ابولمى
26 - 2 - 2004, 10:16 AM
لماذا لم تغير مناهج إسرائيل الدينية؟
معارضة البعض لفكرة تغيير مناهج التربية والتعليم في البلاد الإسلامية لا تعني بحال الرضى المطلق عن مناهجنا التربوية والتعليمية, فإننا نراها قاصرة عن تحقيق الغاية التي نصبو إليها في تكوين أمة الريادة في جميع نواحي العلوم ومواكبة التطور العلمي والثقافي.. غير أن ذلك لا يعني أيضا أن نزيد الأمر سوءا بقبول إملاءات الآخرين.
لقد كنا نأمل في هذه الفترة العصيبة من تاريخنا أن يجتمع المسؤولون عن تربية وتعليم أمتنا ليتدارسوا معا كيف يلبون نداء شعوبهم وأشواقهم نحو منظومة تربوية وتعليمية تزيل من نفوسنا الجهالة بديننا وتراثنا, وتدفع بنا إلى آفاق تستحقها أمتنا من الرفعة في ميادين البحث العلمي والنهضة التقنية, وتعيد أمتنا إلى مكانتها اللائقة بها مكانة الصدارة بين الأمم, بعدما أصبح تخلفنا مزريا في ذلك المجال ومهددا لنا بالتجمد والاضمحلال.
إن ما ينفقه الكيان الصهيوني على البحث العلمي يبلغ 2.4% من الناتج القومي الإجمالي لهم في حين لا تتجاوز نسبة الإنفاق 0.6% في أكثر البلدان العربية إنفاقا على البحث العلمي, وهي الإمارات العربية المتحدة, ناهيك عن غيرها من الدول, وبشكل عام فإن متوسط الإنفاق على البحث العلمي لدى الكيان الصهيوني يزيد عشرة أمثال ما عند العرب مجتمعين!
وقد سجل العلماء العرب 24 براءة اختراع سنة 1997 في حين سجل العلماء الصهاينة 577 براءة اختراع في العام نفسه, ويصدر الكيان الصهيوني تكنولوجيا بمليار دولار سنويا بينما سجلت الهند صادرات في مجال تقنية المعلومات بمبلغ 150 مليون دولار سنة 1990 وارتفع سنة 1999 إلى أربعة مليارات ويتوقع أن يرتفع إلى 50 مليار دولار سنة 2**8.
ومن المؤسف أن خمس سكان عالمنا العربي (20% منه) يعانون البطالة بحسب تقارير منظمة العمل العربي, وأن 70 مليون عربي أميون, لا يعرفون القراءة أو الكتابة بينهم 45 مليون امرأة وصبي ويبلغون نحو 43% من الأمة العربية بحسب إحصاء سنة 1998 ولا تزيد نسبة الأمية لدى الصهاينة عن 5% أما عن مستوى التعليم الذي يتلقاه طلاب المدارس والجامعات عندنا فقد علم الجميع مدى تدنيه وانحداره, وأنه يخرج في حالات كثيرة جماعات من أنصاف المتعلمين, الذين لا يجيدون التعامل مع آليات العصر الحديث ومناهج البحث العلمي فيه.
وإذا كانت شريعة الجهاد وصور البطولات الإسلامية التي يدرسها طلابنا تؤرق الضمير الأمريكي ويجد فيها مجافاة لمنطق السلام وإذا كان ذلك يجد صدى له عند بعض مثقفينا أفلا ينظرون إلى مناهج التربية والتعليم لدى الكيان الصهيوني؟, وكيف يربون أولادهم على العنصرية والتفوق اليهودي وكراهية العرب, ووصفهم في كتبهم الدراسية وقصص أطفالهم بأنهم كلاب قذرة, عدوانيون يعشقون الدماء والإرهاب؟ أفلا ينظرون إلى الصهاينة كيف تتحدث كتبهم الدراسية عن حق الاستيطان والهجرة لليهود إلى فلسطين أرض الميعاد والأجداد, لتكوين إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات؟
إننا نذكرهم بقانون التعليم اليهودي العام الصادر سنة 1953 والذي تنص المادة الثانية منه على أن (التعليم في دولة إسرائيل يجب أن يرتكز على قيم الثقافة اليهودية, والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي, وتحقيق مبادئ الريادة في العمل الطلائعي الصهيوني).
وتقول المادة الثالثة منه "يجب أن يخضع الحاضر لتقييم متواصل في ضوء أحلام الشعب اليهودي وذكرياته, ويجب أن ينعكس الماضي اليهودي على النظام التعليمي الذي نحن بصدده, لأن التأهيل التاريخي والذاكرة والاهتمام بالعمل والإيمان بتجدد المجتمع اليهودي المتكامل مقومات لابد منها لبناء فلسفة التعليم اليهودي".
ولم ينزعج أحد لمستوى التعليم الديني عند اليهود الصهاينة, ولم يطالبهم أحد بتغيير مناهجهم أو تعديل مسارهم, أو الحد من نشاطهم أو الحيلولة دون ازدواج النظام التعليمي العلماني والديني.
فلدى الكيان الصهيوني تعليم ديني نشط ينضم إليه سنويا حوالي 55** طالب جديد, بل إن عدد الطلاب المنتظمين في المدارس الثانوية لحزب "شاس" الصهيوني المتطرف بلغ 111 ألفا سنة 2**0 واستطاع ذلك الحزب أن يقتطع من الميزانية العامة للدولة خمسين مليون شيكل للإنفاق على التعليم الديني لديه في مقابل موافقته على موازنة الدولة لعام 2**0.. بل إن نحو خمس تلاميذ المرحلة الابتدائية في الكيان الصهيوني ينتظمون في المدارس الدينية هناك! تلك المدارس التي تعمق الكراهية للمسلمين والعرب, وتقدم تعاليم التوراة على قوانين الدولة, وفتاوى الحاخامات على الأوامر العسكرية, وتقوم بإعداد الكوادر الشبابية للمنظمات الإرهابية, وهم الذين قاموا بمحاولات متكررة لهدم المسجد الأقصى, والهجوم على الحرم الإبراهيمي, وقتل "إسحاق رابين" رئيس وزرائهم وتأييد سياسات "شارون" الدموية.
معارضة البعض لفكرة تغيير مناهج التربية والتعليم في البلاد الإسلامية لا تعني بحال الرضى المطلق عن مناهجنا التربوية والتعليمية, فإننا نراها قاصرة عن تحقيق الغاية التي نصبو إليها في تكوين أمة الريادة في جميع نواحي العلوم ومواكبة التطور العلمي والثقافي.. غير أن ذلك لا يعني أيضا أن نزيد الأمر سوءا بقبول إملاءات الآخرين.
لقد كنا نأمل في هذه الفترة العصيبة من تاريخنا أن يجتمع المسؤولون عن تربية وتعليم أمتنا ليتدارسوا معا كيف يلبون نداء شعوبهم وأشواقهم نحو منظومة تربوية وتعليمية تزيل من نفوسنا الجهالة بديننا وتراثنا, وتدفع بنا إلى آفاق تستحقها أمتنا من الرفعة في ميادين البحث العلمي والنهضة التقنية, وتعيد أمتنا إلى مكانتها اللائقة بها مكانة الصدارة بين الأمم, بعدما أصبح تخلفنا مزريا في ذلك المجال ومهددا لنا بالتجمد والاضمحلال.
إن ما ينفقه الكيان الصهيوني على البحث العلمي يبلغ 2.4% من الناتج القومي الإجمالي لهم في حين لا تتجاوز نسبة الإنفاق 0.6% في أكثر البلدان العربية إنفاقا على البحث العلمي, وهي الإمارات العربية المتحدة, ناهيك عن غيرها من الدول, وبشكل عام فإن متوسط الإنفاق على البحث العلمي لدى الكيان الصهيوني يزيد عشرة أمثال ما عند العرب مجتمعين!
وقد سجل العلماء العرب 24 براءة اختراع سنة 1997 في حين سجل العلماء الصهاينة 577 براءة اختراع في العام نفسه, ويصدر الكيان الصهيوني تكنولوجيا بمليار دولار سنويا بينما سجلت الهند صادرات في مجال تقنية المعلومات بمبلغ 150 مليون دولار سنة 1990 وارتفع سنة 1999 إلى أربعة مليارات ويتوقع أن يرتفع إلى 50 مليار دولار سنة 2**8.
ومن المؤسف أن خمس سكان عالمنا العربي (20% منه) يعانون البطالة بحسب تقارير منظمة العمل العربي, وأن 70 مليون عربي أميون, لا يعرفون القراءة أو الكتابة بينهم 45 مليون امرأة وصبي ويبلغون نحو 43% من الأمة العربية بحسب إحصاء سنة 1998 ولا تزيد نسبة الأمية لدى الصهاينة عن 5% أما عن مستوى التعليم الذي يتلقاه طلاب المدارس والجامعات عندنا فقد علم الجميع مدى تدنيه وانحداره, وأنه يخرج في حالات كثيرة جماعات من أنصاف المتعلمين, الذين لا يجيدون التعامل مع آليات العصر الحديث ومناهج البحث العلمي فيه.
وإذا كانت شريعة الجهاد وصور البطولات الإسلامية التي يدرسها طلابنا تؤرق الضمير الأمريكي ويجد فيها مجافاة لمنطق السلام وإذا كان ذلك يجد صدى له عند بعض مثقفينا أفلا ينظرون إلى مناهج التربية والتعليم لدى الكيان الصهيوني؟, وكيف يربون أولادهم على العنصرية والتفوق اليهودي وكراهية العرب, ووصفهم في كتبهم الدراسية وقصص أطفالهم بأنهم كلاب قذرة, عدوانيون يعشقون الدماء والإرهاب؟ أفلا ينظرون إلى الصهاينة كيف تتحدث كتبهم الدراسية عن حق الاستيطان والهجرة لليهود إلى فلسطين أرض الميعاد والأجداد, لتكوين إسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات؟
إننا نذكرهم بقانون التعليم اليهودي العام الصادر سنة 1953 والذي تنص المادة الثانية منه على أن (التعليم في دولة إسرائيل يجب أن يرتكز على قيم الثقافة اليهودية, والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي, وتحقيق مبادئ الريادة في العمل الطلائعي الصهيوني).
وتقول المادة الثالثة منه "يجب أن يخضع الحاضر لتقييم متواصل في ضوء أحلام الشعب اليهودي وذكرياته, ويجب أن ينعكس الماضي اليهودي على النظام التعليمي الذي نحن بصدده, لأن التأهيل التاريخي والذاكرة والاهتمام بالعمل والإيمان بتجدد المجتمع اليهودي المتكامل مقومات لابد منها لبناء فلسفة التعليم اليهودي".
ولم ينزعج أحد لمستوى التعليم الديني عند اليهود الصهاينة, ولم يطالبهم أحد بتغيير مناهجهم أو تعديل مسارهم, أو الحد من نشاطهم أو الحيلولة دون ازدواج النظام التعليمي العلماني والديني.
فلدى الكيان الصهيوني تعليم ديني نشط ينضم إليه سنويا حوالي 55** طالب جديد, بل إن عدد الطلاب المنتظمين في المدارس الثانوية لحزب "شاس" الصهيوني المتطرف بلغ 111 ألفا سنة 2**0 واستطاع ذلك الحزب أن يقتطع من الميزانية العامة للدولة خمسين مليون شيكل للإنفاق على التعليم الديني لديه في مقابل موافقته على موازنة الدولة لعام 2**0.. بل إن نحو خمس تلاميذ المرحلة الابتدائية في الكيان الصهيوني ينتظمون في المدارس الدينية هناك! تلك المدارس التي تعمق الكراهية للمسلمين والعرب, وتقدم تعاليم التوراة على قوانين الدولة, وفتاوى الحاخامات على الأوامر العسكرية, وتقوم بإعداد الكوادر الشبابية للمنظمات الإرهابية, وهم الذين قاموا بمحاولات متكررة لهدم المسجد الأقصى, والهجوم على الحرم الإبراهيمي, وقتل "إسحاق رابين" رئيس وزرائهم وتأييد سياسات "شارون" الدموية.