جوهرة المنتدى
10 - 8 - 2009, 10:34 PM
http://www.free-syria.com/images/articles/26745.jpgالضرب في المدارس الحكومية: نفي معلن وتأكيد تطبيقي
مع بدء فتح المدارس أبوابها، تتبادر في الأذهان مرة أخرى قضايا العنف والضرب في المدارس الحكومية، وعلى الرغم من أن الضرب ممنوع في تعليمات وقوانين وزارة التربية والتعليم، إلا أن الأمر يختلف على أرض الواقع اختلافا يستحق الخوض فيه.
الضرب في المدارس ظاهرة قديمة لم تكن محددة بقوانين ما قبل التسعينات، ومع مصادقة الأردن على "اتفاقية حقوق الطفل" عام 1991، و"اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة" عام 1991 أيضاً، منع الضرب في المدارس على أساس هاتين الاتفاقيتين.
وفي المقابل، ومع تطور الحياة والأساليب المعيشية لدى الأفراد وتطور العلاقة ما بين المدرس والطالب والتي بدأت تندحر بشكل كبير ما يزال هناك أفراداً من المربين والمعلمين يمارسون الضرب والتعنيف كوسيلة للسيطرة على الطلبة سواء في المراحل الأساسية أو الثانوية.
مدارس الذكور..
قد تكون الأكثر تعرضا لمثل هذه الممارسات هي مدارس الذكور، ذلك لأنهم على الأغلب الأكثر ميلاً لعدم الانضباط ولفت النظر وإثبات الوجود كما يقول علم النفس، ولذلك فأغلب المشكلات تحصل في مدارس الذكور أكثر منها في مدارس الإناث.
والمعلم دائما أول من يُحمّل المسؤولية على عدم انضباطية الصف، لأن المدرس المحترف يعرف كيف يسير الحصة الدراسية دون أن يترك مجالاً للطلبة لأن يتلهّوا بأي شيء آخر غير الدرس، والأستاذ يحيى الغروز يؤكد أن "علاقتنا مع الطلبة علاقة احترام متبادل، وقد اعتدنا ان الضرب سلوك لا يجب أن نلجأ له وخيار معدوم في تعاملنا مع الطالب".
ولكنه الأستاذ يحيى يعود ليقول "بعض المعلمين يلجأون للعقاب المدني، وفي بعض الأحيان تصل عملية الاستفتاز الى المقابلة بالمثل، فيكون السؤال (لماذا أوصل المعلم الطالب لهذه المرحلة حتى يرد عليه بأسلوب مماثل؟) أي أن المعلم عليه أن ينتبه في سلوكه مع الطالب ويضبط أعصابه ويستعيض عنها بوسائل أخرى لعلاج أي مشكلة، وهناك تعليمات من وزارة التربية أن لا يستخدم هذا الخيار نهائياً، والطلاب والأهالي والمعلمين أصبحوا على وعي بهذه التعليمات".
وذلك لا ينفي أن هناك ضربٌ في المدارس الحكومية، وربما يكون ضرباً علنياً يعمد فيه المدرسين (غير الواعين لخطورته) إهانات وتعنيف للطلبة ويقول الأستاذ يحيى "قد يضرب المعلم الطالب ويهينه أمام طلابه في الطابور الصباحي أمام ألف طالب فهذا يثير استفزاز الطالب ويجعله يتعامل مع أستاذه بالمثل".
أما الأدارة المدرسية وتغطيتها على ضرب المعلم فيقول الأستاذ يحيى "الإدارة المدرسية لديها توجه أن تحمي المعلم دائما وتدافع عنه، والأصل أن تقوم بالإجراء السريع مع المعلم الذي مارس العقوبة مادام هناك لوائح وتعليمات تمنع استخدام العقاب المدني والمعلم المفروض أن يعي أنه على خطأ".
ويتابع "لا اخفي أنه وفي بعض الأحيان لا ينصف الطالب ويوضع الحق عليه، وفي أحيان أخرى يحاولون مجاملة الطالب حتى ينتهي من الموضوع وينسوه إياه، فهم يرون أن من الصعب أن يصل المعلم لمرحلة الاعتذار من الطالب وأحيانا المعلم نفسه يرفض أن يعتذر ويواجه الطالب بخطأه، فيترسب لدى الطالب الشعور بالظلم وأن الإدارة لا تنصفه، والمفروض أن يعتبر المعلم الطالب إبنه وسيأتي يوم من الأيام أن يعامل أحد المعلمين ابنك بمثل ما تعاملت مع الآخرين".
نفي.. وتأكيد!
الإدارة المدرسية تلعب دورا كبيراً في العملية التربوية، ومدير المدرسة هو الذي ترجع إليه معالجة المشاكل إذا تطورت، والأستاذ سعيد الخطيب مدير مدرسة ثانوية شاملة تعدادها 15** طالب نفى أن يكون هناك ضرب في المدارس الحكومية لأن هدف المدرسة ليس الضرب وإنما التعليم والتأديب ويتابع "المدارس ليست ميدان قتال وشجار، نحن نعلم ونؤدب أبنائنا لكننا لا نضرب فالضرب لا يمارسه سوى الجبناء، ونحن نريد أن نغرس في أبنائنا الثقة بالنفس والكبرياء وليس أن نغرس فيهم العقد".
فيما يؤكد الخطيب أن "المعلم إذا كان يتمتع بمهارات الإدارة الصفية فلن يجد مشاكل في صفه، فالضرب ممنوع والمعلم الذي يلجأ الى الضرب يجب أن لا يكون معلما وهو مرفوض ليس فقط في مدارسنا ولكن أيضا في بيوتنا نحن ضد العنف المدرسي والمنزلي نريد أن نتخلص منه".
وفي الوقت الذي يرى فيه الخطيب أن الضرب في المدارس الحكومية ليست ظاهرة، لأنها تمارس بشكل قليل وسلبي لأن التشريعات التربوية تعالج المشاكل ضمن تطبيق الانضباط المدرسي، يقول الطالب في الصف العاشر أسامة الجيتاوي أن "هناك ضرب في كل المدارس الحكومية وهو شيء معروف، فكثيرا ما كان الأساتذة يحملون العصي معهم فيخبئونها حينما يأتي أحد المشرفين من التربية".
وحين سألناه عن سبب لجوء المعلم للضرب قال أسامة "قيام بعض الطلبة ببعض الحركات المشاغبة في الصف أو الحديث مع الزملاء أو التقصير في أي من الواجبات المطلوبة منه".
إلا أن أسامة يبرر هذا الضرب بقوله "بعض الطلبة يستحقون الضرب، فلو وضعت نفسي مكان الأستاذ (كان الله في عوني)، فلست ألوم الأستاذ على طريقة الضرب كقعاب فطلابنا ليس لهم حل آخر مع أنني أعارض الضرب بشكل كبير لكنني لا أعتقد أن هناك طريقة أخرى".
وعلى الرغم من تأكيد أسامة على وجود ضرب في المدارس الحكومية، إلا أن الأستاذ الخطيب يقول "الضرب ولى منذ عهد طويل على الأقل منذ 10 سنوات، وأنا لا أؤمن بالعقاب المبني على الضرب فهناك وسائل أخرى ألجأ لها في العقاب لأن هدفي أن احسس الطالب بخطأه وليس أن أعاقبه كي أنتقم منه، نحن لا نريد ان نعاقب بل أن نعدل سلوكاتنا ونزيد ونعزز الثقة بالنفس لدى هؤلاء الأبناء".
ضرب في المراحل الاساسية..
الطالب يزن التميمي فرق ما بين المرحلتين الاساسية والثانوية، مؤكداً أن الطلبة في المرحلة الثانوي أكثر تعقلاً، ولذلك يقول"الضرب كان في المراحل الأساسية أكثر بحكم عمر الطلاب فهم يكونون لأكثر وقاحة، أما في المدرسة الثانوية فالضرب اخف بكثير".
وبرأي يزن "فالضرب وسيلة للعقاب لأن هناك الكثير من الطلبة لا يستوعبون الأمور بالكلام فحينما يضرب الأستاذ يبدأون بالاستجابة إلى تعليماته ولكن ليس كل الطلبة بالتأكيد".
حول ما إذا كان الطالب ينصف إذا كان الحق على المعلم يقول يزن "مدراء المدارس يحاسبون المخطأ دائما، فليس كل الخطأ على الطالب وحده ففي ذات مرة حصلت مشكلة معي وزملائي وذهبنا الى مدير المدرسة ووقف معنا".
لكن حين سألناه: (وماذا حصل للأستاذ المخطأ؟) أجاب يزن: "لا أدري تفاهم معه المدير وكان غاضبا مما فعله معنا".
الضرب هو الحل الحل الأنسب، هكذا يرى الطالب عبدالله والذي يؤكد أن "الأساتذة يجدونه الحل الأنسب للتعامل مع الطلبة، فهناك أسباب كثيرة لضرب الطلاب مثل المشاغبات في الصف وعدم القيام بالواجبات التي عليه أو التأخر، لكن مثلاً إذا كان الطالب يسكن في نفس حي الاستاذ لا يضربه".
فيما يعارض يزن بقوله أن مدير المدرسة لا يحل المشكلة بل يقف الى جانب الأمعلم دائماً "المدير يكون أقوى من الطلبة ولا يحل المشكلة التي تحصل فيقف مع الأستاذ وطرف واحد هو الذي يُسمع وهو الأستاذ أما الطالب فلا يسمع كلامه بتاتاً".
ويفضل عبدالله الأساتذة الصغار حديثي الخبرة لأنهم "يكونوا في أحيان أفضل من الأساتذة الكبار في السن، فهم يفهموننا ويكونوا أصدقاء لنا ونفضلهم على الأساتذة الآخرين".
في مدارس الإناث...
رهف طالبة في الصف الرابع متفوقة في مدرستها وملتزمة بواجباتها، لكنها مرضت ذات يوم دراسي ولم تستطع الذهاب الى المدرسة، ففاتها الواجب المدرسي في اليوم التالي، وكان أن عاقبتها المدرسة بالضرب.
وحينما سألناها عن سبب ضرب المعلمة لها قالت "ضربتني المعلمة مرة واحدة لأنني كنت مريضة ولم أقم بواجبي، ولم تصدقني على الرغم من انني متفوقة، أمي وأبي جاؤوا الى المدرسة واعترضوا، إلا أن المديرة والمعلمات يستمرون بضرب الطالبات".
وعن رأي رهف الصغيرة بالضرب قال "لا يجب أن يضرب المعلمين الطلاب لأنهم صغار، هناك معلمات يضربن الطالبات بالعصا ويرسلن بهن للمديرة، وحين يذهبن للمديرة تصرخ بهن مرة أخرى وتضربهن، وكثيرا ما تخبر الطالبة أمها وأبوها ويأتون الى المدرسة ليعرفوا المشكلة إلا أنهم يسامحون المعلمة والمديرة ولا يحصل شيء بعدها".
أما والدتها فهي ستنقلها لمدرسة خاصة قريباً لبعض الأسباب من بينها الضرب في المدرسة، وتقول "الضرب لا يجوز فمن الممكن العقاب عن طريق أشياء أخرى كالتعليم وغيره".
إلا أن بعض الأهالي لا يمانعون في ضرب المعلمين لأبنائهم والسبب برأي والدة رهف "بصراحة هناك طالبات يستحققن الضرب، فأنا كنت اذهب لزيارة المدرسة لمدة ربع ساعة وكنت أرى حركات استفزازية من قبل البنات فأتخيل أن المدرسة تريد إعطاء حصتها وإكمال ما عليها".
لكنها تؤكد "الأغلب أن الأهل يحبون مصلحة أبنائهم فقد لا أكون أشد على أبنائي في البيت لكنني أريد أن تشد عليها المدرسة كي تكون مميزة في المدرسة بالعلامات والانضباط وقليلاً ما نجد أهالي يغضبون من ضرب أبنائهم، فهم يشجعونه لكن ليس أن يظلم الطالب مثلما حصل مع رهف حينما كانت مريضة".
والمعلمات يؤكدن..
"لابد أن يكون هناك ضرب للطلاب وخاصة في المرحلة الأساسية لأن الطفل في هذه المرحلة يجب أن يتعرض للخوف" هكذا بدأت المعلمة سمية والتي تدرس الصفوف الدنيا كلامها، مؤكدة أن هذا الضرب لا يجب أن يصل حد الإرهاب وإنما "أن تعمل الطالبة أو الطالب حساباً للمعلم".
وهي ترى أن الجيل الجديد يحتاج لهذا الأسلوب في التعامل "وخاصة أن جيلنا في الوقت الحاضر لديهم وعي بأشياء كثيرة في الحياة، وليس لديهم براءة مطلقة كما في الأجيال القديمة، فهم لا يخافون المعلم خاصة الطلاب في المرحلتين المتوسطة والدنيا".
لكن سمية تؤكد أن خيار الضرب يأتي بعد استنفاد كل الأساليب الأخرى "الضرب يأتي بعد استخدام كل الأساليب الممكنة كآخر خيار، لأن المعلم مطالب بضبط الصف حتى يستطيع أن يستغل أكبر وقت ممكن من الحصة فبدون تخويف بمرحلة معينة لن نستطيع ان ندرس شيئاً".
وسمية تدرك أن وزارة التربية والتعليم تمنع الضرب في تعليماتها وتقول "نحن نعرف أن الضرب ممنوع ومنصوص على هذا في كتب الوزارة، لكننا نستخدم الضرب مع ذلك وخاصة في المدارس المختلطة أو مدارس الذكور في المرحلة الأساسية".
وتزيد على تأكيدها "هناك ضرب، ومستحيل ان يقول أستاذ أنه لا يستخدم الضرب طوال أيام السنة، بعض الأهالي يغضبون من ضرب أبنائهم خاصة إذا كانوا متفوقين، لكن البعض الآخر يطلبون منا أن نضربهم لأنهم لا يستطيعون ضبطهم في البيت ويريدون تأديبهم في المدرسة".
وينفين..
وعلى الرغم من ذلك فمعلمة المرحلة الثانوية نجاح فريحات لا تجد أن أسلوب الضرب ما يزال موجوداً لأنه "لم يعد يجدي مع الطلبة فو انقرض سواء في المرحلة الأساسية أو حتى في المرحلة الثانوية على مستوى البنين، وهذا الاسلوب لا يلجأ إليه المعلمون إلا إذا كان عاجزاً عن اتباع الوسائل التعليمية الحديثة مع الطالب، فلا اعتقد أنه يعجز الوسيلة المناسبة للتعامل مع الطلاب والطالبات".
لكنها المعلمة فريحات تؤكد أن ظاهرة الضرب لا يمكن أن تعمم وهي عبارة عن ممارسات فردية وتقول "من خلال خبرتي في المدارس التي درست بها وخبرات زميلاتي في مدارس أساسية أو ثانوية لا أجد أن هذه الظاهرة موجودة بشكل ملحوظ، قد تكون بعض حالات فردية وتتركز في مدارس البنين وليس الإناث،ربما لأن طبيعة الطلاب كثيرو الحركة والمشاغبة والذي يريد التعبير عن نفسه بشكل أكبر من الطالبات لكنني أعتبرها ظاهرة فردية لا يمكن أن تعمم في المدارس الحكومية مطلقاً".
الضرب: إهانة إنسانية
الضرب في المدارس يعتبر ممارسة لا إنسانية حاطة بالكرامة، والطفل الذي يتعرض للضرب باستمرار يصبح عدوانيا ومحبطاً، ولهذا فكل النظم تمنع الضرب في المدارس، وهو إن وجد ممارسة فهو شخصية مرتبطة بوعي المدرس، وليس جزءا من أي منهاج تربوي تجيز للمدرس ضرب الطلاب.
هذا هو رأي حقوق الإنسان بقضية الضرب في المدارس، حيث يرى رئيس المركز الأردني للتنمية وحقوق الإنسان طالب السقاف أن "هناك تعميم من وزارة التربية والتعليم يتجدد كلما ظهرت حادثة من الحوادث، مضمونه أن يُحظر على المدرسين ومدراء المدارس والمشرفين التربويين اللجوء لأي سلوك عنيف كالإهانات الجارحة تجاه الطفل، لكن ليس هناك قانون في الأردن ينص على منع الضرب سوى اتفاقية حقوق الطفل ومناهضة التعذيب التي صادق عليها عام 1991 والتي تنطوي ضمنياً على هذا الحظر".
ويتابع السقاف "من يثبت أنه لجأ لضرب الطلبة في المدارس فهو يتعرض لمستويين من المسؤولية أولا المسؤولية التأديبية كونه موظف وقام بعمل يخرج عن مقتضيات وظيفته والآخر هو المسؤولية الجزائية وهو الإيذاء، فيستطيع الطالب أن يحصل على تقرير طبي يثبت تعرضه للإيذاء وتقديم شكوى بحق المدرس ليمثل أمام المحكمة والمدعي العام".
وحول ما إذا كان الضرب مسموح إذا طلب الأهل ذلك وخاصة في الصفوف الدنيا يقول السقاف "لا يجوز القياس على النص القانوني الذي يبيح بعض ضروب العنف الذي ينشأ عن ضروب التأديب التي يلحقها الآباء بالأبناء، وهذا في نص قانون العقوبات عنف لا يتحمل فاعله أية مسؤولية جزائية باعتباره عنف مبرر وشرطه أن يصدر من الأولياء والأوصياء تحديدا والمعلم ليس أحدهم، وأن يكون منسجماً مع مقتضيات ما جرى عليه العرف والعادة كأن يضرب الأب ابنه ضرباً غير مؤذي لتأديبه، وبذلك لا يجوز القياس عليها في حالة المعلم".
دور الحقوقيين في قضية الضرب في المدارس لابد أن يفعل أكثر، يقول السقاف "تم الاهتمام بمسألة العنف بالأوساط الأكاديمية في المدارس والجامعات ومن ضمنها عنف المعلمين ضد الطلاب، لكن المشكلة أن البحث يبقى غالباً ضمن العنف بين الطلاب أنفسهم".
وعلى الرغم من التعليمات الواضحة من قبل وزارة التربية والتعليم بمنع الضرب في المدارس، لكل الاعتبارات التي ذكرت، إلا أن التخلي عن مسألة الضرب وبخاصة في المراحل الأساسية من التعليم في المدارس الحكومية يبدو بعيد المنال في الأوضاع المعيشية الصعبة، وتطورات الحياة الاجتماعية المختلفة التي يعانيها المعلمون والمعلمات، والذين يقفون حائرين بين الرغبة في تطبيق عملية تربوية سليمة وبين جيل ماليومية أشبه بعملاق خارت قواه وما عاد يقدر على الاستمرار بالإمساك بزمام الأمورتمرد وضغوطات تحيل هذه العملية المدرسية
عشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان الأمانة
و الموضوع منقووول من موقع عمان نت
لا اريد منكم شكر و لا ثناء و لكن كل ما اريده منكم دعوة بظهر الغيب
أختكم
جوهرة المنتدى
مع بدء فتح المدارس أبوابها، تتبادر في الأذهان مرة أخرى قضايا العنف والضرب في المدارس الحكومية، وعلى الرغم من أن الضرب ممنوع في تعليمات وقوانين وزارة التربية والتعليم، إلا أن الأمر يختلف على أرض الواقع اختلافا يستحق الخوض فيه.
الضرب في المدارس ظاهرة قديمة لم تكن محددة بقوانين ما قبل التسعينات، ومع مصادقة الأردن على "اتفاقية حقوق الطفل" عام 1991، و"اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة" عام 1991 أيضاً، منع الضرب في المدارس على أساس هاتين الاتفاقيتين.
وفي المقابل، ومع تطور الحياة والأساليب المعيشية لدى الأفراد وتطور العلاقة ما بين المدرس والطالب والتي بدأت تندحر بشكل كبير ما يزال هناك أفراداً من المربين والمعلمين يمارسون الضرب والتعنيف كوسيلة للسيطرة على الطلبة سواء في المراحل الأساسية أو الثانوية.
مدارس الذكور..
قد تكون الأكثر تعرضا لمثل هذه الممارسات هي مدارس الذكور، ذلك لأنهم على الأغلب الأكثر ميلاً لعدم الانضباط ولفت النظر وإثبات الوجود كما يقول علم النفس، ولذلك فأغلب المشكلات تحصل في مدارس الذكور أكثر منها في مدارس الإناث.
والمعلم دائما أول من يُحمّل المسؤولية على عدم انضباطية الصف، لأن المدرس المحترف يعرف كيف يسير الحصة الدراسية دون أن يترك مجالاً للطلبة لأن يتلهّوا بأي شيء آخر غير الدرس، والأستاذ يحيى الغروز يؤكد أن "علاقتنا مع الطلبة علاقة احترام متبادل، وقد اعتدنا ان الضرب سلوك لا يجب أن نلجأ له وخيار معدوم في تعاملنا مع الطالب".
ولكنه الأستاذ يحيى يعود ليقول "بعض المعلمين يلجأون للعقاب المدني، وفي بعض الأحيان تصل عملية الاستفتاز الى المقابلة بالمثل، فيكون السؤال (لماذا أوصل المعلم الطالب لهذه المرحلة حتى يرد عليه بأسلوب مماثل؟) أي أن المعلم عليه أن ينتبه في سلوكه مع الطالب ويضبط أعصابه ويستعيض عنها بوسائل أخرى لعلاج أي مشكلة، وهناك تعليمات من وزارة التربية أن لا يستخدم هذا الخيار نهائياً، والطلاب والأهالي والمعلمين أصبحوا على وعي بهذه التعليمات".
وذلك لا ينفي أن هناك ضربٌ في المدارس الحكومية، وربما يكون ضرباً علنياً يعمد فيه المدرسين (غير الواعين لخطورته) إهانات وتعنيف للطلبة ويقول الأستاذ يحيى "قد يضرب المعلم الطالب ويهينه أمام طلابه في الطابور الصباحي أمام ألف طالب فهذا يثير استفزاز الطالب ويجعله يتعامل مع أستاذه بالمثل".
أما الأدارة المدرسية وتغطيتها على ضرب المعلم فيقول الأستاذ يحيى "الإدارة المدرسية لديها توجه أن تحمي المعلم دائما وتدافع عنه، والأصل أن تقوم بالإجراء السريع مع المعلم الذي مارس العقوبة مادام هناك لوائح وتعليمات تمنع استخدام العقاب المدني والمعلم المفروض أن يعي أنه على خطأ".
ويتابع "لا اخفي أنه وفي بعض الأحيان لا ينصف الطالب ويوضع الحق عليه، وفي أحيان أخرى يحاولون مجاملة الطالب حتى ينتهي من الموضوع وينسوه إياه، فهم يرون أن من الصعب أن يصل المعلم لمرحلة الاعتذار من الطالب وأحيانا المعلم نفسه يرفض أن يعتذر ويواجه الطالب بخطأه، فيترسب لدى الطالب الشعور بالظلم وأن الإدارة لا تنصفه، والمفروض أن يعتبر المعلم الطالب إبنه وسيأتي يوم من الأيام أن يعامل أحد المعلمين ابنك بمثل ما تعاملت مع الآخرين".
نفي.. وتأكيد!
الإدارة المدرسية تلعب دورا كبيراً في العملية التربوية، ومدير المدرسة هو الذي ترجع إليه معالجة المشاكل إذا تطورت، والأستاذ سعيد الخطيب مدير مدرسة ثانوية شاملة تعدادها 15** طالب نفى أن يكون هناك ضرب في المدارس الحكومية لأن هدف المدرسة ليس الضرب وإنما التعليم والتأديب ويتابع "المدارس ليست ميدان قتال وشجار، نحن نعلم ونؤدب أبنائنا لكننا لا نضرب فالضرب لا يمارسه سوى الجبناء، ونحن نريد أن نغرس في أبنائنا الثقة بالنفس والكبرياء وليس أن نغرس فيهم العقد".
فيما يؤكد الخطيب أن "المعلم إذا كان يتمتع بمهارات الإدارة الصفية فلن يجد مشاكل في صفه، فالضرب ممنوع والمعلم الذي يلجأ الى الضرب يجب أن لا يكون معلما وهو مرفوض ليس فقط في مدارسنا ولكن أيضا في بيوتنا نحن ضد العنف المدرسي والمنزلي نريد أن نتخلص منه".
وفي الوقت الذي يرى فيه الخطيب أن الضرب في المدارس الحكومية ليست ظاهرة، لأنها تمارس بشكل قليل وسلبي لأن التشريعات التربوية تعالج المشاكل ضمن تطبيق الانضباط المدرسي، يقول الطالب في الصف العاشر أسامة الجيتاوي أن "هناك ضرب في كل المدارس الحكومية وهو شيء معروف، فكثيرا ما كان الأساتذة يحملون العصي معهم فيخبئونها حينما يأتي أحد المشرفين من التربية".
وحين سألناه عن سبب لجوء المعلم للضرب قال أسامة "قيام بعض الطلبة ببعض الحركات المشاغبة في الصف أو الحديث مع الزملاء أو التقصير في أي من الواجبات المطلوبة منه".
إلا أن أسامة يبرر هذا الضرب بقوله "بعض الطلبة يستحقون الضرب، فلو وضعت نفسي مكان الأستاذ (كان الله في عوني)، فلست ألوم الأستاذ على طريقة الضرب كقعاب فطلابنا ليس لهم حل آخر مع أنني أعارض الضرب بشكل كبير لكنني لا أعتقد أن هناك طريقة أخرى".
وعلى الرغم من تأكيد أسامة على وجود ضرب في المدارس الحكومية، إلا أن الأستاذ الخطيب يقول "الضرب ولى منذ عهد طويل على الأقل منذ 10 سنوات، وأنا لا أؤمن بالعقاب المبني على الضرب فهناك وسائل أخرى ألجأ لها في العقاب لأن هدفي أن احسس الطالب بخطأه وليس أن أعاقبه كي أنتقم منه، نحن لا نريد ان نعاقب بل أن نعدل سلوكاتنا ونزيد ونعزز الثقة بالنفس لدى هؤلاء الأبناء".
ضرب في المراحل الاساسية..
الطالب يزن التميمي فرق ما بين المرحلتين الاساسية والثانوية، مؤكداً أن الطلبة في المرحلة الثانوي أكثر تعقلاً، ولذلك يقول"الضرب كان في المراحل الأساسية أكثر بحكم عمر الطلاب فهم يكونون لأكثر وقاحة، أما في المدرسة الثانوية فالضرب اخف بكثير".
وبرأي يزن "فالضرب وسيلة للعقاب لأن هناك الكثير من الطلبة لا يستوعبون الأمور بالكلام فحينما يضرب الأستاذ يبدأون بالاستجابة إلى تعليماته ولكن ليس كل الطلبة بالتأكيد".
حول ما إذا كان الطالب ينصف إذا كان الحق على المعلم يقول يزن "مدراء المدارس يحاسبون المخطأ دائما، فليس كل الخطأ على الطالب وحده ففي ذات مرة حصلت مشكلة معي وزملائي وذهبنا الى مدير المدرسة ووقف معنا".
لكن حين سألناه: (وماذا حصل للأستاذ المخطأ؟) أجاب يزن: "لا أدري تفاهم معه المدير وكان غاضبا مما فعله معنا".
الضرب هو الحل الحل الأنسب، هكذا يرى الطالب عبدالله والذي يؤكد أن "الأساتذة يجدونه الحل الأنسب للتعامل مع الطلبة، فهناك أسباب كثيرة لضرب الطلاب مثل المشاغبات في الصف وعدم القيام بالواجبات التي عليه أو التأخر، لكن مثلاً إذا كان الطالب يسكن في نفس حي الاستاذ لا يضربه".
فيما يعارض يزن بقوله أن مدير المدرسة لا يحل المشكلة بل يقف الى جانب الأمعلم دائماً "المدير يكون أقوى من الطلبة ولا يحل المشكلة التي تحصل فيقف مع الأستاذ وطرف واحد هو الذي يُسمع وهو الأستاذ أما الطالب فلا يسمع كلامه بتاتاً".
ويفضل عبدالله الأساتذة الصغار حديثي الخبرة لأنهم "يكونوا في أحيان أفضل من الأساتذة الكبار في السن، فهم يفهموننا ويكونوا أصدقاء لنا ونفضلهم على الأساتذة الآخرين".
في مدارس الإناث...
رهف طالبة في الصف الرابع متفوقة في مدرستها وملتزمة بواجباتها، لكنها مرضت ذات يوم دراسي ولم تستطع الذهاب الى المدرسة، ففاتها الواجب المدرسي في اليوم التالي، وكان أن عاقبتها المدرسة بالضرب.
وحينما سألناها عن سبب ضرب المعلمة لها قالت "ضربتني المعلمة مرة واحدة لأنني كنت مريضة ولم أقم بواجبي، ولم تصدقني على الرغم من انني متفوقة، أمي وأبي جاؤوا الى المدرسة واعترضوا، إلا أن المديرة والمعلمات يستمرون بضرب الطالبات".
وعن رأي رهف الصغيرة بالضرب قال "لا يجب أن يضرب المعلمين الطلاب لأنهم صغار، هناك معلمات يضربن الطالبات بالعصا ويرسلن بهن للمديرة، وحين يذهبن للمديرة تصرخ بهن مرة أخرى وتضربهن، وكثيرا ما تخبر الطالبة أمها وأبوها ويأتون الى المدرسة ليعرفوا المشكلة إلا أنهم يسامحون المعلمة والمديرة ولا يحصل شيء بعدها".
أما والدتها فهي ستنقلها لمدرسة خاصة قريباً لبعض الأسباب من بينها الضرب في المدرسة، وتقول "الضرب لا يجوز فمن الممكن العقاب عن طريق أشياء أخرى كالتعليم وغيره".
إلا أن بعض الأهالي لا يمانعون في ضرب المعلمين لأبنائهم والسبب برأي والدة رهف "بصراحة هناك طالبات يستحققن الضرب، فأنا كنت اذهب لزيارة المدرسة لمدة ربع ساعة وكنت أرى حركات استفزازية من قبل البنات فأتخيل أن المدرسة تريد إعطاء حصتها وإكمال ما عليها".
لكنها تؤكد "الأغلب أن الأهل يحبون مصلحة أبنائهم فقد لا أكون أشد على أبنائي في البيت لكنني أريد أن تشد عليها المدرسة كي تكون مميزة في المدرسة بالعلامات والانضباط وقليلاً ما نجد أهالي يغضبون من ضرب أبنائهم، فهم يشجعونه لكن ليس أن يظلم الطالب مثلما حصل مع رهف حينما كانت مريضة".
والمعلمات يؤكدن..
"لابد أن يكون هناك ضرب للطلاب وخاصة في المرحلة الأساسية لأن الطفل في هذه المرحلة يجب أن يتعرض للخوف" هكذا بدأت المعلمة سمية والتي تدرس الصفوف الدنيا كلامها، مؤكدة أن هذا الضرب لا يجب أن يصل حد الإرهاب وإنما "أن تعمل الطالبة أو الطالب حساباً للمعلم".
وهي ترى أن الجيل الجديد يحتاج لهذا الأسلوب في التعامل "وخاصة أن جيلنا في الوقت الحاضر لديهم وعي بأشياء كثيرة في الحياة، وليس لديهم براءة مطلقة كما في الأجيال القديمة، فهم لا يخافون المعلم خاصة الطلاب في المرحلتين المتوسطة والدنيا".
لكن سمية تؤكد أن خيار الضرب يأتي بعد استنفاد كل الأساليب الأخرى "الضرب يأتي بعد استخدام كل الأساليب الممكنة كآخر خيار، لأن المعلم مطالب بضبط الصف حتى يستطيع أن يستغل أكبر وقت ممكن من الحصة فبدون تخويف بمرحلة معينة لن نستطيع ان ندرس شيئاً".
وسمية تدرك أن وزارة التربية والتعليم تمنع الضرب في تعليماتها وتقول "نحن نعرف أن الضرب ممنوع ومنصوص على هذا في كتب الوزارة، لكننا نستخدم الضرب مع ذلك وخاصة في المدارس المختلطة أو مدارس الذكور في المرحلة الأساسية".
وتزيد على تأكيدها "هناك ضرب، ومستحيل ان يقول أستاذ أنه لا يستخدم الضرب طوال أيام السنة، بعض الأهالي يغضبون من ضرب أبنائهم خاصة إذا كانوا متفوقين، لكن البعض الآخر يطلبون منا أن نضربهم لأنهم لا يستطيعون ضبطهم في البيت ويريدون تأديبهم في المدرسة".
وينفين..
وعلى الرغم من ذلك فمعلمة المرحلة الثانوية نجاح فريحات لا تجد أن أسلوب الضرب ما يزال موجوداً لأنه "لم يعد يجدي مع الطلبة فو انقرض سواء في المرحلة الأساسية أو حتى في المرحلة الثانوية على مستوى البنين، وهذا الاسلوب لا يلجأ إليه المعلمون إلا إذا كان عاجزاً عن اتباع الوسائل التعليمية الحديثة مع الطالب، فلا اعتقد أنه يعجز الوسيلة المناسبة للتعامل مع الطلاب والطالبات".
لكنها المعلمة فريحات تؤكد أن ظاهرة الضرب لا يمكن أن تعمم وهي عبارة عن ممارسات فردية وتقول "من خلال خبرتي في المدارس التي درست بها وخبرات زميلاتي في مدارس أساسية أو ثانوية لا أجد أن هذه الظاهرة موجودة بشكل ملحوظ، قد تكون بعض حالات فردية وتتركز في مدارس البنين وليس الإناث،ربما لأن طبيعة الطلاب كثيرو الحركة والمشاغبة والذي يريد التعبير عن نفسه بشكل أكبر من الطالبات لكنني أعتبرها ظاهرة فردية لا يمكن أن تعمم في المدارس الحكومية مطلقاً".
الضرب: إهانة إنسانية
الضرب في المدارس يعتبر ممارسة لا إنسانية حاطة بالكرامة، والطفل الذي يتعرض للضرب باستمرار يصبح عدوانيا ومحبطاً، ولهذا فكل النظم تمنع الضرب في المدارس، وهو إن وجد ممارسة فهو شخصية مرتبطة بوعي المدرس، وليس جزءا من أي منهاج تربوي تجيز للمدرس ضرب الطلاب.
هذا هو رأي حقوق الإنسان بقضية الضرب في المدارس، حيث يرى رئيس المركز الأردني للتنمية وحقوق الإنسان طالب السقاف أن "هناك تعميم من وزارة التربية والتعليم يتجدد كلما ظهرت حادثة من الحوادث، مضمونه أن يُحظر على المدرسين ومدراء المدارس والمشرفين التربويين اللجوء لأي سلوك عنيف كالإهانات الجارحة تجاه الطفل، لكن ليس هناك قانون في الأردن ينص على منع الضرب سوى اتفاقية حقوق الطفل ومناهضة التعذيب التي صادق عليها عام 1991 والتي تنطوي ضمنياً على هذا الحظر".
ويتابع السقاف "من يثبت أنه لجأ لضرب الطلبة في المدارس فهو يتعرض لمستويين من المسؤولية أولا المسؤولية التأديبية كونه موظف وقام بعمل يخرج عن مقتضيات وظيفته والآخر هو المسؤولية الجزائية وهو الإيذاء، فيستطيع الطالب أن يحصل على تقرير طبي يثبت تعرضه للإيذاء وتقديم شكوى بحق المدرس ليمثل أمام المحكمة والمدعي العام".
وحول ما إذا كان الضرب مسموح إذا طلب الأهل ذلك وخاصة في الصفوف الدنيا يقول السقاف "لا يجوز القياس على النص القانوني الذي يبيح بعض ضروب العنف الذي ينشأ عن ضروب التأديب التي يلحقها الآباء بالأبناء، وهذا في نص قانون العقوبات عنف لا يتحمل فاعله أية مسؤولية جزائية باعتباره عنف مبرر وشرطه أن يصدر من الأولياء والأوصياء تحديدا والمعلم ليس أحدهم، وأن يكون منسجماً مع مقتضيات ما جرى عليه العرف والعادة كأن يضرب الأب ابنه ضرباً غير مؤذي لتأديبه، وبذلك لا يجوز القياس عليها في حالة المعلم".
دور الحقوقيين في قضية الضرب في المدارس لابد أن يفعل أكثر، يقول السقاف "تم الاهتمام بمسألة العنف بالأوساط الأكاديمية في المدارس والجامعات ومن ضمنها عنف المعلمين ضد الطلاب، لكن المشكلة أن البحث يبقى غالباً ضمن العنف بين الطلاب أنفسهم".
وعلى الرغم من التعليمات الواضحة من قبل وزارة التربية والتعليم بمنع الضرب في المدارس، لكل الاعتبارات التي ذكرت، إلا أن التخلي عن مسألة الضرب وبخاصة في المراحل الأساسية من التعليم في المدارس الحكومية يبدو بعيد المنال في الأوضاع المعيشية الصعبة، وتطورات الحياة الاجتماعية المختلفة التي يعانيها المعلمون والمعلمات، والذين يقفون حائرين بين الرغبة في تطبيق عملية تربوية سليمة وبين جيل ماليومية أشبه بعملاق خارت قواه وما عاد يقدر على الاستمرار بالإمساك بزمام الأمورتمرد وضغوطات تحيل هذه العملية المدرسية
عشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان الأمانة
و الموضوع منقووول من موقع عمان نت
لا اريد منكم شكر و لا ثناء و لكن كل ما اريده منكم دعوة بظهر الغيب
أختكم
جوهرة المنتدى