ابولمى
28 - 5 - 2004, 04:25 AM
التربية وما أدراك ما التربية، خطر جسيم، وخطبٌ عظيم، أرَّق أعين العقلاء، وأسهب في الحديث عنه العلماء، وتفنن في وصفه الأدباء، وغفل عنه الكثير من الآباء، انظروا إلى الأبناء في عزوفهم عن القراءة والتعلم وانظروا إليهم وهم يتجمهرون في ساحات الانتحار أعني بها ساحات التفحيط وانظروا إليهم وهم يتسمرون أمام شاشات التلفاز يتابعون بشغف شديد برنامجاً أترفع هنا عن ذكره، وانظروا إليهم وهم يتفننون في قصات شعورهم الغريبة المنكرة وانظروا إليهم وهم يرتدون ملابس تنافي تعاليم الشرع الحنيف وتخالف عادات المجتمع الأصل.
ولا ريب أن كل أب على ظهر هذه البسيطة عندنا نحن المسلمين لا يألوا جهداً ولا يدخر وسعاً في تربية ابنه التربية الإسلامية الصحيحة لولا الاهمال والتكاسل والانشغال والتقاعس من بعض الآباء، فكم من يتيم فقد أباه خاض معترك الحياة يقاسي الألم والحرمان فإذا به أصبح رجلاً ذا شأن كبير وامرءا ذا مكانة عالية في مجتمعه وبين أقرانه الذين تنعموا بوجود آبائهم بين ظهرانيهم ولله در أمير الشعراء حين قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من
همِّ الحياة وخلّفاه ذليلا
ان اليتيمَ هو الذي تلقى له
أماً تخلّت أو أبا مشغولاً
فهناك - مع الأسف الشديد فئام من الناس تضع الانجاب فقط ولا شيء سواه نصب أعينها وشغلها الشاغل ناسية أو متناسية دور التربية وأهمية التنشئة فلا أكثر الله من هذه الفئة بيننا.
وما دعاني إلى ما أسطره الساعة إلا منظران شاهدتهما بأم عيني يندي لهما الجبين أسفاً وندماً وتبكي من رؤيتهما العين حرقة وألماً أولهما: أب يصطحب فلذة كبده إلى المدرسة بجواره في مقعد السيارة يقود هذا الأب سيارته قيادة عشوائية رامياً بأنظمة المرور وحسن المعاملة عرض الحائط فأسألكم بالله كيف ستكون قيادة هذا الابن مستقبلاً وهو يرى والده يفعل ذلك:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوّده أبوه
أما المنظر الثاني فهو أشنع من سابقه وأفظع فلقد رأيت طفلين صغيرين لا يتجاوزان الثانية عشرة من العمر يمسك أحدهما ببقايا سيجارة مرمية على الأرض يحاول أن يشعلها والثاني يرى ما يفعل صاحبه فتساءلت مع نفسي أين والدا هذين الطفلين؟!
وكم من أب يسهر ليله مع نهاره يربي ابنه التربية الإسلامية المثلى فإذا ما شب الابن وترعرع وخالط الناس وعاشر الأجناس دمرت هذه المخالطة ونقضت تلك المعاشرة في لحظات ما صنعه الأب في سنوات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما عن الحفل فلا يخفى على ذي لب، ولا يغيب عن صاحب مبدأ، ولكن ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. الحل يا سادة يا كرام من وجهة نظري الخاصة والمتواضعة يكمن في أمرين أبدأ بالمهم منهما ثم أعرّج على الأهم.
فالمهم هو "الاقتداء" فعلى كل أب أن يكون قدوة حسنة لابنه فالابن بطبيعته مقلد لوالده إلا ما ندر فالقدوة الحسنة هي القاسم المشترك مع تعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل، فماذا تتوقعون من ابن يرى أباه مدخناً أو متابعاً للطبق الفضائي وأنا هنا لست بصدد الحديث عن التدخين ولا عن "الدش" فالحرام بيّن والحلال بيّن وكل راع مسؤول عن رعيته: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}.
أما الأهم؛ فمن يريد أن يربي أبناءه التربية الحسنة وينشئهم النشأة الصحيحة وبغض النظر عن الأساليب والطرق الحديثة للتربية المشاهد منها والمقروء على من يريد ذلك عليه أن يلزم الدعاء ويكثر منه صباح مساء رافعاً أكف الضراعة لخالق السماء سائلاً إياه أن يصلح العطاء فلقد سُئل رجل عن سبب صلاح أبنائه جميعهم فأجاب قائلاً: لا أعرف سبباً بعينه لكني لم أسجد لله سجدة إلا دعوته كما رزقني هذه الذرية أن يصلحها بين العباد ويهديها سبيل الرشاد: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أ****نا وذرياتنا غرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}.
معشر الآباء هذا ما لدي صغته في رسالة قصيرة، وعبر كلمة يسيرة لعلها تصل إلى مسامعكم مروراً بقلوبكم وانتهاء بعقولكم، معشر الآباء الأم وحدها لا تكفي والمدرسة بمفردها لا تغني فالله في أولادكم الله في أولادكم الله في أولادكم
ولا ريب أن كل أب على ظهر هذه البسيطة عندنا نحن المسلمين لا يألوا جهداً ولا يدخر وسعاً في تربية ابنه التربية الإسلامية الصحيحة لولا الاهمال والتكاسل والانشغال والتقاعس من بعض الآباء، فكم من يتيم فقد أباه خاض معترك الحياة يقاسي الألم والحرمان فإذا به أصبح رجلاً ذا شأن كبير وامرءا ذا مكانة عالية في مجتمعه وبين أقرانه الذين تنعموا بوجود آبائهم بين ظهرانيهم ولله در أمير الشعراء حين قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من
همِّ الحياة وخلّفاه ذليلا
ان اليتيمَ هو الذي تلقى له
أماً تخلّت أو أبا مشغولاً
فهناك - مع الأسف الشديد فئام من الناس تضع الانجاب فقط ولا شيء سواه نصب أعينها وشغلها الشاغل ناسية أو متناسية دور التربية وأهمية التنشئة فلا أكثر الله من هذه الفئة بيننا.
وما دعاني إلى ما أسطره الساعة إلا منظران شاهدتهما بأم عيني يندي لهما الجبين أسفاً وندماً وتبكي من رؤيتهما العين حرقة وألماً أولهما: أب يصطحب فلذة كبده إلى المدرسة بجواره في مقعد السيارة يقود هذا الأب سيارته قيادة عشوائية رامياً بأنظمة المرور وحسن المعاملة عرض الحائط فأسألكم بالله كيف ستكون قيادة هذا الابن مستقبلاً وهو يرى والده يفعل ذلك:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوّده أبوه
أما المنظر الثاني فهو أشنع من سابقه وأفظع فلقد رأيت طفلين صغيرين لا يتجاوزان الثانية عشرة من العمر يمسك أحدهما ببقايا سيجارة مرمية على الأرض يحاول أن يشعلها والثاني يرى ما يفعل صاحبه فتساءلت مع نفسي أين والدا هذين الطفلين؟!
وكم من أب يسهر ليله مع نهاره يربي ابنه التربية الإسلامية المثلى فإذا ما شب الابن وترعرع وخالط الناس وعاشر الأجناس دمرت هذه المخالطة ونقضت تلك المعاشرة في لحظات ما صنعه الأب في سنوات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما عن الحفل فلا يخفى على ذي لب، ولا يغيب عن صاحب مبدأ، ولكن ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. الحل يا سادة يا كرام من وجهة نظري الخاصة والمتواضعة يكمن في أمرين أبدأ بالمهم منهما ثم أعرّج على الأهم.
فالمهم هو "الاقتداء" فعلى كل أب أن يكون قدوة حسنة لابنه فالابن بطبيعته مقلد لوالده إلا ما ندر فالقدوة الحسنة هي القاسم المشترك مع تعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل، فماذا تتوقعون من ابن يرى أباه مدخناً أو متابعاً للطبق الفضائي وأنا هنا لست بصدد الحديث عن التدخين ولا عن "الدش" فالحرام بيّن والحلال بيّن وكل راع مسؤول عن رعيته: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}.
أما الأهم؛ فمن يريد أن يربي أبناءه التربية الحسنة وينشئهم النشأة الصحيحة وبغض النظر عن الأساليب والطرق الحديثة للتربية المشاهد منها والمقروء على من يريد ذلك عليه أن يلزم الدعاء ويكثر منه صباح مساء رافعاً أكف الضراعة لخالق السماء سائلاً إياه أن يصلح العطاء فلقد سُئل رجل عن سبب صلاح أبنائه جميعهم فأجاب قائلاً: لا أعرف سبباً بعينه لكني لم أسجد لله سجدة إلا دعوته كما رزقني هذه الذرية أن يصلحها بين العباد ويهديها سبيل الرشاد: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أ****نا وذرياتنا غرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}.
معشر الآباء هذا ما لدي صغته في رسالة قصيرة، وعبر كلمة يسيرة لعلها تصل إلى مسامعكم مروراً بقلوبكم وانتهاء بعقولكم، معشر الآباء الأم وحدها لا تكفي والمدرسة بمفردها لا تغني فالله في أولادكم الله في أولادكم الله في أولادكم