عبدالحق صادق
3 - 7 - 2010, 10:40 PM
من القلب للدعاة
إن الدعوة إلى الله من اشرف و أنبل الأعمال و هي مهمة الرسل و دأب العلماء و الصالحين لأن بها صلاح الدنيا و الفوز بالآخرة
ففيها يتم غرس الخوف من الله في قلوب الناس و إذا سادت مخافة الله بين الناس ابتعدوا عن محارم الله فينتفي الظلم و يسود العدل و الأمن و هذه هي الأرضية الصلبة لعملية البناء و التنمية و التطور التي كلفنا الله بها
فهناك مهمتان للإنسان الأولى عبادة الله و الثانية عمارة الأرض
فالمطلوب من المؤمن الموازنة بينهما و بالنية الصادقة يتم تسخير الثانية للأولى
و هنا أود أن أشير إلى أمر يقع فيه بعض الدعاة و عن حسن نية و بدافع الغيرة الزائدة على محارم الله و هو التشدد في الأحكام بحجة سد الذرائع و عدم فتح باب المعاصي و الفتن و الحقيقة إذا تم فتح هذا الباب على مصراعيه فربما ينتهي بنا الأمر إلى تعطيل مسيرة بناء الحضارة كلياً و هذا غير ممكن فسنة الله في الكون أن الحياة تسير نحو التقدم و التطور
و هذا سيؤدي إلى العيش بعيشة بداية القرن الماضي و اغلب الظن أن الناس لا يطيقون ذلك و هذا سيؤدي إلى خروجهم من دين الله أفواجا بعد أن أدخلهم حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام في دين الله أفواجا بحكمته و رحمته و محبته و عقلانيته و بعد نظره
فعلى سبيل المثال إذا قمنا بسد ذرائع فتنة الرجال بالنساء فسوف ينتهي بنا الأمر إلى حبس النساء في البيوت و إلى إغلاق مدارس البنات و إلى هدم العمائر و إعادة بناءها من جديد وفق مخططات جديدة و إلى حظر جميع وسائل الاتصال و إلى إيقاف الفضائيات و غير ذلك لأنه عبر هذه الوسائل يمكن أن تحصل فتن
و من وجهة نظري إن هذا التشدد ناتج عن الآتي :
- عدم الإحاطة و الفهم و التذوق لمعاني الإسلام و تعاليمه و مقاصده السامية
- دراسة و فهم تعاليم الإسلام بطريقة القوانين الوضعية الغربية رغم الفرق الشاسع بينهما فالإسلام يركز على نشر و الوعي و غرس القناعة و الرادع الداخلي في النفوس مع وضع الخطوط العريضة للضوابط بينما القوانين الوضعية تركز على سن الضوابط و التعمق فيها و الغوص في تفاصيلها و تتجاهل غرس الرادع الداخلي .
فعلى سبيل المثال من أجل الحفاظ على الأنساب و استقامة المجتمع حذر الإسلام من فتنة الرجال بالنساء و حرص على غرس الدافع الذاتي لعدم الوقوع بهذه الفتنة مثل التنبيه على عواقبها الوخيمة و غض البصر و وضع الخطوط العريضة لعدم وقوع هذه الفتنة مثل الحشمة و ترك الخلوة المحرمة
- عدم قيام المجامع الفقهية بدورها الفعال و ذلك عبر القيام بالاجتهادات الفقهية التي تخص المستجدات الحالية فالعالم اليوم تغير كلياً و نشر هذه الاجتهادات و إيصالها للدعاة و عامة الناس
- عدم ثقة البعض بهذه المجامع الفقهية .
- عدم إدراك البعض بان هناك ظروف دولية قاهرة تفرض نفسها على الجميع و لا يعرفها على حقيقتها سوى أولي الأمر و أهل الاختصاص فلا بد من السداد و المقاربة للتعامل مع هذه الظروف و البديل مر و ضره أكبر من نفعه
- الثقة الزائدة بحيث تدفع الداعية أو المفتي إلى تجاهل و عدم احترام جميع الفتاوى الصادرة بهذا الخصوص
- التسرع و عدم الشعور بالمسؤولية تجاه هذه الفتاوى التي تخرج اغلب المسلمين من دائرة الإسلام و تفتح الباب لفتن اشد و خاصة انه توجد في عصرنا الحاضر فئة متطرفة تسئ الفهم فتتلقف هذه الفتاوى بشغف و تتسلح بها لتبرير أعمالها الخطيرة في مجتمعنا إرضاء لفكرهم المنحرف و أهوائهم الضالة.
- انتشار ثقافة رمي المسؤولية على الغير و خاصة الحكومة فيتم تحميل الحكومة كامل المسؤولية عن الفساد من اجل أن نريح أنفسنا من القيام بمسؤوليتنا
فتجد هناك من لا هم له سوى تحميل الحكومات مسؤولية الفساد و كأن هذه الحكومات نزلت من المريخ و ليست من الشعب و الفساد في بيته منتشر فإن كان يدري فتلك مصيبة و إن كان لا يدري فالمصيبة أعظم
و هنا أود أن أشير إلى موضوع كثر الحديث عنه مؤخراً و هو الاختلاط في جامعة الملك عبد الله
هذه الجامعة بحثية فهي تضم النخبة من المعلمين و الدارسين و المتفوقين في دراستهم غالباً لا يسيرون وراء الأمور التافهة و يكونون ملتزمين دينياً.
و هؤلاء تجاوزوا سن المراهقة و هي المرحلة الخطرة التي يخشى انحراف الشباب فيها
و هذا الاختلاط موجود في جميع جامعات العالم الإسلامي فلا توجد هذه المشاكل الزائدة التي يتصورها البعض رغم انتشار السفور و ضعف الوازع الديني فالمنحرف و القابل للانحراف سوف ينحرف ضمن الجامعة أو خارجها
و الاختلاط في جامعة الملك عبد الله يختلف كثيرا عن الاختلاط في الجامعات الأخرى فالمجتمع السعودي لا يزال محافظ و بالتالي الطالبات محتشمات فلا يوجد هذا التبرج و السفور الزائد و غالباً سوف يجلس الطلاب بجانب و الطالبات بجانب آخر
و السعودية تحكم بما انزل الله فالوازع الديني لا يزال حي عند الكثير
و وجود مجموعة من الطلاب و الطالبات يمنع التصرفات الغير لائقة خجلا و حياء و خوفاً
و الحلول العملية لهذا الوضع هو :
إيقاظ الباعث الداخلي للالتزام بتعاليم الإسلام و أخلاقه الحميدة لدى الطلاب و الطالبات مثل غض البصر و الحشمة عبر الوسائل المختلفة
نشر الوعي و التحذير من مخاطر الخلوة و العلاقات الغير شرعية عبر الوسائل المختلفة
المراقبة و إسداء النصح و التوجيه لمن تظهر عليهم بعض مظاهر الانحراف من قبل الطلاب و الطالبات الملتزمين.
و بعض حوادث الانحراف موجود بين طالبات الثانوية الغير مختلطة و بين غير الطالبات
فالأصل نشر الوعي و إيقاظ الوازع الديني في المجتمع و خاصة بعد انتشار التقنيات الحديثة للاتصال عبر الانترنت و غيره
و الداعية المتشدد الذي يظن نفسه انه حاز على العلم من جميع جوانبه فلا يمكن أن يخطأ سوف يبقى خارج الحلبة و سوف يتعداه قطار الحياة
فالأولى بالداعية أن يأخذ نفسه بالشدة و يأخذ الآخرين باللين و التيسير و يبحث لهم عن الفتاوى التي تستوعبهم و يترك الفتاوى التي تخرجهم وأن يترك الفتاوى التي تخص عامة المسلمين لأهلها حتى لا يتسبب بفتنة فأمتنا ضعيفة لا تطيق الشدة .
إن الدعوة إلى الله من اشرف و أنبل الأعمال و هي مهمة الرسل و دأب العلماء و الصالحين لأن بها صلاح الدنيا و الفوز بالآخرة
ففيها يتم غرس الخوف من الله في قلوب الناس و إذا سادت مخافة الله بين الناس ابتعدوا عن محارم الله فينتفي الظلم و يسود العدل و الأمن و هذه هي الأرضية الصلبة لعملية البناء و التنمية و التطور التي كلفنا الله بها
فهناك مهمتان للإنسان الأولى عبادة الله و الثانية عمارة الأرض
فالمطلوب من المؤمن الموازنة بينهما و بالنية الصادقة يتم تسخير الثانية للأولى
و هنا أود أن أشير إلى أمر يقع فيه بعض الدعاة و عن حسن نية و بدافع الغيرة الزائدة على محارم الله و هو التشدد في الأحكام بحجة سد الذرائع و عدم فتح باب المعاصي و الفتن و الحقيقة إذا تم فتح هذا الباب على مصراعيه فربما ينتهي بنا الأمر إلى تعطيل مسيرة بناء الحضارة كلياً و هذا غير ممكن فسنة الله في الكون أن الحياة تسير نحو التقدم و التطور
و هذا سيؤدي إلى العيش بعيشة بداية القرن الماضي و اغلب الظن أن الناس لا يطيقون ذلك و هذا سيؤدي إلى خروجهم من دين الله أفواجا بعد أن أدخلهم حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام في دين الله أفواجا بحكمته و رحمته و محبته و عقلانيته و بعد نظره
فعلى سبيل المثال إذا قمنا بسد ذرائع فتنة الرجال بالنساء فسوف ينتهي بنا الأمر إلى حبس النساء في البيوت و إلى إغلاق مدارس البنات و إلى هدم العمائر و إعادة بناءها من جديد وفق مخططات جديدة و إلى حظر جميع وسائل الاتصال و إلى إيقاف الفضائيات و غير ذلك لأنه عبر هذه الوسائل يمكن أن تحصل فتن
و من وجهة نظري إن هذا التشدد ناتج عن الآتي :
- عدم الإحاطة و الفهم و التذوق لمعاني الإسلام و تعاليمه و مقاصده السامية
- دراسة و فهم تعاليم الإسلام بطريقة القوانين الوضعية الغربية رغم الفرق الشاسع بينهما فالإسلام يركز على نشر و الوعي و غرس القناعة و الرادع الداخلي في النفوس مع وضع الخطوط العريضة للضوابط بينما القوانين الوضعية تركز على سن الضوابط و التعمق فيها و الغوص في تفاصيلها و تتجاهل غرس الرادع الداخلي .
فعلى سبيل المثال من أجل الحفاظ على الأنساب و استقامة المجتمع حذر الإسلام من فتنة الرجال بالنساء و حرص على غرس الدافع الذاتي لعدم الوقوع بهذه الفتنة مثل التنبيه على عواقبها الوخيمة و غض البصر و وضع الخطوط العريضة لعدم وقوع هذه الفتنة مثل الحشمة و ترك الخلوة المحرمة
- عدم قيام المجامع الفقهية بدورها الفعال و ذلك عبر القيام بالاجتهادات الفقهية التي تخص المستجدات الحالية فالعالم اليوم تغير كلياً و نشر هذه الاجتهادات و إيصالها للدعاة و عامة الناس
- عدم ثقة البعض بهذه المجامع الفقهية .
- عدم إدراك البعض بان هناك ظروف دولية قاهرة تفرض نفسها على الجميع و لا يعرفها على حقيقتها سوى أولي الأمر و أهل الاختصاص فلا بد من السداد و المقاربة للتعامل مع هذه الظروف و البديل مر و ضره أكبر من نفعه
- الثقة الزائدة بحيث تدفع الداعية أو المفتي إلى تجاهل و عدم احترام جميع الفتاوى الصادرة بهذا الخصوص
- التسرع و عدم الشعور بالمسؤولية تجاه هذه الفتاوى التي تخرج اغلب المسلمين من دائرة الإسلام و تفتح الباب لفتن اشد و خاصة انه توجد في عصرنا الحاضر فئة متطرفة تسئ الفهم فتتلقف هذه الفتاوى بشغف و تتسلح بها لتبرير أعمالها الخطيرة في مجتمعنا إرضاء لفكرهم المنحرف و أهوائهم الضالة.
- انتشار ثقافة رمي المسؤولية على الغير و خاصة الحكومة فيتم تحميل الحكومة كامل المسؤولية عن الفساد من اجل أن نريح أنفسنا من القيام بمسؤوليتنا
فتجد هناك من لا هم له سوى تحميل الحكومات مسؤولية الفساد و كأن هذه الحكومات نزلت من المريخ و ليست من الشعب و الفساد في بيته منتشر فإن كان يدري فتلك مصيبة و إن كان لا يدري فالمصيبة أعظم
و هنا أود أن أشير إلى موضوع كثر الحديث عنه مؤخراً و هو الاختلاط في جامعة الملك عبد الله
هذه الجامعة بحثية فهي تضم النخبة من المعلمين و الدارسين و المتفوقين في دراستهم غالباً لا يسيرون وراء الأمور التافهة و يكونون ملتزمين دينياً.
و هؤلاء تجاوزوا سن المراهقة و هي المرحلة الخطرة التي يخشى انحراف الشباب فيها
و هذا الاختلاط موجود في جميع جامعات العالم الإسلامي فلا توجد هذه المشاكل الزائدة التي يتصورها البعض رغم انتشار السفور و ضعف الوازع الديني فالمنحرف و القابل للانحراف سوف ينحرف ضمن الجامعة أو خارجها
و الاختلاط في جامعة الملك عبد الله يختلف كثيرا عن الاختلاط في الجامعات الأخرى فالمجتمع السعودي لا يزال محافظ و بالتالي الطالبات محتشمات فلا يوجد هذا التبرج و السفور الزائد و غالباً سوف يجلس الطلاب بجانب و الطالبات بجانب آخر
و السعودية تحكم بما انزل الله فالوازع الديني لا يزال حي عند الكثير
و وجود مجموعة من الطلاب و الطالبات يمنع التصرفات الغير لائقة خجلا و حياء و خوفاً
و الحلول العملية لهذا الوضع هو :
إيقاظ الباعث الداخلي للالتزام بتعاليم الإسلام و أخلاقه الحميدة لدى الطلاب و الطالبات مثل غض البصر و الحشمة عبر الوسائل المختلفة
نشر الوعي و التحذير من مخاطر الخلوة و العلاقات الغير شرعية عبر الوسائل المختلفة
المراقبة و إسداء النصح و التوجيه لمن تظهر عليهم بعض مظاهر الانحراف من قبل الطلاب و الطالبات الملتزمين.
و بعض حوادث الانحراف موجود بين طالبات الثانوية الغير مختلطة و بين غير الطالبات
فالأصل نشر الوعي و إيقاظ الوازع الديني في المجتمع و خاصة بعد انتشار التقنيات الحديثة للاتصال عبر الانترنت و غيره
و الداعية المتشدد الذي يظن نفسه انه حاز على العلم من جميع جوانبه فلا يمكن أن يخطأ سوف يبقى خارج الحلبة و سوف يتعداه قطار الحياة
فالأولى بالداعية أن يأخذ نفسه بالشدة و يأخذ الآخرين باللين و التيسير و يبحث لهم عن الفتاوى التي تستوعبهم و يترك الفتاوى التي تخرجهم وأن يترك الفتاوى التي تخص عامة المسلمين لأهلها حتى لا يتسبب بفتنة فأمتنا ضعيفة لا تطيق الشدة .