معجم خاص ودلالات غريبة في لغة خاصة بالشباب

[ابولمى]

ارتبطت كلمة شباب بمفهوم من الأفكار والمخاوف لدى العديد من الأسر السعودية التي بدأت تشعر بتمرد شبابها على اللغة والأفكار القديمة حيث أوجد العديد من هؤلاء عالماً منفرداً لهم حكراً عليهم عالماً غريباً ومتناقضاً لا يسمح بالدخول إليه من أي شخص خارج عن إطاره. عالم مليء بالكلمات والعبارات المقلوبة والألفاظ الغريبة والشيفرة اللغوية والطلاسم استحدثها الشباب لتكوين مصطلحات خاصة لا يفهمها إلا من هم دون 30 سنة.
"الوطن" دخلت إلى عالم الشباب الخاص لترصد الألفاظ اللغوية الغريبة التي وصفها أحد أولياء الأمور وهو عبدالله العدوي بأنها طلاسم ولغة خاصة بين الشباب ويضيف العدوي بأنني أقف مذهولاً أمام ابني وهو يتحدث مع أصدقائه ولا أستطيع أن أفهم أي جملة ومجمل الكلام عبارة عن كلمات وألفاظ مقلوبة.
يقول سعيد البشري طالب ثانوي إن هناك العديد من العبارات المتداولة بين الشباب وهي أسرار خاصة، والشباب الآن يعملون على قلب الكلام فبدلاً من أن يقول الشاب كيف الحال يقول "فيك اللاح" ومفردات أخرى مثل لفظ "البايش" الشايب - ركبة - أرنب - يبلف "يكذب" ردها ولا تعتبر "روح دون مشاكل" معبي الطاسة - سكران، كيف البيبان - كيف البنات، وعن الفتاة الجميلة "قنبلة، شبح، صاروخ" ويضيف محمد عسيري كثيرة هي الكلمات التي يتداولها الشباب وهناك عبارات خاصة بكل فئة فهناك من يقلب في كلامه الراء زين أنت مرة يقول مزة - كيف الأشجار يعني كيف الأولاد، وتقول الاختصاصية النفسية في المستشفى السعودي الألماني الدكتور صباح الزهار إن اللغة تختلف من مجتمع لآخر وسابقاً عرفت اللغة بأن لها مفاهيمها الخاصة لدى كل فئة وقد كانت العديد من المفردات الغريبة تتردد لدى الشباب سابقا ويرجع السبب في تمرد الشباب على اللغة الركض خلف المجتمع وإيقاعه السريع والعولمة والفضائيات فأصبح الشباب يبحثون عن اللغة السريعة والغريبة كما هم يسعون إلى ذلك في معظم شؤون الحياة فصاروا يحبون الملابس الغريبة والطريفة ويتناولون الوجبات السريعة ويرفضون التقليدي والمتوارث، وهم بذلك يحاولون قلب اللغة والمفاهيم ليكون تابعاً لهم وحسب ما يريدون، وهو ليس تمرداً بقدر ما هو محاولة إيجاد لغة خاصة وجو خاص من ضمن ما يريدون من خلاله أن يغيروا في حياتهم. ويضيف استشاري المخ والأعصاب والصحة النفسية بمستشفى السعودي الألماني بعسير الدكتور إيهاب رمضان أن شباب اليوم يضيقون ذرعاً بكل ما هو مألوف وتقليدي وأصبح التجديد سمة أساسية لهذا الجيل بل وقد امتد ذلك إلى الثوابت التي لا تحتمل التغيير فأصبح التمرد هو السائد والرغبة في تحطيم كل ما هو مألوف والتغيير بشكل صارخ، فمن التمرد مثلا أن ترتدي البدلة بدلاً من الثوب أو تقليد بعض الثقافات مثل اللغة الإنجليزية أو الفرنسية وقد يكون ذلك مقبولاً في بعض الأحيان لحاجة معينة ولكن من المدهش أن ترتدي ثوباً ولا ترتديه بشكله التقليدي كأن ترتديه بلا أكمام، وهكذا وإذا تكلمت لغة مثل العربية فعليك أن تتكلمها بمفرداتها وكلماتها المعروفة ولكن جيل الشباب بدأ يبحث عن التغيير في أصول الشيء فأوجد لغة غريبة ليست إلا لغة من وضع هؤلاء الشباب ولا يفهم معناها إلا هم ولا تصلح للكتابة أو للتواصل والتخاطب هذا التمرد الصارخ هو نوع من فرض العزلة على أنفسهم والبحث عن الاستقلال الكامل عن المجتمع وهذا التمرد والفردية والاستقلالية سمة من سمات الشباب ولكنها وصلت إلى أعلى مدلولاتها في هذا العصر، حتى أصبحت اختراقاً للحواجز وقد لا حظ الباحثون وعلماء الاجتماع والنفس أن هناك شيئاً عجيباً يحدث في زمن العولمة حيث تقول الادعاءات بأن العالم أصبح قرية صغيرة مما يعرب عن تقارب الناس، ولكن على الرغم من ذلك نجد تزايد إقبال الناس للميل نحو الفردية والتفرد والإعلان الصريح عن عدم احتياج الإنسان لأخيه فانتشرت حالات الطلاق والتمرد على الأسرة والرغبة في الاستقلال وأمور أخرى مثل الطلاق والعزلة علينا ألا نفقد هويتنا وعلينا أن نعتز بجذورنا ولغتنا وإفهام هؤلاء الشباب أثر ذلك على لغتهم التي هي الأم.