ابولمى
23 - 4 - 2004, 05:07 AM
ان ما حدث بالأمس الأول في الرياض من استهداف مبان امنية لا يوجد فيها الا مسلمون ومن حولها مساكن مسلمين وفي دار المسلمين ومن تفجير وتدمير وترويع الآمنين وقتل المؤمنين وسفك دماء الابرياء لهو فساد عظيم من فئة ضالة لا مجال بعد هذه التصرفات الا ان ندين تصرفها هذا ولا نبرره بأي مبرر ولا نستلهم له اي عذر يجعل صاحبه في حل من ان يبث فساد غله وحقده وظلمه وافساده ليزهق الانفس البريئة ويعتدي بشتى صور الاعتداء الممقوت على المؤمنين وماحدث، وهو افساد ايما افساد والافساد غير الاصلاح بل لم يكن الافساد يوما سبيلا الى الاصلاح، ولم يجعل الله ـ تعالى ـ طريق صلاح الامة في العدوان عليها والافساد فيها ـ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم مسلم)؟! ألم يقل: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه)؟! ألم يقل: (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)؟! ألم يقل: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)؟! ألم يقل: (من خرج على امتي بسيفه يضرب برها وفاجرها فليس مني ولست منه)؟! ألم يقل: (من رفع علينا السلاح فليس منا)؟ ان ازهاق الارواح المسلمة *****تأمنة هي بادرة شر وسبيل مفض الى مالا تحمد عقباه على المدى القريب والمدى البعيد فهي اعمال لاتجني سوى الافساد والترويع وقد نهى الله عز وجل عن الافساد في الارض فقال عز من قائل: (ولا تفسدوا في الأرض بعد غصلاحها) قال الامام ابن كثير رحمه الله تعليقا على الآية السابقة (ينهى تعالى عن الافساد في الارض وما اضره بعد الاصلاح، فانه اذا كانت الامور ماشية على السداد ثم وقع الافساد بعد ذلك كان اضر ما يكون على العباد) ولهذا فان من اعظم طرق الافساد، ترويع الناس وانتهاك حرماتهم والاعتداء على دمائهم واعراضهم وكرامتهم واموالهم بغير وجه حق وكل ذلك داخل في اطار الفساد والافساد المنهي عنه وصاحبه متوعد بالعقوبة في الدنيا والآخرة حيث قال سبحانه (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) فهذا حكم الله عز وجل في كل من حارب الله ورسوله وخالف نهجه وسعى في الافساد في الارض وتغيير معالمها وافشاء الجريمة والفحش والانحراف والشطط ضاربا بموازين الدين القويم ومنهاج القسط المستقيم عرض الحائط راضيا بالدون وان يكون لعبة للشيطان يستغلها اعداء هذه الامة الذين يهدفون الى زعزعة استقرار بلاد المسلمين ونشر الفوضى والسلب والنهب والقتل فيها ووالله ان الاعداء لهم اشد فرحا واعظم شماتة بنا وودوا لو ان ظفروا من المسلمين بمثل ذلك فهي تقدم لهم دماء المسلمين واموالهم على طبق من ذهب.
الا فليتق الله هؤلاء وليكفوا عن مثل هذه الاعمال التي تفسد ولا تصلح وتضر ولا تنفع ومن المفاسد من جراء هذا العمل ما يلي:
1ـ ان فيه قتلا لانفس معصومة في شريعة الاسلام من المسلمين، قال الله تعالى: (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا). المائدة: 32. وقد توعد الله من قتل مؤمنا متعمدا بأشد الوعيد فقال سبحانه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) النساء 93. وهذا الوعيد الشديد في قتل مؤمن واحد فكيف بقتل عدد من المؤمنين؟ جاء في الحديث الذي اخرجه ابن ماجه بسند حسن عن البراء بن عازب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لايزال الانسان في فسحة من دينه حتى يصيب الدم الحرام)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من اعان على قتل مسلم بشطر كلمة قدم يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله). ولما نظر ابن عمر الى الكعبة قال: (والله انك لعظيمة عند الله ولكن دم المرء المسلم اعظم عند الله منك)، يشير الى ما جاء في الحديث (لان تنقض الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله جل وعلا من ان يراق دم امرئ مسلم).
2ـ ان فيه زعزعة للأمن ونشر الفوضى في بلاد الحرمين التي ينبغي ان تكون اقوى بلاد في العالم في الامن والاستقرار.
3ـ انه فيه اتلافا للأموال والممتلكات الخاصة للمسلمين، وحرمتها عند الله تعالى عظيمة كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في اعظم اجتماع للناس حصل في عهده صلى الله عليه وسلم، حيث قال في خطبته الناس في حجة الوداع: (ايها الناس ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)، فحرمة دماء المسلمين واموالهم واعراضهم كحرمة اليوم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام.
4ـ ان فيه غدرا وخيانة وهما محرمتان في دين الاسلام، قال الله تعالى: (وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه) التوبة 6، وقال الله تعالى: (واوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) النحل 91.
5ـ ان فيه خروجا على ولي امر المسلمين في هذه البلاد والذي طاعته ليست مجال اختيار، بل هي فرض فرضه الله علينا واوجبه علينا يقول تعالى: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء 59. فان اولي الامر هم العلماء لهم طاعة في دين الله، وهم الولاة الشرعيون الذين لهم في اعناق الناس بيعة. يقول صلى الله عليه وسلم: (من اطاع الأمير فقد اطاعني ومن أطاعني فقد اطاع الله ومن عصى الأمير فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله) كما قال صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). والطاعة كما هو معروف بالمعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا ننزعن يدا من الطاعة كما جاء في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر ولا ينزعن يدا من طاعة).
6ـ ان فيه حملا للسلاح على رجال الامن الذين وكل اليهم حفظ الأمن، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من حمل علينا السلاح فليس منا). رواه البخاري.
7ـ ان فيه ترويعا للآمنين وهو محرم في دين الاسلام.
8ـ ان هؤلاء لايهنؤون الا باشاعة الخوف وعدم الطمأنينة في الانفس والأموال والممتلكات في المجتمع فيبقى المجتمع المسلم والحالة هذه مجتمعا مضطربا لا أمن ولا أمان وهذا من اعظم معوقات الدعوة الى الله ومن لحظ آثار هذا المذهب الخبيث لحظ انه من العوائق العظيمة في بلوغ الهداية، افبعد هذا كله يشك عاقل.
يؤمن بالله واليوم الآخر في حرمة هذا العمل وأنه من الإفساد في الأرض وهذه النصوص وأمثالها تبين لنا شناعة هذا العمل وعظيم جرمه في شريعة الاسلام،
* *****ؤولية في درء هذه الفتنة مشاعة، ولكل في مواجهتها نصيب، كل بقدره وحسب استطاعته، إن الواجب علينا جميعا أن نرفض مثل هذه الأعمال في بلاد المسلمين، ولكي نستطيع ادراك معنى العموم في خطر فكر الافساد، فإنه يمكن الالتفات الى قيمة واحدة فقط يستهدفها هذا الفكر، وهو الاخلال بالأمن الذي يعد شرطا لحراسة الدين وعمارة الأرض، كما أنه المؤثر المعتبر في تغير أوصاف العبادات وأوقاتها وأماكنها، بل النعمة الكبرى التي يقتضي التفضل بها، في الفطرة السوية والعقل السليم، توحيد مسديها: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون)، والنعمة التي بشر بها صلى الله عليه وسلم أصحابه تلازما مع البشارة بظهور الدين: (والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب على غنمه) ولذلك فإن على الأمة أن تقف صفا واحدا مع ولاة الأمر في وجه هذا العمل المنكر وعلى عقلائها وعلمائها أن يحذروا الناس من هذه الأفكار المضللة التي تسللت الى بعض شباب المسلمين فحرفتهم عن منهج أهل السنة والجماعة وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين فحملوا السلاح على المسلمين وسفكوا دماءهم بغير حق ويكاد يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم (من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)، وهذا الحديث يكاد يصدق على ماحصل فهؤلاء خرجوا على الأمة وضربوا برها وفاجرها، ولا يتحاشون من ضرب مؤمنها، ولا يفون لذي عهد عهده وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن يفعل ذلك.
* إن ما يحدث في بلادنا من هذه الفئة الضالة هو بحق جريمة من أبشع الجرائم ومن الافساد في الأرض الذي لا يقره لا عقل ولا دين ولا فطرة، وليس هناك أي مبرر لمثل هذا العمل مهما كانت الدوافع *****ببات، فبلادنا ولله الحمد خير بلاد المسلمين في الحكم بما أنزل الله وفي اجتناب سفاسف الأمور ودمار الأخلاق. ليس في بلادنا ولله الحمد قبور يطاف بها وتعبد، وليس فيه الخمور تباع علنا وتشرب، وليس فيها كنائس يعبد فيها غير الله، وليس فيها مما هو معلوم في كثير من بلاد المسلمين اليوم يشهد لها بذلك القاصي والداني، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو حاقد، واليك شهادة علماء اجلاء لا يشك أحد في تقواهم وورعهم، فهذا العلامة عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ يقول في هذه البلاد (وهذه الدولة السعودية دولة اسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتأمر بتحكيم الشرع وتحكمه بين المسلمين). ويقول أيضا: (فالعداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن؟ من هو الذي يقوم بالتوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله؟ أين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة؟). ويقول ال*** محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: ان بلادنا ولله الحمد أقوى بلاد العالم الآن في الحكم بما أنزل الله عز وجل، يشهد بذلك القاصي والداني). وقال ـ رحمه الله ـ: (لا يضر السحاب نبح الكلاب). لا يوجد ـ والحمد لله ـ من مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة، وهي لا تخلو من الشر كسائر بلاد العالم، بل حتى المدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من بعض الناس شر، لقد حصلت السرقة وحصل الزنا. ويقول ال*** صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ: نعم هذه البلاد مقصودة ومغزوة لأنها هي البلاد الباقية التي تمثل منهج السلف الصالح، وهي البلاد الآمنة من الفتن ومن الثورات ومن الانقلابات، فهي بلاد ولله الحمد يرفرف عليها الأمن والأمان ومنهج السلف الصالح). أفبعد هؤلاء العلماء يمكن أن يلتفت الى كلام المغرضين والمضللين الذين يريدون زوال النعم التي نعيشها في هذه البلاد من أمن وأمان واستقرار وتحكيم للشريعة وخيرات كثيرة، فهل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين، هل يليق به أن ينقل الفتن الى بلادنا، اللهم ق بلادنا شر الفتن ماظهر منها وما بطن وأدم عليها أمنها واستقرارها، اللهم من أرادنا أو أراد بلادنا بسوء، اللهم أشغله في نفسه واجعل كيده في نحره اللهم من دعا منا الى ضلال اللهم فاهده، ورده الى الصواب وقنا شره بما تشاء.
عبدالله بن محمد اللحيدان
@ مدير عام فرع وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمنطقة الشرقية
الا فليتق الله هؤلاء وليكفوا عن مثل هذه الاعمال التي تفسد ولا تصلح وتضر ولا تنفع ومن المفاسد من جراء هذا العمل ما يلي:
1ـ ان فيه قتلا لانفس معصومة في شريعة الاسلام من المسلمين، قال الله تعالى: (من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا). المائدة: 32. وقد توعد الله من قتل مؤمنا متعمدا بأشد الوعيد فقال سبحانه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) النساء 93. وهذا الوعيد الشديد في قتل مؤمن واحد فكيف بقتل عدد من المؤمنين؟ جاء في الحديث الذي اخرجه ابن ماجه بسند حسن عن البراء بن عازب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لايزال الانسان في فسحة من دينه حتى يصيب الدم الحرام)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من اعان على قتل مسلم بشطر كلمة قدم يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله). ولما نظر ابن عمر الى الكعبة قال: (والله انك لعظيمة عند الله ولكن دم المرء المسلم اعظم عند الله منك)، يشير الى ما جاء في الحديث (لان تنقض الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله جل وعلا من ان يراق دم امرئ مسلم).
2ـ ان فيه زعزعة للأمن ونشر الفوضى في بلاد الحرمين التي ينبغي ان تكون اقوى بلاد في العالم في الامن والاستقرار.
3ـ انه فيه اتلافا للأموال والممتلكات الخاصة للمسلمين، وحرمتها عند الله تعالى عظيمة كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في اعظم اجتماع للناس حصل في عهده صلى الله عليه وسلم، حيث قال في خطبته الناس في حجة الوداع: (ايها الناس ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)، فحرمة دماء المسلمين واموالهم واعراضهم كحرمة اليوم الحرام في الشهر الحرام في البلد الحرام.
4ـ ان فيه غدرا وخيانة وهما محرمتان في دين الاسلام، قال الله تعالى: (وإن احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه) التوبة 6، وقال الله تعالى: (واوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) النحل 91.
5ـ ان فيه خروجا على ولي امر المسلمين في هذه البلاد والذي طاعته ليست مجال اختيار، بل هي فرض فرضه الله علينا واوجبه علينا يقول تعالى: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء 59. فان اولي الامر هم العلماء لهم طاعة في دين الله، وهم الولاة الشرعيون الذين لهم في اعناق الناس بيعة. يقول صلى الله عليه وسلم: (من اطاع الأمير فقد اطاعني ومن أطاعني فقد اطاع الله ومن عصى الأمير فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله) كما قال صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). والطاعة كما هو معروف بالمعروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا ننزعن يدا من الطاعة كما جاء في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر ولا ينزعن يدا من طاعة).
6ـ ان فيه حملا للسلاح على رجال الامن الذين وكل اليهم حفظ الأمن، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من حمل علينا السلاح فليس منا). رواه البخاري.
7ـ ان فيه ترويعا للآمنين وهو محرم في دين الاسلام.
8ـ ان هؤلاء لايهنؤون الا باشاعة الخوف وعدم الطمأنينة في الانفس والأموال والممتلكات في المجتمع فيبقى المجتمع المسلم والحالة هذه مجتمعا مضطربا لا أمن ولا أمان وهذا من اعظم معوقات الدعوة الى الله ومن لحظ آثار هذا المذهب الخبيث لحظ انه من العوائق العظيمة في بلوغ الهداية، افبعد هذا كله يشك عاقل.
يؤمن بالله واليوم الآخر في حرمة هذا العمل وأنه من الإفساد في الأرض وهذه النصوص وأمثالها تبين لنا شناعة هذا العمل وعظيم جرمه في شريعة الاسلام،
* *****ؤولية في درء هذه الفتنة مشاعة، ولكل في مواجهتها نصيب، كل بقدره وحسب استطاعته، إن الواجب علينا جميعا أن نرفض مثل هذه الأعمال في بلاد المسلمين، ولكي نستطيع ادراك معنى العموم في خطر فكر الافساد، فإنه يمكن الالتفات الى قيمة واحدة فقط يستهدفها هذا الفكر، وهو الاخلال بالأمن الذي يعد شرطا لحراسة الدين وعمارة الأرض، كما أنه المؤثر المعتبر في تغير أوصاف العبادات وأوقاتها وأماكنها، بل النعمة الكبرى التي يقتضي التفضل بها، في الفطرة السوية والعقل السليم، توحيد مسديها: (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون)، والنعمة التي بشر بها صلى الله عليه وسلم أصحابه تلازما مع البشارة بظهور الدين: (والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب على غنمه) ولذلك فإن على الأمة أن تقف صفا واحدا مع ولاة الأمر في وجه هذا العمل المنكر وعلى عقلائها وعلمائها أن يحذروا الناس من هذه الأفكار المضللة التي تسللت الى بعض شباب المسلمين فحرفتهم عن منهج أهل السنة والجماعة وما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين فحملوا السلاح على المسلمين وسفكوا دماءهم بغير حق ويكاد يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم (من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)، وهذا الحديث يكاد يصدق على ماحصل فهؤلاء خرجوا على الأمة وضربوا برها وفاجرها، ولا يتحاشون من ضرب مؤمنها، ولا يفون لذي عهد عهده وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن يفعل ذلك.
* إن ما يحدث في بلادنا من هذه الفئة الضالة هو بحق جريمة من أبشع الجرائم ومن الافساد في الأرض الذي لا يقره لا عقل ولا دين ولا فطرة، وليس هناك أي مبرر لمثل هذا العمل مهما كانت الدوافع *****ببات، فبلادنا ولله الحمد خير بلاد المسلمين في الحكم بما أنزل الله وفي اجتناب سفاسف الأمور ودمار الأخلاق. ليس في بلادنا ولله الحمد قبور يطاف بها وتعبد، وليس فيه الخمور تباع علنا وتشرب، وليس فيها كنائس يعبد فيها غير الله، وليس فيها مما هو معلوم في كثير من بلاد المسلمين اليوم يشهد لها بذلك القاصي والداني، ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو حاقد، واليك شهادة علماء اجلاء لا يشك أحد في تقواهم وورعهم، فهذا العلامة عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ يقول في هذه البلاد (وهذه الدولة السعودية دولة اسلامية والحمد لله تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتأمر بتحكيم الشرع وتحكمه بين المسلمين). ويقول أيضا: (فالعداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن؟ من هو الذي يقوم بالتوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله؟ أين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة؟). ويقول ال*** محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: ان بلادنا ولله الحمد أقوى بلاد العالم الآن في الحكم بما أنزل الله عز وجل، يشهد بذلك القاصي والداني). وقال ـ رحمه الله ـ: (لا يضر السحاب نبح الكلاب). لا يوجد ـ والحمد لله ـ من مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة، وهي لا تخلو من الشر كسائر بلاد العالم، بل حتى المدينة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجد من بعض الناس شر، لقد حصلت السرقة وحصل الزنا. ويقول ال*** صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ: نعم هذه البلاد مقصودة ومغزوة لأنها هي البلاد الباقية التي تمثل منهج السلف الصالح، وهي البلاد الآمنة من الفتن ومن الثورات ومن الانقلابات، فهي بلاد ولله الحمد يرفرف عليها الأمن والأمان ومنهج السلف الصالح). أفبعد هؤلاء العلماء يمكن أن يلتفت الى كلام المغرضين والمضللين الذين يريدون زوال النعم التي نعيشها في هذه البلاد من أمن وأمان واستقرار وتحكيم للشريعة وخيرات كثيرة، فهل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين، هل يليق به أن ينقل الفتن الى بلادنا، اللهم ق بلادنا شر الفتن ماظهر منها وما بطن وأدم عليها أمنها واستقرارها، اللهم من أرادنا أو أراد بلادنا بسوء، اللهم أشغله في نفسه واجعل كيده في نحره اللهم من دعا منا الى ضلال اللهم فاهده، ورده الى الصواب وقنا شره بما تشاء.
عبدالله بن محمد اللحيدان
@ مدير عام فرع وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بالمنطقة الشرقية