ابولمى
9 - 6 - 2004, 05:51 AM
مختصون يطالبون بدراسة معمقة لظاهرة السلوك العدواني لدى الأطفال
تحقيق - نايف آل زاحم، علي الحضان
أصبح السلوك العدواني والعنف لدى الأطفال منتشراً في أغلب المجتمعات لأسباب عديدة منها وسائل الإعلام التي تسهم بنشر الجريمة إضافة إلى غياب التربية الصحيحة لدى كثير من الأسر وفي المدارس وفقدان الضبط والرقابة على الأطفال لإنعدام الصلة بين المؤسسة التربوية وأولياء الأمور.
ويمكن تعريف السلوك العدواني أو العنف بأنه استجابة سلوكية انفعالية قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير وغالباً ما يسلك البعض السلوك العدواني عندما يعاني ضغوطاً جسدية أو معنوية فيلجأ لتأكيد الذات من خلال ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير.ومن خلال هذا التحقيق نستعرض مظاهر السلوك العدواني في المدارس وكيفية التغلب على هذا السلوك بالإضافة إلى بعض التساؤلات المهمة التي أجاب عليها عدد من المختصين.
الدفاع عن الذات
في البداية يقول الدكتور صالح بن سليمان الحربي استشاري طب الأسرة أن الدراسات تشير إلى أن 33% من الأطفال الذين تتم دراسة حالاتهم يظهرون سلوكاً عدوانياً أو غير منضبط، ومن الواضح أن نمط السلوك الذي يتضمن العدوان والعنف على نحو مستمر مضيفاً إلى أن هنالك أنواعا من العنف والعدوان يمكن أن يلحظ لدى الأطفال مثل العدوان الناتج عن الاستفزاز، حيث يستجيب الطفل في الدفاع عن الذات ضد التصرفات العدوانية لأقرانه، أما النوع الثاني فهو العدوان غير الناتج عن الاستقرار، حيث يقوم الطفل بالتشاجر بشكل مستمر لكي يسيطر على أقرانه.
الاضطراب الإنفعالي
ويقول الدكتور نزار بن حسين الصالح أستاذ علم النفس المساعد بجامعة الملك سعود أن سلوك العنف لدى الأطفال في حقيقة الأمر يرجع لطبيعة شخصية الطفل، فالشعور المتزايد بالاحباط أو ضعف الثقة بالذات أو الشعور بالاضطراب الانفعالي والنفسي وضعف الاستجابة للقيم والمعايير المجتمعية، وكذلك الاعتزاز بالشخصية الذي ربما قد يكون على حساب الغير، كل ما سبق ربما يؤدي إلى الميل إلى سلوك العنف، كما أن مرحلة البلوغ والمراهقة تلقي بظلالها على سلوك العنف لدى الأطفال من ذلك تمرد المراهق على طبيعة حياته في الأسرة والمدرسة وعدم القدرة على مواجهة المشكلات بصراحة والميل إلى الإنتماء إلى الجماعات الفرعية التي ربما تؤثر عليه سلباً وكذلك الشعور بعدم الإشباع النفسي لحاجاتهم الفعلية.
أسباب العنف
ويفسر الدكتور الحربي هذه الظاهرة وأسبابها ويقول: إن هنالك نظريات متعددة حول أسباب العنف والعدوان لدى الأطفال، فالبعض يعتقد أن هناك غريزة عامة لدى الإنسان بينما يرى آخرون أن الأطفال يتعلمون الكثير من العادات العدوانية عن طريق ملاحظة نماذج سلوك الآباء والإخوة والرفاق وغيرهم، وكما يبدو أيضاً أن العنف يزيد احتمال تعلمه عندما يكافأ الأطفال لقيامهم بتصرفات عدوانية، وذلك يحصلون على ما يريدون أو يجذبون انتباه الآباء.
فيما يرى الدكتور الصالح أن سلوك العنف لدى الأطفال يتأثر كثيراً بطبيعة التعامل مع المعلمين، ومن ذلك غياب القدوة الحسنة من المعلمين وعدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ وغياب التوجيه والإرشاد وضعف الثقة بين الطفل والمعلم وممارسة اللوم المستمر من قبل المعلمين وضعف اللوائح المدرسية وعدم كفاية الأنشطة المدرسية وزيادة كثافة الفصول الدراسية، كل ذلك ربما يكون دافعاً إلى السلوك العدواني وممارسة العنف لدى الأطفال، ومشيراً إلى أن هناك سلوكيات عنف متعدد يمارسها الطلاب في المدارس منها التلفظ السيئ على المدرسين وكذلك التهكم والسخرية منهم وتعطيل المدرسين عن الشرح، ورفض الخضوع للسلطة المدرسية، كما أن السلوك العدواني ربما يوجه نحو إتلاف أثاث المدرسة أو إتلاف أدوات النشاط المدرسي أو التمرد على الواقع التعليمي أو إحداث شغب بين الحصص المدرسية أو تشويه جدران المدرسة.
وبيّن الحربي أن المؤسسات التي تلعب دوراً هاماً في اكتساب سلوك العنف لدى أبنائهم هي (الأسرة) والتي تعتبر الأهم في تعليم سلوك العنف يليها في المرتبة الثانية (وسائل الإعلام) بجميع أشكالها من حيث تأثيرها في اكتساب الأطفال سلوك العنف. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج كثير من الدراسات مع آراء عامة الناس الذين يرون أن الترويج المتسم بالعنف يؤدي إلى اكتساب بعض الأشخاص لسلوك العنف، وكما تشير نتائج الدراسات المختلفة إلى أن مشاهدة برامج التلفزيون التي تتسم بالعنف يصاحبها رغبة الأطفال في استخدام العنف والنظر إليه على اعتبار أنه الحل الفعال للصراع وقد تبين من المقابلات المتعمقة التي تم اجراؤها مع آباء الأطفال أن أقل من ربع هؤلاء الآباء (,231%) لا يستخدمون العنف مع أطفالهم أي لا يستخدمون العقاب البدني (الضرب) أما باقي الآباء فيستخدمون العنف مع أطفالهم وبسؤال هؤلاء الآباء عن أسباب استخدامهم للعنف مع أطفالهم أجاب (,214) بأن ضغط العمل يعتبر أهم سبب لاستخدام العنف وذكر (,179%) بأن استخدام العنف يرجع إلى الالتزامات الأسرية، أما (,154%) فذكروا أن عدم الطاعة هو السبب، أما الباقي من الآباء فذكروا أن استخدامهم للعنف يرجع إلى أسباب أخرى مثل "ضعف التحصيل الدراسي (,77%) وعدم اعتماد الطفل على نفسه (6%) وعدم تحمل الطفل للمسؤولية ,51% وأسباب أخرى (,34%)".
دور المدرسة
كما تحدث الأستاذ عبدالله بن ناجي آل مبارك مدير مركز الإشراف بالسويدي حول ظاهرة العنف لدى الأطفال في المدارس وعن الحلول المقترحة ودور المدرسة والأسرة في تقليل هذه الظاهرة قائلاً: إنه في تصوري أن العنف في المدارس لم يصل حد المشكلة لأنه محدود وشبه غير موجود في المرحلة الابتدائية، كما أعلم وهذا ما نشاهده في مدارسنا، إنها مستقرة وبعيدة عن العنف. وبيّن آل مبارك أن أسباب العنف بشكل عام في المدارس إن وقعت فهي تتبلور في عدم استقرار الطلاب داخل منازلهم مما ينعكس على نفسياتهم داخل المدرسة وكذلك وجود الخلافات خارج المدرسة تنتقل إلى المدرسة في حالة تجدد الخلافات كما أن الغيرة بين الطلاب في الأنشطة الرياضية والفنية والتعليمية.
وأضاف أن الحرمان العاطفي والمادي من قبل الأبوين ينعكس على بعض الطلاب سواء على نفسياتهم أو مسيرتهم التعليمية، وهذا يجعلهم يصدرون بعض الخلافات مع بعض أقرانهم من الطلاب، أضف إلى ذلك أن ضعف أماكن الأنشطة لتفريغ الجهد داخل المدرسة ومشاهدة أفلام العنف الكرتونية أو التلفازية تعزّز من ظاهرة العنف لدى الأطفال وقد تجعله متأصلاً فيهم زيادة على حب تقليد الأقران.
الحلول
وأشار ال مبارك إلى بعض الحلول المقترحة للتقليل من ظاهرة العنف لدى الأطفال، بل اجتثاثها وذلك ببيان رأي الشريعة الإسلامية في العنف وإبراز القدوة الحسنة في سيرة السلف الصالحين وتوعية الوالدين بأهمية القرب من أبنائهما لتوجيههم الوجهة السليمة وكيفية احترام الآخرين وتوجيه الطلاب الذين لديهم سلوك عدواني من خلال نصحهم ووضع جلسات لهم ومحاولة احتوائهم شيئاً فشيئاً حتى يتخلوا عن هذا السلوك ويصبحوا طلاباً أسوياء.
وأردف قائلاً: إن أهمية قيام المرشد الطلابي في علاج الطلاب الذين يبدر منهم هذا السلوك لا يمكن أن نتجاهله فالمرشد دوره كبير في معرفة وكشف من لديهم مثل هذا السلوك ووضع الحلول له وتعديل سلوكه من الأسوأ للأحسن وهذا بلا شك سيحد من انتشار هذه الظاهرة.
واختتم آل مبارك حديثه مؤكداً أن للمدرسة والأسرة دوراً كبيراً في تعديل سلوك الطلاب من خلال اكتشافه في بداياته وتعديله، وهذا يسهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة التي إذا تفشت بين أبنائنا الطلاب فإن عواقبها قد تكون وخيمة لذلك لابد أن يكون التعاون بين الأسرة والمدرسة قوياً ومتيناً.
ويؤكد د. الصالح أن السلوك العدواني يعتبر من الأمور التي تحتاج إلى عناية كبيرة من أولياء الأمور والمربين للتقليل من آثاره السلبية على الطفل والأسرة وكذلك المجتمع، وقال إن هناك أموراً يجب الحرص عليها ومن أهمها تقوية الوازع الديني للطفل وجعل الحرص على عدم مخالفة الأمور الشرعية تنبع من داخل الطفل عن قناعة وحرص على عدم إغضاب الخالق سبحانه والتعامل الإيجابي مع الطفل كمحاولة للاستثمار الأمثل لطاقاته الذاتية والبيئية للحصول على سلوك إيجابي والحرص على أن يشعر الطفل بالرضا والإشباع من الحياة الأسرية والدراسية والمجتمع، وكذلك تحسين العلاقات الاجتماعية والعمل على تكوين اتحاهات سوية للطفل نحو ذاته بحيث يكون متقبلاً لنفسه، وراضياً عن قدراته وتدريب الطفل على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة ايجابية وعلى حل المشكلات المختلفة التي تواجهه بالاستعانة بذوي الخبرة كالوالدين أو الإدارة المدرسية والمدرسين وعلى الشعور بالاستقلالية في تسيير أمور حياته لكي يشعر بالسعادة والفخر وإن خالف ذلك رفاقه، وكذلك حسن استثمار الإعلام بشكل إيجابي والبعد عن مشاهد العنف والجريمة.
خلافات الوالدين
ونبه الحربي من تأثير الخلافات الزوجية على الطفل الذي يتعلم الكثير من سلوكه الاجتماعي عن طريق ملاحظة أبوية وتقليدها ودعا لإعطاء الطفل مجالاً للنشاط الجسمي وغيره من البدائل، وذلك من خلال التدريب والرياضة والحركة، بحيث يتم تصريف التوتر والطاقة، كما أن تواجد الآباء بالقرب من الأطفال يجعلهم أكثر هدوءاً عندما يكون الأبوان قريبين منهم
http://www.alriyadh-np.com/Contents/09-06-2**4/Mainpage/COV_2213.php
تحقيق - نايف آل زاحم، علي الحضان
أصبح السلوك العدواني والعنف لدى الأطفال منتشراً في أغلب المجتمعات لأسباب عديدة منها وسائل الإعلام التي تسهم بنشر الجريمة إضافة إلى غياب التربية الصحيحة لدى كثير من الأسر وفي المدارس وفقدان الضبط والرقابة على الأطفال لإنعدام الصلة بين المؤسسة التربوية وأولياء الأمور.
ويمكن تعريف السلوك العدواني أو العنف بأنه استجابة سلوكية انفعالية قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير وغالباً ما يسلك البعض السلوك العدواني عندما يعاني ضغوطاً جسدية أو معنوية فيلجأ لتأكيد الذات من خلال ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير.ومن خلال هذا التحقيق نستعرض مظاهر السلوك العدواني في المدارس وكيفية التغلب على هذا السلوك بالإضافة إلى بعض التساؤلات المهمة التي أجاب عليها عدد من المختصين.
الدفاع عن الذات
في البداية يقول الدكتور صالح بن سليمان الحربي استشاري طب الأسرة أن الدراسات تشير إلى أن 33% من الأطفال الذين تتم دراسة حالاتهم يظهرون سلوكاً عدوانياً أو غير منضبط، ومن الواضح أن نمط السلوك الذي يتضمن العدوان والعنف على نحو مستمر مضيفاً إلى أن هنالك أنواعا من العنف والعدوان يمكن أن يلحظ لدى الأطفال مثل العدوان الناتج عن الاستفزاز، حيث يستجيب الطفل في الدفاع عن الذات ضد التصرفات العدوانية لأقرانه، أما النوع الثاني فهو العدوان غير الناتج عن الاستقرار، حيث يقوم الطفل بالتشاجر بشكل مستمر لكي يسيطر على أقرانه.
الاضطراب الإنفعالي
ويقول الدكتور نزار بن حسين الصالح أستاذ علم النفس المساعد بجامعة الملك سعود أن سلوك العنف لدى الأطفال في حقيقة الأمر يرجع لطبيعة شخصية الطفل، فالشعور المتزايد بالاحباط أو ضعف الثقة بالذات أو الشعور بالاضطراب الانفعالي والنفسي وضعف الاستجابة للقيم والمعايير المجتمعية، وكذلك الاعتزاز بالشخصية الذي ربما قد يكون على حساب الغير، كل ما سبق ربما يؤدي إلى الميل إلى سلوك العنف، كما أن مرحلة البلوغ والمراهقة تلقي بظلالها على سلوك العنف لدى الأطفال من ذلك تمرد المراهق على طبيعة حياته في الأسرة والمدرسة وعدم القدرة على مواجهة المشكلات بصراحة والميل إلى الإنتماء إلى الجماعات الفرعية التي ربما تؤثر عليه سلباً وكذلك الشعور بعدم الإشباع النفسي لحاجاتهم الفعلية.
أسباب العنف
ويفسر الدكتور الحربي هذه الظاهرة وأسبابها ويقول: إن هنالك نظريات متعددة حول أسباب العنف والعدوان لدى الأطفال، فالبعض يعتقد أن هناك غريزة عامة لدى الإنسان بينما يرى آخرون أن الأطفال يتعلمون الكثير من العادات العدوانية عن طريق ملاحظة نماذج سلوك الآباء والإخوة والرفاق وغيرهم، وكما يبدو أيضاً أن العنف يزيد احتمال تعلمه عندما يكافأ الأطفال لقيامهم بتصرفات عدوانية، وذلك يحصلون على ما يريدون أو يجذبون انتباه الآباء.
فيما يرى الدكتور الصالح أن سلوك العنف لدى الأطفال يتأثر كثيراً بطبيعة التعامل مع المعلمين، ومن ذلك غياب القدوة الحسنة من المعلمين وعدم الاهتمام بمشكلات التلاميذ وغياب التوجيه والإرشاد وضعف الثقة بين الطفل والمعلم وممارسة اللوم المستمر من قبل المعلمين وضعف اللوائح المدرسية وعدم كفاية الأنشطة المدرسية وزيادة كثافة الفصول الدراسية، كل ذلك ربما يكون دافعاً إلى السلوك العدواني وممارسة العنف لدى الأطفال، ومشيراً إلى أن هناك سلوكيات عنف متعدد يمارسها الطلاب في المدارس منها التلفظ السيئ على المدرسين وكذلك التهكم والسخرية منهم وتعطيل المدرسين عن الشرح، ورفض الخضوع للسلطة المدرسية، كما أن السلوك العدواني ربما يوجه نحو إتلاف أثاث المدرسة أو إتلاف أدوات النشاط المدرسي أو التمرد على الواقع التعليمي أو إحداث شغب بين الحصص المدرسية أو تشويه جدران المدرسة.
وبيّن الحربي أن المؤسسات التي تلعب دوراً هاماً في اكتساب سلوك العنف لدى أبنائهم هي (الأسرة) والتي تعتبر الأهم في تعليم سلوك العنف يليها في المرتبة الثانية (وسائل الإعلام) بجميع أشكالها من حيث تأثيرها في اكتساب الأطفال سلوك العنف. وتتفق هذه النتيجة مع نتائج كثير من الدراسات مع آراء عامة الناس الذين يرون أن الترويج المتسم بالعنف يؤدي إلى اكتساب بعض الأشخاص لسلوك العنف، وكما تشير نتائج الدراسات المختلفة إلى أن مشاهدة برامج التلفزيون التي تتسم بالعنف يصاحبها رغبة الأطفال في استخدام العنف والنظر إليه على اعتبار أنه الحل الفعال للصراع وقد تبين من المقابلات المتعمقة التي تم اجراؤها مع آباء الأطفال أن أقل من ربع هؤلاء الآباء (,231%) لا يستخدمون العنف مع أطفالهم أي لا يستخدمون العقاب البدني (الضرب) أما باقي الآباء فيستخدمون العنف مع أطفالهم وبسؤال هؤلاء الآباء عن أسباب استخدامهم للعنف مع أطفالهم أجاب (,214) بأن ضغط العمل يعتبر أهم سبب لاستخدام العنف وذكر (,179%) بأن استخدام العنف يرجع إلى الالتزامات الأسرية، أما (,154%) فذكروا أن عدم الطاعة هو السبب، أما الباقي من الآباء فذكروا أن استخدامهم للعنف يرجع إلى أسباب أخرى مثل "ضعف التحصيل الدراسي (,77%) وعدم اعتماد الطفل على نفسه (6%) وعدم تحمل الطفل للمسؤولية ,51% وأسباب أخرى (,34%)".
دور المدرسة
كما تحدث الأستاذ عبدالله بن ناجي آل مبارك مدير مركز الإشراف بالسويدي حول ظاهرة العنف لدى الأطفال في المدارس وعن الحلول المقترحة ودور المدرسة والأسرة في تقليل هذه الظاهرة قائلاً: إنه في تصوري أن العنف في المدارس لم يصل حد المشكلة لأنه محدود وشبه غير موجود في المرحلة الابتدائية، كما أعلم وهذا ما نشاهده في مدارسنا، إنها مستقرة وبعيدة عن العنف. وبيّن آل مبارك أن أسباب العنف بشكل عام في المدارس إن وقعت فهي تتبلور في عدم استقرار الطلاب داخل منازلهم مما ينعكس على نفسياتهم داخل المدرسة وكذلك وجود الخلافات خارج المدرسة تنتقل إلى المدرسة في حالة تجدد الخلافات كما أن الغيرة بين الطلاب في الأنشطة الرياضية والفنية والتعليمية.
وأضاف أن الحرمان العاطفي والمادي من قبل الأبوين ينعكس على بعض الطلاب سواء على نفسياتهم أو مسيرتهم التعليمية، وهذا يجعلهم يصدرون بعض الخلافات مع بعض أقرانهم من الطلاب، أضف إلى ذلك أن ضعف أماكن الأنشطة لتفريغ الجهد داخل المدرسة ومشاهدة أفلام العنف الكرتونية أو التلفازية تعزّز من ظاهرة العنف لدى الأطفال وقد تجعله متأصلاً فيهم زيادة على حب تقليد الأقران.
الحلول
وأشار ال مبارك إلى بعض الحلول المقترحة للتقليل من ظاهرة العنف لدى الأطفال، بل اجتثاثها وذلك ببيان رأي الشريعة الإسلامية في العنف وإبراز القدوة الحسنة في سيرة السلف الصالحين وتوعية الوالدين بأهمية القرب من أبنائهما لتوجيههم الوجهة السليمة وكيفية احترام الآخرين وتوجيه الطلاب الذين لديهم سلوك عدواني من خلال نصحهم ووضع جلسات لهم ومحاولة احتوائهم شيئاً فشيئاً حتى يتخلوا عن هذا السلوك ويصبحوا طلاباً أسوياء.
وأردف قائلاً: إن أهمية قيام المرشد الطلابي في علاج الطلاب الذين يبدر منهم هذا السلوك لا يمكن أن نتجاهله فالمرشد دوره كبير في معرفة وكشف من لديهم مثل هذا السلوك ووضع الحلول له وتعديل سلوكه من الأسوأ للأحسن وهذا بلا شك سيحد من انتشار هذه الظاهرة.
واختتم آل مبارك حديثه مؤكداً أن للمدرسة والأسرة دوراً كبيراً في تعديل سلوك الطلاب من خلال اكتشافه في بداياته وتعديله، وهذا يسهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة التي إذا تفشت بين أبنائنا الطلاب فإن عواقبها قد تكون وخيمة لذلك لابد أن يكون التعاون بين الأسرة والمدرسة قوياً ومتيناً.
ويؤكد د. الصالح أن السلوك العدواني يعتبر من الأمور التي تحتاج إلى عناية كبيرة من أولياء الأمور والمربين للتقليل من آثاره السلبية على الطفل والأسرة وكذلك المجتمع، وقال إن هناك أموراً يجب الحرص عليها ومن أهمها تقوية الوازع الديني للطفل وجعل الحرص على عدم مخالفة الأمور الشرعية تنبع من داخل الطفل عن قناعة وحرص على عدم إغضاب الخالق سبحانه والتعامل الإيجابي مع الطفل كمحاولة للاستثمار الأمثل لطاقاته الذاتية والبيئية للحصول على سلوك إيجابي والحرص على أن يشعر الطفل بالرضا والإشباع من الحياة الأسرية والدراسية والمجتمع، وكذلك تحسين العلاقات الاجتماعية والعمل على تكوين اتحاهات سوية للطفل نحو ذاته بحيث يكون متقبلاً لنفسه، وراضياً عن قدراته وتدريب الطفل على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة ايجابية وعلى حل المشكلات المختلفة التي تواجهه بالاستعانة بذوي الخبرة كالوالدين أو الإدارة المدرسية والمدرسين وعلى الشعور بالاستقلالية في تسيير أمور حياته لكي يشعر بالسعادة والفخر وإن خالف ذلك رفاقه، وكذلك حسن استثمار الإعلام بشكل إيجابي والبعد عن مشاهد العنف والجريمة.
خلافات الوالدين
ونبه الحربي من تأثير الخلافات الزوجية على الطفل الذي يتعلم الكثير من سلوكه الاجتماعي عن طريق ملاحظة أبوية وتقليدها ودعا لإعطاء الطفل مجالاً للنشاط الجسمي وغيره من البدائل، وذلك من خلال التدريب والرياضة والحركة، بحيث يتم تصريف التوتر والطاقة، كما أن تواجد الآباء بالقرب من الأطفال يجعلهم أكثر هدوءاً عندما يكون الأبوان قريبين منهم
http://www.alriyadh-np.com/Contents/09-06-2**4/Mainpage/COV_2213.php