ابولمى
23 - 4 - 2004, 04:51 AM
أخطاء إملائية في نشرات وزارة التربية
أ. الجوهرة بنت عبدالعزيز المعيوف
لكوني إحدى الحاضرات في إحدى المناسبات التعليمية تسلمت نصيبي من النشرات والمطويات المتنوعة وكان من بينها عدد من المنشورات التوعوية التي تقوم الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة التربية والتعليم - تعليم البنات - مشكورة إصدارها ضمن سلسلة التوعية الصحية. وقد سعدت بتلك النشرات حين تسلمتها لكونها تتناول موضوعات حيوية تهم الجميع والأمهات بشكل خاص - بدا ذلك من صفحة العنوان، لكل نشرة - وانضممت حينها إلى قائمة الشاكرات والمقدرات جداً لهذا المجهود الطيب من الوزارة.
ولكوني ممن يحرص على الاستفادة من كل ما يقع في يدي أو تقع عليه عيني فقد حرصت على قراءة تلك النشرات بعد الانصراف، وكم كانت صدمتي بها كبيرة، بل هي كبيرة جداً وصلت إلى مرحلة الاندهاش الذي لا يملك المرء معه تفسيراً لما يحدث، وما حدث هو أنني وجدت بالفعل توعية صحية هادفة ومفيدة ولكنها توعية قائمة على حساب اللغة!! حيث الأخطاء الاملائية واللغوية التي لا حصر لها والتي قد لا يقع فيها أقل الناس نصيباً من التعليم. وقد لا يخفى عليكم لِمَ وصفتها بالصدمة الكبيرة فقد أُعدِّت تلك النشرات في عقر دار وزارة تحتل مكاناً في قمة الهرم التعليمي في الوطن، وقد صُدِّرت باسمها - وزارة التربية والتعليم -
النشرات التي بين يدي هي ذات الأرقام ( 47و 67و71و73) والمعنونة على الترتيب ب"وسائل مباعدة فترات الحمل" و"تغذية المعوقين والمتأخرين عن النمو" و"الإمساك" و"سلامة طفلك أمانة في عنقك".
سأسوق بعض الأخطاء الواردة فيها مع العلم بأن ما سكت عنه - لضيق المقام - أكثر بكثير حيث بلغت مواضع الخطأ فيها مجتمعة مئة وأربعة وعشرين موضعاً.
1- الكلمات (إشتباه والإسترخاء وإتباع وأحترام وإنتظام والإستيقاظ والإستعمال وإنسداد والإبن) كتبت هكذا بهمزة قطع والصحيح (اشتباه والاسترخاء...) بهمزة وصل.
2- (الأثار والألام) كتبت هكذا بهمزة قطع والصحيح (الآثار والآلام) بمد على الألف.
3- (إلي وعلي) بياء والصحيح (إلى وعلى) بألف مقصورة، والعكس بالنسبة لكلمتي (في والعلوي).
4- (فضلآ ويمينآ ويسارآ وصباحآ) بمد على الألف والصحيح (فضلاً ويميناً...) بألف تنوين.
5- الكلمات (اولا، واسبوع، والاستروجين والى، وان، واثناء واشهر، واشارات، واماكن واولادنا، واحد..) كتبت هكذا بهمزة وصل والصحيح أنها (أولا، وأسبوع...) بهمزة قطع.
6- فالبعض يعاني من سوء التغذية الشديد وبطئ النمو" والصحيح (بطء) بهمزة متطرفة على السطر.
7- بناءاً (بوضع ألف تنوين) والصحيح (بناءً).
8- (الرئيسية وفلذات) والصحيح (الرئيسة وأفلاذ أو فلذ).
9- (آي وآمانة والآبن) هكذا بالمد والصحيح (أي وأمانة) بهمزة قطع، و(الابن) بهمزة وصل.
10- "اختيار طريق بعيداً" والصحيح (بعيد).
11- (التنبية وهذة واشتباة ومميزاتة) كتبت هكذا بتاء مربوطة والصحيح (التنبيه وهذه...) بهاء.
12- الذهاب مع الطفل.. لتعريفة وتوجيهة والسير معة" لاحظ الخطأ نفسه في ثلاثة مواضع من العبارة والصحيح (لتعريفه وتوجيهه أثناء السير معه) بهاء. وقد وردت في النشرة رقم (73) عبارة "يجب الحذر أثناء السير صباحآ في الشابورة" يلاحظ كتابة ألف التنوين في (صباحا) بالمد وهذا خطأ يضم إلى الأخطاء الكتابية السابقة، إلا أن ما لفت انتباهي في هذه العبارة - ولعله لفت انتباهك أيضاً - هو استخدام كلمة الشابورة في هذا السياق، وهو استخدام غريب علينا، حيث إنها تستخدم في المجتمع السعودي - على الأقل - بمعنى آخر معروف للجميع على ما أعتقد، وبحسب السياق بدا لي ولمن أطلعتُه عليها أن المراد هو "الضباب"، وقد بحثت وسألت كثيراً فعرفت أن "الشابورة" تعني "الضباب" في لهجة محلية لإحدى الدول العربية.
اكتفي بهذا القدر من الأمثلة عائدةً إلى ما بدأت به لأقول: كيف لذلك أن يحدث، ومن المسؤول عن وضع لغوي كهذا؟!
من وجهة نظري هناك احتمالان: الأول: أن الخلل صادر عن معد تلك النشرات، وهذا الاحتمال وإن كان مرجوحاً عندي - لأنني استبعد أن تكون لغة المعد بهذا السوء - إلا أنني أقول: إن كان الأمر كذلك فهذا يعني أن ثمة انفصالاً بين الإدارات في الوزارة، أي أن الإدارة العامة للخدمات الصحية تقوم بعملها التخصصي وتصدر النشرات دون تمريرها على المدقق اللغوي قبل طباعتها.
والآخر: أن الخلل صادر عن المطابع التي طبعت تلك النشرات، وهذا الاحتمال وإن كان هو الراجح عندي إلا أنه لا يعفي الإدارة من مسؤوليتها لأن من الواجب أن تكون هناك مراجعة للنشرات من قبل الإدارة بعد طباعة النسخة الأولى منها، ومن ثم تأذن للمطابع بتصويرها بكميات كبيرة للتوزيع، وذلك لتخرج بالشكل الصحيح الذي يليق بالمصدر الذي صدرت عنه، لا أن تخرج بصورة تُعدُّ معها معولاً من معاول هدم الإملاء الصحيح في الوقت الذي نقرر فيه مادة الإملاء على الطلاب والطالبات ضمن قائمة المقررات الدراسية التي ينبغي تجاوزها بالنجاح فيها. من جهة أخرى لا يخفى على الجميع ضرر شيوع تلك الأخطاء وغيرها كثيراً مما لا نعدم وجوده في الجرائد والمجلات والمنشورات والمطويات واللافتات الشارعية بأنواعها حيث يألفها كاتبها ومتلقيها ثم تتحول عنده إلى مسلمات.
في الختام أؤكد أن ما كتبته نابع من حرصي الشديد على لغتنا الغالية، ومن ثقتي بأننا معا - وكل من يهمه أمر اللغة العربية - يجب أن نكون يداً واحدة لتحرير النصوص اللغوية من كل ما يشوبها كي نرتقي بالمستوى اللغوي للمجتمع. "وكم عز أقوام بعز لغات" وما أشد حاجتنا لذلك وخاصة في الآونة الأخيرة حيث تشتكي اللغة من استهتار بعض أهلها وخصوصاً فئة الشباب والشابات وعدم اكتراثهم بتحري السلامة اللغوية نطقاً وكتابةً، وما كان لي أن أقول ذلك عنهم لولا واقع تجربتي وإن كانت قصيرة مقارنة بغيري ممن لهم باعٌ طويل في التجربة. والله من وراء القصد
http://www.alriyadh-np.com/Contents/23-04-2**4/Mainpage/FORALL_3660.php
أ. الجوهرة بنت عبدالعزيز المعيوف
لكوني إحدى الحاضرات في إحدى المناسبات التعليمية تسلمت نصيبي من النشرات والمطويات المتنوعة وكان من بينها عدد من المنشورات التوعوية التي تقوم الإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة التربية والتعليم - تعليم البنات - مشكورة إصدارها ضمن سلسلة التوعية الصحية. وقد سعدت بتلك النشرات حين تسلمتها لكونها تتناول موضوعات حيوية تهم الجميع والأمهات بشكل خاص - بدا ذلك من صفحة العنوان، لكل نشرة - وانضممت حينها إلى قائمة الشاكرات والمقدرات جداً لهذا المجهود الطيب من الوزارة.
ولكوني ممن يحرص على الاستفادة من كل ما يقع في يدي أو تقع عليه عيني فقد حرصت على قراءة تلك النشرات بعد الانصراف، وكم كانت صدمتي بها كبيرة، بل هي كبيرة جداً وصلت إلى مرحلة الاندهاش الذي لا يملك المرء معه تفسيراً لما يحدث، وما حدث هو أنني وجدت بالفعل توعية صحية هادفة ومفيدة ولكنها توعية قائمة على حساب اللغة!! حيث الأخطاء الاملائية واللغوية التي لا حصر لها والتي قد لا يقع فيها أقل الناس نصيباً من التعليم. وقد لا يخفى عليكم لِمَ وصفتها بالصدمة الكبيرة فقد أُعدِّت تلك النشرات في عقر دار وزارة تحتل مكاناً في قمة الهرم التعليمي في الوطن، وقد صُدِّرت باسمها - وزارة التربية والتعليم -
النشرات التي بين يدي هي ذات الأرقام ( 47و 67و71و73) والمعنونة على الترتيب ب"وسائل مباعدة فترات الحمل" و"تغذية المعوقين والمتأخرين عن النمو" و"الإمساك" و"سلامة طفلك أمانة في عنقك".
سأسوق بعض الأخطاء الواردة فيها مع العلم بأن ما سكت عنه - لضيق المقام - أكثر بكثير حيث بلغت مواضع الخطأ فيها مجتمعة مئة وأربعة وعشرين موضعاً.
1- الكلمات (إشتباه والإسترخاء وإتباع وأحترام وإنتظام والإستيقاظ والإستعمال وإنسداد والإبن) كتبت هكذا بهمزة قطع والصحيح (اشتباه والاسترخاء...) بهمزة وصل.
2- (الأثار والألام) كتبت هكذا بهمزة قطع والصحيح (الآثار والآلام) بمد على الألف.
3- (إلي وعلي) بياء والصحيح (إلى وعلى) بألف مقصورة، والعكس بالنسبة لكلمتي (في والعلوي).
4- (فضلآ ويمينآ ويسارآ وصباحآ) بمد على الألف والصحيح (فضلاً ويميناً...) بألف تنوين.
5- الكلمات (اولا، واسبوع، والاستروجين والى، وان، واثناء واشهر، واشارات، واماكن واولادنا، واحد..) كتبت هكذا بهمزة وصل والصحيح أنها (أولا، وأسبوع...) بهمزة قطع.
6- فالبعض يعاني من سوء التغذية الشديد وبطئ النمو" والصحيح (بطء) بهمزة متطرفة على السطر.
7- بناءاً (بوضع ألف تنوين) والصحيح (بناءً).
8- (الرئيسية وفلذات) والصحيح (الرئيسة وأفلاذ أو فلذ).
9- (آي وآمانة والآبن) هكذا بالمد والصحيح (أي وأمانة) بهمزة قطع، و(الابن) بهمزة وصل.
10- "اختيار طريق بعيداً" والصحيح (بعيد).
11- (التنبية وهذة واشتباة ومميزاتة) كتبت هكذا بتاء مربوطة والصحيح (التنبيه وهذه...) بهاء.
12- الذهاب مع الطفل.. لتعريفة وتوجيهة والسير معة" لاحظ الخطأ نفسه في ثلاثة مواضع من العبارة والصحيح (لتعريفه وتوجيهه أثناء السير معه) بهاء. وقد وردت في النشرة رقم (73) عبارة "يجب الحذر أثناء السير صباحآ في الشابورة" يلاحظ كتابة ألف التنوين في (صباحا) بالمد وهذا خطأ يضم إلى الأخطاء الكتابية السابقة، إلا أن ما لفت انتباهي في هذه العبارة - ولعله لفت انتباهك أيضاً - هو استخدام كلمة الشابورة في هذا السياق، وهو استخدام غريب علينا، حيث إنها تستخدم في المجتمع السعودي - على الأقل - بمعنى آخر معروف للجميع على ما أعتقد، وبحسب السياق بدا لي ولمن أطلعتُه عليها أن المراد هو "الضباب"، وقد بحثت وسألت كثيراً فعرفت أن "الشابورة" تعني "الضباب" في لهجة محلية لإحدى الدول العربية.
اكتفي بهذا القدر من الأمثلة عائدةً إلى ما بدأت به لأقول: كيف لذلك أن يحدث، ومن المسؤول عن وضع لغوي كهذا؟!
من وجهة نظري هناك احتمالان: الأول: أن الخلل صادر عن معد تلك النشرات، وهذا الاحتمال وإن كان مرجوحاً عندي - لأنني استبعد أن تكون لغة المعد بهذا السوء - إلا أنني أقول: إن كان الأمر كذلك فهذا يعني أن ثمة انفصالاً بين الإدارات في الوزارة، أي أن الإدارة العامة للخدمات الصحية تقوم بعملها التخصصي وتصدر النشرات دون تمريرها على المدقق اللغوي قبل طباعتها.
والآخر: أن الخلل صادر عن المطابع التي طبعت تلك النشرات، وهذا الاحتمال وإن كان هو الراجح عندي إلا أنه لا يعفي الإدارة من مسؤوليتها لأن من الواجب أن تكون هناك مراجعة للنشرات من قبل الإدارة بعد طباعة النسخة الأولى منها، ومن ثم تأذن للمطابع بتصويرها بكميات كبيرة للتوزيع، وذلك لتخرج بالشكل الصحيح الذي يليق بالمصدر الذي صدرت عنه، لا أن تخرج بصورة تُعدُّ معها معولاً من معاول هدم الإملاء الصحيح في الوقت الذي نقرر فيه مادة الإملاء على الطلاب والطالبات ضمن قائمة المقررات الدراسية التي ينبغي تجاوزها بالنجاح فيها. من جهة أخرى لا يخفى على الجميع ضرر شيوع تلك الأخطاء وغيرها كثيراً مما لا نعدم وجوده في الجرائد والمجلات والمنشورات والمطويات واللافتات الشارعية بأنواعها حيث يألفها كاتبها ومتلقيها ثم تتحول عنده إلى مسلمات.
في الختام أؤكد أن ما كتبته نابع من حرصي الشديد على لغتنا الغالية، ومن ثقتي بأننا معا - وكل من يهمه أمر اللغة العربية - يجب أن نكون يداً واحدة لتحرير النصوص اللغوية من كل ما يشوبها كي نرتقي بالمستوى اللغوي للمجتمع. "وكم عز أقوام بعز لغات" وما أشد حاجتنا لذلك وخاصة في الآونة الأخيرة حيث تشتكي اللغة من استهتار بعض أهلها وخصوصاً فئة الشباب والشابات وعدم اكتراثهم بتحري السلامة اللغوية نطقاً وكتابةً، وما كان لي أن أقول ذلك عنهم لولا واقع تجربتي وإن كانت قصيرة مقارنة بغيري ممن لهم باعٌ طويل في التجربة. والله من وراء القصد
http://www.alriyadh-np.com/Contents/23-04-2**4/Mainpage/FORALL_3660.php