ابولمى
20 - 6 - 2004, 05:30 AM
الأنشطة المدرسية الصيفية وتوظيف مجالات النماء الشامل للطلاب
مندل بن عبدالله القباع
وها نحن قد أشرف العام الدراسي على الانتهاء بسلامة الله، وأوشكنا على مضي الامتحانات النهائية لهذا العام المكتظ بالوقائع والأحداث وتسريع منظومة أداء المجتمع، ولسنا الآن في محل الانشغال بالأسباب.
ومن الطبيعي أن نجد الطالب السعودي منتجاً ومبدعاً ونشيطاً، وقرب نهاية العام الدراسي يعكف - عادة - على التفكير في كيفية تمضية الإجازة، وكيفية تفعيل النشاط والعقل الإنساني حسبما نجد عليه قدرات المجتمع وقيمه السائدة.
وإن كان الطالب يشغله الأمل في النجاح وتحقيق طموحه في اجتياز المستوى الحالي إلى المستوى الذي يليه، أو الانتقال من مرحلة لأخرى، ويأمل المجتمع أيضاً في أن يكلل مسعاه مع أبنائه بالنجاح والتفوق، وفي ذات الوقت فهو لا ينأى عن التفكير في كيفية الاستفادة من إجازة الصيف في تطوير مجالات الأنشطة للتعاون في تنمية الطالب وتنمية بيئته الاجتماعية، وفي تحديث وتطوير هذه البيئة ومن هنا نقول إن المدرسة لها دور فاعل في التنمية وفي توظيف مجالات النماء الشامل للطلاب بحيث لا يقتصر الأمر على الاهتمام بمجال واحد من النشاط كاهتمامنا بتخريج نجوم الكرة والفن أكثر من اهتمامنا بالباحثين العلميين والاجتماعيين والقائمين على تحليل الكتابات والصحف والدوريات ووسائل الإعلام وما يدور في الفضائيات ومقابلتها بما لدينا من واقع ثقافي واجتماعي وقيم إيجابية في مجالات السلوك الاجتماعي على تنوعها واتساعها.
ونرى من الضروري أن تتجه أفكار المسؤولين عن هذه الأنشطة ليس فقط في التربية والتعليم لأننا نتكلم عن النشاط المدرسي ولكن أيضا في رعاية الشباب وغيرها من مؤسسات النشاط للتأكيد على شمولية الأنشطة في مجمل البرامج الأدائية بما يساهم في النماء الشامل وما يحوط به من آمال التطوير المتوافق لهذه القاعدة العريضة من ملايين الطلاب المنتظمين في نسق التعليم السعودي وعلى الرغم مما نشهده من إصلاح وتطوير وحيوية وحراك أفقي ورأسي لهذا النسق، ما زال يحدونا الأمل في مزيد من التطوير بما يفيد تصاعد حركة النماء الشامل في تفعيل النشاط والعقل الإنساني حتى لا يضطر أبناؤنا الطلاب من التردي في هوة السلبية وعدم الاكتراث إذا لم يجدوا شغلاً طيباً مثمراً لأوقاتهم أو أنهم لا يجدون حلاً مشبعاً لمطالب حياتهم اليومية، أو أنهم يواجهون برامج هي أقل سداً لحاجاتهم وبالتالي فهي أقل نفعاً لهم، فإذا ما كان هذا واقعاً إذن نحن لم نغتنم الفرصة لاستثمار الإجارة الصيفية في التواصل مع الطلاب ومع أفكارهم والاستجابة لمطالبهم المتوافقة والاستماع إليهم والتشاور والحوار معهم بهدف استثارة حماسهم وإيقاظ انتمائهم وتحريك عواطفهم وإذكاء عقولهم حتى يستشعروا أنهم محل عناية المجتمع مع الوضع في الاعتبار فلسفة الزمان وايديولوجية المكان ووقع الحياة.
هذه القضايا بطبيعة الحال توضح مدى انحيازنا لاستثمار الأنشطة المدرسية الصيفية وحثنا على توظيف مجالاتها لتفعيل إمكانات النماء الشامل للطلاب، وعدم التصلب على مجالات بعينها أدبية كانت أو ثقافية أو رياضية أو فنية أو اجتماعية وكأنها برامج ثابتة لا تتغير ونحن في واقع معاصر متغير، وكأننا نواجه المدرسة صيفاً وكأنها نادٍ مغلق أو محدود النشاط، هذا التصلب أمر غير مطلوب الآن في الحياة المعاصرة.
وليعلم واضعو البرامج الصيفية في مجال الأنشطة المدرسية أن الطالب السعودي مفعم بالطاقة والكفاءة من بينهم البارع والموهوب ويتوجب علينا أن نحسن العمل على توظيف هذه الطاقة وتحويلها إلى قدرة نمائية يمكن أن تفيد نفسها وغيرها وبذلك يتحقق النماء المطلوب بمعدلات كبيرة لا تتراجع، وتعظم قيم النشاط الهادف وترسخ قيم التقدم الاجتماعي والثقافي والنفسي، وهي قيم يُسأل عنها مخططو البرامج قبل أن يُسأل عنها المجتمع أو الدولة، فهل بالتلقائية يمكن اكتساب هذه القيم أم بالتخطيط السليم الذي يجب ان يعم كل شيء في حياتنا؟
ان نجاح هذه البرامج يقترن بثلاثية النجاح في وضعها وهي: الجدية والاهتمام - تضافر الجهود - تضمين البرامج الأصول التربوية
هذه الثلاثية في مضمار برامج النشاط تتعاظم معدلاتها وقيمها بدرجة عالية إلى حد كبير ببعدها الإنساني والحضاري وتميزها المحسوب ليس هذا من قبيل التحيز المهني وخبرتي في المجال السلوكي والعمل الاجتماعي العام وخصوصية التعامل مع الشباب بل الرغبة في صنع الموهوبين والمبدعين من خلال الاهتمام بمجالات النشاط المختلفة وإثراء قوة الدفع المهاري لتعظيم الدور المهم في شحذ فكرة البدء وذلك بالتأكيد على مجموعة من القضايا نكتفي بأن نذكر منها ما يلي:
- وضع أبنائنا الطلاب - وهو محتوم عليهم مواجهة مناخ التحديات التي تحكم الآن *****تقبل القريب على الأقل، وإزاء ذلك عليهم المشاركة في مخططات المواجهة من أجل بناء الحضارة الإنسانية الحديثة.
فهل يتسنى لأبنائنا الطلاب أن ينتظموا في صفوف المواجهة وهم يعانون القلق والخوف لأنه لم يجرِ إعدادهم لتلك المهام وتحمل هذه المسؤوليات؟
وعند هذه النقطة فلنعد لثلاثية النجاح ونضيف إليها أنه إذا أخذ المخطط لبرامج الأنشطة بمجرد تصورات لطبيعة الدور فستكون مخرجات البرامج محدودة للغاية لأن تصميم بناء برامج النشاط وتركيبها يحتاج لقوة المصداقية، وعقلية الناقد، وامتلاك ثقافة التقييم، ودينامية الأداء الهادف..
مندل بن عبدالله القباع
وها نحن قد أشرف العام الدراسي على الانتهاء بسلامة الله، وأوشكنا على مضي الامتحانات النهائية لهذا العام المكتظ بالوقائع والأحداث وتسريع منظومة أداء المجتمع، ولسنا الآن في محل الانشغال بالأسباب.
ومن الطبيعي أن نجد الطالب السعودي منتجاً ومبدعاً ونشيطاً، وقرب نهاية العام الدراسي يعكف - عادة - على التفكير في كيفية تمضية الإجازة، وكيفية تفعيل النشاط والعقل الإنساني حسبما نجد عليه قدرات المجتمع وقيمه السائدة.
وإن كان الطالب يشغله الأمل في النجاح وتحقيق طموحه في اجتياز المستوى الحالي إلى المستوى الذي يليه، أو الانتقال من مرحلة لأخرى، ويأمل المجتمع أيضاً في أن يكلل مسعاه مع أبنائه بالنجاح والتفوق، وفي ذات الوقت فهو لا ينأى عن التفكير في كيفية الاستفادة من إجازة الصيف في تطوير مجالات الأنشطة للتعاون في تنمية الطالب وتنمية بيئته الاجتماعية، وفي تحديث وتطوير هذه البيئة ومن هنا نقول إن المدرسة لها دور فاعل في التنمية وفي توظيف مجالات النماء الشامل للطلاب بحيث لا يقتصر الأمر على الاهتمام بمجال واحد من النشاط كاهتمامنا بتخريج نجوم الكرة والفن أكثر من اهتمامنا بالباحثين العلميين والاجتماعيين والقائمين على تحليل الكتابات والصحف والدوريات ووسائل الإعلام وما يدور في الفضائيات ومقابلتها بما لدينا من واقع ثقافي واجتماعي وقيم إيجابية في مجالات السلوك الاجتماعي على تنوعها واتساعها.
ونرى من الضروري أن تتجه أفكار المسؤولين عن هذه الأنشطة ليس فقط في التربية والتعليم لأننا نتكلم عن النشاط المدرسي ولكن أيضا في رعاية الشباب وغيرها من مؤسسات النشاط للتأكيد على شمولية الأنشطة في مجمل البرامج الأدائية بما يساهم في النماء الشامل وما يحوط به من آمال التطوير المتوافق لهذه القاعدة العريضة من ملايين الطلاب المنتظمين في نسق التعليم السعودي وعلى الرغم مما نشهده من إصلاح وتطوير وحيوية وحراك أفقي ورأسي لهذا النسق، ما زال يحدونا الأمل في مزيد من التطوير بما يفيد تصاعد حركة النماء الشامل في تفعيل النشاط والعقل الإنساني حتى لا يضطر أبناؤنا الطلاب من التردي في هوة السلبية وعدم الاكتراث إذا لم يجدوا شغلاً طيباً مثمراً لأوقاتهم أو أنهم لا يجدون حلاً مشبعاً لمطالب حياتهم اليومية، أو أنهم يواجهون برامج هي أقل سداً لحاجاتهم وبالتالي فهي أقل نفعاً لهم، فإذا ما كان هذا واقعاً إذن نحن لم نغتنم الفرصة لاستثمار الإجارة الصيفية في التواصل مع الطلاب ومع أفكارهم والاستجابة لمطالبهم المتوافقة والاستماع إليهم والتشاور والحوار معهم بهدف استثارة حماسهم وإيقاظ انتمائهم وتحريك عواطفهم وإذكاء عقولهم حتى يستشعروا أنهم محل عناية المجتمع مع الوضع في الاعتبار فلسفة الزمان وايديولوجية المكان ووقع الحياة.
هذه القضايا بطبيعة الحال توضح مدى انحيازنا لاستثمار الأنشطة المدرسية الصيفية وحثنا على توظيف مجالاتها لتفعيل إمكانات النماء الشامل للطلاب، وعدم التصلب على مجالات بعينها أدبية كانت أو ثقافية أو رياضية أو فنية أو اجتماعية وكأنها برامج ثابتة لا تتغير ونحن في واقع معاصر متغير، وكأننا نواجه المدرسة صيفاً وكأنها نادٍ مغلق أو محدود النشاط، هذا التصلب أمر غير مطلوب الآن في الحياة المعاصرة.
وليعلم واضعو البرامج الصيفية في مجال الأنشطة المدرسية أن الطالب السعودي مفعم بالطاقة والكفاءة من بينهم البارع والموهوب ويتوجب علينا أن نحسن العمل على توظيف هذه الطاقة وتحويلها إلى قدرة نمائية يمكن أن تفيد نفسها وغيرها وبذلك يتحقق النماء المطلوب بمعدلات كبيرة لا تتراجع، وتعظم قيم النشاط الهادف وترسخ قيم التقدم الاجتماعي والثقافي والنفسي، وهي قيم يُسأل عنها مخططو البرامج قبل أن يُسأل عنها المجتمع أو الدولة، فهل بالتلقائية يمكن اكتساب هذه القيم أم بالتخطيط السليم الذي يجب ان يعم كل شيء في حياتنا؟
ان نجاح هذه البرامج يقترن بثلاثية النجاح في وضعها وهي: الجدية والاهتمام - تضافر الجهود - تضمين البرامج الأصول التربوية
هذه الثلاثية في مضمار برامج النشاط تتعاظم معدلاتها وقيمها بدرجة عالية إلى حد كبير ببعدها الإنساني والحضاري وتميزها المحسوب ليس هذا من قبيل التحيز المهني وخبرتي في المجال السلوكي والعمل الاجتماعي العام وخصوصية التعامل مع الشباب بل الرغبة في صنع الموهوبين والمبدعين من خلال الاهتمام بمجالات النشاط المختلفة وإثراء قوة الدفع المهاري لتعظيم الدور المهم في شحذ فكرة البدء وذلك بالتأكيد على مجموعة من القضايا نكتفي بأن نذكر منها ما يلي:
- وضع أبنائنا الطلاب - وهو محتوم عليهم مواجهة مناخ التحديات التي تحكم الآن *****تقبل القريب على الأقل، وإزاء ذلك عليهم المشاركة في مخططات المواجهة من أجل بناء الحضارة الإنسانية الحديثة.
فهل يتسنى لأبنائنا الطلاب أن ينتظموا في صفوف المواجهة وهم يعانون القلق والخوف لأنه لم يجرِ إعدادهم لتلك المهام وتحمل هذه المسؤوليات؟
وعند هذه النقطة فلنعد لثلاثية النجاح ونضيف إليها أنه إذا أخذ المخطط لبرامج الأنشطة بمجرد تصورات لطبيعة الدور فستكون مخرجات البرامج محدودة للغاية لأن تصميم بناء برامج النشاط وتركيبها يحتاج لقوة المصداقية، وعقلية الناقد، وامتلاك ثقافة التقييم، ودينامية الأداء الهادف..