ابولمى
18 - 3 - 2004, 05:13 AM
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-03-18/Pictures/1803.mis.p25.n4.jpg
المدرس ضحى بشعره وجعل الطلاب يتعلمون عليه
تحولت مدرسة ابتدائية في محافظة المخواة التابعة لمنطقة الباحة إلى معهد مهني يعلم كثيراً من المهن التي نادرا ما نرى الشباب السعودي يحبها أو يتعلمها. وفي إطار البرنامج الإرشادي والمهني الذي أكدت على تنفيذه وزارة التربية والتعليم خلال الأسبوع المنصرم, نفذت مدرسة ال*** محمد بن عبد الوهاب الابتدائية والمتوسطة بالمخواة هذا البرنامج بطريقة ملفتة للأنظار حيث كثفت المحاضرات والندوات خلال الأسبوع للتمهيد لليوم المهني الإرشادي الذي ختمت به المدرسة أسبوعها والذي حشدت له كل الأدوات والأساليب والمعدات التي اشتغل بها الطلاب خلال يومهم ذلك بكل استعداد وقناعة في جو من الفرح والسرور. وكانت المدرسة قد قسمت الطلاب وباختيارهم إلى عدة مجموعات بعد أن سمت المجموعات وعلقت المسميات على الجدار الخارجي (ميكانيكي ـ بناء ـ مزارع ـ سباك ـ كهربائي ـ حلاق ـ بنشري) وهذه الأخيرة شارك بها الكثير من الطلاب بالرغم من صعوبتها وعدم إلمام الطلاب بها. "الوطن" رصدت بالصورة والكلمة ما تم في ورش العمل هذه, حيث يقول المرشد الطلابي بالمدرسة: "لم يكن لترى هذا الحماس لو لم يسبقه دعاية إعلامية كبيرة نفذت داخل المدرسة سواء كان ذلك عن طريق المحاضرات أو النشرات التي سبقت الأسبوع أو في الإذاعة المدرسية كما حشدنا سيَر الرسل عليهم السلام الذين هم القدوة فقد كان كل واحد منهم يمارس حرفة فمنهم من كان بزازا يشتغل ببيع الأقمشة ومنهم من رعى الغنم إلى غير ذلك فأمام كل هذا الحشد الإقناعي لابد أن يقتنع الطلاب بممارسة المهن. ثم إننا قد أقنعناهم بأن الوظائف اليوم أصبحت شحيحة وأن المستقبل الحقيقي لدخل كبير ومربح هو امتهان الأعمال الحرفية".
ويقول محمد عبد الله العمري الرائد الاجتماعي بالمدرسة والذي أشرف على الورش "سبق هذا التخطيط اجتماع مع مدير المدرسة فكانت الخطط والاقتراحات فكل واحد من المعلمين اقترح مهنة وتكفل بإحضار أدواتها حتى إن أحدهم جاء بسيارة (خردة) أي متهالكة وأشرف هو على فك بعض أجزائها وتركيبه لوجود خلفية مسبقة عنده في ميكانيكا السيارات. والآخر أحضر ماكينة حلاقة وضحى بشعره وهو (محدثك) وكان أول من جلس فوق كرسي الحلاقة وسلم رأسه للطلاب الذين اختاروا مهنة الحلاق فحلقوه علما أنهم ألحقوا الأضرار برأسه لعدم معرفتهم ـ بالطبع ـ أصول الحلاقة ولكن كان هذا منه لتشجيع الطلاب وإشعارهم بأن الأمر جاد وجميل أيضا حتى وإن كان على حساب شكله الذي انتهى إليه بعد الحلاقة والذي أتم تنظيفه آخر النهار عند أقرب حلاق في المدينة".
ويضيف "راعينا في تقسيم المعلمين على المجموعات كل على رأس المجموعة التي يفضلها هو وعنده عنها خلفية ولو بسيطة كما أننا استعنا بعناصر مقيمة من خارج المدرسة كالتاجر فقد دعونا موزعاً معروفاً في المدينة وشرح للطلاب فوائد التجارة والأرباح التي تدرها الأعمال التجارية ووزع عليهم هدايا مثل البسكويت وبعض المشروبات التي جاء بها في سيارة التوزيع"
أما الطالب سعيد العمري الذي اختار الميكانيكا فقد سألناه عن سبب اختياره هذا فأجاب: "أنا أحب ميكانيكا السيارات منذ زمن وكثيرا ما أفلح في إصلاح سيارتنا في البيت إذا تعطلت من عطل بسيط".
أما الطالب عبد الرحمن علي العمري الذي حلق رأس أستاذه فيقول عن هذه المهنة: "هذه مهنة جميلة وأنا أحبها لأنها تكسبني أصحابا يداومون على زيارتي في المحل ثم إنها تدر دخلا كبيرا فأنا نادرا ما أمر على حلاق فلا أجد مقاعده مليئة بالزبائن وهذا دليل على الدخل الكبير الذي يدخل على الحلاق ثم إنها داخل غرف مريحة ومكيفة وليس فيها عناء".
أما سعيد العمري والذي اختار مهنة البنشر فيقول: "أنا اخترت هذه المهنة لإيماني أن كل المهن شريفة وليس فيها عيب والعمل للكسب الحلال ليس عيبا وإنما العيب أن يبقى الشاب عاطلا ينتظر وظيفة ربما لا يظفر بها مهما انتظر"
المدرس ضحى بشعره وجعل الطلاب يتعلمون عليه
تحولت مدرسة ابتدائية في محافظة المخواة التابعة لمنطقة الباحة إلى معهد مهني يعلم كثيراً من المهن التي نادرا ما نرى الشباب السعودي يحبها أو يتعلمها. وفي إطار البرنامج الإرشادي والمهني الذي أكدت على تنفيذه وزارة التربية والتعليم خلال الأسبوع المنصرم, نفذت مدرسة ال*** محمد بن عبد الوهاب الابتدائية والمتوسطة بالمخواة هذا البرنامج بطريقة ملفتة للأنظار حيث كثفت المحاضرات والندوات خلال الأسبوع للتمهيد لليوم المهني الإرشادي الذي ختمت به المدرسة أسبوعها والذي حشدت له كل الأدوات والأساليب والمعدات التي اشتغل بها الطلاب خلال يومهم ذلك بكل استعداد وقناعة في جو من الفرح والسرور. وكانت المدرسة قد قسمت الطلاب وباختيارهم إلى عدة مجموعات بعد أن سمت المجموعات وعلقت المسميات على الجدار الخارجي (ميكانيكي ـ بناء ـ مزارع ـ سباك ـ كهربائي ـ حلاق ـ بنشري) وهذه الأخيرة شارك بها الكثير من الطلاب بالرغم من صعوبتها وعدم إلمام الطلاب بها. "الوطن" رصدت بالصورة والكلمة ما تم في ورش العمل هذه, حيث يقول المرشد الطلابي بالمدرسة: "لم يكن لترى هذا الحماس لو لم يسبقه دعاية إعلامية كبيرة نفذت داخل المدرسة سواء كان ذلك عن طريق المحاضرات أو النشرات التي سبقت الأسبوع أو في الإذاعة المدرسية كما حشدنا سيَر الرسل عليهم السلام الذين هم القدوة فقد كان كل واحد منهم يمارس حرفة فمنهم من كان بزازا يشتغل ببيع الأقمشة ومنهم من رعى الغنم إلى غير ذلك فأمام كل هذا الحشد الإقناعي لابد أن يقتنع الطلاب بممارسة المهن. ثم إننا قد أقنعناهم بأن الوظائف اليوم أصبحت شحيحة وأن المستقبل الحقيقي لدخل كبير ومربح هو امتهان الأعمال الحرفية".
ويقول محمد عبد الله العمري الرائد الاجتماعي بالمدرسة والذي أشرف على الورش "سبق هذا التخطيط اجتماع مع مدير المدرسة فكانت الخطط والاقتراحات فكل واحد من المعلمين اقترح مهنة وتكفل بإحضار أدواتها حتى إن أحدهم جاء بسيارة (خردة) أي متهالكة وأشرف هو على فك بعض أجزائها وتركيبه لوجود خلفية مسبقة عنده في ميكانيكا السيارات. والآخر أحضر ماكينة حلاقة وضحى بشعره وهو (محدثك) وكان أول من جلس فوق كرسي الحلاقة وسلم رأسه للطلاب الذين اختاروا مهنة الحلاق فحلقوه علما أنهم ألحقوا الأضرار برأسه لعدم معرفتهم ـ بالطبع ـ أصول الحلاقة ولكن كان هذا منه لتشجيع الطلاب وإشعارهم بأن الأمر جاد وجميل أيضا حتى وإن كان على حساب شكله الذي انتهى إليه بعد الحلاقة والذي أتم تنظيفه آخر النهار عند أقرب حلاق في المدينة".
ويضيف "راعينا في تقسيم المعلمين على المجموعات كل على رأس المجموعة التي يفضلها هو وعنده عنها خلفية ولو بسيطة كما أننا استعنا بعناصر مقيمة من خارج المدرسة كالتاجر فقد دعونا موزعاً معروفاً في المدينة وشرح للطلاب فوائد التجارة والأرباح التي تدرها الأعمال التجارية ووزع عليهم هدايا مثل البسكويت وبعض المشروبات التي جاء بها في سيارة التوزيع"
أما الطالب سعيد العمري الذي اختار الميكانيكا فقد سألناه عن سبب اختياره هذا فأجاب: "أنا أحب ميكانيكا السيارات منذ زمن وكثيرا ما أفلح في إصلاح سيارتنا في البيت إذا تعطلت من عطل بسيط".
أما الطالب عبد الرحمن علي العمري الذي حلق رأس أستاذه فيقول عن هذه المهنة: "هذه مهنة جميلة وأنا أحبها لأنها تكسبني أصحابا يداومون على زيارتي في المحل ثم إنها تدر دخلا كبيرا فأنا نادرا ما أمر على حلاق فلا أجد مقاعده مليئة بالزبائن وهذا دليل على الدخل الكبير الذي يدخل على الحلاق ثم إنها داخل غرف مريحة ومكيفة وليس فيها عناء".
أما سعيد العمري والذي اختار مهنة البنشر فيقول: "أنا اخترت هذه المهنة لإيماني أن كل المهن شريفة وليس فيها عيب والعمل للكسب الحلال ليس عيبا وإنما العيب أن يبقى الشاب عاطلا ينتظر وظيفة ربما لا يظفر بها مهما انتظر"