ال راجح
29 - 4 - 2009, 12:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
* قال تعالى : (( وَاتَقُوا اللهَ الَّذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً )) [ النساء : 1 ] .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَصِل رَحِمَه ) [ متفق عليه ] .
من هم الأرحام ؟
* سئل سماحة ال*** عبد العزيز بن باز : من هم الأرحام وذوو القربى حيث يقول البعض إن أقارب الزوجة ليسوا من الأرحام ؟
فأجاب سماحته : الأرحام هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك ، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب : (( وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعْضُهُمْ أولَى ببَعْضٍ في كِتَابِ الله )) [ الأنفال : 75 ] وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا ، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم ، والأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم ، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سأله سائل قائلاً : من أبر يا رسول الله ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أباك ، ثم الأقرب فالأقرب ) [ خرجه الإمام مسلم في صحيحه ] والأحاديث في ذلك كثيرة .
* أما أقارب الزوجة فليسوا أرحاماً لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته ، ولكنهم أرحام لأولاده منها . وبالله التوفيق . [ فتاوى إسلامية ] .
بأي شيء أصل أرحامي ؟
* صلح الرحم تكون بأمور متعددة ، فتكون بزيارتهم ، والإهداء إليهم ، والسؤال عنهم ، وتفقد أحوالهم ، والتصدق على فقيرهم ، والتلطف مع غنيهم ، واحترام كبيرهم ، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم ، ومشاركتهم في أفراحهم ، ومواساتهم في أحزانهم ، كما تكون بالدعاء لهم ، وسلامة الصدر نحوهم ، وإجابة دعوتهم ، وعيادة مرضاهم ، كما تكون بدعوتهم إلى الهدى ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، يقول ابن أبي حمزة : تكون صلة الرحم بالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء .
* وقال النووي : صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول ؛ فتارة تكون بالمال ، وتارة تكون بالخدمة ، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك .
صلة الرحم واجبة وإن قطعوك
* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عليهم ويجهلون علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن كنت كما قلت فكأنما تُسفُّهم الملل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) [ رواه مسلم ] .
ثمرات صلة الرحم
صلة الرحم سبب لمغفرة الذنوب
* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إني أذنبت ذنباً عظيماً ، فهل لي من توبة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من أم ؟ ) قال : لا . قال : ( فهل لك من خالة ؟ ) قال : نعم . قال : ( فبرها ) [ رواه الترمذي والحاكم ] .
صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر
* عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سرّه أن يُمَد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله ، وليصل رَحِمَه ) [ رواه الحاكم والبزار بسند جيد ] .
* وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ‘ فليصل رحمه ) [ رواه البخاري ومسلم ] .
صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله تعالى
* عن رجل من خثعم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت : أنت تزعم أنك رسول الله ؟ قال : ( نعم ) . قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : ( الإيمان بالله ) . قال : قلت يا رسول الله ، ثم مه ؟ قال : ( ثم صلة الرحم ... ) قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أبغض إلى الله ؟ قال : ( الإشراك بالله ) . قال : قلت يا رسول الله : ثم مه ؟ قال : ( ثم قطيعة الرحم ... الحديث ) [ رواه أبو يعلي بسند جيد ] .
صلة الأرحام سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
* عن أبي أيوب رضي الله عنه أن أعرابياً عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر ، فأخذ بحطام ناقته أو بزمامها ثم قال : يا رسول الله - أو يا محمد - أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار ؟ قال : فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ، ثم قال : ( لقد وفق أو لقد هدي ) قال : كيف قلت ؟ قال : فأعادها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم ، دعِ الناقة ) وفي رواية : ( وتصل ذا رحمك ) فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة ) [ رواه البخاري ] .
صلة الرحم ليست من باب المكافأة
* من الناس من يصل أقاربه إن وصلوه ، ويقطعهم إن قطعوه ، وهذا في الحقيقة ليس بواصل ، وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله ، وهو حاصل للقريب وغيره ، فإن المكافأة لاتختص بالقريب وحده . والواصل حقيقة هو الذي يصل قرابته لله سواء وصلوه أم قطعوه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) [ رواه البخاري ومسلم ] .
عقوبة قاطع الرحم
قاطع الرحم لا يدخل الجنة
* عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يدخل الجنة قاطع ) قال سفيان : يعني قاطع رحم . [ رواه البخاري ومسلم ] .
* وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر ، وقاطع الرحم ، ومصدق ب***** ) [ رواه أحمد وابن حبان ] .
قاطع الرحم لا يقبل عمله
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم ) [ رواه أحمد ] .
منع الزوجة من صلة رحمها
* سئل فضيلة ال*** صالح الفوزان : هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من صلة رحمها ، وخصوصاً الوالدة والوالد ؟
فأجاب فضيلته : صلة الرحم واجبة ، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته منها ؛ لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، بل تصل رحمها من مالها الخاص ، وتراسله وتزوره ؛ إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج ؛ بأن يخشى أن قريبها يفسدها عليه ؛ فله أن يمنعها من زيارته ، لكن تصله بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه . والله أعلم . [ المنتقى من فتاوى ال*** الفوزان ] .
الواجب مقاطعة هذه المجالس
* سئل فضيلة ال*** ابن عثيمين : في مجالسنا التي تجمع الأسرة غيبة ودخان ولعب بالورق ومشاهدة مسلسلات ، وأنا لا أستطيع الإنكار عليهم خوفاً من تماديهم ووقوعهم في أعراض الدعاة والعلماء كعادتهم في بعض المجالس . فهل أترك مجالستهم وأقاطعهم أم ماذا أفعل ؟
فأجاب فضيلته : الواجب عليك إذا كنت لا تستطيع تغيير المنكر الذي وقع فيه هؤلاء أن تقاطع مجالستهم ؛ لأن من جالس فاعل المنكر كان له مثل إثمه ؛ لقول الله تبارك وتعالى : (( وَقَدَ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ في الْكِتَابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَر بِهَا وَيُستَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُم حَتى يَخُوضُوا فَىِ حَدِيثٍ غَيرِهِ إنَّكُمْ إذاً مّثْلُهُم )) [ النساء : 140 ] . ولا يضر أنهم قاطعوك وقطعوا الصلة بينك وبينهم في المستقبل بناء على مقاطعة مجالسهم التي تشتمل على المنكر ، وإذا قاطعوك وقطعوا صلتك في هذه الحال فصلهم بما تستطيع ، ويكون عليهم إثم القطيعة ولك أجر الصلة . [ فتاوى إسلامية ] .
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
* سئل ال*** ابن عثيمين : نويت الذهاب إلى مكة لأداء العمرة ، ولكن قيل لي عند الذهاب إلى مكة لا بد من زيارة أقاربي حتى لا يقطع الرحم ، فرفضت الذهاب للعمرة ابتغاء لوجه الله عز وجل حتى لا أقابل أخا زوجي الذي أضطر إلى مقابلته بواسطة أقاربي ، وأضطر كذلك إلى كشف وجهي أمامه ، فهل هذا صحيح أم لا ؟ وبماذا تنصحونني ؟
فأجاب فضيلته : قال الله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُهَا الَّذيِنَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الَّرسُولَ وَأُوْلي الأمْرِ مِنكُمْ )) [ النساء : 59 ] .
فجعل طاعة أولياء الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله ، فإذا تعارضت طاعة الله ورسوله مع طاعة أولي الأمر فالمقدم طاعة الله ورسوله . ولهذا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؛ ولا يحل لك كشف الوجه أمام أخي زوجك وأنت تعلمين أنه حرام ، فالواجب عليك ستره حتى لو أدى إلى قطيعة بينك وبين أقاربك ؛ لأنهم هم الذين قطعوا ، وهم ليس لهم طاعة في معصية الله عز وجل ، فعليك أن تؤدي ما أوجب عليك ، واعلمي أنك منصورة عليهم إذا قطعوك من أجل إقامتك لحدود الله عز وجل ، والواجب عليهم أن يقولوا في أحكام الله سمعنا وأطعنا ، وألا يغلبوا العادات على شريعة الله ؛ لأن الشريعة هي الحاكمة وليست محكوماً عليها ، والعادات محكوم عليها وليست حاكمة .
* وليعلم أن من أخطر الأشياء على المرأة أقارب الزوج ، فقد يكونون أخطر عليها من الأجانب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين نهى عن الدخول على النساء وحذر منه فقال : ( إياكم والدخول على النساء ) قالوا : يا رسول الله ! أرأيت الحمو ؟ قال : ( الحمو الموت ) يعني أنه هو الشر الذي يجب الفرار منه - أي من الخلوة به - وكذلك لأن " الحمو " وهو قريب الزوج يدخل على بيت قريبه دون أن ينكر عليه أحد لكونه قريباً ، ويدخل وهو يعتقد أن البيت بيته ولا يبالي ، فيجري الشيطان منه مجرى الدم ، ويوسوس له في الفتنة حتى تحصل الفتنة ، وكم من قتيل للشيطان في هذه المسألة . لهذا يجب الحذر وغاية الحذر من التعرض للفتنة في أقارب الزوج .
* وخلاصة الجواب : أنه يجب على المرأة السائلة أن تغطي وجهها عن أخي زوجها ولو أدى ذلك إلى غضبهم وإلى هجرهم ، لكن هي عليها أن تقوم بالواجب من صلة الرحم ، وإذا قصروا فالإثم عليهم .
* قال الشاعر :
وكن واصل الأرحام حتى لكاشحٍ ** توفر في عمرٍ ورزق وتسعدِ
ولا تقطع الأرحام إن قطيعةً ** لذي رحم كبرى من الله تبعد
ذكِّرهم بحق القرابة
* سئل فضيلة ال*** ابن جبرين : حينما كنت عند أخي الكبير مع إخوتي جلسنا نتذكر بعض المواضيع ، وفجأة حصل خلاف بسبب موضوع عن تربية الأطفال ، ثم قال لي أخي الكبير : اخرج من بيتي ، ثم بعد ذلك قام وضربني ، وقام إخوتي كذلك لمساعدته في ضربي . هل مقاطعتي لأخي الكبير وإخوتي بعد ضربي وإهانتي فيه إثم علي ؟ وإذا كان عليّ إثم فماذا أفعل وأنا حساس جداً ؟
فأجاب فضيلته : لابد أن يكون هناك أسباب حسية لهذا الضرب ؛ فيمكن أنك أسأت الأدب معهم أو عبتهم في تصرفهم أو أحفظتهم بشيء من الانتقاد مما نتج عنه أن ضربك الأكبر وأعانوه لعلمهم أنك تستحق الضرب . فإن كان الأمر كذلك فأرى أن ترجع إليهم معتذراً متنصلاً مما بدر منك ، مظهراً للأسف والندم فلعلهم أن يعذروك ويعودوا إلى مقتضى الأخوة ، ثم أرى حتى ولو كانوا خاطئين أن تراجعهم وتبدي عذرك ، وتقر بأنك أخطأت في حقهم ، طالباً منهم التغاضي عن الخطأ ، ذاكراً ما حملك على الكلام على وجه الاعتذار ، مذكراً لهم بحق القرابة وذوي الأرحام ، وأن من قطعها قطعه الله ، فلعل ذلك يكون له الأثر البليغ . والله الموفق . [ مجموع فتاوى ال*** ابن جبرين ] .
لا تقطع الرحم مجاملة
* سئل فضيلة ال*** ابن عثيمين : لي أختان متزوجتان من ابني عمهما ، وقد حدثت خلافات بيت الأسرتين أوجبت منع الزيارة ، وامتنع أخي عن زيارة أختيه وكذلك فعلت والدتي مجاملة له حتى لا يغضب منها ، فما الحكم ؟
فأجاب فضيلته : نعم عليهم في ذلك إثم ؛ لأن قطيعة الرحم محرمة وهي من كبائر الذنوب ، والمراد بالرحم القرابة ، وكلما قربت القرابة كانت صلتها أوجب وأوكد ، ولا يجوز أن تقطع رحمها مجاملة لأحد ، بل عليها أن تصل رحمها وأن تقوم بما أوجب الله عليها ، ثم إن رضي أحد بذلك فقد رضي بما أوجب الله وهو خير له ، وإن لم يرض فإنه لا عبرة بسخطه ، وصلة الرحم واجبة لا ينبغي أن تقطع مراعاة للناس أو محاباة لأحد . [ فتاوى إسلامية ] .
أنت السبب في هذه المقاطعة
* سئلت اللجنة الدائمة : لي عمات شقيقات والدي وعددهن ثلاث ، وقد أجمعن كلهن على مقاطعتي بسبب إرث مشترك بيننا أردن بيعه بدون إذن مني ؛ لكوني شريكاً لهن في ذلك الإرث ، ودون أن يعرف أحد منا حقه ، وفعلاً منعت المشتري وأرجعت له ماله الذي دفعه لهن ، وأنا لا أستفيد من ثمن هذه الأملاك ولا أنتفع بأي شيء منها ، وقد تركتها لهن وسافرت ، وأريد أن يعشن بما تنتجه المزارع ويسكنّ البيت على شرط ألا يتصرفن في شيء ، وأنا بعد أن قاطعنني عزلت نفسي عنهن وبقيت وحدي ، وأنا أخاف من قطع الرحم حيث أكون معرضاً لعقوبة قاطع الرحم ، فما الحكم ؟
فأجابت : منعك لعماتك أن يبعن حقهن من ميراثهن من أبيهن ظلم وعدوان منك ؛ فإن لكل واحدة منهن حق التصرف شرعاً فيما تملكه ، وليس لأحد أن يمنعها من ذلك ما دامت أهلاً للتصرف شرعاً ، وأما المقاطعة التي حصلت بينك وبينهن فأنت السبب فيها ، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الذنب العظيم ، وأن تستسمحهن وتزورهن ، فإن الله عز وجل أمر بصلة الرحم ، فقال تعالى : (( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ )) [ النساء : 1 ]
وقوله تعالى : (( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ )) [ الإسراء : 26 ] .
* وأجمع العلماء على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة ، وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ... ) الحديث . [ فتاوى إسلامية ] .
لا تمنعها من زيارة أختها
* سئل فضيلة ال*** ابن جبرين : رجل تزوج من فتاة لها أخت تكرهه وتحقد عليه وحاولت ألا يتم ****هما بشتى الصور ، ولكن قدر الله لهذا ال**** أن يتم ، وطلب الرجل من زوجته عدم الاتصال بأختها تجنباً منه للمشاكل والخلافات التي قد تثار بسببها ، لكن الزوجة أصرّت ألا تقطع علاقتها بأختها بحجة أنها لو فعلت ذلك لقطعت صلة الرحم ، وبهذا تكون قد خالفت الشرع والدين . علماً بأن الزوج يصرّ على هذه المقاطعة من قبل زوجته . أفيدونا ولكم خير الجزاء .
فأجاب فضيلته : على الرجل أولاً أن يصلح نيته وقصده وعمله ، فيحافظ على العبادات ويبتعد عن المحرمات ، ويجتنب ما ي*** له سوء السمعة وما يقدح به في عدالته ، وعليه ثانياً أن يحسن صحبة زوجته ويعاشرها بالمعروف ، وي*** لها أسباب الراحة ومتطلبات الحياة الطيبة ، ويبتعد عن أسباب النزاع والشقاق وما يثير الغضب ويوقع في الأحقاد والضغائن والبغضاء . فمتى فعل ذلك فإن زوجته سترغب في صحبته وتحمد العاقبة وتجد الراحة في حياتها ، وسوف ترد بقوة على من يطعن فيه ويرميه بما يشينه ، ويقول فيه ما هو بريء منه إفكاً وبهتاناً ، سواء أختها أو غير أختها . فعلى هذا لا يمنعها من زيارة أختها ولا يخشى عليها إحداث فرقة أو بغضاء ، بل عليها أن تصل أقاربها ولا تهجرهم لما في القطيعة من الوعيد ، ولعلها تذهب ما في قلب أختها على الزوج من الشنآن والكراهية ، وتحثها على التوبة وحسن الظن ، وتذكر لها حسن خلقه وما يعاملها به من الأخلاق الشريفة والقيم الرفيعة . والله الموفق .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من موقع الرسالة
وماأناإلاناقل للخير
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
((الدال على الخير كفاعله))
وقال صلى الله عليه وسلم: ( نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ) رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال رحم الله امرأ عن ابن مسعود وصححه الألباني .
حدثنا مسدد قال حدثنا بشر قال حدثنا بن عون عن بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه قال أي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فأي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس بذي الحجة قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه)0
* قال تعالى : (( وَاتَقُوا اللهَ الَّذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً )) [ النساء : 1 ] .
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَصِل رَحِمَه ) [ متفق عليه ] .
من هم الأرحام ؟
* سئل سماحة ال*** عبد العزيز بن باز : من هم الأرحام وذوو القربى حيث يقول البعض إن أقارب الزوجة ليسوا من الأرحام ؟
فأجاب سماحته : الأرحام هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك ، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب : (( وَأُولُوا الأَرحَامِ بَعْضُهُمْ أولَى ببَعْضٍ في كِتَابِ الله )) [ الأنفال : 75 ] وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا ، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم ، والأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم ، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سأله سائل قائلاً : من أبر يا رسول الله ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال ثم من ؟ قال : ( أباك ، ثم الأقرب فالأقرب ) [ خرجه الإمام مسلم في صحيحه ] والأحاديث في ذلك كثيرة .
* أما أقارب الزوجة فليسوا أرحاماً لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته ، ولكنهم أرحام لأولاده منها . وبالله التوفيق . [ فتاوى إسلامية ] .
بأي شيء أصل أرحامي ؟
* صلح الرحم تكون بأمور متعددة ، فتكون بزيارتهم ، والإهداء إليهم ، والسؤال عنهم ، وتفقد أحوالهم ، والتصدق على فقيرهم ، والتلطف مع غنيهم ، واحترام كبيرهم ، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم ، ومشاركتهم في أفراحهم ، ومواساتهم في أحزانهم ، كما تكون بالدعاء لهم ، وسلامة الصدر نحوهم ، وإجابة دعوتهم ، وعيادة مرضاهم ، كما تكون بدعوتهم إلى الهدى ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، يقول ابن أبي حمزة : تكون صلة الرحم بالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر ، وبطلاقة الوجه ، وبالدعاء .
* وقال النووي : صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول ؛ فتارة تكون بالمال ، وتارة تكون بالخدمة ، وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك .
صلة الرحم واجبة وإن قطعوك
* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عليهم ويجهلون علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن كنت كما قلت فكأنما تُسفُّهم الملل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) [ رواه مسلم ] .
ثمرات صلة الرحم
صلة الرحم سبب لمغفرة الذنوب
* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إني أذنبت ذنباً عظيماً ، فهل لي من توبة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هل لك من أم ؟ ) قال : لا . قال : ( فهل لك من خالة ؟ ) قال : نعم . قال : ( فبرها ) [ رواه الترمذي والحاكم ] .
صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر
* عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سرّه أن يُمَد له في عمره ، ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله ، وليصل رَحِمَه ) [ رواه الحاكم والبزار بسند جيد ] .
* وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ‘ فليصل رحمه ) [ رواه البخاري ومسلم ] .
صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله تعالى
* عن رجل من خثعم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في نفر من أصحابه فقلت : أنت تزعم أنك رسول الله ؟ قال : ( نعم ) . قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : ( الإيمان بالله ) . قال : قلت يا رسول الله ، ثم مه ؟ قال : ( ثم صلة الرحم ... ) قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أبغض إلى الله ؟ قال : ( الإشراك بالله ) . قال : قلت يا رسول الله : ثم مه ؟ قال : ( ثم قطيعة الرحم ... الحديث ) [ رواه أبو يعلي بسند جيد ] .
صلة الأرحام سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
* عن أبي أيوب رضي الله عنه أن أعرابياً عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر ، فأخذ بحطام ناقته أو بزمامها ثم قال : يا رسول الله - أو يا محمد - أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار ؟ قال : فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ، ثم قال : ( لقد وفق أو لقد هدي ) قال : كيف قلت ؟ قال : فأعادها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئاً ، وتقم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم ، دعِ الناقة ) وفي رواية : ( وتصل ذا رحمك ) فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة ) [ رواه البخاري ] .
صلة الرحم ليست من باب المكافأة
* من الناس من يصل أقاربه إن وصلوه ، ويقطعهم إن قطعوه ، وهذا في الحقيقة ليس بواصل ، وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله ، وهو حاصل للقريب وغيره ، فإن المكافأة لاتختص بالقريب وحده . والواصل حقيقة هو الذي يصل قرابته لله سواء وصلوه أم قطعوه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) [ رواه البخاري ومسلم ] .
عقوبة قاطع الرحم
قاطع الرحم لا يدخل الجنة
* عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يدخل الجنة قاطع ) قال سفيان : يعني قاطع رحم . [ رواه البخاري ومسلم ] .
* وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر ، وقاطع الرحم ، ومصدق ب***** ) [ رواه أحمد وابن حبان ] .
قاطع الرحم لا يقبل عمله
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة ، فلا يقبل عمل قاطع رحم ) [ رواه أحمد ] .
منع الزوجة من صلة رحمها
* سئل فضيلة ال*** صالح الفوزان : هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من صلة رحمها ، وخصوصاً الوالدة والوالد ؟
فأجاب فضيلته : صلة الرحم واجبة ، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته منها ؛ لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، بل تصل رحمها من مالها الخاص ، وتراسله وتزوره ؛ إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج ؛ بأن يخشى أن قريبها يفسدها عليه ؛ فله أن يمنعها من زيارته ، لكن تصله بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه . والله أعلم . [ المنتقى من فتاوى ال*** الفوزان ] .
الواجب مقاطعة هذه المجالس
* سئل فضيلة ال*** ابن عثيمين : في مجالسنا التي تجمع الأسرة غيبة ودخان ولعب بالورق ومشاهدة مسلسلات ، وأنا لا أستطيع الإنكار عليهم خوفاً من تماديهم ووقوعهم في أعراض الدعاة والعلماء كعادتهم في بعض المجالس . فهل أترك مجالستهم وأقاطعهم أم ماذا أفعل ؟
فأجاب فضيلته : الواجب عليك إذا كنت لا تستطيع تغيير المنكر الذي وقع فيه هؤلاء أن تقاطع مجالستهم ؛ لأن من جالس فاعل المنكر كان له مثل إثمه ؛ لقول الله تبارك وتعالى : (( وَقَدَ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ في الْكِتَابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَر بِهَا وَيُستَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُم حَتى يَخُوضُوا فَىِ حَدِيثٍ غَيرِهِ إنَّكُمْ إذاً مّثْلُهُم )) [ النساء : 140 ] . ولا يضر أنهم قاطعوك وقطعوا الصلة بينك وبينهم في المستقبل بناء على مقاطعة مجالسهم التي تشتمل على المنكر ، وإذا قاطعوك وقطعوا صلتك في هذه الحال فصلهم بما تستطيع ، ويكون عليهم إثم القطيعة ولك أجر الصلة . [ فتاوى إسلامية ] .
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
* سئل ال*** ابن عثيمين : نويت الذهاب إلى مكة لأداء العمرة ، ولكن قيل لي عند الذهاب إلى مكة لا بد من زيارة أقاربي حتى لا يقطع الرحم ، فرفضت الذهاب للعمرة ابتغاء لوجه الله عز وجل حتى لا أقابل أخا زوجي الذي أضطر إلى مقابلته بواسطة أقاربي ، وأضطر كذلك إلى كشف وجهي أمامه ، فهل هذا صحيح أم لا ؟ وبماذا تنصحونني ؟
فأجاب فضيلته : قال الله تبارك وتعالى : (( يَا أَيُهَا الَّذيِنَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الَّرسُولَ وَأُوْلي الأمْرِ مِنكُمْ )) [ النساء : 59 ] .
فجعل طاعة أولياء الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله ، فإذا تعارضت طاعة الله ورسوله مع طاعة أولي الأمر فالمقدم طاعة الله ورسوله . ولهذا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؛ ولا يحل لك كشف الوجه أمام أخي زوجك وأنت تعلمين أنه حرام ، فالواجب عليك ستره حتى لو أدى إلى قطيعة بينك وبين أقاربك ؛ لأنهم هم الذين قطعوا ، وهم ليس لهم طاعة في معصية الله عز وجل ، فعليك أن تؤدي ما أوجب عليك ، واعلمي أنك منصورة عليهم إذا قطعوك من أجل إقامتك لحدود الله عز وجل ، والواجب عليهم أن يقولوا في أحكام الله سمعنا وأطعنا ، وألا يغلبوا العادات على شريعة الله ؛ لأن الشريعة هي الحاكمة وليست محكوماً عليها ، والعادات محكوم عليها وليست حاكمة .
* وليعلم أن من أخطر الأشياء على المرأة أقارب الزوج ، فقد يكونون أخطر عليها من الأجانب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين نهى عن الدخول على النساء وحذر منه فقال : ( إياكم والدخول على النساء ) قالوا : يا رسول الله ! أرأيت الحمو ؟ قال : ( الحمو الموت ) يعني أنه هو الشر الذي يجب الفرار منه - أي من الخلوة به - وكذلك لأن " الحمو " وهو قريب الزوج يدخل على بيت قريبه دون أن ينكر عليه أحد لكونه قريباً ، ويدخل وهو يعتقد أن البيت بيته ولا يبالي ، فيجري الشيطان منه مجرى الدم ، ويوسوس له في الفتنة حتى تحصل الفتنة ، وكم من قتيل للشيطان في هذه المسألة . لهذا يجب الحذر وغاية الحذر من التعرض للفتنة في أقارب الزوج .
* وخلاصة الجواب : أنه يجب على المرأة السائلة أن تغطي وجهها عن أخي زوجها ولو أدى ذلك إلى غضبهم وإلى هجرهم ، لكن هي عليها أن تقوم بالواجب من صلة الرحم ، وإذا قصروا فالإثم عليهم .
* قال الشاعر :
وكن واصل الأرحام حتى لكاشحٍ ** توفر في عمرٍ ورزق وتسعدِ
ولا تقطع الأرحام إن قطيعةً ** لذي رحم كبرى من الله تبعد
ذكِّرهم بحق القرابة
* سئل فضيلة ال*** ابن جبرين : حينما كنت عند أخي الكبير مع إخوتي جلسنا نتذكر بعض المواضيع ، وفجأة حصل خلاف بسبب موضوع عن تربية الأطفال ، ثم قال لي أخي الكبير : اخرج من بيتي ، ثم بعد ذلك قام وضربني ، وقام إخوتي كذلك لمساعدته في ضربي . هل مقاطعتي لأخي الكبير وإخوتي بعد ضربي وإهانتي فيه إثم علي ؟ وإذا كان عليّ إثم فماذا أفعل وأنا حساس جداً ؟
فأجاب فضيلته : لابد أن يكون هناك أسباب حسية لهذا الضرب ؛ فيمكن أنك أسأت الأدب معهم أو عبتهم في تصرفهم أو أحفظتهم بشيء من الانتقاد مما نتج عنه أن ضربك الأكبر وأعانوه لعلمهم أنك تستحق الضرب . فإن كان الأمر كذلك فأرى أن ترجع إليهم معتذراً متنصلاً مما بدر منك ، مظهراً للأسف والندم فلعلهم أن يعذروك ويعودوا إلى مقتضى الأخوة ، ثم أرى حتى ولو كانوا خاطئين أن تراجعهم وتبدي عذرك ، وتقر بأنك أخطأت في حقهم ، طالباً منهم التغاضي عن الخطأ ، ذاكراً ما حملك على الكلام على وجه الاعتذار ، مذكراً لهم بحق القرابة وذوي الأرحام ، وأن من قطعها قطعه الله ، فلعل ذلك يكون له الأثر البليغ . والله الموفق . [ مجموع فتاوى ال*** ابن جبرين ] .
لا تقطع الرحم مجاملة
* سئل فضيلة ال*** ابن عثيمين : لي أختان متزوجتان من ابني عمهما ، وقد حدثت خلافات بيت الأسرتين أوجبت منع الزيارة ، وامتنع أخي عن زيارة أختيه وكذلك فعلت والدتي مجاملة له حتى لا يغضب منها ، فما الحكم ؟
فأجاب فضيلته : نعم عليهم في ذلك إثم ؛ لأن قطيعة الرحم محرمة وهي من كبائر الذنوب ، والمراد بالرحم القرابة ، وكلما قربت القرابة كانت صلتها أوجب وأوكد ، ولا يجوز أن تقطع رحمها مجاملة لأحد ، بل عليها أن تصل رحمها وأن تقوم بما أوجب الله عليها ، ثم إن رضي أحد بذلك فقد رضي بما أوجب الله وهو خير له ، وإن لم يرض فإنه لا عبرة بسخطه ، وصلة الرحم واجبة لا ينبغي أن تقطع مراعاة للناس أو محاباة لأحد . [ فتاوى إسلامية ] .
أنت السبب في هذه المقاطعة
* سئلت اللجنة الدائمة : لي عمات شقيقات والدي وعددهن ثلاث ، وقد أجمعن كلهن على مقاطعتي بسبب إرث مشترك بيننا أردن بيعه بدون إذن مني ؛ لكوني شريكاً لهن في ذلك الإرث ، ودون أن يعرف أحد منا حقه ، وفعلاً منعت المشتري وأرجعت له ماله الذي دفعه لهن ، وأنا لا أستفيد من ثمن هذه الأملاك ولا أنتفع بأي شيء منها ، وقد تركتها لهن وسافرت ، وأريد أن يعشن بما تنتجه المزارع ويسكنّ البيت على شرط ألا يتصرفن في شيء ، وأنا بعد أن قاطعنني عزلت نفسي عنهن وبقيت وحدي ، وأنا أخاف من قطع الرحم حيث أكون معرضاً لعقوبة قاطع الرحم ، فما الحكم ؟
فأجابت : منعك لعماتك أن يبعن حقهن من ميراثهن من أبيهن ظلم وعدوان منك ؛ فإن لكل واحدة منهن حق التصرف شرعاً فيما تملكه ، وليس لأحد أن يمنعها من ذلك ما دامت أهلاً للتصرف شرعاً ، وأما المقاطعة التي حصلت بينك وبينهن فأنت السبب فيها ، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الذنب العظيم ، وأن تستسمحهن وتزورهن ، فإن الله عز وجل أمر بصلة الرحم ، فقال تعالى : (( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ )) [ النساء : 1 ]
وقوله تعالى : (( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ )) [ الإسراء : 26 ] .
* وأجمع العلماء على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة ، وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ... ) الحديث . [ فتاوى إسلامية ] .
لا تمنعها من زيارة أختها
* سئل فضيلة ال*** ابن جبرين : رجل تزوج من فتاة لها أخت تكرهه وتحقد عليه وحاولت ألا يتم ****هما بشتى الصور ، ولكن قدر الله لهذا ال**** أن يتم ، وطلب الرجل من زوجته عدم الاتصال بأختها تجنباً منه للمشاكل والخلافات التي قد تثار بسببها ، لكن الزوجة أصرّت ألا تقطع علاقتها بأختها بحجة أنها لو فعلت ذلك لقطعت صلة الرحم ، وبهذا تكون قد خالفت الشرع والدين . علماً بأن الزوج يصرّ على هذه المقاطعة من قبل زوجته . أفيدونا ولكم خير الجزاء .
فأجاب فضيلته : على الرجل أولاً أن يصلح نيته وقصده وعمله ، فيحافظ على العبادات ويبتعد عن المحرمات ، ويجتنب ما ي*** له سوء السمعة وما يقدح به في عدالته ، وعليه ثانياً أن يحسن صحبة زوجته ويعاشرها بالمعروف ، وي*** لها أسباب الراحة ومتطلبات الحياة الطيبة ، ويبتعد عن أسباب النزاع والشقاق وما يثير الغضب ويوقع في الأحقاد والضغائن والبغضاء . فمتى فعل ذلك فإن زوجته سترغب في صحبته وتحمد العاقبة وتجد الراحة في حياتها ، وسوف ترد بقوة على من يطعن فيه ويرميه بما يشينه ، ويقول فيه ما هو بريء منه إفكاً وبهتاناً ، سواء أختها أو غير أختها . فعلى هذا لا يمنعها من زيارة أختها ولا يخشى عليها إحداث فرقة أو بغضاء ، بل عليها أن تصل أقاربها ولا تهجرهم لما في القطيعة من الوعيد ، ولعلها تذهب ما في قلب أختها على الزوج من الشنآن والكراهية ، وتحثها على التوبة وحسن الظن ، وتذكر لها حسن خلقه وما يعاملها به من الأخلاق الشريفة والقيم الرفيعة . والله الموفق .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
منقول من موقع الرسالة
وماأناإلاناقل للخير
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
((الدال على الخير كفاعله))
وقال صلى الله عليه وسلم: ( نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ) رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال رحم الله امرأ عن ابن مسعود وصححه الألباني .
حدثنا مسدد قال حدثنا بشر قال حدثنا بن عون عن بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه قال أي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فأي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس بذي الحجة قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه)0