فاطمة بنت زيد
5 - 1 - 2009, 08:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الرجل والمرأة
نورهان إبراهيم عبد الله
Men and Women: Are they different?
Nurhana Ibrahim Abdullah
Researcher at Ibin An-Nafees Institute
مقدمة.
منذ بدء الخليقة والناس يناقشون قضية المساواة بين الرجال والنساء؛ هل هما
متساويان؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل هذه المساواة مطلقة أم هي نسبية؟ وإذا كانا غير
متساويين، فما مدى الاختلاف بينهما؟
وبالرغم من مرور زمن طويل على هذا النقاش، إ ّ لا إ ن حسم هذه القضية لا يزال بعيدًا،
فحوار الفرقاء فيها لم يأت بنتيجة، والقواسم المشتركة بين المتحاورين قليلة جدًا، وأوجه
الاختلاف بينهما كبيرة لدرجة أ ن المراقب يعتقد أ ن الإتفاق بين الفريقين ضرب من الخيال،
وأّنه يستمع إلى حوار طرشان.
هذا الجدل العقيم والاختلاف السقيم، لا نجده غريبًا نحن المسلمين. بل إ ن لدينا قناعة
تامة بأ ن البشر لن يصلوا إلى نتيجة في قضية المساواة بين الجنسين، ولو اجتمعت كل طاقاتهم
الذهنية، وتناقشوا الدهر كله. فخالق البشر وحده ولا أحد غيره -سبحانه- هو العالم بما يصلح
البشر ويصلح لهم، وهو وحده –جل في علاه- الذي يعلم الجواب الشافي والوافي لحل هذا
الخلاف المزمن المستعصي على البشر جميعًا، ومن خلفهم الجن أيضًا.
لقد بين القرآن الكريم القول الفصل في موضوع المساواة بين الجنسين منذ ما يزيد عن
١٤٠٠ سنة، وفي آية معجزة واحدة ، هي قوله الحق تبارك وتعالى في سورة آل عمران (آية
فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى :(٣٦
هذه الآية المعجزة أشتملت الحقيقة الخالدة الدائمة عبر العصور كلها وهي أن المساواة
المطلقة الكاملة بين الرجال والنساء غير ممكنة واقعًا لك ن المساواة النسبية بين الجنسين هي
التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
لقد أخطأ كثير من الغربيين حينما تصوروا أ ن الفروق بين الرجال والنساء، ما هي إ ّ لا
فروق تشريحية وعضوية (فسيولوجية)، تتمحور حول حجم الأعضاء فقط، فنظروا إلى المرأة
على أنها "رجل صغير الحجم".
إ ن هذا البحث يهدف إلى مراجعة الدراسات والبحوث العلمية والطبية الحديثة، للوقوف
على حقيقة المساواة بين الجنسين، هل هي مساواة مطلقة كما يراها الغربيون، أم هي مساواة
نسبية كما يراها المسلمون؟ وما مدى السند العلمي الذي ترتكز عليه كل من المقولتين.
2
متساوون.......لكن مختلفون.
ساوى القرآن الكريم بين الرجل والمرأة في قضايا كثيرة، ولكنه مايز بينهما في قضايا
أخرى قليلة، إذا ما قارناها بقضايا المساواة بينهما. فالشريعة الإسلامية تساوي بين الجنسين في
الحقوق والواجبات، والمزايا والعقوبات، وأشياء أخرى كثيرة، لك ن عظمتها تكمن في كونها لا
تلغي الفروق الذهنية والنفسية والجسمية والتركيبية بين الجنسين، بل تتعاطى معها بأتم الوجوه
وأكملها.
الفروق ال َ خْلقِيَّة.
١- لا أحد يستطيع إنكار الحقيقة الأزلية: أ ن الله تعالى خلق آدم قبل خلق حواء–عليهما
السلام- بسنوات عديدة. ولا يمكن لعاقل أن يماري بأ ن حواء خلقت من ضلع آدم –عليهما
السلام. قال تعالى في مطلع سورة النساء:
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَُّقوا رَبَّ ُ كمُ الَّذِي َ خَلَق ُ كمْ مِنْ َنفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ َ خَل َ ق مِ ْ نهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِْنهُمَا ِ رجَاًلا َ كثِيرًا
(1) وَنِسَاءً
.(2) َ خَلَق ُ كمْ مِنْ َنفْسٍ وَاحِدَةٍ ُثمَّ جَعَلَ مِ ْ نهَا زَوْجَهَا : وقال أيضًا
استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج : قال: قال رسول الله وعن أبي هرير ة
رواه البخاري . شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
. (3, ٣٠٨٤ )، ومسلم ( ٢٦٧٠ )، وغيرهما ( 4 )
فالبداية كانت مختلفة: بدأ خلق البشرية خلق آدم عليه السلام من طين، ث م أعقب ذلك
بسنوات عديدة- لا يعلم عددها إلا الله تعالى- خلق حواء عليها السلام، بطريقة مختلفة تمامًا.
فلم ُتخلق حواء كما ُ خلق آدم عليهما السلام من طين، بل ُ خلقت من ضلع زوجها، كما بينت
الأحاديث الصحيحة ذلك.
فالحق تبارك وتعالى مايز بين الذكر والأنثى في الخلق لحكمة يعلمها هو سبحانه، فهل
سيعترض المطالبون بالمساواة المطلقة بين الجنسين على كيفية الخلق، ويطالبون بالمساواة
التامة وإعادة خلق البشرية من جديد؟!!!
٢- الفروق الجسمانية والعضوية : منابت الشعر - ضعف القوة العامة – التركيب
الداخلي للجسم مثل جهاز التبويض والجهاز التناسلي ، والرحم وما إلى ذلك .
الفروق الوراثية.
لا تنحصر الفروق بين الرجال والنساء في المظهر الخارجي، بل تتعداه لتصل إلى
مستوى الخلايا ( 6). فكل خلية في جسم الأنثى مختلفة عن نظيرتها في جسم الرجل. فخلايا
في حين لا يوجد هذا الكروموسوم في الخلايا الأنثوية، ويوجد (Y) الرجل تحوي الكروموسوم
7). وكانت النظرية السائدة بين العلماء هي ) (X) بد ً لا منه نسخة ثانية معطلة من الكروموسوم
معطلة تمامًا، لتجنب الآثار الفتاكة والمميتة لوجود (X) أ ن النسخة الثانية من الكروموسوم
نسختين فاعلتين في خلايا جسم المرأة. لك ن الدراسات التي أجريت خلال العقدين الماضيين،
أوضحت خطأ هذا الاعتقاد.
3
الثاني (المعطل) (X) فقد بينت البحوث أ ن ١٥ % من مورثات (جينات) كروموسوم
نشيطة وتترك بصماتها على تراكيب جسم المرأة ووظائفها.وبلغة الأرقام، فقرابة ٢٠٠ مورثة
.(7- لها نسختان فاعلتان في جسم المرأة، لا يقابلها مورثات فاعلة في جسم الرجال ( 10
من خلايا جسم (X) ليس هذا فحسب، بل إ ن عدد المورثات الفاعلة في كروموسوم
الذكري، وأّنه لو ُق در لهذه (Y) النساء، يزيد ١٤ ضعفًا عن تلك الموجودة في كروموسوم
المورثات أن تكون فاعلة في خلايا الرجال، لتسبب ذلك في هلاك الذكور وانقراض الرجال
.( من المجتمعات البشرية ( 8,9
٣% من مجموع ٣٠ ألف - وبالمجمل، فنسبة اختلاف المورثات بين الجنسين تبلغ ٢
مورثة، هومجمل عدد المورثات في جسم الإنسان. وبالتالي، فنحن أمام كائنين مختلفين وراثيًا،
.( أكثر بكثير مما اعتقده العلماء سابقًا ( 8,9,11
الفروق العقلية والذهنية.
بعد دراسات عديدة ُاخِذت فيها الفروق البيئية والتعليمية في الحسبان، وجد الباحثون
فروقًا كبيرة بين أدمغة الرجال والنساء، وظيفية وتشريحية ( 12,13 ). فدماغ الرجل أكبر من دماغ
في (cortical neurons) 14,15 )، كما وأ ن عدد خلايا قشرة الدماغ ) % المرأة بمعدل يصل إلى ١٥
يزيد (neuronal density) الذكور أكثر ب ١٥ % منه في الإناث، وكثافة الخلايا العصبية
16 ). علاوة على ما سبق، فحجم خلايا دماغ الرجل - بنسبة ١٣ % في الذكور عنه في الإناث ( 18
يزيد بمقدار ٣٠ % عن حجم خلايا دماغ المرأة، وأ ن استهلاك الناقل العصبي دوبامين
وهو ضروري لصفو الدماغ وتحسين المزاج، مختلف بشكل واضح بين الجنسين ،(dopamine)
.(19)
ومن جهة أخرى، فالشق الأيمن من قشرة دماغ الذكور أكثر سماكة من الشق الأيسر،
.(20- في حين لم يجد الباحثون فروقًا ُتذكر بين شقي دماغ الإناث ( 21
لعدة عقود خلت، كان من الممتع فكريًا الإصرار على اعتبار الفروق السلوكية بين
الجنسين، هي فروق طفيفة ناجمة عن اختلاف الخبرات بينهما، قبل سن البلوغ وبعده. لك ن
الأدلة العلمية المتراكمة عزت هذه الاختلافات إلى تأثير الهرمونات الجنسية على دماغ الجنين
أثناء الإسبوع الثالث عشر من الحمل، حين ترتفع تراكيز الهرمونات الذكرية ارتفاعًا كبيرًا في
الأجنة الذكور، فتصوغ الأدمغة بطريقة مختلفة تمامًا عن أدمغة الأجنة الإناث ( 15,21 ). هذة
الذكري (testosterone) الفروق تتعاظم مع مرور الأيام، لتصل تراكيز هرمون التستوستيرون
.( ٢٠ ضعفًا في البالغين عنه في البالغات، الأمر الذي يف سر حب الرجال للعنف والسيطرة ( 22
وفيما يتعلق بالذكاء، فقد أفادت دراسات حديثة ُنشرت العام ٢٠٠٥ م، بأ ن دماغ الرجال
المتعلقة بمعالجة (gray matter) يحتوي ستة أضعاف ونصف الضعف من المادة السكنية/الرمادية
الذكاء أكثر من النساء، في حين تحتوي أدمغة النساء على عشرة أمثال الرجال من المادة
المسؤولة عن التواصل بين أجزاء الدماغ المختلفة.وبالإضافة إلى ما (white matter) البيضاء
للإناث هو المسؤول عن الذكاء، بينما تتوزع خلايا (frontal lobe) ُ ذكر، فإ ن الفص الأمامي
23 ). ومن جهة أخرى، وجد باحثون - الذكاء في الرجال على مساحة واسعة من أدمغة الذكور ( 25
في الولايات المتحدة وكندا بأ ن عدد خلايا الدماغ في الرجال أكبر من النساء، في حين تزيد
4
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفرق بين الرجل والمرأة
نورهان إبراهيم عبد الله
Men and Women: Are they different?
Nurhana Ibrahim Abdullah
Researcher at Ibin An-Nafees Institute
مقدمة.
منذ بدء الخليقة والناس يناقشون قضية المساواة بين الرجال والنساء؛ هل هما
متساويان؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل هذه المساواة مطلقة أم هي نسبية؟ وإذا كانا غير
متساويين، فما مدى الاختلاف بينهما؟
وبالرغم من مرور زمن طويل على هذا النقاش، إ ّ لا إ ن حسم هذه القضية لا يزال بعيدًا،
فحوار الفرقاء فيها لم يأت بنتيجة، والقواسم المشتركة بين المتحاورين قليلة جدًا، وأوجه
الاختلاف بينهما كبيرة لدرجة أ ن المراقب يعتقد أ ن الإتفاق بين الفريقين ضرب من الخيال،
وأّنه يستمع إلى حوار طرشان.
هذا الجدل العقيم والاختلاف السقيم، لا نجده غريبًا نحن المسلمين. بل إ ن لدينا قناعة
تامة بأ ن البشر لن يصلوا إلى نتيجة في قضية المساواة بين الجنسين، ولو اجتمعت كل طاقاتهم
الذهنية، وتناقشوا الدهر كله. فخالق البشر وحده ولا أحد غيره -سبحانه- هو العالم بما يصلح
البشر ويصلح لهم، وهو وحده –جل في علاه- الذي يعلم الجواب الشافي والوافي لحل هذا
الخلاف المزمن المستعصي على البشر جميعًا، ومن خلفهم الجن أيضًا.
لقد بين القرآن الكريم القول الفصل في موضوع المساواة بين الجنسين منذ ما يزيد عن
١٤٠٠ سنة، وفي آية معجزة واحدة ، هي قوله الحق تبارك وتعالى في سورة آل عمران (آية
فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى :(٣٦
هذه الآية المعجزة أشتملت الحقيقة الخالدة الدائمة عبر العصور كلها وهي أن المساواة
المطلقة الكاملة بين الرجال والنساء غير ممكنة واقعًا لك ن المساواة النسبية بين الجنسين هي
التي يمكن تحقيقها على أرض الواقع.
لقد أخطأ كثير من الغربيين حينما تصوروا أ ن الفروق بين الرجال والنساء، ما هي إ ّ لا
فروق تشريحية وعضوية (فسيولوجية)، تتمحور حول حجم الأعضاء فقط، فنظروا إلى المرأة
على أنها "رجل صغير الحجم".
إ ن هذا البحث يهدف إلى مراجعة الدراسات والبحوث العلمية والطبية الحديثة، للوقوف
على حقيقة المساواة بين الجنسين، هل هي مساواة مطلقة كما يراها الغربيون، أم هي مساواة
نسبية كما يراها المسلمون؟ وما مدى السند العلمي الذي ترتكز عليه كل من المقولتين.
2
متساوون.......لكن مختلفون.
ساوى القرآن الكريم بين الرجل والمرأة في قضايا كثيرة، ولكنه مايز بينهما في قضايا
أخرى قليلة، إذا ما قارناها بقضايا المساواة بينهما. فالشريعة الإسلامية تساوي بين الجنسين في
الحقوق والواجبات، والمزايا والعقوبات، وأشياء أخرى كثيرة، لك ن عظمتها تكمن في كونها لا
تلغي الفروق الذهنية والنفسية والجسمية والتركيبية بين الجنسين، بل تتعاطى معها بأتم الوجوه
وأكملها.
الفروق ال َ خْلقِيَّة.
١- لا أحد يستطيع إنكار الحقيقة الأزلية: أ ن الله تعالى خلق آدم قبل خلق حواء–عليهما
السلام- بسنوات عديدة. ولا يمكن لعاقل أن يماري بأ ن حواء خلقت من ضلع آدم –عليهما
السلام. قال تعالى في مطلع سورة النساء:
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَُّقوا رَبَّ ُ كمُ الَّذِي َ خَلَق ُ كمْ مِنْ َنفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ َ خَل َ ق مِ ْ نهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِْنهُمَا ِ رجَاًلا َ كثِيرًا
(1) وَنِسَاءً
.(2) َ خَلَق ُ كمْ مِنْ َنفْسٍ وَاحِدَةٍ ُثمَّ جَعَلَ مِ ْ نهَا زَوْجَهَا : وقال أيضًا
استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج : قال: قال رسول الله وعن أبي هرير ة
رواه البخاري . شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء
. (3, ٣٠٨٤ )، ومسلم ( ٢٦٧٠ )، وغيرهما ( 4 )
فالبداية كانت مختلفة: بدأ خلق البشرية خلق آدم عليه السلام من طين، ث م أعقب ذلك
بسنوات عديدة- لا يعلم عددها إلا الله تعالى- خلق حواء عليها السلام، بطريقة مختلفة تمامًا.
فلم ُتخلق حواء كما ُ خلق آدم عليهما السلام من طين، بل ُ خلقت من ضلع زوجها، كما بينت
الأحاديث الصحيحة ذلك.
فالحق تبارك وتعالى مايز بين الذكر والأنثى في الخلق لحكمة يعلمها هو سبحانه، فهل
سيعترض المطالبون بالمساواة المطلقة بين الجنسين على كيفية الخلق، ويطالبون بالمساواة
التامة وإعادة خلق البشرية من جديد؟!!!
٢- الفروق الجسمانية والعضوية : منابت الشعر - ضعف القوة العامة – التركيب
الداخلي للجسم مثل جهاز التبويض والجهاز التناسلي ، والرحم وما إلى ذلك .
الفروق الوراثية.
لا تنحصر الفروق بين الرجال والنساء في المظهر الخارجي، بل تتعداه لتصل إلى
مستوى الخلايا ( 6). فكل خلية في جسم الأنثى مختلفة عن نظيرتها في جسم الرجل. فخلايا
في حين لا يوجد هذا الكروموسوم في الخلايا الأنثوية، ويوجد (Y) الرجل تحوي الكروموسوم
7). وكانت النظرية السائدة بين العلماء هي ) (X) بد ً لا منه نسخة ثانية معطلة من الكروموسوم
معطلة تمامًا، لتجنب الآثار الفتاكة والمميتة لوجود (X) أ ن النسخة الثانية من الكروموسوم
نسختين فاعلتين في خلايا جسم المرأة. لك ن الدراسات التي أجريت خلال العقدين الماضيين،
أوضحت خطأ هذا الاعتقاد.
3
الثاني (المعطل) (X) فقد بينت البحوث أ ن ١٥ % من مورثات (جينات) كروموسوم
نشيطة وتترك بصماتها على تراكيب جسم المرأة ووظائفها.وبلغة الأرقام، فقرابة ٢٠٠ مورثة
.(7- لها نسختان فاعلتان في جسم المرأة، لا يقابلها مورثات فاعلة في جسم الرجال ( 10
من خلايا جسم (X) ليس هذا فحسب، بل إ ن عدد المورثات الفاعلة في كروموسوم
الذكري، وأّنه لو ُق در لهذه (Y) النساء، يزيد ١٤ ضعفًا عن تلك الموجودة في كروموسوم
المورثات أن تكون فاعلة في خلايا الرجال، لتسبب ذلك في هلاك الذكور وانقراض الرجال
.( من المجتمعات البشرية ( 8,9
٣% من مجموع ٣٠ ألف - وبالمجمل، فنسبة اختلاف المورثات بين الجنسين تبلغ ٢
مورثة، هومجمل عدد المورثات في جسم الإنسان. وبالتالي، فنحن أمام كائنين مختلفين وراثيًا،
.( أكثر بكثير مما اعتقده العلماء سابقًا ( 8,9,11
الفروق العقلية والذهنية.
بعد دراسات عديدة ُاخِذت فيها الفروق البيئية والتعليمية في الحسبان، وجد الباحثون
فروقًا كبيرة بين أدمغة الرجال والنساء، وظيفية وتشريحية ( 12,13 ). فدماغ الرجل أكبر من دماغ
في (cortical neurons) 14,15 )، كما وأ ن عدد خلايا قشرة الدماغ ) % المرأة بمعدل يصل إلى ١٥
يزيد (neuronal density) الذكور أكثر ب ١٥ % منه في الإناث، وكثافة الخلايا العصبية
16 ). علاوة على ما سبق، فحجم خلايا دماغ الرجل - بنسبة ١٣ % في الذكور عنه في الإناث ( 18
يزيد بمقدار ٣٠ % عن حجم خلايا دماغ المرأة، وأ ن استهلاك الناقل العصبي دوبامين
وهو ضروري لصفو الدماغ وتحسين المزاج، مختلف بشكل واضح بين الجنسين ،(dopamine)
.(19)
ومن جهة أخرى، فالشق الأيمن من قشرة دماغ الذكور أكثر سماكة من الشق الأيسر،
.(20- في حين لم يجد الباحثون فروقًا ُتذكر بين شقي دماغ الإناث ( 21
لعدة عقود خلت، كان من الممتع فكريًا الإصرار على اعتبار الفروق السلوكية بين
الجنسين، هي فروق طفيفة ناجمة عن اختلاف الخبرات بينهما، قبل سن البلوغ وبعده. لك ن
الأدلة العلمية المتراكمة عزت هذه الاختلافات إلى تأثير الهرمونات الجنسية على دماغ الجنين
أثناء الإسبوع الثالث عشر من الحمل، حين ترتفع تراكيز الهرمونات الذكرية ارتفاعًا كبيرًا في
الأجنة الذكور، فتصوغ الأدمغة بطريقة مختلفة تمامًا عن أدمغة الأجنة الإناث ( 15,21 ). هذة
الذكري (testosterone) الفروق تتعاظم مع مرور الأيام، لتصل تراكيز هرمون التستوستيرون
.( ٢٠ ضعفًا في البالغين عنه في البالغات، الأمر الذي يف سر حب الرجال للعنف والسيطرة ( 22
وفيما يتعلق بالذكاء، فقد أفادت دراسات حديثة ُنشرت العام ٢٠٠٥ م، بأ ن دماغ الرجال
المتعلقة بمعالجة (gray matter) يحتوي ستة أضعاف ونصف الضعف من المادة السكنية/الرمادية
الذكاء أكثر من النساء، في حين تحتوي أدمغة النساء على عشرة أمثال الرجال من المادة
المسؤولة عن التواصل بين أجزاء الدماغ المختلفة.وبالإضافة إلى ما (white matter) البيضاء
للإناث هو المسؤول عن الذكاء، بينما تتوزع خلايا (frontal lobe) ُ ذكر، فإ ن الفص الأمامي
23 ). ومن جهة أخرى، وجد باحثون - الذكاء في الرجال على مساحة واسعة من أدمغة الذكور ( 25
في الولايات المتحدة وكندا بأ ن عدد خلايا الدماغ في الرجال أكبر من النساء، في حين تزيد
4