ساعد وطني
1 - 8 - 2012, 09:45 PM
الدكتور فايز بن عبد الله الشهري
كانت ردّة فعل الشارع الإسلامي حيال إساءة الصحيفة الدنمركية لصورة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم قويّة وعفوية هزّت وجدان العالم، و مما يسعد المتأمل في تفاصيل هذه القضية أن المسلم البسيط هو من قال كلمة (لا) أولا، وسمعها منه سكان الأرض مدويّة صادقة بلا زيادات أو مزايدات. وقد كان لهذه الأزمة وتفاعلاتها ايجابيات وسلبيات يجدر بنا رصدها والتعلم من دروسها المستفادة. و لعل من أبرز ايجابيات هذه المأساة وضوح سرعة استنهاض الروح الإيمانية لعامة المسلمين حيث قدّمت هذه القضية الإثبات على متانة مرتكزات معتقد المسلم، وأوضحت بجلاء كيف أن العبث بمعتقدات الآخرين - باسم الحرية - قد يجعل هذا العابث يستجدي الآخرين المساعدة في تجميع كرامته و لملمة بقايا عزّته. من جهة أخرى سلّطت تبعات هذه القضية - بكل أسف- الضوء على بعض سلوك (الإنسان) «الأبيض المتحضر» الذي أظهره (استكبار) بعض أصحاب القرار في أوروبا، و حماقة وهياج الجماعات اليمينية في العالم «المتحضّر»، ليقدموا وسط الضجيج البرهان تلو الآخر على مدى نبل وعدالة قضية المسلمين، وتهافت شعارات حرية التعبير التي لم يكن لها من صورة في «الدنمرك» وتحديداً في مراحل الأزمة الأولى إلا مزيد الإصرار على إيذاء مشاعر المسلمين طمعا في مغازلة نعرات القوميين واليمينيين المهووسين أملا في مجد أحمق تسطره الصحف الصفراء، أو تملقا لصوت انتخابي تعيس أشقته أرقام البطالة والجريمة المتصاعدة.
ومع هذا ومن تجربتنا نقول... نعم من حقنا الاحتجاج والرفض بكل وسائل الاعتراض المتاحة وهذا ما مارسناه قولا وعملا، ولكننا نذكّر أنفسنا بقانون جليل يقول «ليس الشديد بالصرعة» وهذا يُلْزِمُنا في عصر اضطراب المفاهيم هذا أن نرشّد السلوك ونلتزم الحكمة في القول والفعل، فالمسلم الحق «لا يزر وازرة وزر أخرى». ومما استدعى مثل هذا الكلام هو مشاهد بعض فورات الغضب الالكتروني لفئات من الشباب الذين ظهرت انفعالاتهم و مشاعرهم عبر مواقع ومنتديات انترنت عربية وأجنبية منفلتة من لجام العقل، بعيدة عن أدب وخُلِق ****** محمد صلى الله عليه وسلم مع المخالفين والخصوم.
أسألكم وأسال نفسي... كيف ينصر رسول الله من أسس غرفة حوار أو موقعا الكترونيا يهاجم فيه الدين المسيحي *****يحيين جملة وتفصيلا. بل كيف يكون الانتصار للرسول الكريم بجمع رسوم الكرتون المسيئة لرموز وشعائر النصارى ؟ وكيف ينصر رسول الله من سطّر ملحمة طويلة في موقع الكتروني أجنبي مادتها السباب والشتائم، وعنوانها التهديد بالتفجير والتدمير مكتوبة بلغة انجليزية لا تسمع مثلها إلا في الشوارع الخلفية لأحياء الجريمة والدعارة ؟
كذلك لا يمكن أن ننصر رسول الله بنشر الفيروسات الضارة عبر شبكة الانترنت، ولن يكسب الإسلام شيئا حين نسمّي فيروسا ضارا باسم إسلامي ثم نطلقه في فضاء الشبكة باسم الانتصار لنبينا.
ترى... ماذا لو أطلقنا في هذه الأجواء العاصفة (حملة حب إسلامية) مضادة عبر الانترنت فنتّصل من خلالها بالشعوب بعيدا عن مزايدات سياسييهم. وما يمنعنا من تجربة إطلاق حملة نتخذ لها شعارا مثل » نحن نحب الأنبياء كلهم... أحبوهم مثلنا» وما الضير في أن نتوجّه إلى من لم يقولوا كلمتهم بعد من عقلاء الغرب لنقول لهم » نحب محمدا وعيسى لأننا نعرفهم... اعرفوا محمدا لتحبوه مثلنا».
لقد وصلت رسالتنا قوية معبرة... و لكن حتى نخرج من دائرة رد الفعل الذي قد ينتهي بلا ثمرة.... ربما ينبغي أن نعيد النظر في طريقة إدارة غضبنا الالكتروني باستثمار التقنية وانتشارها الجماهيري لتحريك المؤسسات التشريعية الدولية لاستصدار قوانين ضد ازدراء الأديان والرسل، كما يمكننا وسط هذا التركيز الإعلامي العالمي إيصال حقيقة ديننا وعظمة رسولنا. ونحن إن فعلنا ذلك ربما نحقق بعض المصلحة العليا وننصر نبينا، خاصة وأن إساءة الدنمركيين قد لا تبلغ معشار إساءات كفار قريش ولكن الهادي الأمين احتسب وصبر فأخرج الله من أصلابهم أولئك القادة العظام الذين أضاءوا الكون بنور الله.
مسارات
قال ومضى: احذر أن تمنح (بعاطفتك) فرص الانتصار عليك... لمن (تعمّد) إغضابك (بعقله أو بجهله).
كانت ردّة فعل الشارع الإسلامي حيال إساءة الصحيفة الدنمركية لصورة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم قويّة وعفوية هزّت وجدان العالم، و مما يسعد المتأمل في تفاصيل هذه القضية أن المسلم البسيط هو من قال كلمة (لا) أولا، وسمعها منه سكان الأرض مدويّة صادقة بلا زيادات أو مزايدات. وقد كان لهذه الأزمة وتفاعلاتها ايجابيات وسلبيات يجدر بنا رصدها والتعلم من دروسها المستفادة. و لعل من أبرز ايجابيات هذه المأساة وضوح سرعة استنهاض الروح الإيمانية لعامة المسلمين حيث قدّمت هذه القضية الإثبات على متانة مرتكزات معتقد المسلم، وأوضحت بجلاء كيف أن العبث بمعتقدات الآخرين - باسم الحرية - قد يجعل هذا العابث يستجدي الآخرين المساعدة في تجميع كرامته و لملمة بقايا عزّته. من جهة أخرى سلّطت تبعات هذه القضية - بكل أسف- الضوء على بعض سلوك (الإنسان) «الأبيض المتحضر» الذي أظهره (استكبار) بعض أصحاب القرار في أوروبا، و حماقة وهياج الجماعات اليمينية في العالم «المتحضّر»، ليقدموا وسط الضجيج البرهان تلو الآخر على مدى نبل وعدالة قضية المسلمين، وتهافت شعارات حرية التعبير التي لم يكن لها من صورة في «الدنمرك» وتحديداً في مراحل الأزمة الأولى إلا مزيد الإصرار على إيذاء مشاعر المسلمين طمعا في مغازلة نعرات القوميين واليمينيين المهووسين أملا في مجد أحمق تسطره الصحف الصفراء، أو تملقا لصوت انتخابي تعيس أشقته أرقام البطالة والجريمة المتصاعدة.
ومع هذا ومن تجربتنا نقول... نعم من حقنا الاحتجاج والرفض بكل وسائل الاعتراض المتاحة وهذا ما مارسناه قولا وعملا، ولكننا نذكّر أنفسنا بقانون جليل يقول «ليس الشديد بالصرعة» وهذا يُلْزِمُنا في عصر اضطراب المفاهيم هذا أن نرشّد السلوك ونلتزم الحكمة في القول والفعل، فالمسلم الحق «لا يزر وازرة وزر أخرى». ومما استدعى مثل هذا الكلام هو مشاهد بعض فورات الغضب الالكتروني لفئات من الشباب الذين ظهرت انفعالاتهم و مشاعرهم عبر مواقع ومنتديات انترنت عربية وأجنبية منفلتة من لجام العقل، بعيدة عن أدب وخُلِق ****** محمد صلى الله عليه وسلم مع المخالفين والخصوم.
أسألكم وأسال نفسي... كيف ينصر رسول الله من أسس غرفة حوار أو موقعا الكترونيا يهاجم فيه الدين المسيحي *****يحيين جملة وتفصيلا. بل كيف يكون الانتصار للرسول الكريم بجمع رسوم الكرتون المسيئة لرموز وشعائر النصارى ؟ وكيف ينصر رسول الله من سطّر ملحمة طويلة في موقع الكتروني أجنبي مادتها السباب والشتائم، وعنوانها التهديد بالتفجير والتدمير مكتوبة بلغة انجليزية لا تسمع مثلها إلا في الشوارع الخلفية لأحياء الجريمة والدعارة ؟
كذلك لا يمكن أن ننصر رسول الله بنشر الفيروسات الضارة عبر شبكة الانترنت، ولن يكسب الإسلام شيئا حين نسمّي فيروسا ضارا باسم إسلامي ثم نطلقه في فضاء الشبكة باسم الانتصار لنبينا.
ترى... ماذا لو أطلقنا في هذه الأجواء العاصفة (حملة حب إسلامية) مضادة عبر الانترنت فنتّصل من خلالها بالشعوب بعيدا عن مزايدات سياسييهم. وما يمنعنا من تجربة إطلاق حملة نتخذ لها شعارا مثل » نحن نحب الأنبياء كلهم... أحبوهم مثلنا» وما الضير في أن نتوجّه إلى من لم يقولوا كلمتهم بعد من عقلاء الغرب لنقول لهم » نحب محمدا وعيسى لأننا نعرفهم... اعرفوا محمدا لتحبوه مثلنا».
لقد وصلت رسالتنا قوية معبرة... و لكن حتى نخرج من دائرة رد الفعل الذي قد ينتهي بلا ثمرة.... ربما ينبغي أن نعيد النظر في طريقة إدارة غضبنا الالكتروني باستثمار التقنية وانتشارها الجماهيري لتحريك المؤسسات التشريعية الدولية لاستصدار قوانين ضد ازدراء الأديان والرسل، كما يمكننا وسط هذا التركيز الإعلامي العالمي إيصال حقيقة ديننا وعظمة رسولنا. ونحن إن فعلنا ذلك ربما نحقق بعض المصلحة العليا وننصر نبينا، خاصة وأن إساءة الدنمركيين قد لا تبلغ معشار إساءات كفار قريش ولكن الهادي الأمين احتسب وصبر فأخرج الله من أصلابهم أولئك القادة العظام الذين أضاءوا الكون بنور الله.
مسارات
قال ومضى: احذر أن تمنح (بعاطفتك) فرص الانتصار عليك... لمن (تعمّد) إغضابك (بعقله أو بجهله).