سيف الاسلام
5 - 3 - 2004, 02:59 PM
(( الصهيونية ))
معناها : هي حركة سياسية وعقيدة دينية يهودية متطرفة تهدف إلى إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين بالإضافة إلى فرض سيادتها وشرائعها على الدنيا بأقطارها قاطبة واستعباد شعوبها مدعية أن هذا الأمر منصوص علية في التوراة .
وصفها : وصفها الباحثون بأنها من أخطر الحركات الدينية والسياسية الهدامة التي منيت بها البشرية ، ولعل السبب الذي جعل الباحثين يقولون بذلك هو ما تفرضه الصهيونية من قهر سياسي وتمايز عنصري واحتكار للقوى المادية والفكرية على مستوى البسيطة بالإضافة إلى أنها دائما تقوم بخلق الشحناء والبغضاء بين سكان العالم وتحاول جاهدة لزعزعة هذا الاستقرار الأمني في المجتمعات لكي تتمكن من السيطرة عليها .
لماذا سميت بهذا الاسم
سميت بذلك : فبعض الباحثين يرى أنه نسبة إلى إله صهيون وهو اسم عبري معناه على الأرجح (حصن) وقيل أنها كلمة عربية ليس لها نظير وأنها من مادة الصون والتحصن فالكلمة سواء كانت هنا أو هناك فهي معناها التحصن والصون وقد تحصن اليهود في جبل صهيون ونسب الباحثون هذا المذهب إلى هذا الجبل الموجود في فلسطين وهو جبل صهيون وهذا الجبل أحد حبال أربعة أقيمت عليها مدينة ( أورشاليم ) ومعناها مدينة السلام ، وصهيون اسم قديم لبيت المقدس ويعتقدون أن إلههم ( يهو ه) يقيم في هذا الجبل ، ويعتقدون أنه في رحابة سيظهر المسيح المخلص الذي ينتظره اليهود لكي يخلصهم مما يعانون من بؤس ومعاناة كما يظنون انه سيطهرهم من المعاصي .
نشأة وأطواره المذهب:-
لعلنا على علم أن كلمة صهيونية وردة لأول مرة في العهد القديم عند الملك داوود الذي أسس مملكته ما بين سنة 1**0ق م إلى 960ق م لمدة أربعين سنة .
ثم ظهرت حديثا كمصطلح لأول مرة على يد الكاتب الألماني ( ناثان برن باون ) سنة 1893م .
ولكن الأفكار والمعتقدات نشأت قديماً إذ يمتد ظهورها إلى أعماق التاريخ اليهودي فيرى اليهود أن موسى عليه السلام هو الذي أنشأ المذهب وأنشأ الأفكار وهو المؤسس الحقيقي لهذا المذهب وهو الذي دعا إلى إقامة دولة في فلسطين وهو الذي قادهم لدخول فلسطين في عقب خروجه من مصر وظنوا بناءً على هذا الوهم أنه لابد من إقامة دولة الميعاد عاصمة للعالم على هذه الأرض الفلسطينية وانتقلت هذه الفكرة الملوثة بالانحراف عقب سنوات التاريخ ومرت بمراحل وأطوار ولكن قبل أن نتحدث عن المراحل والأطوار ،
نرد ونقول أن موسى عليه السلام بريء من هذا الاتهام فهو لم يؤسس المذهب الصهيوني ولم يصنع أفكاره ، بل جاء بالديانة اليهودية التي أوحى شرائعها المولى تبارك وتعالى وبلغها بكل أمانة إلى بني إسرائيل .
والحق أن الانحراف هو الذي صاحب النشأة ومن وقته ولدت تلك الأفكار الصهيونية الشاذه والتي سنتعرف عليها فيما بعد ، وتطورت ومرت بمراحل كثيرة ويمكن إجمالها على النحو التالي :
المرحلة الأولى :
وتبدأ من فترة السبي البابلي سنة 586ق م إلى 538ق م وتعد مرحلة بناء فكري وعقدي وسياسي وقد تميزت هذه المرحلة بأفكار :
1) أن الإله عند اليهود هو إلههم فقط أي في عهد الانحراف الذي وقع في عهد موسى ومن بعده ، إلا أنه الآن في هذه الفترة إله العالمين وليس إله اليهود فقط ومع ذلك هم يزعمون أنهم أبناء الله وأحباءه كما يزعمون ، وما استعملوا هذا المعتقد إلا لكي يخفف البشر وطأتهم عنهم إذ كانت الكوارث تتوالى على هؤلاء الأحباب ،
2) ثم صاحبت هذه الفترة فكرة ظهور المسيح المخلص
3) كما تميزت هذه المرحلة بالدعوة لإقامة دولة مؤقتة خارج فلسطين لحين عودتهم من السبي .
4) ثم صاحبت هذه الفترة ظهور حركات يهودية من أشهرها حركة ( الموكابين ) التي طالبت بوجوب العودة وبناء هيكل سليمان .
المرحلة الثانية :
وقد أرخ لها بالقرون الوسطى وأهم ما تميزت به هذه المرحلة ما يلي :
ركود فكري للمذهب الصهيوني بل وركود سياسي إذ لم ترى واحدا من اليهود يتحمس للعودة إلى فلسطين كما كان في المرحلة السابقة ومع ذلك فقد ضل الشعور القومي عند اليهود عنيف لم يضعف .
المرحلة الثالثة :
وقد تميزت هذه المرحلة بالتالي :
كثرة الحركات والثورات إذ ظهرت عدد من الحركات والثورات تدعو إلى تجمع واحد ليعود اليهود إلى فلسطين .
ومن أشهر هذه الحركات :
1- حركة ( منشة بن إسرائيل ) سنة 1604م إلى سنة 1657م وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا في تحقيق أهداف الصهيونية .
2- حركة ( سبتاي زيفي) سنة 1626م إلى 1676م وقد ادعى هذا الرجل انه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود في ضله يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن هذا المخلص هلك ومات فلم يعد ، زاستمر اليهود بين الظهور والانكماش إلى أن جاء القرن الحديث وظهر ما يسمى بالصهيونية الحديثة
_ الصهيـونيـة الحديثـة :
وهي حركة منسوبة إلى [تيودور هرتزل ] وهو صحفي يهودي مجري الأصل ولد في [بودا بيست] 2/5/1860م وحصل على شهادة الحقوق في جامعة ( فينا ) سنة 1878م كان هدفه في حركة قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم في فلسطين وتكون عاصمة للعالم ، وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص لكنه أخفق ودعا هذا الرجل لإقامة مؤتمر صهيوني عالمي سنة 1897م 1315 ورسم لليهود طريق العودة للقدس وكان ذلك في مؤتمر ( بال ) بسويسرا وظهرت في هذا المؤتمر قرارات ظهرت على يد اليهود المجتمعين وتعد هذه القرارات من أخطر القرارات اليهودية على الأمة الإسلامية والعربية لأنه بمثابة الدستور العملي لهذه المرحلة من الآمال الصهيونية وقد تمثلت القرارات في النقاط التالية :
1_ لابد من إقامة دولة يهودية في أرض فلسطين على اعتبار أنها أرض الميعاد .
2_ أن تكون السيطرة على أرض فلسطين من خلال خطوات ومراحل زمنية معينة وضع لها هرتزل جدولاً زمنياً .
3- لا يصح أن نكتفي بهذه الأرض المقدسة بل لابد من استيعاب الأطراف التي تحيط بها وهي تشمل المناطق الممتدة من النيل إلى الفرات وتشمل :
أ ) إقليم الوجه البحري من مصر وسيناء
ب ) بقية أرض فلسطين .
ت ) شطر العراق الغربي .
ث ) التهام سوريا ولبنان .
ج ) السيطرة على بادية الشام والأردن .
ح ) احتلال شمال الحجاز حتى المدينة المنورة .
× أدلة الصهيونية على إقامة الحكومة العالمية والاستيلاء على أرض فلسطين :
من خلال النصوص التوراتية أو ( الكتاب المقدس ) أو ( العهد القديم )
ساق المؤتمرون على صحة قراراتهم نصوصاً من العهد القديم جاءت على النحو التالي :
1) جاء في سفر التكوين الإصحاح الثاني فقرة ( 71) [ أن الرب ظهر لإبراهيم في أرض الكنعانيين وقال له لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له .
2) وجاء في فقرة أخرى من سفر التكوين لما رأى اليهود أن وعد الإله لم يتحقق لإبراهيم قالوا : [ أن الرب ظهر لإسحاق وهو ذاهب إلى ملك الفلسطينيين وقال له لا تنزل إلى أرض مصر أسكن في الأرض التي أقول لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد ، وأُفي بالقسم الذي أقسمت لأبيك إبراهيم ]
3) وجاء في سفر اللاويين نص نسبوه لموسى عليه السلام يقول فيه [ إن الرب ظهر لي وقال إنني سأُملك لك أرض كنعان أنت وهارون ]
4) وذكر يشوع في سفره كما ذكر اليهود [ أن موسى حكى عنه الرب قائلاً موسى عبدي قد مات فالآن قم يايشوع واعبر هذا المكان إلى الأردن أنت وكل الشعب وكل موضع تدوس بطون أقدامكم لكم أعطيته ].
5) وفي نص أخير ذكره المؤتمرون نقلوه من سفر يشوع أيضاً يتحدث عن شرعية الأرض المجاورة ومدى أحقية اليهود لها فيقول [ كلم الرب موسى من البرية ولبنان وقال له : من هنا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع الأرض تكون لكم ومن البحر الكبير نحو مغرب الشمس تكون ملكاً لكم ] .
تلك بعض البراهين والأدلة التي اعتمد عليها اليهود لتنفيذ قرارات ( بال ) الذي عقده [ هرتزل ]
الرد على أقوالهم :
1) أن هذا الأمر فيه تنافر بين الألفاظ وركاكة في الأسلوب غير بليغ وغير واضح ، وفيه غموض . وألفاظ الأنبياء في دعوتهم لا بد أن تكون واضحة وعلى ضوء ذلك لا يمكن أ، يكون كلام إبراهيم وإسحاق .
2) أن الألفاظ أو النصوص بها أخطاء عقدية واضحة منها :
أ - أن الرب ظهر لإبراهيم وظهر لإسحاق وظهر ليشوع ونحن نعلم أن الله لا يرى بالعين المجردة في الدنيا ، ولم يثبت بأن أحداً قد رآه في الدنيا ، فكيف يسجل في كتاب مقدس بأن الله قد رؤي .
ب - أن الله وعد بامتلاك الأرض لإبراهيم ونسله وإسحاق ونسله ولم تملك الأرض وهذا أمر مرفوض عقدياً إذ المؤمن الحقيقي يعتقد اعتقاداً كاملاً أن الله صادق فيما وعد (( ومن أصدق من الله قيلا ))
** وبناءً على تلك النصوص السالفة الذكر لم يقل بها أحد الأنبياء ، وإنما هي من بنات الكتاب اليهود الذين كتبوا هذه الأسفار ونسبوها إلى أنبياء الله عليهم السلام .
** وبناءً على ذلك فهذا يعني أن المصادر اليهودية مصادر مشكوك بها وعلى ضوئها ،،، نعطي نبذة عن المصادر الصهيونية أو اليهودية .
# مصادر الفكر الصهيوني :
وهي ثلاثة مصادر 1_ التوراة . 2_ التلمود . 3_ الكُبالا .
نعطي فكرة عن التوراة : هي لفظ عبري معناه الهدى والرشاد وتسمى في اللغة اليونانية ( البنتانوس ) ومعناها اللغات الخمسة ، وتشمل خمسة اسفار وتسمى كتب موسى الخمسة وهي [ سفر التكوين ،سفر الخروج ، سفر اللاويين ، سفر العدد ، وسفر التثينة ]
وليست التوراة سوى جزء من العهد القديم وقد تطلق على الجميع من باب إطلاق الجزء على الكل . أو لأهمية التوراة ونسبتها إلى موسى لأنه من أبرز أنبياء بني إسرائيل ومن عنده يبدأ تاريخهم الحقيقي .
أما لفظ العهد القديم فهو التسمية العلمية الحديثة لأسفار اليهود جميعاً وما التوراة سوى جزء من هذا العهد فإذا ما قلت العهد القديم فإنه يشتمل على الأسفار الخمسة المذكورة .
ثم يشتمل على أربعة وثلاثين سفراً بعد ذلك يمكن تقسيمها على النحو التالي :
1) أسفار الأنبياء وعددها 17 سفراً وهي أشقياء ، وأرمياء ، ومرائي أرمياء ، وحزقيال ، ودانيال ، ويوشع ، ويوئيل ، وعاموس ، وعبديا ، ويونان ، وملاخي ، وميخل ، وناحوم ، وحبقوق ، وصفنيا ، وحجي ، وزكريا .
2) الأسفار التاريخية وعددها 12 سفراً تبدأ بيشوع ، والقضاء ، وراعوث ، وصمائيل الأول والثاني ، والملوك الأول والثاني ، وأخبار الأيام الأول والثاني ، وعذراء ونحميا، واستيرى .
3) أسفار الأناشيد وهي 5 أسفار هي أيوب ومزامير داود ، وأمثال سليمان ، والجامعة من كلام سليمان ، وأناشيد الإنشاد بالإضافة إلى القسم الأول يكون 39سفراً .
** وهناك أسفار خفية رأى اليهود عدم إدراجها مع العهد القديم .
** ويعد الجزء الأول ( أسفار موسى الخمسة ) من أهم هذه الأسفار عند اليهود إذ يزعمون أن موسى عليه السلام قد خطها بيده .
# ويكفي في الرد عليهم على أن موسى لم يكتبها وهو منها براء ، منها النص القائل :
[ فمات موسى عبد الرب في بني مؤاب ، ولم يعرف إنسان قبره إلى اليوم . ذكر ذلك في سفر التثنية الإصحاح 34 فقرة 5 وليس من المعقول قبول الادعاء بأن القائل هو موسى والكاتب هو ، مع أن الميت موسى !
ونص آخر يبطل كلامهم يقول [ وأن موسى كان ابن 120سنة حين مات ] ذكر في سفر التثنية الإصحاح 34 فقرة 7 . واسأل عقلاء العالم أجمع هل سمعتم في دنيا الناس أن ميت يحكي عن نفسه بعد موته ويسجل ذلك .
والحق أن موسى لم يكتب بل من كتبها كويتب صغير يكتب ويسجل ويقدم ما كتبه للصهاينة على اعتبار أنه كلام موسى .
( التلمود) : هي كلمة مستخرجة من لفظ ( لامود) بالعبرية وتعني التعاليم وهذا هو معناها في اللغة .
وفي الاصطلاح عند العلماء هو كتاب يحتوي على التعاليم الدينية وشروح رجال الدين وتنقسم إلى قسمين :
1_ المشنا : وهو المتن والأصل . 2- الجمارا : وهو الشرح .
والمشنا أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة وقد جمعها يهوذاهاناس ما بين 190و2**قبل الميلاد .
و الجمارا تنقسم إلى قسمين
أ) جمارا أورشليم . ب) جمارا بابل .
أورشليم فهو عبارة عن سجل من الناقشات التي أجراها حاخامات اليهود في فلسطين لشرح أصول المشنا ويرجع جمعه إلى سنة 4**ق م .
أما جمارا بابل فهو عبارة عن سجل لمناقشات علماء بابل وشروحهم وكان جمعه سنة 5**م .
والمشنا مع شرحه لجمارا أورشليم يسمى تلمود أورشليم أما الذي به شروح لحاخامات بابل يسمى تلمود بابل وهو المتداول بين اليهود الآن والمراد عند الإطلاق ، هذه هي حقيقة التلمود وأقسامه
معناها : هي حركة سياسية وعقيدة دينية يهودية متطرفة تهدف إلى إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين بالإضافة إلى فرض سيادتها وشرائعها على الدنيا بأقطارها قاطبة واستعباد شعوبها مدعية أن هذا الأمر منصوص علية في التوراة .
وصفها : وصفها الباحثون بأنها من أخطر الحركات الدينية والسياسية الهدامة التي منيت بها البشرية ، ولعل السبب الذي جعل الباحثين يقولون بذلك هو ما تفرضه الصهيونية من قهر سياسي وتمايز عنصري واحتكار للقوى المادية والفكرية على مستوى البسيطة بالإضافة إلى أنها دائما تقوم بخلق الشحناء والبغضاء بين سكان العالم وتحاول جاهدة لزعزعة هذا الاستقرار الأمني في المجتمعات لكي تتمكن من السيطرة عليها .
لماذا سميت بهذا الاسم
سميت بذلك : فبعض الباحثين يرى أنه نسبة إلى إله صهيون وهو اسم عبري معناه على الأرجح (حصن) وقيل أنها كلمة عربية ليس لها نظير وأنها من مادة الصون والتحصن فالكلمة سواء كانت هنا أو هناك فهي معناها التحصن والصون وقد تحصن اليهود في جبل صهيون ونسب الباحثون هذا المذهب إلى هذا الجبل الموجود في فلسطين وهو جبل صهيون وهذا الجبل أحد حبال أربعة أقيمت عليها مدينة ( أورشاليم ) ومعناها مدينة السلام ، وصهيون اسم قديم لبيت المقدس ويعتقدون أن إلههم ( يهو ه) يقيم في هذا الجبل ، ويعتقدون أنه في رحابة سيظهر المسيح المخلص الذي ينتظره اليهود لكي يخلصهم مما يعانون من بؤس ومعاناة كما يظنون انه سيطهرهم من المعاصي .
نشأة وأطواره المذهب:-
لعلنا على علم أن كلمة صهيونية وردة لأول مرة في العهد القديم عند الملك داوود الذي أسس مملكته ما بين سنة 1**0ق م إلى 960ق م لمدة أربعين سنة .
ثم ظهرت حديثا كمصطلح لأول مرة على يد الكاتب الألماني ( ناثان برن باون ) سنة 1893م .
ولكن الأفكار والمعتقدات نشأت قديماً إذ يمتد ظهورها إلى أعماق التاريخ اليهودي فيرى اليهود أن موسى عليه السلام هو الذي أنشأ المذهب وأنشأ الأفكار وهو المؤسس الحقيقي لهذا المذهب وهو الذي دعا إلى إقامة دولة في فلسطين وهو الذي قادهم لدخول فلسطين في عقب خروجه من مصر وظنوا بناءً على هذا الوهم أنه لابد من إقامة دولة الميعاد عاصمة للعالم على هذه الأرض الفلسطينية وانتقلت هذه الفكرة الملوثة بالانحراف عقب سنوات التاريخ ومرت بمراحل وأطوار ولكن قبل أن نتحدث عن المراحل والأطوار ،
نرد ونقول أن موسى عليه السلام بريء من هذا الاتهام فهو لم يؤسس المذهب الصهيوني ولم يصنع أفكاره ، بل جاء بالديانة اليهودية التي أوحى شرائعها المولى تبارك وتعالى وبلغها بكل أمانة إلى بني إسرائيل .
والحق أن الانحراف هو الذي صاحب النشأة ومن وقته ولدت تلك الأفكار الصهيونية الشاذه والتي سنتعرف عليها فيما بعد ، وتطورت ومرت بمراحل كثيرة ويمكن إجمالها على النحو التالي :
المرحلة الأولى :
وتبدأ من فترة السبي البابلي سنة 586ق م إلى 538ق م وتعد مرحلة بناء فكري وعقدي وسياسي وقد تميزت هذه المرحلة بأفكار :
1) أن الإله عند اليهود هو إلههم فقط أي في عهد الانحراف الذي وقع في عهد موسى ومن بعده ، إلا أنه الآن في هذه الفترة إله العالمين وليس إله اليهود فقط ومع ذلك هم يزعمون أنهم أبناء الله وأحباءه كما يزعمون ، وما استعملوا هذا المعتقد إلا لكي يخفف البشر وطأتهم عنهم إذ كانت الكوارث تتوالى على هؤلاء الأحباب ،
2) ثم صاحبت هذه الفترة فكرة ظهور المسيح المخلص
3) كما تميزت هذه المرحلة بالدعوة لإقامة دولة مؤقتة خارج فلسطين لحين عودتهم من السبي .
4) ثم صاحبت هذه الفترة ظهور حركات يهودية من أشهرها حركة ( الموكابين ) التي طالبت بوجوب العودة وبناء هيكل سليمان .
المرحلة الثانية :
وقد أرخ لها بالقرون الوسطى وأهم ما تميزت به هذه المرحلة ما يلي :
ركود فكري للمذهب الصهيوني بل وركود سياسي إذ لم ترى واحدا من اليهود يتحمس للعودة إلى فلسطين كما كان في المرحلة السابقة ومع ذلك فقد ضل الشعور القومي عند اليهود عنيف لم يضعف .
المرحلة الثالثة :
وقد تميزت هذه المرحلة بالتالي :
كثرة الحركات والثورات إذ ظهرت عدد من الحركات والثورات تدعو إلى تجمع واحد ليعود اليهود إلى فلسطين .
ومن أشهر هذه الحركات :
1- حركة ( منشة بن إسرائيل ) سنة 1604م إلى سنة 1657م وهي النواة الأولى التي وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا في تحقيق أهداف الصهيونية .
2- حركة ( سبتاي زيفي) سنة 1626م إلى 1676م وقد ادعى هذا الرجل انه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود في ضله يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن هذا المخلص هلك ومات فلم يعد ، زاستمر اليهود بين الظهور والانكماش إلى أن جاء القرن الحديث وظهر ما يسمى بالصهيونية الحديثة
_ الصهيـونيـة الحديثـة :
وهي حركة منسوبة إلى [تيودور هرتزل ] وهو صحفي يهودي مجري الأصل ولد في [بودا بيست] 2/5/1860م وحصل على شهادة الحقوق في جامعة ( فينا ) سنة 1878م كان هدفه في حركة قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءً بإقامة دولة لهم في فلسطين وتكون عاصمة للعالم ، وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص لكنه أخفق ودعا هذا الرجل لإقامة مؤتمر صهيوني عالمي سنة 1897م 1315 ورسم لليهود طريق العودة للقدس وكان ذلك في مؤتمر ( بال ) بسويسرا وظهرت في هذا المؤتمر قرارات ظهرت على يد اليهود المجتمعين وتعد هذه القرارات من أخطر القرارات اليهودية على الأمة الإسلامية والعربية لأنه بمثابة الدستور العملي لهذه المرحلة من الآمال الصهيونية وقد تمثلت القرارات في النقاط التالية :
1_ لابد من إقامة دولة يهودية في أرض فلسطين على اعتبار أنها أرض الميعاد .
2_ أن تكون السيطرة على أرض فلسطين من خلال خطوات ومراحل زمنية معينة وضع لها هرتزل جدولاً زمنياً .
3- لا يصح أن نكتفي بهذه الأرض المقدسة بل لابد من استيعاب الأطراف التي تحيط بها وهي تشمل المناطق الممتدة من النيل إلى الفرات وتشمل :
أ ) إقليم الوجه البحري من مصر وسيناء
ب ) بقية أرض فلسطين .
ت ) شطر العراق الغربي .
ث ) التهام سوريا ولبنان .
ج ) السيطرة على بادية الشام والأردن .
ح ) احتلال شمال الحجاز حتى المدينة المنورة .
× أدلة الصهيونية على إقامة الحكومة العالمية والاستيلاء على أرض فلسطين :
من خلال النصوص التوراتية أو ( الكتاب المقدس ) أو ( العهد القديم )
ساق المؤتمرون على صحة قراراتهم نصوصاً من العهد القديم جاءت على النحو التالي :
1) جاء في سفر التكوين الإصحاح الثاني فقرة ( 71) [ أن الرب ظهر لإبراهيم في أرض الكنعانيين وقال له لنسلك أعطي هذه الأرض فبنى هناك مذبحاً للرب الذي ظهر له .
2) وجاء في فقرة أخرى من سفر التكوين لما رأى اليهود أن وعد الإله لم يتحقق لإبراهيم قالوا : [ أن الرب ظهر لإسحاق وهو ذاهب إلى ملك الفلسطينيين وقال له لا تنزل إلى أرض مصر أسكن في الأرض التي أقول لك ولنسلك أعطي جميع هذه البلاد ، وأُفي بالقسم الذي أقسمت لأبيك إبراهيم ]
3) وجاء في سفر اللاويين نص نسبوه لموسى عليه السلام يقول فيه [ إن الرب ظهر لي وقال إنني سأُملك لك أرض كنعان أنت وهارون ]
4) وذكر يشوع في سفره كما ذكر اليهود [ أن موسى حكى عنه الرب قائلاً موسى عبدي قد مات فالآن قم يايشوع واعبر هذا المكان إلى الأردن أنت وكل الشعب وكل موضع تدوس بطون أقدامكم لكم أعطيته ].
5) وفي نص أخير ذكره المؤتمرون نقلوه من سفر يشوع أيضاً يتحدث عن شرعية الأرض المجاورة ومدى أحقية اليهود لها فيقول [ كلم الرب موسى من البرية ولبنان وقال له : من هنا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع الأرض تكون لكم ومن البحر الكبير نحو مغرب الشمس تكون ملكاً لكم ] .
تلك بعض البراهين والأدلة التي اعتمد عليها اليهود لتنفيذ قرارات ( بال ) الذي عقده [ هرتزل ]
الرد على أقوالهم :
1) أن هذا الأمر فيه تنافر بين الألفاظ وركاكة في الأسلوب غير بليغ وغير واضح ، وفيه غموض . وألفاظ الأنبياء في دعوتهم لا بد أن تكون واضحة وعلى ضوء ذلك لا يمكن أ، يكون كلام إبراهيم وإسحاق .
2) أن الألفاظ أو النصوص بها أخطاء عقدية واضحة منها :
أ - أن الرب ظهر لإبراهيم وظهر لإسحاق وظهر ليشوع ونحن نعلم أن الله لا يرى بالعين المجردة في الدنيا ، ولم يثبت بأن أحداً قد رآه في الدنيا ، فكيف يسجل في كتاب مقدس بأن الله قد رؤي .
ب - أن الله وعد بامتلاك الأرض لإبراهيم ونسله وإسحاق ونسله ولم تملك الأرض وهذا أمر مرفوض عقدياً إذ المؤمن الحقيقي يعتقد اعتقاداً كاملاً أن الله صادق فيما وعد (( ومن أصدق من الله قيلا ))
** وبناءً على تلك النصوص السالفة الذكر لم يقل بها أحد الأنبياء ، وإنما هي من بنات الكتاب اليهود الذين كتبوا هذه الأسفار ونسبوها إلى أنبياء الله عليهم السلام .
** وبناءً على ذلك فهذا يعني أن المصادر اليهودية مصادر مشكوك بها وعلى ضوئها ،،، نعطي نبذة عن المصادر الصهيونية أو اليهودية .
# مصادر الفكر الصهيوني :
وهي ثلاثة مصادر 1_ التوراة . 2_ التلمود . 3_ الكُبالا .
نعطي فكرة عن التوراة : هي لفظ عبري معناه الهدى والرشاد وتسمى في اللغة اليونانية ( البنتانوس ) ومعناها اللغات الخمسة ، وتشمل خمسة اسفار وتسمى كتب موسى الخمسة وهي [ سفر التكوين ،سفر الخروج ، سفر اللاويين ، سفر العدد ، وسفر التثينة ]
وليست التوراة سوى جزء من العهد القديم وقد تطلق على الجميع من باب إطلاق الجزء على الكل . أو لأهمية التوراة ونسبتها إلى موسى لأنه من أبرز أنبياء بني إسرائيل ومن عنده يبدأ تاريخهم الحقيقي .
أما لفظ العهد القديم فهو التسمية العلمية الحديثة لأسفار اليهود جميعاً وما التوراة سوى جزء من هذا العهد فإذا ما قلت العهد القديم فإنه يشتمل على الأسفار الخمسة المذكورة .
ثم يشتمل على أربعة وثلاثين سفراً بعد ذلك يمكن تقسيمها على النحو التالي :
1) أسفار الأنبياء وعددها 17 سفراً وهي أشقياء ، وأرمياء ، ومرائي أرمياء ، وحزقيال ، ودانيال ، ويوشع ، ويوئيل ، وعاموس ، وعبديا ، ويونان ، وملاخي ، وميخل ، وناحوم ، وحبقوق ، وصفنيا ، وحجي ، وزكريا .
2) الأسفار التاريخية وعددها 12 سفراً تبدأ بيشوع ، والقضاء ، وراعوث ، وصمائيل الأول والثاني ، والملوك الأول والثاني ، وأخبار الأيام الأول والثاني ، وعذراء ونحميا، واستيرى .
3) أسفار الأناشيد وهي 5 أسفار هي أيوب ومزامير داود ، وأمثال سليمان ، والجامعة من كلام سليمان ، وأناشيد الإنشاد بالإضافة إلى القسم الأول يكون 39سفراً .
** وهناك أسفار خفية رأى اليهود عدم إدراجها مع العهد القديم .
** ويعد الجزء الأول ( أسفار موسى الخمسة ) من أهم هذه الأسفار عند اليهود إذ يزعمون أن موسى عليه السلام قد خطها بيده .
# ويكفي في الرد عليهم على أن موسى لم يكتبها وهو منها براء ، منها النص القائل :
[ فمات موسى عبد الرب في بني مؤاب ، ولم يعرف إنسان قبره إلى اليوم . ذكر ذلك في سفر التثنية الإصحاح 34 فقرة 5 وليس من المعقول قبول الادعاء بأن القائل هو موسى والكاتب هو ، مع أن الميت موسى !
ونص آخر يبطل كلامهم يقول [ وأن موسى كان ابن 120سنة حين مات ] ذكر في سفر التثنية الإصحاح 34 فقرة 7 . واسأل عقلاء العالم أجمع هل سمعتم في دنيا الناس أن ميت يحكي عن نفسه بعد موته ويسجل ذلك .
والحق أن موسى لم يكتب بل من كتبها كويتب صغير يكتب ويسجل ويقدم ما كتبه للصهاينة على اعتبار أنه كلام موسى .
( التلمود) : هي كلمة مستخرجة من لفظ ( لامود) بالعبرية وتعني التعاليم وهذا هو معناها في اللغة .
وفي الاصطلاح عند العلماء هو كتاب يحتوي على التعاليم الدينية وشروح رجال الدين وتنقسم إلى قسمين :
1_ المشنا : وهو المتن والأصل . 2- الجمارا : وهو الشرح .
والمشنا أول لائحة قانونية وضعها اليهود لأنفسهم بعد التوراة وقد جمعها يهوذاهاناس ما بين 190و2**قبل الميلاد .
و الجمارا تنقسم إلى قسمين
أ) جمارا أورشليم . ب) جمارا بابل .
أورشليم فهو عبارة عن سجل من الناقشات التي أجراها حاخامات اليهود في فلسطين لشرح أصول المشنا ويرجع جمعه إلى سنة 4**ق م .
أما جمارا بابل فهو عبارة عن سجل لمناقشات علماء بابل وشروحهم وكان جمعه سنة 5**م .
والمشنا مع شرحه لجمارا أورشليم يسمى تلمود أورشليم أما الذي به شروح لحاخامات بابل يسمى تلمود بابل وهو المتداول بين اليهود الآن والمراد عند الإطلاق ، هذه هي حقيقة التلمود وأقسامه