مصطفى الشاذلي
24 - 11 - 2015, 10:46 AM
قبل الهجرة بوقت قصير، أخذ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بصحبة الأمين جبريل من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ثم صعد به سماءاً تلو سماء حتى وصل إلى سدرة المنتهى.
ولنعلم مدى عظمة هذه الرحلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ كِثَفُ الأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الأَرْضِ الْعُلْيَا وَالسَّمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ بَيْنَ كُل سَمَاءٍ وَالسَّمَاءِ الدُّنْيَا خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَكِثَفُ السَّمَاءِ سِتُّمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ كُلُّ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ بَيْنَ كُل سَمَاءٍ مِثْلُ ذ?لِكَ حَتَّى يَبْلُغَ إِلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُم مَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلى الْعَرْشِ مَسِيرَةُ مَا بَيْنَ ذ?لِكَ كُلهِ}(1)
فكم من الأعوام يقطعها المسافر في هذه السماوات والأقطار؟
وبعد سدرة المنتهى زار الجنة ونزل إلى النار، ثم بعد ذلك ذهب إلى قاب قوسين أو أدنى، ورجع وفِرَاشُهُ الذي ينام عليه لم يَبْرُدْ بعد يعني في أقل من لمح البصر
الذي فعل معه ذلك، ألم يكن في استطاعته جلَّ شأنه أن يأخذه من مكة إلى المدينة في طرفة عين؟!! كان ذلك سهلاً ويسيراً والله على كل شئ قدير. لكن الله عزَّ وجلّ لو فعل ذلك معه، كانت هذه ستكون حُجَّةً نتعلق بها جميعاً،
فنقول: هذا نبي الله ورسول الله ولا طاقة لنا بما فعل، ولا نستطيع أن نصنع كما صنع. فضرب الله عزَّ وجلّ المَثَلَ والقدوة لنا أجمعين رجالاً ونساء، شيوخاً وشباباً بأنبياء الله ورسله.
فمثلاً نبي الله موسى عليه السلام كيف دفع مَهْرَهُ ليتزوج امرأةً مؤمنة؟
كان صداقه أن يشتغل برعي الأغنام في الصحراء لمدة عشر سنوات حتى لا يظن شبابنا أن الطريق مفروش بالورود، ولكن يسعوا ويجدوا ويجتهدوا
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (35-فصلت).
فجعل الله عزَّ وجلّ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عن طريق الأسباب التي هيأها الله للعالمين أجمعين، لأن الأسباب مهيئة للكُلّ، والكُلُّ يستطيع أن يستخدمها أو ينتفع بها، لأنها صنع الله الذي سخره لجميع الخلق.
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاف، فهو الذي لا يخاف إلا من الله، لكنه خطط التخطيط السليم، ليعلِّم كلَّ مؤمن أن أي عمل ينوي فعله لابد له من خطة سواءاً كان ذلك في استذكار دروس، أو كان ينوي ****اًَ، أو كان ينوي بناء بيت، أو كان ينوي تحقيق اختراع، أو كان ينوي إحداث اكتشاف.
أي أمر لابد أن يبنيه المرء على خطة، والخطة لابد أن تكون محكمة، ومدبرة تدبيراً جيداً. ولا بأس أن يجعل في خطته نصيباً لأهل الخبرة حتى ولو كانوا غير مسلمين، مادام هذا هو التخطيط المكين
(1) رواه البزار عن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D 8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة ال*** فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً (http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotab_elhameya_V1_Hegra_wa_Ashouraa.pdf)
https://www.youtube.com/watch?v=IzK5__fxfjA
http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotab_elhameya_V1_Hegra_wa_Ashouraa.jpg
ولنعلم مدى عظمة هذه الرحلة، فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ كِثَفُ الأَرْضِ مَسِيرَةُ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الأَرْضِ الْعُلْيَا وَالسَّمَاءِ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ بَيْنَ كُل سَمَاءٍ وَالسَّمَاءِ الدُّنْيَا خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، وَكِثَفُ السَّمَاءِ سِتُّمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ كُلُّ سَمَاءٍ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ بَيْنَ كُل سَمَاءٍ مِثْلُ ذ?لِكَ حَتَّى يَبْلُغَ إِلى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُم مَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلى الْعَرْشِ مَسِيرَةُ مَا بَيْنَ ذ?لِكَ كُلهِ}(1)
فكم من الأعوام يقطعها المسافر في هذه السماوات والأقطار؟
وبعد سدرة المنتهى زار الجنة ونزل إلى النار، ثم بعد ذلك ذهب إلى قاب قوسين أو أدنى، ورجع وفِرَاشُهُ الذي ينام عليه لم يَبْرُدْ بعد يعني في أقل من لمح البصر
الذي فعل معه ذلك، ألم يكن في استطاعته جلَّ شأنه أن يأخذه من مكة إلى المدينة في طرفة عين؟!! كان ذلك سهلاً ويسيراً والله على كل شئ قدير. لكن الله عزَّ وجلّ لو فعل ذلك معه، كانت هذه ستكون حُجَّةً نتعلق بها جميعاً،
فنقول: هذا نبي الله ورسول الله ولا طاقة لنا بما فعل، ولا نستطيع أن نصنع كما صنع. فضرب الله عزَّ وجلّ المَثَلَ والقدوة لنا أجمعين رجالاً ونساء، شيوخاً وشباباً بأنبياء الله ورسله.
فمثلاً نبي الله موسى عليه السلام كيف دفع مَهْرَهُ ليتزوج امرأةً مؤمنة؟
كان صداقه أن يشتغل برعي الأغنام في الصحراء لمدة عشر سنوات حتى لا يظن شبابنا أن الطريق مفروش بالورود، ولكن يسعوا ويجدوا ويجتهدوا
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (35-فصلت).
فجعل الله عزَّ وجلّ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عن طريق الأسباب التي هيأها الله للعالمين أجمعين، لأن الأسباب مهيئة للكُلّ، والكُلُّ يستطيع أن يستخدمها أو ينتفع بها، لأنها صنع الله الذي سخره لجميع الخلق.
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاف، فهو الذي لا يخاف إلا من الله، لكنه خطط التخطيط السليم، ليعلِّم كلَّ مؤمن أن أي عمل ينوي فعله لابد له من خطة سواءاً كان ذلك في استذكار دروس، أو كان ينوي ****اًَ، أو كان ينوي بناء بيت، أو كان ينوي تحقيق اختراع، أو كان ينوي إحداث اكتشاف.
أي أمر لابد أن يبنيه المرء على خطة، والخطة لابد أن تكون محكمة، ومدبرة تدبيراً جيداً. ولا بأس أن يجعل في خطته نصيباً لأهل الخبرة حتى ولو كانوا غير مسلمين، مادام هذا هو التخطيط المكين
(1) رواه البزار عن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D 8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة ال*** فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً (http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotab_elhameya_V1_Hegra_wa_Ashouraa.pdf)
https://www.youtube.com/watch?v=IzK5__fxfjA
http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotab_elhameya_V1_Hegra_wa_Ashouraa.jpg