ابولمى
25 - 4 - 2003, 05:24 AM
حذر المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء ال*** عبدالعزيز بن عبدالله آل ال*** من خطر الشائعات على الفرد والمجتمع، وعلى المصالح الخاصة والمصالح العامة مؤكداً أن الشائعات من خصال المنافقين وأعداء الأمة، وقال سماحته: إن أعداء الأمة يحاولون إيجاد الفرقة بين أفراد الأمة ثم بين أفرادها وقيادتها، إيجاد الفرقة بما يحدثونه من نشر الشائعات السيئة، والشائعات المغرضة والشائعات المفرقة لوحدة الأمة والمفرقة لكيانها.
واسترسل المفتي العام قائلاً: نحن مطلوب منا دائما ولا سيما في الظروف الحرجة أن نكون يداً واحدةً أعواناً على الخير، أعواناً على البر والتقوى يكمل بعضنا نقص بعض ويعين بعضنا بعضا نسعى في جمع الكلمة ونسعى في وحدة الصف نسعى في لم الشمل, نسعى لنذكر الأمة بنعم الله عليها التي هي أصلها نعمة الإسلام، ثم ما تابع الله به علينا من هذه النعم العظيمة والخيرات الجزيلة، ثم هذا الأمن وهذه القيادة، وهذا الخير الكثير، فلنحمد الله على هذه النعمة ولنرعاها حق رعايتها، ولنحذر من أن نكون سبباً في انقضائها أو زوالها.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله في وسط مدينة الرياض قبل أيام وتناول فيها خطر الإشاعة على الفرد والمجتمع.
ونصح سماحته المسلم أن يمحص في كل قول يرد إليه أو يسمعه، وأن يعرضه على العقل، ويزنه بميزان العدل، فإن يكن حقاً فهذا ينبغي نشره وإن يكن باطلاً ينبغي رده، مشدداً على أن التحدث في القضايا الخطيرة والقضايا المصيرية ليس لكل أحد من الناس، فنحن في زمن كل يريد أن يكون مناقشاً ومحللاً ومعطياً جواباً عن قضايا قد لا يدركها حقيقة، ولا يتصورها التصور الصحيح، وتلك القضايا ترد إلى من جعلهم الله أهلاً لهذه المهمات.
ولاحظ المفتي العام أن السياسة الدولية فيها من التذبذب والتناقض ما الله به عليم فليس لها وجه صحيح، علمك اليوم لها وجه، وغداً بوجه آخر، وعلمك بأسلوب ولها أسلوب آخر فهي ألعوبة دولية ينظمها ويخطط لها من يحبون الإفساد والفساد في الأرض، ولا ترى لهذه السياسة قدماً راسخة، ولا وجها واضحاً وإنما هي أمور تدور على مصالح أقوام ومنافع أقوام، فقد يغتر الإنسان يوماً فيضع حلولاً ونقاطاً على الحروف ولكن غداً يتبين له أن ما رأى وخطط كان خلاف الواقع، لأن هذه السياسات لا تعتمد على الصدق في أخبارها وإنما التضليل، وإلهاء الناس، وإضاعة أفكارهم فيتذبذبون لا يدرون كيف يتصورون الأشياء، وكيف يحكمون عليها.
وقال: ولهذا تلك اللعبات لا يستطيع التحدث عنها ولا معرفة واقعها وإدراك آثارها ودورها إلا أناس تخصصوا بها، وهُيئوا لهذه المهمة، فهم الذين إذ تحدثوا تحدثوا عن علم وإن سكتوا سكتوا عن علم، أما قاصر النظر ومن عمدته ما أذيع ونشر فتلك أدلة غير قطعية والله قد قال في كتابه العزيز لليهود:{كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين}، فهم يسعون دائماً في الفساد لكن صور هذا الفساد لا تراها في عام مثلما تراها في العام الماضي، فلها في العام وجه، ولها في العام الآخر وجه على حسب المناخ الذي يناسبهم ليكون مهيئا لغرز فجورهم وفسادهم وضلالهم لهذا كان على المسلم التوقف في الحكم على كثير من الأشياء إذ الحكم قد يكون فرعاً عن تصور والتصور قد لا يكون تاماً قد يكون غير واقع ولهذا قال الله تعالى "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فالذين يستنبطون ويدركون، ويجرون المسح التام على جميع الأحداث ويربطون بين الماضي والحاضر، وبين الأشياء كلها هم الذين يكون عندهم التصور التام، والفهم الصحيح والإدراك البعيد المدى، وأما عوام الناس فإنما يسمعون كلاماً يردد، وأخباراً تقال يرقب بعضها بعضاً، ويكذب بعضا والحقائق خفية على كثير من الناس، إذاً فلسنا مسؤولين عن إشاعة أخبار لا ندري عن صحتها، ولا عن صدقها، وإنما نتحدث عما ندركه ونتصوره، ونكل ما عجزنا عنه إلى من هُيئوا لهذا الأمر ليعطوا الجواب الصحيح، والتصور التام فيما يتصورون ويعلمون، ونرجو لهم من الله التوفيق والسداد.
وعرض آل ال*** بعضاً من أسباب الشائعات قائلاً: الجهل الذي يخيم على عقول كثير من الناس فلا يميزون بين حسن وقبيح ولا بين صدق وكذب ولا حق وباطل، لكن يشيعون ما سمعته آذانهم سواء كان ما أشيع حقاً أم كان ما أشيع باطلاً فللجهل، وقلة العلم والمعرفة، تحدثت الألسن بما سمعت الأذن ولا يهم ذلك المتحدث أنقل خيراً أو شراً، أنقل صدقاً أم كذباً، كل هذا لا يبالي به لجهله وقد يشيع ما فيه ضرر عليه ولو كان يعقل، والحسد، وهو داء عضال ومرض قلبي خبيث ينخر في جسم المرء حتى يملأ نفسه هماً وغماً، ذلك أن الحاسد لا ترضيه نعمة أنعم الله بها على عبده وإنما همه وغاية مراده سلب نعم الله عن عباده فالحاسد خبيث معترض على الله في قضائه وقدره.
وشدد سماحته على أن الإشاعة في الجماعة المسلمة أمر خطير ومنكر فكم يشاع بالأمة من أكاذيب وأراجيف وأباطيل لا أصل لها ولا حقيقة لها ابتلي بعض الناس بترويج الباطل والتحدث به دائماً في الطعن في الأمة في الأفراد في العلماء في الولاة بلا روية ولا خوف من الله، هم الواحد أن يقول ويتحدث ويتلقف الأقوال من غير مصادرها، وممن لا يرى فيهم الصدق ولا يأمل فيهم الصدق، وإنما من أناس انتزع الحياء من نفوسهم فلا يبالون بما يقولون، "إذا لم تستح فاصنع ما شئت", يرجفون بالأمة فيفتون في عضدها ويضعفون عزائمها، ويهولون الشر في نفسها وكأنهم جنود للأعداء يثبطون الأمة ويذلونها، *****لم مطلوب منه الرفع من قيمة الأمة، وإشاعة الثقة بالله ثم بهذا الدين وتقوية روابط المجتمع، والحرص على لمّ الشعث، وجمع الكلمة، ووحدة الصف وتبصير الأمة في ذلك، وتحبيب الراعي لرعيته والرعية لراعيها، والربط بين قلوب الجميع، والحرص على تضييق شقة الكلام الباطل حتى يعلم الناس ما يقولون وما يفعلون.
ولفت المفتي العام للمملكة إلى أن بعض وسائل الإعلام المنحرفة من قنوات فضائية، أو وسائل معلوماتية، كالإنترنت وأمثالها في ساحاتها، وفي بعض مواقعها، وبعض ساحاتها أمور يقطع المسلم حقاً بكذب كثير منها أو كلها، ويعلم أن أولئك الناشرين لها من أقوام لا حياء عندهم ولا خوف من الله ولا مراقبة لأمر الله وإنما يستحسنون ما يمليه عليهم الهوى فيطعنون الأمة إما في علمائها، أو في قيادتها ليجدوا متنفساً لهم، بما امتلأت قلوبهم من الخبث والبلاء، والعداء لله ولرسوله ودينه.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**...e/culture14.htm
واسترسل المفتي العام قائلاً: نحن مطلوب منا دائما ولا سيما في الظروف الحرجة أن نكون يداً واحدةً أعواناً على الخير، أعواناً على البر والتقوى يكمل بعضنا نقص بعض ويعين بعضنا بعضا نسعى في جمع الكلمة ونسعى في وحدة الصف نسعى في لم الشمل, نسعى لنذكر الأمة بنعم الله عليها التي هي أصلها نعمة الإسلام، ثم ما تابع الله به علينا من هذه النعم العظيمة والخيرات الجزيلة، ثم هذا الأمن وهذه القيادة، وهذا الخير الكثير، فلنحمد الله على هذه النعمة ولنرعاها حق رعايتها، ولنحذر من أن نكون سبباً في انقضائها أو زوالها.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله في وسط مدينة الرياض قبل أيام وتناول فيها خطر الإشاعة على الفرد والمجتمع.
ونصح سماحته المسلم أن يمحص في كل قول يرد إليه أو يسمعه، وأن يعرضه على العقل، ويزنه بميزان العدل، فإن يكن حقاً فهذا ينبغي نشره وإن يكن باطلاً ينبغي رده، مشدداً على أن التحدث في القضايا الخطيرة والقضايا المصيرية ليس لكل أحد من الناس، فنحن في زمن كل يريد أن يكون مناقشاً ومحللاً ومعطياً جواباً عن قضايا قد لا يدركها حقيقة، ولا يتصورها التصور الصحيح، وتلك القضايا ترد إلى من جعلهم الله أهلاً لهذه المهمات.
ولاحظ المفتي العام أن السياسة الدولية فيها من التذبذب والتناقض ما الله به عليم فليس لها وجه صحيح، علمك اليوم لها وجه، وغداً بوجه آخر، وعلمك بأسلوب ولها أسلوب آخر فهي ألعوبة دولية ينظمها ويخطط لها من يحبون الإفساد والفساد في الأرض، ولا ترى لهذه السياسة قدماً راسخة، ولا وجها واضحاً وإنما هي أمور تدور على مصالح أقوام ومنافع أقوام، فقد يغتر الإنسان يوماً فيضع حلولاً ونقاطاً على الحروف ولكن غداً يتبين له أن ما رأى وخطط كان خلاف الواقع، لأن هذه السياسات لا تعتمد على الصدق في أخبارها وإنما التضليل، وإلهاء الناس، وإضاعة أفكارهم فيتذبذبون لا يدرون كيف يتصورون الأشياء، وكيف يحكمون عليها.
وقال: ولهذا تلك اللعبات لا يستطيع التحدث عنها ولا معرفة واقعها وإدراك آثارها ودورها إلا أناس تخصصوا بها، وهُيئوا لهذه المهمة، فهم الذين إذ تحدثوا تحدثوا عن علم وإن سكتوا سكتوا عن علم، أما قاصر النظر ومن عمدته ما أذيع ونشر فتلك أدلة غير قطعية والله قد قال في كتابه العزيز لليهود:{كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين}، فهم يسعون دائماً في الفساد لكن صور هذا الفساد لا تراها في عام مثلما تراها في العام الماضي، فلها في العام وجه، ولها في العام الآخر وجه على حسب المناخ الذي يناسبهم ليكون مهيئا لغرز فجورهم وفسادهم وضلالهم لهذا كان على المسلم التوقف في الحكم على كثير من الأشياء إذ الحكم قد يكون فرعاً عن تصور والتصور قد لا يكون تاماً قد يكون غير واقع ولهذا قال الله تعالى "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" فالذين يستنبطون ويدركون، ويجرون المسح التام على جميع الأحداث ويربطون بين الماضي والحاضر، وبين الأشياء كلها هم الذين يكون عندهم التصور التام، والفهم الصحيح والإدراك البعيد المدى، وأما عوام الناس فإنما يسمعون كلاماً يردد، وأخباراً تقال يرقب بعضها بعضاً، ويكذب بعضا والحقائق خفية على كثير من الناس، إذاً فلسنا مسؤولين عن إشاعة أخبار لا ندري عن صحتها، ولا عن صدقها، وإنما نتحدث عما ندركه ونتصوره، ونكل ما عجزنا عنه إلى من هُيئوا لهذا الأمر ليعطوا الجواب الصحيح، والتصور التام فيما يتصورون ويعلمون، ونرجو لهم من الله التوفيق والسداد.
وعرض آل ال*** بعضاً من أسباب الشائعات قائلاً: الجهل الذي يخيم على عقول كثير من الناس فلا يميزون بين حسن وقبيح ولا بين صدق وكذب ولا حق وباطل، لكن يشيعون ما سمعته آذانهم سواء كان ما أشيع حقاً أم كان ما أشيع باطلاً فللجهل، وقلة العلم والمعرفة، تحدثت الألسن بما سمعت الأذن ولا يهم ذلك المتحدث أنقل خيراً أو شراً، أنقل صدقاً أم كذباً، كل هذا لا يبالي به لجهله وقد يشيع ما فيه ضرر عليه ولو كان يعقل، والحسد، وهو داء عضال ومرض قلبي خبيث ينخر في جسم المرء حتى يملأ نفسه هماً وغماً، ذلك أن الحاسد لا ترضيه نعمة أنعم الله بها على عبده وإنما همه وغاية مراده سلب نعم الله عن عباده فالحاسد خبيث معترض على الله في قضائه وقدره.
وشدد سماحته على أن الإشاعة في الجماعة المسلمة أمر خطير ومنكر فكم يشاع بالأمة من أكاذيب وأراجيف وأباطيل لا أصل لها ولا حقيقة لها ابتلي بعض الناس بترويج الباطل والتحدث به دائماً في الطعن في الأمة في الأفراد في العلماء في الولاة بلا روية ولا خوف من الله، هم الواحد أن يقول ويتحدث ويتلقف الأقوال من غير مصادرها، وممن لا يرى فيهم الصدق ولا يأمل فيهم الصدق، وإنما من أناس انتزع الحياء من نفوسهم فلا يبالون بما يقولون، "إذا لم تستح فاصنع ما شئت", يرجفون بالأمة فيفتون في عضدها ويضعفون عزائمها، ويهولون الشر في نفسها وكأنهم جنود للأعداء يثبطون الأمة ويذلونها، *****لم مطلوب منه الرفع من قيمة الأمة، وإشاعة الثقة بالله ثم بهذا الدين وتقوية روابط المجتمع، والحرص على لمّ الشعث، وجمع الكلمة، ووحدة الصف وتبصير الأمة في ذلك، وتحبيب الراعي لرعيته والرعية لراعيها، والربط بين قلوب الجميع، والحرص على تضييق شقة الكلام الباطل حتى يعلم الناس ما يقولون وما يفعلون.
ولفت المفتي العام للمملكة إلى أن بعض وسائل الإعلام المنحرفة من قنوات فضائية، أو وسائل معلوماتية، كالإنترنت وأمثالها في ساحاتها، وفي بعض مواقعها، وبعض ساحاتها أمور يقطع المسلم حقاً بكذب كثير منها أو كلها، ويعلم أن أولئك الناشرين لها من أقوام لا حياء عندهم ولا خوف من الله ولا مراقبة لأمر الله وإنما يستحسنون ما يمليه عليهم الهوى فيطعنون الأمة إما في علمائها، أو في قيادتها ليجدوا متنفساً لهم، بما امتلأت قلوبهم من الخبث والبلاء، والعداء لله ولرسوله ودينه.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**...e/culture14.htm