جابر اليافعي
25 - 9 - 2008, 11:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ان أقدم هذه القصدية ذات الرونق البديع والمعنى الرفيع
في رثاء اللغة العربية
لصاحبها الأديب العربي الراحل : حافــــظ إبراهيـــم ...
رَجَعْــتُ لنفْـــسِي فاتَّهمتُ حَــصاتِــي ~~ وناديْتُ قَــوْمِــي فاحْتَسَبْتُ حـياتِي
رَمَوني بعُقمٍ فـي الشَّبــــابِ وليتَنــي ~~ عَقِــمتُ فلم أجـــزَعْ لقَولِ عِــداتي
وَلَــدتُ ولـمَّـــا لـم أجِـــــدْ لعرائسـي ~~ رِجــــالاً وأَكفــــاءً وَأَدْتُ بـنــــاتِي
وسِعتُ كِتابَ اللـهِ لَفظـــاً وغايـــــة ً ~~ ومــا ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظــــاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلـة ٍ ~~ وتَنْسِيــقِ أسمــــاءٍ لمُخْتــــرَعـاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كـــامـن ~~ فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَـــحاسِنــي ~~ ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الــــدّواءُ أســــاتِي
فـلا تَكِلُــــونـي للزّمـانِ فإنّـــــنــي ~~ أخــــافُ عليــــكم أن تَحينَ وَفــاتي
أرى لرِجــــالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَـة ً ~~ وكم عَـــزَّ أقــــوامٌ بعِــــزِّ لُغــــاتِ
أتَوْا أهلَهُــــم بـالمُعجِزاتِ تَـفَـنُّــنــاً ~~ فيا ليتَكُمْ تأتــــــونَ بالكــــلِمَــــاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِــبٌ ~~ يُنــــادي بِوَأدي في رَبيعِ حَيـــــاتي
ولو تَزْجُـرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُـمُ ~~ بما تحــتَـه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَــتـــــاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً ~~ يَعِـــــزُّ عليهــــا أن تلينَ قَنـــاتِي
حَفِــظْــنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُـه ~~ لهُــــنّ بقلــبٍ دائمِ الحَسَــــــراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ ~~ حَيــــاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِـراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِـــــــدِ مَـزْلَــــقــاً ~~ مِنَ الـقــبــرِ يدنينِي بغيرِ أنــــاة ِ
وأسمَـــعُ للكُتّابِ في مِصــــرَ ضَجّـة ً ~~ فأعـــلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعـــاتي
أَيهجُـــرنِي قومِي-عفا الله عــــنهــمُ ~~ إلى لغــــــة ٍ لمْ تتّصلِ بــــرواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كــمَا سَرَى ~~ لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعيــن رُقْــــعـــة ً ~~ مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلـفـــــاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِـــــــلٌ ~~ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ فــــــي البِلـى ~~ وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفـاتي
وإمّا مَمـــــاتٌ لا قيامَــــــة َ بَعـــــدَهُ ~~ مماتٌ لَعَمْــرِي لـمْ يُقَـسْ بممـاتِ
ودمتــــــــ ســالـــمـيـــــــــنــــ ـــم
يسعدني ان أقدم هذه القصدية ذات الرونق البديع والمعنى الرفيع
في رثاء اللغة العربية
لصاحبها الأديب العربي الراحل : حافــــظ إبراهيـــم ...
رَجَعْــتُ لنفْـــسِي فاتَّهمتُ حَــصاتِــي ~~ وناديْتُ قَــوْمِــي فاحْتَسَبْتُ حـياتِي
رَمَوني بعُقمٍ فـي الشَّبــــابِ وليتَنــي ~~ عَقِــمتُ فلم أجـــزَعْ لقَولِ عِــداتي
وَلَــدتُ ولـمَّـــا لـم أجِـــــدْ لعرائسـي ~~ رِجــــالاً وأَكفــــاءً وَأَدْتُ بـنــــاتِي
وسِعتُ كِتابَ اللـهِ لَفظـــاً وغايـــــة ً ~~ ومــا ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظــــاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلـة ٍ ~~ وتَنْسِيــقِ أسمــــاءٍ لمُخْتــــرَعـاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كـــامـن ~~ فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَـــحاسِنــي ~~ ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الــــدّواءُ أســــاتِي
فـلا تَكِلُــــونـي للزّمـانِ فإنّـــــنــي ~~ أخــــافُ عليــــكم أن تَحينَ وَفــاتي
أرى لرِجــــالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَـة ً ~~ وكم عَـــزَّ أقــــوامٌ بعِــــزِّ لُغــــاتِ
أتَوْا أهلَهُــــم بـالمُعجِزاتِ تَـفَـنُّــنــاً ~~ فيا ليتَكُمْ تأتــــــونَ بالكــــلِمَــــاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِــبٌ ~~ يُنــــادي بِوَأدي في رَبيعِ حَيـــــاتي
ولو تَزْجُـرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُـمُ ~~ بما تحــتَـه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَــتـــــاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً ~~ يَعِـــــزُّ عليهــــا أن تلينَ قَنـــاتِي
حَفِــظْــنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُـه ~~ لهُــــنّ بقلــبٍ دائمِ الحَسَــــــراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ ~~ حَيــــاءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِـراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِـــــــدِ مَـزْلَــــقــاً ~~ مِنَ الـقــبــرِ يدنينِي بغيرِ أنــــاة ِ
وأسمَـــعُ للكُتّابِ في مِصــــرَ ضَجّـة ً ~~ فأعـــلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعـــاتي
أَيهجُـــرنِي قومِي-عفا الله عــــنهــمُ ~~ إلى لغــــــة ٍ لمْ تتّصلِ بــــرواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كــمَا سَرَى ~~ لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعيــن رُقْــــعـــة ً ~~ مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلـفـــــاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِـــــــلٌ ~~ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ فــــــي البِلـى ~~ وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفـاتي
وإمّا مَمـــــاتٌ لا قيامَــــــة َ بَعـــــدَهُ ~~ مماتٌ لَعَمْــرِي لـمْ يُقَـسْ بممـاتِ
ودمتــــــــ ســالـــمـيـــــــــنــــ ـــم