عبدالرحمن الدويرج
14 - 1 - 2011, 04:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المدير..
كن على مسافة واحدة من جميع موظفيك
إعداد: حسام الدين نادر
تُعَدّ المنظَّمات الإدارية وفقاً للاتجاهات المعاصِرة في الإدارة منظَّمات اجتماعية، يُشكِّل الإنسان فيها العنصر الأول الذي يُعبِّر عن حيويتها وتفاعلُها، وبقدر ما يبذل الإنسان من جهد في أدائه وما يظهره من فعالية، فإنه ينع** على فعالية المنظَّمة..
وإنّ التكوين الاجتماعيّ الذي تضمّه منظَّمات اليوم أصبح موضوع اهتمام الباحثين في مجال السلوك الإنسانيّ، فقد بذل المهتمّون بالبحوث السلوكية كل اهتمامهم لمعرفة الجوانب المختلِفة في سلوكيات أفراد التنظيم، وظهر الكثير من النتائج التي تبرهن على أهمية الاهتمام بالفرد والبحث عن مختلِف الجوانب التي تحقِّق له الظروف التي يستطيع من خلالها تقديم الأداء الذي يعود بالفائدة على كلٍّ من الفرد والتنظيم.
إن المنظَّمات الإدارية لا تعمل في فراغ، فهي تمارس نشاطاتها المختلِفة في ظلّ علاقات مُتشابِكة بين الأفراد بعضهم ببعض، تجمعهم مصالح متبايِنة منها ما يخصّ التنظيم بالإضافة إلى المصالح الشخصية، ولاختلاف طبيعة هذه المصالح بالإضافة إلى ما يوجد من فروقات فردية بين الأفراد، فإنّ الديناميكية التي ستعمل بها المنظَّمة قد تُوقِعها في بعض الصراعات التي تنشأ نتيجة لقيام الأفراد بأدوارهم المختلِفة؛ لذلك فإنه من الطبيعيّ أن يواجه الفرد الكثير من صور الصراع المتبايِنة، فقد يواجه صراعاً مع ذاته، بين طموحاته وقدراته واستعداداته، كما قد يُعانِي من صراع نتيجة لعلاقاته مع الآخَرين أو بسبب الأنظمة الإدارية التي يتعامل معها، كما قد يُواجِه أيضاً صراعات مع البيئة الخارجية نتيجة لإفرازات الأنظمة الاجتماعية البيئية المختلفة.
القيادة المستبصرة
من ذلك نلاحظ أن القيادة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخَرين من أجل تحقيق إنجازات متميِّزة وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فَهْم الوضع الحاليّ وما يؤثِّر فيه من مُستجدّات كما تكون قادرة على فَهْم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها..
فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خُطَطها، أبدعت أساليب متطوِّرة وغيَّرت من خُطَطها لخلق ظروف أفضل للنجاح.
إنّ هذا النوع من القيادة يكون مُستبصراً للمستقبل آخِذاً بالحسبان إنجازاته في الماضي، فهذا النوع من القيادة كقائد السيارة، ينظر في معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفيْنة والأخرى في المرآة ليرى ما خلَّف وراءه.
هذه القيادة تكون قادرة بكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة نفسها بأُناس قادرين على مدّ يد العون *****اعدة لها في أيّ وقت لإتمام الخُطَط التي وضعتْها، وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسة وهم الفِرَق التي تحقِّق النجاح لها بشكل خاصّ وللمؤسَّسة التي يعملون فيها بشكل عامّ، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه الفرق على الهدف الخاصّ لكل فرد من أفراد الفريق؛ إذْ إنّ وجود الفِرَق يؤدِّي إلى طمأنة الأفراد خاصّة عندما يخرجون من نطاق "منطقة الراحة" التي تعوّدوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا داخل هذه المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.
القيادة المستبصِرة تُخرج أفراد الفِرَق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصّنوا بالبصيرة وسَعة الأُفُق والتدرُّب على العمل بفعالية أكبر مع بعضهم، فنجد أنّ العمل خارج منطقة الراحة يضع الفِرَق أمام تحدٍّ لانفعالاتهم ومَقْدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.
بين الإدارة.. والموظفين
إن أساس تكوين العلاقات الجيِّدة أو السيِّئة ينبُع من الإدارة، وطريقة تعاملها مع الموظَّفين وأسلوبها في التوجيه والتقييم، فمعاملة المدير العادِلة والمنصِفة للمُجتهِد وال**ول ستنع** على الموظَّف وبالتالي على إنتاجيته وانتمائه لعمله؛ لذلك لا بدَّ من وضع أُطُر قانونية تكفُل حقوق العاملين وتحدِّد أدوارهم وتوفِّر لهم قنوات الاعتراض والاحتجاج على سلوك قد يعتقدون أنه غير عادل في حقهم.
من جِهة أخرى نجد أن ربّ العمل قدوة للموظَّفين في العمل والإنتاجية، فهو المشغل الأساسيّ الذي يدفع بهم إلى التطوُّر والنجاح، من خلال مراقبة أدائهم بطريقة تشاركية بعيدة عن العنف والتمييز في المعاملة، لكن ما يحدث في بعض المؤسَّسات هو الع**، فالمدير يتسلَّط على موظَّفيه لكونه صاحب السُّلْطة العليا، فيُباشِر بإطلاق أوامره على الموظَّفين بشكل حادّ ويُنذِر ويُعاقِب كل موظَّف تخلَّف أو تأخَّر عن عمله دون الأخذ بأي عُذْر.
ومن جانب آخَر نُلاحِظ أن أصل العلاقة بين الموظَّف والمدير أفقية وليست عمودية، قائمة على التعاون ومبنية على أُسُس متينة، لضمان درجة مناسِبة من الإنجاز والفاعلية، ونجد أن التشارُك في العمل موجود في مؤسَّساتنا ولكن بنسب متفاوِتة وهي بحاجة إلى توعية أكبر، ويأتي ذلك من خلال إقامة الندوات التأهيلية للموظَّفين والمديرين على حد سواء، من خلال أدوار محدَّدة وواضحة لكلا الطَّرَفيْن، ولقاء دائم وتعاوُن ومُتابَعة ومُراقَبة مِن قِبَل المدير والأهمّ أن يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب لمن يستحقّ من الموظَّفين دون تمييز، ومِن الجدير بالذِّكْر أن المدير لا يستطيع أن يقوم بأعمال المؤسَّسة بمفرده فالعمل مشاركة ومسؤولية وفي حالة الإنجاز والتميُّز يُفترَض أن يعود ذلك بالفائدة على الجميع فلا يوجد مُنشَأة تعمل وتُنتِج بواسطة شخص واحد، ولا بُدّ من اتّباع سياسة الباب المفتوح سواء أكان للموظَّفين أو للمراجِعين لسماع شكوى المظلومين وإنصافهم وإرضاء المستفيدين وتقديم الخدمات لهم.
يمثِّل تمتُّع المديرين بالمهارات الإدارية اللازمة للقيام بأعباء وظائفهم الدعامة الرئيسة نحو تحقيق المنظَّمة لأهدافها، ويَعتمِد نجاح المنظَّمات وتميُّزها على كفاءة أداء المديرين فيها في مختلِف المستويات الإدارية، فالمدير الذي لا يتمتَّع بحسّ إداريّ عالٍ ولا يُراعِي المواقف والظروف التي تحدث في المؤسَّسة فإنه لن يستطيع المضِيّ قُدُماً في ظلّ الظروف الاقتصادية الراهنة واشتداد حالة المنافسة بين الشركات، لذلك لا بُدّ للمدير من شَحْذ هِمَم الموظَّفين في كل الأوقات والوقوف إلى جانبهم؛ لأن الموظَّفين يمثِّلون رأسمال الشركة ومن دون الموظَّفين فإن المدير وحده لن يستطيع أن يقف بوجه التحديات التي تُواجِهه.
المصدر ـ مجلة الأفكار الذكية
أيها المدير..
كن على مسافة واحدة من جميع موظفيك
إعداد: حسام الدين نادر
تُعَدّ المنظَّمات الإدارية وفقاً للاتجاهات المعاصِرة في الإدارة منظَّمات اجتماعية، يُشكِّل الإنسان فيها العنصر الأول الذي يُعبِّر عن حيويتها وتفاعلُها، وبقدر ما يبذل الإنسان من جهد في أدائه وما يظهره من فعالية، فإنه ينع** على فعالية المنظَّمة..
وإنّ التكوين الاجتماعيّ الذي تضمّه منظَّمات اليوم أصبح موضوع اهتمام الباحثين في مجال السلوك الإنسانيّ، فقد بذل المهتمّون بالبحوث السلوكية كل اهتمامهم لمعرفة الجوانب المختلِفة في سلوكيات أفراد التنظيم، وظهر الكثير من النتائج التي تبرهن على أهمية الاهتمام بالفرد والبحث عن مختلِف الجوانب التي تحقِّق له الظروف التي يستطيع من خلالها تقديم الأداء الذي يعود بالفائدة على كلٍّ من الفرد والتنظيم.
إن المنظَّمات الإدارية لا تعمل في فراغ، فهي تمارس نشاطاتها المختلِفة في ظلّ علاقات مُتشابِكة بين الأفراد بعضهم ببعض، تجمعهم مصالح متبايِنة منها ما يخصّ التنظيم بالإضافة إلى المصالح الشخصية، ولاختلاف طبيعة هذه المصالح بالإضافة إلى ما يوجد من فروقات فردية بين الأفراد، فإنّ الديناميكية التي ستعمل بها المنظَّمة قد تُوقِعها في بعض الصراعات التي تنشأ نتيجة لقيام الأفراد بأدوارهم المختلِفة؛ لذلك فإنه من الطبيعيّ أن يواجه الفرد الكثير من صور الصراع المتبايِنة، فقد يواجه صراعاً مع ذاته، بين طموحاته وقدراته واستعداداته، كما قد يُعانِي من صراع نتيجة لعلاقاته مع الآخَرين أو بسبب الأنظمة الإدارية التي يتعامل معها، كما قد يُواجِه أيضاً صراعات مع البيئة الخارجية نتيجة لإفرازات الأنظمة الاجتماعية البيئية المختلفة.
القيادة المستبصرة
من ذلك نلاحظ أن القيادة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخَرين من أجل تحقيق إنجازات متميِّزة وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فَهْم الوضع الحاليّ وما يؤثِّر فيه من مُستجدّات كما تكون قادرة على فَهْم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها..
فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خُطَطها، أبدعت أساليب متطوِّرة وغيَّرت من خُطَطها لخلق ظروف أفضل للنجاح.
إنّ هذا النوع من القيادة يكون مُستبصراً للمستقبل آخِذاً بالحسبان إنجازاته في الماضي، فهذا النوع من القيادة كقائد السيارة، ينظر في معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفيْنة والأخرى في المرآة ليرى ما خلَّف وراءه.
هذه القيادة تكون قادرة بكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة نفسها بأُناس قادرين على مدّ يد العون *****اعدة لها في أيّ وقت لإتمام الخُطَط التي وضعتْها، وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسة وهم الفِرَق التي تحقِّق النجاح لها بشكل خاصّ وللمؤسَّسة التي يعملون فيها بشكل عامّ، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه الفرق على الهدف الخاصّ لكل فرد من أفراد الفريق؛ إذْ إنّ وجود الفِرَق يؤدِّي إلى طمأنة الأفراد خاصّة عندما يخرجون من نطاق "منطقة الراحة" التي تعوّدوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا داخل هذه المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.
القيادة المستبصِرة تُخرج أفراد الفِرَق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليتحصّنوا بالبصيرة وسَعة الأُفُق والتدرُّب على العمل بفعالية أكبر مع بعضهم، فنجد أنّ العمل خارج منطقة الراحة يضع الفِرَق أمام تحدٍّ لانفعالاتهم ومَقْدرتهم الجسدية والعقلية كذلك.
بين الإدارة.. والموظفين
إن أساس تكوين العلاقات الجيِّدة أو السيِّئة ينبُع من الإدارة، وطريقة تعاملها مع الموظَّفين وأسلوبها في التوجيه والتقييم، فمعاملة المدير العادِلة والمنصِفة للمُجتهِد وال**ول ستنع** على الموظَّف وبالتالي على إنتاجيته وانتمائه لعمله؛ لذلك لا بدَّ من وضع أُطُر قانونية تكفُل حقوق العاملين وتحدِّد أدوارهم وتوفِّر لهم قنوات الاعتراض والاحتجاج على سلوك قد يعتقدون أنه غير عادل في حقهم.
من جِهة أخرى نجد أن ربّ العمل قدوة للموظَّفين في العمل والإنتاجية، فهو المشغل الأساسيّ الذي يدفع بهم إلى التطوُّر والنجاح، من خلال مراقبة أدائهم بطريقة تشاركية بعيدة عن العنف والتمييز في المعاملة، لكن ما يحدث في بعض المؤسَّسات هو الع**، فالمدير يتسلَّط على موظَّفيه لكونه صاحب السُّلْطة العليا، فيُباشِر بإطلاق أوامره على الموظَّفين بشكل حادّ ويُنذِر ويُعاقِب كل موظَّف تخلَّف أو تأخَّر عن عمله دون الأخذ بأي عُذْر.
ومن جانب آخَر نُلاحِظ أن أصل العلاقة بين الموظَّف والمدير أفقية وليست عمودية، قائمة على التعاون ومبنية على أُسُس متينة، لضمان درجة مناسِبة من الإنجاز والفاعلية، ونجد أن التشارُك في العمل موجود في مؤسَّساتنا ولكن بنسب متفاوِتة وهي بحاجة إلى توعية أكبر، ويأتي ذلك من خلال إقامة الندوات التأهيلية للموظَّفين والمديرين على حد سواء، من خلال أدوار محدَّدة وواضحة لكلا الطَّرَفيْن، ولقاء دائم وتعاوُن ومُتابَعة ومُراقَبة مِن قِبَل المدير والأهمّ أن يكون هناك مبدأ الثواب والعقاب لمن يستحقّ من الموظَّفين دون تمييز، ومِن الجدير بالذِّكْر أن المدير لا يستطيع أن يقوم بأعمال المؤسَّسة بمفرده فالعمل مشاركة ومسؤولية وفي حالة الإنجاز والتميُّز يُفترَض أن يعود ذلك بالفائدة على الجميع فلا يوجد مُنشَأة تعمل وتُنتِج بواسطة شخص واحد، ولا بُدّ من اتّباع سياسة الباب المفتوح سواء أكان للموظَّفين أو للمراجِعين لسماع شكوى المظلومين وإنصافهم وإرضاء المستفيدين وتقديم الخدمات لهم.
يمثِّل تمتُّع المديرين بالمهارات الإدارية اللازمة للقيام بأعباء وظائفهم الدعامة الرئيسة نحو تحقيق المنظَّمة لأهدافها، ويَعتمِد نجاح المنظَّمات وتميُّزها على كفاءة أداء المديرين فيها في مختلِف المستويات الإدارية، فالمدير الذي لا يتمتَّع بحسّ إداريّ عالٍ ولا يُراعِي المواقف والظروف التي تحدث في المؤسَّسة فإنه لن يستطيع المضِيّ قُدُماً في ظلّ الظروف الاقتصادية الراهنة واشتداد حالة المنافسة بين الشركات، لذلك لا بُدّ للمدير من شَحْذ هِمَم الموظَّفين في كل الأوقات والوقوف إلى جانبهم؛ لأن الموظَّفين يمثِّلون رأسمال الشركة ومن دون الموظَّفين فإن المدير وحده لن يستطيع أن يقف بوجه التحديات التي تُواجِهه.
المصدر ـ مجلة الأفكار الذكية