بائع عسل
3 - 7 - 2008, 07:19 PM
الأربعاء, 2 يوليو 2**8
محمد البلادي
منقول من جريدة المدينة
* جرت العادة والأعراف الوظيفية في كل ( بلاد الله) على أن الوزارة- أي وزارة - هي أول من يدافع عن حقوق وامتيازات موظفيها ومنسوبيها .. انطلاقا من واقع مسؤوليتها عنهم أولا أمام الله ثم أمام ولاة الأمر.. ولعلمها ثانيا بحقيقة وطبيعة أعمالهم التي قد تختلف عن غيرهم ..هذا ما نفهمه ..غير أن واقع الحال يقول بأن (الموقرة) وزارة التربية والتعليم لا تعير هذا المبدأ أي اهتمام.. فبعد أن تقلصت رواتب المعلمين الجدد إلى الحدود الدنيا.. يبدو أنها قد استجابت أخيرا لتلك المطالبات التي تنادي منذ فترة بتقليص إجازات المعلمين والمعلمات ومساواتها بإجازات بقية موظفي الدولة .
* لن أضيع وقت القارئ العزيز بالخوض في أدبيات تصف المعلمين بصُنّاع الفكر والثقافة وبُناة النهضة.. ولن اسرد أقوالاً لفلاسفة ومفكرين من مثل مقولة الألماني (كانت) بأن السياسة والتربية هما أصعب حرف البشر على الإطلاق.. فذاك أسلوب لم يؤت أُكله رغم ما أريق في سبيله من أحبار.. لذا أجدني مضطرا لان أتحدث اليوم بلغة أشهر المحامين العرب (خليفة خلف خلف الله خلف خلاف المحامي) وكلمته الشهيرة (قالوا له) أو (آلووووووووله) بالمحكية المصرية الجميلة .. فعلى ما يبدو -والله اعلم- أن السادة أعضاء اللجان المكلفة بسن القوانين وتشريع الأنظمة في الوزارة، وفي ظل انفصالهم عن واقع الجو المدرسي وهمومه.. مغرمون بأسلوب (قالوا له) في استقاء المعلومة !!.. بسبب عدم معايشتهم للبيئة المدرسية.. وعدم مكابدتهم للشقاء والعناء الذي عبر عنه الشاعر/ المعلم ( إبراهيم طوقان) في قصيدته التي عارض فيها شوقي حين يقول: (لو جرب التعليم شوقي ساعةً...... لقضى الحياة شقاوةً وخمولا)..نعم ..فلو جرب المنظرون في وزارة التربية والتعليم مشقة التعليم يوما، لآمنوا بأنها وظيفة لها من الخصوصية ما يميزها عن غيرها .. ولتأكدوا بان المعلم محسود محسود محسود .. حتى و إن كان حسدا يشبه حسد الأعمى على سواد عينيه!!.
* فالمعلم (الغلبان) الذي يقضي حياته الوظيفية كاملة (مجمّدا) تحت مسمى معلم ، وبعد أن سحبت معظم صلاحياته ، وتقلصت مكانته الاجتماعية إلى أقصى درجاتها.. محسود على إجازته الصيفية التي يراها البعض طويلة ويراها (الطب الحديث) لا تكاد تكفي لإراحة جسده وأعصابه المنهكة من عناء عام دراسي كامل وسط ضجيج مئات الطلاب، وسلوكيات البعض منهم غير المنضبطة..مع العلم أن الجميع يدرك بأنه الموظف الوحيد في وزارة الخدمة المدنية الذي لا يمكنه التحكم في هذه الإجازة.. محسود على (راتبه) مع أن الجميع يعلم أيضا أن أكثر من ثلث هذا (الراتب) يذهب إلى الأطباء لعلاج متلازمة من الأمراض المزمنة تبدأ بالسكري والضغط والقولون العصبي ولا تنتهي بالزهايمر واللوثة العقلية!!..محسود على انصرافه المبكر..مع أن الجميع يعلم بأنه الموظف الوحيد الذي يباشر عمله بعد صلاة الفجر مباشرة، ليعمل - على الأقل - ست ساعات متواصلة دون توقف بخلاف بقية الموظفين.. ولو انتقلنا لواقع المعلمين والمعلمات في القرى والهجر لكانت الوطأة اشد وأكثر ألما.
* لم يكن ( إبراهيم طوقان) حالة خاصة في تذمره وإحباطه من هذه المهنة الشاقة حين يقول يا من يريد الانتحار وجدته...... إن المعلم لا يعيش طويلا) ..فطبيعة عمل المعلم التي يشق على أي موظف القيام بها .. كانت سببا رئيسا في عزوف الكثيرين عنها في السابق.. مما دعا المسؤولين (المتقدمين) في الوزارة - سقا الله أيامهم - إلى منحهم هذه الميزات..التي يحاول (المتأخرون) نزعها منهم ، بمنطق أن المساواة في الظلم نوع من العدل.
* في اليابان كشف احد المسئولين عن سر نجاحهم وتفوقهم في مجال التعليم بقوله : “إننا حريصون على أن نوفر للمعلم ثلاثاً.. قوة الضابط وهيبة القاضي و راتب الوزير” .
* قليلا من الإنصاف يرحمكم الله.
محمد البلادي
منقول من جريدة المدينة
* جرت العادة والأعراف الوظيفية في كل ( بلاد الله) على أن الوزارة- أي وزارة - هي أول من يدافع عن حقوق وامتيازات موظفيها ومنسوبيها .. انطلاقا من واقع مسؤوليتها عنهم أولا أمام الله ثم أمام ولاة الأمر.. ولعلمها ثانيا بحقيقة وطبيعة أعمالهم التي قد تختلف عن غيرهم ..هذا ما نفهمه ..غير أن واقع الحال يقول بأن (الموقرة) وزارة التربية والتعليم لا تعير هذا المبدأ أي اهتمام.. فبعد أن تقلصت رواتب المعلمين الجدد إلى الحدود الدنيا.. يبدو أنها قد استجابت أخيرا لتلك المطالبات التي تنادي منذ فترة بتقليص إجازات المعلمين والمعلمات ومساواتها بإجازات بقية موظفي الدولة .
* لن أضيع وقت القارئ العزيز بالخوض في أدبيات تصف المعلمين بصُنّاع الفكر والثقافة وبُناة النهضة.. ولن اسرد أقوالاً لفلاسفة ومفكرين من مثل مقولة الألماني (كانت) بأن السياسة والتربية هما أصعب حرف البشر على الإطلاق.. فذاك أسلوب لم يؤت أُكله رغم ما أريق في سبيله من أحبار.. لذا أجدني مضطرا لان أتحدث اليوم بلغة أشهر المحامين العرب (خليفة خلف خلف الله خلف خلاف المحامي) وكلمته الشهيرة (قالوا له) أو (آلووووووووله) بالمحكية المصرية الجميلة .. فعلى ما يبدو -والله اعلم- أن السادة أعضاء اللجان المكلفة بسن القوانين وتشريع الأنظمة في الوزارة، وفي ظل انفصالهم عن واقع الجو المدرسي وهمومه.. مغرمون بأسلوب (قالوا له) في استقاء المعلومة !!.. بسبب عدم معايشتهم للبيئة المدرسية.. وعدم مكابدتهم للشقاء والعناء الذي عبر عنه الشاعر/ المعلم ( إبراهيم طوقان) في قصيدته التي عارض فيها شوقي حين يقول: (لو جرب التعليم شوقي ساعةً...... لقضى الحياة شقاوةً وخمولا)..نعم ..فلو جرب المنظرون في وزارة التربية والتعليم مشقة التعليم يوما، لآمنوا بأنها وظيفة لها من الخصوصية ما يميزها عن غيرها .. ولتأكدوا بان المعلم محسود محسود محسود .. حتى و إن كان حسدا يشبه حسد الأعمى على سواد عينيه!!.
* فالمعلم (الغلبان) الذي يقضي حياته الوظيفية كاملة (مجمّدا) تحت مسمى معلم ، وبعد أن سحبت معظم صلاحياته ، وتقلصت مكانته الاجتماعية إلى أقصى درجاتها.. محسود على إجازته الصيفية التي يراها البعض طويلة ويراها (الطب الحديث) لا تكاد تكفي لإراحة جسده وأعصابه المنهكة من عناء عام دراسي كامل وسط ضجيج مئات الطلاب، وسلوكيات البعض منهم غير المنضبطة..مع العلم أن الجميع يدرك بأنه الموظف الوحيد في وزارة الخدمة المدنية الذي لا يمكنه التحكم في هذه الإجازة.. محسود على (راتبه) مع أن الجميع يعلم أيضا أن أكثر من ثلث هذا (الراتب) يذهب إلى الأطباء لعلاج متلازمة من الأمراض المزمنة تبدأ بالسكري والضغط والقولون العصبي ولا تنتهي بالزهايمر واللوثة العقلية!!..محسود على انصرافه المبكر..مع أن الجميع يعلم بأنه الموظف الوحيد الذي يباشر عمله بعد صلاة الفجر مباشرة، ليعمل - على الأقل - ست ساعات متواصلة دون توقف بخلاف بقية الموظفين.. ولو انتقلنا لواقع المعلمين والمعلمات في القرى والهجر لكانت الوطأة اشد وأكثر ألما.
* لم يكن ( إبراهيم طوقان) حالة خاصة في تذمره وإحباطه من هذه المهنة الشاقة حين يقول يا من يريد الانتحار وجدته...... إن المعلم لا يعيش طويلا) ..فطبيعة عمل المعلم التي يشق على أي موظف القيام بها .. كانت سببا رئيسا في عزوف الكثيرين عنها في السابق.. مما دعا المسؤولين (المتقدمين) في الوزارة - سقا الله أيامهم - إلى منحهم هذه الميزات..التي يحاول (المتأخرون) نزعها منهم ، بمنطق أن المساواة في الظلم نوع من العدل.
* في اليابان كشف احد المسئولين عن سر نجاحهم وتفوقهم في مجال التعليم بقوله : “إننا حريصون على أن نوفر للمعلم ثلاثاً.. قوة الضابط وهيبة القاضي و راتب الوزير” .
* قليلا من الإنصاف يرحمكم الله.