اريج البنفسج
17 - 5 - 2004, 03:59 PM
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro11a.gif
ان غاية التربية تتجلى في الاخلاق والفضيلة، ويتم تحقيق هذه الغاية بواسطة المعرفة الكاملة ولهذا فإن على المدرس ان ينمي في تلاميذه البصيرة والارادة، وان يفهم نفسية تلميذه مع التركيز على اهتماماته.
والتربية مفهوم شامل وعميق يتضمن بذلك التعليم، وان العملية التربوية هي عملية من عمليات الحياة وليست اعداداً لحياة مستقبلية.
انها تجديد مستمر للخبرة، وان هدف المدرسة لا يقتصر على التعليم فقط، وانما تدريب التلاميذ على الحياة المشتركة وتنمية الطاقات الخلاقة والمهارات، ومواجهة المشاكل التي تعترض حياة الانسان بالمعرفة والوعي وحلها بالشكل الامثل.
نفسية الطفل كثيرة هي الاقوال والمفاهيم التي تدور في فلك التربية ولكن للاسف ان الابوين من جهة والقائمين على تربية ورعاية الطفل ونقصد هنا بالتحديد الطفل الذي لم يبلغ بعد سن دخول المدرسة، اي طفل الروضة اذا ما صح التعبير يجهلون التعامل مع هذا الطفل، ولهذا فإن الطفل قد يتعرض لخيبات امل او يصاب باضطرابات قد لا تبدو جلية واضحة إلا بعد فوات الاوان حيث لا ينفع الندم عليها. فعلى سبيل المثال يؤكد خبراء علم النفس والسلوك على ضرورة دراسة نفسية الطفل وتفهم شخصيته ومراحل نموها، فالطفل الصغير بحاجة للطمأنينة من جهته واشباع ميوله من جهة ثانية. ولكن يبدو ان الواقع عكس الطموح وان كان الطموح ضرورة لنمو الطفل بشكل سليم، وسنحاول فيما يلي ان نستعرض الاهداف التي ينبغي على الروضة ان تحققها للطفل.
وسنترك للقاريء الحرية في التقييم واتخاذ القرار الصائب.
اخطاء الاهل يعتبر العلماء ان الحالة النفسية للطفل الذي يتراوح عمره بين السنة والخمس سنوات تلعب دوراً مهما في تكوين شخصية الطفل المستقبلية اذ ان هذه المرحلة هي الركيزة والقاعدة الاساسية التي تبنى عليها الصحة النفسية للطفل.
وللاسف ان الكثير من الآباء والامهات والمربين ايضا يرتكبون اخطاء عن غير قصد بحق اطفالهم في هذه المرحلة الحساسة، التي تصبح فيما بعد حالات مرضية تتجلى في السلوك غير القويم فعلى سبيل المثال لفرض الطاعة ولكي يمتثل الطفل لاوامر أو لرغبات الابوين قد يلجأ الاب او الام او كلاهما الى تخويف الطفل م الشرطي او الطبيب او غيرهما، ومن جراء ذلك يصاب الطفل بخوف مرضي من الطبيب او الشرطي وقد ينجم عن ذلك اضطرابات اخرى ايضا اضافة الى ذلك فإن الطفل السعيد والمتوازن هو الذي يشبع وقته باللعب من جهة ويشبع حاجاته النفسية بالحنان والدفء من جهة ثانية.
لكن لاسباب عديدة تتعلق بصغر المنزل او ظروف العمل والتوتر وصعوبات الحياة وغيرها فإن الطفل لا يسمح له لا باللعب من جهة ولا بتوفير الامان والاطمئنان له من جهة ثانية، فينكفيء على نفسه وتحبط رغباته وتدفن احزانه لتظهر بشكل سلبي فيما بعد.
اهداف عديدة ليس الهدف من الروضة حجز الطفل في مساحة صغيرة لساعات محددة، ريثما يعود الابوان من عملهما مثلاً والروضة لم توجد فقط للاطفال الذين يعمل آباؤهم وامهاتهم خارج المنزل انما هي مخصصة للاطفال جميعا بغض النظر عن عمل الام او عدم عملها، فالروضة تهيء الطفل لدخول المدرسة الابتدائية وهي لا تحل محل البيت وانما هي مكملة له، فهي على سبيل المثال تختلف عنه في انها توفر اول فرصة للطفل للاختلاط بغيره من الاطفال ممن هم خارج نطاق الاسرة بعيداً عن مراقبة الامهات لهم.
ومن اهم الاهداف التي تسعى الروضة لتحقيقها للطفل:
زيادة النشاط الحركي الايجابي.
ممارسة المهارات اليدوية وتطويرها بما يتناسب مع قدرات الطفل.
تساعد الطفل على الاعتماد على ذاته في التفكير وتلبية احتياجاته ايضا.
تطور خياله وتساعده على حل مشكلاته.
تعزيز الثقة بالنفس وبالآخرين.
احترام الآخرين وتكوين علاقات جيدة معهم اذ ان الروضة تساعد الطفل على التكيف الاجتماعي.
تنمية الطاقة التعبيرية والنطق السليم وتكوين الجمل التي تساعد الطفل على الافساح عن رغباته ومتطلباته بكلمات واضحة.
وبالطبع ان الروضة لوحدها لا يمكن ان تحقق الاهداف السابقة الذكر إلا بتعاون الاهل معها ولهذ ينبغي ان يتم التواصل بين الروضة من جهة والاهل من جهة ثانية من اجل تحقيق تلك الاهداف التي تساعد على تطوير شخصية الطفل النفسية والاجتماعية والمعرفية ايضا.
ولكن هل تتوفر في الروضة الشروط الاساسية التي تتضمن المساحات الواسعة «الالعاب والوسائل المساعدة، والكوادر المتخصصة في تربية ورعاية الطفل، وهل الروضة المكان الامثل لتطوير طاقات الاطفال الخلاقة خارج البيت، ام انها المكان الذي يضع فيه الاهل اطفالهم لساعات محددة مضطرين بسبب ظروف العمل ومتطلبات الحياة المادية الصعبة.
ومن جراء ذلك يصاب الاطفال باضطرابات نفسية وسلوكية وجسدية ايضا.
ووحدهم الاطفال يدفعون الضريبة اذن هذه التساؤلات وغيرها بحاجة الى اجابات شافية فهل من مجيب؟!
د. بسام علي درويش
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro2.gif
ان غاية التربية تتجلى في الاخلاق والفضيلة، ويتم تحقيق هذه الغاية بواسطة المعرفة الكاملة ولهذا فإن على المدرس ان ينمي في تلاميذه البصيرة والارادة، وان يفهم نفسية تلميذه مع التركيز على اهتماماته.
والتربية مفهوم شامل وعميق يتضمن بذلك التعليم، وان العملية التربوية هي عملية من عمليات الحياة وليست اعداداً لحياة مستقبلية.
انها تجديد مستمر للخبرة، وان هدف المدرسة لا يقتصر على التعليم فقط، وانما تدريب التلاميذ على الحياة المشتركة وتنمية الطاقات الخلاقة والمهارات، ومواجهة المشاكل التي تعترض حياة الانسان بالمعرفة والوعي وحلها بالشكل الامثل.
نفسية الطفل كثيرة هي الاقوال والمفاهيم التي تدور في فلك التربية ولكن للاسف ان الابوين من جهة والقائمين على تربية ورعاية الطفل ونقصد هنا بالتحديد الطفل الذي لم يبلغ بعد سن دخول المدرسة، اي طفل الروضة اذا ما صح التعبير يجهلون التعامل مع هذا الطفل، ولهذا فإن الطفل قد يتعرض لخيبات امل او يصاب باضطرابات قد لا تبدو جلية واضحة إلا بعد فوات الاوان حيث لا ينفع الندم عليها. فعلى سبيل المثال يؤكد خبراء علم النفس والسلوك على ضرورة دراسة نفسية الطفل وتفهم شخصيته ومراحل نموها، فالطفل الصغير بحاجة للطمأنينة من جهته واشباع ميوله من جهة ثانية. ولكن يبدو ان الواقع عكس الطموح وان كان الطموح ضرورة لنمو الطفل بشكل سليم، وسنحاول فيما يلي ان نستعرض الاهداف التي ينبغي على الروضة ان تحققها للطفل.
وسنترك للقاريء الحرية في التقييم واتخاذ القرار الصائب.
اخطاء الاهل يعتبر العلماء ان الحالة النفسية للطفل الذي يتراوح عمره بين السنة والخمس سنوات تلعب دوراً مهما في تكوين شخصية الطفل المستقبلية اذ ان هذه المرحلة هي الركيزة والقاعدة الاساسية التي تبنى عليها الصحة النفسية للطفل.
وللاسف ان الكثير من الآباء والامهات والمربين ايضا يرتكبون اخطاء عن غير قصد بحق اطفالهم في هذه المرحلة الحساسة، التي تصبح فيما بعد حالات مرضية تتجلى في السلوك غير القويم فعلى سبيل المثال لفرض الطاعة ولكي يمتثل الطفل لاوامر أو لرغبات الابوين قد يلجأ الاب او الام او كلاهما الى تخويف الطفل م الشرطي او الطبيب او غيرهما، ومن جراء ذلك يصاب الطفل بخوف مرضي من الطبيب او الشرطي وقد ينجم عن ذلك اضطرابات اخرى ايضا اضافة الى ذلك فإن الطفل السعيد والمتوازن هو الذي يشبع وقته باللعب من جهة ويشبع حاجاته النفسية بالحنان والدفء من جهة ثانية.
لكن لاسباب عديدة تتعلق بصغر المنزل او ظروف العمل والتوتر وصعوبات الحياة وغيرها فإن الطفل لا يسمح له لا باللعب من جهة ولا بتوفير الامان والاطمئنان له من جهة ثانية، فينكفيء على نفسه وتحبط رغباته وتدفن احزانه لتظهر بشكل سلبي فيما بعد.
اهداف عديدة ليس الهدف من الروضة حجز الطفل في مساحة صغيرة لساعات محددة، ريثما يعود الابوان من عملهما مثلاً والروضة لم توجد فقط للاطفال الذين يعمل آباؤهم وامهاتهم خارج المنزل انما هي مخصصة للاطفال جميعا بغض النظر عن عمل الام او عدم عملها، فالروضة تهيء الطفل لدخول المدرسة الابتدائية وهي لا تحل محل البيت وانما هي مكملة له، فهي على سبيل المثال تختلف عنه في انها توفر اول فرصة للطفل للاختلاط بغيره من الاطفال ممن هم خارج نطاق الاسرة بعيداً عن مراقبة الامهات لهم.
ومن اهم الاهداف التي تسعى الروضة لتحقيقها للطفل:
زيادة النشاط الحركي الايجابي.
ممارسة المهارات اليدوية وتطويرها بما يتناسب مع قدرات الطفل.
تساعد الطفل على الاعتماد على ذاته في التفكير وتلبية احتياجاته ايضا.
تطور خياله وتساعده على حل مشكلاته.
تعزيز الثقة بالنفس وبالآخرين.
احترام الآخرين وتكوين علاقات جيدة معهم اذ ان الروضة تساعد الطفل على التكيف الاجتماعي.
تنمية الطاقة التعبيرية والنطق السليم وتكوين الجمل التي تساعد الطفل على الافساح عن رغباته ومتطلباته بكلمات واضحة.
وبالطبع ان الروضة لوحدها لا يمكن ان تحقق الاهداف السابقة الذكر إلا بتعاون الاهل معها ولهذ ينبغي ان يتم التواصل بين الروضة من جهة والاهل من جهة ثانية من اجل تحقيق تلك الاهداف التي تساعد على تطوير شخصية الطفل النفسية والاجتماعية والمعرفية ايضا.
ولكن هل تتوفر في الروضة الشروط الاساسية التي تتضمن المساحات الواسعة «الالعاب والوسائل المساعدة، والكوادر المتخصصة في تربية ورعاية الطفل، وهل الروضة المكان الامثل لتطوير طاقات الاطفال الخلاقة خارج البيت، ام انها المكان الذي يضع فيه الاهل اطفالهم لساعات محددة مضطرين بسبب ظروف العمل ومتطلبات الحياة المادية الصعبة.
ومن جراء ذلك يصاب الاطفال باضطرابات نفسية وسلوكية وجسدية ايضا.
ووحدهم الاطفال يدفعون الضريبة اذن هذه التساؤلات وغيرها بحاجة الى اجابات شافية فهل من مجيب؟!
د. بسام علي درويش
http://www.maknoon.com/mon/userfiles/heartttro2.gif