ابولمى
17 - 4 - 2004, 04:41 AM
قال عدد من تلاميذ المرحلة المتوسطة إن يوم الأربعاء يأتي ضمن إجازتهم الرسمية ويقضونه إما في النوم بمنازلهم أو في التسكع في المقاهي والشوارع معللين ذلك بعدم وجود حيز من الجدية في هذا اليوم خاصة فيما يتعلق بالتدريس.
وأكد بعضهم لدى لقاء "الوطن" بهم أن المعلمين في المدارس ليسوا جادين في تدريس بعض المواد.
"الوطن" استطلعت آراء عدد من هؤلاء الشباب بيد أن بعضهم رفض التصوير وأكد على أنه لا يريد أن يتعرف عليه أحد إذا تم تصويره.
"الوطن" قبلت ذلك, والتقت بعضهم فيقول بدر الغامدي إنه عادة يتغيب عن حضور الدوام المدرسي في يوم الأربعاء دون علم أسرته وعلل ذلك بتفضيله الخروج مع أقرانه الذين يفضلون ما يسمى "التهبيق" وهو مصطلح تعارف عليه الطلاب ويعني الهروب من سلطة البيت والمدرسة. وأضاف الغامدي أن يوم الأربعاء يمتاز بأنه يوم يجتمع فيه كثير من الناس وخاصة أن كثيرا منهم يخرجون إلى الكورنيش والمقاهي التي لا يوجد من يحاسبهم فيها أو يمنعهم من دخولها.
طالب آخر وضع قميصه الداخلي على وجهه ليخفي ملامحه وعرفنا منه أنه منقطع حاليا عن الدراسة وهو يجتمع مع زملائه كل أربعاء بشكل دائم للعب البلياردو والبليستيشن وتصفح مواقع الإنترنت وقال: "نأتي هنا لنستمتع".
وقال طالب آخر (رفض ذكر اسمه) بعد أن ادعى أنه مسؤول عن أحد المقاهي التي زارتها "الوطن" إنه يتعرض يوميا لخسائر مادية نتيجة عبث الصبية بالأجهزة وأدوات اللعب، وما يحدث من مشاجرات صباحية, لأن موظفا يعمل لديه وهو بنغلاديشي لا يستطيع إجبارهم على الخروج لأنهم يأتون ليلعبوا بمقابل مادي، كما أن صاحب المقهى والصالة يمنعه من طردهم.
"الوطن" زارت مدير مدرسة الحسن بن علي المتوسطة الأستاذ فهد النمري الذي قال إن غياب يوم الأربعاء لدى كثير من الطلاب ليس ظاهرة في مدارس جدة. وأضاف النمري إن المدرسة من خلال المشرف الطلابي تدرس حالات الغياب وتصنفها وهناك اتصال يومي بين المدرسة والمنازل عبر الهاتف للاستفسار عن الطالب الغائب من الأهل.
وكشف النمري أن هناك حالات كثيرة يكون فيها الطالب غير موجود في المدرسة وهو ما يستدعي التنسيق الدائم بين المدرسة والبيت. وأكد على أن التسرب الدراسي في كثير من المدارس ليس في جدة فحسب وخاصة في يوم الأربعاء يعود إلى ضعف الرقابة الأسرية والحكومية، وتساءل: كيف تسمح الجهات الرقابية بدخول تلاميذ تحت الثامنة عشرة لمقاهي الإنترنت؟ ودعا النمري إلى تعاون أكبر من السلطات التنفيذية من خلال دوريات لمتابعة الطلاب المتجولين صباحا في الشوارع والمقاهي وعلى الكورنيش.
من جهته اعتبر المرشد الطلابي عبدالله الشهري أن البيئة المدرسية لها دور في تسرب الطلاب خاصة في المباني المستأجرة التي لا توفر لهم المكان المناسب لممارسة أنشطتهم وتفريغ طاقاتهم، لكنه قلل من نسبية هذا الأمر قياسا بالعوامل الأخرى التي تلعب التربية فيها العامل الأساس مشيرا في ذلك إلى أن البيئة السليمة داخل الأسرة تستطيع دائما امتصاص العوامل السلبية الأخرى لمصلحة أبنائها.
من ناحية أخرى قال الطالب (فيصل بامعروف) وهو أحد الطلاب المنضبطين بشهادة مدرسية إن أكثر الإغراءات التي يجدها زملاؤه المتسربون من المدرسة تتضمن تعلم التدخين والعادات الشاذة الأخرى. وأضاف أن ذلك يعود إلى تساهل بعض المدرسين والمديرين مع الطلاب المتغيبين من جهة، وإلى انصراف أهاليهم عن متابعتهم.
"إنهم يوميا في المجاور" هكذا صرخ "قعران الجحدلي" الحارس في إحدى المدارس قائلا "الطلاب يهربون من فوق السور ويتجهون إلى مقهى قريب من المدرسة، وأنا أبلغ إدارة المدرسة التي بدورها تبلغ الآباء لكن التجاوب يظل محدودا وطالب الحارس الستيني الذي لم يتعلم سوى القراءة والكتابة بإغلاق مثل تلك الأماكن التي تسمح بدخول القاصرين إليها، لأن ذلك استهتار بالأنظمة والقوانين وتدمير لطاقات الشباب، خاصة وهي توفر لهم مشاهد فاضحة وصورا تثير الغرائز وتدفعهم للانحراف".
المواطن سعيد الباهلي قال وهو يهم بدخول إحدى المدارس التي يدرس فيها أبناؤه إنه "سائق حافلة" ويعمل يوميا من 12 إلى 14 ساعة لتوفير لقمة العيش لأسرته، وليس بمقدوره متابعة أبنائه يوميا لكنه أكد على أمانة التربية والتعليم في عنق منسوبي التعليم مضيفا أن عودة "العصا" هي الحل الأمثل لتعديل سلوكيات الطلاب التي باتت تؤثر على بعضهم بعضاً وألمح الباهلي في مداخلته إلى نقاشات حادة تدور بينه وبين أبنائه حول جدوى التعلم..!!
من جهة أخرى, أشار مدير التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ عبدالله الهويمل في الملتقى الحواري مع الطلبة بداية هذا الشهر إلى مسألة غياب الأربعاء مؤكدا أنه لن يسمح بتحولها إلى ظاهرة، ووعد بعقوبات رادعة بحق المقصرين في أداء مهامهم من دون أن يصنف نوع العقوبات أو تسمية المقصرين.
وأكد بعضهم لدى لقاء "الوطن" بهم أن المعلمين في المدارس ليسوا جادين في تدريس بعض المواد.
"الوطن" استطلعت آراء عدد من هؤلاء الشباب بيد أن بعضهم رفض التصوير وأكد على أنه لا يريد أن يتعرف عليه أحد إذا تم تصويره.
"الوطن" قبلت ذلك, والتقت بعضهم فيقول بدر الغامدي إنه عادة يتغيب عن حضور الدوام المدرسي في يوم الأربعاء دون علم أسرته وعلل ذلك بتفضيله الخروج مع أقرانه الذين يفضلون ما يسمى "التهبيق" وهو مصطلح تعارف عليه الطلاب ويعني الهروب من سلطة البيت والمدرسة. وأضاف الغامدي أن يوم الأربعاء يمتاز بأنه يوم يجتمع فيه كثير من الناس وخاصة أن كثيرا منهم يخرجون إلى الكورنيش والمقاهي التي لا يوجد من يحاسبهم فيها أو يمنعهم من دخولها.
طالب آخر وضع قميصه الداخلي على وجهه ليخفي ملامحه وعرفنا منه أنه منقطع حاليا عن الدراسة وهو يجتمع مع زملائه كل أربعاء بشكل دائم للعب البلياردو والبليستيشن وتصفح مواقع الإنترنت وقال: "نأتي هنا لنستمتع".
وقال طالب آخر (رفض ذكر اسمه) بعد أن ادعى أنه مسؤول عن أحد المقاهي التي زارتها "الوطن" إنه يتعرض يوميا لخسائر مادية نتيجة عبث الصبية بالأجهزة وأدوات اللعب، وما يحدث من مشاجرات صباحية, لأن موظفا يعمل لديه وهو بنغلاديشي لا يستطيع إجبارهم على الخروج لأنهم يأتون ليلعبوا بمقابل مادي، كما أن صاحب المقهى والصالة يمنعه من طردهم.
"الوطن" زارت مدير مدرسة الحسن بن علي المتوسطة الأستاذ فهد النمري الذي قال إن غياب يوم الأربعاء لدى كثير من الطلاب ليس ظاهرة في مدارس جدة. وأضاف النمري إن المدرسة من خلال المشرف الطلابي تدرس حالات الغياب وتصنفها وهناك اتصال يومي بين المدرسة والمنازل عبر الهاتف للاستفسار عن الطالب الغائب من الأهل.
وكشف النمري أن هناك حالات كثيرة يكون فيها الطالب غير موجود في المدرسة وهو ما يستدعي التنسيق الدائم بين المدرسة والبيت. وأكد على أن التسرب الدراسي في كثير من المدارس ليس في جدة فحسب وخاصة في يوم الأربعاء يعود إلى ضعف الرقابة الأسرية والحكومية، وتساءل: كيف تسمح الجهات الرقابية بدخول تلاميذ تحت الثامنة عشرة لمقاهي الإنترنت؟ ودعا النمري إلى تعاون أكبر من السلطات التنفيذية من خلال دوريات لمتابعة الطلاب المتجولين صباحا في الشوارع والمقاهي وعلى الكورنيش.
من جهته اعتبر المرشد الطلابي عبدالله الشهري أن البيئة المدرسية لها دور في تسرب الطلاب خاصة في المباني المستأجرة التي لا توفر لهم المكان المناسب لممارسة أنشطتهم وتفريغ طاقاتهم، لكنه قلل من نسبية هذا الأمر قياسا بالعوامل الأخرى التي تلعب التربية فيها العامل الأساس مشيرا في ذلك إلى أن البيئة السليمة داخل الأسرة تستطيع دائما امتصاص العوامل السلبية الأخرى لمصلحة أبنائها.
من ناحية أخرى قال الطالب (فيصل بامعروف) وهو أحد الطلاب المنضبطين بشهادة مدرسية إن أكثر الإغراءات التي يجدها زملاؤه المتسربون من المدرسة تتضمن تعلم التدخين والعادات الشاذة الأخرى. وأضاف أن ذلك يعود إلى تساهل بعض المدرسين والمديرين مع الطلاب المتغيبين من جهة، وإلى انصراف أهاليهم عن متابعتهم.
"إنهم يوميا في المجاور" هكذا صرخ "قعران الجحدلي" الحارس في إحدى المدارس قائلا "الطلاب يهربون من فوق السور ويتجهون إلى مقهى قريب من المدرسة، وأنا أبلغ إدارة المدرسة التي بدورها تبلغ الآباء لكن التجاوب يظل محدودا وطالب الحارس الستيني الذي لم يتعلم سوى القراءة والكتابة بإغلاق مثل تلك الأماكن التي تسمح بدخول القاصرين إليها، لأن ذلك استهتار بالأنظمة والقوانين وتدمير لطاقات الشباب، خاصة وهي توفر لهم مشاهد فاضحة وصورا تثير الغرائز وتدفعهم للانحراف".
المواطن سعيد الباهلي قال وهو يهم بدخول إحدى المدارس التي يدرس فيها أبناؤه إنه "سائق حافلة" ويعمل يوميا من 12 إلى 14 ساعة لتوفير لقمة العيش لأسرته، وليس بمقدوره متابعة أبنائه يوميا لكنه أكد على أمانة التربية والتعليم في عنق منسوبي التعليم مضيفا أن عودة "العصا" هي الحل الأمثل لتعديل سلوكيات الطلاب التي باتت تؤثر على بعضهم بعضاً وألمح الباهلي في مداخلته إلى نقاشات حادة تدور بينه وبين أبنائه حول جدوى التعلم..!!
من جهة أخرى, أشار مدير التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ عبدالله الهويمل في الملتقى الحواري مع الطلبة بداية هذا الشهر إلى مسألة غياب الأربعاء مؤكدا أنه لن يسمح بتحولها إلى ظاهرة، ووعد بعقوبات رادعة بحق المقصرين في أداء مهامهم من دون أن يصنف نوع العقوبات أو تسمية المقصرين.