ابولمى
3 - 5 - 2004, 04:05 AM
إن كنت من فئة المدخنين فمن المؤكد بأن عنوان هذا الكتاب سيثير في داخلك
الكثير من مشاعر الرفض وستنتابك رغبة ملحة في تجاهل الموضوع برمته والانتقال
إلى صفحة أخرى. ولكن قليلا من الصبر، فأنت في النهاية لن تخسر شيئا هكذا تقول
ألن كارن البريطانية الجنسية ومؤلفة هذا الكتاب.
وبتجاهلك هذا الكتاب، ستفوتك فرصة ذهبية في التخلص من إدمانك من دون أية
معاناة أو صعوبات سبق وواجهتها أو واجهها الآخرون لدى محاولتهم الامتناع عن
التدخين. ليس ذلك فقط بل ستفوتك فرصة متعة الشعور بالتحرر ومتابعة حياتك بصورة
تضيف إليك الكثير من التألق والسعادة بعيدا عن العديد من المخاوف مثل زيادة
الوزن وفقدان طقوس متعة التدخين التي ارتبطت بصورة مباشرة بروتين حياتك.
وإن لم تكن من فئة المدخنين فإن هذا الكتاب سيساعدك في حماية أبنائك أو
أصدقائك ومن تعرفهم من الانقياد إلى حالة إدمان السجائر وتحصينهم بصورة فعالة.
يعتمد الكاتب في طرحه على محور واحد وهو التحرر من الخوف المرتبط بفكرة
الإقلاع عن التدخين والذي يؤكد بأنه السبب الوحيد الذي يحول بيننا وبين
إمكانية التوقف عن التدخين مدى الحياة. جميع المدخنين يرغبون في الإقلاع عن
التدخين وسيجدون بأن تلك الطريقة سهلة جدا ومضمونة لتحقيق رغبتهم.
إن الخوف الأكبر للمدخن هو من بقاء تلك الحاجة الملحة لتدخين سيجارة طيلة
حياته والمكسب الكبير هو ليس في التحرر من التدخين بل من الخوف. غير أن هذه
الأمنية لن تتحقق إلا عندما يتمكن المدخن من قراءة هذا الكتاب حتى الصفحة
الأخيرة.
كان مؤلف هذا الكتاب محاسبا ناجحا، وقبل توقفه عن التدخين نهائيا كان يدخن
مائة سيجارة في اليوم الواحد. وحينما وصل إلى حالة يرثى لها في عام 1983 وبعد
محاولات عديدة فاشلة للإقلاع عن التدخين، اكتشف تلك الطريقة الأشبه بالمعجزة
على هذا الصعيد. ويكفي القول بأن كتابه ترجم إلى عشرين لغة وما زال مطلوبا في
الأسواق وذلك إلى جانب شبكة العيادات الموزعة في مختلف بلدان العام وأشرطة
الفيديو والأقراص المدمجة التي تتمحور حول نفس الموضوع.
وقد ساعد هذا الكتاب عشرات الآلاف من الناس في إقلاعهم عن التدخين وهو يضمن
للقاريء بنسبة 95% النجاح في التحرر من تلك العادة.
يتناول هذا الكتاب الذي أصدرته دار نشر بانجوين البريطانية الشهيرة في 142
صفحة من القطع المتوسط موضوع الخوف من فكرة التوقف عن التدخين، والمعاناة من
عدم إشباع تلك الحاجة الملحة لتدخين سيجارة كي تمنحنا مساحة من الراحة. الخوف
من فقدان تلك المتع الخاصة المرتبطة بالتدخين بعد وجبات الطعام، أو لدى التعرض
لحالة التوتر، أو مواجهة ضغوطات نفسية شديدة، أو لدى حاجتنا للتركيز والتفكير،
والأهم من ذلك الخوف من تغيير شخصيتنا. غير أن الخوف الأكبر للمدخن هو من بقاء
تلك الحاجة الملحة لتدخين سيجارة.
ويؤكد المؤلف بأن الشعور الداخلي المبهم الذي ينتاب المدخن أو حالة الفزع التي
تنتابه لمجرد طرح فكرة التوقف عن التدخين، سببها الخوف. علما بأن المدخن لن
يتحرر من خوفه إذا استمر في التدخين لأن السجائر في حد ذاتها هي منبع هذا
الخوف.
وعادة التدخين في البداية لم تكن أبدا اختيارا شخصيا للمدخن أو برغبة منه، بل
كانت محاولات أولى لدى جميع المدخنين أدت في النهاية إلى حالة الإدمان.
والمكسب الكبير في اتباع الطريقة السهلة ليس التوقف عن التدخين بل في التحرر
من الخوف الداخلي من معاودة التدخين يوما ما. ويؤكد الكاتب بأننا لننجح في
التحرر، علينا إن كنا مدخنين أن لا نتوقف عن التدخين حتى ننتهي من قراءة
الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب.
والمزايا الخاصة بتلك الطريقة تتلخص فيما يلي:
1) قوة تأثيرها التي تعادل قوة الإدمان على التدخين.
2) عدم التعرض للآثار الجانبية الخاصة بالتوقف عن التدخين.
3) لا تحتاج تلك الطريقة لقوة الإرادة.
4) لا صدمات في العلاج.
5) عدم الحاجة إلى أية عناصر مساعدة أو أدوية خارجية.
6) عدم ازدياد الوزن.
7) طريقة مضمونة بلا انتكاسات.
وينتقل المؤلف من فصل إلى آخر عبر مجموعة من التساؤلات تغطي في مجملها كافة
الجوانب التي يتعرض لها المدخن لدى محاولاته المستمرة للتوقف عن التدخين.
«سأعالج العالم للتخلص من التدخين»
ذلك ما ذكره الكاتب لدى تطبيقه العملي والناجح لتلك النظرية.
وينطلق المؤلف في مقدمة كتابه من محاولة تفكيك الفخ الذي يقع فيه المدخنون
والمتمثل فيما يلي:
1) المدخنون يستمتعون بالتدخين
2) التدخين اختيار المدخنين
3) التدخين يبعد الملل والتوتر
4) التدخين يساعد على التركيز والاسترخاء
5) التدخين عادة
6) التوقف عن التدخين يحتاج إلى قوة إرادة
7) المدخن يبقى مدخنا مدى الحياة.
8) اعتقاد البعض أن قولهم للمدخن بأن التدخين يدمر الصحة سيساعده في الإقلاع
عن التدخين.
9) بدائل التدخين، كالمنتجات التي تحتوي على القليل من النيكوتين مثل اللصقة
واللبان وغير ذلك.
التحرر من عبودية التدخين هو الهدف وليس الإقلاع عن التدخين.
ويستعرض الكاتب في المقدمة تجربته الشخصية مع الإدمان وفشل كافة محاولاته
للتوقف مما دفعه للاستعانة بطبيب التنويم المغناطيسي. وهو يحذر من ذلك ومن
تسليم إرادتنا لطبيب لا نعرف عنه شيئا.
ويسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى وضع تفكيرنا في إطار مفهوم الطريقة
السهلة بعيدا عن أية معاناة يمكن أن نتعرض لها خلال اتباع الأساليب التقليدية.
واتباع الطريقة السهلة يدفعك إلى الشعور لدى توقفك عن التدخين بالتحرر وبحماس
الإقبال على الحياة، كمن أخبروه فجآة بأنه قد شفي تماما من مرض عضال.
ويبين الكاتب بأن أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين باتباع الوسائل التقليدية
تعود إلى ما يلي:
1) الإقلاع عن التدخين ليس هو المشكلة الحقيقية
2) التحذير من مضار التدخين على الصحة يزيد من حالة الخوف الكامنة لدى المدخن
مما يدفعه إلى التدخين أكثر من ذي قبل.
3) جميع أسباب التوقف عن التدخين تجعل تلك المحاولات أكثر صعوبة وذلك، لأن
فكرة الإقلاع عن التدخين تعني التخلي عنه وهذا المفهوم متمثل في التضحية،
والتضحية ترتبط دوما بالتخلي عما هو أثير لدينا. وأيضا لأن المدخن يخلق في
ذهنه حاجزا يجمد تفكيره ولأننا أيضا لا ندخن للأسباب التي يجب أن نتوقف
لأجلها.
وتعتمد الطريقة السهلة على تجاهل جميع الطرق والأساليب والوسائل السابقة التي
تدفعنا إلى التدخين، والتركيز على السيجارة بحد ذاتها وسؤال أنفسنا ما يلي:
1) ما الذي تقدمه لنا السيجارة؟
2) هل تشعرنا حقا بالمتعة؟
3) هل علينا أن نمضي حياتنا ونحن نقحم السيجارة في فمنا؟
وجمالية الحقيقة، هي أن السيجارة لا تقدم لنا شيئا على الإطلاق، ولا تمتلك أية
مزايا تمنحها للمدخنين. وما يقوله المدخنون عن متعتهم الخاصة في التدخين، مجرد
مبررات وهمية.
ومهمتنا الأولى هي في دحض تلك الأوهام، والوعي بحقيقة «أننا لا نملك شيئا في
الأصل لنتخلى عنه الآن».
لمَ يواجه المدخنون صعوبة في التوقف عن التدخين؟
جميع المدخنين يرغبون بلا استثناء في التوقف عن تلك العادة. ومن لا يفكر في
التوقف، هل يسمح لأولاده بالتدخين؟ وسيكون جوابه، «أبدا.. بالتأكيد لا».
والمحاولات الأولى للتدخين كانت دوما ترتبط بصورة الرجل أو المرأة في المجتمع،
فهي من دلائل استقلال الشخصية والاعتداد بالنفس والتمرد على المجتمع والشخصية
المعاصرة والناجحة على صعيد العمل والحياة الاجتماعية والمرتبطة بالقوة. وأكبر
مثال على ذلك الأفلام السينمائية *****لسلات التلفزيونية التي نشاهدها منذ
ابتكار التلفاز وحتى الآن.
والمدخن يمضي حياته وعضلات جسده وشرايينه تجاهد على الدوام لاكتساب حاجة الجسد
من الأكسجين، إلى جانب تلوث رئتيه والمذاق والرائحة الكريهة للتدخين واصفرار
الأسنان وغير ذلك. وما الذي يحصل عليه المدخن بالتأكيد لا شيء إنها عبودية
كاملة لحياتنا.
وجميع المدخنين يرثون لحالهم في داخل أنفسهم، ويمضون حياتهم حاملين تلك الظلال
الداكنة لإدمانهم التدخين في عقلهم الباطن.
ويفاجئنا الكاتب بمفهوم جديد مرتبط بالإعلام وغسل أدمغتنا منذ الطفولة بأن
التدخين عادة يصعب التخلص منها. ولكن هل هذا صحيح؟ الجواب، أن التدخين ليس
عادة بل هو إدمان النيكوتين وهذا هو سبب صعوبة الإقلاع عنه. غير أن الجميل في
الأمر أن الجسد يتحرر من النيكوتين خلال ثلاثة أسابيع فقط. والذي يدعو إلى
التساؤل، إذا لماذا يصعب التخلص من تلك العادة؟ ولماذا لا نستطيع إقناع
المدخنين بالتوقف عن التدخين؟
الفخ الخفي
إنه الفخ الوحيد أو العادة الوحيدة التي لا تشدك إليها بأية مغريات كلذة الطعم
أو الرائحة الجميلة أو التأثير الإيجابي على الجسد.إنه الفخ المرتبط بالوهم،
الوهم الإعلامي الذي خلقته شركات التبغ قبل مئات السنوات وروجت له من خلال
صورة اجتماعية زائفة لا ترتبط بمؤثرات التدخين على الإطلاق.
غير أن صعوبة التدخين التي تزيد كلما حاولنا التوقف لا تختلف أبدا عن بقية
الألغاز التي يسهل حلها لدى كشف غموضها ومعرفة مفاتيحها.
واعتمادا على ذلك علينا أن نعرف السبب الحقيقي لاستمرارنا في التدخين والمتمثل
في السببين التاليين:
1) إدمان الجسد للنيكوتين
2) الوهم الإعلامي وغسل أدمغتنا منذ الطفولة.
والنيكوتين أسرع مادة يمكن إدمانها، وسيجارة واحدة فقط كفيلة بإيقاعنا في الفخ
مدى الحياة. وكل جرعة من النيكوتين تصل إلى الدماغ عبر الرئة بسرعة أكبر حتى
من الهيروين الذي يحقن في العرق . ونظرا لسرعة انخفاض نسبة النيكوتين في الدم،
بمعدل نصف الكمية خلال نصف ساعة من تدخين السيجارة، وإلى ربع الكمية بعد ساعة،
فإن هذا يفسر التدخين المتواصل للمدخن.
والامتناع عن التدخين لا يعرض الجسد لأية آلام عضوية، بل عوارضه تكمن في
الجانب النفسي مثل الشعور بالفراغ أو الخواء الداخلي وعدم الشعور بالأمان،
وفقدان الثقة بالنفس والتوتر والانزعاج وغير ذلك.
ومعاودة التدخين تتمثل في محاولة ملء هذا الفراغ أو استعادة المشاعر المفقودة.
ويلخص الكاتب الأسباب التي تمنع المدخن من معرفة الأسباب الحقيقية لتدخينه في
النقاط الثلاث التالية:
1) منذ الولادة ونحن عرضة للوهم الإعلامي
2) لأن عوارض التوقف عن التدخين لا تحمل ألما جسديا في حين يعيد التدخين حالة
الاطمئنان والثقة بالنفس.
3) والسبب الحقيقي جهلنا بأن النيكوتين يؤثر في جسدنا بصورة عكسية، أي أننا
عندما لا ندخن نشعر بالمعاناة ولأن التدخين في المراحل الأولى غير ملموس
النتائج فإننا نعتقد بأننا لم نتأثر به.
وبالطبع فإن السيجارة وحدها التي تحظى بالأهمية كلها. وعلى المدخن أن يدرك بأن
توقفه عن التدخين لا يفقده أبدا تلك المتعة التي يتوهم وجودها.
ويمكن للمدخن أن يقارن عادة التدخين بعادة الطعام لإدراك الفرق الشاسع بينهما
والوعي بالحالة التي يخلقها فينا التدخين.
1) نحن نأكل لنعيش ونطيل حياتنا، في حين أن التدخين يقصر عمرنا فقط
2) للطعام مذاق لذيذ وممتع، بينما التدخين سام وضار.
3) تناول الطعام يمنحنا الشعور بالشبع، ولا يولد الجوع فينا مجددا مثل كل
سيجارة ندخنها.
تفكيك الوهم الإعلامي والعقل الباطن:
العاملون في صناعة الإعلام يدركون تماما التأثير القوي للعقل الباطن، ومن خلال
تصويرهم للمتعة والنشوة التي يكتسبها المدخن يحققون هدفهم . وتلك الشركات تمول
وترعى العديد من الأفلام الحربية والاجتماعية التي تمثل إما بحث الجنود عن
أعقاب السجائر ولهفتهم لأخذ نفس منها أو في شخصية البطل الواثق من نفسه
والسيجارة أو السيجار يظهران دوما في المواقف الحرجة أو الرومانسية ولكأنها
ترفد البطل بقوة خفية.
وعلينا كمدخنين أن نعمل على إعادة برمجة عقلنا الباطن وإعادة بناء قناعاتنا في
هذا الشأن وطرح السؤالين التاليين على أنفسنا:
1) لماذا ندخن؟
2) هل نحتاج السيجارة حقا؟
والجواب بالتأكيد لا. أما لماذا ندخن، فلأننا وقعنا في الفخ ومن الصعب علينا
التوقف الآن، لأننا على قناعة في داخلنا بأننا نقوم بحرمان أنفسنا من حاجة
أساسية لنا.
ويستعرض الكاتب ويفند الحالات التي يظن المدخنون بأن السيجارة تساعدهم على
تجاوزها، ويبدأ بحالة التوتر التي يسعى من خلالها المدخن لتهدئة أعصابه بتدخين
سيجارة، في حين أن النيكوتين يزيد من تعب الجهاز العصبي. وكذلك بشأن الملل وفي
حالة الحاجة إلى التركيز حيث يقوم النيكوتين يمنع وصول الكميات المعتادة من
الأوكسجين إلى الدماغ مما يضعف القدرة على التركيز.
أما فيما يتعلق بشأن الاسترخاء، فإن أفضل أوقات المدخن هي التدخين بعد تناول
وجبة طعام والاسترخاء. وموعد الوجبه في الواقع هو موعد توقفنا عن العمل، حينما
نجلس ونسترخي بعد أن أشبعنا جوعنا وروينا عطشنا، غير أن المدخن لا يستطيع
الاسترخاء لأن عليه إشباع المارد في داخله وتزويده بالنيكوتين.
والطريقة السهلة في التوقف عن التدخين، تدعونا لنسأل أنفسنا ما الذي نتخلى
عنه؟ والجواب، لا شيء. غير أن الذي يجعل الأمر صعبا هو الخوف من حرماننا من
عاداتنا ومتعنا والخوف من مواجهة ضغوطات الحياة اليومية من دونها.
والإعلام يوهمنا بأننا أضعف ولا نملك المقدرة على مقاومتها، وبأن السيجارة قد
ولدت نفسها داخلنا وسنفتقد أنفسنا بفقدانها.
وهنا علينا أن نتذكر بأن السيجارة لا تعوض الشعور بالحاجة أو الفقدان بل تخلقه
فينا.
يتبع
الكثير من مشاعر الرفض وستنتابك رغبة ملحة في تجاهل الموضوع برمته والانتقال
إلى صفحة أخرى. ولكن قليلا من الصبر، فأنت في النهاية لن تخسر شيئا هكذا تقول
ألن كارن البريطانية الجنسية ومؤلفة هذا الكتاب.
وبتجاهلك هذا الكتاب، ستفوتك فرصة ذهبية في التخلص من إدمانك من دون أية
معاناة أو صعوبات سبق وواجهتها أو واجهها الآخرون لدى محاولتهم الامتناع عن
التدخين. ليس ذلك فقط بل ستفوتك فرصة متعة الشعور بالتحرر ومتابعة حياتك بصورة
تضيف إليك الكثير من التألق والسعادة بعيدا عن العديد من المخاوف مثل زيادة
الوزن وفقدان طقوس متعة التدخين التي ارتبطت بصورة مباشرة بروتين حياتك.
وإن لم تكن من فئة المدخنين فإن هذا الكتاب سيساعدك في حماية أبنائك أو
أصدقائك ومن تعرفهم من الانقياد إلى حالة إدمان السجائر وتحصينهم بصورة فعالة.
يعتمد الكاتب في طرحه على محور واحد وهو التحرر من الخوف المرتبط بفكرة
الإقلاع عن التدخين والذي يؤكد بأنه السبب الوحيد الذي يحول بيننا وبين
إمكانية التوقف عن التدخين مدى الحياة. جميع المدخنين يرغبون في الإقلاع عن
التدخين وسيجدون بأن تلك الطريقة سهلة جدا ومضمونة لتحقيق رغبتهم.
إن الخوف الأكبر للمدخن هو من بقاء تلك الحاجة الملحة لتدخين سيجارة طيلة
حياته والمكسب الكبير هو ليس في التحرر من التدخين بل من الخوف. غير أن هذه
الأمنية لن تتحقق إلا عندما يتمكن المدخن من قراءة هذا الكتاب حتى الصفحة
الأخيرة.
كان مؤلف هذا الكتاب محاسبا ناجحا، وقبل توقفه عن التدخين نهائيا كان يدخن
مائة سيجارة في اليوم الواحد. وحينما وصل إلى حالة يرثى لها في عام 1983 وبعد
محاولات عديدة فاشلة للإقلاع عن التدخين، اكتشف تلك الطريقة الأشبه بالمعجزة
على هذا الصعيد. ويكفي القول بأن كتابه ترجم إلى عشرين لغة وما زال مطلوبا في
الأسواق وذلك إلى جانب شبكة العيادات الموزعة في مختلف بلدان العام وأشرطة
الفيديو والأقراص المدمجة التي تتمحور حول نفس الموضوع.
وقد ساعد هذا الكتاب عشرات الآلاف من الناس في إقلاعهم عن التدخين وهو يضمن
للقاريء بنسبة 95% النجاح في التحرر من تلك العادة.
يتناول هذا الكتاب الذي أصدرته دار نشر بانجوين البريطانية الشهيرة في 142
صفحة من القطع المتوسط موضوع الخوف من فكرة التوقف عن التدخين، والمعاناة من
عدم إشباع تلك الحاجة الملحة لتدخين سيجارة كي تمنحنا مساحة من الراحة. الخوف
من فقدان تلك المتع الخاصة المرتبطة بالتدخين بعد وجبات الطعام، أو لدى التعرض
لحالة التوتر، أو مواجهة ضغوطات نفسية شديدة، أو لدى حاجتنا للتركيز والتفكير،
والأهم من ذلك الخوف من تغيير شخصيتنا. غير أن الخوف الأكبر للمدخن هو من بقاء
تلك الحاجة الملحة لتدخين سيجارة.
ويؤكد المؤلف بأن الشعور الداخلي المبهم الذي ينتاب المدخن أو حالة الفزع التي
تنتابه لمجرد طرح فكرة التوقف عن التدخين، سببها الخوف. علما بأن المدخن لن
يتحرر من خوفه إذا استمر في التدخين لأن السجائر في حد ذاتها هي منبع هذا
الخوف.
وعادة التدخين في البداية لم تكن أبدا اختيارا شخصيا للمدخن أو برغبة منه، بل
كانت محاولات أولى لدى جميع المدخنين أدت في النهاية إلى حالة الإدمان.
والمكسب الكبير في اتباع الطريقة السهلة ليس التوقف عن التدخين بل في التحرر
من الخوف الداخلي من معاودة التدخين يوما ما. ويؤكد الكاتب بأننا لننجح في
التحرر، علينا إن كنا مدخنين أن لا نتوقف عن التدخين حتى ننتهي من قراءة
الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب.
والمزايا الخاصة بتلك الطريقة تتلخص فيما يلي:
1) قوة تأثيرها التي تعادل قوة الإدمان على التدخين.
2) عدم التعرض للآثار الجانبية الخاصة بالتوقف عن التدخين.
3) لا تحتاج تلك الطريقة لقوة الإرادة.
4) لا صدمات في العلاج.
5) عدم الحاجة إلى أية عناصر مساعدة أو أدوية خارجية.
6) عدم ازدياد الوزن.
7) طريقة مضمونة بلا انتكاسات.
وينتقل المؤلف من فصل إلى آخر عبر مجموعة من التساؤلات تغطي في مجملها كافة
الجوانب التي يتعرض لها المدخن لدى محاولاته المستمرة للتوقف عن التدخين.
«سأعالج العالم للتخلص من التدخين»
ذلك ما ذكره الكاتب لدى تطبيقه العملي والناجح لتلك النظرية.
وينطلق المؤلف في مقدمة كتابه من محاولة تفكيك الفخ الذي يقع فيه المدخنون
والمتمثل فيما يلي:
1) المدخنون يستمتعون بالتدخين
2) التدخين اختيار المدخنين
3) التدخين يبعد الملل والتوتر
4) التدخين يساعد على التركيز والاسترخاء
5) التدخين عادة
6) التوقف عن التدخين يحتاج إلى قوة إرادة
7) المدخن يبقى مدخنا مدى الحياة.
8) اعتقاد البعض أن قولهم للمدخن بأن التدخين يدمر الصحة سيساعده في الإقلاع
عن التدخين.
9) بدائل التدخين، كالمنتجات التي تحتوي على القليل من النيكوتين مثل اللصقة
واللبان وغير ذلك.
التحرر من عبودية التدخين هو الهدف وليس الإقلاع عن التدخين.
ويستعرض الكاتب في المقدمة تجربته الشخصية مع الإدمان وفشل كافة محاولاته
للتوقف مما دفعه للاستعانة بطبيب التنويم المغناطيسي. وهو يحذر من ذلك ومن
تسليم إرادتنا لطبيب لا نعرف عنه شيئا.
ويسعى المؤلف من خلال هذا الكتاب إلى وضع تفكيرنا في إطار مفهوم الطريقة
السهلة بعيدا عن أية معاناة يمكن أن نتعرض لها خلال اتباع الأساليب التقليدية.
واتباع الطريقة السهلة يدفعك إلى الشعور لدى توقفك عن التدخين بالتحرر وبحماس
الإقبال على الحياة، كمن أخبروه فجآة بأنه قد شفي تماما من مرض عضال.
ويبين الكاتب بأن أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين باتباع الوسائل التقليدية
تعود إلى ما يلي:
1) الإقلاع عن التدخين ليس هو المشكلة الحقيقية
2) التحذير من مضار التدخين على الصحة يزيد من حالة الخوف الكامنة لدى المدخن
مما يدفعه إلى التدخين أكثر من ذي قبل.
3) جميع أسباب التوقف عن التدخين تجعل تلك المحاولات أكثر صعوبة وذلك، لأن
فكرة الإقلاع عن التدخين تعني التخلي عنه وهذا المفهوم متمثل في التضحية،
والتضحية ترتبط دوما بالتخلي عما هو أثير لدينا. وأيضا لأن المدخن يخلق في
ذهنه حاجزا يجمد تفكيره ولأننا أيضا لا ندخن للأسباب التي يجب أن نتوقف
لأجلها.
وتعتمد الطريقة السهلة على تجاهل جميع الطرق والأساليب والوسائل السابقة التي
تدفعنا إلى التدخين، والتركيز على السيجارة بحد ذاتها وسؤال أنفسنا ما يلي:
1) ما الذي تقدمه لنا السيجارة؟
2) هل تشعرنا حقا بالمتعة؟
3) هل علينا أن نمضي حياتنا ونحن نقحم السيجارة في فمنا؟
وجمالية الحقيقة، هي أن السيجارة لا تقدم لنا شيئا على الإطلاق، ولا تمتلك أية
مزايا تمنحها للمدخنين. وما يقوله المدخنون عن متعتهم الخاصة في التدخين، مجرد
مبررات وهمية.
ومهمتنا الأولى هي في دحض تلك الأوهام، والوعي بحقيقة «أننا لا نملك شيئا في
الأصل لنتخلى عنه الآن».
لمَ يواجه المدخنون صعوبة في التوقف عن التدخين؟
جميع المدخنين يرغبون بلا استثناء في التوقف عن تلك العادة. ومن لا يفكر في
التوقف، هل يسمح لأولاده بالتدخين؟ وسيكون جوابه، «أبدا.. بالتأكيد لا».
والمحاولات الأولى للتدخين كانت دوما ترتبط بصورة الرجل أو المرأة في المجتمع،
فهي من دلائل استقلال الشخصية والاعتداد بالنفس والتمرد على المجتمع والشخصية
المعاصرة والناجحة على صعيد العمل والحياة الاجتماعية والمرتبطة بالقوة. وأكبر
مثال على ذلك الأفلام السينمائية *****لسلات التلفزيونية التي نشاهدها منذ
ابتكار التلفاز وحتى الآن.
والمدخن يمضي حياته وعضلات جسده وشرايينه تجاهد على الدوام لاكتساب حاجة الجسد
من الأكسجين، إلى جانب تلوث رئتيه والمذاق والرائحة الكريهة للتدخين واصفرار
الأسنان وغير ذلك. وما الذي يحصل عليه المدخن بالتأكيد لا شيء إنها عبودية
كاملة لحياتنا.
وجميع المدخنين يرثون لحالهم في داخل أنفسهم، ويمضون حياتهم حاملين تلك الظلال
الداكنة لإدمانهم التدخين في عقلهم الباطن.
ويفاجئنا الكاتب بمفهوم جديد مرتبط بالإعلام وغسل أدمغتنا منذ الطفولة بأن
التدخين عادة يصعب التخلص منها. ولكن هل هذا صحيح؟ الجواب، أن التدخين ليس
عادة بل هو إدمان النيكوتين وهذا هو سبب صعوبة الإقلاع عنه. غير أن الجميل في
الأمر أن الجسد يتحرر من النيكوتين خلال ثلاثة أسابيع فقط. والذي يدعو إلى
التساؤل، إذا لماذا يصعب التخلص من تلك العادة؟ ولماذا لا نستطيع إقناع
المدخنين بالتوقف عن التدخين؟
الفخ الخفي
إنه الفخ الوحيد أو العادة الوحيدة التي لا تشدك إليها بأية مغريات كلذة الطعم
أو الرائحة الجميلة أو التأثير الإيجابي على الجسد.إنه الفخ المرتبط بالوهم،
الوهم الإعلامي الذي خلقته شركات التبغ قبل مئات السنوات وروجت له من خلال
صورة اجتماعية زائفة لا ترتبط بمؤثرات التدخين على الإطلاق.
غير أن صعوبة التدخين التي تزيد كلما حاولنا التوقف لا تختلف أبدا عن بقية
الألغاز التي يسهل حلها لدى كشف غموضها ومعرفة مفاتيحها.
واعتمادا على ذلك علينا أن نعرف السبب الحقيقي لاستمرارنا في التدخين والمتمثل
في السببين التاليين:
1) إدمان الجسد للنيكوتين
2) الوهم الإعلامي وغسل أدمغتنا منذ الطفولة.
والنيكوتين أسرع مادة يمكن إدمانها، وسيجارة واحدة فقط كفيلة بإيقاعنا في الفخ
مدى الحياة. وكل جرعة من النيكوتين تصل إلى الدماغ عبر الرئة بسرعة أكبر حتى
من الهيروين الذي يحقن في العرق . ونظرا لسرعة انخفاض نسبة النيكوتين في الدم،
بمعدل نصف الكمية خلال نصف ساعة من تدخين السيجارة، وإلى ربع الكمية بعد ساعة،
فإن هذا يفسر التدخين المتواصل للمدخن.
والامتناع عن التدخين لا يعرض الجسد لأية آلام عضوية، بل عوارضه تكمن في
الجانب النفسي مثل الشعور بالفراغ أو الخواء الداخلي وعدم الشعور بالأمان،
وفقدان الثقة بالنفس والتوتر والانزعاج وغير ذلك.
ومعاودة التدخين تتمثل في محاولة ملء هذا الفراغ أو استعادة المشاعر المفقودة.
ويلخص الكاتب الأسباب التي تمنع المدخن من معرفة الأسباب الحقيقية لتدخينه في
النقاط الثلاث التالية:
1) منذ الولادة ونحن عرضة للوهم الإعلامي
2) لأن عوارض التوقف عن التدخين لا تحمل ألما جسديا في حين يعيد التدخين حالة
الاطمئنان والثقة بالنفس.
3) والسبب الحقيقي جهلنا بأن النيكوتين يؤثر في جسدنا بصورة عكسية، أي أننا
عندما لا ندخن نشعر بالمعاناة ولأن التدخين في المراحل الأولى غير ملموس
النتائج فإننا نعتقد بأننا لم نتأثر به.
وبالطبع فإن السيجارة وحدها التي تحظى بالأهمية كلها. وعلى المدخن أن يدرك بأن
توقفه عن التدخين لا يفقده أبدا تلك المتعة التي يتوهم وجودها.
ويمكن للمدخن أن يقارن عادة التدخين بعادة الطعام لإدراك الفرق الشاسع بينهما
والوعي بالحالة التي يخلقها فينا التدخين.
1) نحن نأكل لنعيش ونطيل حياتنا، في حين أن التدخين يقصر عمرنا فقط
2) للطعام مذاق لذيذ وممتع، بينما التدخين سام وضار.
3) تناول الطعام يمنحنا الشعور بالشبع، ولا يولد الجوع فينا مجددا مثل كل
سيجارة ندخنها.
تفكيك الوهم الإعلامي والعقل الباطن:
العاملون في صناعة الإعلام يدركون تماما التأثير القوي للعقل الباطن، ومن خلال
تصويرهم للمتعة والنشوة التي يكتسبها المدخن يحققون هدفهم . وتلك الشركات تمول
وترعى العديد من الأفلام الحربية والاجتماعية التي تمثل إما بحث الجنود عن
أعقاب السجائر ولهفتهم لأخذ نفس منها أو في شخصية البطل الواثق من نفسه
والسيجارة أو السيجار يظهران دوما في المواقف الحرجة أو الرومانسية ولكأنها
ترفد البطل بقوة خفية.
وعلينا كمدخنين أن نعمل على إعادة برمجة عقلنا الباطن وإعادة بناء قناعاتنا في
هذا الشأن وطرح السؤالين التاليين على أنفسنا:
1) لماذا ندخن؟
2) هل نحتاج السيجارة حقا؟
والجواب بالتأكيد لا. أما لماذا ندخن، فلأننا وقعنا في الفخ ومن الصعب علينا
التوقف الآن، لأننا على قناعة في داخلنا بأننا نقوم بحرمان أنفسنا من حاجة
أساسية لنا.
ويستعرض الكاتب ويفند الحالات التي يظن المدخنون بأن السيجارة تساعدهم على
تجاوزها، ويبدأ بحالة التوتر التي يسعى من خلالها المدخن لتهدئة أعصابه بتدخين
سيجارة، في حين أن النيكوتين يزيد من تعب الجهاز العصبي. وكذلك بشأن الملل وفي
حالة الحاجة إلى التركيز حيث يقوم النيكوتين يمنع وصول الكميات المعتادة من
الأوكسجين إلى الدماغ مما يضعف القدرة على التركيز.
أما فيما يتعلق بشأن الاسترخاء، فإن أفضل أوقات المدخن هي التدخين بعد تناول
وجبة طعام والاسترخاء. وموعد الوجبه في الواقع هو موعد توقفنا عن العمل، حينما
نجلس ونسترخي بعد أن أشبعنا جوعنا وروينا عطشنا، غير أن المدخن لا يستطيع
الاسترخاء لأن عليه إشباع المارد في داخله وتزويده بالنيكوتين.
والطريقة السهلة في التوقف عن التدخين، تدعونا لنسأل أنفسنا ما الذي نتخلى
عنه؟ والجواب، لا شيء. غير أن الذي يجعل الأمر صعبا هو الخوف من حرماننا من
عاداتنا ومتعنا والخوف من مواجهة ضغوطات الحياة اليومية من دونها.
والإعلام يوهمنا بأننا أضعف ولا نملك المقدرة على مقاومتها، وبأن السيجارة قد
ولدت نفسها داخلنا وسنفتقد أنفسنا بفقدانها.
وهنا علينا أن نتذكر بأن السيجارة لا تعوض الشعور بالحاجة أو الفقدان بل تخلقه
فينا.
يتبع