جابر اليافعي
23 - 7 - 2008, 08:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم اره منذ مدة ، ربمااكثر من عشر سنوات.
كان آخر لقاء لنا على مقاعد الدراسه،وبعدها فرقتنا مشاغل الحياة وسنين دراسة اخرى طويلة.
ثم انقطعت عني اخباره،حيث انه خرج ليواصل دراسته الجامعيه خارج البلاد.
كان صاحب عقل متقد،وذهن صاف،فأتم دراسته بتفوق ثم عاد ليعمل في إحدى المؤسسات المعروفه.
سمعت بعودة صاحبنا..فذهبت الى مكان عمله لأراه ، علنا نجدد عهود ماضية،ولعرف أخباره.وعندما التقتالوجوه ابتسم كل منا لصاحبه ابتسامه عريضه ، وكان عناق وضحك.. ثم قلت له: لقد نحفت ياعبدالله!
فقال لي مازحا....وماذا كنت قبل حتى انحف اكثر...ثم ضحكنا.
هو عبدالله الذي اعرفه ، بروحه وابتسامته العريضه ، ونظارته السميكه التي تطل من خلالها عيناه الذكيتان.
قلت له مداعبا:
الم تتزوج بعد ايها العجوز؟؟
فرد علي:
بل ابشرك اني قد عقدت على بنت الحلال،وانا على وشك ان انتهي من تأثيث الشقه.ولم يبق سوى تركيب المكيفات وبعض الكماليات الأخرى ؛لزوم الفرح كما تعرف!
ففرحت وباركت له وانا اقول:
لاتنس ان تدعونا لوليمة عرسك إذن.
ثم انني اخذت منه موعدا على ان يزورني في بيتي حتى نجلس سويا ويعرف كل منا اخبار صاحبه،واعطاني رقم هاتفه
حصلت ظروف طارئة منعتني من رؤية عبدالله في الموعد المضروب..فكلمته بالهاتف لنؤجل موعدنا الى وقت آخر،فرحب بذلك..وكانت ظروف عمله هو غير مواتية،فكانت تستلزم ان يسافر بسيارته من منطقه الى منطقه بين الفينه والأخرى..
وفي احد الأيام عنت له سفره الى إحدى المناطق القريبه ، فلملم حاجياته وانطلق بسيارته..
كنا قد انتهينا للتو من صلاة المغرب..فأسندت ظهري الى المتكأ وانا اردد الأذكار..وبقيت على تلك الحال برهة من الزمن؛ثم احسست بهاتفي المحمول يهتز داخل جيب الثوب...
اخرجته ونظرت الى الرقم المتصل فإذا هو احد الأصحاب ممن لم ارهم منذ فتره...رفعت الهاتف الى اذني مسلماً على صاحبي،فسلم ورحب بي على عجل على غير العاده،ثم قال بنبرة جاده
تعرف الاخ عبدالله؟!
انقبض قلبي وانا اقول:
خير إن شاء الله،ماذا اصابه؟؟!
الأخ توفى اليوم...
..........كيف؟!!!!!!!!!!
اقول توفى الأخ في حادث....
حادث سياره،وسيصلى عليه اليوم بعد العشاء في الجامع
اغلقت الهاتف وقد انعقد لساني من فرط المفأجاة،لم اكن مصدقا ولم استطيع ان اصدق..؛ولذا فقد عزمت ان اخرج فوراً واتأكد من الأمر بنفسي...
زحام شديد عند الجامع، و أناس من جنسيات مختلفة،وكثير من زملاء عبدالله في العمل موجودون هنا...وقف ابو عبدالله يستقبل جموع المعزينوهو يحاول ان يخفي اضطراباً والماً دفيناً..جاءت(مايقول الناس)انها جثة عبدالله محموله على الأكتاف...
صلينا على عبدالله،ولكنني لم ازل غير متيقن تماما بأنه قد رحل؛ربما كان في غيبوبه وظنوه ميتاً؟!!!
هذا يحصل ، اليس كذلك؟!
انطلقت اسابق الريح بسيارتي الى المقبره ، اريد ان ارى عبدالله قبل ان يدفن؛
هل مات فعلا؟!
وضعوه على الأرض ملفوفا بكفنه،اقتربت منه واخذت اتفحصه واتساءل هل من بداخل الكيس هو عبدالله حقا؟!!
واخذ دماغي يثور بالأسئلة....
ولكن ياعبدالله لقد تخرجت من الجامعه لتوك،ولايزال امامك الكثير من الأعمال لتقوم بها!
نجاحات كثيرة تنتظر منك ان تحققها....
وفتاة احلامك هناك تنتظرك....
والشقه التي اكملت تأثيثها...
والمكيفات..
و....و....موعدنا!!!!!
هل تسمعني ياعبدالله؟!!!
هذه هي المره الأولى التي اجيء فيها الى المقبره ليلا...
مصابيح الأناره متناثره هنا وهناك،بعضها يرسل شعاعا قويا متوهجا ،وبعضها يرسل شعاعا كيئبا باهتا..
بالنسبه للميت ، ليس هناك فرق بين الليل والنهار ،فالحفره مظلمه في كل وقت الأمن نور عليه قبره...
هاهو عبدالله تحتمله الأيادي ثم تنزله في قبره..
بدأوا يهيلون عليه التراب....
الأيادي مغبرة،والأعناق مشرئبه،والعيون دامعه...
واخذت ارمقه....
هل سيتحرك؟؟هل سيتحرر من كفنه وينفض التراب عنه وينتهر من حوله:كفو عن هذا!!!
لم يحصل شيء من ذلك...
واستمر التراب يعلو ويتراكم حتى استوات معالم القبر مع من حولها من الأرض.....
إذن...
فقد مات عبدالله...
هاأنذا امسح رقم هاتف صاحبي من مفكرة الأرقام ،فقد صار لغيره ،ولكنني لم اجرؤ على مسح اسمه،وابقيته لاسترجع اشلاء من ذكراه....
لقد كانت المره الوحيدة التي التقيت فيها عبدالله بعد عودته من الخارج هي تلك المره عندما زرته في مقر عمله،ولم تدم الزياره سوى بضع دقائق...
ولكنه علمني شيئا مهما بموته...
وهو ان كون الأنسان مشغولا جداً،وعنده الكثير من الألتزامات وامواعيد،وورائه كثير من الناس الذين ينتظرون لقائه...
او ينتظر لقائهم،
لم اره منذ مدة ، ربمااكثر من عشر سنوات.
كان آخر لقاء لنا على مقاعد الدراسه،وبعدها فرقتنا مشاغل الحياة وسنين دراسة اخرى طويلة.
ثم انقطعت عني اخباره،حيث انه خرج ليواصل دراسته الجامعيه خارج البلاد.
كان صاحب عقل متقد،وذهن صاف،فأتم دراسته بتفوق ثم عاد ليعمل في إحدى المؤسسات المعروفه.
سمعت بعودة صاحبنا..فذهبت الى مكان عمله لأراه ، علنا نجدد عهود ماضية،ولعرف أخباره.وعندما التقتالوجوه ابتسم كل منا لصاحبه ابتسامه عريضه ، وكان عناق وضحك.. ثم قلت له: لقد نحفت ياعبدالله!
فقال لي مازحا....وماذا كنت قبل حتى انحف اكثر...ثم ضحكنا.
هو عبدالله الذي اعرفه ، بروحه وابتسامته العريضه ، ونظارته السميكه التي تطل من خلالها عيناه الذكيتان.
قلت له مداعبا:
الم تتزوج بعد ايها العجوز؟؟
فرد علي:
بل ابشرك اني قد عقدت على بنت الحلال،وانا على وشك ان انتهي من تأثيث الشقه.ولم يبق سوى تركيب المكيفات وبعض الكماليات الأخرى ؛لزوم الفرح كما تعرف!
ففرحت وباركت له وانا اقول:
لاتنس ان تدعونا لوليمة عرسك إذن.
ثم انني اخذت منه موعدا على ان يزورني في بيتي حتى نجلس سويا ويعرف كل منا اخبار صاحبه،واعطاني رقم هاتفه
حصلت ظروف طارئة منعتني من رؤية عبدالله في الموعد المضروب..فكلمته بالهاتف لنؤجل موعدنا الى وقت آخر،فرحب بذلك..وكانت ظروف عمله هو غير مواتية،فكانت تستلزم ان يسافر بسيارته من منطقه الى منطقه بين الفينه والأخرى..
وفي احد الأيام عنت له سفره الى إحدى المناطق القريبه ، فلملم حاجياته وانطلق بسيارته..
كنا قد انتهينا للتو من صلاة المغرب..فأسندت ظهري الى المتكأ وانا اردد الأذكار..وبقيت على تلك الحال برهة من الزمن؛ثم احسست بهاتفي المحمول يهتز داخل جيب الثوب...
اخرجته ونظرت الى الرقم المتصل فإذا هو احد الأصحاب ممن لم ارهم منذ فتره...رفعت الهاتف الى اذني مسلماً على صاحبي،فسلم ورحب بي على عجل على غير العاده،ثم قال بنبرة جاده
تعرف الاخ عبدالله؟!
انقبض قلبي وانا اقول:
خير إن شاء الله،ماذا اصابه؟؟!
الأخ توفى اليوم...
..........كيف؟!!!!!!!!!!
اقول توفى الأخ في حادث....
حادث سياره،وسيصلى عليه اليوم بعد العشاء في الجامع
اغلقت الهاتف وقد انعقد لساني من فرط المفأجاة،لم اكن مصدقا ولم استطيع ان اصدق..؛ولذا فقد عزمت ان اخرج فوراً واتأكد من الأمر بنفسي...
زحام شديد عند الجامع، و أناس من جنسيات مختلفة،وكثير من زملاء عبدالله في العمل موجودون هنا...وقف ابو عبدالله يستقبل جموع المعزينوهو يحاول ان يخفي اضطراباً والماً دفيناً..جاءت(مايقول الناس)انها جثة عبدالله محموله على الأكتاف...
صلينا على عبدالله،ولكنني لم ازل غير متيقن تماما بأنه قد رحل؛ربما كان في غيبوبه وظنوه ميتاً؟!!!
هذا يحصل ، اليس كذلك؟!
انطلقت اسابق الريح بسيارتي الى المقبره ، اريد ان ارى عبدالله قبل ان يدفن؛
هل مات فعلا؟!
وضعوه على الأرض ملفوفا بكفنه،اقتربت منه واخذت اتفحصه واتساءل هل من بداخل الكيس هو عبدالله حقا؟!!
واخذ دماغي يثور بالأسئلة....
ولكن ياعبدالله لقد تخرجت من الجامعه لتوك،ولايزال امامك الكثير من الأعمال لتقوم بها!
نجاحات كثيرة تنتظر منك ان تحققها....
وفتاة احلامك هناك تنتظرك....
والشقه التي اكملت تأثيثها...
والمكيفات..
و....و....موعدنا!!!!!
هل تسمعني ياعبدالله؟!!!
هذه هي المره الأولى التي اجيء فيها الى المقبره ليلا...
مصابيح الأناره متناثره هنا وهناك،بعضها يرسل شعاعا قويا متوهجا ،وبعضها يرسل شعاعا كيئبا باهتا..
بالنسبه للميت ، ليس هناك فرق بين الليل والنهار ،فالحفره مظلمه في كل وقت الأمن نور عليه قبره...
هاهو عبدالله تحتمله الأيادي ثم تنزله في قبره..
بدأوا يهيلون عليه التراب....
الأيادي مغبرة،والأعناق مشرئبه،والعيون دامعه...
واخذت ارمقه....
هل سيتحرك؟؟هل سيتحرر من كفنه وينفض التراب عنه وينتهر من حوله:كفو عن هذا!!!
لم يحصل شيء من ذلك...
واستمر التراب يعلو ويتراكم حتى استوات معالم القبر مع من حولها من الأرض.....
إذن...
فقد مات عبدالله...
هاأنذا امسح رقم هاتف صاحبي من مفكرة الأرقام ،فقد صار لغيره ،ولكنني لم اجرؤ على مسح اسمه،وابقيته لاسترجع اشلاء من ذكراه....
لقد كانت المره الوحيدة التي التقيت فيها عبدالله بعد عودته من الخارج هي تلك المره عندما زرته في مقر عمله،ولم تدم الزياره سوى بضع دقائق...
ولكنه علمني شيئا مهما بموته...
وهو ان كون الأنسان مشغولا جداً،وعنده الكثير من الألتزامات وامواعيد،وورائه كثير من الناس الذين ينتظرون لقائه...
او ينتظر لقائهم،