yasser_71
23 - 3 - 2003, 11:12 PM
ما يُعرض في بعض التلفزيونات العربية يكرس المواظبة على تعلم التفاهة، وبالذات خلال هذه الفترة الاستثنائية من عمر الأمة.
فإذا سلّمنا أن هذه المحطات طوال العام وفي فترات السلم تقدم مهازلها للمشاهد الذي يسعى دائماً إلى تسطيح ذهنه، وتغييب ذاكرته، والتعايش مع جعل عينيه مفتوحتين على أكبر مسافة من المدى ليحقق حلم متعة اللاشيء. فإنه في هذه الفترة الحرجة من فترات الهجوم على الأمة، وإعادة هيكلتها، وصياغة ما لا نعلمه داخلها مستقبلاً، ينبغي على هذه المحطات شطب كل الأشياء الباهتة، والمخدرة التي تقدمها للشباب وتجعلهم لا يغادرون شاشة التلفزيون.
لابد أن يكون لهذه المحطات درجة من الاحساس بما يجري على الأقل حتى لا تفقد كل مصداقيتها، باعتبارها محطات ترفيهية جداً، وتتعدى في كثير من الأحيان الترفيه إلى إثارة الغرائز، وتدويخ الشباب.
تسألون لماذا الأمة العربية متردية؟
شاهدوا ما يقدم في محطاتها واحكموا؟
قد يجيب البعض بأن الغرب وأمريكا لديهم أسوأ مما لدينا، وأن ما نعرضه جزء بسيط من انحلال برامجهم وتفاهتها.
وإذا كان هذا الجواب فهو به جانب من الصحة لكن كم من المحطات لديهم تقدم الفكر والسياسة والعلم والإبداع والنهوض بأمتهم وإلاّ ما كانوا كما هم الآن قوى عظمى عسكرية واقتصادية وسياسية وعلمية، عقول تفكر وتنتج وتتحدث، مقابل قليل ممن يعيشون على الهامش لكن يظل لهم رأي وصوت وحرية تعبير وموافقة واعتراض، رغم تهميشهم بمعنى أنهم يشعرون بما يجري حولهم، ويتعاطفون، ويرفضون، وإلاّ ما كانت تلك الجموع لتخرج في مظاهرات بالملايين في مختلف دول العالم رافضة للحرب وباحثة عن السلام رغم بعدها تماماً عن محور الحدث والكارثة.
التغييب الذي يُمارس علينا، أو يمارسه البعض بإرادتهم مرده بأننا لا يعنينا شيء طالما لا يصل إلينا.
ما دور الإعلام في تفجير الاحساس بالأمة ومأساتها، وتأخرها في كل شيء؟
هذا الرعب الذي يتغلغل داخل كل عربي شريف وحر، والخوف من القادم مهما كان موقعه قريباً أو بعيداً لابد أن يصل إلى الآخرين الاحساس بفداحة ما سيكون، وما سيترتب عليه.
يجري كل ذلك في غياب تام للقومية العربية، وتألق مستمر لإحباط شباب الأمة، فهذه محطة والحرب تعلن عن نفسها، تسارع هي الأخرى للإعلان عن مسابقة ملكات الجمال كل أسبوع لتفوز في النهاية واحدة يصوّت عليها الجمهور فانتظروا المسابقة، لماذا لا تعرض هذه المحطة المسابقة على جبهة القتال ليصوّت الجنود بسرعة بدلاً من تطويل الوقت؟
ما هذا الانفلات في عدد مسابقات الجمال في العالم العربي، هل لتعلن أننا دول الفن والجمال والعروض ونكتفي بذلك؟
أما المصيبة الكبرى فهو سوبر ستار، الذي ركض خلفه كما يقال 5**0مطرب ومطربة يحلمون بالمجد، وذهبوا إلى صناع المجد الذي سيجعل من نصف شباب الأمة مطربين ومطربات، فالطرب أسهل الطرق إلى النجاح والشهرة.
هذه الإعلانات السخفة والمكررة له والداعمة لبنائه ولفت المشاهدين عجزت عن فرضه لأسباب أهمها تفاهة البرنامج وفشله وثانيها لم تعد الأمة في حاجة إلى مطربين ومطربات بعد تكاثرهم ومن يراهن على عددهم فليتابع محطات غنائية ليجد أنهم بالمئات، وأعتقد أن هذه الفترة هي أخصب فترة للغناء العربي التافه الذي يصبح فيه أي مواطن بإمكانه أن يكون مطرباً والدليل شعبولا وغيره ولذلك لا خوف على الأمة من نضوب المواهب وقلتها وغيابها بين يوم وليلة أن تفتح قناة وتصور لمائة مطرب ومطربة فيديو كليبات من الرخيصة والتي تُعرض دون حياء واستفزاز للمشاهد.
صناعة الإعلام دائماً هي الالتزام بقضايا الأمة في أزماتها بشكل أكبر، وليس الانسلاخ منها وممارسة التخدير المكثف لإدخالها في مراحل لهو متواصلة، وتغييبها عما يجرى حولها، وأعتقد أن كل محطة الآن يستوطنها الاحساس بالكارثة وبما يعجز اللسان عن التعبير عنه، أن تتعايش مع ما يجري وتستشعر مسؤوليتها من منطلق كم هائل من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تكرس عروبتنا إن شاء الله ساوافيكم با المزيد
فإذا سلّمنا أن هذه المحطات طوال العام وفي فترات السلم تقدم مهازلها للمشاهد الذي يسعى دائماً إلى تسطيح ذهنه، وتغييب ذاكرته، والتعايش مع جعل عينيه مفتوحتين على أكبر مسافة من المدى ليحقق حلم متعة اللاشيء. فإنه في هذه الفترة الحرجة من فترات الهجوم على الأمة، وإعادة هيكلتها، وصياغة ما لا نعلمه داخلها مستقبلاً، ينبغي على هذه المحطات شطب كل الأشياء الباهتة، والمخدرة التي تقدمها للشباب وتجعلهم لا يغادرون شاشة التلفزيون.
لابد أن يكون لهذه المحطات درجة من الاحساس بما يجري على الأقل حتى لا تفقد كل مصداقيتها، باعتبارها محطات ترفيهية جداً، وتتعدى في كثير من الأحيان الترفيه إلى إثارة الغرائز، وتدويخ الشباب.
تسألون لماذا الأمة العربية متردية؟
شاهدوا ما يقدم في محطاتها واحكموا؟
قد يجيب البعض بأن الغرب وأمريكا لديهم أسوأ مما لدينا، وأن ما نعرضه جزء بسيط من انحلال برامجهم وتفاهتها.
وإذا كان هذا الجواب فهو به جانب من الصحة لكن كم من المحطات لديهم تقدم الفكر والسياسة والعلم والإبداع والنهوض بأمتهم وإلاّ ما كانوا كما هم الآن قوى عظمى عسكرية واقتصادية وسياسية وعلمية، عقول تفكر وتنتج وتتحدث، مقابل قليل ممن يعيشون على الهامش لكن يظل لهم رأي وصوت وحرية تعبير وموافقة واعتراض، رغم تهميشهم بمعنى أنهم يشعرون بما يجري حولهم، ويتعاطفون، ويرفضون، وإلاّ ما كانت تلك الجموع لتخرج في مظاهرات بالملايين في مختلف دول العالم رافضة للحرب وباحثة عن السلام رغم بعدها تماماً عن محور الحدث والكارثة.
التغييب الذي يُمارس علينا، أو يمارسه البعض بإرادتهم مرده بأننا لا يعنينا شيء طالما لا يصل إلينا.
ما دور الإعلام في تفجير الاحساس بالأمة ومأساتها، وتأخرها في كل شيء؟
هذا الرعب الذي يتغلغل داخل كل عربي شريف وحر، والخوف من القادم مهما كان موقعه قريباً أو بعيداً لابد أن يصل إلى الآخرين الاحساس بفداحة ما سيكون، وما سيترتب عليه.
يجري كل ذلك في غياب تام للقومية العربية، وتألق مستمر لإحباط شباب الأمة، فهذه محطة والحرب تعلن عن نفسها، تسارع هي الأخرى للإعلان عن مسابقة ملكات الجمال كل أسبوع لتفوز في النهاية واحدة يصوّت عليها الجمهور فانتظروا المسابقة، لماذا لا تعرض هذه المحطة المسابقة على جبهة القتال ليصوّت الجنود بسرعة بدلاً من تطويل الوقت؟
ما هذا الانفلات في عدد مسابقات الجمال في العالم العربي، هل لتعلن أننا دول الفن والجمال والعروض ونكتفي بذلك؟
أما المصيبة الكبرى فهو سوبر ستار، الذي ركض خلفه كما يقال 5**0مطرب ومطربة يحلمون بالمجد، وذهبوا إلى صناع المجد الذي سيجعل من نصف شباب الأمة مطربين ومطربات، فالطرب أسهل الطرق إلى النجاح والشهرة.
هذه الإعلانات السخفة والمكررة له والداعمة لبنائه ولفت المشاهدين عجزت عن فرضه لأسباب أهمها تفاهة البرنامج وفشله وثانيها لم تعد الأمة في حاجة إلى مطربين ومطربات بعد تكاثرهم ومن يراهن على عددهم فليتابع محطات غنائية ليجد أنهم بالمئات، وأعتقد أن هذه الفترة هي أخصب فترة للغناء العربي التافه الذي يصبح فيه أي مواطن بإمكانه أن يكون مطرباً والدليل شعبولا وغيره ولذلك لا خوف على الأمة من نضوب المواهب وقلتها وغيابها بين يوم وليلة أن تفتح قناة وتصور لمائة مطرب ومطربة فيديو كليبات من الرخيصة والتي تُعرض دون حياء واستفزاز للمشاهد.
صناعة الإعلام دائماً هي الالتزام بقضايا الأمة في أزماتها بشكل أكبر، وليس الانسلاخ منها وممارسة التخدير المكثف لإدخالها في مراحل لهو متواصلة، وتغييبها عما يجرى حولها، وأعتقد أن كل محطة الآن يستوطنها الاحساس بالكارثة وبما يعجز اللسان عن التعبير عنه، أن تتعايش مع ما يجري وتستشعر مسؤوليتها من منطلق كم هائل من القيم والمبادئ والأخلاقيات التي تكرس عروبتنا إن شاء الله ساوافيكم با المزيد