عمر الغانم
10 - 7 - 2012, 04:06 PM
**
بسم الله ‘ ربٌ القلم !
لا أدري كيف أبدأ مقالي هذا .. ولا أدري يا سيدي هل تشعر بما أشعر به من حُرقة وألم وغبن ؟
الحديث عن الذكريات وعن الوداع هو شكل من أشكال الفقد القارس ..
أفتح رسالة وداعك لي قبل السفر فيجرفني حنين الحرف لروحك الطاهرة ..
الغربة ياوالدي ودودة جداً لو تعلم .. تعلمني بألم لطيف .. ترتب لي وجوه الاصدقاء بدقة حين تهب نسائم الشوق !
كل الجامعة .. نعم الجامعة ..تبكيك أنت ..تبكيك الأوقاف ووداي الرياض للتقنية وكل كراسي البحث ..
تبكيك يا سيدي كل تلك الجهود التي بذلتها لتعيد الجامعة للحياة !
يا والدي والناس من حولك جيوش جائشة تتابع نجاحك بصمت وتراقب خطأك بالصراخ !
في هذا الزمن يُحسد الإنسان على الذكر الطيب بين الناس .. وكم من أكوام ذكرٍ طيبٍ تركتها خلفك ..
قس بين فرحة طلاب جامعة الملك خالد بإعفاء مديرهم ..
وقس بين فقدك وبعدك وتلك الآلام التي أراها في وجوه زملائي الشاحبة !
هي أشياء لا تُشترى !
تعلمنا منك كيف أن الإرادة هي نصف المسافة في طريق النجاح ..
تعلمنا منك أن اسوء إعاقة هي إعاقة الإرادة !
تعلمنا منك كيف ننهض بعد السقوط .. كيف نحاول بعد الفشل .. تعلمنا منك النجاح !
تعلمنا منك كيف يكون مدير جامعتك هو والدك ..
تعلمنا منك دروساُ في التواضع وأن المنصب لايغير أي شيء من روح الإنسان
تعلمنا منك الولاء للموطن للكيان ولاءً لجامعة الملك سعود ..
تعلمنا منك التغيير .. تعلمنا منك القدرة حين يصاحبها العزم !
تعلمنا منك التوازن حين نسير في الطين !
تعلمنا منك معانٍ جميلة ودروساً في الحياة ..
تعلمنا من خطاباتك الحرص والإهتمام ..
تعلمنا منك الصبر على الأذى حين نُبتلى ..
تعلمنا منك المجازفة من أجل تحقيق الهدف ..
تعلمنا منك الكثير فقد كنت لنا أكثر من مجرد مدير جامعة ..
هذه الفترة التاريخية العثمانية من حياة الجامعة لن تكون الأيام القادمة بقسوتها قادرة على محوها من ذاكرتنا !
كم آلمني قراءة خبر إعفاءك .. فكم في وطني يُقابل المٌحسن بالإساءة ..
كم دفنا في مقابر التجاهل كثيراً ممن يستحقون أن يكونوا في مقدمة ركب قيادة الأمة ..
لم نعرف العلة ولازلنا ندور في فلك التساؤل .. لماذا هذا القرار ؟
والتساؤل الذي لايغتفر لصانع القرار لماذا وُضع إسم عبدالله العثمان بين أسماء سيئة في تاريخ إدارتها ؟
لم نعد نملك من الأمر سوى التساؤل في متابعة غريبة للأحداث من حولنا ..
كل ما أقوله لك .. هنيئاً ما قدمت للجامعة وماقدمت من بذل وعطاء لن يُنسى ..
ستظل ملامحك تغييرك واضحة على محيا جامعة الملك سعود مادامت ..
شكراً لكل ما قدمت .. شكراً لبذلك .. شكراً لروحك .. شكراً لتفانيك ..
أعلم كم خسرت من أجل أن تقود هذه الجامعة ..
أعلم كم عانيت من فقد والدك وكم عانيت من إجحاف أقرب الناس لك ..
أعلم كثيراً ما تجرعته من غصص وآلام حتى تصبر .. أعلم كم من الحمل الثقيل كان على عاتقك ..
وأعلم أنك الآن لا زلت تسأل الله الخير من واسع فضله .. وأنه لا أحب إليك من الجلوس بجانب أمك رعاها الله
للأسف .. أني أقول لك وداعاً .. وداعاً يا والدي من خلف ثلاث قارات وسبعة أبحر وحزن يمتد منك إليٌ !
ابنك طارق الأحمري ..
وقد بلغه من حرفه هذا نصبا ..
**
**
بسم الله ‘ ربٌ القلم !
لا أدري كيف أبدأ مقالي هذا .. ولا أدري يا سيدي هل تشعر بما أشعر به من حُرقة وألم وغبن ؟
الحديث عن الذكريات وعن الوداع هو شكل من أشكال الفقد القارس ..
أفتح رسالة وداعك لي قبل السفر فيجرفني حنين الحرف لروحك الطاهرة ..
الغربة ياوالدي ودودة جداً لو تعلم .. تعلمني بألم لطيف .. ترتب لي وجوه الاصدقاء بدقة حين تهب نسائم الشوق !
كل الجامعة .. نعم الجامعة ..تبكيك أنت ..تبكيك الأوقاف ووداي الرياض للتقنية وكل كراسي البحث ..
تبكيك يا سيدي كل تلك الجهود التي بذلتها لتعيد الجامعة للحياة !
يا والدي والناس من حولك جيوش جائشة تتابع نجاحك بصمت وتراقب خطأك بالصراخ !
في هذا الزمن يُحسد الإنسان على الذكر الطيب بين الناس .. وكم من أكوام ذكرٍ طيبٍ تركتها خلفك ..
قس بين فرحة طلاب جامعة الملك خالد بإعفاء مديرهم ..
وقس بين فقدك وبعدك وتلك الآلام التي أراها في وجوه زملائي الشاحبة !
هي أشياء لا تُشترى !
تعلمنا منك كيف أن الإرادة هي نصف المسافة في طريق النجاح ..
تعلمنا منك أن اسوء إعاقة هي إعاقة الإرادة !
تعلمنا منك كيف ننهض بعد السقوط .. كيف نحاول بعد الفشل .. تعلمنا منك النجاح !
تعلمنا منك كيف يكون مدير جامعتك هو والدك ..
تعلمنا منك دروساُ في التواضع وأن المنصب لايغير أي شيء من روح الإنسان
تعلمنا منك الولاء للموطن للكيان ولاءً لجامعة الملك سعود ..
تعلمنا منك التغيير .. تعلمنا منك القدرة حين يصاحبها العزم !
تعلمنا منك التوازن حين نسير في الطين !
تعلمنا منك معانٍ جميلة ودروساً في الحياة ..
تعلمنا من خطاباتك الحرص والإهتمام ..
تعلمنا منك الصبر على الأذى حين نُبتلى ..
تعلمنا منك المجازفة من أجل تحقيق الهدف ..
تعلمنا منك الكثير فقد كنت لنا أكثر من مجرد مدير جامعة ..
هذه الفترة التاريخية العثمانية من حياة الجامعة لن تكون الأيام القادمة بقسوتها قادرة على محوها من ذاكرتنا !
كم آلمني قراءة خبر إعفاءك .. فكم في وطني يُقابل المٌحسن بالإساءة ..
كم دفنا في مقابر التجاهل كثيراً ممن يستحقون أن يكونوا في مقدمة ركب قيادة الأمة ..
لم نعرف العلة ولازلنا ندور في فلك التساؤل .. لماذا هذا القرار ؟
والتساؤل الذي لايغتفر لصانع القرار لماذا وُضع إسم عبدالله العثمان بين أسماء سيئة في تاريخ إدارتها ؟
لم نعد نملك من الأمر سوى التساؤل في متابعة غريبة للأحداث من حولنا ..
كل ما أقوله لك .. هنيئاً ما قدمت للجامعة وماقدمت من بذل وعطاء لن يُنسى ..
ستظل ملامحك تغييرك واضحة على محيا جامعة الملك سعود مادامت ..
شكراً لكل ما قدمت .. شكراً لبذلك .. شكراً لروحك .. شكراً لتفانيك ..
أعلم كم خسرت من أجل أن تقود هذه الجامعة ..
أعلم كم عانيت من فقد والدك وكم عانيت من إجحاف أقرب الناس لك ..
أعلم كثيراً ما تجرعته من غصص وآلام حتى تصبر .. أعلم كم من الحمل الثقيل كان على عاتقك ..
وأعلم أنك الآن لا زلت تسأل الله الخير من واسع فضله .. وأنه لا أحب إليك من الجلوس بجانب أمك رعاها الله
للأسف .. أني أقول لك وداعاً .. وداعاً يا والدي من خلف ثلاث قارات وسبعة أبحر وحزن يمتد منك إليٌ !
ابنك طارق الأحمري ..
وقد بلغه من حرفه هذا نصبا ..
**
**