ابولمى
19 - 5 - 2004, 04:58 AM
القولون العصبي هو عبارة عن مرض مزمن غالباً ما يستمر مع الإنسان لفترات طويلة قد تمتد لسنوات عديدة، ويعتبر علاج التشنج في القولون العصبي والاضطرابات الوظيفية الأخرى في الجهاز الهضمي تحدياً مهماً لأطباء جهاز الهضم بصورة خاصة ولجميع الأطباء بصورة عامة.
وقد تم في اللقاء الذي عقدته الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي هذه السنة تقديم معلومات جديدة حول فيزيولوجية هذا المرض وعلاجه.
أسباب التشنج في القولون:
كما هو معروف في الماضي، يوجد هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية وتشنج القولون العصبي، فقد لوحظ أن المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق المزمن يوجد عندهم القولون العصبي بنسبة تفوق نسبة وجود هذا المرض في الأشخاص الآخرين الذين لا يعانون من هذه الأمراض.
*****
وكما هو معروف أيضا، فإن تشنج القولون العصبي ينتج عن فرط في حساسية القولون الذي يؤدي إلى التشنج الشديد عند تعرض الإنسان لأي قدر من التنبيه المثير مثل الضغوط النفسية والبرد والدورة الشهرية عند النساء، أو أي تعاط للقهوة والمشروبات الغازية والأطعمة المنتجة للغازات مثل البقوليات بأنواعها.
وقد لوحظ حديثاً أن هناك احتمالا بتزايد الإصابة بتشنج القولون العصبي بعد الإصابة بالتهابات الأمعاء مثل حالات التسمم المعوي وغيرها من التهابات. حيث لوحظ حدوث تشنج في القولون العصبي بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من الإصابات بالالتهابات المعوية، وقد لوحظ حديثاً أن وجود التقيؤ يوحي ببعض الحماية من الإصابة بتشنج القولون العصبي بعد الإصابة بالالتهاب المعوي وتظل هذه الملاحظة من دون تفسير علمي في هذا الوقت، كما وبينت بعض الدراسات حصول تشنج في القولون العصبي عند مجموعة من المرضى الذين كانوا يعانون من حالات إسهال شديدة.
ويمكننا أن نستنتج أن الإصابة بالالتهابات المعوية قد تعجل في الإصابة بتشنج القولون العصبي، وأنه من سوء الحظ لا يوجد في الوقت الحالي طريقة لمنع الإصابة بتشنج القولون في الأشخاص الذين أصيبوا بالتهابات معوية. هذا وقد أجريت مؤخراً محاولات لإثبات فوائد إعطاء جرعات من دواء البريدنسيون في علاج تشنج القولون العصبي بعد الإصابة بالالتهابات المعوية، ولكن هذه المحاولات لم تنتج.
ويوجد هناك أيضا رابط بين الدورة الشهرية عند النساء وتشنج القولون العصبي، وقد أفادت بعض النسوة اللاتي يعانين من تشنج القولون العصبي أن الأعراض تتفاقم أثناء الدورة الشهرية، وأثبتت البحوث الحديثة أنه من غير المرشح اعتبار التقلبات الهرمونية لوحدها أثناء الدورة الشهرية عاملاً أساسياً لشرح تفاقم أعراض تشنج القولون العصبي.
وأثبتت البحوث الحديثة أيضاً وجود علاقة وطيدة بين المادة الكيميائية المسماة السيروتونين وتشنج القولون العصبي، وتعتبر هذه الملاحظة المهمة جداً نقلة نوعية لتفهم هذا المرض الشائع جداً، وفهم طريقة معالجته، وتشكل علاقة تشنج القولون العصبي، ومادة السيروتونين ثورة في تفهم آلية حدوث هذا المرض، وهي محطة اهتمام جميع العلماء والباحثين في مجال هذا المرض في الأشهر والسنين القادمة.
أعراض تشنج القولون العصبي
في البداية أريد أن أنبه أن أعراض تشنج القولون العصبي قد لا تكون موجودة عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى بعضهم معظم هذه الأعراض فلكل مريض نمط معين من الأعراض تختلف من حيث الشدة والتكرر عن المرضى الآخرين.
ومن أهم هذه الأعراض
آلام البطن: التي تكون في معظم الوقت في أسفل البطن، ولكن يمكن أن تكون موجودة أيضاً عند بعض المرضى في أي موضع من البطن.
- وجود انتفاخ وتطبل في البطن، وذلك بعد الطعام.
- وجود اضطراب في عملية التبرز (إمساك وإسهال) فأحياناً يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة وأحياناً يكون البراز سائلاً يشبه الإسهال من وقت لآخر مع وجود عدم ارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من البطن.
- خروج مخاط أبيض مع البراز.
- الشعور في معظم الأحيان بالراحة بعد التبرز وخروج الغازات من البطن، وهناك أيضا عدة أعراض أخرى قد تصاحب تشنج القولون مثل:
- آلام في البطن أثناء التبول والشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
علاج تشنج القولون العصبي:
يشكل علاج تشنج القولون العصبي تحدياً مهماً للأطباء، وقد أثبتت البحوث الحديثة أهمية دور النظام الغذائي مع وجود العقاقير الحديثة التي أثبتت فعاليتها في علاج المرض.
الحمية
إن تناول الطعام المناسب يؤدي إلى تخفيف أعراض تشنج القولون عند كثير من المرضى، وينصح المريض عادة بأن يسجل الأطعمة التي تسبب له الإزعاج أكثر من غيرها، ثم يناقش هذه القائمة مع طبيبه للاتفاق على حمية توفر له المواد الغذائية الضرورية، وتخفف من الأعراض المزعجة التي يعاني منها.
فعلى سبيل المثال نقص الألياف في الحمية يؤدي إلى تشنج القولون، وتعتبر الخضراوات والفواكه ورقائق الذرة وخبز النخالة (البر) من الأطعمة الغذائية الغنية بالألياف، وقد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى وصف بعض الأدوية الغنية بالألياف لتضاف إلى حمية المريض، حيث تعمل الألياف على إبقاء القولون متوسعاً بقدر بسيط لمنع حدوث التشنجات وتفاقمها.
إضافة إلى ذلك تعمل الألياف على تنظيم عادة التبرز عند المريض مقللة من الإسهال ومانعة من الإمساك.
وعلى المريض الذي يبدأ بحمية غنية بالألياف أن يتوقع زيادة بسيطة للغازات في بطنه، وهذه الزيادة تكون مؤقتة تستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن جسمه لن يلبث أن يتكيف مع الحمية الجديدة ويزول الإحساس بالنفخة. كما أن تناول وجبات صغيرة قليلة الدسم عوضاً عن وجبات كبيرة دسمة يساعد أيضاً على تخفيف الأعراض عند المرضى المصابين بتشنج القولون العصبي.
الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج القولون العصبي مثل الأدوية الغنية بالألياف وأدوية مضادات الإسهال الخفيفة وأدوية مضادات التشنج، وأحيانا استعمال مضادات الاكتئاب للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة.
وقد تم حديثاً اعتماد دواء جديد يسمى التيفاسيرود من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية لعلاج النساء اللواتي يعانين من تشنج القولون والإمساك بشكل خاص، وقد تبين في التجارب السريرية فعالية هذا العلاج في هذه الحالات، كما وأجريت دراسة أخرى لتقييم دور التيفاسيرود في الإمساك المزمن الذي يتميز في تشنج القولون العصبي بغياب الألم الملحوظ في البطن الذي يرتبط باضطراب في التبرز.
إن هذه النتائج توحي إلى أن التيفاسيرود يوفر فائدة علاجية في الإمساك الوظيفي بالرغم من أنه لم يتم تقييم ما إذا كان هذا ينطبق على المرضى الذين يعانون من الإمساك البطيء العابر، أو على المرضى الذين يعانون من خلل وظيفي في أرضية الحوض .
هذا وقد تم في اللقاء الذي عقدته الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي مناقشة المزيد من المعلومات عن تشنج القولون العصبي ومظاهره المختلفة. حيث تبقى فيزيولوجية تشنج القولون العصبي غامضة، وينبغي إجراء العديد من الدراسات لفهم المرض وكيفية الإصابة به ودور الالتهابات المعوية في ذلك ودور مادة السيروتونين في العلاج.
وفي الختام تذكر عزيزي المريض أنه يجري الآن الكثير من البحوث العلمية على هذا المرض راجين من المولى عز وجل أن يكلل مساعي الباحثين في هذا المرض بالنجاح في إيجاد السبب والعلاج.
د. زاهر كتبي
استشاري أول في الطب الباطني وطب الجهاز الهضمي - مستشفى المملكة - العيادات الاستشارية
وقد تم في اللقاء الذي عقدته الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي هذه السنة تقديم معلومات جديدة حول فيزيولوجية هذا المرض وعلاجه.
أسباب التشنج في القولون:
كما هو معروف في الماضي، يوجد هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية وتشنج القولون العصبي، فقد لوحظ أن المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو القلق المزمن يوجد عندهم القولون العصبي بنسبة تفوق نسبة وجود هذا المرض في الأشخاص الآخرين الذين لا يعانون من هذه الأمراض.
*****
وكما هو معروف أيضا، فإن تشنج القولون العصبي ينتج عن فرط في حساسية القولون الذي يؤدي إلى التشنج الشديد عند تعرض الإنسان لأي قدر من التنبيه المثير مثل الضغوط النفسية والبرد والدورة الشهرية عند النساء، أو أي تعاط للقهوة والمشروبات الغازية والأطعمة المنتجة للغازات مثل البقوليات بأنواعها.
وقد لوحظ حديثاً أن هناك احتمالا بتزايد الإصابة بتشنج القولون العصبي بعد الإصابة بالتهابات الأمعاء مثل حالات التسمم المعوي وغيرها من التهابات. حيث لوحظ حدوث تشنج في القولون العصبي بعد ثلاثة إلى ستة أشهر من الإصابات بالالتهابات المعوية، وقد لوحظ حديثاً أن وجود التقيؤ يوحي ببعض الحماية من الإصابة بتشنج القولون العصبي بعد الإصابة بالالتهاب المعوي وتظل هذه الملاحظة من دون تفسير علمي في هذا الوقت، كما وبينت بعض الدراسات حصول تشنج في القولون العصبي عند مجموعة من المرضى الذين كانوا يعانون من حالات إسهال شديدة.
ويمكننا أن نستنتج أن الإصابة بالالتهابات المعوية قد تعجل في الإصابة بتشنج القولون العصبي، وأنه من سوء الحظ لا يوجد في الوقت الحالي طريقة لمنع الإصابة بتشنج القولون في الأشخاص الذين أصيبوا بالتهابات معوية. هذا وقد أجريت مؤخراً محاولات لإثبات فوائد إعطاء جرعات من دواء البريدنسيون في علاج تشنج القولون العصبي بعد الإصابة بالالتهابات المعوية، ولكن هذه المحاولات لم تنتج.
ويوجد هناك أيضا رابط بين الدورة الشهرية عند النساء وتشنج القولون العصبي، وقد أفادت بعض النسوة اللاتي يعانين من تشنج القولون العصبي أن الأعراض تتفاقم أثناء الدورة الشهرية، وأثبتت البحوث الحديثة أنه من غير المرشح اعتبار التقلبات الهرمونية لوحدها أثناء الدورة الشهرية عاملاً أساسياً لشرح تفاقم أعراض تشنج القولون العصبي.
وأثبتت البحوث الحديثة أيضاً وجود علاقة وطيدة بين المادة الكيميائية المسماة السيروتونين وتشنج القولون العصبي، وتعتبر هذه الملاحظة المهمة جداً نقلة نوعية لتفهم هذا المرض الشائع جداً، وفهم طريقة معالجته، وتشكل علاقة تشنج القولون العصبي، ومادة السيروتونين ثورة في تفهم آلية حدوث هذا المرض، وهي محطة اهتمام جميع العلماء والباحثين في مجال هذا المرض في الأشهر والسنين القادمة.
أعراض تشنج القولون العصبي
في البداية أريد أن أنبه أن أعراض تشنج القولون العصبي قد لا تكون موجودة عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى بعضهم معظم هذه الأعراض فلكل مريض نمط معين من الأعراض تختلف من حيث الشدة والتكرر عن المرضى الآخرين.
ومن أهم هذه الأعراض
آلام البطن: التي تكون في معظم الوقت في أسفل البطن، ولكن يمكن أن تكون موجودة أيضاً عند بعض المرضى في أي موضع من البطن.
- وجود انتفاخ وتطبل في البطن، وذلك بعد الطعام.
- وجود اضطراب في عملية التبرز (إمساك وإسهال) فأحياناً يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة وأحياناً يكون البراز سائلاً يشبه الإسهال من وقت لآخر مع وجود عدم ارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من البطن.
- خروج مخاط أبيض مع البراز.
- الشعور في معظم الأحيان بالراحة بعد التبرز وخروج الغازات من البطن، وهناك أيضا عدة أعراض أخرى قد تصاحب تشنج القولون مثل:
- آلام في البطن أثناء التبول والشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
علاج تشنج القولون العصبي:
يشكل علاج تشنج القولون العصبي تحدياً مهماً للأطباء، وقد أثبتت البحوث الحديثة أهمية دور النظام الغذائي مع وجود العقاقير الحديثة التي أثبتت فعاليتها في علاج المرض.
الحمية
إن تناول الطعام المناسب يؤدي إلى تخفيف أعراض تشنج القولون عند كثير من المرضى، وينصح المريض عادة بأن يسجل الأطعمة التي تسبب له الإزعاج أكثر من غيرها، ثم يناقش هذه القائمة مع طبيبه للاتفاق على حمية توفر له المواد الغذائية الضرورية، وتخفف من الأعراض المزعجة التي يعاني منها.
فعلى سبيل المثال نقص الألياف في الحمية يؤدي إلى تشنج القولون، وتعتبر الخضراوات والفواكه ورقائق الذرة وخبز النخالة (البر) من الأطعمة الغذائية الغنية بالألياف، وقد يضطر الطبيب في بعض الحالات إلى وصف بعض الأدوية الغنية بالألياف لتضاف إلى حمية المريض، حيث تعمل الألياف على إبقاء القولون متوسعاً بقدر بسيط لمنع حدوث التشنجات وتفاقمها.
إضافة إلى ذلك تعمل الألياف على تنظيم عادة التبرز عند المريض مقللة من الإسهال ومانعة من الإمساك.
وعلى المريض الذي يبدأ بحمية غنية بالألياف أن يتوقع زيادة بسيطة للغازات في بطنه، وهذه الزيادة تكون مؤقتة تستمر لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن جسمه لن يلبث أن يتكيف مع الحمية الجديدة ويزول الإحساس بالنفخة. كما أن تناول وجبات صغيرة قليلة الدسم عوضاً عن وجبات كبيرة دسمة يساعد أيضاً على تخفيف الأعراض عند المرضى المصابين بتشنج القولون العصبي.
الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج القولون العصبي مثل الأدوية الغنية بالألياف وأدوية مضادات الإسهال الخفيفة وأدوية مضادات التشنج، وأحيانا استعمال مضادات الاكتئاب للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة.
وقد تم حديثاً اعتماد دواء جديد يسمى التيفاسيرود من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية لعلاج النساء اللواتي يعانين من تشنج القولون والإمساك بشكل خاص، وقد تبين في التجارب السريرية فعالية هذا العلاج في هذه الحالات، كما وأجريت دراسة أخرى لتقييم دور التيفاسيرود في الإمساك المزمن الذي يتميز في تشنج القولون العصبي بغياب الألم الملحوظ في البطن الذي يرتبط باضطراب في التبرز.
إن هذه النتائج توحي إلى أن التيفاسيرود يوفر فائدة علاجية في الإمساك الوظيفي بالرغم من أنه لم يتم تقييم ما إذا كان هذا ينطبق على المرضى الذين يعانون من الإمساك البطيء العابر، أو على المرضى الذين يعانون من خلل وظيفي في أرضية الحوض .
هذا وقد تم في اللقاء الذي عقدته الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي مناقشة المزيد من المعلومات عن تشنج القولون العصبي ومظاهره المختلفة. حيث تبقى فيزيولوجية تشنج القولون العصبي غامضة، وينبغي إجراء العديد من الدراسات لفهم المرض وكيفية الإصابة به ودور الالتهابات المعوية في ذلك ودور مادة السيروتونين في العلاج.
وفي الختام تذكر عزيزي المريض أنه يجري الآن الكثير من البحوث العلمية على هذا المرض راجين من المولى عز وجل أن يكلل مساعي الباحثين في هذا المرض بالنجاح في إيجاد السبب والعلاج.
د. زاهر كتبي
استشاري أول في الطب الباطني وطب الجهاز الهضمي - مستشفى المملكة - العيادات الاستشارية