الصاعد نت
4 - 5 - 2004, 08:37 AM
صرخة طفلة
لن أضع امامكم صورتي ..ولن أقول لكم من انا .. لكنكم تعرفونني .. أنا إبنة أحد الذين لقوا حتفهم يوم الأربعاء في الرياض. فقدت أبي إلى الأبد في هذه الحياة. أتوا إلينا الجيران والناس للعزاء وذهبوا ثم عادوا يوم الخميس وذهبوا ... في مساء اليوم الثاني .. بدأت أتأمل الصحف والمواضيع ونشرات الأخبار .. أحاول ان أفهم لماذا قتلوه؟ لم أجد سبباً يقنعني .. لم تتحدث الجرائد عن اي سبب .. قرأت فقط أن من قام بهذا العمل مجرم وسفاك دماء.
لقد كان أبي حانـّاً ورحيماً .. يشتري لي في كل مرة يرى ورقة الدرجات المدرسية هدية نجاح وأذهب معه وبقية أهلي في كل يوم خميس لمطعم وسوق .. ثم نعود أنا وهو وأمي وأخوتي فرحين ... يطمئنني الكثير من الأقارب أن والدي شهيد إنشاء الله ... لقد كان يصلي ويصوم ويزكـّي وقد حج البيت الحرام أربع مرات .. كان يبذل من ماله بسخاء للمحتاجين أينما يجدهم أو يقابلهم وقد كفل يتيمين في العام الماضي عن طريق جمعية رعاية الأيتام في المملكة .. هذا الشعور أكسبني الكثير من الطمأنينة والهدوء .. بدأت أشعر بالراحة .. سأسعى بكل ما منحني الله من قوة وطول عمر ورزق أن أفعل الخير وأن أساعد المحتاج وسأطرد من عقلي أي مشاعر للإنتقام والكراهية وسأتجنب النميمة والحقد والكيد .. سأدعو ربي صباح مساء بأن ألقى أبي في الجنة التي وعد بها المتقون.
. .
يوم أمس هو اليوم الثالث ... قيل لي من بعض الزميلات أن من قتل أبي يرى نفسه شهيداً وقد قام بما قام به طمعاً في رضاء الله والدخول للجنة ... نعم الجنة. تقول أحداهن .. "لقد قرأت البيان الذي صدر منهم .. هم متدينون ويستدلون بقتلهم للناس بآيات من القرآن ويطلبون المغفرة من الله والجنة" ... "أيضاً يقول احدهما للآخر في شريط فيديو .. نراك في الجنة .. ثم يبتسمون ويقهقهون بكل ثقة وطمأنينة". !!! نظرت إليها ووجدتها جادة .. لم تكن تمزح.
. .
شهقت ... ثم صرخت .. وبكيت ولم أقل شيئاً ... بقيت صامتة .. غاضبة .. أريد ان أبكي وأبكي .. لقد أصبحت الدنيا أمامي مظلمة .. ليلة البارحة .. بدأ الأرق يصيبني في المنام .. دخل إلى عقلي اليأس الذي لم أعرفه من قبل وأصابني في مقتل .. أنظر إلى سقف الغرفة وأتأمل وأتساءل .. ولا أنام. لا يوجد عندي إلا سؤآل واحد أثقل كاهلي ... سؤآل بدأت به ولم أتمكن من التخلص منه .. بدأت أتحدث مع نفسي بلا إجابة ... دخلت علي أمي كعادتها لتتأكد من وضع الغطاء والمخدة .. وجدتني جالسة على سريري .. قالت "يا بنتي سمّــي بالله الرحمن الرحيم وإقرأي القرآن ... سيأتيك النوم إنشاء الله". لكنها لا تعلم بماذا أفكر. تعود بعد قليل ... ثم بدأت أتظاهر امامها بأني نائمة ... سؤآلي أصبح يقين ورعب .. سؤآلي أصبح مؤرقاً وقاتلاً .. سؤآلي أصابني في الصميم .. سؤآلي أصبح حقيقة وليس إفتراضاً.
. .
هل إن رضيت عني يا ربي وأدخلتني الجنة .. هل سأرى قاتل أبي أيضاً هناك؟؟؟
هل سنتحدث؟
هل سأبتسم بوجهه؟
كيف أقابله؟
كيف أهرب منه؟؟
يا ربي ... هل ستدخله الجنة معي ومع أبي ؟؟؟
. . .
يا ربي .. لا أريد أن نراه ... لا ... لا .... لا
. . . .
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
الآن ... أستغفرك يا ربي وأتوب إليك .. منك العدل وإليك .. تقبل دعائي لوالدي ولأمي وأخوتي وكل من واسانا ولكل يتيمة ويتيم. أللهم تولهم برعايتك وإحفظهم من كل أذى وأدخلهم الجنة التي وعدت بها عبادك المخلصين.
___________
منقووول
لن أضع امامكم صورتي ..ولن أقول لكم من انا .. لكنكم تعرفونني .. أنا إبنة أحد الذين لقوا حتفهم يوم الأربعاء في الرياض. فقدت أبي إلى الأبد في هذه الحياة. أتوا إلينا الجيران والناس للعزاء وذهبوا ثم عادوا يوم الخميس وذهبوا ... في مساء اليوم الثاني .. بدأت أتأمل الصحف والمواضيع ونشرات الأخبار .. أحاول ان أفهم لماذا قتلوه؟ لم أجد سبباً يقنعني .. لم تتحدث الجرائد عن اي سبب .. قرأت فقط أن من قام بهذا العمل مجرم وسفاك دماء.
لقد كان أبي حانـّاً ورحيماً .. يشتري لي في كل مرة يرى ورقة الدرجات المدرسية هدية نجاح وأذهب معه وبقية أهلي في كل يوم خميس لمطعم وسوق .. ثم نعود أنا وهو وأمي وأخوتي فرحين ... يطمئنني الكثير من الأقارب أن والدي شهيد إنشاء الله ... لقد كان يصلي ويصوم ويزكـّي وقد حج البيت الحرام أربع مرات .. كان يبذل من ماله بسخاء للمحتاجين أينما يجدهم أو يقابلهم وقد كفل يتيمين في العام الماضي عن طريق جمعية رعاية الأيتام في المملكة .. هذا الشعور أكسبني الكثير من الطمأنينة والهدوء .. بدأت أشعر بالراحة .. سأسعى بكل ما منحني الله من قوة وطول عمر ورزق أن أفعل الخير وأن أساعد المحتاج وسأطرد من عقلي أي مشاعر للإنتقام والكراهية وسأتجنب النميمة والحقد والكيد .. سأدعو ربي صباح مساء بأن ألقى أبي في الجنة التي وعد بها المتقون.
. .
يوم أمس هو اليوم الثالث ... قيل لي من بعض الزميلات أن من قتل أبي يرى نفسه شهيداً وقد قام بما قام به طمعاً في رضاء الله والدخول للجنة ... نعم الجنة. تقول أحداهن .. "لقد قرأت البيان الذي صدر منهم .. هم متدينون ويستدلون بقتلهم للناس بآيات من القرآن ويطلبون المغفرة من الله والجنة" ... "أيضاً يقول احدهما للآخر في شريط فيديو .. نراك في الجنة .. ثم يبتسمون ويقهقهون بكل ثقة وطمأنينة". !!! نظرت إليها ووجدتها جادة .. لم تكن تمزح.
. .
شهقت ... ثم صرخت .. وبكيت ولم أقل شيئاً ... بقيت صامتة .. غاضبة .. أريد ان أبكي وأبكي .. لقد أصبحت الدنيا أمامي مظلمة .. ليلة البارحة .. بدأ الأرق يصيبني في المنام .. دخل إلى عقلي اليأس الذي لم أعرفه من قبل وأصابني في مقتل .. أنظر إلى سقف الغرفة وأتأمل وأتساءل .. ولا أنام. لا يوجد عندي إلا سؤآل واحد أثقل كاهلي ... سؤآل بدأت به ولم أتمكن من التخلص منه .. بدأت أتحدث مع نفسي بلا إجابة ... دخلت علي أمي كعادتها لتتأكد من وضع الغطاء والمخدة .. وجدتني جالسة على سريري .. قالت "يا بنتي سمّــي بالله الرحمن الرحيم وإقرأي القرآن ... سيأتيك النوم إنشاء الله". لكنها لا تعلم بماذا أفكر. تعود بعد قليل ... ثم بدأت أتظاهر امامها بأني نائمة ... سؤآلي أصبح يقين ورعب .. سؤآلي أصبح مؤرقاً وقاتلاً .. سؤآلي أصابني في الصميم .. سؤآلي أصبح حقيقة وليس إفتراضاً.
. .
هل إن رضيت عني يا ربي وأدخلتني الجنة .. هل سأرى قاتل أبي أيضاً هناك؟؟؟
هل سنتحدث؟
هل سأبتسم بوجهه؟
كيف أقابله؟
كيف أهرب منه؟؟
يا ربي ... هل ستدخله الجنة معي ومع أبي ؟؟؟
. . .
يا ربي .. لا أريد أن نراه ... لا ... لا .... لا
. . . .
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
الآن ... أستغفرك يا ربي وأتوب إليك .. منك العدل وإليك .. تقبل دعائي لوالدي ولأمي وأخوتي وكل من واسانا ولكل يتيمة ويتيم. أللهم تولهم برعايتك وإحفظهم من كل أذى وأدخلهم الجنة التي وعدت بها عبادك المخلصين.
___________
منقووول