر جفاف بستانه فقال :استغفر الله.
فقيل له في ذلك فقال :ما قلت ذلك من عندي شيئاً إن الله تعالى يقول { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } نوح:10-12.
5ـ تيسير العلم :
يقول ابن تيمية رحمه الله: إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تُشكل عليّ فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر .
والمعصية تحرم من نور العلم.وقد جاء الشافعي إلى مالك فأعجب بذكائه وفطنته فقال:إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .
6ـ رضى الله ورحمته :
{لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون } النمل:46.
7ـ غفران الذنوب :
قال النبي صلى الله عليه وسلم { من قال حين يأوي إلى فراشه.استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات.غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل **د البحر أو عدد رمل عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا } أخرجه المنذري في الترغيب والتهذيب وابن حجر في فتح الباري والبغوي في شرح السنة .
8 ـ قرب الملائكة منه ودعاؤهم له واستغفار حملة العرش للمستغفرين التائبين :
قال تعالى {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } غافر:7.
وما ذلك إلا لأهمية الاستغفار في حياة العباد المؤمنين حيث كلف الله الملائكة بأن تستغفر لهم وتصلي عليهم وهذه الصلاة ليست لأي أحد إنما هي لعباد استحقوها ببعض الأعمال منها :
أ- معلم الناس الخير قال صلى الله عليه وسلم { إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير }صحيح .صحيح الجامع .ج1/376.
ب- الذين يسدون الفرج بين الصفوف قال صلى الله عليه وسلم { إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة } حسن .صحيح الجامع .ج1/377.
ت- المتسحرين { إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين } حسن.صحيح الجامع .ج2/377.
ث- المصلين على الرسول صلى الله عليه وسلم { ما من عبد يصلى علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علىّ فليقل العبد من ذلك أو أكثر } حسن .ج2/1**1.
ج- الذين يعودون المرضى { ما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ملكاً يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل حتى يصبح }صحيح .صحيح الجامع .ج1/992.
ومن ثمرات الاستغفار:
ابتعاد شياطين الجن والإنس عنه، وإقبال الله عليه، وإن الله يبدل به السيئات حسنات ذلك أن التوبة تمحي ما قبلها من الذنوب ويبقى التضرع والاستغفار حسنات بدل ما محي من تلك السيئات، فكلما تذكر العبد الذنب الذي تاب منه ندم واستغفر كتبت له حسنة جديدة فيكون ذلك الذنب سبباً لحسنات كثيرة .
حتى يقول الشيطان :يا ليتني تركته ولم أوقعه .قال تعالى { إن الحسنات يذهبن السيئات } هود:114. وفي حديث { أتبع السيئة الحسنة تمحها } حسن .ج1/81 .
وليس أعظم من حسنة كلمة التوحيد والاستغفار (لا إله إلا الله واستغفر الله).بعد سيئة المعصية. فيكون بإذن الله في ظل عرش الرحمن في حين أن البعض في الحر والعرق . وعند الانصراف من الموقف يكون المستغفر من أهل اليمين مع أولياء الله المتقين .فيكون ذلك الاستغفار سبباً في دخول الجنات .
نسأل الله أن نكون ممن يدخلونها بسلام...........آمين.
ولا ننسى الاستغفار للوالدين ، وبخاصة الأموات منهم فهم أحوج ما يكونون إليه حتى أن الميت يقول أي ربي من أين لي هذا ؟فيقول :هذا باستغفار ولدك لك .
ومن ذلك الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.قال صلى الله عليه وسلم { من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنه حسنة } حسن.صحيح الجامع .ج2/1043.
فاللهم إنا نستغفرك لذنوبنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًًً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين.
الاستغفار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله....أما بعد:
فإن الله عزّوجلّ خلق عباده ضعفاء على الفطرة السوية.إلا أن هذه الفطرة قد تبتعد عن الطريق المستقيم وتنغمس في الذنوب والمعاصي فتستحق بذلك عقاب الله وغضبه ولكن الرحمن الرحيم والذي منّ علينا بنبي الرحمة يفتح لنا باباً لمحو تلك الذنوب بإذنه ويعطينا الأمان من عقابه وسخطه فيأمرنا بعبادة يحبها، شرعها لنا فضلاً منه ورحمة ألا وهو الاستغفار.قال تعالى {وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}الأنفال:33 .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفسيرها : " ذهب الأمان الأول ـ يعني به وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وبقي الأمان الثاني " فهو كائن وباق إلى يوم القيامة.
وللاستغفار مكانة عظيمة في الإسلام لذا كثرت الآيات في القرآن الكريم التي تتكلم عن المغفرة والاستغفار أمراً وطلباً ومدحاً.وكثرت الأحاديث الصحيحة التي تبين أهميته وثوابه وحاجة العبد إليه حتى قال صلى الله عليه وسلم {والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفرلهم }صحيح مسلم
فمامعنى الاستغفار؟ ومافضله؟ وممّ يكون؟ وماهي شروطه وأوقاته؟ وأخيراًماهي ثمرته في الدنيا والآخره؟
والإجابة على هذه الاستفسارات هو موضوع محاضرتنا
( الاستغفار)
1 0تعريف الاستغفار: هو مصدر من مادة (غفر) التي تدل على الستر، والغفار الساتر لذنوب عباده ، المتجاوز عن خطاياهم ،وغافر الذنب من أسمائه تعالى الحسنى والاستغفار مستلزم للتوبة ومتضمن لها فلا استغفار بلا ندم ولا توبة بلا ندم .
والتوبة تصح ولو عاد المستغفر في اليوم سبعين مرة بشرط الندم على كل مرة , قال الفضيل:استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين.وعن ابن عباس مرفوعاً:المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه.
2 0 فضله: ويندرج الاستغفار في الدعاء ، والدعاء من أجلِّ العبادات التي يحبها الله تعالى ويفرح بها ولأجل هذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه الاستغفار كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:كنا نعد للرسول صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد {ربي اغفر لي وتب علىّ إنك أنت التواب الرحيم } مائة مرة
رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { قال تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بي شيئاَ لأتيتك بقرابها مغفرة).حسن.صحيح الألباني. ج2/799 .
أما معنى قوله لا أبالي أي لاتتعاظمني كثرتها ولو كثرت.وفي هذا الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى.يقول سبحانه {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو التواب الرحيم }الزمر:53.
واعلمي أخيتي أن العبد بين أمرين نعمة من ربه يجبُ عليه شكرها , وذنب من نفسه يجبُ عليه الاستغفار منه.وقد فقه هذا حمّال ٌبسيط استخدمه الحسن البصري يوماً فسمعه يقول) الحمد لله واستغفر الله طول الطريق فقال له:ما هذا إنك لا تحسن غير هذا الكلام ؟ فقال:لا.إني أحفظ نص القرآن ولكني أعلم أن العبد بين أمرين نعمة نازلة عليه من الله وجبَ عليه حمده وبين ذنب صاعد إلى الله وجبَ عليه استغفار منه ، لهذا أنا أقول دائما ًوأبدا ً(الحمد لله واستغفر الله) فقال الحسن البصري:حمّال أفقه منك يا حسن).
وقال علي رضي الله عنه : عجبت لمن يهلك ومعه النجاة ؟ قيل وما هي؟ قال: الاستغفار.
وقال قتادة : القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما دائكم فالذنوب وأما دوائكم فالاستغفار. لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم {طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا ًكثيراً }صحيح الألباني.ج2/729 .
ومن حُرم الاستغفار فهو من علامات الخذلان والاستدراج.الذي هو تقريب للعبد من العقوبة شيئاً فشيئاً.فكلما جدد ذنباً جدد له نعمة وأنساه الاستغفار فيزداد أشراً وبطراً فيندرج في المعاصي بسبب تواتر النعم عليه.
قال صلى الله عليه وسلم {ذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا وما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراجاً }.صحيح الألباني.ج1/158.فيض القدير.للمناوي.
ممّ يكون الاستغفار؟
يشرع الاستغفار من كبائر الذنوب كالشرك وما دونه ، ومن صغارها ، ومن ترك الواجبات وفعل المحذورات وحتى عن الغفلة عن ذكر الله أو الفتور عن الطاعة أو الانشغال بمتاع الدنيا ومشاغلها.
ولو أخّر العبد التوبة والاستغفار عن الذنب فيلزمه التوبة عن التأخير، وهذه تغيب عن ذهن التائب كما قاله ابن القيم في مدراج السالكين.
وقد يرد تساؤل عن صيغة الاستغفار؟!
فمنها ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء {رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله }رواه مسلم.
وجاء في الحديث {رب اغفر وتب علي إنك أنت التواب الرحيم }أخرجه أبو داود رقم :1516.
ومن أفضل تلك الصيغ ماسمِّي بسيِّد الاستغفار.
قال الإمام البخاري في صحيحه:روى شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم {سيد الاستغفار أن يقول:اللهمّ أنت ربي،لا إله إلا أنت،خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على ّوأبوء بذنبي ، اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }.
قال {ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة.ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة).
جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار.ففيه الإقرار له وحده بالألوهية والعبودية.والاعتراف بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه ، والرجاء بما وعد به ، والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو.
ومن هذا الحديث العظيم نخرج بشروط الاستغفار وهي: أن يكون العبد مخلصا ًمصدقاً معترفاً بما يقول مع عدم الإصرار على الذنب قال تعالى {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }آل عمران:135.
وكذلك تتضح أهمية استغفار القلب مع اللسان فإذا ما تحققت هذه الشروط وروعيت آداب الاستغفار من صدق توجه ونية وعزيمة وإكثار وتحري لأوقات الاستجابة فاز العبد بفضائله التي جاء منها قول ابن مسعود رضي الله عنه : في كتاب الله آيتان ما أذنب عبد ذنبا ًفقرأها واستغفر الله عزّ وجلّ إلا غفر الله تعالى له {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون }آل عمران:135
وقوله تعالى {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً }النساء:110
فأكثري من الاستغفار وتذكري أن هناك أوقاتاً يتأكد فيها:
1ـ بعد تكبيرة الإحرام ـ من أدعية الاستفتاح في الصلاة.
2ـ في الركوع والسجود ـ ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك الله اغفر لي).
3ـ أدبار الصلوات المكتوبة ـ (استغفر الله ثلاثاً).
4ـ عقب الذنوب والغفلات ومجالس اللغو.
5ـ بعد مجالس الطاعة ـ كفارة المجلس.
6ـ أوقات ***** ـ { وبالأسحار هم يستغفرون} الذاريات :18.
7ـ عند الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة ـ { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله }البقرة:99.
8ـ بعد الخروج من الخلاء ـ {غفرانك }حسن.صحيح الألباني ج2/859.
ومع أن باب التوبة مفتوح وفضائل الاستغفار كثيرة ، إلا أن هذا لا يبرر الذنب لأن هناك من يجعل الاستغفار طريقه إلى اقتحام المعاصي والآثام مثل من يقع في أعراض الناس فيقدّم الاستغفار ويختم به.وقد يكون استخفافا ًبحرمات الله واستهتاراً بمراقبة الله السميع البصير {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم } التوبة:78.
ثمرات الاستغفار وفوائده
والآن أخيّه تعالي نتعرف على بعض فوائد الاستغفار وأهميته لعله يكون حافزاً لنا بعون الله كي نكثر منه امتثالاً لأمر الله تعالى {وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسنا ًإلى أجل مسمى } هود:3. واقتداء بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم سيد المستغفرين وإمام المتقين مستمعين إلى نصيحة أحد الصالحين وهو الحسن البصري إذ يقول: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي أسواقكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة .
وإليك فوائد الاستغفار
1ـ الاستغفار أمان من عذاب الله:
أنزل الله أمانه على عباده إن هم حافظوا على الاستغفار وأكثروا منه عازمين على ترك المعاصي قال أبو موسى الأشعري: قد كان فيكم أمانان { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون }الأنفال:30. أحسبه قال:أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد مضى وأما الاستغفار فهو كائن فيكم إلى يوم القيامة .
وكذلك فالاستغفار سبب لدفع المصائب ورفع البلايا. { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} الشورى:30. فالمعصية تنزل في كثير من الأحيان بذنب فإذا استغفر ترتفع المصيبة {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم } النساء :147
2ـ الاستغفار سبب لقوة القلب وانشراحه ونوره:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتةً سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها ، فإذا زاد زادت حتى تغلف قلبه فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففين:14.وأخرجه ابن ماجة في سننه وأحمد في المسند.
وقال ابن القيم : من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن ذكر الله تعالى والغفلة عن ذكره.
3ـ بالاستغفار تسهل الطاعات ويعطى العبد حلاوة الطاعة :
الذنوب تثقل العبد عن أداء الطاعات لهذا قال الحسن رحمه الله :إذا لم تقدر على قيام الليل ولاصيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب .
والاستغفار الصادق يمحو الخطايا والذنوب كما يمحو الليل النهار.أما ذهاب حلاوة الطاعة فإنه نتيجة حتمية للذنوب والمعاصي .كما قال وهب بن منبه حين سئل : أيجد لذة الطاعة من يعصي ؟ فقال ولا من هم ّـ أي بالمعصية.
4ـ تيسير الرزق وصلاح المعاش وطيب النفس :
قال تعالى { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } نوح:10-12.
تدل الآيات على أنه بالاستغفار تتحقق عدة أمور :
أ- مغفرة الذنوب. { إنه كان غفاراً }
ب- إنزال المطر. {مدراراً}
ت- كثرة الأموال والأولاد. {ويمددكم بأموال وبنين }
ث- إثبات الزرع ودرّ الضرع والبركة في الأرزاق. {ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً }
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال :استغفر الله.
وآخر شكا الفقر فقال له :استغفر الله.
وقال آخر ادع الله أن يرزقني الولد فقال :استغفر الله.
وشكا آخر جفاف بستانه فقال :استغفر الله.
فقيل له في ذلك فقال :ما قلت ذلك من عندي شيئاً إن الله تعالى يقول { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً } نوح:10-12.
5ـ تيسير العلم :
يقول ابن تيمية رحمه الله: إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تُشكل عليّ فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر .
والمعصية تحرم من نور العلم.وقد جاء الشافعي إلى مالك فأعجب بذكائه وفطنته فقال:إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .
6ـ رضى الله ورحمته :
{لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون } النمل:46.
7ـ غفران الذنوب :
قال النبي صلى الله عليه وسلم { من قال حين يأوي إلى فراشه.استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات.غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل **د البحر أو عدد رمل عالج أو عدد ورق الشجر أو عدد أيام الدنيا } أخرجه المنذري في الترغيب والتهذيب وابن حجر في فتح الباري والبغوي في شرح السنة .
8 ـ قرب الملائكة منه ودعاؤهم له واستغفار حملة العرش للمستغفرين التائبين :
قال تعالى {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } غافر:7.
وما ذلك إلا لأهمية الاستغفار في حياة العباد المؤمنين حيث كلف الله الملائكة بأن تستغفر لهم وتصلي عليهم وهذه الصلاة ليست لأي أحد إنما هي لعباد استحقوها ببعض الأعمال منها :
أ- معلم الناس الخير قال صلى الله عليه وسلم { إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير }صحيح .صحيح الجامع .ج1/376.
ب- الذين يسدون الفرج بين الصفوف قال صلى الله عليه وسلم { إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة } حسن .صحيح الجامع .ج1/377.
ت- المتسحرين { إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين } حسن.صحيح الجامع .ج2/377.
ث- المصلين على الرسول صلى الله عليه وسلم { ما من عبد يصلى علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علىّ فليقل العبد من ذلك أو أكثر } حسن .ج2/1**1.
ج- الذين يعودون المرضى { ما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ملكاً يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل حتى يصبح }صحيح .صحيح الجامع .ج1/992.
ومن ثمرات الاستغفار:
ابتعاد شياطين الجن والإنس عنه، وإقبال الله عليه، وإن الله يبدل به السيئات حسنات ذلك أن التوبة تمحي ما قبلها من الذنوب ويبقى التضرع والاستغفار حسنات بدل ما محي من تلك السيئات، فكلما تذكر العبد الذنب الذي تاب منه ندم واستغفر كتبت له حسنة جديدة فيكون ذلك الذنب سبباً لحسنات كثيرة .
حتى يقول الشيطان :يا ليتني تركته ولم أوقعه .قال تعالى { إن الحسنات يذهبن السيئات } هود:114. وفي حديث { أتبع السيئة الحسنة تمحها } حسن .ج1/81 .
وليس أعظم من حسنة كلمة التوحيد والاستغفار (لا إله إلا الله واستغفر الله).بعد سيئة المعصية. فيكون بإذن الله في ظل عرش الرحمن في حين أن البعض في الحر والعرق . وعند الانصراف من الموقف يكون المستغفر من أهل اليمين مع أولياء الله المتقين .فيكون ذلك الاستغفار سبباً في دخول الجنات .
نسأل الله أن نكون ممن يدخلونها بسلام...........آمين.
ولا ننسى الاستغفار للوالدين ، وبخاصة الأموات منهم فهم أحوج ما يكونون إليه حتى أن الميت يقول أي ربي من أين لي هذا ؟فيقول :هذا باستغفار ولدك لك .
ومن ذلك الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.قال صلى الله عليه وسلم { من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنه حسنة } حسن.صحيح الجامع .ج2/1043.
فاللهم إنا نستغفرك لذنوبنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًًً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين.