البنات في شعر الآباء قديما وحديثا

[البرنس الأثربي]

البنات زينة الحياة ، وبالرغم من هذايتباين التعامل معهن من مجتمع إلى آخر ، بل وفي البلد نفسه إن اختلف المذهب والمعتقد ، ونظرة الأب تبقى مختلفه ، فكيف إن كان شاعرا يعبر عن عواطفه ويرسم صورة جلية عن واقع مجتمعه حيال البنت ،وهنا نورد نماذج لصورة البنات في شعر الآباء قديما وحديثا .
في العصر الجاهلي تغلغل الوأد ( هذا السلوك المشين ) في نفوس العرب في الجاهلية حتى من لم يئد كان الحزن يملأ قلبه وما حال العربي الذي ولد له سبع بنات ومن خوفه من بنت ثامنه طاف بالكعبه وقبلها الأوثان وهو ينشد :
يارب حسبي من بناتي حسبي شيبن رأسي وأكلن كسبي
إن زدتني أخرى خلعت قلبي وزدتني همايدق صلبي
ومن ماثور قولهم لمن رزق بأنثى ( امنكم الله عارها وكفاكم مؤونتهاوصاهرتم القبر )
ومن اخبار إعزاز الآباء لبناتهن في الجاهليه رغم أخبار الوأد المنتشرة وكراهة البنت أن كان بعضهم يكنى بأسماء بناته فكان والد زهير الشاعر يكنى بأبي سلمى والنابغة بأبي أمامه وحاتم بأبي سفانه ومن ذلك ان رجلا يدعىأبو حمزة الضبي وضعت له زوجته أنثى فهجرها وأخذ يبيت عند جيرانه فمر بخبائها يوما فسمعها تقول لابنتها :
ما لأبي حمزة لايأتينا يظل في البيت الذي يلينا
غضبان ألا نلد البنينا تاالله ماذلك في أيدينا
وإنما نأخذ ماعطينا ونحن ككالأرض لزارعينا
ننبت ماقد زرعوه فينا
فأسف الرجل عند سماعه ذلك وأقبل إلى زوجته وصالحها بأن قبل رأسها ورأس ابنتها
وفي العصر الحديث حسد شعر الآباء في بناتهم صفاء الحب ونقاء السريرة وتعانق الود والتآلف وحمل الشعرلنا بهجة الآباء ببناتهم زمن الولاده ومنهذا الشعر :
أشرقي كالبدر نورا وسنا املأي الدنيا جمالا ورواء
جل من سواك حسنا وبهاء ثم زان الحسن طهرا وحياء

ويقول الأمير عبدالله الفيصل :
يازهرة لي نظيرة ونجمة لي منيرة
اضأت با لنور عمري أيا ابنة لي صغيرة
( الموضوع منقول من المجلة العربية بتصرف )