المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكثر من مائة موقف وقصة من الميدان بين يديكم (خاص لمديري ومديرات المدارس )


 


الصفحات : [1] 2 3

سابح ضدتيار
28 - 5 - 2010, 10:14 PM
--------------------------------------------------------------------------------

فقد وفقني الله وعملت عشر سنوات من عام (1419هـ) إلى عام (1429هـ) مديرًافي محافظة الرس في أربع مدارس ثلاث منها مجمع متوسط وثانوي ، وواحدة مرحلة متوسطة فقط، سرت في إدارتي على منهج واضح رسمته لعملي بناءً على قناعات ومنطلقات في نفسي، وسرت بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف واضحة.
جعلني هذا المنهج وهذه المنطلقات والأهداف أسعد بعملي كمدير، وأنتظر بفارغ الصبر الصباح لكي أذهب إلى المدرسة، وأباشر عملي وأستمتع به، وكم عكفت مستمتعًا للبحث عن حل لمشكلة فنية، أو تربوية، أو سلوكية...، فكان المهم عندي تحقيق الهدف، ويهون في سبيل تحقيقه كل جهد وتعب.
ولذا كنت (سابحًا ضد تيار)، وأخالف الكثير من زملائي مديري المدارس ممن يتضجرون من الإدارة وهمومها ومشاكلها، فمهما كانت المسؤولية، وكثرت الأعباء، وشدة المعاناة وكثرة المشاكل والعقبات إلا أن سعادتي لا توصف حينما أقف على نتائج إيجابية تم تحقيقها، أو أكون قد خففتُ معاناة، أو فرجت كربة، أو ساهمت في إنهاء مشكلة كانت تعيق مصالح الطلاب والمدرسة عمومًا، أو ابتكرت فكرةً أو مشروعًا استفاد منه غيري في عمله، وكان سببًا في التطوير ونفع الآخرين.
وظللت طيلة هذه السنوات العشر وأنا أراجع منهجي وقناعاتي وأهدافي، وأعدل وأغير فيها، مستفيدًا من تجارب الأيام والسنين، حيث إن مضي الأيام كان يزيد من تجربتي وخبرتي ومعرفتي بعملي وبالإدارة، وكنت أقارن نفسي بغيري فأكتشف أني بحاجة إلى إعادة نظر في كثير من الأمور، فمنها ما أتخلى عنه، ومنها ما أطوره، ومنها ما أستمر عليه، فكم من الأفكار فشلت في مكان ونجحت في مكان آخر! وكم من الطرق الناجحة في مدرسة أصبحت مصدر قلق ومشاكل في مدرسة أخرى! والمدير هو من يقيم ذلك، فالإدارة علمتني الكثير في حياتي.
ولا يعني ذلك أن منهجي صواب، وغيره خطأ، بل هو اجتهاد شخصي، ولكل إنسان طريقته الخاصة في إدارته للعمل، فهذا المنهج تمثل بعنوان : ( هكذا إدارتي )

هذه العشر سنوات تخللها مواقف وقصص وذكريات وبرامج ومشاريع ونماذج وكلها سوف أضعها بين ايديكم هدية مني لكل مدير ومديرة وخاصة المستجدين واتمنى نقلها الى كل منتدى تعليمي فالحقوق ليست محفوظة

فالى الموقف الأول

سلسلة مواقف من الميدان الأول
في أول يوم استلمت العمل مديرًا للمدرسة في تاريخ: 18/5/1419هـ .
ولقد وُجهت إلى متوسطة وثانوية تبعد عن سكني (1** كم) ولما قدمت المدرسة وجدت المدير قد درس معي بالجامعة؛ فطلبت منه أن ينتظر يومين فقط لكي أطلع على سير المدرسة، وأستفيد منه فيما أحتاج إليه، فأنا جديد على المدرسة والعمل الإداري، فرحَّب بالفكرة، وجلست معه، ومما لفت نظري طالب يأتي معه ملف فيطرده المدير، وبَيَّنَ أنه سيئ السلوك، ثم أتى من الغد طرده المدير أيضًا، وكذلك في اليوم الثالث، ولَمَّا استلمت الإدارة أتى الطالب، فقلت: تأتي غدًا، وقام المعلمون بصف واحد قائلين: لا تقبل هذا الطالب.. لأن فيه وفيه وفيه...............الخ ؟؟!!
وأتى من الغد وقلت له: تأتي غدًا، ولما كان من الغد في يوم الأربعاء فأتى، وقلت له: تأتي نهاية الدوام؛ لأني لن أقبله بسهولة، ولما خرج الطلاب والمعلمون وبقيت أنا لوحدي فأتى، قلت له: اجلس، وما خبرك ؟
فقال: يا أستاذ ! المدير الأول ومعلم الرياضة الذي انتقل مع المدير.. وذكر عنهم أن فيهم وفيهم كذا وكذا...........الخ ؟!!
فقلت: أريدك أن تعلم أن المعلمين كلهم رافضون قبولك، وأنا لست قاضيًا لكي أحكم بينك وبين المدير الأول ومعلم الرياضة، ولكن أثبت لي أنهم ظلموك، وأنك على حق، وسوف أخالف جميع المعلمين في المدرسة وأقبلك، ولكن بشرط أن تتعهد لي بعدم المخالفة، والأيام بيننا، وملفك سيكون عندي؛ لأن جلوسك مؤقت على حسب أدبك مع المعلمين..، فاتفقنا على ذلك وخرج الطالب.
وكان الطالب يظهر عليه سلوك سيء، وأنه انفعالي بشكل غريب، درست حالة الطالب، فماذا تتوقعون من حاله؟ وجدت أنه يتيم الأم والأب!! ويسكن هو وأخواته عند عمه!! فسبحان الله !!
ولما رأيت من شدة عصبيته وانفعاله جعلته عريفًا على فصله، فكان انفعاله سببًا في ضبط الفصل، وتكلمت مع المعلمين وقلت لهم: نثبت النجاح لأنفسنا إذا استطعنا احتواء هذه النوعية من الطلاب.
وفي إحدى المرات وجدته يغش من زميله في امتحان شهري أمام باب إدارة المدرسة، فأخذت الورقة ومزقتها، ورميتها في وجهه، وما كان منه إلا أن قام برمي ملف العريفية بعصبية وانفعال!!
فقلت له: بدلاً منك يوجد ستون طالبًا، ولا تظنن أنه لا يوجد عريف غيرك!!
ولما انتهى الدرس أوقفته عند الإدارة، وكان في غاية الانفعال والعصبية، وكان عندي أحد المعلمين، فقلت له: الطالب لو دخل علي في هذه الحالة ستكون مشكلة!! وربما نخسر هذا الطالب، فاذهب إليه وكلمه، وقل له: أنت قد غششت! والذي أمسكك هو المدير! وماذا تنتظر منه أن يفعل بك؟ ثم انتبهْ!! قد تخسر شيئًا كثيرًا!! فالمدير يمكن أن يعيد لك الاختبار، ويمكن أن يصحح لك الورقة، فذهب إليه - جزاه الله خيرًا - وكلمه بعقل وحكمة، وامتصَّ ما فيه من الغضب، ثم أتى به إلى الإدارة، وقال الطالب: أنا آسف يا أستاذ!! وأستحق الصفر، ولدي طلب.
قلت: ما هو؟
قال: لا أريد أن أكون عريفًا !!
قلت: غيرك كثير !!
ثم ذهب إلى الفصل، ومباشرة طلبت رائد الفصل وقلت له: إذا لم يبق الطالب عريفًا فسوف ينهدم كل ما بنيناه مع الطالب !!
قلت له: تكلم مع الطالب وقل له: أنت العريف، وليست جميلة أن يطردك المدير من عرافة الفصل، وسيكون وضعك أمام الطلاب سيئًا، حيث إنك كنت العريف ثم طردك المدير منها، ذهب المعلم وتكلم مع الطالب، وأقنعه بأن يبقى عريفًا؟!
ومر العام الدراسي ونحن في المدرسة نعتبر الطالب حالة خاصة جدًّا ونداريه، وفي نهاية العام نجح ولله الحمد، وكلما تذكرت تلك المدرسة وذكرت ذلك الطالب أقول: يكفي ذكرى طيبة، ونجاح وعمل خير قدمته من أجل ذلك الطالب، فنسأل الله القبول.
أعطيت الطالب شهادة النجاح، وقلت لا تنسنا من دعائك !



عبد الله محمد العواجي

محافظة الرس

سابح ضد تيار

مدير سابق

توتي روما
29 - 5 - 2010, 05:07 AM
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووو يالغالي
الله يوفقك

سابح ضدتيار
29 - 5 - 2010, 11:58 PM
سلسلة ومواقف من الميدان الثالث
منصور طالب متميز، كان سبباً في العفو عن زملائه المخالفين !!
من الأهداف التي نسير عليها في المدرسة هي الاهتمام بالطالب المتميز، ورفع شأنه، وذات مرة كنت في إدارة المدرسة، ودخل عليّ طلاب في مخالفة يستحقون العقاب عليها، ولما اصطفوا أمامي وكان معهم طالب اسمه منصور ناصر، وكان قمة في الأخلاق والأدب والاجتهاد في الدراسة، ولما رأيته معهم قلت للطلاب: حقيقة أني أستحي أن أتكلم ومنصور معكم، ولولا وجود منصور لرأيتم ما لا يرضيكم، فأعطيتهم ورقة إلى فصلهم مع أنهم يعرفون أن الإحالة للمدير تعني العقاب الشديد...........!!!
وموقف آخر كنا نبهنا الطلاب على عدم إخراج الكتب من الفصل عند الخروج للصلاة لما فيه من الإهانة لها ووضعها مع الأحذية، ووجدنا صعوبة في هذه القضية .
وقبل الصلاة وبينما أنا واقف أمام الطلاب وجدت أن أحد الطلاب من المرحلة المتوسطة قد أخفى كتبه في مكان غير لائق! فأخذتها وناديت على اسمه، ولما حضر وهو في شدة الخوف إذا هو طالب متميز! وصاحب أخلاق رائعة! أوقفته بجانبي وقلت للطلاب: أتشرف أن أقف أمامكم مع الطالب محمد، وأعطيته كتبه، ولم أعتبه ولو بكلمه واحدة، والطلاب كانوا يعتقدون أنني سوف أعاقبه.
كانت هذه الطريقة لها الأثر الإيجابي على سير المدرسة، والأثر الايجابي على شخصية الطلاب المتميز.

عبد الله محمد العواجي

محافظة الرس

سابح ضد تيار

مدير سابق
من اعجبته المقالات ارجوا نقلها لمنتديات أخرى حتى تعم الفائدة

سابح ضدتيار
30 - 5 - 2010, 11:52 PM
سلسلة مواقف من الميدان الرابع

كنا في المدرسة قد وضعنا ركناً للشريط الإسلامي في المكتبة، ومن استعار خمسة أشرطة يكرم في الطابور الصباحي، ودارت العجلة، وكثرت الاستعارة، وذات مرة كنت أمشي في ممر المدرسة وإذا بطالب يجري نحو المكتبة ؟!
فناديته وقلت: أين تذهب ؟!
قال: إلى المكتبة؛ لكي أسلِّم الشريط، وأستلم شريطاً آخر، فأخذت الشريط منه وقلت له: ما اسم الشريط ؟
قال: حكم الغنة ؟
قلت: من الملقي ؟
فقال: لا أعرف، والشريط عنوانه: حكم الغناء!!
فتبين لي أن بعض الطلاب يأخذ الشريط ولا يستمع إليه، فتركته وقلت: لا بد من حل لكي نضمن استفادة الطالب من الشريط، فقمنا بكتابة نموذج فيه اسم الطالب، والفصل، وعنوان الكتاب أو الشريط، واسم الملقي، ثم بعد ذلك نبذة مختصرة عن مادة الشريط والعناصر المهمة، ثم أشياء لم تفهم بالشريط.
وسبحان الله تفجرت مواهب الطلاب!! ورأينا عجباً مما يكتبه بعض الطلاب من إبداع وتجاوب مع مادة الشريط، وبهذه الطريقة استطعنا أن نؤثر على الطالب من خلال اختيار شريط، ربما أننا نختاره له؛ لأنه بحاجة ماسة إلى مادة الشريط.

اسم الطالب:........................................... ........................................
الفصل:............................................ ............................................
اسم الملقي:........................................... ..........................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة مختصرة عن مادة الشريط أو الكتاب
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........
.................................................. .................................................. .................................................. ....................................
.................................................. .................................................. .................................................. ....................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشياء لم تُفهم بالشريط أو الكتاب
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................
.................................................. .................................................. .................................................. ........
.................................................. .................................................. .................................................. ........

سابح ضدتيار
1 - 6 - 2010, 04:28 AM
سلسلة مواقف من الميدان الخامس

كنا في المدرسة، في أول سنة لي في الإدارة، إذا تغيب معلم قدمنا الحصص، وأخرجنا الطلاب من المدرسة قبل موعد الخروج، وذات مرة وصلتني رسالة من ولية أمر تقول: أنتم إذا تغيب عندكم معلم تخرجون الطلاب قبل الموعد؛ مما كانت فرصة للتسيب، والتعرف على بعض العادات السيئة، وحدوث مشاكل بين الطلاب، وتعرض بعض الطلاب الصغار من الكبار لبعض السلوكيات الشاذة؛ لأن الطالب يجلس عند باب المدرسة ينتظر أخاه في فصل آخر، وأيضًا الطالب تعود أن يعود للبيت في ساعة معينة، وإذا خرج قبل الوقت يكون له فرصة أن يذهب يمنة ويسرة!! وولي الأمر ينام مرتاح البال؛ لأنه يعلم متى خروج ابنه.
عندها منعت تقديم الحصص، وإذا تغيب معلم ينزل بدله الانتظار، وبهذا عالجنا المشكلة، مع أن هذا القرار قابله أغلب منسوبي المدرسة بالرفض؛ لأنه يؤخر خروج المعلم من المدرسة، ومع ذلك تم تنفيذه، وذلك من باب خوف الله في هؤلاء الطلاب.
__________________

سابح ضدتيار
2 - 6 - 2010, 12:34 AM
سلسلة مواقف من الميدان السادس النبهانية

إذا تأملنا فئة من الطلاب ممن عندهم حياء شديد، وربما عندهم خوف من المعلم أو المدير، نجد أنهم تواجههم مشاكل وعقبات، ولكن ليس عندهم الجرأة على تقديمها وعرضها؛ مما كانت عند البعض عقد نفسية، ربما تكون سبباً في ضياع مستقبل الطالب.
ومن منطلق أن الطلاب أمانة في عنق المدير أمام الله فقد عالجنا هذه القضية بوضع صندوق رسائل خاص بمدير المدرسة، وأعلنت للطلاب أن الصندوق لا يفتحه إلا المدير، وهو عبارة عن همزة وصل بين الطلاب والإدارة. وقلت لهم: إن كان لك حاجة اطلب مقابلتي على انفراد.
وذات مرة وصلتني رسالة من طالب كثير المخالفات، وضعيف في المستوى الدراسي، ويطلب مقابلتي على انفراد، فذهبت لمكتب المرشد، لأنه هيئ للمقابلة، وطلبت الطالب وقلت له بأسلوب لطيف: ما عندك؟
قال الطالب: أنت يا أستاذ تكرهني! وتتعمد التركيز علي! ودائمًا تشك فيّ!! فأمس قدمتني بالصلاة ومرة فتشتني في الفصل!!
يقول هذا الكلام وهو في خوف شديد!!
قلت له: هل ستصدقني أم لا ؟
قال: سوف أصدقك.
قلت له: أنت مثل أخي، ولو قسوت عليك لا يعني أني أكرهك، وما في قلبي عليك إلا المودة والحب، وأنا لم أتعمدك في شيء...الصلاة لا أريدك أن تجلس في الخلف حتى لا تتحدث مع غيرك، والتفتيش جميع الطلاب مطبق عليهم هذا الأمر!
فاقتنع ثم انصرف، وبعد انتقالي من المدرسة إلى مدرسة أخرى إذا هو يتصل بي، ويدعوني لحضور مناسبة **** أخته، فما كان في نفسه انتهى، وقد أجبت الدعوة، وذهبت لل****، فهذه نتيجة واحدة من نتائج كثيرة لذالك الصندوق، والذي جنيت منه خيراً عظيماً.

فيما بعدد خصصنا جوال خاص وبريد اكتروني وعممناهـما على الطلاب وألياء الامور والمعلمين

ايضا من الفوائد
ان البعض يفرغ الشحنات التي في نفسه فيكتب كل مافي خاطره من اي كلام وبهذا يكون قد فرّغ مافي نفسه والتفريغ يكون بهذه الطريقة ولايكون بالاعتداء

سابح ضدتيار
3 - 6 - 2010, 04:24 PM
سلسلة مواقف من الميدان السابع
حقيقة هذه التجارب ربما تكون بسيطةً وسهلةً جداً، وربما لا تستحق هذه التسمية: (سلسلة)، لكن على قدر حالنا نشارك، ونستفيد من توجيهات إخواني وأخواتي في الميدان؛ من خلال تعليقهم عليها، كنت معلماً، وكان أحد الفصول فيه (45) طالباً من جميع الأعمار والأجناس، فكان هذا الفصل مزعجاً للمعلمين من خلال كثرة مشاكله، ومن ذلك مع دخول المعلم فلا بدَّ من وقت حتى يهدأ الفصل ويستقر، فكنت إذا أردت الدخول على الفصل أقف عند الباب، وآخر طالب يتكلم أسْأَله مباشرة عن الدرس الماضي أسئلة كاملة، فكنت بمجرد ما أقف بالباب يصمت الجميع بنفس واحد بدون مبالغة، وكنت أبدأ بشرح الدرس كاملاً ثم قراءة الكتاب، ولا أعطي أي فرصة للتشويش... لأن الطالب إذا لم تشغله أشغلك، وكان طالب مشا**ًا يجلس بجانب طالب مثله، فكنت أقدم الطالب المشا** إلى الأمام...
وبهذا التعامل لم أواجه المشاكل، والتي أصبحت قضية من الزملاء عند إدارة المدرسة ومدير المدرسة أعجبته تلك الطريقة.

سابح ضدتيار
4 - 6 - 2010, 06:36 AM
سلسلة مواقف من الميدان التاسع

انتهى الماء، ولا تصب الحنفيات قطرة ماء في المدرسة، وذهب المستخدم لكي يشغل (الدينمو) لكي يرفع الماء، وعندما شغل (الدينمو) وجده معطلاً، فمباشرة أتى إليّ وقال: (الدينمو) عطلان!!
فقلت له: ماذا عملت ؟
قال: شغلته ووجدته لا يعمل!
قلت له: ماذا عملت ؟
قال: لم أعمل شيئًا !!
قلت له: ارجع وحاول، ولا تأتني إلا وقد استنفدت جميع المحاولات لإصلاحه، وسوف أسألك عن المحاولات، فهذا (الدينمو) موجود في كل بيت، وهذه المشكلة تمر علينا جميعًا .
بهذه الطريقة – التي أتعامل بها مع الجميع حتى مع ابني في البيت - استطعت أن أجعل كل من حولي يستخدم عقله، ويشاور ويبحث عن الحل؛ لأني سوف أسأله عن المحاولات التي بذلها من أجل إتمام المهمة، ولا يكون دور من حولي هو التنفيذ فقط والاعتماد الكلي على المدير؛ لأن الجميع لديه طاقة وعقل وقدرة، لكن متى تعطلت أو اعتمدت على غيرها أصبح صاحبها عالة على غيره.

سابح ضدتيار
4 - 6 - 2010, 06:38 AM
سلسلة مواقف من الميدان الثامن
انتقلت إلى مدرسة، وكانت المباشرة للعمل متأخرةً جداً بسبب ظروف المدرسة المنتقل منها. ولما بدأت امتحانات نصف السنة وكانت علاقتي مع المعلمين يغلب عليها بعض الأمور الرسمية بحكم أني جديد عليهم، فرأيت أن التصحيح تأخر، وهناك مواد من الأسبوع الأول لم تصحح بعد!! وقد يكونون اعتادوا على هذا العمل، ورأيت أن المعلمين يغلب عليهم البرود، ولا بد من التصرف لعلاج مثل هذا الموقف.
فقمت بمساعدة المعلمين في مراجعة بعض المواد بنفسي، وكل معلم يراني أراجع المواد يبادر في إنهاء أعماله، وبهذا التصرف استطعت -بفضل من الله ومنته- أن أعالج الموقف بهدوء، ولما رأى المعلمون أني أساعدهم في مراجعة المواد ازداد حماسهم وبادروا للتصحيح والمراجعة، وانتهت الاختبارات، وأخرجنا النتيجة في وقتها بدون أي مشاكل ولله الحمد والمنة.

سابح ضدتيار
4 - 6 - 2010, 12:36 PM
سلسلة مواقف من الميدان العاشر
كثيراً ما تأتي تعاميم للمدرسة، ومطلوب إطلاع جميع المعلمين عليها، وأخذ التوقيع على ذلك، وكانت الطريقة أن يأخذ مراسل المدرسة التعاميم بعد شرح المدير عليها، ويدور على المعلمين لكي يوقعوا عليها، وكانت هذه الطريقة مكلفة، وتأخذ وقتاً، خصوصاً أن المستخدم لا يدخل على المعلم في الفصل، والمعلم يحتاج إلى وقت لكي يطلع عليها !!
فطرحنا هذه الطريقة عبر نموذج مخصص يكون كما يلي:
الإخوة الزملاء !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
توجد تعاميم نرجو الإطلاع عليها والتوقيع .
(تعميم النقل الداخلي) (التوقيع.....................)
(تعميم بشان دورة في إدارة الفصل)
(التوقيع.....................)
(تعميم بشان بطاقة المعلم)
(التوقيع.....................)
(تعميم بشان النقل الخارجي)
( التوقيع.....................)
ملاحظة: التعاميم موجودة في غرفة المعلمين، وغرفة الكاتب .
ويطبع أسماء المعلمين خلف الورقة لكي يوقع كل معلم أمام اسمه.
هذه الطريقة اختصرت الوقت والجهد، كما تضمن إطلاع الجميع عليها؛ لأنه ليس لأحد العذر بعدم الإطلاع.

@الراوي@
4 - 6 - 2010, 07:30 PM
حياك الله يا سابح ضد تيار

فقدناك في منتدى الشريف ، حيث كانت مواضيعك مشوقة كهذا الموضوع الرائع

سابح ضدتيار
6 - 6 - 2010, 05:07 AM
سلسلة مواقف من الميدان الحادي عشر

فجعنا مرة بوفاة ولي أمر طالب يدرس في ثاني ثانوي (عبد الرحمن..) في حادث مروري، ورغبة في تربية الطلاب على مساندة زميلهم زرنا الفصل، وأخبرناهم بوفاة والد زميلهم، وقلنا لهم: إنه من باب الوقوف مع زميلكم لابد من زيارته في بيته لمواساته.
الأمر الثاني: سنجمع مبلغاً تشترون به ذبيحة، وتذهبون بها إلى الطباخ ثم تهدونها لأهل زميلكم.
ثم ذهبت أنا والمرشد إلى أهل المتوفى، وسلمنا عليهم وعزيناهم، وقلنا لأخيهم الكبير: زملاء عبد الرحمن يريدون مشاركة زميلهم بعشاء، أرجو أن تقبلوا مشاركتهم لزميلهم، فرحب وشكر.
ذهب الطلاب ونسقوا مع أهل زميلهم وقدموا لهم العشاء .

سابح ضدتيار
7 - 6 - 2010, 05:12 AM
سلسلة مواقف من الميدان الثالث عشر
كان هناك طالب في المدرسة (بدر) كثير الغياب، وليس عنده مبالاة بالمدرسة ونظامها، وفشلت معه جميع طرق الإصلاح من منسوبي المدرسة.
ولما بقي على نهاية العام شهر واحد ترك المدرسة، وحاولنا البحث عنه فلم نستطع، وكنا حقيقة قد أسفنا لتركه للمدرسة في العام الماضي، وفي بداية العام الجديد لم أشعر إلا وقد دخل عليّ مع خاله في الإدارة، ( لأن أباه مريض) ولما رأيته فرحت به حقيقةً وهو يظن أني سوف أعاتبه.
وعندما دخلوا سلمت على خاله، ورأيت منه خوفاً وتردداً مني، فبادرته بالسلام، وقبلته، ورحبت به ترحيباً حارًّا جدًّا، وسألته عن حاله، وحال أهله، وهو متعجب من أسلوبي معه.
فقال خال الطالب: بدر سوف ينتقل إلى مدرسة أخرى قريبة من بيته، ويقول: أحب أن أغير مدرستي؛ لأنني أود فتح صفحة جديدة، لكن مدير المدرسة هناك رفض قبوله، وكان في رأيي الخاص أن ينتقل إلى مدرسة أخرى.
فرفعت سماعة الهاتف أمامه، وكلمت المدرسة في قبوله، ورفضوا قبوله في البداية، وبعد إلحاح وافقوا على قبوله من أجلي، وقلت: اذهبوا إلى المدرسة، وسوف يعطونكم خطاب قبول.
فذهبوا إلى المدرسة، ثم أتوا إلينا مرة أخرى، فقلت للطالب: اذهب لتأخذ الكتب، ولما خرج قال لي خاله: أسلوبك وطريقتك معه لم يكن يتصورها أبداً، وكان يتوقع منك العتاب والتأنيب، ولقد أحدثت في نفسه شيئاً غريباً، ولا تعلم كم هو خجلان من نفسه.
ولما أخذ الكتب وأرادوا الخروج من المدرسة وخرج خاله.. انتظر وسلَّم عليّ وقال: سامحني يا أستاذ وأنا متأسف جداً !!
فقلت له: يا بدر أنت مثل أخي، وقدرك في نفسي شيء عظيم، وأنت سامحنا، وودعته وأعطيته رقم الجوال، وأبديت له الاستعداد لأي أمر، ورأيت أني أحدثت في نفسه شيئًا عظيماً.
خرج من عندي ومن الغد رأيت رسائل ترد على جوالي منها:
عسى السعادة في حياتك تباريك *** والوقت يضحك لك على طول دنياك
وتكرر هذا النوع من الرسائل وأنا لا أعرف مصدرها، ثم أتت رسالة من نفس المصدر مكتوب فيها أكيد لم تعرفني أنا (بدر) فسبحان الله! بفضل من الله وتوفيق منه انقلبت علاقتي مع هذا الطالب من مدير وطالب إلى الأخوة حتى أنه يتصل ويسلم علي! وقد زارني مرة فلله الحمد والمنة، وله الفضل وهو على كل شيء قدير.

الأستاذ غازي
8 - 6 - 2010, 10:05 AM
بارك الله فيك وجزيت الجنة

سابح ضدتيار
8 - 6 - 2010, 01:15 PM
سلسلة مواقف من الميدان الرابع عشر
في كثير من الأحيان يشتكي الزملاء من المديرين والمعلمين من عدم جدية عمال النظافة في تأدية عملهم، وأنهم بطيئون، وفيهم.... وفيهم................. إلخ.
ولله الحمد والمنة، وله الفضل في كل شيء فلم نجد ما يشتكي منه الزملاء على مدار أربع مدارس خدمت فيها.
ولكن نعاملهم كأنهم إخوة، ونكنُّ لهم التقدير والاحترام، ففي دخول الشتاء نؤمن لهم ملابس نظيفة وجديدة، ونساعدهم فيما يتيسر، حتى الإفطار نشاركهم فيه، فلا أتناول الإفطار إلا معهم، أو أتأكد من تناولهم الإفطار بعد المعلمين، هذا من جانب، ومن جانب المتابعة حين أوقع في الصباح بداية الدوام أتفقد الفصول والمرافق والملاعب، وإذا وجدت شيئاً غير نظيف أعاتبهم، وأتابع أعمالهم، وإذا رأيت منهم تهاوناً ربما أعاقبهم، ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، أذكر أني انقطعت عن المدرسة شهراً كاملاً بسبب عملية جراحية، وكانت المدرسة تبعد عن سكني (1**كم) وإذا بطارق يطرق الباب! ولما فتحت الباب إذا هو عامل المدرسة! أتى مع إحدى السيارات من 1**كم ليزورني، وهو يبكي خوفاً عليّ ويقول: الوكيل لقد سأل عنك مراراً وبكى لما أخبرناه أنك مريض.
أحسنْ إلى الناسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهمُ *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ( )

سابح ضدتيار
8 - 6 - 2010, 10:47 PM
سلسلة مواقف من الميدان الخامس عشر
الجدول المدرسي ذلك الأمر المعقد، والذي فيه ومن أجله تحصل من الأمور ومن المشاكل بين المعلمين والإدارة الشيء الكثير ..؛ لأن أصعب شيء يواجهه المدير في مدرسته هو العدل، وفي نظري أن الجدول هو مرآة للمدير، ومن خلاله تحكم على المدير ومدى جودة إدارته .
في بداية عملي في الإدارة نزلنا الجدول بالعدل بين المعلمين تحت قاعدة معينة، فالمعلم له ثلاث أسابيع ويوم سادسة ويوم رابعة.
فتقدم المعلمون بطلب فتح التغيير مع الزملاء، فكل زميل يغير مع زميله في الجدول، وذلك على حد قولهم من باب التعاون بين المعلمين، فوافقت على ذلك.
ولما بدأ المعلمون في التغيير رأيت بعض المعلمين وخصوصاً من يبحثون عن مصالحهم الخاصة، وليس عندهم تقدير لأحد، رأيت جداولهم مريحة، ويخرجون بعد الرابعة، ولهم استراحة، وباقي المعلمين ممن عندهم صفة الحياء تتابعت عليهم الحصص في جداولهم، فترى الجدول من الثانية إلى السابعة، ولا يخرجون إلا بعد السابعة، ولما كلمتهم قالوا: نستحي من زملائنا، ولا نستطيع رفض طلب الزميل بتغيير الجدول!
وبعضهم جاء يشتكي هذا الوضع، ويرمي السبب على إدارة المدرسة بأنها فتحت باب التغيير .
ولما كان الفصل الثاني نزلت الجدول، ومنعت التغيير إلا لمصلحة، وبدون تغيير وقت خروج المعلم، فكان بعض المعلمين يعارض وبشدة، ولكني تمسكت في رأيي ومنعت التغيير، فكان الجدول مقسماً بالعدل بين الزملاء .
وكنت متذكراً قاعدة: " رضا الناس غاية لا تدرك "، فراقبت الله سبحانه في مسألة المساواة بين الزملاء.
ومن خلال الأعوام كنت إذا أردت وضع الجدول أطلب من المعلمين طلباتهم، فمنهم من يريد الدرس الأول، ومنهم من يريد الخروج بعد الرابعة يوماً معيناً........إلخ
وعند إخراج الجدول أطلب منهم ملاحظاتهم على أن يعمل بها على قدر الإمكان، فكانت هذه الطريقة جيدة، وعند مناقشة المعلم لي في الجدول أقبل النقاش بنفس هادئة، وأستمع إلى كلامه، وأنظر في رأيه إن كان وجيهاً، وإلا أقول: وزملاؤك لهم حق.
ذات مرة اعترض معلم وقال: أصحابك تراعيهم في الجدول !!
فقلت له وأنا واثق من نفسي: خذ الجدول، وإذا ذهبت إلى بيتك انظر فيه بتمعن، فإن وجدت فرقاً بين المعلمين فلك ما تشاء !! عندها سكت، واقتنع بما أعطيته من عمل.

سابح ضدتيار
9 - 6 - 2010, 04:16 PM
سلسلة مواقف من الميدان السادس عشر
من باب تفعيل رسالة المدرسة من جميع الجوانب، ومن ذلك الاهتمام بالفقراء *****اكين من الطلاب، وحيث إن بعض الطلاب يواجهون مشكلة الإفطار في الفسحة، والجلوس أمام الطلاب بدون إفطار، وعلاجاً لهذه القضية قمنا بالبحث عن الفقراء *****اكين وإحصائهم، ثم قمنا بطباعة دفاتر بها كروت بفئة ريال وريالين، والدفتر قيمته خمسون ريالاً، ومن باب الستر على هؤلاء الطلاب، ومراعاةً لنفسياتهم تم الإعلان للطلاب أن المدرسة تبيع كروتاً للإفطار، بحيث تدفع خمسين ريالاً، وتأخذ دفتراً تشتري من المقصف من خلاله، ثم بطريقة خاصة وزعنا الكروت على الطلاب الفقراء عن طريق من يثقون به من المعلمين أو المرشد بعد إخبار ولي الأمر بذلك حتى لا يعطي أبناءه قيمة الإفطار، وبينا للطالب الفقير أنه لن يعلم بها أحد؛ لأن إدارة المدرسة قد باعت على بعض الطلاب، فمن يراكم يظن أنكم قد اشتريتموه من المدرسة، وأفضل من ذلك أن يكون الاتفاق مع ولي الأمر إذا كان ممكناً بحيث إن الطالب يظن أن ولي أمره قد اشتراه من المدرسة.
وبهذا المشروع وفرنا لأكثر من (45) طالباً إفطاراً مجاناً، وصاحب المقصف يعطينا في نهاية الشهر الكروت ونعرضها على أهل الخير من المعلمين أو غيرهم، فيتبرعون بها. القائم على المشروع الأستاذ صالح عليان الصقر .
فهذا جزء من رسالة المدرسة، والله نسأل الأجر والمثوبة، والله أعلم.

سابح ضدتيار
11 - 6 - 2010, 04:54 PM
سلسلة مواقف من الميدان السابع عشر
طلابنا أبناؤنا وإخواننا، وسَنُسأل عنهم يوم القيامة.
في امتحانات الدور الثاني غالباً يكون الجدول عند الأسر في البيوت غير منتظم بسبب الإجازة، وغالباً يسهر الناس وينامون من بعد الفجر إلى الظهر .
وفي أول يوم من الاختبارات وعند بداية اللجنة يتأخر طلاب عن الامتحان فيقوم المرشد الطلابي أو الوكيل بالاتصال على بيت الطالب، وذلك مراعاةً لأمه وأبيه، فربما أنهم تعبوا وصرفوا عليه مبالغاً ثم تذهب سدًى، وكان الإخوة الوكيل سليمان صالح العقيل والمرشد عبد الله سليمان المحيسني جزاهم الله خير يتصلون كل يوم، وإحدى المرات اتصلوا على أحد البيوت فردت الأم، وقالوا: ابنكم عنده امتحان ولم يأت!
فقالت الأم - والله - الجميع نائمون، وولي أمر البيت مسافر، فأيقظت الطالب، وجاء إلى المدرسة مسرعاً، ولما سألتهم عن مواد الطالب قالوا: عنده مادة واحدة فقط توحيد، وراسب في النصف الأول فقط، فدخل الطالب اللجنة واختبر ونجح، فقلت للمرشد والوكيل هنيئاً والله لكم، إن هذا الموقف والذي لا يمكن أن ينساه لكم الطالب وأم الطالب، وستبقون في ذاكرتهم ما عاشوا، كلما تذكروكم دعوا لكم، فجزاكم الله خيراً.
فهذا من باب الأمانة التي في أعناقنا لهؤلاء الطلاب، والذين نريد لهم ما نريد لأبنائنا وإخواننا.

سابح ضدتيار
13 - 6 - 2010, 11:06 PM
سلسلة مواقف من الميدان التاسع عشر
انتقلت إلى مدرسة ضمن حركة مديري المدارس، ولما اعتمدت الحركة وكان توجيهي للمدرسة سمعت الناس يقولون عن معلم: إنه يعتبر مشكلة من ست سنوات، وإنه يتصف بالشدة وعدم التعاون، وإنه بطريقته ينفر الطلاب من المدرسة ويكرههم المادة.
ويقولون أيضاً: إن أولياء الأمور قدموا فيه أكثر من شكوى على إدارة التعليم، وقد تم التحقيق معه، وقد نُقل من مدرسة إلى مدرسة، ومع ذلك لم ينفع فيه، ويقولون: إذا فعل أي شي لا يمكن أن يتراجع عنه و...و... مما جعلني أتصور أنه...؟؟؟!!!
سمعت هذا الكلام قبل أن أباشر العمل ومن خارج المدرسة، قدمت للمدرسة، وباشرت العمل، وكل هذا الكلام وضعته على جانب، وتعاملت مع المعلم وكأني لم أسمع عنه أي شيء!! لأني تعلمت من دروس الحياة:
أن لا تبني قرارًا ولا تحكم على أساس لم تقف عليه بنفسك .
ومرة زارني مشرف الأستاذ، وبدأ يشكو منه ومن مشاكله ووووووووووو الخ المهم رأيت المدرسة، وبدأت العمل، وكنت أرتقب الوضع، ولكني رأيت شيئًا غريباً، رأيت أن موقع التوعية الإسلامية أكثر من رائع، ورأيت الجهود الجبارة والعظيمة، وكلها من جهود هذا الأستاذ فتعجبت من ذلك.
ورأيته رجلاً عبقرياً في الحاسب، ومتمكناً من المادة العلمية، وعنده لغة إنجليزية وفرنسية، وإنسان مستقيم يخاف الله، وهو الوحيد الذي لا يخرج من المدرسة إلا بعد السابعة، فدارت في رأسي أمور كثيرة، وتعجبت من الوضع فقلت: لا بد من وجود شيء لم أفهمه !!
ومرة كنت في الإدارة، فأتى الوكيل وقال: الأستاذ ( المعني ) طرد طالباً، والطالب هرب من المدرسة .
وبعد خمس دقائق دخل أحد أولياء الأمور، وكان في شدة الغضب، فجلس وبدأ يتكلم بشدة عن المعلم، ولما رأيته بهذا الشكل قلت له: اذهب وتأتيني غداً.
وقلت له كذا لأني لا أعلم عن تفاصيل الموضوع، وثانياً لأنه لا يمكن التفاهم معه وهو في هذه الحالة، وخرج ولي الأمر بعد إلحاح شديد، عندها قلت في نفسي: هنا تخرج النتيجة مع المعلم، ومدى كلام الناس عنه.
سألت المعلم عن الموضوع، فقال بكل أدب: الطالب غش في الاختبار، وقلت له: اخرج خارج الفصل، وبعد الدرس أنظر في موضوعك، فخرج الطالب من الفصل، وهذا الذي حصل فقط !
وهنا وصلنا إلى مربط الفرس، وهو كلام الناس عنه أنه لا يتقبل أي توجيه!!
فقلت: يا أستاذ الآن ما العمل؟
قال: الذي تريد.
سبحان الله! أين كلام الناس..؟!! وأين الشدة..؟!! وأين عدم تقبل التوجيه..؟!! وووووووووو.....
عندها قلت للمعلم: سنجتمع غداً في الإدارة مع ولي الأمر والمرشد، وأرجو أن تمسك أعصابك، فيبدو أنه بينك وبينهم مشكلة قديمة .
المهم اجتمعنا من الغد، وخرجنا بنتيجة إيجابية جداً، واعتذر ولي الأمر، وقال: أنا الذي قدمت فيك الشكوى، وأنا الذي جمعت الناس ليوقعوا ضدك وهم لا يعلمون شيئاً عن الموضوع، وأنا... وأنا... وأنا... الخ .
فقلت في نفسي: هذا السر الذي كنت أبحث عنه، وهي شرارة المشكلة، وخلاصتها أنه بقي للطالب عند الأستاذ في مادته درجتان فقط وينجح، وتسربت النتيجة للطالب وولي الأمر، فذهبوا للأستاذ وقالوا له: زد الطالب!!
فرفض الأستاذ، عندها بدأت المشكلة .
المهم خرجنا من الإدارة أحباباً، وسمناً على عسل، ومن الغد ورد إلينا خطاب نقل المعلم عن المدرسة للمصلحة العامة، وسبب النقل شكوى أولياء الأمور، والتي تزعمها ولي الأمر !!
قلنا: مادمنا متفقين مع ولي الأمر، والمدرس بهذا التميز ستفقده المدرسة، لعلنا نكلمه حتى يتنازل عن الشكوى، كلمنا ولي الأمر متزعم الشكوى حتى يسحب الشكوى، ويجلس المعلم في المدرسة، فوافق، ومن الغد تراجع عن الموضوع!! وتفاجأت أنه سيدخل نفسه في خصوصيات المدرسة، ولما علمت قلت له: داخل سور المدرسة لا يحق لك التدخل ولو بحرف واحد!!
عندها سحب كلامه في التنازل، بل نقل ابنه من المدرسة، وشن الحرب على المدرسة بشكل عام، وبدأ بتحريض أولياء الأمور على المدرسة.
قمت بطلب الموقعين على الشكوى؛ لكي نبين لهم الأمر، وقدم إلينا واحد فقط، وقال: نحن لا نعرف شيئاً، والموضوع عند فلان، وهو الذي كتب الشكوى، ووقعنا عليها!!
أدخلت ( رئيس المركز ) الأستاذ الفاضل عبد الله ناصر العقيل بحكم أنه رئيس مجلس المدرسة، فجمعهم وكلمهم، ووافقوا على التنازل لكن بعد خروجنا من مجلس رئيس المركز رجعوا ونقضوا كلامهم ورفضوا التنازل مرة أخرى!! بل ذهبوا جميعاً لمدير التعليم، يهددون ويشتكون!!
ولَمَّا رأيت الموضوع وصل إلى هذه الدرجة قلت في نفسي: لا بد من السعي إلى نهاية الطريق معهم، حتى إن بعض الزملاء قال: الدور الذي عليك قمت به، ولست مكلفاً في أي شيء آخر!!
فلم أوافقهم، فقمت وكتبت عرضاً كاملاً للقضية، وفندت دعواهم، وأرفقت كشف درجات المعلم، والذي أقل طالب في مادته أخذ (11) درجة من (15) درجة، وأثنيت على الأستاذ، وبينت أن من الموقعين من ليس لهم أبناء في المدرسة، وبعضهم ليس له أبناء في ثالث ثانوي، وبعضهم أبناؤهم ضاعف في المستوى الدراسي وإنما دعواهم كيدية.
وفي الأخير كتبت: الأستاذ، تمت المفاهمة معه على تجنب ما يثير الرأي العام، وليس فيه مخالفة للنظام، ووقعت ووقع المعلم والمرشد والوكيل، ورفعتها لسعادة مدير التعليم، ومدير التعليم كتب عليها للإشراف، والمشرف زارني في المدرسة، وجلس معي، ثم ذهب إلى الأستاذ وجلس معه، ولما أتى من عند الأستاذ، وجلست معه في الإدارة كانت عليه علامات التعجب! ويقول: ماذا فعلتم مع الأستاذ؟!! ليس هذا الأستاذ الذي أعرفه!! وبدأ يثني عليه ثناءً كثيراً، وخرج من المدرسة، وبعد فترة رجع ليتأكد مرة أخرى، ومازال متعجباً من الوضع، ويقول: لا أصدق أن هذا هو الأستاذ...؟؟!!
وبعد فترة استدعى المشرف المعلم لإدارة التعليم، وجلس المشرف والمعلم ورئيس الإشراف، وأبدى المعلم استعداده لكل شيء، وعندها تم نقض قرار النقل، وتم تثبيت الأستاذ في المدرسة.
وهنا موقف لا يمكن أن ننساه لسعادة مدير التعليم، وذلك رفعه خطابنا للدراسة، وموقف لسعادة رئيس الإشراف، والذي أوقف النقل، وأعطانا فرصة لعلاج الموضوع، وموقف المشرف التربوي، والذي تعامل مع الموقف بهذه الصورة، وبغض النظر عن خلفياته، حيث قدموا - جزاهم الله خيراً - رأي المدرسة على غيره، مع شدة المطالبة من أولياء الأمور، مما كان له الأثر الإيجابي على شخصية مدير المدرسة والمدرسة أمام الرأي العام، فجزاهم الله ألف خير على موقفهم، والذي أنهى المدرسة من مشاكل كبيرة، وأصبح موضوع صاحب الشكوى (ولي الأمر) عبرة لغيره.
ظل ولي الأمر يكيد للمدرسة عامًا كاملاً ويتربص بنا! لكنه لم يستطع أن يحقق شيئًا مما في نفسه، فمرة قدم فينا شكوى على الوزارة ولكن بدون فائدة! ومرة وقع خطا على ابنه وحضر وهو في شدة الغضب يعتقد أننا ضربناه،ولكن تبين أن ظنه في غير مكانه وفي آخر العام أتى ولي الأمر بنفسه للمرشد الطلابي واعترف وأقر على نفسه بأنه كان يتعمد الدخول في شؤون المدرسة، وأنه كان يصدق أبناءه المراهقين، وتعهد بعدم التدخل مرة أخرى.

سابح ضدتيار
14 - 6 - 2010, 10:07 PM
سلسلة مواقف من الميدان العشرين
خمس دقائق فقط تقضي على فوضى خمسين ومائتين (250) طالب .
كثيراً ما نعاني من عدم انضباط الطلاب في الصلاة، وتأخرهم عن الحضور، إما لبقاء الطلاب في الفصول، أو في دورات المياه (أكرمكم الله)، والجميع يعرف مشكلة الإشراف، والتي تعتبر عبئاً على المعلم، والقليل من يقوم بها على الوجه الأكمل، وكثير من المشاكل والتي تحصل بين الإدارة والمعلمين فيما يخص متابعة الإشراف.
وحلاً لكل هذه المشاكل أخبرنا الطلاب أن الصلاة سوف تقام بعد الجرس خمس دقائق فقط، ومن يتأخر ويتكرر منه سيعرض نفسه للمسائلة.
بعد هذا العمل انتهت جميع المشاكل من تأخر الطلاب في الفصول ودورات المياه (أكرمكم الله)، وممرات المدرسة، حتى وبدون مبالغة جميع الطلاب يسلمون مع الإمام لا تفوتهم ولا ركعة، حتى المسئول عن متابعة الإشراف والمشرفون أصبح دورهم سهلاً جداً، مع العلم أن عدد الطلاب (250 ) طالب ومرحلتين !!

سابح ضدتيار
15 - 6 - 2010, 10:25 PM
سلسلة مواقف من الميدان الحادي والعشرين
من باب إسناد المهمة للطلاب، وتنمية روح القيادة، وتحمل المسؤولية عند الطالب، ومن باب الطرح المبسط والجديد لطلاب أول متوسط، ومحاولة إعطاء الطلاب توجيهات معقولة ومبنية على واقع عاشه الطلاب.
ففي أول العام الدراسي نستقبل في المدرسة دفعة جديدة من الطلاب في أول متوسط، وهؤلاء الطلاب بحاجة إلى شرح وتبيين للمرحلة الجديدة المتوسطة.
والذي قمنا فيه بالمدرسة إسناد المهمة إلى طلاب (3/ث) مع مشاركة المرشد، وكان البرنامج المعد: اليوم الأول استقبال للطلاب، وإقامة ندوة من مواضيع مشتركة:
1 - منها ترحيب بالطلاب، وتوضيح اختلاف المرحلة المتوسطة عن الابتدائية.
2 - شرح لنظام المدرسة، وكيفية التعامل مع توجيهات الإدارة والمعلمين.
3 - توضيح المناهج الجديدة، وكيفية التعامل معها.
اليوم الثاني: قام طلاب (3/ث) بإقامة مسابقة ثقافية لطلاب أول متوسط، ثم جولة في المدرسة، وتبيين بعض المرافق العامة كالملعب والمكتبة والمختبر.
حقيقة كانت الفكرة جداً رائعة، ووافقت حماسة وتفاعلاً من طلاب (3/ث) وقبولاً من طلاب أول متوسط. والله أعلم.

سابح ضدتيار
17 - 6 - 2010, 07:55 AM
سلسلة مواقف من الميدان الثاني والعشرين
إن التعامل مع الطلاب يجب أن يراعى فيه كثير من الأمور، ومنها:
مراعاة حالة الطالب الاجتماعية، وإحدى المرات سألت طالباً: من ولي أمرك؟
قال: أبي.
فقلت: أين هو؟
قال: متوفى!
فحزت في نفسي تلك الكلمة، ورأيت أني ربما بعثت جرحاً قديماً لدى الطالب، وأني أحزنته!!
ومراعاةً لتلك القضية - وهو الطالب اليتيم - إذا أردت أن أسأل الطالب لا أقول: أين أبوك؟ بل أقول: من ولي أمرك ؟
كل ذلك حرصاً على عدم جرح الطالب اليتيم، خصوصاً لَمَّا أسأله أمام الطلاب.
- ومن مراعاة نفسيات الطلاب كان إفطار المعلمين في غرفة المعلمين، ودائماً الإفطار - ولله الحمد - مما لذ وطاب!! وغرفة المعلمين يتردد عليها الطلاب في أمور كثيرة، ويرون الإفطار على الأرض! ومراعاةً للطالب الفقير، وحرصاً على نفسيته، وأنه ربما يتمنى بعض ما هو على الأرض، أو أنه ربما يرى شيئاً من الطعام لا يمكن الحصول عليه في البيت..؛ لهذا السبب قمنا بنقل الإفطار إلى مكان آخر لا يرتاده الطلاب. كل ذلك مراعاة لنفسية الطالب اليتيم والفقير، وما ذاك إلا ابتغاء وجه الله تعالى. والله أعلم.

سابح ضدتيار
18 - 6 - 2010, 01:57 PM
سلسلة مواقف من الميدان الثالث والعشرين
أحرص كثيرًا على وحدة الصف، وعمل الوقاية من حدوث المشاكل وتفاقمها، فكونت لجنة أسميتها لجنة: " تقريب المفاهيم "، وهم مجموعة من المعلمين الجادين والمتميزين، ووكلت إليهم مهمة الإصلاح، وقلت: ما تجتمعون عليه أوقع عليه مباشرة، إلا إذا كان فيه مخالفة، أو ليس فيه مصلحة، وها أنا أجعل المدرسة في ذمتكم، فأي معلم يشتكي من ظلم، أو أي شي ترونه غير مناسب فقد وكلتكم بإصلاحه؛ لأنكم في وسط الميدان، وترون ما لا نرى في الميدان.
بهذه الطريقة أصبحت المدرسة تسير بكل مثالية وهدوء، فالمشكلة تقوم وتموت في مكانها؛ لأن المعالجين لها في كل مكان.
وذات مرة تقدم أحد المعلمين بطلب إجازة، فرفضت لأسباب، وخرج المعلم وهو غاضب!! وتحدث عند المعلمين عن رفضي لإجازته، وبدأ بكلام تضجر وشكوى، عندها أمسكه أحد المعلمين وهو الأستاذ محمد عبد الرحمن الصقعبي وقال:
المدير لم يرفض إلا بسبب، وسوف أتأكد من ذلك.
سألني المعلم عن موضوع الأستاذ، فقلت له: قد تقدم غيره بطلب إجازة، وهذا المعلم ليس له إلا الاستئذان، وطلب الإجازات، ولو أن عنده عذراً وجيهاً لأعطيته.
رجع المعلم وقال: المدير هذا كلامه، وهذا رأيه، ورأيه وجيه، ورجاء لا تحدث في المدرسة مشاكل.
وأيضاً حرصاً على فئة من المعلمين ممن يكون لهم حاجات ورغبات معينة، ولكن يمنعهم الحياء من طلبها، فكون المعلمين (لجنة تقريب المفاهيم) بينهم ووسطهم، فتجد تلك الفئة تفضي بما عندها لزملائهم، لقربهم منهم، فدور اللجنة متابعة موضوعهم مع الإدارة، فكثيراً ما تأتي طلبات ورغبات من تلك الفئة عن طريق زملائهم.
فبهذا استطعنا أن نريح تلك الفئة بالمدرسة، وراحتهم كانت إيجابية مع طلابهم، والله أعلم.

سابح ضدتيار
18 - 6 - 2010, 11:24 PM
سلسلة مواقف من الميدان الرابع والعشرين
انتقلت إلى مدرسة في عام (1420) للهجرة، وكنا نتحدث عن قبول الطلاب، فقال أحد أفراد المدرسة: تقدم إلينا طلاب في العام الماضي ولم نقبلهم.
فقلت: ليس لكم حق! لأنهم قريبون من المدرسة، ويسكنون في بيوت متنقلة (خيام )، والمدرسة كبيرة، والعدد فيها قليل!!
المهم أن المدرسة تبعد عن بيتي (50كم)، وفي كل صباح أذهب إلى المدرسة كانت تقابلني سيارة قديمة، وفيها بدون مبالغة (10) طلاب، مزدحمون فيها، وكان الطريق ضيقاً وخطراً جداً، وكنت كلما قابلتهم يرتجف قلبي خوفاً عليهم من شر الحوادث، فكنت إذا قابلتهم أدعو الله أن يحفظهم، وأن يردهم لأهلهم سالمين، فالسيارة قديمة!! والطريق خطر لأنه يمر على جسر وادي الرمة طوله 1**0م !!
ومرة وجدتهم قد تعطلت سيارتهم، فوقفت عندهم وسألتهم عن السبب، قالوا: ليس فيها بنزين، فأخذت أحدهم إلى المحطة وسألتهم في أي مرحلة أنتم؟
قال: في الثانوية والمتوسطة .
فقلت: لما ذا تتركون المدرسة النبهانية (مدرستنا) وهي قريبة جداً لكم؟!! فلم يعطني جواباً مقنعاً !!
فقلت في نفسي: ربما يكونون هؤلاء الذين لم يقبلوا في العام الماضي حسب قوله.
المهم قلت لهم: أنا مدير المدرسة، وبلغ أهلك السلام، وقل لهم: لا بد أن تأتوا إلى المدرسة لقربها، ولأن المدرسة التي تذهبون إليها بعيدة، وطريقها خطر !!
وجدتهم مرة أخرى قد تعطلت سيارتهم، فوقفت عندهم وساعدتهم وأكدت عليهم القدوم للمدرسة.
سارت الأيام، ودارت السنة، انتهى عام (1420هـ)، وانتهى عام (1421هـ)، وفي عام (1422هـ)، تم نقلي إلى متوسطة وثانوية قصر ابن عقيل وهي أقرب من الأولى، وفي بداية العام وقبل أن أتنقل إلى المدرسة المنقول إليها أتى الطلاب الذين كنت أقابلهم في الطريق قبل عامين، ومعهم ولي أمرهم يريدون النقل إلى المدرسة.
فقلت لولي أمرهم: لماذا تتركون المدرسة وهي قريبة لكم؟ ولماذا لم تأتوا يوم أن قلت لأبنائكم قبل عامين ؟
المهم سلمت المدرسة للمدير الجديد، وانتقلت إلى المدرسة المنقول إليها، وبعد فترة وقعت مشكلة كبيرة في المدرسة التي انتقلت منها مع أحد الطلاب الذين كنت أقابلهم في الطريق، وهذه المشكلة ليس لها حل إلا التنازل من ولي الأمر، وإلا سيكون مشاكل وتحقيق، لأن الخطأ على المدرسة، ولما تأزم الأمر قالوا لولي الأمر: الموضوع سيكبر، وسيشمل المدير الأول والوكيل الأول لأن المشكلة كانت مع بداية العام.
فقال ولي الأمر: المدير الذي أوقف أبنائي في الطريق وساعدهم وطلب منهم أن يأتوا إلى مدرسته وذلك خوفاً عليهم من الطريق؟!!
والله لا نطالب بشيء من أجل صنعه مع أبنائنا، ونحن نتنازل ولا نطالب في أي حق .
وانتهت القضية، وتنازل ولي الأمر لأسباب، ومنها حفظهم لذلك المعروف، وفي مثل هذا الموقف قال الرسول  : ((صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوء))(1).
اللهم أنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، ونسألك ألا يكون لأنفسنا حظاً من أعمالنا.، والله الموفق.

سابح ضدتيار
19 - 6 - 2010, 10:17 PM
سلسلة مواقف من الميدان الخامس والعشرين
معاناة طالب وولي الأمر تنتهي بتغيير الواجب.
في أول عام لي في الإدارة عام (1419) للهجرة، ومن خلال العمل في المدرسة والتي كانت تبعد عن المنزل مسافة (1**كم) في إحدى قرى المحافظة.
كان عندنا طالب من إحدى الدول العربية الشقيقة، وهو الوحيد في المدرسة والقرية، وهو بالطبع متميز، وكان يعاني هو وأهله من قضية مضايقة الطلاب له من أجل نقل الواجب، وذكر لي أحد المعلمين أنه في العام الماضي تعرض الطالب وولي أمره لمشاكل ومضايقات!! ولم يحمهم إلا مركز الشرطة لأن الطلاب يأخذون الواجب بالقوة !!
وهذه السنة تكرر الموضوع مرة أخرى، فبعد صلاة العشاء يتردد الطلاب على بيت الطالب من أجل أخذ الواجب رغماً عنه، وهو مسكين لا حول ولا قوة له!!
ففكرنا في الموضوع، وقلنا: الوقاية خير من العلاج، فكلفت المعلمين بتغيير واجب الطالب عن باقي الطلاب، عندها انتهت المشكلة بالنسبة للطالب، وانتهى إزعاج البيت وكانت هذه الفكرة سببا انهاء مشكلة معقدة كانت تعاني منها هذه الأسرة ، ولله الحمد.

سابح ضدتيار
20 - 6 - 2010, 11:03 PM
سلسلة مواقف من الميدان السابع والعشرين
أول طريق الجريمة الغياب، وهكذا عالجناه.
إن للشر كما هو معروف طرقاً وأبواباً، والخير كذلك، ومن أبواب الشر والفساد : الغياب عن المدرسة.
فمن المعروف أن في المجتمع قوماً ضلوا عن طريق الصواب، فتراهم بدون عمل ولا دراسة، فهم همج رعاع، وحيث إن النفس أمارة بالسوء تجد كثيراً من الطلاب وخاصة ممن اهتم بهم أولياء أمورهم ولم يأذنوا لهم بمصاحبة هؤلاء وبدافع الهوى والنفس الأمارة بالسوء لا يجد وقتاً مناسباً لمصاحبة هؤلاء إلا عن طريق الغياب عن المدرسة، فمن هنا يبدأ الضياع .
*****ئولية في ذلك تقع على عاتق المدرسة: إدارةً ومدرسين. فولي الأمر يخرج الطالب من عنده إلى المدرسة، ولا يعلم عنه إلا بعد رجوعه إلى البيت قادماً من المدرسة؛ لذا يتعين على المدرسة أن تخبر ولي أمر الطالب عن غيابه بأي طريقة، سواء عن طريق الطالب نفسه، أو عن طريق أحد إخوانه، أو أقاربه، وليس للمدرسة أي عذر في التساهل بهذا الأمر، حتى ولو كانت المدرسة نائية، فالحزم والإصرار يعالج هذه الظاهرة والكمال لله وحده.
أحد الطلاب تغيب ثلاثة أيام، ورفض أن يتعاون معنا في قدوم ولي أمره، ولا يوجد هاتف، وسكنه بعيد، وبطريقتنا الخاصة طلبنا ولي الأمر واتضح أن الطالب يأتي بإخوانه للمدرسة وينزلهم، ثم يذهب ينام في أحد الأودية، لأنه كان يسهر مع شباب ليس لهم أي عمل.
وبهذه المناسبة أطرح كيف تم معالجة الغياب، حيث إن الطلاب يأتون ربما من مسافة (50كم)، فقد تم إخبار الطلاب أنه إذا غاب أحد منهم لا بد من حضور ولى الأمر، أو ورقه من المستوصف التابع له، حيث يوجد أربعة مستوصفات، ويكتب في الورقة أنه يحتاج إلى راحة، وبعض الأطباء كان متساهلاً في منح الإجازة بحكم أنه يقع في الحرج أو لأسباب أخرى، وتم مكاتبة المستوصفات من قبل المدرسة، والتأكيد عليهم بعدم كتابة راحة إلا لمن يستحقها، وأنهم يتحملون المسؤولية في ذلك في حال حدوث مكروه للطالب او صدر منه مخالفة جنائية او غير ذلك ، لأنه لوحظ كثرة الأوراق من المستوصفات، والتي تعطي راحة للطالب ، وبعد المكاتبة انعدمت التقارير الا من طالب شديد المرض وبعض الطلاب ولي أمره ليس موجوداً، فعمله خارج المنطقة، ولا يوجد وسيلة اتصال مع البيت فهؤلاء نتفاهم مع رئيس المركز التابع له ونطلب منه إبلاغ أهل الطالب أن ابنهم لم يحضر للمدرسة ، وقد تم مكاتبة المركز في ذلك (هذا النظام مرن على حسب الطالب وأخلاقه وسلوكياته).
هذه الأمور قللت نسبة الغياب، بل انه انحسر الا من فئة قليلة جدا من الطلاب وأيضاً ربطت ولي الأمر بالمدرسة، حيث كثير منهم لم يكن يأتي، لكن إصرار ابنه عليه جعله يأتي للمدرسة، وكم تلقينا من اتصالات من خارج المنطقة كلهم يستأذن لابنه، وبهذه الطريقة عالجنا مشكلة من أكبر المشاكل، والتي كانت منها تبدأ رحلة الضياع والفشل.

سابح ضدتيار
21 - 6 - 2010, 10:59 PM
سلسلة مواقف من الميدان الثامن والعشرين
خوف الأمهات على الأبناء ربما يكون أول طريق للضياع !!
في إحدى المرات وكنت عند إحدى قريباتي، ورأيتها اتصلت على المدرسة، وأخبرت عن ابن أخيها أنه مريض، وهو في الحقيقة ليس كذلك، فلما سألتها قالت: أصر عليّ !!
ومرة تغيب أحد الطلاب فسألته عن سبب الغياب فقال: كنت عند أبي المريض. فاتصلت على أبيه وقال: ليس عندي، وكانت أم الطالب تسمع كلام الأب، فقالت: قل لهم: إنه ذهب بي إلى السوق!!
من شفقتها تريد أن تتستر عليه!! فسألته: هل ذهبت بأمك إلى السوق؟
قال: لا .
وبعد التحقيق معه وجد أنه سهر مع شباب منحرفين ومتعاطي مخدرات !!
وفي نوعية خاصة من الطلاب كالأيتام وممن آباؤهم كبار في السن لا نقبل في استئذان الأم لابنها، ولا نقبل باتصال أمه على المدرسة تخبرنا بسبب تغيب الطالب؛ لأنه تكرر معنا تعاطف الأمهات مع الأبناء، وذلك من باب الرحمة والشفقة عليهم، ولأن بعض الأبناء يرفضون تلبية طلبات أمهاتهم إلا في الفترة الصباحية حتى تستأذن الأم لابنها لكي يخرج من المدرسة !

سابح ضدتيار
22 - 6 - 2010, 12:44 PM
سلسلة مواقف من الميدان الثلاثين
"تتعب إن كنت وحدك، وتنتج إذا كان هناك من يدافع عنك ويعينك!"
في إحدى المدارس والتي قدمت إليها مديراً، وكانت متسيبة من جميع الجوانب، وخاصة متابعة الطلاب، كان فيهم تأخر وغياب وبعض السلوكيات، بدأت في الإصلاح، وخاصة من جانب الطلاب، ومن خلال خطة الإصلاح بدأ ظهور التذمر من الفئة المتسيبة من الطلاب!!
ثم انتقل الصدام مع بعض أولياء أمورهم، والذين كانوا بصف أبنائهم!!
ولأن القرية صغيرة فقد توترت العلاقة بين المدرسة والمجتمع في تلك المدينة الصغيرة، وذلك بسبب الإشاعات التي تصدر من أولياء أمور لم يعرفوا مصلحة أبنائهم!!
ولما رأيت أننا وصلنا إلى طريق مسدود قمت وجمعت المعلمين والموظفين من أهل تلك المنطقة والذين هم بالمدرسة، فقلت لهم: لا بد أن يكون لكم دور في الإصلاح، وشرح الوضع مفصلاً للمجتمع، وتفنيد كل الإشاعات، والتي كثرت على المدرسة، وذلك من باب مصلحة الطلاب؛ لأن المتضرر في ذلك هم الطلاب فقط .
وفي أحد الأيام هرب طالب من المدرسة؛ لأنه ارتكب مخالفة، وكان ولي أمر الطالب ضمن الذين لأبنائهم مشاكل وتمرد على نظام المدرسة، وكنت متوقعاً قدوم ولي الأمر للمدرسة كعادته غاضباً يدافع عن ابنه، ويتهم المدرسة بأنها السبب!!
المهم قدم ولي الأمر، وكان في غاية الهدوء! وتمت المفاهمة معه! وقال: الابن ابنكم، وأنتم أعلم بمصلحته !
فتعجبت من ذلك! وقلت: غريب أمر هذا الرجل! وبعد ذلك تبين أن أحد موظفي المدرسة لما علم بالمشكلة وهروب الطالب من المدرسة ذهب مباشرة إلى ولي أمر الطالب في مقر عمله، وأخبره بمخالفة ابنه، وفهَّمه أنه لا داعي للمشاكل، ولا داعي بمشاكل لا فائدة منها. المهم أنه امتص غضبه، وكان هذا السبب في قناعة ولي الأمر وهدوئه في المفاهمة مع المدرسة، في تلك السنة حازت المدرسة على أربعة خطابات شكر؛ لأنه تم تنفيذ بطاقة طالب متميز، وفصل متميز !!!

سابح ضدتيار
22 - 6 - 2010, 11:16 PM
سلسلة مواقف من الميدان واحد والثلاثين

كنت أتجول في أحد ممرات المدرسة في الدور الثاني، وكان في الصالة في الدور الأول طلاب فصل (2/ث) يؤدون اختبار منتصف الفصل، وفي غفلة من المعلم حاول الطلاب في مؤخرة الصالة الغش من البعض، فوقفت أرقب الوضع، ولم يعلموا أني أراهم!! وفجأة نظر أحدهم إلى الأعلى فرآني فخاف جداً!! والذي بجانبه يكلمه وهذا لا يرد عليه، ولما رفع رأسه ورآني عرف الموضوع، ولما انتهى الدرس طلبت الطلاب، وكان عددهم خمسة، وقلت لهم: أنتم قد غششتم، ولا أحتاج إلى دليل لإثبات الغش، ولكن لتعلموا أننا نسعى في مصلحتكم، ولا نريد لكم الإخفاق في المادة، ومن أجل ذلك فورقة الاختبار تحفظ إلى نهاية الفصل، فإذا حافظتم على أدبكم واحترامكم، ولم يشتك منكم أحد تصحيح الورقة، وإذا كان غير ذلك فإن الدرجة ستكون صفراً، اتفقنا على ذلك، وكان هؤلاء الطلاب من أشقى طلاب الفصل، ولأجل هذه الدرجة استطعنا أن نقضي على مشاكلهم بهذه الطريقة، وفي نهاية الفصل تقدموا بطلب التصحيح، فصححت جميع أوراقهم، وحصلوا على درجاتهم .
فهذه الطريقة استفدنا منها، واستفاد الطالب والمدرسة بشكل عام، ولو أننا خصمنا الدرجة لأجل الغش فربما تفجر الطلاب، وسببوا لنا مشاكل نحن في غنى عنها. والله الموفق .

سابح ضدتيار
23 - 6 - 2010, 04:51 PM
سلسلة مواقف من الميدان الثاني والثلاثين
استلمت إدارة متوسطة وثانوية، وكانت أول سنة لي في الإدارة، وهذه المدرسة قد عُرف عنها المشاكل والمضاربات، بل استخدام الأسلحة والسكاكين، وذلك لما فيها من عصبية قبلية، حيث يتوافد الطلاب من مسافة (50كم) من مختلف القبائل، وكنت متوقعاً حدوث مثل هذه المشاكل، وكنت أرقب الوضع، وذات مرة أردت الخروج قبل الدرس السابع، ولما ركبت السيارة نظرت إلى الساعة فرأيت أني متأخر، قلت: إذًا أصلي مع الطلاب، نزلت من السيارة، ودخلت الإدارة، ولما ضرب الجرس سمعت صوتاً في الدور الثاني، ولما صعدت السلم رأيت فيه معلمين فنزلت، ودخلت الإدارة، ولما خرجت إذا أحد الطلاب في شدة الغضب وبيده عصا!! والمعلمون قد أمسكوا به، اجتمع الطلاب والوكيل والمعلمون، وكلمت الطالب فلم يرد عليّ!! عندها أوقفته، وعلمت أنه حصل بينه وبين أحد الطلاب مضاربة في الدور الثاني، وبعد الصلاة اتصلت على الشرطة وطلبت منهم الحضور فرفضوا بحجة أنها مشكلة داخلية، فقلت لهم: إذا لم تحضروا سوف أتصل على مرجعكم في المنطقة ولم تمض خمس دقائق إلا وهم متواجدون عندنا، وسلمتهم الطلاب، وذلك خوفاً من خروجهم من المدرسة، وربما تحصل مضاربة كبيرة؛ لأن كل طالب سيساعده من معه من أقاربه، وسيكبر الموضوع، وربما تسبب في استخدام سلاح كما حصل العام الماضي.
من الغد أتيت مبكراً لكي أضمن عدم حصول أي مشاكل عند تجمع الطلاب أمام بوابة المدرسة، وقبل دخولي للمدرسة طلبت أحد الطلاب، وكان من أقارب الطالب المضروب أمس، وهو شاب قيادي وصاحب كلمة قلت له: إن حصلت مضاربة اليوم أنت المسئول، وستتحمل العقوبة .
قال: ليس لي أي دخل !
قلت: المهم أنا أخبرتك!
قال لي بالحرف الواحد: أنا مسئول عن أبناء عمي، وأنا أضمنهم لك. فاطمأننت لكلامه.
بعد الدرس الثالث طلبت ولي أمر الطالب الضارب، والذي كان يدافع عن نفسه وقلت له: خذ أبناءك معك حتى لا يتسبب في حصول مضاربة بعد الدوام، وكان ذلك يوم الأربعاء .
بعد صلاة الظهر تحدثت أمام الطلاب في كلمة توجيهية، وحذرت من المشاكل، وأنها بسبب الشيطان، وأن أي أمر يحصل بسبب هذه المشكلة فالطالب سيفقد تعاون المدرسة في الدرجات .......الخ
أما الطالب المسبب للمضاربة أقنعت ولي أمره بنقله من المدرسة؛ لأنه أفضل له ولبقية زملائه، فتم نقل الطالب من المدرسة ولله الحمد والمنة، لم يحصل في ذلك العام غير هذه المشكلة فقط، والتي تم احتواؤها في مهدها، علمًا أن المدرسة معروفة على مستوى المنطقة بمشاكلها . والحمد لله .

سابح ضدتيار
24 - 6 - 2010, 10:05 AM
سلسلة مواقف من الميدان الثالث والثلاثين
كلمة محاسبة وتأنيب !!
كنت مسافراً إلى مدينة خميس مشيط، ورأيت في الطريق لوحةً مكتوب فيها: هل صليت الفجر بالمسجد ؟
فأعجبتني! وفي نفس الوقت شعرت براحة وسعادة؛ لأني في ذلك اليوم قد صليت الفجر بالمسجد.
ولما رأيت أثر تلك الكلمة في نفسي قمنا بكتابة لوحات بنفس العبارة، وعلقناها في مداخل المدرسة تذكيراً وتنبيهاً بالمحافظة على صلاة الفجر.وفي مدرسة أخرى كتبت العبارة في كل فصل أمام الطلاب أردتها أن تكون سؤال يومي لكل طالب ومعلم
وإحدى اللوحات سقطت على الأرض، فأخذتها ووضعتها في الإدارة، وفي إحدى المرات دخل عليّ أحد الزملاء، فجلس معي في الإدارة، ورأى اللوحة المكتوب فيها : هل صليت الفجر بالمسجد ؟
قال لي صاحبي: هذه اللوحة فيها تأنيب وتذكير !
فقلت: الحمد لله الذي جعل لها أثراً في نفوس من يطلع عليها.

سابح ضدتيار
24 - 6 - 2010, 11:23 PM
حتى لا يكون تسليم الأسئلة مشكلة في المدرسة الرابع والثلاثين!

نواجه بعض المشاكل بسبب تأخر بعض المعلمين في تسليم الأسئلة في نهاية الفصل الدراسي أو نهاية العام الدراسي، مما يسبب جوا من التوتر وتأخر البعض عن الوقت المحدد والسبب أننا تأخرنا في طلب الأسئلة من المعلمين
وفي هذا العام قمنا بطلب الأسئلة بوقت مبكر، وحددنا آخر موعد للاستلام، وجهزنا آلة التصوير وورق التصوير، مما جعل المتميزين يبادرون بالتسليم، والباقي - لما رأى الجميع سلَّم أو يجهز الأسئلة لكي يسلمها - بادر من نفسه، واستعجل التسليم؛ لأنه كان حديث المعلمين عن الأسئلة وتسليمها، حقيقة تم استلام الأسئلة كاملة بدون أي مماطلة أو تأخر من المعلمين. والله الموفق.

سابح ضدتيار
26 - 6 - 2010, 11:08 PM
سلسلة مواقف من الميدان الخامس والثلاثين

امتصاص الشحن، وتهيئة جوٍّ مناسب من خلال الإجابة على جميع الأسئلة :
انتقلت إلى متوسطة علي بن أبي طالب، وانتقل معي المرشد الطلابي، مما سبب تغير النظام على الطلاب، وشعورهم بعدم الارتياح، واتضح ذلك عبر ما ينقله المعلمون من خلال ما يدور بينهم في الفصل. وأيضًا من خلال التعامل مع الطلاب، حيث شعرنا بوجود نفسيات حادة ومتوترة، عند ذلك عقدنا اجتماع المدير والوكيل والمرشد، واتفقنا على وجود المشكلة، ووجوب البحث عن حل.
والحل كان عقد لقاء مفتوح مع الطلاب في حصة النشاط، والذي سُيدير اللقاء رائد النشاط، حيث أخذ جولة على كل الفصول، وأخبرهم باللقاء، وذكر لهم أن كل ما تكتبون سوف يقرأ بدون استثناء ولهم الأمان.
وفعلاً أقمنا اللقاء المفتوح، وكان معي والمرشد الطلابي عبد الله سليمان المحيسني ووكيل المدرسة محمد عايد العايد، ورائد النشاط الأستاذ خالد سليمان الفلاح وبحضور كافة المعلمين.
رائد النشاط قام بقراءة جميع ما كتبه الطلاب، وبدون استثناء، حتى النقد الصريح للمدير، وكنت متقبلاً ذلك بصدر رحب، وأجبت على جميع الأسئلة الموجهة إلي كمدير، والمرشد والوكيل كذلك حتى إن الطلاب وجهوا بعض الأسئلة لبعض المعلمين، فتمت الإجابة على جميع الأسئلة، وبصدر رحب، وبنفسية هادئة، وبعد اللقاء لاحظنا أن التوتر الذي لاحظناه خف كثيراً، وأن اللقاء صنع عملية امتصاص للشحن، وتوضيح وجهة نظرنا أمام الطلاب، وأن حالات عدم تقبل التوجيه من المدير والمرشد والوكيل أيضاً خفت كثيراً. وبهذه الطريقة استطعنا توفير جوٍّ مناسب للعملية التعليمة، واستطعنا من خلال اللقاء إقناع الطلاب أن الهدف من النظام هو ضبط العمل، وتهيئة جوٍّ مناسبٍ لليوم الدراسي.
أحد المعلمين لم يحضر اللقاء لأنه كان متغيبًا عن المدرسة، لكنه سمع عن اللقاء عن طريق أحد أولياء الأمور الذي كان معجب باللقاء لما نقله إليه ابنه الطالب.

سابح ضدتيار
27 - 6 - 2010, 10:20 PM
تجارب من الميدان رقم السادس والثلاثين
في هذه السنة تبين من خلال تنفيذ برنامج ( الهمة العالية ) ومن نتائج البرنامج تبين أن طالباً في أول متوسط لا يجيد الكتابة ولا القراءة!! وأصبح مشكلة بالنسبة للمدرسة، حتى إنه رفض التعامل مع نظام المدرسة، وأخيراً أصر على ترك الدراسة والبحث عن عمل، مع أنه صغير في السن !!
وكلما حدثناه عن المدرسة والدراسة كان يردد لا أريد الدراسة! ولن أنجح!
فقلت له: كيف وصلت للمرحلة المتوسطة ؟!
قال بصريح العبارة : ( دفوني ) !!
حقيقة أصبح بالنسبة لنا في المدرسة وبالنسبة لأبيه مشكلة، فشلت جميع محاولات الإصلاح! بعد ذلك تم عقد اجتماع مع معلِّمِي الصف الأول متوسط، وتم بحث موضوع الطالب، وخرجنا من الاجتماع بتوصيات، منها :
1 - عدم تحطيم الطالب ورميه بعبارات الفشل وعدم النجاح .
2 - تشجيع الطالب، ومحاولة الجلوس معه على انفراد، ومحاولة تغيير قناعته الداخلية عن المدرسة .
3 - عدم معاقبة الطالب؛ لأن العقاب أصبح يؤدي إلى آثار ع**ية عليه .
4 - تم طباعة ( كروت ) وتوزيعها على المعلمين، بحيث يُعطى الطالبُ كرتاً عند أي تحسن، والكرت عبارة عن بطاقة تسوق من أحد المحالات الموثوقة بقيمة خمس ريالاً.
وسبحان الله تبارك الله!! بعد أسبوعين فقط إذا الطالب ينقلب حاله من الثرى إلى الثريا !!
وإذا به يحمل مقعده من الخلف إلى الأمام !!
وإذا به تدب فيه الحياة !!
وكان الهدف لدينا هو تغيير قناعته عن نفسه وعن الدراسة، وإذا به يؤمل النجاح ويكافح من أجله !!
معلم اللغة الإنجليزية واجه صعوبة معه في حفظ الحروف، فقلنا للمعلم: أعطه شريطاً يستمع إليه حتى يحفظ؛ لأنه لا يقرأ ولا يكتب، وبعد فترة وجيزة إذا الطالب ينتهي من حفظ الأحرف جميعاً !!
وشارك الطالب أيضاً في كتابة قطعة يومية للإملاء، بل ويكتبها بفن حيث يضع نجوماً وألواناً وزخارف؟؟!!
فسبحان من بعث هذا الطالب !! وهنيئاً لمن ساهم في إنقاذه !!
حقيقة أشعر بالفخر كلما تذكرته وتذكرت حاله!! فالله نسأل القبول والإخلاص، وأن يعظم الأجر لمن تعب في علاجه. والله الموفق.

سابح ضدتيار
28 - 6 - 2010, 11:48 PM
تجارب من الميدان رقم السابع والثلاثين
المدرسة توقف العلاج النفسي للطالب وتحل المشكلة ا
أحد الطلاب في صف أول ثانوي، مرت عليه حالة غريبة جداً في ظل التغير الذي يمر به الشاب في حياته، وخاصة فترة البلوغ !!
هذا الطالب أصبح يكره المكث في المدرسة، وظهرت عليه علامات التوتر والقلق في البيت، وأصبح يحضر للمدرسة من أجل اختبار منتصف الفصل فقط! ثم يصر على أهله أن يأتوا ليستأذنوا له بقية الدوام!
ولما حضر ولي أمر الطالب أخبرنا عن حاله، وعن هذا التغير الذي يعيشه، وأنهم ذهبوا به إلى طبيب نفسي، وصرف له علاجاً كان له آثارًا سلبيةً!!
وبعد دراسة حالة الطالب من قبل المرشد الطلابي الأستاذ عبد الله سليمان المحيسني ( وفقه الله )، والاستفادة من معلومات من ولي الأمر تبين أن الطالب يخجل من القراءة عند الطلاب، ويخاف جداً من الخروج في الإذاعة المدرسية!! عندها تمت المفاهمة مع: مدرس القرآن، ومدرس الإنشاء والمطالعة، ومشرف الإذاعة بالمدرسة، بأنه يتم تقويم الطالب خارج الفصل في المواد الشفوية، وأن الإذاعة معفى عنها، وتم إخبار الطالب بهذا، عندها انتهت جميع المشاكل من القلق والتوتر، وأصبح يأتي للمدرسة بشكل عادي جداً حتى ظهر تميزه داخل الفصل!! فالحمد لله وله المنة والفضل أن كان للمدرسة دور في حماية هذا الطالب من العلاج النفسي وآثاره السيئة، حيث إن الكثير من الأطباء النفسيين وخاصة في المستشفيات الحكومية هم في واد والطب النفسي في واد آخر !!!

سابح ضدتيار
30 - 6 - 2010, 04:31 AM
سلسلة مواقف من الميدان رقم الثامن والثلاثين
طلب غريب من الطالب وائل ؟!!
لنا نظام في المدرسة، إذا قارناه مع غيره من المدارس حولنا فإنه يعتبر نظاماً صارماً، سواء من الوكيل أو المدير أو المرشد.
(المرونة مع من يحتاج إلى المرونة من الطلاب)
فمن أهدافنا في الإدارة:
أ - المحافظة على شخصية المعلم، وخاصة أمام الطالب.
ب - التشديد في الغياب والتأخر .
ج - التشديد جداً في المخالفات السلوكية *****توى الدراسي .
وهذا النظام أعجب أولياء الأمور، وسهل عليهم تعاملهم مع أولادهم، حتى إن بعض الأمهات إذا رفض ابنها أي طلب لها تقول: افعل وإلا سوف أخبر المدير ؟!! عندها يستجيب مباشرة من باب الخوف !!
ومرة قدم طالب في ثالث ثانوي، وطلب من أحد المعلمين أن يساعده في النقل لمدرستنا، وبحكم معرفة المعلم للطالب من حيث ضعف مستواه وإهماله قال له المعلم: المدرسة غير مناسبة لك، وطريقة الإدارة لا يمكن أن تتعايش معها، فالمدرسة هنا ضبط في ضبط، وأنت طالب أعرفك، وأعرف إهمالك، ولا يمكن أن تتعايش النظام والإدارة! فنصيحتي لك أن تبحث عن مدرسة أخرى !!
قال الطالب وائل: أنا لم أحضر لمدرستكم إلا لمعرفتي بسمعتها، وشدتها، وصرامة النظام فيها !
أرجوك أن تقنع المدير أن يقبلني عنده !
أنا مللت من الفوضى في مدرستنا !!
أريد من يحاسبني !!
أريد من يعاتبني !!
أريد من يعييني على نفسي !!
لم يبق لي إلا فصل واحد وأنهي الثانوية !!
مللت من النوم والتأخر والهروب من المدرسة !!
فلا رادع يردعني !! ولا شخصية مهيبة ولا نظام !!
في مدرستنا تهرب وتخرج وتنام لا أحد يسألك !!
مدرستنا فوضى!! وجميع من حولي يعيشون الفوضى !!
أتى المعلم فأخبرنا بما قال الطالب، وبعد التشاور مع الوكيل والمرشد اتفقنا على قبول الطالب .
دخل المدرسة، وبحكم أن الجو العام منضبط ولا يوجد مجال للفوضى كان خير معين له على الانضباط، كان مرحاً جداً جداً وممتعاً !!!
بقي معنا إلى نهاية الفصل اختبر ونجح، ودعناه ونحن ندعو له، وودعنا وهو يدعو لنا !!

سابح ضدتيار
1 - 7 - 2010, 07:32 AM
سلسلة مواقف من الميدان (39)

المعهد المهني بمحافظة الرس يرسل طلابًا إلى المدارس للتدرب على الشؤون الإدارية لمدة فصل كامل، وهؤلاء المتدربون يزورهم مشرف للتقييم والمتابعة، كان من نصيبنا طالب قمة في الأخلاق والأدب والعمل، فكان يمكث في المدرسة حتى نهاية الدوام،لا أذكر أنه استأذن للخروج من المدرسة إلا نادرا جدا ، ويقوم بأي عمل نطلبه منه بدون أي تردد، سعدنا فيه كثيرًا، ولأنه يستحق التكريم *****اعدة كنت أحيانًا آذن له بالخروج من المدرسة بدون طلب منه لعدم الحاجة إليه، ، تعجبنا من عدم زيارة المشرف للمتدرب، وفي آخر الفصل أتى المشرف للزيارة والتقويم، فسألنا عن الطالب، فأثنينا عليه خيرًا، وأظهرنا تعجبنا من أدبه وسمته وجديته.
فتعجب المشرف من كلامنا وقال: هل أنتم متأكدون أنه هو الطالب فلان ؟!
قلنا: نعم. لماذا تتعجب ؟!!
قال: ألا ترون أنه لم يأتكم مشرف لزيارته ؟!
قلنا: نعم.
قال: جميع المشرفين رفضوا زيارته؛ لأنه من أسوأ الطلاب عندنا، ومشاكله عمت المعهد بكامله، ولما خرج من عندنا سعدنا كثيرًا، وكثيرًا ما كان يطرد من الفصل .
فقلنا للمشرف: نحن منحنا الطالب الدرجة كاملة مع الشكر ، وهذا حقه بلا مساعدة،خرج المشرف من عندنا
سألنا الطالب المتدرب عن السر في هذا الموضوع فقال: الأجواء عندكم في المدرسة لا تسمح ألا للعمل فقط ولا مجال لغيره !

سابح ضدتيار
2 - 7 - 2010, 12:29 AM
سلسلة مواقف من الميدان (40)

معلم يتصل من فراش النوم !!
عندنا معلم في المدرسة يأتي يومياً من مسافة (2**كم)!! فظروفه صعبة جداً!! ولا يستطع السكن بعيداً عن أهله!!
ومرة اتصل وقال: سوف أتأخر عن الدوام بسبب النوم المتأخر، فقلت له: أعانك الله، وفهمت من كلامه أنه ما زال في بيته، بل ربما في فراشه، فأرسلت له رسالة عبر الجوال وقلت له: إذا كنت في بيتك فلا تحضر، واعتبرها إجازة !!
فكانت الرسالة خبراً مفرحاً جداً جداً له!! فكمل نومه .
من الغد حضر وهو يقدم وافر الشكر على هذا الموقف .
إحدى المرات تأخر في الحضور، وقلقت عليه بسبب طول الخط، وكونه لم يتصل، وإذا به يدخل علينا ويقول: لم أتصل عليك يا أبا محمد!! أخاف أن تقول: لا تحضر، كما فعلت في المرة الأولى.
هذا المعلم بسبب تقدير ظروفه يقوم بأي عمل نطلبه منه وبدون تردد، فالحمد لله

سابح ضدتيار
3 - 7 - 2010, 05:11 AM
سلسلة مواقف من الميدان (41)


هروب من كرسي المدير !!
لما كنت معلماً في محافظة العلا، كنت جالساً في إدارة المدرسة بجانب كرسي المدير، وكنت أكتب ورقة، وقمت من مكاني وجلست على كرسي المدير لإكمال الكتابة، ولما جلست على الكرسي تصورت المسؤولية التي تحملها مدير المدرسة، وتصورت المعلمين والطلاب والمشاكل وووو............الخ
هربت من الكرسي بسبب الخوف من هذه المسؤولية، وجلست في مكاني الأول !!
ولما انتقلت من العلا إلى منطقة الرس اضطررت أن آخذ إدارة مدرسة؛ لأني أريد القرب من المحافظة، وعملت في تلك السنة مدير متوسط وثانوي، وكانت تجربة صعبة جداً!! لكني بعدها وجدت نفسي في الإدارة والعمل الإداري أكثر من التعليم وعمل المعلم، ولا زلت - ولله الحمد – مديراً .
هذا الموقف يجعلني أوجه رسالة لكل إخواني وأخواتي بالميدان: أن لا تحكم على نفسك إلا بعد التجربة، وأيضاً لا تقتصر على مجال واحد، بل جرب كل المجالات، فالإبداع والنجاح يتولد مع محبة العمل، وتوافق طبيعة الإنسان مع طبيعة عمله، وإذا توافقت طبيعة الإنسان مع المجال الذي يعمل فيه يكون العمل الشاق نوعاً من أنواع النزهة. ويصبح الإنسان يتلذذ بعمله كما يتلذذ الناس في الإجازة .

سابح ضدتيار
4 - 7 - 2010, 11:32 PM
سلسلة مواقف من الميدان ( 42 )

رؤيا في المنام تنهي معاناة كاتب المدرسة !!
لدينا في المدرسة كاتب اسمه ناصر، يعمل بصمت، ولا يعرف كلمة (لا) مهما كان العمل، حتى لو طلب منه أحد أفراد المدرسة القيام ببعض الأعمال الخاصة لا يرفض !!
ومرة رأيت الكاتب ( ناصر ) في المنام ينظر إليّ وهو غاضب جداً !! فتعجبت من هذه الرؤيا، وتعجبت من غضب الكاتب ناصر؛ لأنه رجل طيب جداً!! فلما ذهبت إلى المدرسة ذكرت الرؤيا للمرشد الطلاب، فقال: نعم الكاتب مرهق من الأعمال الخاصة بالمدرسة والنشاط والتوعية وكتابة أسئلة المعلمين، وهو مظلوم من الجميع !!
عندها استدعيت الكاتب، وسألته عن كلام المرشد، فقال: نعم كلامه صحيح، وأنا أستحي من الزملاء !!
عندها أخبرت الزملاء في المدرسة أن الكاتب مسئول عن عمله الأساسي فقط!! وأنه ليس مسئولاً عن الأعمال الأخرى !!
فصارت هذه الرؤيا خيراً للكاتب، حيث استراح من أعمال الآخرين.

سابح ضدتيار
5 - 7 - 2010, 04:10 PM
سلسلة مواقف من الميدان (44)
قصيدة عتاب من الطالب فهد:
لما كنت معلماً في محافظة العلا، وكنت مكلفاً بالإرشاد بنصاب مخفض، وكان هناك طالب في المدرسة اسمه ( فهد )، في ثاني متوسط، وكان كثير المشاكل مع مدير المدرسة!! وكنت قريباً جداً من الطالب، وأحاول احتواءه، حتى إن المدير فوضني بكامل الصلاحيات مع الطالب، فكنت أنا المسئول عنه من جميع الأمور، وذات مرة طلب الخروج من المدرسة، فرفضت، وألح بالخروج ورفضت وغضبت عليه من شدة إلحاحه.
ومن الغد تغير جدولي، فأخذ مني المدير المرحلة المتوسطة، وأصبحت أدرس الثانوي فقط، بعدها أصبحت لا أدرس الطالب ( فهد ) .
فكان هذا التغيير في الجدول خبراً كالصاعقة على الطالب، وحزن جداً، ولم أعلم إلا بورقة على مكتبي وإذا فيها :
قصيدة جميلة من الطالب فهد يقول فيها :
الفصل مظلم يالعواجي بلياك *** لو كثرت الأزوال كنه خلاوي
أنت الذي من بين الأجواد أنا أنخاك *** وأنت الذي متخيب فيك الهقاوي
كنك علي زعلان فابغى ترضاك *** على زعلك اليوم ماعدت قاوي
ترى صديق اليوم لو يوم صافاك *** يكشر عن أنيابه وفيه البلاوي
دامه على **ب الأجاويد منشاك *** اكيد جرحه مالقا له امداوي
وسط الفصل مابين طيبك وذكراك *** والكل حوله ينعته بالشقاوي
الشاعر فهد !!
موقف كلما تذكرته تذرف عيني من الدمع، ويذوب قلبي شوقاً لتلك الأيام في محافظة العلا !!

سابح ضدتيار
5 - 7 - 2010, 04:12 PM
سلسلة مواقف من الميدان (43)
قصيدة عتاب من الطالب فهد:
لما كنت معلماً في محافظة العلا، وكنت مكلفاً بالإرشاد بنصاب مخفض، وكان هناك طالب في المدرسة اسمه ( فهد )، في ثاني متوسط، وكان كثير المشاكل مع مدير المدرسة!! وكنت قريباً جداً من الطالب، وأحاول احتواءه، حتى إن المدير فوضني بكامل الصلاحيات مع الطالب، فكنت أنا المسئول عنه من جميع الأمور، وذات مرة طلب الخروج من المدرسة، فرفضت، وألح بالخروج ورفضت وغضبت عليه من شدة إلحاحه.
ومن الغد تغير جدولي، فأخذ مني المدير المرحلة المتوسطة، وأصبحت أدرس الثانوي فقط، بعدها أصبحت لا أدرس الطالب ( فهد ) .
فكان هذا التغيير في الجدول خبراً كالصاعقة على الطالب، وحزن جداً، ولم أعلم إلا بورقة على مكتبي وإذا فيها :
قصيدة جميلة من الطالب فهد يقول فيها :

الفصل مظلم يالعواجي بلياك *** لو كثرت الأزوال كنه خلاوي
أنت الذي من بين الأجواد أنا أنخاك *** وأنت الذي متخيب فيك الهقاوي
كنك علي زعلان فابغى ترضاك *** على زعلك اليوم ماعدت قاوي
ترى صديق اليوم لو يوم صافاك *** يكشر عن أنيابه وفيه البلاوي
دامه على **ب الأجاويد منشاك *** اكيد جرحه مالقا له امداوي
وسط الفصل مابين طيبك وذكراك *** والكل حوله ينعته بالشقاوي
الشاعر فهد !!
موقف كلما تذكرته تذرف عيني من الدمع، ويذوب قلبي شوقاً لتلك الأيام في محافظة العلا !!

سابح ضدتيار
12 - 7 - 2010, 12:34 AM
سلسلة مواقف من الميدان رقم (45)
شهادة تقدير ودروع لأول مرة ؟؟!!
أقامت إدارة التربية والتعليم حفل تكريم للمتفوقين على شرف سمو أمير المنطقة الأمير/ فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، ونائبه الكريم/ فيصل بن مشعل بن عبد العزيز آل سعود، وكان مقر الحفل في مدرستنا، وكان على مستوى المحافظة .
وكنّا على قدم وساق مدة شهر كامل للاستعداد للحفل، وممن وقف معنا وبقوة قسم الصيانة في الإدارة وقسم المشاريع، حيث قدموا لنا الكثير.
وبعد انتهاء الحفل أقمنا حفلاً ختامياً للأنشطة في نهاية العام، وفي الحفل قمنا بتكريم رئيس قسم الصيانة وجميع موظفيه العاملين على بند الأجور، فالرئيس له درع، وشهادات تقدير لجميع الموظفين كل واحد باسمه .
وأيضاً كرمنا رئيس قسم المشاريع والمهندسين معه بدروع وشهادات تقدير.
لم نشعر بعظم أثر هذه الخطوة على الإخوة في الأقسام، حيث كانت هذه الخطوة لم يسبق لها أحد من قبل، بل إن أحد المهندسين قال: لأول مرة يتم شكرنا من مدير مدرسة !!
والنتيجة :
أن جميع طلباتنا ينفذها الإخوة، وبصدر رحب، حتى إن قسم الصيانة حينما طلبنا منه بعض المواد، وكان يوم الأربعاء الموافق 22/9/1428هـ، حيث إجازة عيد الفطر المبارك، قال لنا: هذا رقم جوالي، وأي وقت تريدون أي مواد أفتح لكم المستودع حتى لو في آخر الليل !!
وقسم المشاريع لما طلبنا منهم ترميمات في المدرسة رحبوا بطلبنا، وبادروا بتنفيذ ما طلبناه منهم، وبصدر رحب !! حتى إن الكثير ظهرت عنده علامات استفهام حول موافقة الإدارة على جميع طلبات المدرسة مهما كانت !!
هذا العمل انطلاقاً من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ ))(1).
وأيضاً رفع معنويات هذه الفئة، وهم موظفو الصيانة؛ من الكهربائيين والسباكين والنجارين، مهما كان مستوى عملهم، لأن مثل هذه الشهادة تنفعهم، بل إن أحدهم قدم للمدرسة وطلب ختمها بختم المدرسة !!
هذا الأسلوب أسير عليه مع جميع من أتعامل معهم، حتى لا أصنع لي أعداء ممن أعمل معهم، مع المحافظة على خصوصيات المدرسة .
أحسنْ إلى الناسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهمُ *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ( )

سابح ضدتيار
14 - 7 - 2010, 05:40 AM
جوال خاص لمدرستنا: سلسلة مواقف من الميدان رقم (46)
المدرسة وطلابها أمانة في أعناق إدارة المدرسة ومنسوبيها، وهذه الأمانة ثقيلة، ولا نجد لنا عذراً أمام الله لو تخلينا عنها وتركناها لغيرنا.
ومن باب الحرص على طلابنا في المدرسة تم تخصيص جوال للمدرسة وتعميمه على أولياء أمور الطلاب، والطلاب، والمعلمين، لتقلي الملاحظات والاقتراحات والأفكار التي تساعد على تطوير العمل وسد الخلل الذي قد نغفل عنه في عملنا اليومي مع طلابنا .
أيضًا عدم تحميل الوكيل والمرشد أعباء الاتصال والفواتير الهائلة التي بسبب اتصالات الطلاب، فجوال المدرسة يتم تسديده من حساب المدرسة.
كما تم تشغيل خدمة الرسائل للتواصل مع أولياء الأمور عند أي ملاحظة على الطلاب.
وتم تشغيل (النت) في مكتب الوكيل ومكتب المرشد لتواصل مع أولياء الأمور فيما يخص المستوى السلوكي والدراسي لدى الطلاب.
كما يتم إرسال رسائل بشرى لولي الأمر الذي تفوق ابنه في إحدى المواد الدراسية، أو قد عمل عملاً متميزاً داخل المدرسة وكم هو الأثر الطيب لمثل هذه الرسائل على أولياء الأمور .
كما يتم التواصل مع أولياء الأمور برسائل جماعية بالتهنئة بالمناسبات والأعياد.
ويتم أيضًا إفادة أولياء الأمور عن موعد الدوام حينما يتغير الموعد في الشتاء والصيف .
والجوال عالج لنا مشكلة وهي أن الطلاب يتأخر عنهم أهلهم أمام بوابة المدرسة إلى ساعة الأربع مما يسبب الدوران من بعض الشباب والتجمهر، وربما المشاكل والمضاربات، وبعض المعلمين ممن عليه المناوبة يضطر إلى توصيل الطلاب إلى بيوتهم، وحلاً لهذه القضية وضعنا سجلاً مع المناوب وجوالاً، فالطالب يتصل إلى أهله ومن يتأخر عنه أهله يُسجل اسمه، ومن الغد نتصل على أهله ونطلب منهم عدم التأخر، ونرسل رسائل عبر الجوال .
اكتشفنا أن من أسباب التأخر أن بعض طلاب الثانوي ممن يأخذ إخوانهم من المتوسطة يذهب يمنة ويسرة، وبعد فترة يأتي لأخذ أخيه من المدرسة، وقد يكون متعمدًا لكي لا يرى أخوه الصغير ما يفعل من دوران، ولذا تعجب بعض أولياء الأمور من تأخر ابنهم أمام بوابة المدرسة وان لم يعلم عن ذلك.
بعد المتابعة أصبح الطلاب لا يمكثون إلا عشر دقائق أو ربع ساعة، فانتهت مشكلة الدوران وتأخر المناوب أيضًا، وعرف بعض أولياء الأمور وضع أبنائهم بعد خرجهم من الثانوي. فالحمد لله .
ومرة وردتنا رسالة ومن ولية أمر طالب تفيد أن أحد الطلاب في المدرسة له سلوك سيئ، وهو *** ذاكرة جوال تحوي على مقاطع سيئة، وأن الطالب يخفيها في جزمته أكرمكم الله.
هذه الأعمال لم يكن لها أن ترى النور لولا تميز الطاقم عندنا في المدرسة وخاصة : الوكيل / محمد عايد العايد .
المرشد / عبد الله سليمان المحيسني .
ومنسوبي المدرسة جميعًا.

سابح ضدتيار
15 - 7 - 2010, 01:40 PM
سلسة مواقف من الميدان رقم (46)
الطالب (بدر) وسماعة الجوال في قاعة الاختبار:
منهجي مع الطلاب التعامل الرسمي جداً، وللإدارة هيبة حتى خارج المدرسة، والطالب يتمنى أن يعاقبه المعلم ولا يرسله لمدير المدرسة. وأكثر ما أشدد عليه قضية الغش، والطلاب يعرفون ذلك.
دخلت قاعة الاختبار لثالث ثانوي، وكنا في الفصل الثاني، أسئلة وزارة سرت بين الطلاب، حتى إذا أوشكت إلى الخروج التفتُّ إلى الوراء فوقعت عيني على الطالب بدر، وإذا هو وضع جوالاً في جيبه، وأوصل السماعة إلى أذنه!! والملاحظون لم يروا ذلك .
اقتربت منه وقلت له: يا بدر كم درجتك في الفصل الأول مع أعمال السنة ؟
قال: (64) درجةً.
قلت له: لقد رأيت سماعة الجوال!! فخاف وارتبك جداً.
قلت له بهدوء: لا أريد أن أخلق لك مشكلة قد تؤجل نجاحك، يكفي الإجابة واخرج من القاعة.
قال: جزاك الله خيراً .
خرج من القاعة ولم يعلم أحد إلى الآن، الذي جعلني أخفف على الطالب أنه في ثالث ثانوي، ومتميز ومؤدب، ومشارك بالأنشطة، ولم يسبق له الغش، في رأيي الخاص أن دافع الطالب هو الحصول على نسبة مع أنه مجتهد جداً في دراسته. والمدرسة لا يوجد فيها ظاهرة الغش.
من الغد سحبت ورقتين لطالبين في ثاني ثانوي، وطبقت عليهم النظام؛ لأني وجدت معهم براشيم، والغش غالباً يكون في هذه المادة، ومن عادتي أني أنبه قبل مادة اللغة الإنجليزية بعدم الغش، ومع ذلك لم يمتثلوا ويخرجوا ما معهم .

سابح ضدتيار
18 - 7 - 2010, 01:37 PM
في مدرستنا مشكلة سلسلة مواقف من الميدان رقم (47)

في إحدى المدارس التي عملت فيها اتصل بي أحد الإخوة وقال: لديكم مشكلة في المدرسة، وبعض المعلمون متذمرون من واقع المدرسة!
فقلت له: ممكن تذكر لي بعض النقاط التي أراجع نفسي فيها.
فذكر بعض الأمور، ومن الغد تحدث معي أحد المعلمين بنفس الموضوع، وأنا حقيقة لم أقتنع بكلامهم وملاحظاتهم؛ لأني أعرفهم أنهم لا يعجبهم العجب.
فحتى يكون الحكم من الجميع ولا يكون الرأي مركزيا كتبت استبانة مختصرة، وطلبت من خلالها رأي المعلمين عن سير المدرسة، والإجابة بـ ( صح أو خطأ ) فقط، من أجل أن لا أعرف الخط، وبعد الاستبانة عقدنا اجتماعاً مع المعلمين، وذكرت للإخوة بكل صراحة أن سبب الاجتماع هو تذمر بعض المعلمين من واقع المدرسة، ومن خلال الاجتماع أريد أن أجيب على كل سؤال أو مشكلة عندكم، ثم استعرضت النقاط التي ذكروها، وتم الحوار حولها من الجميع، فبعضها صحيح وبعضها مجرد نقد وتذمر وشكوى، فكان الحكم من الجميع أنه لا توجد مشكلة تسحق مثل هذه الإثارة، وإدارة المدرسة لها مبررات في كثير مما لا يتفق معها بعض المعلمين، وبعد الانتهاء من الاجتماع وحينما خرجت من المدرسة اتصل بي أحد الإخوة، وذكر أن نتائج الاجتماع إيجابية جداً، وأن الحوار وفتح المجال وذكر المبررات أذهب كثيراً ما في النفوس، وكان سبباً في امتصاص الشحن الموجود، وسببًا في إقامة الحجة على مثيري مثل هذه المشاكل، علماً أنه لم يتغير شيء في المدرسة، والغريب أن أكثر المتذمرين من واقع المدرسة لزموا الصمت، ولم يشاركوا حتى في الاستبانة، لأنهم يعرفون أن ملاحظاتهم غير مقبولة وغير منطقية، والحكم على ملاحظاتهم سيكون من الجميع وليس من المدير وعبر الاجتماع .

سابح ضدتيار
23 - 7 - 2010, 12:13 AM
نستودعكم الله ونتوقف عن طرح باقي السلسة الى بداية العام الدراسي ان شاءالله ان كنا من الاحياء


وان كانا من الموتى فوصيتي لكم جميعا تقوى الله والحرص الشديد على طلاب وطالبات المدارس ونشر هذه المواقف والمنهج الاداري والمقالات والاكثار من الدعاء لي فوالله اننا سنكون بحاجة ماسة جدا وان يسامحنا ويحللنا كل من زللنا بحقه او قصرنا بواجبه

عليكم سلام الله اني مودع ....وعيناي من مض الفراق لتدمع

فإن نحن عشنا يجمع الله بيننا .....وإن نحن متنا فالقيامة تجمع


عبد الله العواجي القصيم الرس

سابح ضد تيار

سابح ضدتيار
1 - 10 - 2010, 10:44 PM
سلسلة مواقف من الميدان (49)
لما كنا طلابًا كنا نرى الفوضى، وكثرة الخروج من الفصل، وترك الحصص، والهروب من المدرسة، ومشاكل سلوكية سيئة وقت الاستعداد للحفل المسرحي فترى فترى الطلاب بحجة التدريب والاستعداد خارج الفصول وبشكل فوضوي وترى بعض المعلمين لا يشرح للطلاب بحجة كثرة خروج الطلاب من الفصل . ولما أصبحت على رأس المسؤولية وخوفًا من تلك المشاكل وأثرها على الطلاب والمدرسة عموما ولعلاج لهذا القضية طرحت على رائد النشاط الأستاذ عبد اللطيف العريني أن يكون تدريب الطلاب والاستعداد للحفل خارج وقت الدوام مساء، بحيث لا يحضر في الصباح إلا للتوقيع فقط ويخرج، فكان جميع الاستعداد للحفل وقت المساء ولله الحمد مر الحفل المسرحي بهدوء ولم يتغير سير المدرسة، وبهذا قطعنا الطريق على الفوضويين من الطلاب، وما يصدر منهم من مشاكل ويكون الحفل بالفترة الصباحية خوفا من التجمهر عند المدرسة من بعض المرهقين من خارج المدرسة

سابح ضدتيار
4 - 10 - 2010, 05:11 AM
سلسلة مواقف من الميدان (50)

انتقلت إلى إحدى المدارس بناء على طلب من إدارة التربية والتعليم، وكانت المدرسة تعيش فوضى وتسيبًا وكانت من المدارس التي أقلقت الإدارة بسبب مشاكلها حتى إن أحد المعلمين لما صدرت حركة مديري المدارس وكان توجيهي لها أتى إلي في البيت وأخبرني بواقع المدرسة السيئ، ولما باشرت العمل إذا الأجواء متوترة جدًّا جدًّا، وإذا النفوس مشحونة من الطلاب وغير الطلاب.
مكثت أسبوعين احضر وأوقع وأجلس في الإدارة ولم أتكلم كلمة واحدة، وكل شيء أحيله للوكيل، وأقول لمن سألني: أنا جديد، ولا أعرف شيئًا؛ لأن الأجواء غير مناسبة لأي عمل أو توجيه.
كنت أستقرئ الوضع، وأسجل كل الملاحظات، حتى أعرف كيف أتعامل مع الواقع بغض النظر عما سمعته من الناس ، بعد الأسبوعين ألقيت كلمة على الطلاب، وفيها توجيهات بناء على ما شاهدته بنفسي خلال الأسبوعين.
وعقدت اجتماعًا مع المعلمين، وكانت التوجيهات أيضًا بناء على ما شاهدته خلال الأسبوعين، بعدها بدأنا العمل، ومارست عملي كمدير مدرسة، وعشنا فترة صعبة وهي ما يسمى بمقاومة التغيير فكان التقبل صعبا خاصة من المعلمين وخاصة بالجدول ففئة لم تعتاد على العدل بينها وبين زملائها فقامت قيامتهم لما تم توزيع الجدول بالتساوي ومع سرت على ما كنت مخطط له وبدون أي تنازل عن مبدأ العدل
في تلك الفترة ورد اتصال للمدرسة وإذا هو يريد أحد الموظفين، سألت عن الموظف وإذا هو غير موجود، فاعتذرت من المتصل. ولما حضر الموظف إذا الجميع يخبره أني بحثت عنه، وأوهموه أني غضبت لعدم تواجده، حضر الموظف إلي بوضع غريب وقال: هل طلبتني؟ قلت: لا، فقط ورد اتصال وسألت عنك.
قال: وغير ذلك؟
قلت: لا يوجد.
قال: هل تريد مني شيئًا؟!
قلت: أبدًا، حفظك الله، خرج من الإدارة وعليه علامات استفهام.
بعد قليل حضر وقال: هل ممكن أجلس معك؟
فقلت: أهلاً وسهلاً.
قال: أريد أن أسالك، وأريد الإجابة بصراحة.
قلت: تفضل.
قال: هل تعرفني؟
قلت: لم يحصل لي الشرف.
قال: هل في نفسك علي شيء؟
قلت: لا .
فقال: غريب؟!
قلت: وما الغرابة؟
فباح لي ما في نفسه وقال: منذ خرجت حركة مديري المدارس قبل أسبوعين والجميع يحذرني منك، وأنك سوف تتعمدني بالمتابعة والتضييق، واليوم صباحًا وردني اتصال يكرر التحذير منك!
فقلت له: والله لا أعرفك، ولم يحصل شيء من ذلك.
سرد علي واقع المدرسة وما تعيشه من توتر من الطلاب وغير الطلاب، بسبب أن بعض المسئولين قد هدد المدرسة بأنهم سيأتون بمدير يؤدب المتلاعبين. ويقول: إن بعض المعلمين مجتمعون ومتحدون ضدك، وضد أي عمل تقوم به.
فقلت: إني أشعر بهذا التوتر، ولكني كنت أبحث عن السبب الحقيقي، فكانت جلسة جميلة ورائعة، وكانت نقطة انطلاق للتعاون والصحبة، فهذا الموظف من رجال الأعمال والوجهاء بالبلد، ومن له كلمة على الجميع.
ولذا كان له دور كبير في تهيئة الوضع الداخلي والخارجي، وكان كثيرًا ما يدافع عن قرارات المدرسة في الداخل والخارج، ويساهم في تكذيب الإشاعات، وكنت أستشيره كثيرًا، وأقبل شفاعته في كثير من الأمور، فمن توفيق الله لي أن **بت وده، ولا زلت متواصلاً معه، فمعرفة مثله شرف أعتز به، فالحمد لله.
أحد المعلمين مستجد ومن خارج المنطقة، طلب إجازة في الأسبوع الثاني من الاختبارات، فرفضت وأخبرته أنه ممنوع الإجازة في الاختبارات، لكنه للأسف لم يقتنع وألح بالطلب، ورفضت ، غضب بسبب رفضي وذهب المعلم إلى هذا الأخ الفاضل وأخبره عن رفضي عن الموافقة للإجازة. وقال: "سوف أدخل على المدير بقوة، وارفع صوتي عليه، واللي يصير يصير".
قال هذا الأخ: إذا فعلت ذلك سوف يحجز المدير إخلاء الطرف إلى بداية العام الدراسي الجديد، وأنت الخسران في ذلك، عندها خاف المعلم، ولم يفعل شيئًا، بل إنه أتى إلي وسألني عن إخلاء الطرف. فقلت له: أعطيك الإخلاء بعد الاختبارات مباشرة، ولم أعلم عن الحوار الذي دار بينه وبينه ذلك الأخ الفاضل إلا فيما بعد فكان هذا الأخ الفاضل الساعد الأيمن للمدرسة وسر من أسرار نجاحها مع أنه موظف وليس معلم . المتلاعبون ومسببي الفوضى في المدرسة انتقلوا منها ولم يطيقوا البقاء لأن إدارة المدرسة والمتميزون من العلمين أصبحوا يدا واحدة

سابح ضدتيار
4 - 10 - 2010, 10:36 PM
سلسلة مواقف من الميدان (51)

في الصباح كنا نضرب الجرس قبل خمس دقائق بحيث يستعد الطلاب للدخول، وعند الجرس الثاني الذي هو بداية الطابور يكون اغلب الطلاب قد دخل المدرسة، واصطفوا في أماكنهم، فالقادم للمدرسة يشعر أنه متأخر، سواء من الطلاب أو المعلمين، ودفتر التوقيع بعد خمس دقائق من بداية الطابور الصباحي ننقله من مكانه إلى داخل إدارة المدرسة، فمن يحضر متأخرًا ويدخل إدارة المدرسة يشعر بالخجل لدخوله إدارة المدرسة، وقد يكون فيها ضيوف. فدق الجرس قبل خمس دقائق ونقل الدفتر إلى داخل إدارة المدرسة رسالة غير مباشرة للجميع، ويساهم في علاج موضوع التأخير سواء من الطلاب أو المعلمين.
أحد المشرفين التربويين أعجبه الوضع وأثني عليه وقال: مع الساعة السابعة الطلاب متواجدون، والتمارين قد بدأت، هذا يعتبر إنجازًا تُشكرون عليه