إيمان علي
3 - 7 - 2010, 03:36 PM
:) الكمبيوتر لاكتشاف مهارات وخبرات جديدة للأطفال في الفن
أستاذ الثقافة الفنية والمناهج وطرق التدريس المشارك جامعة قطر
إن التربية الحديثة تؤكد أن هناك نقط تحول عالمية تفرض تغيير المفهوم جذريًا لعمليات التعليم والتعلم ، من تعليم قائم على التلقين إلى تعليم يطلق خيال الفكر، وبناء قيم تكَون المواطن الكوكبى ، ويتم ذلك عن طريق الاهتمام بمتطلبات كثيرة منها الاهتمام بتعليم الفنون وممارسة بعض التكنولوجيات البسيطة التى تدخل الاطفال في العصر الذى نعيشه.
لذلك فإنه لا يجب الاعتماد على التعليم التقليدى في المجال التربوي، بل التوجه إلى تعليم يفجر الطاقات، ويهدف تنشيط القدرات العقلية للأطفال وحفزهم على مواصلة الدراسة والحياة من خلال أشكال من التعليم المناسب لمتطلبات الحياة العملية، والاحتياجات المجتمعية وتتعداها إلى فكر الشراكة العالمية، وهو ما تتيحه بالفعل التربية الفنية - وهى إحدى المواد الدراسية الهامة- في العمليات التربوية وذلك بالتربية عن طريق الفن، من خلال تنمية أشكال النشاط العقلى حيث تمكن الاطفال من:
1. جمع وتحليل المعلومات والبيانات.
2. إيجاد علاقات مع عناصر البيئة ،والخامات والأدوات والوسائل والأجهزة والبرامج.
3. التأقلم الإيجابى مع البيئة العالمية- لكون الفن لغة عالمية- وبناء علاقة شراكة مع الدول.
4. التوصل بالتخيل للإبداع والاختراع لحل المشكلات.
5. استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعبير الفنى، وحل المشكلات البيئية الأخرى في المجتمع، باستخدام البرامج الفنية التشكيلية .
6. التكيف الذاتى.
ومن الملاحظ في المجال التربوي الفني، أن أهم الإنجازات في مجال تطوير إنتاج الرسومات التعليمية هو ظهور ( الرسم بالكمبيوتر Computer Graphics) والذي يساهم في تحسين الرسم والكلمة والتلوين في الكتب والمطبوعات بشكل عام ويرى " ليلا فويس Lilavois " أن رسومات الكمبيوتر تقدم صوراً قادرة على توصيل المعاني الكاملة للرسالة ، كما أن لديها خاصية تقديم المفاهيم والمعلومات بشكل معين ، ثم إعادة تقديمها بشكل ولون آخر في نفس اللحظة ، وبذلك فإن رسوم الكمبيوتر هي الأسهل والأرخص والأجود .
وبالنسبة لمقررات الفن فيرى "تشيبمان Chapman " أن أهمية برامج رسومات الكمبيوتر تكمن في إمكانياتها التي تظهر في زيادة الإنتاج للمقرر الدراسي ومخرجاته، وإمكانية تحسين هذا الإنتاج، وخاصة إذا استطاع المصمم التعليمي أن يتفاعل مع أنماط الكمبيوتر وخفايا برامج الرسوم ، وهذا لا يتأتى إلا عندما يكون المصمم ملماً بالمتطلبات المعرفية والمهارية اللازمة لتشغيل استخدام الكمبيوتر مما يؤدى إلى اختصار خطوات مهارية عديدة ، كما أن هذه البرامج طورت من الأشكال والصور المستخدمة في التعليم ، كما أعطت مجالاً للتفاعل مما يجعلها تمثل ظاهرة جديدة لمستقبل المقررات الدراسية بما لديها من مرونة وبساطة وقوة تعبير .
وفي دراسة " شيو Shiau Rueypng " هدفت معرفة تأثير الإدراك من خلال الرسوم في برامج التدريس Graphics in Ed . Software على الاتصال ، وتنمية القدرة على التذكر لدى الأطفال.. وتضمنت الدراسة برنامجاً احتوى على ( رسوم تعليمية ، وصور فوتوغرافية ، وتوظيف اللون ، والشكل والأرضية ، ومفاهيم التماثل والتتابع ) وقد بنى البرنامج على أسس بعض النظريات والأبحاث التجريبية في مجالي التربية وعلم النفس . كما اهتم البرنامج بعمليات التعليم البصري وقوانينه للثقافة البصرية والاتصال البصري، وتوصلت الدراسة إلى: أن الاتصال البصري يكون أداة هامة في التعليم ، ويزود المعلمين باستراتيجيات لفاعلية الاتصال ، بما يزيد فعالية العمليات من خلال كل ما هو بصري ، ولذا يجب تعلم مهارات الثقافة البصرية وذلك بتنمية الإدراك البصري والحسي لدى الأطفال.
أهمية استخدام الكمبيوتر في التربية الفنية :
ترجع أهمية استخدام الكمبيوتر في التربية الفنية إلى مايلى:
• لعرض الموضوعات المختلفة بيئية كانت أم اقتصادية أو اجتماعية وعلمية،وعرض محتواها.
• أتاح التقدم الهائل لتكنولوجيا الكمبيوتر الفرص لحمل المعرفة والمعلومات إلى أقاصي الأرض ،لأنه أحد مصادر المعلومات الإلكترونية، وكمورد للإنترنت والبريد الإلكتروني.
• استخدامه كطرفية تتصل عبر الخط التليفوني المحمول بكل شبكات معلومات العالم ،بما يؤدى إلى توفير الطاقة والزمن والورق ...
• يعطى فرص للانتقاء ( من المعلومات وغيرها ).
• يمكن أن يرسم ما ترسمه اليد بالفرشاة.
• تخزين معلومات وصور ورسوم بالكمبيوتر واستعادتها وقت الحاجة .. وبما يخدم الموقف التعليمى أو الفنى .
• توافر أدوات الرسم / أدوات القياس / أدوات للأشغال ومطابقة الخامات من خشب / معادن / ورق .. وغيرها
• توافر أنشطة البناء ( التجميع بالإضافة والدمج والضم والتركيب / الحل والفك )
• مساعدة الكمبيوتر في التدريس لعدم توافر المدرس المدرب أو ذو الكفاءة العلمية العالية .
وهناك الكثير من المفاهيم التربوية المرتبطة باستخدامات الكمبيوتر في التربية الفنية، ولها أهميتها في العملية التعليمية فيرى " جريباس Gribas " أن هناك 6. % من البشر يفكرون بالشكل البصري بينما يفكر 3.% بشكل سمعي ، بينما 1.% يفكر بشكل حسي أو تخيلي.
ويتيح الكمبيوتر للتربية الفنية من خلال "البرامج الفنية Software Graphic" أشكالاً من طرق التفكير ، تحقق التعليم البصري والحسي والتخيلي ، كما تساعد الأطفال على أداء عمليات عديدة منها التركيب Composition ، ويهتم بتنمية قدرة الأطفال على تقديم تركيبات جديدة أو صيغ غير مسبوقة في مجال الفن من خلال ما تم دراسته وما يدرسه ، وتظهر نواتجه من خلال التعليم كأن يبنوا موضوعات فنية جديدة أو يعيدوا ترتيب عناصر شئ ما كإعادة تكوين عمل فني ، أو يعيدوا بناءه أو كتابة نص ،وهذا ما يتيحه الكمبيوتر ، من خلال البرامج الفنية وأدواتها المتاحة .
ونتيجة لقصور بعض طرق التدريس المتبعة حالياً في تحقيق أهداف المادة بشكل مرضى، فهناك إستراتيجيات متنوعة يمكن أن تسهم في تنمية التفكير باستخدام الكمبيوتر، منها:
• التعليم البرنامجي Programmed Education :
تعتمد البرامج الفنية (التعليمية) – كغيرها من البرامج – على التعليم البرنامجي ، وذلك لإمكانية التعليم الفردي، حيث ترتب فيه المادة التعليمية في سلسلة من الخطوات التي تساعد الطفل على التعلم الذاتي ، ومن خلال عرض بعض الصور والرسوم فيمكنه أن يتعرف عليها بمفرده ، وعلى تاريخ عملها والفنان الذي أنتجها مثلاً، والمؤثرات الفنية التي دعت إلى تشكيلها ، وإعطائه عدداً من البنود التي يجيب عنها بطريقة محددة ، وتعزز إجاباته بالمعرفة الفورية للنتائج ، وتعتمد على نشاط المتعلم والتقويم المستمر لهذا النشاط ويتم تقسيم البرنامج إلى ثلاثة مكونات ( معلومات تعطى للطفل ، وأسئلة تتبعها استنتاجات ،وأنشطة يتبعها تقويم)،وهذا يعطي فعالية للبرنامج كأسلوب للتعلم الذاتي مقارنة بأسلوب التعليم المعتاد كما أنه يعطي فرصاً في التحصيل، كما انه يساعد في تحسين سرعة التعلم وزيادة الدافعية لتعلم موضوعات كثيرة في وقت اقل.
كما يمكن للكمبيوتر أن يحقق من خلال برامجه أنواع وأساليب من التعليم في التربية الفنية من منها :
• تعليم بمعاونة الكمبيوتر Computer assisted Lea
ing
• تعليم قائم على الكمبيوتر Computer Based Instruction
• تعليم مدار بالكمبيوتر Computer Managed Instruction
• تعليم بمساعدة الكمبيوتر Computer Based Ed: .
وفيما يلي عرضاً لأحد هذه الأساليب:
التعليم بمساعدة الكمبيوتر Computer Based Ed:
وهو نوع من التعليم يقوم المعلم فيه بالاستعانة ببرامج جاهزة Software ، صممت لإعطاء تعليمات وأفكار وأنشطة متعاقبة لموضوع معين ، فيعطى الكمبيوتر بعض المعلومات ثم يعقبها تساؤلات عنها ، فإذا أجاب عنها الطفل إجابة صحيحة قام الكمبيوتر بإعطاء معلومات أخرى جديدة ، أما إذا أخطأ يعيد الكمبيوتر البيانات ثم إعادة السؤال وهذا النوع يعد جزء من التعلم بمساعدة الكمبيوتر ،وهذا التعليم هو إضافة فعالة للتدريس الصفي والكتاب المدرسي أيضاً.
وتتكامل العملية التربوية في تدريس التربية الفنية باستخدام الكمبيوتر، فباستخدام البرامج الفنية Software يمكن للأطفال أن يتمتعوا بعمل شيق ومثير ..
و هناك نوعان من البرامج التى تستخدم في التربية الفنية :
• الأول : برامج للرسوم وإنتاج الأعمال الفنية .
• والثاني : برامج تعليمية يعرض من خلالها محتويات تعليمية معينة ، وتحتوى على أساليب تعليمية وعروض شيقة للمحتوى باستخدام الوسائط المتعددة Multi Media من صورة وصوت وحركة .. وتتابع للأنشطة والتقويم المرحلي والنهائي.
حيث يمكن للكمبيوتر إتاحة الحصول على المحتوى التعليمي لمجالات الفن والتربية الفنية المختلفة ،من خلال ( البرامج التعليمية ) لمحتوى المقررات الفنية أو لبرامج إثرائية معدة من قبل باستخدام(CD ، أو من خلال شبكات الإنترنت) .
ومن الدراسات التي أكدت ضرورة استخدام الكمبيوتر في مجال التربية الفنية دراسة " فريدمان Freedman " حيث استخدمت الكمبيوتر كوسيلة للتعبير الفني ، وتوصلت إلى أن الدارسين المبتدئين في إعداد الرسوم ، حققوا تقدماً ملحوظاً عند استخدامهم للكمبيوتر كوسيلة من وسائل التعبير الفني، وأوصت بضرورة الاستعانة بالكمبيوتر في تطوير مناهج التربية الفنية .
وفي دراسة " أمينة كمال عبيد " هدفت إلى : المقارنة بين فاعلية استخدام برنامج بسيط للرسم على الكمبيوتر والرسم بالطرق العادية في تنمية قدرات الأطفال الإبداعية حيث يقومون بعمل تصميمات فنية خلال فترة زمنية محددة ، مرة باستخدام الأقلام الفلوماستر والورق ومرة أخرى باستخدام الكمبيوتر،ثم قامت الباحثة بالمقارنة بين كم الإنتاج وتنوعه والقيم الجمالية المتوفرة فيه ،وأكدت النتائج : إسهام الكمبيوتر في تنمية قدرات المتعلمين الإبداعية كما أن استخدام الكمبيوتر في تدريس الفنون يربطه بالمتغيرات التكنولوجية الحادثة في المجتمع , وأنه يعالج ما يعانيه بعض المعلمين من ضعف المهارة الفنية ونقص الثقة بالنفس , كما يحقق الكمبيوتر أقصى استفادة ممكنة في المدى الزمني المحدد.
ومما سبق .. يتضح أنه باستخدام الكمبيوتر للتعبيرالفني للأطفال، فانه يتم تحليل المفاهيم المجردة ونقل المعارف والمعلومات ، ويتمكن الاطفال ذات القدرات العالية منهم أن ينتجوا أعمالاً فنية إبتكارية متفردة تتسم بالتعددية والمرونة والطلاقة ، حيث تتيح لهم أدوات البرامج الفنية إمكانيات التنقل من تصميم إلى أخر بيسر ، إلى جانب إمكانية التنوع في التكوينات والتراكيب الفنية وعمليات التلوين وتدريجاته وعمل التأثيرات الفنية بأدق التفاصيل في أسرع وأقل وقت قياساً بالعمل العادى في الفصل الدراسى ...
أما الأطفال متوسطي القدرات ومن دونهم ، فتتاح لهم فرص أكبر للتعبير الفنى بما يتمشى مع مستوياتهم التعبيرية ، من خلال الإمكانات الهائلة للرسم والتصوير والتصميم ( في برامج الفن والإنتاج الفنى ) حيث يمكن عمل الإسكتشات والتخطيطات المبدئية للعمل ، وإمكانيات التدريب مع الإضافة والحذف والقص واللصق والتركيب مع إمكانات الحفظ والاسترجاع لكل التجارب في أى وقت ، مع استخلاص الأعمال الجيدة وطباعتها. ويساهم الكمبيوتر في معالجة المشكلات الفنية لدى بعض الاطفال غير القادرين على ممارسة العمل الفنى بيسر وإتاحة وتوسيع مبدأ "التعلم الذاتى" للأطفال، واعتمادهم على أنفسهم في البحث والمعرفة وتخزينها واستثمارها بدقة وعقلانية،ومن هنا يتحقق "تفريد التعليم" ويعنى هذا أن كل طالب يمكنه أن يتقدم في عمله باستخدام الكمبيوتر كلٍ حسب قدراته وإمكاناته العقلية ومهاراته الفنية ... كما يتمكنوا من التعلم والتقويم الذاتى ..
ومن المهارات التى يتيحها الكمبيوتر للأطفال( المهارة في ) :
• عمليات التشكيل الفنى والتدريب والممارسة لتقابل احتياجات وقدرات الأطفال
• تقدير القيمة الفنية والجمالية من خلال المقارنات الفورية التي يتيحها الكمبيوتر..
• القدرة على التكوين الفني والترتيب والتنسيق بين الأشكال والخطوط والألوان في اقل وأسرع وقت..
• ممارسة أنشطة تربوية جديدة لتقابل الاحتياجات التشكيلية باستخدام الكمبيوتر.
• الحكم على مناسبة الأعمال الفنية للأهداف التى وضعت من أجلها .
• ترتيب وجدولة الأعمال.
• استخدام الأجهزة Hard Ware والبرامج Soft Ware والاستفادة منها على أوسع نطاق ،وانتقال اثر الخبرة الفنية في أعمال ومناسبات أخرى مشابهة واستخدام برامج متنوعة جديدة .
• الاتصال بالمراكز المتخصصة في الدعم الفني للكمبيوتر، حول استخدامات البرامج الفنية الجديدة *****تحدثة، وحل المشكلات التي تعترض المستخدم.
• جمع البيانات وتحليلها وقراءة الصور والرسوم وغير ذلك من التكليفات المطلوبة منه.
• التنمية الذاتية، والتعلم والتقويم الذاتي.
• التدريب على حرية الإنتاج الفني المبدع .
ويتفق الكاتب مع الدراسات والبحوث التي تؤكد أن الكمبيوتر ما هو إلا أداة وسيطة للأطفال ، حيث تساهم في العمليات التعليمية والإنتاج الفني لتحقيق متطلبات الطفل العملية ، من أدوات فنية مثل القلم الرصاص والممحاة والفرشاة ، وعناصر التشكيل الفني من نقط وخطوط وأشكال ، وألوان ، وهو في نفس الوقت يحتوى على الخامات اللازمة لإنتاج أي عمل فني كمسطح ورق الرسم الأبيض أو القماش أو الخشب أو المعدن وغير ذلك من الخامات، ومن خلال إمكانات الكمبيوتر وما يتيحه من فرص للعمل الفني فيمكن اكتشاف مهارات وخبرات جديدة للأطفال في ممارسة الفن
أستاذ الثقافة الفنية والمناهج وطرق التدريس المشارك جامعة قطر
إن التربية الحديثة تؤكد أن هناك نقط تحول عالمية تفرض تغيير المفهوم جذريًا لعمليات التعليم والتعلم ، من تعليم قائم على التلقين إلى تعليم يطلق خيال الفكر، وبناء قيم تكَون المواطن الكوكبى ، ويتم ذلك عن طريق الاهتمام بمتطلبات كثيرة منها الاهتمام بتعليم الفنون وممارسة بعض التكنولوجيات البسيطة التى تدخل الاطفال في العصر الذى نعيشه.
لذلك فإنه لا يجب الاعتماد على التعليم التقليدى في المجال التربوي، بل التوجه إلى تعليم يفجر الطاقات، ويهدف تنشيط القدرات العقلية للأطفال وحفزهم على مواصلة الدراسة والحياة من خلال أشكال من التعليم المناسب لمتطلبات الحياة العملية، والاحتياجات المجتمعية وتتعداها إلى فكر الشراكة العالمية، وهو ما تتيحه بالفعل التربية الفنية - وهى إحدى المواد الدراسية الهامة- في العمليات التربوية وذلك بالتربية عن طريق الفن، من خلال تنمية أشكال النشاط العقلى حيث تمكن الاطفال من:
1. جمع وتحليل المعلومات والبيانات.
2. إيجاد علاقات مع عناصر البيئة ،والخامات والأدوات والوسائل والأجهزة والبرامج.
3. التأقلم الإيجابى مع البيئة العالمية- لكون الفن لغة عالمية- وبناء علاقة شراكة مع الدول.
4. التوصل بالتخيل للإبداع والاختراع لحل المشكلات.
5. استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعبير الفنى، وحل المشكلات البيئية الأخرى في المجتمع، باستخدام البرامج الفنية التشكيلية .
6. التكيف الذاتى.
ومن الملاحظ في المجال التربوي الفني، أن أهم الإنجازات في مجال تطوير إنتاج الرسومات التعليمية هو ظهور ( الرسم بالكمبيوتر Computer Graphics) والذي يساهم في تحسين الرسم والكلمة والتلوين في الكتب والمطبوعات بشكل عام ويرى " ليلا فويس Lilavois " أن رسومات الكمبيوتر تقدم صوراً قادرة على توصيل المعاني الكاملة للرسالة ، كما أن لديها خاصية تقديم المفاهيم والمعلومات بشكل معين ، ثم إعادة تقديمها بشكل ولون آخر في نفس اللحظة ، وبذلك فإن رسوم الكمبيوتر هي الأسهل والأرخص والأجود .
وبالنسبة لمقررات الفن فيرى "تشيبمان Chapman " أن أهمية برامج رسومات الكمبيوتر تكمن في إمكانياتها التي تظهر في زيادة الإنتاج للمقرر الدراسي ومخرجاته، وإمكانية تحسين هذا الإنتاج، وخاصة إذا استطاع المصمم التعليمي أن يتفاعل مع أنماط الكمبيوتر وخفايا برامج الرسوم ، وهذا لا يتأتى إلا عندما يكون المصمم ملماً بالمتطلبات المعرفية والمهارية اللازمة لتشغيل استخدام الكمبيوتر مما يؤدى إلى اختصار خطوات مهارية عديدة ، كما أن هذه البرامج طورت من الأشكال والصور المستخدمة في التعليم ، كما أعطت مجالاً للتفاعل مما يجعلها تمثل ظاهرة جديدة لمستقبل المقررات الدراسية بما لديها من مرونة وبساطة وقوة تعبير .
وفي دراسة " شيو Shiau Rueypng " هدفت معرفة تأثير الإدراك من خلال الرسوم في برامج التدريس Graphics in Ed . Software على الاتصال ، وتنمية القدرة على التذكر لدى الأطفال.. وتضمنت الدراسة برنامجاً احتوى على ( رسوم تعليمية ، وصور فوتوغرافية ، وتوظيف اللون ، والشكل والأرضية ، ومفاهيم التماثل والتتابع ) وقد بنى البرنامج على أسس بعض النظريات والأبحاث التجريبية في مجالي التربية وعلم النفس . كما اهتم البرنامج بعمليات التعليم البصري وقوانينه للثقافة البصرية والاتصال البصري، وتوصلت الدراسة إلى: أن الاتصال البصري يكون أداة هامة في التعليم ، ويزود المعلمين باستراتيجيات لفاعلية الاتصال ، بما يزيد فعالية العمليات من خلال كل ما هو بصري ، ولذا يجب تعلم مهارات الثقافة البصرية وذلك بتنمية الإدراك البصري والحسي لدى الأطفال.
أهمية استخدام الكمبيوتر في التربية الفنية :
ترجع أهمية استخدام الكمبيوتر في التربية الفنية إلى مايلى:
• لعرض الموضوعات المختلفة بيئية كانت أم اقتصادية أو اجتماعية وعلمية،وعرض محتواها.
• أتاح التقدم الهائل لتكنولوجيا الكمبيوتر الفرص لحمل المعرفة والمعلومات إلى أقاصي الأرض ،لأنه أحد مصادر المعلومات الإلكترونية، وكمورد للإنترنت والبريد الإلكتروني.
• استخدامه كطرفية تتصل عبر الخط التليفوني المحمول بكل شبكات معلومات العالم ،بما يؤدى إلى توفير الطاقة والزمن والورق ...
• يعطى فرص للانتقاء ( من المعلومات وغيرها ).
• يمكن أن يرسم ما ترسمه اليد بالفرشاة.
• تخزين معلومات وصور ورسوم بالكمبيوتر واستعادتها وقت الحاجة .. وبما يخدم الموقف التعليمى أو الفنى .
• توافر أدوات الرسم / أدوات القياس / أدوات للأشغال ومطابقة الخامات من خشب / معادن / ورق .. وغيرها
• توافر أنشطة البناء ( التجميع بالإضافة والدمج والضم والتركيب / الحل والفك )
• مساعدة الكمبيوتر في التدريس لعدم توافر المدرس المدرب أو ذو الكفاءة العلمية العالية .
وهناك الكثير من المفاهيم التربوية المرتبطة باستخدامات الكمبيوتر في التربية الفنية، ولها أهميتها في العملية التعليمية فيرى " جريباس Gribas " أن هناك 6. % من البشر يفكرون بالشكل البصري بينما يفكر 3.% بشكل سمعي ، بينما 1.% يفكر بشكل حسي أو تخيلي.
ويتيح الكمبيوتر للتربية الفنية من خلال "البرامج الفنية Software Graphic" أشكالاً من طرق التفكير ، تحقق التعليم البصري والحسي والتخيلي ، كما تساعد الأطفال على أداء عمليات عديدة منها التركيب Composition ، ويهتم بتنمية قدرة الأطفال على تقديم تركيبات جديدة أو صيغ غير مسبوقة في مجال الفن من خلال ما تم دراسته وما يدرسه ، وتظهر نواتجه من خلال التعليم كأن يبنوا موضوعات فنية جديدة أو يعيدوا ترتيب عناصر شئ ما كإعادة تكوين عمل فني ، أو يعيدوا بناءه أو كتابة نص ،وهذا ما يتيحه الكمبيوتر ، من خلال البرامج الفنية وأدواتها المتاحة .
ونتيجة لقصور بعض طرق التدريس المتبعة حالياً في تحقيق أهداف المادة بشكل مرضى، فهناك إستراتيجيات متنوعة يمكن أن تسهم في تنمية التفكير باستخدام الكمبيوتر، منها:
• التعليم البرنامجي Programmed Education :
تعتمد البرامج الفنية (التعليمية) – كغيرها من البرامج – على التعليم البرنامجي ، وذلك لإمكانية التعليم الفردي، حيث ترتب فيه المادة التعليمية في سلسلة من الخطوات التي تساعد الطفل على التعلم الذاتي ، ومن خلال عرض بعض الصور والرسوم فيمكنه أن يتعرف عليها بمفرده ، وعلى تاريخ عملها والفنان الذي أنتجها مثلاً، والمؤثرات الفنية التي دعت إلى تشكيلها ، وإعطائه عدداً من البنود التي يجيب عنها بطريقة محددة ، وتعزز إجاباته بالمعرفة الفورية للنتائج ، وتعتمد على نشاط المتعلم والتقويم المستمر لهذا النشاط ويتم تقسيم البرنامج إلى ثلاثة مكونات ( معلومات تعطى للطفل ، وأسئلة تتبعها استنتاجات ،وأنشطة يتبعها تقويم)،وهذا يعطي فعالية للبرنامج كأسلوب للتعلم الذاتي مقارنة بأسلوب التعليم المعتاد كما أنه يعطي فرصاً في التحصيل، كما انه يساعد في تحسين سرعة التعلم وزيادة الدافعية لتعلم موضوعات كثيرة في وقت اقل.
كما يمكن للكمبيوتر أن يحقق من خلال برامجه أنواع وأساليب من التعليم في التربية الفنية من منها :
• تعليم بمعاونة الكمبيوتر Computer assisted Lea
ing
• تعليم قائم على الكمبيوتر Computer Based Instruction
• تعليم مدار بالكمبيوتر Computer Managed Instruction
• تعليم بمساعدة الكمبيوتر Computer Based Ed: .
وفيما يلي عرضاً لأحد هذه الأساليب:
التعليم بمساعدة الكمبيوتر Computer Based Ed:
وهو نوع من التعليم يقوم المعلم فيه بالاستعانة ببرامج جاهزة Software ، صممت لإعطاء تعليمات وأفكار وأنشطة متعاقبة لموضوع معين ، فيعطى الكمبيوتر بعض المعلومات ثم يعقبها تساؤلات عنها ، فإذا أجاب عنها الطفل إجابة صحيحة قام الكمبيوتر بإعطاء معلومات أخرى جديدة ، أما إذا أخطأ يعيد الكمبيوتر البيانات ثم إعادة السؤال وهذا النوع يعد جزء من التعلم بمساعدة الكمبيوتر ،وهذا التعليم هو إضافة فعالة للتدريس الصفي والكتاب المدرسي أيضاً.
وتتكامل العملية التربوية في تدريس التربية الفنية باستخدام الكمبيوتر، فباستخدام البرامج الفنية Software يمكن للأطفال أن يتمتعوا بعمل شيق ومثير ..
و هناك نوعان من البرامج التى تستخدم في التربية الفنية :
• الأول : برامج للرسوم وإنتاج الأعمال الفنية .
• والثاني : برامج تعليمية يعرض من خلالها محتويات تعليمية معينة ، وتحتوى على أساليب تعليمية وعروض شيقة للمحتوى باستخدام الوسائط المتعددة Multi Media من صورة وصوت وحركة .. وتتابع للأنشطة والتقويم المرحلي والنهائي.
حيث يمكن للكمبيوتر إتاحة الحصول على المحتوى التعليمي لمجالات الفن والتربية الفنية المختلفة ،من خلال ( البرامج التعليمية ) لمحتوى المقررات الفنية أو لبرامج إثرائية معدة من قبل باستخدام(CD ، أو من خلال شبكات الإنترنت) .
ومن الدراسات التي أكدت ضرورة استخدام الكمبيوتر في مجال التربية الفنية دراسة " فريدمان Freedman " حيث استخدمت الكمبيوتر كوسيلة للتعبير الفني ، وتوصلت إلى أن الدارسين المبتدئين في إعداد الرسوم ، حققوا تقدماً ملحوظاً عند استخدامهم للكمبيوتر كوسيلة من وسائل التعبير الفني، وأوصت بضرورة الاستعانة بالكمبيوتر في تطوير مناهج التربية الفنية .
وفي دراسة " أمينة كمال عبيد " هدفت إلى : المقارنة بين فاعلية استخدام برنامج بسيط للرسم على الكمبيوتر والرسم بالطرق العادية في تنمية قدرات الأطفال الإبداعية حيث يقومون بعمل تصميمات فنية خلال فترة زمنية محددة ، مرة باستخدام الأقلام الفلوماستر والورق ومرة أخرى باستخدام الكمبيوتر،ثم قامت الباحثة بالمقارنة بين كم الإنتاج وتنوعه والقيم الجمالية المتوفرة فيه ،وأكدت النتائج : إسهام الكمبيوتر في تنمية قدرات المتعلمين الإبداعية كما أن استخدام الكمبيوتر في تدريس الفنون يربطه بالمتغيرات التكنولوجية الحادثة في المجتمع , وأنه يعالج ما يعانيه بعض المعلمين من ضعف المهارة الفنية ونقص الثقة بالنفس , كما يحقق الكمبيوتر أقصى استفادة ممكنة في المدى الزمني المحدد.
ومما سبق .. يتضح أنه باستخدام الكمبيوتر للتعبيرالفني للأطفال، فانه يتم تحليل المفاهيم المجردة ونقل المعارف والمعلومات ، ويتمكن الاطفال ذات القدرات العالية منهم أن ينتجوا أعمالاً فنية إبتكارية متفردة تتسم بالتعددية والمرونة والطلاقة ، حيث تتيح لهم أدوات البرامج الفنية إمكانيات التنقل من تصميم إلى أخر بيسر ، إلى جانب إمكانية التنوع في التكوينات والتراكيب الفنية وعمليات التلوين وتدريجاته وعمل التأثيرات الفنية بأدق التفاصيل في أسرع وأقل وقت قياساً بالعمل العادى في الفصل الدراسى ...
أما الأطفال متوسطي القدرات ومن دونهم ، فتتاح لهم فرص أكبر للتعبير الفنى بما يتمشى مع مستوياتهم التعبيرية ، من خلال الإمكانات الهائلة للرسم والتصوير والتصميم ( في برامج الفن والإنتاج الفنى ) حيث يمكن عمل الإسكتشات والتخطيطات المبدئية للعمل ، وإمكانيات التدريب مع الإضافة والحذف والقص واللصق والتركيب مع إمكانات الحفظ والاسترجاع لكل التجارب في أى وقت ، مع استخلاص الأعمال الجيدة وطباعتها. ويساهم الكمبيوتر في معالجة المشكلات الفنية لدى بعض الاطفال غير القادرين على ممارسة العمل الفنى بيسر وإتاحة وتوسيع مبدأ "التعلم الذاتى" للأطفال، واعتمادهم على أنفسهم في البحث والمعرفة وتخزينها واستثمارها بدقة وعقلانية،ومن هنا يتحقق "تفريد التعليم" ويعنى هذا أن كل طالب يمكنه أن يتقدم في عمله باستخدام الكمبيوتر كلٍ حسب قدراته وإمكاناته العقلية ومهاراته الفنية ... كما يتمكنوا من التعلم والتقويم الذاتى ..
ومن المهارات التى يتيحها الكمبيوتر للأطفال( المهارة في ) :
• عمليات التشكيل الفنى والتدريب والممارسة لتقابل احتياجات وقدرات الأطفال
• تقدير القيمة الفنية والجمالية من خلال المقارنات الفورية التي يتيحها الكمبيوتر..
• القدرة على التكوين الفني والترتيب والتنسيق بين الأشكال والخطوط والألوان في اقل وأسرع وقت..
• ممارسة أنشطة تربوية جديدة لتقابل الاحتياجات التشكيلية باستخدام الكمبيوتر.
• الحكم على مناسبة الأعمال الفنية للأهداف التى وضعت من أجلها .
• ترتيب وجدولة الأعمال.
• استخدام الأجهزة Hard Ware والبرامج Soft Ware والاستفادة منها على أوسع نطاق ،وانتقال اثر الخبرة الفنية في أعمال ومناسبات أخرى مشابهة واستخدام برامج متنوعة جديدة .
• الاتصال بالمراكز المتخصصة في الدعم الفني للكمبيوتر، حول استخدامات البرامج الفنية الجديدة *****تحدثة، وحل المشكلات التي تعترض المستخدم.
• جمع البيانات وتحليلها وقراءة الصور والرسوم وغير ذلك من التكليفات المطلوبة منه.
• التنمية الذاتية، والتعلم والتقويم الذاتي.
• التدريب على حرية الإنتاج الفني المبدع .
ويتفق الكاتب مع الدراسات والبحوث التي تؤكد أن الكمبيوتر ما هو إلا أداة وسيطة للأطفال ، حيث تساهم في العمليات التعليمية والإنتاج الفني لتحقيق متطلبات الطفل العملية ، من أدوات فنية مثل القلم الرصاص والممحاة والفرشاة ، وعناصر التشكيل الفني من نقط وخطوط وأشكال ، وألوان ، وهو في نفس الوقت يحتوى على الخامات اللازمة لإنتاج أي عمل فني كمسطح ورق الرسم الأبيض أو القماش أو الخشب أو المعدن وغير ذلك من الخامات، ومن خلال إمكانات الكمبيوتر وما يتيحه من فرص للعمل الفني فيمكن اكتشاف مهارات وخبرات جديدة للأطفال في ممارسة الفن