ابراهيم العناني
14 - 10 - 2010, 01:16 PM
آداب التعامل بين الزوجين
المقدمة
ال**** لا يكون آية من آيات الله ولا يكون عشا للسعادة ولا مركزا للتربية إلا إذا كان قائما على المودة والرحمة، أما المودة فهي أعلى درجات الحب ولا تكون كذلك إلا إذا كانت قائمة على غير المصالح الشخصية، والحياة الزوجية تحتاج للمودة من الزوجين وخاصة من الزوجة تجاه زوجها ومن هنا وجه النبي صلى الله عليه وسلم الباحثين عن زوجة بقوله ) تزوجوا الودود الولود) ، وكلما كان أحد الزوجين أكثر حبا للآخر كان أكثر ودا لشريك حياته، ومن هنا كان أهل الجنة قد جعل الله لهم عنده ودا.
والمودة فيها جانب مرتبط بطبيعة الإنسان لكن الجانب الأكبر والأعم والأغلب منها مكتسب ويمكن التطبع به لأنه مرتبط بكلام طيب من اللسان والمعاملة الطيبة
أما الرحمة فهي بالدرجة الثانية بعد المودة ، لكن الرحمة قد توجد وإن لم يكن الود موجودا وكما قيل : ليس كل البيوت قائمة على الحب، والرحمة صفة مرتبطة بإنسانية الإنسان ومرتبطة بأخلاقه التي جبل عليها والتي راض نفسه عليها ودربها عليه.
ويمكن تحقيق المودة والرحمة بين الزوجين من خلال تربيتهما النظرية والعملية عليهما ومن خلال الأسوة الحسنة ومن خلال ربط حياتهما بطاعة الله تعالى وجعله سبحانه الحكم بينهما عبر الكتاب والسنة
إن أداء الحق الزوجي لوحده غير كافٍ للوصول إلى أرقى مستويات العلاقة الوطيدة بين الطرفين طالما لم يتحلّ كل منهما بالآداب الإسلامية البيتية، والعلة في ذلك أن القيام بالآداب يلعب دوراً هاماً في تنمية عوامل المودة والاستمرار ويثمر في شتّى مجالات الحياة الزوجية ليبلغ بها أجمل صورة ممكن أن تكون عليها، وقد أعدّ اللَّه تعالى على تلك الآداب ثواباً جزيلاً وحثّ على الالتزام بها وسوف اتناول في بحثي هذا اداب التعامل مع الزوجين .
مظاهر الاحترام بين الزوجين
1- التشاور قبل اتخاذ القرار
2- السماح لكل منهما بالتعبير عن رأيه
3- تقدير كل منهما اهتمامات الآخر وهواياته
4- الاعتذار للآخر عند الخطأ
2- التعاون
3- التجاوز وغض الطرف
4- حفظ الأسرار
5- إظهار المشاعر العاطفية
6- إحسان الظن
آداب تعامل الزوجة مع الزوج
يجمل من الزوجة أن تتحلى بالأمور التالية:
أولاً: خدمة زوجها
جاء عن النبي صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر اللَّه إليها ومن نظر اللَّه إليه. لم يعذّبه"1.
وفي الحديث:
"ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها"4.
ثانياً: الصبر على أذيته
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم"5.
ثالثاً: اظهار المودة له في أقوالها وأفعالها
ويترك هذا الأمر أثراً كبيراً في دوام السعادة والراحة في بيت الزوجية حيث ينع** بشكل إيجابي على حياة الزوج في داخل الأسرة وخارجها ويصل إلى مكان عمله فيقوم بوظيفته مع راحة نفسية وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسكينة وقد وعد اللَّه تعالى الزوجة الصالحة التي تحسن المعاملة مع زوجها وتراعي الأسباب التي تدعو إلى راحته وتخفيف الهموم عنه بشيء يفوق تصورها وهو أن بشّرها بالجنة.
في الحديث عن النبي علية الصلاة و السلام أنه قال:
"جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً"7.
رابعاً: معاونته في الدين والعبادة
في الحديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها اللَّه من الثواب ما يعطي امرأة أيوب عليه السلام"8.
خامساً: التجمّل له، واظهار الهيئة الحسنة لها في عينه والابتعاد عما ينفّره ولا يوافق ذوقه مع معرفتها لما يرغب فيه وما يرغب عنه.
وفيما ورد:
"... لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهنّ: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته9 ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها، واظهار العشق له بالخلابة10. والهيئة الحسنة لها في عينه"11.
آداب تعامل الزوج مع الزوجة
أولاً: إطعامها بيده.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته"12.
ثانياً: الجلوس معها.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"13.
ثالثاً: خدمة البيت معها.
ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت علي وفاطمة عليهما السلام حيث روي عن علي عليه السلام قوله:
"دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبّيك يا رسول اللَّه، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه اللَّه من الثواب ما
أعطاه اللَّه الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب اللَّه اسمه في ديوان الشهداء، وكتب اللَّه له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه اللَّه تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار ي**وهم، وألف فرس يوجهه في سبيل اللَّه، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل وال**ور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفىء غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد اللَّه به خير الدنيا والآخرة"14.
رابعاً: الصبر على سوء خلقها.
في الحديث:
"من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"15.
خامساً: أن يوسع عليها في النفقة ما دام قادراً لكن لا يبلغ حد الإسراف.
سادساً: التجاوز عن عثراتها.
من الممكن أن تخطىء المرأة كما الرجل فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها وإلحاق الأذية بها بل على الع** تماماً فليكن لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة فقد تقدم في بعض الأحاديث قوله عليه السلام:
"وإن جهلت غفر لها".
وإلا فإن الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية وتستقر به العشرة.
خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"17.
سابعاً: استمالة قلبها
وهي تتم بأمور:
أولاً: التجمّل لها وابداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكد الإسلام على التنظيف والأناقة وتزين الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه كما أن عليها ذلك في قباله.
عن الحسن بن جهم أنه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال عليه السلام:
"نعم إن الهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أ****هن التهيئة ثم قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا قال: فهو ذاك"18.
ثانياً: التوسعة عليها بالنفقة.
ثالثاً: المعاشرة الجميلة.
"لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها،
واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها"19.
رابعاً: خطاب المودّة
حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله:
"قول الرجل للمرأة إني أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"20.
وبالإمكان في ختام تعداد هذه الحقوق أن نضع ميزاناً توزن به الشخصية المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة أو التقصير بها وبالخصوص مع الالتفات إلى قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"ألا خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي"21.
وفي رواية أخرى: "ألا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"22.
وصية أمامة التغلبيّة
"نصحت سيدة من سيدات العرب وهي(أمامة التغلبية( ابنتها )أم إياس بنت عوف)وكان ذلك قبل زفافها، فقالت لها:
"يا بنيّة لو كانت الوصية تترك لفضل أدب، أو لتقدم حسب، لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك، ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل.
يا بنيّة لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنت أغنى الناس عن ذلك، ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا.
يا بنيّة إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني أمة يكن لك عبداً. واحفظي مني خصالاً عشراً يكنّ لك ذكراً وذخراً.
أما الأولى والثانية: فالصحبة والقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فالتعهد لموضع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا أطيب ريح.
واعلمي يا بنيّة أن الماء أطيب الطيب المفقود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله، والرعاية لحشمه وعياله فإن حفظ المال أصل التقدير، والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سراً، ولا تعصين له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
واتقي من ذلك الفرح كله إن كان ترحاً، والاكتئاب إن كان فرحاً. فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير. وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة.
واعلمي يا بنيّة أنك لا تدربين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت. واللَّه يضع لك الخير وأستودعك اللَّه".
المقدمة
ال**** لا يكون آية من آيات الله ولا يكون عشا للسعادة ولا مركزا للتربية إلا إذا كان قائما على المودة والرحمة، أما المودة فهي أعلى درجات الحب ولا تكون كذلك إلا إذا كانت قائمة على غير المصالح الشخصية، والحياة الزوجية تحتاج للمودة من الزوجين وخاصة من الزوجة تجاه زوجها ومن هنا وجه النبي صلى الله عليه وسلم الباحثين عن زوجة بقوله ) تزوجوا الودود الولود) ، وكلما كان أحد الزوجين أكثر حبا للآخر كان أكثر ودا لشريك حياته، ومن هنا كان أهل الجنة قد جعل الله لهم عنده ودا.
والمودة فيها جانب مرتبط بطبيعة الإنسان لكن الجانب الأكبر والأعم والأغلب منها مكتسب ويمكن التطبع به لأنه مرتبط بكلام طيب من اللسان والمعاملة الطيبة
أما الرحمة فهي بالدرجة الثانية بعد المودة ، لكن الرحمة قد توجد وإن لم يكن الود موجودا وكما قيل : ليس كل البيوت قائمة على الحب، والرحمة صفة مرتبطة بإنسانية الإنسان ومرتبطة بأخلاقه التي جبل عليها والتي راض نفسه عليها ودربها عليه.
ويمكن تحقيق المودة والرحمة بين الزوجين من خلال تربيتهما النظرية والعملية عليهما ومن خلال الأسوة الحسنة ومن خلال ربط حياتهما بطاعة الله تعالى وجعله سبحانه الحكم بينهما عبر الكتاب والسنة
إن أداء الحق الزوجي لوحده غير كافٍ للوصول إلى أرقى مستويات العلاقة الوطيدة بين الطرفين طالما لم يتحلّ كل منهما بالآداب الإسلامية البيتية، والعلة في ذلك أن القيام بالآداب يلعب دوراً هاماً في تنمية عوامل المودة والاستمرار ويثمر في شتّى مجالات الحياة الزوجية ليبلغ بها أجمل صورة ممكن أن تكون عليها، وقد أعدّ اللَّه تعالى على تلك الآداب ثواباً جزيلاً وحثّ على الالتزام بها وسوف اتناول في بحثي هذا اداب التعامل مع الزوجين .
مظاهر الاحترام بين الزوجين
1- التشاور قبل اتخاذ القرار
2- السماح لكل منهما بالتعبير عن رأيه
3- تقدير كل منهما اهتمامات الآخر وهواياته
4- الاعتذار للآخر عند الخطأ
2- التعاون
3- التجاوز وغض الطرف
4- حفظ الأسرار
5- إظهار المشاعر العاطفية
6- إحسان الظن
آداب تعامل الزوجة مع الزوج
يجمل من الزوجة أن تتحلى بالأمور التالية:
أولاً: خدمة زوجها
جاء عن النبي صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر اللَّه إليها ومن نظر اللَّه إليه. لم يعذّبه"1.
وفي الحديث:
"ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها"4.
ثانياً: الصبر على أذيته
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسيا بنت مزاحم"5.
ثالثاً: اظهار المودة له في أقوالها وأفعالها
ويترك هذا الأمر أثراً كبيراً في دوام السعادة والراحة في بيت الزوجية حيث ينع** بشكل إيجابي على حياة الزوج في داخل الأسرة وخارجها ويصل إلى مكان عمله فيقوم بوظيفته مع راحة نفسية وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسكينة وقد وعد اللَّه تعالى الزوجة الصالحة التي تحسن المعاملة مع زوجها وتراعي الأسباب التي تدعو إلى راحته وتخفيف الهموم عنه بشيء يفوق تصورها وهو أن بشّرها بالجنة.
في الحديث عن النبي علية الصلاة و السلام أنه قال:
"جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً"7.
رابعاً: معاونته في الدين والعبادة
في الحديث عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها اللَّه من الثواب ما يعطي امرأة أيوب عليه السلام"8.
خامساً: التجمّل له، واظهار الهيئة الحسنة لها في عينه والابتعاد عما ينفّره ولا يوافق ذوقه مع معرفتها لما يرغب فيه وما يرغب عنه.
وفيما ورد:
"... لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهنّ: صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته9 ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّة تكون منها، واظهار العشق له بالخلابة10. والهيئة الحسنة لها في عينه"11.
آداب تعامل الزوج مع الزوجة
أولاً: إطعامها بيده.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى في امرأته"12.
ثانياً: الجلوس معها.
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"جلوس المرء عند عياله أحب إلى اللَّه تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا"13.
ثالثاً: خدمة البيت معها.
ويكفيك شاهداً ما جرى في بيت علي وفاطمة عليهما السلام حيث روي عن علي عليه السلام قوله:
"دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام جالسة عند القدر وأنا أنقّي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبّيك يا رسول اللَّه، قال: اسمع، وما أقول إلا ما أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه، عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه اللَّه من الثواب ما
أعطاه اللَّه الصابرين، وداود النبي ويعقوب وعيسى عليهم السلام، يا علي من كان في خدمة عياله في البيت ولم يأنف، كتب اللَّه اسمه في ديوان الشهداء، وكتب اللَّه له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة، وأعطاه اللَّه تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة البيت، خير من عبادة ألف سنة، وألف حج، وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة، وألف غزوة، وألف مريض عاده، وألف جمعة، وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم، وألف عار ي**وهم، وألف فرس يوجهه في سبيل اللَّه، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل وال**ور والفرقان، ومن ألف أسير اشتراها فأعتقها، وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر، ويطفىء غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات، يا علي، لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد اللَّه به خير الدنيا والآخرة"14.
رابعاً: الصبر على سوء خلقها.
في الحديث:
"من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"15.
خامساً: أن يوسع عليها في النفقة ما دام قادراً لكن لا يبلغ حد الإسراف.
سادساً: التجاوز عن عثراتها.
من الممكن أن تخطىء المرأة كما الرجل فلا يكون ذلك مدعاة للعنف معها وإلحاق الأذية بها بل على الع** تماماً فليكن لما هو أقرب للتقوى من العفو والرحمة وإقالة العثرة فقد تقدم في بعض الأحاديث قوله عليه السلام:
"وإن جهلت غفر لها".
وإلا فإن الوقوف عند كل صغيرة لا يمكن أن تستمر معه الحياة الزوجية وتستقر به العشرة.
خصوصاً مع التوصية الواردة في حقّها حيث قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"17.
سابعاً: استمالة قلبها
وهي تتم بأمور:
أولاً: التجمّل لها وابداء الهيئة الحسنة في عينها حيث يؤكد الإسلام على التنظيف والأناقة وتزين الزوج لزوجته بما يتناسب معها وترضاه كما أن عليها ذلك في قباله.
عن الحسن بن جهم أنه قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام اختضب فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال عليه السلام:
"نعم إن الهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أ****هن التهيئة ثم قال: أيسرّك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا قال: فهو ذاك"18.
ثانياً: التوسعة عليها بالنفقة.
ثالثاً: المعاشرة الجميلة.
"لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها،
واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها"19.
رابعاً: خطاب المودّة
حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله:
"قول الرجل للمرأة إني أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً"20.
وبالإمكان في ختام تعداد هذه الحقوق أن نضع ميزاناً توزن به الشخصية المؤمنة عبر أدائها للحقوق المفروضة أو التقصير بها وبالخصوص مع الالتفات إلى قول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:
"ألا خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي"21.
وفي رواية أخرى: "ألا خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"22.
وصية أمامة التغلبيّة
"نصحت سيدة من سيدات العرب وهي(أمامة التغلبية( ابنتها )أم إياس بنت عوف)وكان ذلك قبل زفافها، فقالت لها:
"يا بنيّة لو كانت الوصية تترك لفضل أدب، أو لتقدم حسب، لزويت ذلك عنك ولأبعدته منك، ولكنها تذكرة للعاقل ومنبهة للغافل.
يا بنيّة لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنت أغنى الناس عن ذلك، ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا.
يا بنيّة إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت، والعش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني أمة يكن لك عبداً. واحفظي مني خصالاً عشراً يكنّ لك ذكراً وذخراً.
أما الأولى والثانية: فالصحبة والقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، فإن في القناعة راحة القلب، وفي حسن المعاشرة مرضاة الرب.
وأما الثالثة والرابعة: فالتعهد لموضع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم أنفه منك إلا أطيب ريح.
واعلمي يا بنيّة أن الماء أطيب الطيب المفقود.
وأما الخامسة والسادسة: فالتعهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله، والرعاية لحشمه وعياله فإن حفظ المال أصل التقدير، والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سراً، ولا تعصين له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
واتقي من ذلك الفرح كله إن كان ترحاً، والاكتئاب إن كان فرحاً. فإن الأولى من التقصير، والثانية من التكدير. وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك مرافقة.
واعلمي يا بنيّة أنك لا تدربين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك، وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت. واللَّه يضع لك الخير وأستودعك اللَّه".