ابولمى
24 - 6 - 2004, 04:35 AM
المراكز الصيفية خطوة لحل مشكلات الشباب الاجتماعية
الشباب هم نصف التركيبة السكانية في المجتمع السعودي. وهذا يدل على أنه مجتمع فتي يمكنه استغلال هذه الطاقات لكن التقصير في التعامل مع هؤلاء بطرق سليمة قد يؤدي إلى أخطار عظيمة لا تحمد عقباها. ومن واقع تخصصي "طب الأسرة والمجتمع" ما جعلني لصيقا بهموم ومشكلات هذه الفئة أفكر كثيرا في ما يعانيه هؤلاء الشباب من فراغ شديد, وأثر سلبي كبير بسبب مشاهدتهم للفضائيات وتعاملهم مع مواقع الإنترنت دون محاسب أو رقيب وغياب الوالدين عن المنزل ووجود عزلة وفقدان ثقة بين هؤلاء الشباب ووالديهم والاحتكاك بالعمالة المنزلية من الرجال والنساء وكأنهم جزء من الأسرة كما أسمع من كثير منهم عند بث مشكلاتهم وطلب الاستشارة.
كل هذا يجعلني أتساءل أين أهل الرأي والحكمة من التفكير في مثل هذه الفئة وإيجاد الحلول المناسبة التي تستوعبهم وتوجههم التوجيه السليم وخصوصا في فترة الصيف التي يزداد فيها الفراغ. أليست هذه فرصة لنا لتدريب هؤلاء وتعليمهم عددا من المهارات التي تسهم في تكوين شخصياتهم, وبناء أفكارهم؟ أليست فرصة مواتية لأن نصنع منهم رجالا يتحملون المسؤولية؟ كنت أتوقع أن أرى كتابات واقتراحات من أصحاب الرأي والقلم تسهم في حل هذه المشكلة والتي أعتبرها من المشكلات ذات الأولوية في بلادنا, وفي مثل هذا الوقت. لكن المفاجأة التي قرأتها قبل أيام قليلة في الصحف من تصريح بعض المسؤولين عن إلغاء المراكز الصيفية.! وتابعت قراءة الخبر متسائلا عن السبب. وإذا به كما يشير الخبر هو استغلال فئة قليلة لهذه المراكز استغلالا سيئا. أقول وهل الماء ينجس إذا تجاوز القلتين؟ وهذه المراكز على امتداد مدن وقرى المملكة وبين أظهرنا, ويعمل فيها من المربين ممن يتولون تدريس وتربية أبنائنا طوال العام.
إن المشكلات التي يقابلها الشباب كما ذكرت سابقا مشكلات كبيرة يجب تداركها. ولن يحلها إغلاق هذه المراكز التربوية والتي تمارس دورها منذ ربع قرن في هذه البلاد وخرجت كثيرا من أهل الفضل والصلاح والعطاء من الجيل الحالي, منهم ال*** والطبيب والمهندس والمدرس والموظف صاحب الموقع الإداري المتميز وغيرهم من أبناء هذا البلد, أليس الأولى هو دراسة الاستفادة من هذه المراكز, ودعمها وحث الشباب على الانخراط فيها, بدلا من الجلوس أمام الفضائيات أو أمام مواقع الإنترنت لتلقي كل ما هو تافه وخطير عقديا وفكريا وخلقيا. إن القيام بجولة بسيطة في الأحياء والمتنزهات والأسواق والشواطئ في هذه الفترة كفيل بإقناع أي صادق مخلص لهذا البلد أن المراكز الصيفية مطلب ملح. ومن يزور مستشفيات الأمل أو عيادات الأمراض الجلدية والتناسلية يخرج بقناعة عن أهمية هذه المراكز الصيفية. أما من يجالس طبيبا مختصا في الأمراض النفسية لدى المراهقين فإنه لا يمكنه القول بغير هذا الحل, وليس في الفترة الصيفية فقط ولكن على مدار العام. عذرا لإخواني الكتاب الذين يكتبون بتطرف مفرط ضد هذه المراكز, فإني أطالبهم بالتريث لأن كتاباتهم العاطفية غير المدعومة باحتكاك مباشر بمشكلات هؤلاء الشباب قد جرتهم إلى هذا التصور فلماذا لا يكون هناك برنامج إشرافي لمتابعة أعمال هذه المراكز أسوة بما يحدث في نظام التعليم من وجود الموجهين والمشرفين. ولماذا لا يكون هناك أدلة عمل تشمل المناهج والمناشط في المراكز الصيفية بحيث تكون شاملة لكل الجوانب الدينية والفكرية والمهنية والترفيهية. كما تركز على إكساب المهارات المختلفة التي تجعل شبابنا شبابا منتجا يتحمل المسؤولية. وأما الحديث عن القلة التي انتهجت منهجا منحرفا نرى آثاره اليوم فلعل تربية هؤلاء في خارج هذه المراكز وتلقيهم الأفكار من هنا وهناك دون توجيه هو السبب الحقيقي للانحراف.
الدكتور شاهر ظافر الشهري - استشاري طب الأسرة والمجتمع
الشباب هم نصف التركيبة السكانية في المجتمع السعودي. وهذا يدل على أنه مجتمع فتي يمكنه استغلال هذه الطاقات لكن التقصير في التعامل مع هؤلاء بطرق سليمة قد يؤدي إلى أخطار عظيمة لا تحمد عقباها. ومن واقع تخصصي "طب الأسرة والمجتمع" ما جعلني لصيقا بهموم ومشكلات هذه الفئة أفكر كثيرا في ما يعانيه هؤلاء الشباب من فراغ شديد, وأثر سلبي كبير بسبب مشاهدتهم للفضائيات وتعاملهم مع مواقع الإنترنت دون محاسب أو رقيب وغياب الوالدين عن المنزل ووجود عزلة وفقدان ثقة بين هؤلاء الشباب ووالديهم والاحتكاك بالعمالة المنزلية من الرجال والنساء وكأنهم جزء من الأسرة كما أسمع من كثير منهم عند بث مشكلاتهم وطلب الاستشارة.
كل هذا يجعلني أتساءل أين أهل الرأي والحكمة من التفكير في مثل هذه الفئة وإيجاد الحلول المناسبة التي تستوعبهم وتوجههم التوجيه السليم وخصوصا في فترة الصيف التي يزداد فيها الفراغ. أليست هذه فرصة لنا لتدريب هؤلاء وتعليمهم عددا من المهارات التي تسهم في تكوين شخصياتهم, وبناء أفكارهم؟ أليست فرصة مواتية لأن نصنع منهم رجالا يتحملون المسؤولية؟ كنت أتوقع أن أرى كتابات واقتراحات من أصحاب الرأي والقلم تسهم في حل هذه المشكلة والتي أعتبرها من المشكلات ذات الأولوية في بلادنا, وفي مثل هذا الوقت. لكن المفاجأة التي قرأتها قبل أيام قليلة في الصحف من تصريح بعض المسؤولين عن إلغاء المراكز الصيفية.! وتابعت قراءة الخبر متسائلا عن السبب. وإذا به كما يشير الخبر هو استغلال فئة قليلة لهذه المراكز استغلالا سيئا. أقول وهل الماء ينجس إذا تجاوز القلتين؟ وهذه المراكز على امتداد مدن وقرى المملكة وبين أظهرنا, ويعمل فيها من المربين ممن يتولون تدريس وتربية أبنائنا طوال العام.
إن المشكلات التي يقابلها الشباب كما ذكرت سابقا مشكلات كبيرة يجب تداركها. ولن يحلها إغلاق هذه المراكز التربوية والتي تمارس دورها منذ ربع قرن في هذه البلاد وخرجت كثيرا من أهل الفضل والصلاح والعطاء من الجيل الحالي, منهم ال*** والطبيب والمهندس والمدرس والموظف صاحب الموقع الإداري المتميز وغيرهم من أبناء هذا البلد, أليس الأولى هو دراسة الاستفادة من هذه المراكز, ودعمها وحث الشباب على الانخراط فيها, بدلا من الجلوس أمام الفضائيات أو أمام مواقع الإنترنت لتلقي كل ما هو تافه وخطير عقديا وفكريا وخلقيا. إن القيام بجولة بسيطة في الأحياء والمتنزهات والأسواق والشواطئ في هذه الفترة كفيل بإقناع أي صادق مخلص لهذا البلد أن المراكز الصيفية مطلب ملح. ومن يزور مستشفيات الأمل أو عيادات الأمراض الجلدية والتناسلية يخرج بقناعة عن أهمية هذه المراكز الصيفية. أما من يجالس طبيبا مختصا في الأمراض النفسية لدى المراهقين فإنه لا يمكنه القول بغير هذا الحل, وليس في الفترة الصيفية فقط ولكن على مدار العام. عذرا لإخواني الكتاب الذين يكتبون بتطرف مفرط ضد هذه المراكز, فإني أطالبهم بالتريث لأن كتاباتهم العاطفية غير المدعومة باحتكاك مباشر بمشكلات هؤلاء الشباب قد جرتهم إلى هذا التصور فلماذا لا يكون هناك برنامج إشرافي لمتابعة أعمال هذه المراكز أسوة بما يحدث في نظام التعليم من وجود الموجهين والمشرفين. ولماذا لا يكون هناك أدلة عمل تشمل المناهج والمناشط في المراكز الصيفية بحيث تكون شاملة لكل الجوانب الدينية والفكرية والمهنية والترفيهية. كما تركز على إكساب المهارات المختلفة التي تجعل شبابنا شبابا منتجا يتحمل المسؤولية. وأما الحديث عن القلة التي انتهجت منهجا منحرفا نرى آثاره اليوم فلعل تربية هؤلاء في خارج هذه المراكز وتلقيهم الأفكار من هنا وهناك دون توجيه هو السبب الحقيقي للانحراف.
الدكتور شاهر ظافر الشهري - استشاري طب الأسرة والمجتمع