طريق الصلاح
27 - 9 - 2010, 10:39 PM
بقلم: إبراهيم بن حمد القعيد .. من القضايا الرئيسة التي يعتمد عليها النجاح في حياة الإنسان، تحديد الأهداف وكيفية تحقيقها. ولكن ماذا نقصد بتحديد الأهداف، وكيفية تحقيقها؟ ثم ما هو التعريف الصحيح لكلمة هدف؟
الهدف: هو الأمر الذي يرغب الشخص في تحقيقه، وقد يكون الهدف عاماً أو خاصاً، كبيراً أو صغيراً، نافعاً أو ضاراً. وتعتمد طبيعة الهدف على وضع الشخص وقدراته واهتماماته. فإذا قال طالب في الثانوية: أرغب أن أكون طبيباً. فقد حدد هدفاً معيناً، وإذا قال موظف: أريد أن أبني مسكناً فقد حدد هدفاً معيناً، وإذا قال شخص: أرغب بتوثيق علاقتي مع ربي فهو كذلك قد حدد هدفاً، وقس على ذلك. وتُعدّ عملية وضع الأهداف وتحديدها مفتاح النجاح لحياة الإنسان؛ لأنها تضع أمام الإنسان مهمات وواجبات معينة، وتجبره على التفكير في طرق تحقيقها، ولذلك لا بد من التعلم والتدرب على وضع الأهداف واختيارها وتحويل الأهداف العامة إلى أهداف أكثر تحديداً ووضوحاً. وهناك هدف أساسي من حياة الإنسان على هذه الأرض، وهو عبادة الله. فهذا الهدف هو – بلا شك – هدف عام ولتطبيقه وترجمته إلى أرض الواقع يجب تصنيفه وتقسيمه إلى أهداف أكثر تحديداً. ولنأخذ من الأهداف الكثيرة التي يمكن تحديدها هدفاً مثل: المحافظة على الصلاة في وقتها. فهذا الهدف على الرغم من أنه أكثر تحديداً من الهدف العام (العبودية) إلاّ أنه لا يزال فيه شيء من العمومية. وفي الإمكان متابعة تصنيفه وتقسيمه إلى أهداف أكثر تحديداً، حتى نصل إلى ما يُعرف بالأهداف السلوكية الإجرائية التي تكون على شكل خطوات محددة أو أفعال معينة مثل: الذهاب إلى المسجد حال سماع الأذان، التصدق بمائة ريال عن كل صلاة لا تُصلّى في وقتها، فهذان الهدفان محددان وواضحان وإجرائيان، أي أنهما وما شابههما من الأهداف خطوات عملية محددة لترجمة المحافظة على الصلاة.
مستويات الأهداف:
هناك ثلاثة مستويات من الأهداف: أهداف عامة، وأهداف مرحلية، وأهداف سلوكية إجرائية. ولزيادة الإيضاح هناك بعض الأمثلة التي يمكن من خلالها التعرف على الأهداف العامة، وكيفية تحويلها إلى أهداف مرحلية وأخرى إجرائية.
فخذ على سبيل المثال هدفاً عاماً: رغبة رجل أعمال في تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح الحلال. يمكن أن نحدد بعض الأهداف المرحلية التي تحقق هذا الهدف العام فنقول – مثلاً-: إقامة مجمع تجاري في منطقة تجارية، وهذا الهدف المرحلي يُقسم إلى أهداف أكثر تحديداً (سلوكية وإجرائية) مثل شراء الأرض في غضون الشهرين القادمين، وعمل المخططات اللازمة في غضون ستة أشهر من تاريخ الشراء، وتسليمها لمقاول أو شركة بناء بعد انتهاء المخططات بشهر.. الخ.
وخذ هدفاً عاماً آخر: طالب في المرحلة الثانوية يرغب في الحصول على معدل ممتاز ليؤهله لدخول كلية الطب. قد يكون من الأهداف المرحلية لهذا الطالب أن ينظم وقته بطريقة جيدة بحيث يتابع مذاكرة دروسه، وحل واجباته بصفة مستمرة. وقد يختار الطالب بعض الأهداف الإجرائية مثل: مذاكرة كل درس قبل أن يشرحه المدرس، وتوزيع وقت المذاكرة على المواد الصعبة لكل مادة ساعة يومياً. تحديد موعد أسبوعي مع مدرسي بعض المواد لتعزيز المذاكرة والفهم وأخذ توجيهات المدرسين.. الخ.
والتفريق بين هذه المستويات من الأهداف أمر في غاية الصعوبة على الإنسان العادي، وقد يعوق هذا التعقيد بعض الناس عن فهم جوهر الموضوع.
ولا نريد أن نغرق في التصنيفات أو نعقد الفهم، فجوهر الموضوع هو أن نتذكر دائماً أن هناك أهدافاً عامة، وهذه الأهداف لا يمكن تحقيقها دون تحويلها إلى خطوات إجرائية وأنشطة محددة. وإذا كانت الأهداف المرحلية قد تسبب لك بعض اللبس فاتركها لغيرها. لكن تذكر دائماً أن الهدف العام أقرب ما يكون إلى الأمنية أو الرغبة، ولا يمكن تحقيقه على الإطلاق دون تحويله وتصنيفه وتجزئته إلى أهداف إجرائية، كخطوات عمل وأنشطة يتم تنفيذها تأخذ في الحسبان معطيات الزمان والمكان.
خطوات تحديد الأهداف:
هناك عدة خطوات لا بد من مراعاتها عند تحديد الأهداف، وفيما يلي عرض لتلك الخطوات مدعماً ببعض الأمثلة.
الخطوة الأولى:
اكتب واحداً من الأهداف العامة التي ترغب في تحقيقها لثلاث السنوات القادمة.
على سبيل المثال يمكنك أن تكتب هذا الهدف: "أنا أحلم بامتلاك مسكن خاص عند تخرجي من الجامعة".
طالما أن لهذا الهدف أولوية لديك فهو هدف عام مناسب، ولكن يجب أن تكتبه بوضوح.
الخطوة الثانية:
فكّر ملياً بهذا الهدف وحلل طبيعته، لنعد إلى الهدف السابق: ماذا تقصد بسكن خاص؟ لا بد أن تكون لديك رؤية واضحة عن السكن المطلوب؛ أ شقة هو أو فيلا أو غير ذلك؟ أترغب في الشراء المباشر لسكن جاهز، أم تفضل أن تشتري الأرض وتقيم عليها السكن المناسب؟ ماذا عن طرق التمويل؟ هل يمكنك توفير السيولة اللازمة أم ستستعين بشركة تقسيط أو ب*****ات مصرفية.. الخ.
الخطوة الثالثة:
حدد مجموعة من الأهداف المرحلية التي تحقق الهدف العام، فمثلاً يمكنك تحديد أربعة أهداف مرحلية لتحقق الهدف العام السالف ذكره.
الأول: توفير ما يمكن من سيولة نقدية.
الثاني: شراء الأرض.
الثالث: عمل المخططات.
الرابع: الشروع بالبناء.
الخطوة الرابعة:
حدد الأهداف الإجرائية لكل هدف مرحلي.
فلو أخذنا الهدف المرحلي الأول (توفير ما يمكن من سيولة نقدية)، ما الوسائل أو الأمور الإجرائية التي يمكن أن تفعلها لتحقيق هذا الهدف؟
الهدف المرحلي الأول من الأمور الإجرائية التي يمكن أن تساهم في تحقيقه:
توفير نصف دخلي الشهري لفترة عام كامل.
بيع قطعة الأرض الصغيرة التي ورثتها عن والدي –رحمه الله-.
أخذ سلفة من أخي الأكبر في حالة عدم توفر السيولة النقدية اللازمة.
كما يُنصح بالتفكير في أمور إجرائية أخرى تساعدك على تحقيق الهدف المرحلي، وبالإضافة إلى ذلك تستمر في تحويل الأهداف المرحلية الأخرى إلى أهداف إجرائية، أي بعد توفير السيولة النقدية اللازمة يأتي الهدف المرحلي (شراء الأرض). ضع تصوراً لتحقيقه مثل: تحديد الموضع المرغوب لشراء الأرض، وإجراء الاتصالات والزيارات للمكاتب والشركات العقارية، وعمل الزيارات الميدانية للمواقع على الطبيعة... الخ، وكذلك الحال بالنسبة لعمل المخططات والشروع في البناء.
الخطوة الخامسة:
وهي وضع الأهداف الإجرائية (لكل الأهداف المرحلية) في برنامج زمني تُوضّح فيه جميع الأعمال المطلوبة، وتُحدّد فيه جميع تواريخ ومواعيد التنفيذ، فلو كان لديك ثلاث سنوات تبدأ من هذا الشهر – حسب أهدافك الإجرائية- فكم يكفي لتوفير السيولة، وكم تحتاج من الوقت لشراء الأرض؟ ومتى ستبدأ في إنجاز المخطط؟ ومتى ستسلم الأرض لمقاول البناء؟
إن وضع الأهداف العامة وتوضيحها وتحويلها إلى مرحلية وإجرائية وكتابة برنامج زمني لتنفيذها هو جوهر التخطيط للحياة الشخصية.
فالتخطيط يعتبر بالفعل ترجمة للأهداف العامة والرغبات والنوايا والأفكار، وتحويلها إلى أهداف مرحلية وأخرى إجرائية ووضعها في برنامج عمل محدد تختار فيه الوسائل والتواريخ والمواعيد.. الخ.
وعندما يقتنع الإنسان بالتخطيط ويمارسه مراراً وتكراراً، ويطور المهارات المتعلقة به ويتعود عليه، يبدأ في تحقيق أهدافه -بإذن الله- بطريقة سريعة ومنظمة، ويكتشف أبعاداً جديدة في حياته.
الخطوة السادسة:
وضع خطط عمل بديلة في حالة عدم التمكن من تحقيق الأهداف المرحلية أو عدم التمكن من تحقيق بعض الأهداف الإجرائية، بحيث يمكن الوصول إلى الهدف العام (النهائي) بطرق مختلفة.
ويُقصد بذلك أنه يمكن أن تتعرض للإخفاق في تحقيق بعض أهدافك المرحلية أو الإجرائية، فقد يعتذر أخوك في آخر لحظة عن تقديم القرض المطلوب لظروف طارئة، وقد يرتفع سعر الأرض في المنطقة المرغوبة بحيث يصعب شراؤها، لذلك قد تجد نفسك مجبراً على تعديل بعض خططك، وقد تجد فيلا صغيرة جميلة تناسبك فتشتريها بالتقسيط.. الخ.
الخطوة الأخيرة:
توثيق الخطة كتابة والبدء في التنفيذ دون تردّد، ومعاودة الرجوع إلى الخطة المكتوبة بين الفنية والأخرى لمعرفة ما يجب عمله والطريقة التي تعمل بها، وذلك لضمان التنفيذ والمتابعة والتذكّر والتقويم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما معيار النجاح في توضيح الأهداف وتحويلها إلى برنامج عمل؟
إن معيار النجاح في الأمر كله هو الشعور يومياً بأنك تخطو خطوة إلى الأمام – سواء كبرت أم صغرت- نحو تحقيق الهدف العام الذي تسعى من أجله.
منقول
الهدف: هو الأمر الذي يرغب الشخص في تحقيقه، وقد يكون الهدف عاماً أو خاصاً، كبيراً أو صغيراً، نافعاً أو ضاراً. وتعتمد طبيعة الهدف على وضع الشخص وقدراته واهتماماته. فإذا قال طالب في الثانوية: أرغب أن أكون طبيباً. فقد حدد هدفاً معيناً، وإذا قال موظف: أريد أن أبني مسكناً فقد حدد هدفاً معيناً، وإذا قال شخص: أرغب بتوثيق علاقتي مع ربي فهو كذلك قد حدد هدفاً، وقس على ذلك. وتُعدّ عملية وضع الأهداف وتحديدها مفتاح النجاح لحياة الإنسان؛ لأنها تضع أمام الإنسان مهمات وواجبات معينة، وتجبره على التفكير في طرق تحقيقها، ولذلك لا بد من التعلم والتدرب على وضع الأهداف واختيارها وتحويل الأهداف العامة إلى أهداف أكثر تحديداً ووضوحاً. وهناك هدف أساسي من حياة الإنسان على هذه الأرض، وهو عبادة الله. فهذا الهدف هو – بلا شك – هدف عام ولتطبيقه وترجمته إلى أرض الواقع يجب تصنيفه وتقسيمه إلى أهداف أكثر تحديداً. ولنأخذ من الأهداف الكثيرة التي يمكن تحديدها هدفاً مثل: المحافظة على الصلاة في وقتها. فهذا الهدف على الرغم من أنه أكثر تحديداً من الهدف العام (العبودية) إلاّ أنه لا يزال فيه شيء من العمومية. وفي الإمكان متابعة تصنيفه وتقسيمه إلى أهداف أكثر تحديداً، حتى نصل إلى ما يُعرف بالأهداف السلوكية الإجرائية التي تكون على شكل خطوات محددة أو أفعال معينة مثل: الذهاب إلى المسجد حال سماع الأذان، التصدق بمائة ريال عن كل صلاة لا تُصلّى في وقتها، فهذان الهدفان محددان وواضحان وإجرائيان، أي أنهما وما شابههما من الأهداف خطوات عملية محددة لترجمة المحافظة على الصلاة.
مستويات الأهداف:
هناك ثلاثة مستويات من الأهداف: أهداف عامة، وأهداف مرحلية، وأهداف سلوكية إجرائية. ولزيادة الإيضاح هناك بعض الأمثلة التي يمكن من خلالها التعرف على الأهداف العامة، وكيفية تحويلها إلى أهداف مرحلية وأخرى إجرائية.
فخذ على سبيل المثال هدفاً عاماً: رغبة رجل أعمال في تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح الحلال. يمكن أن نحدد بعض الأهداف المرحلية التي تحقق هذا الهدف العام فنقول – مثلاً-: إقامة مجمع تجاري في منطقة تجارية، وهذا الهدف المرحلي يُقسم إلى أهداف أكثر تحديداً (سلوكية وإجرائية) مثل شراء الأرض في غضون الشهرين القادمين، وعمل المخططات اللازمة في غضون ستة أشهر من تاريخ الشراء، وتسليمها لمقاول أو شركة بناء بعد انتهاء المخططات بشهر.. الخ.
وخذ هدفاً عاماً آخر: طالب في المرحلة الثانوية يرغب في الحصول على معدل ممتاز ليؤهله لدخول كلية الطب. قد يكون من الأهداف المرحلية لهذا الطالب أن ينظم وقته بطريقة جيدة بحيث يتابع مذاكرة دروسه، وحل واجباته بصفة مستمرة. وقد يختار الطالب بعض الأهداف الإجرائية مثل: مذاكرة كل درس قبل أن يشرحه المدرس، وتوزيع وقت المذاكرة على المواد الصعبة لكل مادة ساعة يومياً. تحديد موعد أسبوعي مع مدرسي بعض المواد لتعزيز المذاكرة والفهم وأخذ توجيهات المدرسين.. الخ.
والتفريق بين هذه المستويات من الأهداف أمر في غاية الصعوبة على الإنسان العادي، وقد يعوق هذا التعقيد بعض الناس عن فهم جوهر الموضوع.
ولا نريد أن نغرق في التصنيفات أو نعقد الفهم، فجوهر الموضوع هو أن نتذكر دائماً أن هناك أهدافاً عامة، وهذه الأهداف لا يمكن تحقيقها دون تحويلها إلى خطوات إجرائية وأنشطة محددة. وإذا كانت الأهداف المرحلية قد تسبب لك بعض اللبس فاتركها لغيرها. لكن تذكر دائماً أن الهدف العام أقرب ما يكون إلى الأمنية أو الرغبة، ولا يمكن تحقيقه على الإطلاق دون تحويله وتصنيفه وتجزئته إلى أهداف إجرائية، كخطوات عمل وأنشطة يتم تنفيذها تأخذ في الحسبان معطيات الزمان والمكان.
خطوات تحديد الأهداف:
هناك عدة خطوات لا بد من مراعاتها عند تحديد الأهداف، وفيما يلي عرض لتلك الخطوات مدعماً ببعض الأمثلة.
الخطوة الأولى:
اكتب واحداً من الأهداف العامة التي ترغب في تحقيقها لثلاث السنوات القادمة.
على سبيل المثال يمكنك أن تكتب هذا الهدف: "أنا أحلم بامتلاك مسكن خاص عند تخرجي من الجامعة".
طالما أن لهذا الهدف أولوية لديك فهو هدف عام مناسب، ولكن يجب أن تكتبه بوضوح.
الخطوة الثانية:
فكّر ملياً بهذا الهدف وحلل طبيعته، لنعد إلى الهدف السابق: ماذا تقصد بسكن خاص؟ لا بد أن تكون لديك رؤية واضحة عن السكن المطلوب؛ أ شقة هو أو فيلا أو غير ذلك؟ أترغب في الشراء المباشر لسكن جاهز، أم تفضل أن تشتري الأرض وتقيم عليها السكن المناسب؟ ماذا عن طرق التمويل؟ هل يمكنك توفير السيولة اللازمة أم ستستعين بشركة تقسيط أو ب*****ات مصرفية.. الخ.
الخطوة الثالثة:
حدد مجموعة من الأهداف المرحلية التي تحقق الهدف العام، فمثلاً يمكنك تحديد أربعة أهداف مرحلية لتحقق الهدف العام السالف ذكره.
الأول: توفير ما يمكن من سيولة نقدية.
الثاني: شراء الأرض.
الثالث: عمل المخططات.
الرابع: الشروع بالبناء.
الخطوة الرابعة:
حدد الأهداف الإجرائية لكل هدف مرحلي.
فلو أخذنا الهدف المرحلي الأول (توفير ما يمكن من سيولة نقدية)، ما الوسائل أو الأمور الإجرائية التي يمكن أن تفعلها لتحقيق هذا الهدف؟
الهدف المرحلي الأول من الأمور الإجرائية التي يمكن أن تساهم في تحقيقه:
توفير نصف دخلي الشهري لفترة عام كامل.
بيع قطعة الأرض الصغيرة التي ورثتها عن والدي –رحمه الله-.
أخذ سلفة من أخي الأكبر في حالة عدم توفر السيولة النقدية اللازمة.
كما يُنصح بالتفكير في أمور إجرائية أخرى تساعدك على تحقيق الهدف المرحلي، وبالإضافة إلى ذلك تستمر في تحويل الأهداف المرحلية الأخرى إلى أهداف إجرائية، أي بعد توفير السيولة النقدية اللازمة يأتي الهدف المرحلي (شراء الأرض). ضع تصوراً لتحقيقه مثل: تحديد الموضع المرغوب لشراء الأرض، وإجراء الاتصالات والزيارات للمكاتب والشركات العقارية، وعمل الزيارات الميدانية للمواقع على الطبيعة... الخ، وكذلك الحال بالنسبة لعمل المخططات والشروع في البناء.
الخطوة الخامسة:
وهي وضع الأهداف الإجرائية (لكل الأهداف المرحلية) في برنامج زمني تُوضّح فيه جميع الأعمال المطلوبة، وتُحدّد فيه جميع تواريخ ومواعيد التنفيذ، فلو كان لديك ثلاث سنوات تبدأ من هذا الشهر – حسب أهدافك الإجرائية- فكم يكفي لتوفير السيولة، وكم تحتاج من الوقت لشراء الأرض؟ ومتى ستبدأ في إنجاز المخطط؟ ومتى ستسلم الأرض لمقاول البناء؟
إن وضع الأهداف العامة وتوضيحها وتحويلها إلى مرحلية وإجرائية وكتابة برنامج زمني لتنفيذها هو جوهر التخطيط للحياة الشخصية.
فالتخطيط يعتبر بالفعل ترجمة للأهداف العامة والرغبات والنوايا والأفكار، وتحويلها إلى أهداف مرحلية وأخرى إجرائية ووضعها في برنامج عمل محدد تختار فيه الوسائل والتواريخ والمواعيد.. الخ.
وعندما يقتنع الإنسان بالتخطيط ويمارسه مراراً وتكراراً، ويطور المهارات المتعلقة به ويتعود عليه، يبدأ في تحقيق أهدافه -بإذن الله- بطريقة سريعة ومنظمة، ويكتشف أبعاداً جديدة في حياته.
الخطوة السادسة:
وضع خطط عمل بديلة في حالة عدم التمكن من تحقيق الأهداف المرحلية أو عدم التمكن من تحقيق بعض الأهداف الإجرائية، بحيث يمكن الوصول إلى الهدف العام (النهائي) بطرق مختلفة.
ويُقصد بذلك أنه يمكن أن تتعرض للإخفاق في تحقيق بعض أهدافك المرحلية أو الإجرائية، فقد يعتذر أخوك في آخر لحظة عن تقديم القرض المطلوب لظروف طارئة، وقد يرتفع سعر الأرض في المنطقة المرغوبة بحيث يصعب شراؤها، لذلك قد تجد نفسك مجبراً على تعديل بعض خططك، وقد تجد فيلا صغيرة جميلة تناسبك فتشتريها بالتقسيط.. الخ.
الخطوة الأخيرة:
توثيق الخطة كتابة والبدء في التنفيذ دون تردّد، ومعاودة الرجوع إلى الخطة المكتوبة بين الفنية والأخرى لمعرفة ما يجب عمله والطريقة التي تعمل بها، وذلك لضمان التنفيذ والمتابعة والتذكّر والتقويم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما معيار النجاح في توضيح الأهداف وتحويلها إلى برنامج عمل؟
إن معيار النجاح في الأمر كله هو الشعور يومياً بأنك تخطو خطوة إلى الأمام – سواء كبرت أم صغرت- نحو تحقيق الهدف العام الذي تسعى من أجله.
منقول