امواج --البحر
22 - 3 - 2009, 04:16 PM
قبل الحافة :
قبل أن تناموا هذه الليلة : أنظروا في المرآة .. أنظروا جيدا ..
سترون شخصا أمامكم تعرفونه بالتأكيد .. إسألوه :
كيف سمحت لهذه الحياة أن تسرقك ؟
أريد أن أخبرك .. أعرف رجلا مات لأنه استنشق وردة ..
وأعرف إمرأة ماتت لأنها أحبت .. وأعرف أخرى ماتت لأن الدنيا سرقت التي أحبته ..
وأعرف رجلا يموت كل صباح ..
لأنه ببساطة يستيقظ ويكتشف أن هناك من سرق نصفه وتركه في العراء .. !!
تحذير (1) :
انتبه أمامك طريق مستقيم !!
هكذا يبدو لك الحلم يا صديقي .. مليء بالأحاجي .. يربط عنقه بالكذب ..
ويتدلى من قاع البئر ولا يعود !!
أما لو أنه ترك مقعده لرجل هجره البحر وزرع بسمته على الضفاف ..
لكان الآن آخر وجع يرسم طيفه على كتفيك ويموت من النعاس !!
أذكر جيدا أنني آخر مرة قابلت فيها النعاس .. سألته : من الذي ترك الحائط ليلا دون غطاء ؟؟
وبالرغم من أنه ابتسم وهو يستمع لسؤالي إلا أنه
ذاب فجأة في عيني صبيّة كانت تلوك أملا ابتاعته من على قارعة الطريق !!
أذكر جيدا أن هناك من منع الباعة المتجولين من بيع الأمل لمن هم دون الثانية عشرة !!
كان أبي يخبرني دائما أنه عليك أن تكون رجلا لتبتاع الأمل !!
كبرت ولم أعرف ما الذي كان يعنيه أبي ..
وحينما التقيت بالسيد الموت ..
عرفت أنه يعرف جيدا كيف يتسلل إلى قلوب الكبار ويجعلها أقل حجما .. وأكثر وجعا !!
تحذير (2) :
المارة يسمعون صوتك .. خذ الشريط اللاصق معك !!
- استيقظت مرة وأنا أصرخ .. ونمت مرارا وأنا أصرخ .. وبين كل هذا الصراخ ..
أشعر أن البحر لا لون له !!
- هكذا إذن .. سرقت من البحر زرقته وخبأتها في قلوب المارة !!
- كنت أحاول أن أجد الطريق كي لا تتيه السماء حينما تزور الأرض !!
- ولكنك كنت أقل من الخوف وأكثر من الزمن .. كيف استطعت ؟؟
- تركت الصوت مواربا خلفي ، وأغلقت عينيّ ..
ثم خفية زرعت قبلة في الحقل ومنحته لون الزرقة ، تماما كما كان يتمنى !!
تحذير (3) :
الليل ارتدى قميصا جديدا وخرج للسهر .. أشعل وقت فراغك ودع القمر لينضج !!
ترك يده على الطاولة ومضى - أتى طفل صغير ،
خبأ اليد في جيبه وتسلق الجدار ثم ابتعله السقف - وحينما عاد ..
أدخل يده الأخرى في عينه .. فتش رأسه قليلا ثم أخرج يدا وثبتها في معصمه !!
- قلت له : أتى طفل في غيابك وسرق يدك !!
- قال : أعلم
- قلت : أتعرفه ؟
- قال : منذ زمن .. تعودت أن أترك يدي له على الطاولة ..
إنه لا يفعل بها شيئا سوى أن يعلقها كعلامات للتوقف أمام مدارس الأطفال .
قال كلامه هذا .. ثم غادر .. ولكنه ترك هذه المرة حنجرته .. وحينها خبأتها في جيبي ثم ابتلعني الكلام !!
تحذير (4) :
نسيت أن أخبرك .. هناك من يتذكرك كل مساء ويبتسم ثم يحزن !!
سألني ببرود : هل تتوقع أن أموت ثم ابتسم ؟
قلت : وما الذي يدفعك لهذا الكلام ؟
قال : ينبغي عليك أن تجيبني بالتحديد
قلت : أمضيت طوال حياتي وأنا أبحث عن إجابات محددة من كل الذين أعرفهم ،
ولكنني لا أملك أن أجيبك .. على أي حال الموت مسألة نسبية ..
يعني ليس الموت هو البداية وليس النهاية ..
الموت مجرد مرحلة قد نمر فيها ولكن نستمر في الحياة .. ثم أردفت : هل أجبتك ؟
قال : أنت جالس تتفلسف .. أو بعبارة أكثر صراحة أنت جالس تكذب
قلت : صدقني يدفعون لي في الحياة لأقول الحقيقة أو غير الحقيقة بطريقة مقبولة ولطيفة،
أنا أجيد الكذب بشكل ربما يدفعك لأن توظفني يوما ما .
نظر إليّ ببرود أشد من السابق ثم قال : أقفل الباب لو تكرمت إذا خرجت ..
...
في اليوم التالي رأيته .. ابتسمت له وقلت : ها أنتذا لم تمت .. ( كيفك) ؟
قال : مت أمس ، أنا أواصل حياتي اليوم .. الموت مرحلة .
قلت : أنت تقول كلاما ثمينا .. من أين لك هذا ؟
قال : لقد نسيت يوم أمس أن تغلق الباب وراءك .. لا تنس ذلك اليوم أيضا ..
تحذير (5) :
أمامك طريق يعبر الطريق .. لا تدهسه !!
على الحافة :
من لي غيرك يا رب
قبل أن تناموا هذه الليلة : أنظروا في المرآة .. أنظروا جيدا ..
سترون شخصا أمامكم تعرفونه بالتأكيد .. إسألوه :
كيف سمحت لهذه الحياة أن تسرقك ؟
أريد أن أخبرك .. أعرف رجلا مات لأنه استنشق وردة ..
وأعرف إمرأة ماتت لأنها أحبت .. وأعرف أخرى ماتت لأن الدنيا سرقت التي أحبته ..
وأعرف رجلا يموت كل صباح ..
لأنه ببساطة يستيقظ ويكتشف أن هناك من سرق نصفه وتركه في العراء .. !!
تحذير (1) :
انتبه أمامك طريق مستقيم !!
هكذا يبدو لك الحلم يا صديقي .. مليء بالأحاجي .. يربط عنقه بالكذب ..
ويتدلى من قاع البئر ولا يعود !!
أما لو أنه ترك مقعده لرجل هجره البحر وزرع بسمته على الضفاف ..
لكان الآن آخر وجع يرسم طيفه على كتفيك ويموت من النعاس !!
أذكر جيدا أنني آخر مرة قابلت فيها النعاس .. سألته : من الذي ترك الحائط ليلا دون غطاء ؟؟
وبالرغم من أنه ابتسم وهو يستمع لسؤالي إلا أنه
ذاب فجأة في عيني صبيّة كانت تلوك أملا ابتاعته من على قارعة الطريق !!
أذكر جيدا أن هناك من منع الباعة المتجولين من بيع الأمل لمن هم دون الثانية عشرة !!
كان أبي يخبرني دائما أنه عليك أن تكون رجلا لتبتاع الأمل !!
كبرت ولم أعرف ما الذي كان يعنيه أبي ..
وحينما التقيت بالسيد الموت ..
عرفت أنه يعرف جيدا كيف يتسلل إلى قلوب الكبار ويجعلها أقل حجما .. وأكثر وجعا !!
تحذير (2) :
المارة يسمعون صوتك .. خذ الشريط اللاصق معك !!
- استيقظت مرة وأنا أصرخ .. ونمت مرارا وأنا أصرخ .. وبين كل هذا الصراخ ..
أشعر أن البحر لا لون له !!
- هكذا إذن .. سرقت من البحر زرقته وخبأتها في قلوب المارة !!
- كنت أحاول أن أجد الطريق كي لا تتيه السماء حينما تزور الأرض !!
- ولكنك كنت أقل من الخوف وأكثر من الزمن .. كيف استطعت ؟؟
- تركت الصوت مواربا خلفي ، وأغلقت عينيّ ..
ثم خفية زرعت قبلة في الحقل ومنحته لون الزرقة ، تماما كما كان يتمنى !!
تحذير (3) :
الليل ارتدى قميصا جديدا وخرج للسهر .. أشعل وقت فراغك ودع القمر لينضج !!
ترك يده على الطاولة ومضى - أتى طفل صغير ،
خبأ اليد في جيبه وتسلق الجدار ثم ابتعله السقف - وحينما عاد ..
أدخل يده الأخرى في عينه .. فتش رأسه قليلا ثم أخرج يدا وثبتها في معصمه !!
- قلت له : أتى طفل في غيابك وسرق يدك !!
- قال : أعلم
- قلت : أتعرفه ؟
- قال : منذ زمن .. تعودت أن أترك يدي له على الطاولة ..
إنه لا يفعل بها شيئا سوى أن يعلقها كعلامات للتوقف أمام مدارس الأطفال .
قال كلامه هذا .. ثم غادر .. ولكنه ترك هذه المرة حنجرته .. وحينها خبأتها في جيبي ثم ابتلعني الكلام !!
تحذير (4) :
نسيت أن أخبرك .. هناك من يتذكرك كل مساء ويبتسم ثم يحزن !!
سألني ببرود : هل تتوقع أن أموت ثم ابتسم ؟
قلت : وما الذي يدفعك لهذا الكلام ؟
قال : ينبغي عليك أن تجيبني بالتحديد
قلت : أمضيت طوال حياتي وأنا أبحث عن إجابات محددة من كل الذين أعرفهم ،
ولكنني لا أملك أن أجيبك .. على أي حال الموت مسألة نسبية ..
يعني ليس الموت هو البداية وليس النهاية ..
الموت مجرد مرحلة قد نمر فيها ولكن نستمر في الحياة .. ثم أردفت : هل أجبتك ؟
قال : أنت جالس تتفلسف .. أو بعبارة أكثر صراحة أنت جالس تكذب
قلت : صدقني يدفعون لي في الحياة لأقول الحقيقة أو غير الحقيقة بطريقة مقبولة ولطيفة،
أنا أجيد الكذب بشكل ربما يدفعك لأن توظفني يوما ما .
نظر إليّ ببرود أشد من السابق ثم قال : أقفل الباب لو تكرمت إذا خرجت ..
...
في اليوم التالي رأيته .. ابتسمت له وقلت : ها أنتذا لم تمت .. ( كيفك) ؟
قال : مت أمس ، أنا أواصل حياتي اليوم .. الموت مرحلة .
قلت : أنت تقول كلاما ثمينا .. من أين لك هذا ؟
قال : لقد نسيت يوم أمس أن تغلق الباب وراءك .. لا تنس ذلك اليوم أيضا ..
تحذير (5) :
أمامك طريق يعبر الطريق .. لا تدهسه !!
على الحافة :
من لي غيرك يا رب