ياسر الفهد
28 - 4 - 2004, 04:32 PM
مقتطفات علاجية: مراجعة مختصرة للمشاكل العامة لدى التوحديين وطرق علاجها
يقول الدكتور ستيفن إديلسون من مركز دراسة التوحد, سالم, ولاية اورغون انه عندما نتحدث إلى الأباء أو المتخصصين بشأن معالجة المشكلات السلوكية , فإنني أقول أنه لا توجد علاجات سريعة وسهلة للتقليل أو القضاء على المشكلات السلوكية العنيفة التي تشتمل على: سلوك إيذاء الذات , السلوك العدواني , وسلوك الميل إلى التدمير. ربما يكون هناك بعض العلاجات التي لا تحتاج إلى وقت طويل أو جهد جهيد لتنفيذها . فيما يلي العديد من الاقتراحات:
1- يمكن للطفل أن يحدث مشكلات سلوكية في المدرسة ولا يقوم بها في المنزل أو العكس. على سبيل المثال يمكن أن يكون الأب قد طور استراتيجية معينة للسيطرة على هذا السلوك في المنزل , ولكن المعلم في المدرسة ليس على دراية بهذه الاستراتيجية وبالتالي فإن من المهم أن يقوم كلاً من الأب والمعلم بمناقشة المشكلات السلوكية للطفل حيث أنه يمكن لأحدهما أن يصل إلى حل مناسب للتعامل مع هذه السلوكيات.
2- إذا سلوك الطفل أسوء في المدرسة أكثر من سلوكه في البيت, فربما يكون هناك العديد من الأسباب المحتملة مثل نقص التكيف . هناك بعض الأسباب الجسمانية التي يجب أن توضع في الاعتبار. وهناك سببين قلما يتم وضعهما في الاعتبار وهما مواد التنظيف والأضواء الفلورسنت في الفصول المدرسية. حيث غالباً ما يستعمل عمال النظافة مواد كيميائية شديدة الرائحة لتنظيف الفصول, وبالرغم من أن هذه الرائحة عادة ما تزول بحلول اليوم التالي إلا أن بقاياها يمكن أن تظل عالقة في الهواء أو على الأسطح. إن استنشاق هذه الكيماويات يؤثر على الأشخاص المصابين بالحساسية. فخلال اليوم المدرسي يضع الطلاب أيديهم ورؤوسهم على الطاولات والأرضيات وبالتالي فإن هذه المواد الكيماوية يمكن أن تصل إلى فم الطفل وبالتالي تغير من وظائف المخ والسلوك لديهم. وقد أبلغ العديد من الأباء والمعلمين الذين يقومون بمسح طاولات التلاميذ بالماء أو بمحاليل التنظيف الطبيعية قبل دخولهم الفصل كل صباح بأن هناك تحسن ملحوظ في تصرفات الطلاب.
إن الإضاءة الفلورسنت وهي الأكثر شيوعاً في الاستعمال داخل الفصول المدرسية يمكنها أن تؤثر على السلوك. فقد أفاد العديد من المراهقين المصابين بالتوحد بأن أضواء الفلورسنت تضايقهم كثيراً خلال سنوات الدراسة. بالإضافة إلى ذلك لاحظ الباحثون بمعهد " يو سي أل أيه " بشكل متكرر, السلوكيات ذاتية الدوافع في الأضواء الفلورسنت مقارنة بالأضواء المتوهجة. ربما يرغب المعلمون بإطفاء الأضواء الفلورسنت في الفصول المدرسية لعدة أيام حتى يقوموا بملاحظة ما إذا كان هناك انخفاض في المشكلات السلوكية لدى بعض الطلاب أو جميعهم . و خلال هذه الفترة التجريبية يمكن للمعلم استخدام الضوء الطبيعي من خلال النوافذ أو استخدام الأضواء المتوهجة.
3- يمكن أن تكون الصعوبات في لغة التعبير هي أحد أسباب المشكلات السلوكية, و في الحقيقة يميل العديد من الباحثين بقوة إلى أن الغالبية العظمى من المشكلات السلوكية سببها ضعف مهارات التواصل التعبيري. هناك العديد من استراتيجيات التواصل مثل نظام التواصل بتبادل الصور والتواصل الفوري (باستعمال لغة الحديث ولغة الإشارة في وقت واحد) التي يمكن استعمالها في تعليم مهارات التواصل التعبيري.
4- أحد الأسباب المحتملة الأخرى للمشكلات السلوكية يمكن أن تكمن في صعوبات لغة السرد أو القص. فالأشخاص التوحديين غالباً ما يعانوا من ضعف في مهارات التناول السمعي. ونتيجة لذلك فإنهم لا يفهمون ماذا يقول الناس لهم (مثال: فهم يسمعون الكلمات ولكن لا يفهمون معناها). إن القصور في الفهم يمكن أن يؤدي إلى الارتباك والإحباط الذي بدورة يصعد من المشكلات السلوكية. كما إن أنظمة التواصل المريء يمكن أن تكون مفيدة في التعليم وتعريف الأشخاص بما يتم تخطيطه وبما هو متوقع منهم.
5- من المهم أيضاً أن يتم وضع مستوى الإثارة في الاعتبار عند تكوين أو وضع استراتيجية لمعالجة المشكلات السلوكية لدى الأشخاص. أحياناً تحدث المشكلات السلوكية عندما يكون الشخص مستثار جداً . وذلك يمكن أن يحدث عندما يكون الشخص متوتر أو عندما يكون هناك الكثير من الإثارة في البيئة المحيطة. و في مثل هذه الحالات يجب أن تستهدف المعالجة إلى تهدئة الشخص, وهناك بعض تقنيات التهدئة الشائعة مثل التمارين الرياضية العنيفة (سباق الدراجات) والتي يمكن أن تساعد في الإفراج عن مستوى الاستثارة العالي لديهم, أو الاستثارة المجازية الدهليزية (التأرجح البطيء), أو الضغط العميق (جهاز تنبل جاردين).
و في بعض الحالات, يمكن أن يكون سبب المشكلات السلوكية هو انخفاض مستوى الاستثارة مثلا عندما يكون الشخص سلبي أو مضجر. فالسلوك العدواني و سلوك الميل إلى التدمير يمكن أن تكون مثيرة وبالتالي تروق لبعض هؤلاء الأشخاص. و إذا شك أحدنا أن سبب هذه المشاكل السلوكية هو انخفاض الاستثارة فيجب أن يتم جعل هذا الشخص مشغول ونشيط باستمرار. وتكون التمارين الرياضية العنيفة هي أحد الطرق الأخرى لزيادة مستوى الاستثارة.
6- الحساسية الخاصة بالأطعمة عادة ما يتم النظر إليها على أنها أحد أسباب المشكلات السلوكية, فبعض الأشخاص تحمر أذنيهم و وجناتهم ويصابون بهالات سوداء أسفل العينين و هذه غالباً ما تكون علامات لحساسية الأطعمة . إن معظم الأطعمة المسببة للحساسية هي منتجات الألبان ومنتجات القمح و المواد الحافظة والمواد الملونة. و بعض الأعراض المرتبطة بحساسية الأطعمة هي الصداع والزغللة والغثيان وآلام المعدة. ونتيجة لذلك يصبح الطفل أقل تحمل للأخريين ولديه ميل إلى ضربهم أو العراك معهم وخلافه. وبما أن العديد من هؤلاء الأشخاص لديهم مهارات تواصل ضعيفة فإن الأب أو المعلم يمكن أنه لا يدرك أن الطفل في حالة إعياء. وبالتالي فإنه يجب فحص الطفل فيما يختص بحساسية الأطعمة المشكوك فيها وإذا جاءت النتيجة إيجابية لحساسيته ضد أطعمة معينة فلا بد من حظر هذه الأطعمة عليه.
7- بعض العائلات تعطي أطفالها مكملات غذائية آمنة مثل فيتامين ب6 مع الماغنسيوم وثنائي مثيل الجليسين . حيث أفاد حوالي نصف هؤلاء بانخفاض مستوى المشاكل السلوكية وتحسن الحالة العامة لأطفالهم. و في بعض الأحيان يوصف للأشخاص التوحديين بعض العلاجات القوية وذلك لعلاج سلوكهم, والريتالين هو أكثر العقاقير شيوعاً من حيث وصفهم للأطفال التوحديين. البحث الذي اجري من قبل معهد بحوث التوحد في سان ديجو أظهر أن 45% من بين 2788 أب, شعروا بأن عقار الريتالين قد جعل تصرفات أطفالهم أسوء مما كانت عليه, بينما أفاد 20% بتحسن حالة أطفالهم (أفاد 27% من أباء الأطفال التوحديين أن عقار الريتالين لم يغير أي شيْ).
8- في العديد من الحالات تكون المشاكل السلوكية عبارة عن رد فعل على طلب أو أمر من قبل المعلم أو المربي. لقد تعلم الشخص بأنه يمكن أن يهرب أو يتجنب مثل هذه المواقف مثل العمل في وظيفة ليس بها أوامر. يمكن أن يكشف التقييم الوظيفي لسلوك الشخص عن العلاقات بين السلوك وبين الوظيفة التي يخدمها هذا السلوك. فإذا كان التجنب هو الوظيفة التي يخدمها السلوك, فعلى المعلم أو المربي أن يتبع ذلك في جميع طلباته أو أوامره الموجهة إلى الشخص. وإذا كان الشخص قادراً على الهروب أو تجنب مثل هذه المواقف ولو من وقت إلى أخر, فإن المشكلة السلوكية سوف تستمر.
www.twahudi.com
يقول الدكتور ستيفن إديلسون من مركز دراسة التوحد, سالم, ولاية اورغون انه عندما نتحدث إلى الأباء أو المتخصصين بشأن معالجة المشكلات السلوكية , فإنني أقول أنه لا توجد علاجات سريعة وسهلة للتقليل أو القضاء على المشكلات السلوكية العنيفة التي تشتمل على: سلوك إيذاء الذات , السلوك العدواني , وسلوك الميل إلى التدمير. ربما يكون هناك بعض العلاجات التي لا تحتاج إلى وقت طويل أو جهد جهيد لتنفيذها . فيما يلي العديد من الاقتراحات:
1- يمكن للطفل أن يحدث مشكلات سلوكية في المدرسة ولا يقوم بها في المنزل أو العكس. على سبيل المثال يمكن أن يكون الأب قد طور استراتيجية معينة للسيطرة على هذا السلوك في المنزل , ولكن المعلم في المدرسة ليس على دراية بهذه الاستراتيجية وبالتالي فإن من المهم أن يقوم كلاً من الأب والمعلم بمناقشة المشكلات السلوكية للطفل حيث أنه يمكن لأحدهما أن يصل إلى حل مناسب للتعامل مع هذه السلوكيات.
2- إذا سلوك الطفل أسوء في المدرسة أكثر من سلوكه في البيت, فربما يكون هناك العديد من الأسباب المحتملة مثل نقص التكيف . هناك بعض الأسباب الجسمانية التي يجب أن توضع في الاعتبار. وهناك سببين قلما يتم وضعهما في الاعتبار وهما مواد التنظيف والأضواء الفلورسنت في الفصول المدرسية. حيث غالباً ما يستعمل عمال النظافة مواد كيميائية شديدة الرائحة لتنظيف الفصول, وبالرغم من أن هذه الرائحة عادة ما تزول بحلول اليوم التالي إلا أن بقاياها يمكن أن تظل عالقة في الهواء أو على الأسطح. إن استنشاق هذه الكيماويات يؤثر على الأشخاص المصابين بالحساسية. فخلال اليوم المدرسي يضع الطلاب أيديهم ورؤوسهم على الطاولات والأرضيات وبالتالي فإن هذه المواد الكيماوية يمكن أن تصل إلى فم الطفل وبالتالي تغير من وظائف المخ والسلوك لديهم. وقد أبلغ العديد من الأباء والمعلمين الذين يقومون بمسح طاولات التلاميذ بالماء أو بمحاليل التنظيف الطبيعية قبل دخولهم الفصل كل صباح بأن هناك تحسن ملحوظ في تصرفات الطلاب.
إن الإضاءة الفلورسنت وهي الأكثر شيوعاً في الاستعمال داخل الفصول المدرسية يمكنها أن تؤثر على السلوك. فقد أفاد العديد من المراهقين المصابين بالتوحد بأن أضواء الفلورسنت تضايقهم كثيراً خلال سنوات الدراسة. بالإضافة إلى ذلك لاحظ الباحثون بمعهد " يو سي أل أيه " بشكل متكرر, السلوكيات ذاتية الدوافع في الأضواء الفلورسنت مقارنة بالأضواء المتوهجة. ربما يرغب المعلمون بإطفاء الأضواء الفلورسنت في الفصول المدرسية لعدة أيام حتى يقوموا بملاحظة ما إذا كان هناك انخفاض في المشكلات السلوكية لدى بعض الطلاب أو جميعهم . و خلال هذه الفترة التجريبية يمكن للمعلم استخدام الضوء الطبيعي من خلال النوافذ أو استخدام الأضواء المتوهجة.
3- يمكن أن تكون الصعوبات في لغة التعبير هي أحد أسباب المشكلات السلوكية, و في الحقيقة يميل العديد من الباحثين بقوة إلى أن الغالبية العظمى من المشكلات السلوكية سببها ضعف مهارات التواصل التعبيري. هناك العديد من استراتيجيات التواصل مثل نظام التواصل بتبادل الصور والتواصل الفوري (باستعمال لغة الحديث ولغة الإشارة في وقت واحد) التي يمكن استعمالها في تعليم مهارات التواصل التعبيري.
4- أحد الأسباب المحتملة الأخرى للمشكلات السلوكية يمكن أن تكمن في صعوبات لغة السرد أو القص. فالأشخاص التوحديين غالباً ما يعانوا من ضعف في مهارات التناول السمعي. ونتيجة لذلك فإنهم لا يفهمون ماذا يقول الناس لهم (مثال: فهم يسمعون الكلمات ولكن لا يفهمون معناها). إن القصور في الفهم يمكن أن يؤدي إلى الارتباك والإحباط الذي بدورة يصعد من المشكلات السلوكية. كما إن أنظمة التواصل المريء يمكن أن تكون مفيدة في التعليم وتعريف الأشخاص بما يتم تخطيطه وبما هو متوقع منهم.
5- من المهم أيضاً أن يتم وضع مستوى الإثارة في الاعتبار عند تكوين أو وضع استراتيجية لمعالجة المشكلات السلوكية لدى الأشخاص. أحياناً تحدث المشكلات السلوكية عندما يكون الشخص مستثار جداً . وذلك يمكن أن يحدث عندما يكون الشخص متوتر أو عندما يكون هناك الكثير من الإثارة في البيئة المحيطة. و في مثل هذه الحالات يجب أن تستهدف المعالجة إلى تهدئة الشخص, وهناك بعض تقنيات التهدئة الشائعة مثل التمارين الرياضية العنيفة (سباق الدراجات) والتي يمكن أن تساعد في الإفراج عن مستوى الاستثارة العالي لديهم, أو الاستثارة المجازية الدهليزية (التأرجح البطيء), أو الضغط العميق (جهاز تنبل جاردين).
و في بعض الحالات, يمكن أن يكون سبب المشكلات السلوكية هو انخفاض مستوى الاستثارة مثلا عندما يكون الشخص سلبي أو مضجر. فالسلوك العدواني و سلوك الميل إلى التدمير يمكن أن تكون مثيرة وبالتالي تروق لبعض هؤلاء الأشخاص. و إذا شك أحدنا أن سبب هذه المشاكل السلوكية هو انخفاض الاستثارة فيجب أن يتم جعل هذا الشخص مشغول ونشيط باستمرار. وتكون التمارين الرياضية العنيفة هي أحد الطرق الأخرى لزيادة مستوى الاستثارة.
6- الحساسية الخاصة بالأطعمة عادة ما يتم النظر إليها على أنها أحد أسباب المشكلات السلوكية, فبعض الأشخاص تحمر أذنيهم و وجناتهم ويصابون بهالات سوداء أسفل العينين و هذه غالباً ما تكون علامات لحساسية الأطعمة . إن معظم الأطعمة المسببة للحساسية هي منتجات الألبان ومنتجات القمح و المواد الحافظة والمواد الملونة. و بعض الأعراض المرتبطة بحساسية الأطعمة هي الصداع والزغللة والغثيان وآلام المعدة. ونتيجة لذلك يصبح الطفل أقل تحمل للأخريين ولديه ميل إلى ضربهم أو العراك معهم وخلافه. وبما أن العديد من هؤلاء الأشخاص لديهم مهارات تواصل ضعيفة فإن الأب أو المعلم يمكن أنه لا يدرك أن الطفل في حالة إعياء. وبالتالي فإنه يجب فحص الطفل فيما يختص بحساسية الأطعمة المشكوك فيها وإذا جاءت النتيجة إيجابية لحساسيته ضد أطعمة معينة فلا بد من حظر هذه الأطعمة عليه.
7- بعض العائلات تعطي أطفالها مكملات غذائية آمنة مثل فيتامين ب6 مع الماغنسيوم وثنائي مثيل الجليسين . حيث أفاد حوالي نصف هؤلاء بانخفاض مستوى المشاكل السلوكية وتحسن الحالة العامة لأطفالهم. و في بعض الأحيان يوصف للأشخاص التوحديين بعض العلاجات القوية وذلك لعلاج سلوكهم, والريتالين هو أكثر العقاقير شيوعاً من حيث وصفهم للأطفال التوحديين. البحث الذي اجري من قبل معهد بحوث التوحد في سان ديجو أظهر أن 45% من بين 2788 أب, شعروا بأن عقار الريتالين قد جعل تصرفات أطفالهم أسوء مما كانت عليه, بينما أفاد 20% بتحسن حالة أطفالهم (أفاد 27% من أباء الأطفال التوحديين أن عقار الريتالين لم يغير أي شيْ).
8- في العديد من الحالات تكون المشاكل السلوكية عبارة عن رد فعل على طلب أو أمر من قبل المعلم أو المربي. لقد تعلم الشخص بأنه يمكن أن يهرب أو يتجنب مثل هذه المواقف مثل العمل في وظيفة ليس بها أوامر. يمكن أن يكشف التقييم الوظيفي لسلوك الشخص عن العلاقات بين السلوك وبين الوظيفة التي يخدمها هذا السلوك. فإذا كان التجنب هو الوظيفة التي يخدمها السلوك, فعلى المعلم أو المربي أن يتبع ذلك في جميع طلباته أو أوامره الموجهة إلى الشخص. وإذا كان الشخص قادراً على الهروب أو تجنب مثل هذه المواقف ولو من وقت إلى أخر, فإن المشكلة السلوكية سوف تستمر.
www.twahudi.com