ياسر الفهد
10 - 7 - 2004, 08:39 PM
التوحد وعلاج قلة النوم بالميلاتونين
اعداد / د. جـاك بانكسيب
جامعة ولاية باولنغ - باولنغ غرين – أوهايو
ترجمة / ياسـر بن محمود الفهد " والد طفل توحدي
إن من أكثر الأوقات المعتادة والمزعجة بالنسبة لنا هي عندما لا نستطيع النوم نحن أو أطفالنا . ويبدو أن الأطفال المتوحدين خاصة عرضة لهذه المشكلة ، ويقدر بأن أكثر من نصف عددهم يتعرضون لبعض الإزعاج في النوم . ويدل هذا على وجود بعض القصور في أنظمة الدماغ التي تساعد على النوم عادة . وخلال العقد الماضي حدث تقدم كبير في فهم آليات عمل الدماغ المعتادة التي تطيل النوم المريح . وحيث أن عدداً كبيراً من المواد المساعدة على النوم توجد في المخ وفي الجسم فإن أيا منها قد يكون مصاباً بقصور في الحالة العصبية مما نسميه بالتوحد . وسنركز هنا على أحد العوامل الرئيسية وهي "ميلاتونين" الذي ثبتت فعاليته حاليا وبصورة ملحوظة كوسيلة مساعدة على النوم الطبيعي ليس فقط بالنسبة للأطفال المتوحدين دائما بل أيضا بالنسبة لآبائهم المتعبين .
وحيث أكتشف العديد من الآباء أن جزيئ النوم الطبيعي هذا متوفر في العديد من محلات الأغذية الصحية وموزعيها (على الرغم من وجود خطر مستمر من أن المصالح الخاصة ستنجح في إقناع الوسيلة المأمونة والفعالة الاتحادية " FDA " بسحب هذه الوسيلة المأمونة والفعالة من الأسواق كما حدث للعديد من الملحقات الأخرى الهامة وأشهرها "التريبتوفان" ) . وبالطبع ، كما هو الحال بالنسبة لأي مادة قوية وفعالة هناك إرشادات معينة ينبغي على المـرء اتباعها للاستفادة القصوى من المنافع وتفادي المضار . ومع وجود أسباب نظرية صحيحة للاعتقاد بأن الأطفال المتوحدين قد ينتجون إما الكثير جدا مـن الميلاتونيـن " Melatonin " (أنظر شامبرليـن وهيرمان 1990) أو القليـل جـداً فإن وجهـة نظرنـا هـي أن الأطفـال لا يفـرزون ما يكفـي (أنظر بانكسب ولينسنغ وليبوير و بوفارد 1991) .وللأسف لا توجد حاليا معلومات كافية تحدد ماهي وجهة النظر الصحيحة . وعلى كل حـال فـإن حقيقـة أن الميلاتونيـن يمكنه تثبيت وتعزيز النوم الطبيعي ونشاطات الجسم اليومية أصبحت الآن مؤكدة وعلـى كـل ، من المهم معرفة كيفية استخدام هذه المـادة المأمونة والقويـة بصـورة معقولـة . وبعـد إيجـاز كيفيـة عمل الميلاتونين فـي الدمـاغ فسنقـدم بعـض النصائح الهامـة في الاستخـدام السليـم للميلاتونين (بمـا فـي ذلـك وقـت تعاطيـه والكمية التي تؤخذ منه ومـاذا نفعل إذا توقف الميلاتونيـن عـن العمل كما يحدث أحيانـا) . الشـيء الأول المهـم معرفتـه هو أن عقلنـا يحتـوى علـى آليـات عجيبـة شبيهه بالساعة تحفظ الوقت لحوالي 24 ساعة ولكـن تتحكـم عـدة عوامـل في دقتهـا مثـل الضـوء (أي مـن تعقب الليل والنهار) ومختلـف الكيماويات الدماغية خاصة الميلاتونين . ويوجد مركز التحكم الشبيه بالساعة هذا في مجموعتيـن من الأعصاب في الجزء السفلي من المخ تسمى النواة التقاطعية الفوقية (SNC) التي توجـد مباشـرة فـوق التقاطـع البصـري . وهـو المكـان الذي تعبـر فيـه نصـف الأعصـاب مـن كل واحدة من العينين إلى النصف الآخر من المخ ، أي العديـد مـن ممـرات المعلومـات مـن مركـز تحكـم التقاطعيـة الفوقيـة خاصة كـل التواترات السلوكيـة التـي تمت دراستها من التغذية حتى النوم . وعند إتلاف النواتيـن كلتيهما تشتت الحيوانـات سلوكها عشوائيا طوال اليوم بدلا من الحفاظ على روتين منتظـم للأنشطـة اليوميـة . تقوم إفرازات الميلاتونين الطبيعية للإنسان والتي تحـدث عادة خـلال ساعـات الفجر الأولـى عندما يكون الإنسـان في أعمق نومه بتنسيق دقة عمـل ساعة النـواة التقاطعيـة الفوقيـة . وإن النـاس الذيـن فقدوا بصرهم وأصبحوا عاجزين عـن تنسيق توقيت أجسامهم عن طريـق تأثير التعاقـب الطبيعـي لليـل والنهار يمكنهـم تثبيـت إيقاعـات نشـاط أجسامهم بتناول كميـات صغيرة من الميلاتونيـن فـي نفـس الوقـت بالضبـط مـن كل يوم . وهذا هو حقيقة سـر الاستخـدام الصحيـح للميلاتونيـن . إذ يجـب أن يعطـى مرة واحـدة فقط في إن اليوم بكميات صغيرة . والوقت المناسب هو عند حوالي نصف ساعـة قبل وقت النوم المعتاد للإنسان . تنتج أجسامنا بصورة طبيعية الميلاتونين داخل الغدة الصنوبرية وهي عضو غدي يوجد بين نصفي الدماغ حتى أن الفيلسوف الفرنسي الكبير ديسكارتس أقترح مرة أن يكون هذا هو " مقعد الروح " . وفي تلك الغدة يتكون الميلاتونين في خطوتين من علامة السيروتونين المنتقل عبر الأعصاب . وينطلق مخزون الغدة الصنوبرية من الميلاتونين في الدورة عندما ينحسر الضوء وقد يساعد في تفسير سبب نوم معظم الناس بصورة أفضل عندما تكون الأنوار مطفأة . وخلال ساعات الصباح تلك التي عندما تبدأ مستويات الميلاتونين في التناقص تبدأ الطيور في التغريد ونميل نحت أيضا إلى الاستيقاظ لنبدأ في أنشطتنا اليومية . ومن السهل أن نفهم لماذا أن عدم النوم قد يفاقم المشكلات السلوكية والسيكولوجيـة أثناء النوم . إضافة إلى ذلك يقوم الميلاتونين بعدد من المهام المفيدة للجسم : فهو ليس فقط مساعد قوى على النوم ولكنه أيضا ينظم أنواعا مختلفة من النضج العقلي إلى قوة استجاباتنا الثابتة . وقد أكتشـف أنه يؤخر نمو بعض السرطانات . وبعيداً عن ذلك الأثر المفيد يستطيع أيضا أن يزيل أنواعا معينة من القلق و الكآبة . ويلاحظ أثره بصورة أكثر في ماء الشرب ، فقد زاد فترة الحياة في مختلف حيوانات التجارب بحوالي 20% . كما سيساعد على التحكم في بداية البلوغ أثناء المراهقة .
باختصار فإن ميلاتونين له آثار مفيدة عدة على المخ والجسم ولكن ينصح الأبوان باتباع إرشادات معينة في استخدامه كعامل مساعد على النوم :
متى ؟ ينبغي تناوله مرة واحدة في اليوم قبل نصف ساعة من وقت النوم المعتاد . وقد يكون إلحاقه بميلاتونين إضافي في منتصف الليل فعالا ولكنه ليس سياسة ذكية لأنه قد يحول الساعة (النظام) البيولوجية إلى فوضى وطرق غير مرغوبة .
كم ؟ مع أن الميلاتونين مأمون جداً (يستهلك الناس جرامات كل يوم لعدة أيام دون حدوث آثار مرضية) فإن كمية صغيرة جداً قد تتصرف . وتأتي المستحضرات التجارية المتوفرة منه في شكل حبوب (أقراص) زنة 2.5 أو 3 ميليغرام ويمكن لأي طفل صغير أن يتحسن عند تناوله ثلث هذه الكمية . وأن الكميات الأعلى سوف تؤدي إلى النوم العميق أكثر ولكن الهورمون قد لا يزال دائراً بمستويات عالية جداً في الصباح ، وهذه أسباب للاعتقاد بأنه غير مرغوب فيه .
تغيير الخصوبة ؟ لا تتناقص آثار الميلاتونين حتى الاستعمال لفترة طويلة ولكن ليس هذا هو الحال لدى جميع الأفراد لأسباب غير معروفة . فلو أن جرعة منخفضة من الميلاتونين والتي كانت فعالة لبعض الوقت تبدو وكأنها تفقد أثرها (يتوفر التحمل) فإن المرء يكون عاقلا بإيقاف تعاطي الجرعة الإضافية لفترة قصيرة بدلا من زيادة الجرعة . ويسعى بعض الآباء للحفاظ على الآثار المرغوبة بزيادة الجرعات . ولكن هذا يبدو فقط وكأنه يكثف من عملية التحمل . ومن الأفضل التوقف منه لمدة من أسبـوع إلـى شهر ثم النظر إلى ما إذا كانت الحساسية (القدرة على الإحساس) قد عادت . وحسب تجربتنا تتم استعادة الحساسية (القدرة على الإحساس بهذه الطريقة . وأن العديد من الأطفال المتوحدين الذين يتعاطون الميلاتونين في جدول منتظم يبدو أنهم يحصلون على منافع أكثر من التحسن في النوم . ومع استعماله تكون الفوائد كثيرة أثناء اليوم . وقد تكون هذه هي الفوائد الجانبية للعمليات التي تعيد الصحة والتي لا تزال غامضة التي يوفرها النوم لنا جميعاً . وقد تنشأ فوائد إضافية من استقرار إيقاعات الجسم التي قد تحدث بسبب التزامن قبل إضافة "الميلاتونين" .
- على الرغم من أننا نعرف أن الميلاتونين والنوم لهما العديد من الفوائد الجسمية فإنه لا يوجد لدينا دليل كاف عن العديد من " الكيفية والسبب " . وإن معرفتنا عن هذه الأمور لم تتقدم كثيراً عن توقعات شيكسبير بأن وظيفة النوم هي " رتق ردن الرعاية المتشقق " مع أن المفكرين في العصر الحديث يميلون إلى أن النوم يحافظ على الكيماويات العصبية للمخ والموارد الجسمية الأخرى التي أفرغت بأنشطة اليقظة . ويبدو أن الميلاتونين هو الوصي الرئيسي على تلك العمليات التي تعيد الصحة وبدونه تكون حياتنا متصدعة فعلاً . ولأسباب غير معروفة حاليا يبدو أن الدماغ في بعض الأطفال المتوحدين به قصور في هذه الكيمياء الهامة . وإذا كان الأمر كذلك فإن إضافة هذا الهرمون في وقت مبكر قد يكون ضروريا لجعل التطور عاديا . وللأسف فنحن لا نعرف شيئا عن هذه الأمور ، وأن البحث المستقبلي يمكن أن يقدم لنا الإجابات التي نحتاجها الآن بشدة .
المراجع :
- شامبرلين وهيرمان (1990) ، نموذج حيوي – كيميائي جديد يربط . فقدان وظيفة الميلاتونين الخاص بالمخ مع السيلاتونين في التوحد . الطب النفسي – الأحيائي ، 1990 ، 28 ، 773 – 793 .
- بانكسيب ، لينسنغ ، ليبوير و بوفارد (1991) ، نالتريكسون وبعض المعالجات الدوائية الجديدة الممكنة للتوحد . فقدان وظيفة الدماغ ، 4 ، 281 ، 3** .
- لقد تم الحصول على الإذن بنشر هذا المقال الذي ظهر أولا في مجلة " لوست آند فاوند" "Lost and Found " : " التوقعات الخاصة بالدماغ والشعور والثقافة . وإن " لوست آند فاوند " هي مجلة ربع سنوية توزعها مؤسسة ميموريال " Memorial F " للأطفال الضائعين . وللحصول على مزيد من المعلومات يمكن الكتابة إلى :
" لوست آند فاوند " Lost and Found
708 شارع ايست ووستر
بولينغ غرين ، اوهايو ، 43402 الولايات المتحدة .
____________
اعداد / د. جـاك بانكسيب
جامعة ولاية باولنغ - باولنغ غرين – أوهايو
ترجمة / ياسـر بن محمود الفهد " والد طفل توحدي
إن من أكثر الأوقات المعتادة والمزعجة بالنسبة لنا هي عندما لا نستطيع النوم نحن أو أطفالنا . ويبدو أن الأطفال المتوحدين خاصة عرضة لهذه المشكلة ، ويقدر بأن أكثر من نصف عددهم يتعرضون لبعض الإزعاج في النوم . ويدل هذا على وجود بعض القصور في أنظمة الدماغ التي تساعد على النوم عادة . وخلال العقد الماضي حدث تقدم كبير في فهم آليات عمل الدماغ المعتادة التي تطيل النوم المريح . وحيث أن عدداً كبيراً من المواد المساعدة على النوم توجد في المخ وفي الجسم فإن أيا منها قد يكون مصاباً بقصور في الحالة العصبية مما نسميه بالتوحد . وسنركز هنا على أحد العوامل الرئيسية وهي "ميلاتونين" الذي ثبتت فعاليته حاليا وبصورة ملحوظة كوسيلة مساعدة على النوم الطبيعي ليس فقط بالنسبة للأطفال المتوحدين دائما بل أيضا بالنسبة لآبائهم المتعبين .
وحيث أكتشف العديد من الآباء أن جزيئ النوم الطبيعي هذا متوفر في العديد من محلات الأغذية الصحية وموزعيها (على الرغم من وجود خطر مستمر من أن المصالح الخاصة ستنجح في إقناع الوسيلة المأمونة والفعالة الاتحادية " FDA " بسحب هذه الوسيلة المأمونة والفعالة من الأسواق كما حدث للعديد من الملحقات الأخرى الهامة وأشهرها "التريبتوفان" ) . وبالطبع ، كما هو الحال بالنسبة لأي مادة قوية وفعالة هناك إرشادات معينة ينبغي على المـرء اتباعها للاستفادة القصوى من المنافع وتفادي المضار . ومع وجود أسباب نظرية صحيحة للاعتقاد بأن الأطفال المتوحدين قد ينتجون إما الكثير جدا مـن الميلاتونيـن " Melatonin " (أنظر شامبرليـن وهيرمان 1990) أو القليـل جـداً فإن وجهـة نظرنـا هـي أن الأطفـال لا يفـرزون ما يكفـي (أنظر بانكسب ولينسنغ وليبوير و بوفارد 1991) .وللأسف لا توجد حاليا معلومات كافية تحدد ماهي وجهة النظر الصحيحة . وعلى كل حـال فـإن حقيقـة أن الميلاتونيـن يمكنه تثبيت وتعزيز النوم الطبيعي ونشاطات الجسم اليومية أصبحت الآن مؤكدة وعلـى كـل ، من المهم معرفة كيفية استخدام هذه المـادة المأمونة والقويـة بصـورة معقولـة . وبعـد إيجـاز كيفيـة عمل الميلاتونين فـي الدمـاغ فسنقـدم بعـض النصائح الهامـة في الاستخـدام السليـم للميلاتونين (بمـا فـي ذلـك وقـت تعاطيـه والكمية التي تؤخذ منه ومـاذا نفعل إذا توقف الميلاتونيـن عـن العمل كما يحدث أحيانـا) . الشـيء الأول المهـم معرفتـه هو أن عقلنـا يحتـوى علـى آليـات عجيبـة شبيهه بالساعة تحفظ الوقت لحوالي 24 ساعة ولكـن تتحكـم عـدة عوامـل في دقتهـا مثـل الضـوء (أي مـن تعقب الليل والنهار) ومختلـف الكيماويات الدماغية خاصة الميلاتونين . ويوجد مركز التحكم الشبيه بالساعة هذا في مجموعتيـن من الأعصاب في الجزء السفلي من المخ تسمى النواة التقاطعية الفوقية (SNC) التي توجـد مباشـرة فـوق التقاطـع البصـري . وهـو المكـان الذي تعبـر فيـه نصـف الأعصـاب مـن كل واحدة من العينين إلى النصف الآخر من المخ ، أي العديـد مـن ممـرات المعلومـات مـن مركـز تحكـم التقاطعيـة الفوقيـة خاصة كـل التواترات السلوكيـة التـي تمت دراستها من التغذية حتى النوم . وعند إتلاف النواتيـن كلتيهما تشتت الحيوانـات سلوكها عشوائيا طوال اليوم بدلا من الحفاظ على روتين منتظـم للأنشطـة اليوميـة . تقوم إفرازات الميلاتونين الطبيعية للإنسان والتي تحـدث عادة خـلال ساعـات الفجر الأولـى عندما يكون الإنسـان في أعمق نومه بتنسيق دقة عمـل ساعة النـواة التقاطعيـة الفوقيـة . وإن النـاس الذيـن فقدوا بصرهم وأصبحوا عاجزين عـن تنسيق توقيت أجسامهم عن طريـق تأثير التعاقـب الطبيعـي لليـل والنهار يمكنهـم تثبيـت إيقاعـات نشـاط أجسامهم بتناول كميـات صغيرة من الميلاتونيـن فـي نفـس الوقـت بالضبـط مـن كل يوم . وهذا هو حقيقة سـر الاستخـدام الصحيـح للميلاتونيـن . إذ يجـب أن يعطـى مرة واحـدة فقط في إن اليوم بكميات صغيرة . والوقت المناسب هو عند حوالي نصف ساعـة قبل وقت النوم المعتاد للإنسان . تنتج أجسامنا بصورة طبيعية الميلاتونين داخل الغدة الصنوبرية وهي عضو غدي يوجد بين نصفي الدماغ حتى أن الفيلسوف الفرنسي الكبير ديسكارتس أقترح مرة أن يكون هذا هو " مقعد الروح " . وفي تلك الغدة يتكون الميلاتونين في خطوتين من علامة السيروتونين المنتقل عبر الأعصاب . وينطلق مخزون الغدة الصنوبرية من الميلاتونين في الدورة عندما ينحسر الضوء وقد يساعد في تفسير سبب نوم معظم الناس بصورة أفضل عندما تكون الأنوار مطفأة . وخلال ساعات الصباح تلك التي عندما تبدأ مستويات الميلاتونين في التناقص تبدأ الطيور في التغريد ونميل نحت أيضا إلى الاستيقاظ لنبدأ في أنشطتنا اليومية . ومن السهل أن نفهم لماذا أن عدم النوم قد يفاقم المشكلات السلوكية والسيكولوجيـة أثناء النوم . إضافة إلى ذلك يقوم الميلاتونين بعدد من المهام المفيدة للجسم : فهو ليس فقط مساعد قوى على النوم ولكنه أيضا ينظم أنواعا مختلفة من النضج العقلي إلى قوة استجاباتنا الثابتة . وقد أكتشـف أنه يؤخر نمو بعض السرطانات . وبعيداً عن ذلك الأثر المفيد يستطيع أيضا أن يزيل أنواعا معينة من القلق و الكآبة . ويلاحظ أثره بصورة أكثر في ماء الشرب ، فقد زاد فترة الحياة في مختلف حيوانات التجارب بحوالي 20% . كما سيساعد على التحكم في بداية البلوغ أثناء المراهقة .
باختصار فإن ميلاتونين له آثار مفيدة عدة على المخ والجسم ولكن ينصح الأبوان باتباع إرشادات معينة في استخدامه كعامل مساعد على النوم :
متى ؟ ينبغي تناوله مرة واحدة في اليوم قبل نصف ساعة من وقت النوم المعتاد . وقد يكون إلحاقه بميلاتونين إضافي في منتصف الليل فعالا ولكنه ليس سياسة ذكية لأنه قد يحول الساعة (النظام) البيولوجية إلى فوضى وطرق غير مرغوبة .
كم ؟ مع أن الميلاتونين مأمون جداً (يستهلك الناس جرامات كل يوم لعدة أيام دون حدوث آثار مرضية) فإن كمية صغيرة جداً قد تتصرف . وتأتي المستحضرات التجارية المتوفرة منه في شكل حبوب (أقراص) زنة 2.5 أو 3 ميليغرام ويمكن لأي طفل صغير أن يتحسن عند تناوله ثلث هذه الكمية . وأن الكميات الأعلى سوف تؤدي إلى النوم العميق أكثر ولكن الهورمون قد لا يزال دائراً بمستويات عالية جداً في الصباح ، وهذه أسباب للاعتقاد بأنه غير مرغوب فيه .
تغيير الخصوبة ؟ لا تتناقص آثار الميلاتونين حتى الاستعمال لفترة طويلة ولكن ليس هذا هو الحال لدى جميع الأفراد لأسباب غير معروفة . فلو أن جرعة منخفضة من الميلاتونين والتي كانت فعالة لبعض الوقت تبدو وكأنها تفقد أثرها (يتوفر التحمل) فإن المرء يكون عاقلا بإيقاف تعاطي الجرعة الإضافية لفترة قصيرة بدلا من زيادة الجرعة . ويسعى بعض الآباء للحفاظ على الآثار المرغوبة بزيادة الجرعات . ولكن هذا يبدو فقط وكأنه يكثف من عملية التحمل . ومن الأفضل التوقف منه لمدة من أسبـوع إلـى شهر ثم النظر إلى ما إذا كانت الحساسية (القدرة على الإحساس) قد عادت . وحسب تجربتنا تتم استعادة الحساسية (القدرة على الإحساس بهذه الطريقة . وأن العديد من الأطفال المتوحدين الذين يتعاطون الميلاتونين في جدول منتظم يبدو أنهم يحصلون على منافع أكثر من التحسن في النوم . ومع استعماله تكون الفوائد كثيرة أثناء اليوم . وقد تكون هذه هي الفوائد الجانبية للعمليات التي تعيد الصحة والتي لا تزال غامضة التي يوفرها النوم لنا جميعاً . وقد تنشأ فوائد إضافية من استقرار إيقاعات الجسم التي قد تحدث بسبب التزامن قبل إضافة "الميلاتونين" .
- على الرغم من أننا نعرف أن الميلاتونين والنوم لهما العديد من الفوائد الجسمية فإنه لا يوجد لدينا دليل كاف عن العديد من " الكيفية والسبب " . وإن معرفتنا عن هذه الأمور لم تتقدم كثيراً عن توقعات شيكسبير بأن وظيفة النوم هي " رتق ردن الرعاية المتشقق " مع أن المفكرين في العصر الحديث يميلون إلى أن النوم يحافظ على الكيماويات العصبية للمخ والموارد الجسمية الأخرى التي أفرغت بأنشطة اليقظة . ويبدو أن الميلاتونين هو الوصي الرئيسي على تلك العمليات التي تعيد الصحة وبدونه تكون حياتنا متصدعة فعلاً . ولأسباب غير معروفة حاليا يبدو أن الدماغ في بعض الأطفال المتوحدين به قصور في هذه الكيمياء الهامة . وإذا كان الأمر كذلك فإن إضافة هذا الهرمون في وقت مبكر قد يكون ضروريا لجعل التطور عاديا . وللأسف فنحن لا نعرف شيئا عن هذه الأمور ، وأن البحث المستقبلي يمكن أن يقدم لنا الإجابات التي نحتاجها الآن بشدة .
المراجع :
- شامبرلين وهيرمان (1990) ، نموذج حيوي – كيميائي جديد يربط . فقدان وظيفة الميلاتونين الخاص بالمخ مع السيلاتونين في التوحد . الطب النفسي – الأحيائي ، 1990 ، 28 ، 773 – 793 .
- بانكسيب ، لينسنغ ، ليبوير و بوفارد (1991) ، نالتريكسون وبعض المعالجات الدوائية الجديدة الممكنة للتوحد . فقدان وظيفة الدماغ ، 4 ، 281 ، 3** .
- لقد تم الحصول على الإذن بنشر هذا المقال الذي ظهر أولا في مجلة " لوست آند فاوند" "Lost and Found " : " التوقعات الخاصة بالدماغ والشعور والثقافة . وإن " لوست آند فاوند " هي مجلة ربع سنوية توزعها مؤسسة ميموريال " Memorial F " للأطفال الضائعين . وللحصول على مزيد من المعلومات يمكن الكتابة إلى :
" لوست آند فاوند " Lost and Found
708 شارع ايست ووستر
بولينغ غرين ، اوهايو ، 43402 الولايات المتحدة .
____________