طالبة منكم طلب ثاني [الأرشيف] - منتديات الامام الغزالي التعليمية

`9i

15 - 4 - 2008, 12:02 PM

يعتبر الموت هو عكس الحياه من الموضوعات الهامة التي يهتم بها الإنسان ، والتي يتقابل بها كل يوم في موت قريب أو جار أو أخ أو صديق. ويعلم كل إنسان أنه حتما سيعبر في طريق الأرض كلها وهو الموت. ورغم ذلك ، فإننا نحاول كثيراً أن نبعد خاطر أننا حتماً سنموت عن عقولنا وأفكارنا، ربما يحلو لنا أن نقول أن الآخرين يموتون أما أنا فليس الآن؟

إليكم أحب&#16**;تي الكرام هذه المناظرة والتي جرت بين الموت والحياة...

ق&#16**;الت الحياة: أنا أيامهم وساعتهم أعمارهم يق&#16**;ضون فيها ما يق&#16**;ضون إن خير وإن شر

قال الموت: وأنا شبح يخافه كل حي أنت بداية أيامهم وأنا نهايتها

قالت الحياة: لماذا ت&#16**;خيف الناس وهم معي وفجاءة لا أجدهم؟

قال الموت: أنا نهاية حتمية لكل حي فهم عنك راحلون إلى ربهم راجعون فأنا ق&#16**;ضائهم وقدرهم

قالت الحياة: أعلم ذلك ولكن لم لا ت&#16**;خبرهم بقدومك إليهم ليستعدوا لك؟

قال الموت: المفاجأة هي التي ت&#16**;خبرهم فكل ن&#16**;فس لا تعلم أين ومتى آتي إليها؟

قال تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت )

قالت الحياة: ه&#16**;ل أنت حقاً شبح مخ&#16**;يف؟

قال الموت: مخيف للعاصي والمذنب وأما المؤمن فيفرح بلقاء ربه

قالت الحياة: هم مكثوا وعاشوا وربما أقلوا آمالا كثيرة وأنت ت&#16**;قطع الأماني والأحلام في ساعة زمن

قال الموت: حكمك علي قاسي أنا مصيرهم الذي لا مفر منه وأنا نهاية كل حي عليك يا أيتها

الحياة...لم تبهرينهم وتجعلينهم ي&#16**;بهرون بما زين&#16**;ت لهم؟

قالت الحياة: نعم أنا زين&#16**;ت لهم كل شيء علتي في ذلك لف&#16**;ت&#16**;نهم وإخبارهم فلماذا قطعت علي؟

قال الموت: لكل منهم أجل معلوم فلا هو مؤخر ولا مقدم

قالت الحياة: كم من حي ذاق مرارة كأسك؟

قال الموت: ذاقه الكثير وسيأتي الكثير ولكنك أذق&#16**;تهم كدرك وتعبك والمش&#16**;قة فيك!

قالت الحياة: أنا لست على وتيرة واحدة فيوم يضحك هذا ويوم ي&#16**;بكي هذا أخر يمرض

فإنهم خ&#16**;لقوا في كبد

قال الموت: الحوار معك يمل وأنت لا ترسين على ح&#16**;&#16**;ال

قالت الحياة: وأنت الكلام معك خوف ورعب والكل من حولي يقول الموت كأسه مر

قال الموت: لماذا لا تجعلينهم يعتبرون بغيرهم الذين أخذتهم وتخبرينهم أني قادم إليهم؟

قالت الحياة: هذا الأمر مستحيل أن أقول لهم أنك قادم إليهم فمهمتي أن أجعلهم ينسون

قال الموت: أيتها الحياة الزائلة أسألك أن تجعلي حوارك مق&#16**;نع وللقارئ ممتع

قالت الحياة: من قال لك أن الحوار معي ليس ممتعا لقد أضاعوا معي الوقت الكثير إلى أن

أتيت لهم فجاءة بلا ميعاد

قال الموت: ويحك إنك زائلة وهم معك زائلون وإلى ربهم يوماً راجعون!!!

قالت الحياة: إني أعرف كل ذلك فعذراً .. لأني ما طلت والحق معك في كل ما قلت ولكن أنا

حياتهم ولديهم حكم فيها..فوداعاً من ليس ب&#16**;بعيد بل هو منا أقرب قري&#16**;ب.

وفي النهاية ، وطالما أن الموت ضرورة حتمية ، وأنه آت لا محالة فكيف تكون مشاعرنا تجاهه ، وهل نحزن حينما يختطف الموت أحد أحباءنا؟

إن مشاعر الحزن تجاه فراق أحد الأحباء هي مشاعر ضرورية وهامة، تماماً حينما نحزن في وداع أحد الأحباء وهو ذاهب في رحلة طويلة إلى مكان بعيد، فلن نستطيع أن نراه أو نحدثه أو نناقشه ، وسنشعر حتما بألم ناتج عن هذا الفراق. ولكننا لا ينبغي أن نفرط في هذه المشاعر كالذين ليس عندهم رجاء، فنحن نؤمن أن الموت هو انتقال وبداية لحياة أبدية سعيدة مجيدة ، وليس نهاية وهلاك، نؤمن أننا انتقلنا جميعاً من الموت إلى الحياة. وأننا حتما سنتقابل معاً مرة أخرى في ملكوت السموات.

أما مشاعرنا تجاه الموت فينبغي أن تكون مشاعر الاستعداد لا الخوف، دعونا نستعد حتى ننجو من الهلاك دعونا نتمسك أكثر بالرب، نبني علاقة حية معه بالصلاة وقراه القران الكريم واختم قولي بهذا الدعاء اللهم اني أسالك الجنه و استجيرك من النار