الانسه كرزه
30 - 8 - 2008, 07:19 PM
.... ( ! ) .... / |{ مـاذا تحتسبين فـي العفـو عن النـاس ~ ؟
{ . . .
من كتاب كيف تحتسبين الاجر
للكاتبه هناء الصنيع
قـال الشـافعـي رحمه الله :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجـواب لبــاب الشــر مفتــاح ،،
فالعــفـو عن جـاهـل أو أحمــق أدب
نعم وفيـه لصـون العــرض إصــلاح ،،
إن الأسـود لتخشـى وهــي صـامتـه
والكـلب يحثى ويرمى وهو نبــاح ..
--->[ دليل الفالحين للصديقي ( 99\3) ]
فـي رحـلة الحـيـاة ربمـا تعرضت لإسـاءات متكـررة من بعضهـم . . رميت بسهم الكلمة ..
أحرقت بشرارة تللك النظـرة . . .
أوذيت في أهلك .. في عرضك .. بل في دينك ! فبعض الناس مبتلي بتصنيف
عقائد الناس حسب الأهـواء وبأكـبر قـدر من الجهـل المركب !! ..
ممن أتـاك الأذى ؟ أمن يهودية ؟ أم من نصرانية ؟ واحسرتاه ... ؟ إنه من (...)!
ويكـون الجـرح عميقا بعمق البحـار إذا كانت تلك الرميـة ممــن تتوسمين فيهـا
الخــير ! إن جرحـك غائر وينزف بغزارة ... فلا بــد أن تفعـلي شيئـا لتوقفـي
تلك الدمـاء .. لتبدئـي من جديد ... أنظــري من حولك لتبدئـي ... قد تفاجئين
بجيـوش من البشـر تشجعـك عـلى الظـلم والبطـش ورد الصاع صاعين ،
ستشعرين عندها بالقوة والتمكن فالحــق معــك . . .
ولكنــك . . . تتذكـرين قدرة الله عليك ... فيعظم العفـو عندك رجـاء عظــم الثواب .
فترددين : " إنـا لله وإنـا إليـه راجعـون ، اللهم آجـرني في مصيبتي واخلف لي
خيرا منهــا " . وترفعين يديك بالدعـاء للطيف الخبير ... للسميع القريب ..
أن يفـرج همك ، وأن يعفـو عمن ظلمك ، وعمـن تخلى عنك وهو يملك نصرتك
- سامحهم الله - وتشهدين الله على عفوك عن الجميع ابتغاء وجهه الكريم..
يالطيــفة الخصــال
أنت لاتعيشين في هذه الدنـيا وحـدك ، بل هنـاك أشخـاص كثيرون حولك تشكلين
معهــم مجتمعك الذي تعيشين فيه ، ولا شك أن احتكاكك بالناس سيتولد
منه بعض التصادمات ، في الآراء ... في الأخلاق ... في الطباع والعادات .. أو نتيجة سـوء
فهـم منك أو مــن الطـرف الآخـر ... أو ربمـا توضعين رغمـا عنك في موقف تكرهينه !
وهذه كلهـا أمـور عادية ... أكرر عادية ! تفرضهـا علينا طبيعة التجمـع البشري فأنت تعلمين
أن النبــي صلى الله عليه وسلم ، قال : { إن الشيطـان يجري في ابن آدم
مجرى الــدم في العــروق } [ صحيح البخاري (5751) ]
* تأكـدي أنـك لـن تقـدري على العفـو الحقيقي إلا إذا احتسبت :
- عمـرك كله تدعين الله أن يغفـر لك .. لقــد اتتـك المغفـرة فلا ترديــها ! ..
قـال الله تعالى : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
فاصفحـي أخيـة رجـاء أن يغفـر لك الغفـور الرحيـم . . .
- افعـلي ذلك لوجـه الله ... واقهـري أول أعـدائـك الشيطـان . . فإن عفـوك عمــن أسـاء إليـك
يؤلمـه أشد الإيـلام لما يترتب على فعلك هـذا من الأجـر العظيم جدا .. جدا
قال تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
يــا إلهـــي ! .. هـل تدركيـن معنى { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }
إن أجـرك لـن يأتيـك من وزيـر ... ولا من أميـر ... ولا حتى من ملك مطـاع !
بل سيأتيك من ملك الملوك سبحانه .. فماذا تريدين أفضـل من ذلك ؟ !
وقـد تكـفل الله بأجـرك وضمنـه لك ! ...
- العفــو هـو طريقـك إلـى .. " الحـظ العظيـم " ..
قـال الله تعالى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }
أي ادفـع السيــئة إذا جاءتـك من المسـىء بأحسـن ما يمكن دفعهـا به من الحسـنات ومنه
مقـابلة الإسـاءة بالإحسـان والذنب بالعفـو ، والغضب بالصبر ، والإغضـاء عن الهفوات ،
والاحتمـال للمكروهـات .
وقـال مجاهد وعطـاء : بالتـي هـي أحسن : يعنـي بالسلام إذا لقـي من يعاديـه ، وقيـل
بالمصافحة عنــد التلاقـي { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
هذه هي الفائدة الحاصلـة من الدفع بالتي هي أحسـن والمعنــى : أنـك إذا
فعلت ذلك الدفـع صار العـدو كالصديـق .
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
قـال الزجـاج : مايلقى هذه الفعـلة وهذه الحالة ، وهـي دفـع السيئة بالحسنة
إلا الذين صبروا على كظم الغيظ واحتمـال المكروه { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } فـي الثواب والخير .
وقال قتادة : الحظ العظيم الجنه .
- احتسبي ثواب الإقتـداء بالله سبحـانه ، " والعفـو صفـة من صفات الله وهو الذي
يتجـاوز عن المعـاصي ، وحظ العبد من ذلك لا يخفـى وهو أن يعفـو عن كل من ظلمه
بل يحسن إليـه كما يرى الله محسنـا في الدنيـا إلى العصـاة غيـر معاجـل لهم بالعقـوبة ".
قـال الله تعالى : { إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }
{ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا } عــن عبــاده { قَدِيرًا } على الانتقـام منهم بما
كسبت أيديهم فاقتدوا به سبحانه فإنه يعفـو مع القدرة " .
أجـر الاقتـداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، والأنبياء جميعـا في عفوهم عمن
ظلموهم وأسـاءوا إليهـم مـع قدرتهم عليهم ... فهؤلاء خيرة البشر يتركون العقوبة لوجه الله !
فمـن نحـن حتـــى نتعـالـى عن العــفو ونعتبره ذلـة ومهـانة فــي حقنـا ؟!..
- احتسـبي بعفـوك عن المسلمين أن تكـوني ممن يدرءون بالحسنـة السيئة
لتنـــــــالـي جنـــات عدن ، قـال الله تعالى : { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21)
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23)
سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) }
{ أُوْلَئِكَ} إلـى الموصوفيـن بالصفـات المتقدمـة .
{ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } والمـراد بالدار الدنيـا ، وعقباها الجنة
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ } العـدن أصـله الإقـامة.
{ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ } يشمـل الآبـاء والأمهـات
{ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي ويدخـلهـا أ****هم وذرياتهم ، وذكـر الصلاح دليل على أنـه
لا يدخـل الجنـة إلا مـن كان كذلك من قرابات أولئك ، ولا ينفـع مجرد كونه من
الآبـاء أو الأ**** أو الذريـة بدون صلاح
{ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ } أي من جميع أبواب المنـازل التي يسكنونها.
{ سَلاَمٌ عَلَيْكُم } أي قائلين سلام عليكم أي سلمتم من الآفـات أو دامـت لكم السلامه
{ بِمَا صَبَرْتُمْ } أي بسبب صــبركم { فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
جـاء سبحـانه بهذه الجملة المتضمنة لمـدح مـا أعطاهم من عقبى الدار المتقدم
ذكرهـا للترغيب والتشويق .
إيــه ياعظيمـة الحــظ ...
عندمـا عفوت عن الآخـرين قمـت بعبادات كثيرة ... وصلت ما أمـر الله به أن يوصل إن
كان من عفوت عنه ذا رحم .. عفوك علامه على خشيتك لله وهذه عبادة عظيمة
تـدل على عبادة الخـوف من الله ...
كذلك الصبـر على الإسـاءة ... والصبر على العفـو نفسـه يرفعك المنازل العالية .
وبـــهذا أصبحـت ممن يدرءون بالحسنـة السيئة وهذه عبادة جليلة فأبشري وأملي . . .
- إن عفـوك عمـن ظلمك إحسـان منك إلـى مسلم ترجين بــه إحسـان الله إليـك ...
قال الله تعالى : { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }
" ومعاملة الله له من جنس عمله ، فإن من عفـا عن عباد الله عفا الله عنه ".
- ألا يفــوتك فضـل الله يوم الاثنين والخميــس . . .
قال صلى الله عليه وسلم : { تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس فيغفر لكـل عبد لا
يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ( عداوة وبغضاء ) فيقال : أنظروا
هـذين حتى يصطلحـا . أنظروا هذين حــتى يصطلحـا أنظروا هذين حــتى يصطلحـا } [ مسلم (2565)]
وأسألك بالله ماالذي يستحق في هذه الدنيـا أن تحـرمي نفسك من مغفرة الله لأجله .!
- أن يحبــك الله وهذه أغلــى الأمــانــي ...
قال الله تعالى : {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
ومـن أحبـه الله أحبــته الملائكــة وأحبـه الناس ...
- احتسبي أن يزيدك الله عزا ورفعة ، إمـا في الدنـيا وإما في الآخرة أو فيهما معا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ومازاد الله عبدا بعفـو إلا عزا ، وما تواضع
أحد لله إلا رفعـه الله } [ رواه مسلم ]
وهـل هنـاك أفضـل ممـن تواضعت لله فعفت عمن ظلمها . إن العفـو ليشمـل التواضع
كل التواضع .. فهنيئـا لك العز والرفعـة . . .
قال عمر ابن الخطـاب - رضي الله عنه - : " كـل النـاس مني في حل "
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - " إنـك إن تلقى الله ومظلتـك كما هي ، خير
لــك من أن تلقــاه وقد اقتصصتهـا "
الآن . . . فكــري وبهـدوء قبـل أن تقرري عدم العفـــو .. !
إهــداء .. محـاظرة رائعـة جدا للعـفو عن الناس
الصراحه تشجع كثيرا على احتساب العفو لا تفووتكم
لل*** الدكتور خالد الجبير
قلبي الآية الآية
{ . . .
من كتاب كيف تحتسبين الاجر
للكاتبه هناء الصنيع
قـال الشـافعـي رحمه الله :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجـواب لبــاب الشــر مفتــاح ،،
فالعــفـو عن جـاهـل أو أحمــق أدب
نعم وفيـه لصـون العــرض إصــلاح ،،
إن الأسـود لتخشـى وهــي صـامتـه
والكـلب يحثى ويرمى وهو نبــاح ..
--->[ دليل الفالحين للصديقي ( 99\3) ]
فـي رحـلة الحـيـاة ربمـا تعرضت لإسـاءات متكـررة من بعضهـم . . رميت بسهم الكلمة ..
أحرقت بشرارة تللك النظـرة . . .
أوذيت في أهلك .. في عرضك .. بل في دينك ! فبعض الناس مبتلي بتصنيف
عقائد الناس حسب الأهـواء وبأكـبر قـدر من الجهـل المركب !! ..
ممن أتـاك الأذى ؟ أمن يهودية ؟ أم من نصرانية ؟ واحسرتاه ... ؟ إنه من (...)!
ويكـون الجـرح عميقا بعمق البحـار إذا كانت تلك الرميـة ممــن تتوسمين فيهـا
الخــير ! إن جرحـك غائر وينزف بغزارة ... فلا بــد أن تفعـلي شيئـا لتوقفـي
تلك الدمـاء .. لتبدئـي من جديد ... أنظــري من حولك لتبدئـي ... قد تفاجئين
بجيـوش من البشـر تشجعـك عـلى الظـلم والبطـش ورد الصاع صاعين ،
ستشعرين عندها بالقوة والتمكن فالحــق معــك . . .
ولكنــك . . . تتذكـرين قدرة الله عليك ... فيعظم العفـو عندك رجـاء عظــم الثواب .
فترددين : " إنـا لله وإنـا إليـه راجعـون ، اللهم آجـرني في مصيبتي واخلف لي
خيرا منهــا " . وترفعين يديك بالدعـاء للطيف الخبير ... للسميع القريب ..
أن يفـرج همك ، وأن يعفـو عمن ظلمك ، وعمـن تخلى عنك وهو يملك نصرتك
- سامحهم الله - وتشهدين الله على عفوك عن الجميع ابتغاء وجهه الكريم..
يالطيــفة الخصــال
أنت لاتعيشين في هذه الدنـيا وحـدك ، بل هنـاك أشخـاص كثيرون حولك تشكلين
معهــم مجتمعك الذي تعيشين فيه ، ولا شك أن احتكاكك بالناس سيتولد
منه بعض التصادمات ، في الآراء ... في الأخلاق ... في الطباع والعادات .. أو نتيجة سـوء
فهـم منك أو مــن الطـرف الآخـر ... أو ربمـا توضعين رغمـا عنك في موقف تكرهينه !
وهذه كلهـا أمـور عادية ... أكرر عادية ! تفرضهـا علينا طبيعة التجمـع البشري فأنت تعلمين
أن النبــي صلى الله عليه وسلم ، قال : { إن الشيطـان يجري في ابن آدم
مجرى الــدم في العــروق } [ صحيح البخاري (5751) ]
* تأكـدي أنـك لـن تقـدري على العفـو الحقيقي إلا إذا احتسبت :
- عمـرك كله تدعين الله أن يغفـر لك .. لقــد اتتـك المغفـرة فلا ترديــها ! ..
قـال الله تعالى : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
فاصفحـي أخيـة رجـاء أن يغفـر لك الغفـور الرحيـم . . .
- افعـلي ذلك لوجـه الله ... واقهـري أول أعـدائـك الشيطـان . . فإن عفـوك عمــن أسـاء إليـك
يؤلمـه أشد الإيـلام لما يترتب على فعلك هـذا من الأجـر العظيم جدا .. جدا
قال تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
يــا إلهـــي ! .. هـل تدركيـن معنى { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ }
إن أجـرك لـن يأتيـك من وزيـر ... ولا من أميـر ... ولا حتى من ملك مطـاع !
بل سيأتيك من ملك الملوك سبحانه .. فماذا تريدين أفضـل من ذلك ؟ !
وقـد تكـفل الله بأجـرك وضمنـه لك ! ...
- العفــو هـو طريقـك إلـى .. " الحـظ العظيـم " ..
قـال الله تعالى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) }
أي ادفـع السيــئة إذا جاءتـك من المسـىء بأحسـن ما يمكن دفعهـا به من الحسـنات ومنه
مقـابلة الإسـاءة بالإحسـان والذنب بالعفـو ، والغضب بالصبر ، والإغضـاء عن الهفوات ،
والاحتمـال للمكروهـات .
وقـال مجاهد وعطـاء : بالتـي هـي أحسن : يعنـي بالسلام إذا لقـي من يعاديـه ، وقيـل
بالمصافحة عنــد التلاقـي { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
هذه هي الفائدة الحاصلـة من الدفع بالتي هي أحسـن والمعنــى : أنـك إذا
فعلت ذلك الدفـع صار العـدو كالصديـق .
{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
قـال الزجـاج : مايلقى هذه الفعـلة وهذه الحالة ، وهـي دفـع السيئة بالحسنة
إلا الذين صبروا على كظم الغيظ واحتمـال المكروه { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } فـي الثواب والخير .
وقال قتادة : الحظ العظيم الجنه .
- احتسبي ثواب الإقتـداء بالله سبحـانه ، " والعفـو صفـة من صفات الله وهو الذي
يتجـاوز عن المعـاصي ، وحظ العبد من ذلك لا يخفـى وهو أن يعفـو عن كل من ظلمه
بل يحسن إليـه كما يرى الله محسنـا في الدنيـا إلى العصـاة غيـر معاجـل لهم بالعقـوبة ".
قـال الله تعالى : { إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }
{ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا } عــن عبــاده { قَدِيرًا } على الانتقـام منهم بما
كسبت أيديهم فاقتدوا به سبحانه فإنه يعفـو مع القدرة " .
أجـر الاقتـداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، والأنبياء جميعـا في عفوهم عمن
ظلموهم وأسـاءوا إليهـم مـع قدرتهم عليهم ... فهؤلاء خيرة البشر يتركون العقوبة لوجه الله !
فمـن نحـن حتـــى نتعـالـى عن العــفو ونعتبره ذلـة ومهـانة فــي حقنـا ؟!..
- احتسـبي بعفـوك عن المسلمين أن تكـوني ممن يدرءون بالحسنـة السيئة
لتنـــــــالـي جنـــات عدن ، قـال الله تعالى : { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21)
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23)
سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) }
{ أُوْلَئِكَ} إلـى الموصوفيـن بالصفـات المتقدمـة .
{ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } والمـراد بالدار الدنيـا ، وعقباها الجنة
{ جَنَّاتُ عَدْنٍ } العـدن أصـله الإقـامة.
{ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ } يشمـل الآبـاء والأمهـات
{ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } أي ويدخـلهـا أ****هم وذرياتهم ، وذكـر الصلاح دليل على أنـه
لا يدخـل الجنـة إلا مـن كان كذلك من قرابات أولئك ، ولا ينفـع مجرد كونه من
الآبـاء أو الأ**** أو الذريـة بدون صلاح
{ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ } أي من جميع أبواب المنـازل التي يسكنونها.
{ سَلاَمٌ عَلَيْكُم } أي قائلين سلام عليكم أي سلمتم من الآفـات أو دامـت لكم السلامه
{ بِمَا صَبَرْتُمْ } أي بسبب صــبركم { فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
جـاء سبحـانه بهذه الجملة المتضمنة لمـدح مـا أعطاهم من عقبى الدار المتقدم
ذكرهـا للترغيب والتشويق .
إيــه ياعظيمـة الحــظ ...
عندمـا عفوت عن الآخـرين قمـت بعبادات كثيرة ... وصلت ما أمـر الله به أن يوصل إن
كان من عفوت عنه ذا رحم .. عفوك علامه على خشيتك لله وهذه عبادة عظيمة
تـدل على عبادة الخـوف من الله ...
كذلك الصبـر على الإسـاءة ... والصبر على العفـو نفسـه يرفعك المنازل العالية .
وبـــهذا أصبحـت ممن يدرءون بالحسنـة السيئة وهذه عبادة جليلة فأبشري وأملي . . .
- إن عفـوك عمـن ظلمك إحسـان منك إلـى مسلم ترجين بــه إحسـان الله إليـك ...
قال الله تعالى : { هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }
" ومعاملة الله له من جنس عمله ، فإن من عفـا عن عباد الله عفا الله عنه ".
- ألا يفــوتك فضـل الله يوم الاثنين والخميــس . . .
قال صلى الله عليه وسلم : { تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس فيغفر لكـل عبد لا
يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ( عداوة وبغضاء ) فيقال : أنظروا
هـذين حتى يصطلحـا . أنظروا هذين حــتى يصطلحـا أنظروا هذين حــتى يصطلحـا } [ مسلم (2565)]
وأسألك بالله ماالذي يستحق في هذه الدنيـا أن تحـرمي نفسك من مغفرة الله لأجله .!
- أن يحبــك الله وهذه أغلــى الأمــانــي ...
قال الله تعالى : {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
ومـن أحبـه الله أحبــته الملائكــة وأحبـه الناس ...
- احتسبي أن يزيدك الله عزا ورفعة ، إمـا في الدنـيا وإما في الآخرة أو فيهما معا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ومازاد الله عبدا بعفـو إلا عزا ، وما تواضع
أحد لله إلا رفعـه الله } [ رواه مسلم ]
وهـل هنـاك أفضـل ممـن تواضعت لله فعفت عمن ظلمها . إن العفـو ليشمـل التواضع
كل التواضع .. فهنيئـا لك العز والرفعـة . . .
قال عمر ابن الخطـاب - رضي الله عنه - : " كـل النـاس مني في حل "
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - " إنـك إن تلقى الله ومظلتـك كما هي ، خير
لــك من أن تلقــاه وقد اقتصصتهـا "
الآن . . . فكــري وبهـدوء قبـل أن تقرري عدم العفـــو .. !
إهــداء .. محـاظرة رائعـة جدا للعـفو عن الناس
الصراحه تشجع كثيرا على احتساب العفو لا تفووتكم
لل*** الدكتور خالد الجبير
قلبي الآية الآية