صابرة
4 - 2 - 2010, 09:14 PM
من أخطاء المصلين
( إن ) الحمد لله ( نحمده و ) نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ) . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لاشريك له ) . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } . { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم ، أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله وراقبوه، وارجوا اليوم الآخر، وحافظوا على أوامر ربكم وأدوها كما أمرتم ، واجتنبوا ما نهيتم عنه ، وتحرو الصواب في عباداتكم حتى تقبل منكم،
أيها المسلمون: إن من أهم ما يجب الاعتناء بتعلمه والتفقه فيه، ومعرفة أحكامه وشروطه وأركانه ومبطلاته بعد التوحيد هي الصلاة.
كيف لا: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول((أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله))
أيها الناس: إن أخطاء الناس في الصلاة متنوعة ومتعددة، فبعضها يبطل الصلاة، وبعضها ينقص من أجرها، وبعضها خلاف السنة. وسأذكر بعض المخالفات واذكر الصواب فيها:
1- من المخالفات التي تبطل الصلاة، وتجعلها لا نفع فيها، عدم الطمأنينة في الصلاة، فلا يطمئن في ركوعها ولا سجودها، ولا جلوسها
والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بها،
أما كيفية الطمأنينة في الصلاة: فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك حينما دخل المسجد مرة، فوجد أعرابياً يصلي فرآه لا يطمئن في صلاته، فدعاه النبي فقال له: ((ارجع فصل فإنك لم تصل))، أي إن صلاتك باطلة، فرجع فصلى مثل الأولى، فقال له النبي : ((ارجع فصلي فإنك لم تصلي))، فرجع فصلى مثل الأوليين فقال له النبي : ((ارجع فصل فإنك لم تصل)) فقال الأعرابي: يا رسول الله والذي بعثك بالحق رسولاً لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)) [متفق عليه].
إنها الطمأنينة في عامة الأركان، وحتى تنقضي الصلاة وهل يرضيك أخي المصلي أن يصرف الله نظره عنك وأنت تصلي؟
ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده)).
2- ومن المخالفات التي تسبق فعل الصلاة تأخير الصلاة عن وقتها، فلا يصلي الصلاة إلا وقد خرج وقتها. وهذا غالباً ما يكون في صلاة الفجر،
أيها الإخوة: اعلموا أنه لا يحل لمسلم أن يقدم من صلاته جزءً قبل الوقت ولا أن يؤخر منها جزءاً بعده، فكيف بمن يؤخرون جميع الصلاة عن وقتها **لاً وتهاوناً وإيثاراً للدنيا على الآخرة، كأنهم لم يقرءوا قوله تعالى: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون و لم يقرءوا قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) ألم تبلغهم أحاديث النبي في وعيد من أضاع الصلاة أو لم يبالوا بذلك، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)) [رواه البخاري].أي كأنما أُصيب بفقد أهله وماله، فسبحان الله، ما أعظم الأمر ، الذي تفوق صلاة العصر كأنما فقد أهله وماله، فأصبح أع**اً بعد التأهل وفقيراً بعد الغنى، فأين الذين ينامون عن العصر ولا يستيقظون إلا قُرب المغرب أو بعد المغرب فكم من عصر يفوت.؟
3- ومن الأخطاء الشائعة مسابقة الإمام بالركوع أو الرفع منه أو السجود أو السلام أو نحو ذلك، ويكفي في ذلك ردعاً أن يعي المصلي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس ****، أو يجعل الله صورته صورة ****)) [متفق عليه].
وهناك خطأ آخر، وهو مخالف للمتابعة المأمور بها:ألا وهو التأخر عن الإمام، أو موافقته في القيام والقعود أو الركوع والسجود، والسنة متابعة الإمام، فإنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا استوى الإمام راكعاً تركع. وإذا استوى ساجداً تسجد. لا تسبقه ولا توافق ولا تتأخر عنه، بل تابعه قال البراء بن عا** رضي الله عنه: كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم: ((فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض))متفق عليه ورأى أحد الصحابة رجلاً يسابق إمامه فقال: (لا وحدك صليت ولا بإمامك اقتديت).
4- ومن الأخطاء أيضاً عدم تمكين الأعضاء السبعة من السجود، وهذا خلاف السنة فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((أُمِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعراً ولا ثوباً، الجبهة وأشار إلى انفه واليدين والركبتين والرجلين)) [أخرجه البخاري] وعند البزار أمرت أن أسجد على سبعة آراب وهي الجبهة والانف واليدان والركبتان والقدمان
وبعض الناس إذا سجد رفع قدميه قليلاً عن الأرض أو جعل إحداهما على الأخرى وهو في هذه الحالة لم يصدق عليه أنه سجد على سبعة أعظم.
وقد سُئل ال*** عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى عن المصلي إذا رفع بعض أعضاء السجود عن لمس الأرض فهل تبطل صلاته؟
فأجاب رحمه الله: إن كانت رجلُه مرفوعةً من ابتداء السجدة إلى آخرها لم تصح صلاته لأنه ترك وضع بعض الأعضاء وليس له عذر. وإن كان قد وضعها بالأرض في نفس السجدة ثم رفعها وهو في السجدة فقد أدى الركن لكن لا ينبغي له ذلك.
5- ومن المخالفات والأخطاء التي تبطل الصلاة وهي منتشرة بين الناس قيام الذي فاته شيء من الصلاة لقضاء ما فاته قبل تسليم الإمام التسليمة الثانية: فما إن يسلم الإمام التسليمة الأولى وقبل أن يتمها يبادر بعض الناس بالقيام لقضاء ما فاتهم قبل أن يكمل الإمام السلام.وهذا مخالف لقوله عليه الصلاة والسلام: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا..)) [الحديث رواه البخاري ومسلم].
وفي حديث آخر: ((أيها الناس إني أمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف)) [رواه مسلم]. قال الحافظ النووي رحمه الله: والمراد بالانصراف السلام.قال الإمام الشافعي رحمه الله: ومن سبقه الإمام بشيء من الصلاة فلا يقوم لقضاء ما عليه إلا بعد فراغ الإمام من التسليمتين.
وسئل ال*** عبد الرحمن السعدي رحمه الله: هل يجوز للمسبوق أن يقوم لقضاء ما فاته قبل أن يكمل الإمام التسليم؟
فأجاب رحمه الله: لا يحل له ذلك وعليه أن يمكث حتى ينتهي الإمام من التسليمة الثانية، فان قام قبل انتهاء سلامه، ولم يرجع انقلبت صلاته نفلاً، وعليه إعادتها، لأن المأموم فرض عليه أن يبقى مع إمامه حتى تتم صلاة الإمام.
ومن الأخطاء أيضاً عدم تسوية الصفوف. فأحد المصلين يتقدم قليلاً، والآخر يتأخر قليلاً، والثالث يبتعد عن صاحبه: وهذا كله لا يجوز، بل على المصلين جميعاً أن يتراصوا في الصفوف ولا يجعلوا بينهم فرجات للشياطين، وليحرص كل واحد منا على تسوية الصف لكن دون مزاحمة كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك.
ومنها رفع الصوت بالقرآن والأذكار في أثناء الصلاة فيشغل من حوله: قال صلى الله عليه وسلم { إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين }.
ومنها زيادة بعضهم كلمة ولك الشكر بعد قوله ربنا ولك الحمد .
و بعض الناس إذا دخل والإمام راكع تنحنح، أو قال: ( إن الله مع الصابرين ) أو يحدث بعض الأصوات كالتهليل والتسبيح: كل ذلك في سبيل أن ينتظره الإمام وهذا بفعله مخطيء. فعليه أن يدخل بسكينة ووقار، ولا يشغل المصلين بكلامه.
وايضا يلاحظ على بعض المصلين في حالة التثاؤب أنه يرفع صوته بتثاؤبه، وقد يتكرر ذلك منه فينفر من بجانبه، ويقطع عليه خشوعه: فيقال لمن ابتلى بالتثاؤب: عليك بمحاولة كظم التثاؤب - و هو أن يرد التثاؤب ما استطاع وذلك بوضع اليد على الفم - قال صلى الله عليه وسلم { إذا تثائب أحدكم فليمسك بيده على فمه }
ومن الأخطاءكثرة الحركة في الصلاة: وهذا مشاهد فيلاحظ على بعض المصلين أنه يشغل نفسه بالحركة فتارة يكثر من حك رأسه وتارة يحك صدره وتارة يعبث بأصابعه وتارة يشتغل بتعديل هيئة ملابسه، وهكذا حتى تنتهي الصلاة. فعلى من ابتلي بذلك أن يُقبل على صلاته ويخشع فيها بقلبه وبدنه سواء كانت فريضة أو نافلة لقول الله تعالى: قَد أفلَحَ المُؤمِنُونَ (1) الّذِينَ هُم في صََلاَتِهِم خَاشِعُونَ
وبعض المصلين يجول ببصره في أثناء صلاته، فتارة ينظر إلى موضع قدميه، وتارة أمامه، وتارة إلى جنبه، وتارة يرفع رأسه: والسنة أن ينظر المصلي إلى موضع سجوده لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينظر في صلاته إلى موضع سجوده. وإن كان في جلسة التشهد فله أن ينظر إلى سبابته إذا شاء لثبوت ذلك عنه وإن شاء نظر إلى موضع سجوده.
اللهم اعز الإسلام *****لمين واحمي حوزة الدين اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين المصلحين اللهم اهد ضال المسلمين اللهم فرج كرب المكروبين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يارب العالمين
( إن ) الحمد لله ( نحمده و ) نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ) . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لاشريك له ) . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } . { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم ، أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله وراقبوه، وارجوا اليوم الآخر، وحافظوا على أوامر ربكم وأدوها كما أمرتم ، واجتنبوا ما نهيتم عنه ، وتحرو الصواب في عباداتكم حتى تقبل منكم،
أيها المسلمون: إن من أهم ما يجب الاعتناء بتعلمه والتفقه فيه، ومعرفة أحكامه وشروطه وأركانه ومبطلاته بعد التوحيد هي الصلاة.
كيف لا: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول((أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله))
أيها الناس: إن أخطاء الناس في الصلاة متنوعة ومتعددة، فبعضها يبطل الصلاة، وبعضها ينقص من أجرها، وبعضها خلاف السنة. وسأذكر بعض المخالفات واذكر الصواب فيها:
1- من المخالفات التي تبطل الصلاة، وتجعلها لا نفع فيها، عدم الطمأنينة في الصلاة، فلا يطمئن في ركوعها ولا سجودها، ولا جلوسها
والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بها،
أما كيفية الطمأنينة في الصلاة: فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك حينما دخل المسجد مرة، فوجد أعرابياً يصلي فرآه لا يطمئن في صلاته، فدعاه النبي فقال له: ((ارجع فصل فإنك لم تصل))، أي إن صلاتك باطلة، فرجع فصلى مثل الأولى، فقال له النبي : ((ارجع فصلي فإنك لم تصلي))، فرجع فصلى مثل الأوليين فقال له النبي : ((ارجع فصل فإنك لم تصل)) فقال الأعرابي: يا رسول الله والذي بعثك بالحق رسولاً لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)) [متفق عليه].
إنها الطمأنينة في عامة الأركان، وحتى تنقضي الصلاة وهل يرضيك أخي المصلي أن يصرف الله نظره عنك وأنت تصلي؟
ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده)).
2- ومن المخالفات التي تسبق فعل الصلاة تأخير الصلاة عن وقتها، فلا يصلي الصلاة إلا وقد خرج وقتها. وهذا غالباً ما يكون في صلاة الفجر،
أيها الإخوة: اعلموا أنه لا يحل لمسلم أن يقدم من صلاته جزءً قبل الوقت ولا أن يؤخر منها جزءاً بعده، فكيف بمن يؤخرون جميع الصلاة عن وقتها **لاً وتهاوناً وإيثاراً للدنيا على الآخرة، كأنهم لم يقرءوا قوله تعالى: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون و لم يقرءوا قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) ألم تبلغهم أحاديث النبي في وعيد من أضاع الصلاة أو لم يبالوا بذلك، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)) [رواه البخاري].أي كأنما أُصيب بفقد أهله وماله، فسبحان الله، ما أعظم الأمر ، الذي تفوق صلاة العصر كأنما فقد أهله وماله، فأصبح أع**اً بعد التأهل وفقيراً بعد الغنى، فأين الذين ينامون عن العصر ولا يستيقظون إلا قُرب المغرب أو بعد المغرب فكم من عصر يفوت.؟
3- ومن الأخطاء الشائعة مسابقة الإمام بالركوع أو الرفع منه أو السجود أو السلام أو نحو ذلك، ويكفي في ذلك ردعاً أن يعي المصلي قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس ****، أو يجعل الله صورته صورة ****)) [متفق عليه].
وهناك خطأ آخر، وهو مخالف للمتابعة المأمور بها:ألا وهو التأخر عن الإمام، أو موافقته في القيام والقعود أو الركوع والسجود، والسنة متابعة الإمام، فإنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا استوى الإمام راكعاً تركع. وإذا استوى ساجداً تسجد. لا تسبقه ولا توافق ولا تتأخر عنه، بل تابعه قال البراء بن عا** رضي الله عنه: كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم: ((فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض))متفق عليه ورأى أحد الصحابة رجلاً يسابق إمامه فقال: (لا وحدك صليت ولا بإمامك اقتديت).
4- ومن الأخطاء أيضاً عدم تمكين الأعضاء السبعة من السجود، وهذا خلاف السنة فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((أُمِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعراً ولا ثوباً، الجبهة وأشار إلى انفه واليدين والركبتين والرجلين)) [أخرجه البخاري] وعند البزار أمرت أن أسجد على سبعة آراب وهي الجبهة والانف واليدان والركبتان والقدمان
وبعض الناس إذا سجد رفع قدميه قليلاً عن الأرض أو جعل إحداهما على الأخرى وهو في هذه الحالة لم يصدق عليه أنه سجد على سبعة أعظم.
وقد سُئل ال*** عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى عن المصلي إذا رفع بعض أعضاء السجود عن لمس الأرض فهل تبطل صلاته؟
فأجاب رحمه الله: إن كانت رجلُه مرفوعةً من ابتداء السجدة إلى آخرها لم تصح صلاته لأنه ترك وضع بعض الأعضاء وليس له عذر. وإن كان قد وضعها بالأرض في نفس السجدة ثم رفعها وهو في السجدة فقد أدى الركن لكن لا ينبغي له ذلك.
5- ومن المخالفات والأخطاء التي تبطل الصلاة وهي منتشرة بين الناس قيام الذي فاته شيء من الصلاة لقضاء ما فاته قبل تسليم الإمام التسليمة الثانية: فما إن يسلم الإمام التسليمة الأولى وقبل أن يتمها يبادر بعض الناس بالقيام لقضاء ما فاتهم قبل أن يكمل الإمام السلام.وهذا مخالف لقوله عليه الصلاة والسلام: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا..)) [الحديث رواه البخاري ومسلم].
وفي حديث آخر: ((أيها الناس إني أمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف)) [رواه مسلم]. قال الحافظ النووي رحمه الله: والمراد بالانصراف السلام.قال الإمام الشافعي رحمه الله: ومن سبقه الإمام بشيء من الصلاة فلا يقوم لقضاء ما عليه إلا بعد فراغ الإمام من التسليمتين.
وسئل ال*** عبد الرحمن السعدي رحمه الله: هل يجوز للمسبوق أن يقوم لقضاء ما فاته قبل أن يكمل الإمام التسليم؟
فأجاب رحمه الله: لا يحل له ذلك وعليه أن يمكث حتى ينتهي الإمام من التسليمة الثانية، فان قام قبل انتهاء سلامه، ولم يرجع انقلبت صلاته نفلاً، وعليه إعادتها، لأن المأموم فرض عليه أن يبقى مع إمامه حتى تتم صلاة الإمام.
ومن الأخطاء أيضاً عدم تسوية الصفوف. فأحد المصلين يتقدم قليلاً، والآخر يتأخر قليلاً، والثالث يبتعد عن صاحبه: وهذا كله لا يجوز، بل على المصلين جميعاً أن يتراصوا في الصفوف ولا يجعلوا بينهم فرجات للشياطين، وليحرص كل واحد منا على تسوية الصف لكن دون مزاحمة كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك.
ومنها رفع الصوت بالقرآن والأذكار في أثناء الصلاة فيشغل من حوله: قال صلى الله عليه وسلم { إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين }.
ومنها زيادة بعضهم كلمة ولك الشكر بعد قوله ربنا ولك الحمد .
و بعض الناس إذا دخل والإمام راكع تنحنح، أو قال: ( إن الله مع الصابرين ) أو يحدث بعض الأصوات كالتهليل والتسبيح: كل ذلك في سبيل أن ينتظره الإمام وهذا بفعله مخطيء. فعليه أن يدخل بسكينة ووقار، ولا يشغل المصلين بكلامه.
وايضا يلاحظ على بعض المصلين في حالة التثاؤب أنه يرفع صوته بتثاؤبه، وقد يتكرر ذلك منه فينفر من بجانبه، ويقطع عليه خشوعه: فيقال لمن ابتلى بالتثاؤب: عليك بمحاولة كظم التثاؤب - و هو أن يرد التثاؤب ما استطاع وذلك بوضع اليد على الفم - قال صلى الله عليه وسلم { إذا تثائب أحدكم فليمسك بيده على فمه }
ومن الأخطاءكثرة الحركة في الصلاة: وهذا مشاهد فيلاحظ على بعض المصلين أنه يشغل نفسه بالحركة فتارة يكثر من حك رأسه وتارة يحك صدره وتارة يعبث بأصابعه وتارة يشتغل بتعديل هيئة ملابسه، وهكذا حتى تنتهي الصلاة. فعلى من ابتلي بذلك أن يُقبل على صلاته ويخشع فيها بقلبه وبدنه سواء كانت فريضة أو نافلة لقول الله تعالى: قَد أفلَحَ المُؤمِنُونَ (1) الّذِينَ هُم في صََلاَتِهِم خَاشِعُونَ
وبعض المصلين يجول ببصره في أثناء صلاته، فتارة ينظر إلى موضع قدميه، وتارة أمامه، وتارة إلى جنبه، وتارة يرفع رأسه: والسنة أن ينظر المصلي إلى موضع سجوده لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينظر في صلاته إلى موضع سجوده. وإن كان في جلسة التشهد فله أن ينظر إلى سبابته إذا شاء لثبوت ذلك عنه وإن شاء نظر إلى موضع سجوده.
اللهم اعز الإسلام *****لمين واحمي حوزة الدين اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين المصلحين اللهم اهد ضال المسلمين اللهم فرج كرب المكروبين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يارب العالمين