ابولمى
9 - 8 - 2004, 03:54 AM
إدارة القياس والتعتيم
علي سعد الموسى
انتهت وزارة التربية والتعليم من اختبار الكفاءات للآلاف المتقدمين لشغل الوظائف التربوية في جهازنا التعليمي. وقبل الحصول على شهادة الاختبار الموثقة, كان الجميع يتوقعون أن تأتي هذه الشهادة بالتفاصيل وأن تعلن لكل متقدم درجته بالقياسات الرقمية والكسرية سيما وهي صادرة عن جهاز تعليمي جبار ومن إدارة أظنها تسمي نفسها إدارة القياس والتقييم. لكن المفاجأة أن هذه الشهادة أثمرت فقط عن إشعار بدخول الامتحان مذيلا برسالة محترمة تشير إلى طلب الانتظار حتى يتم الاتصال بالمتقدم في حال اختياره لدخول الفاضلة. وهنا مربط الفرس فعلى أية معايير وقياسات تتم هذه المفاضلة طالما أن الدرجة التي حصل عليها المتقدم في علم الغيب وفي طي الكتمان وكأنها واحد من أسرارنا القومية. نحن لن نغلب النوايا الملتوية ولن تذهب بنا الظنون إلى افتراضات سيئة لأننا سنغلب حسن النوايا رغم أن خريطة الشك على السبورة المعلقة. ما الذي سيضمن "لزيد" أنه أخذ مكانه الطبيعي وأعطي الفرصة التي يستحق بل ما الذي سيضمن له أن غيره من أصحاب الدرجات الأقل لن يسبقه في ماراثون المفاضلة طالما أن الدرجات لم تعلن للجميع ليعرف الجميع ترتيبهم في السباق حول المضمار: كم قطع من الأمتار وكم تبقى له من الدورات ليصل إلى شرف المفاضلة.
فعلى ما أظن أن الجميع انتظموا في ذات الامتحان وواجهوا ذات الأسئلة وأجابوا على ذات الخيارات والاختيارات في امتحان قياسي موحد لا تحتاج أوراق إجابته إلا إلى تصحيح آلي عبر جهاز إلكتروني يظهر الدرجة المستحقة بمعادلة رياضية لا تحتمل الخطأ فلماذا ندخل أنفسنا في دائرة الشك ونحن نعمل بالافتراض في وضح النهار؟!
لقد أرعدت إدارة القياس المحترمة في وزارة التربية والتعليم فأمطرت عن إنتاج هزيل حين نصبت نفسها بالأساس وكيلا للإشراف على نتاج جامعاتنا وكليات إعداد المعلمين لدينا فسحبت الثقة التي منحت لهذه المؤسسات التعليمية وصادرت قيمة الشهادات وأرقام المعدلات الجامعية وأختام السجلات الأكاديمية التي دونت عبر سنين أربع هي مشوار الطالب الجامعي. استبدلت هذا كله بامتحان قياسي ركيك يتم في ساعة أو اثنتين وبلغ من الهلامية حدا حين لم يحتمل أن يكون موثقا بالدرجة والعلامة الفارقة. ومع هذا لم تكتف الإدارة التي فاقت بشهرتها كل الوزارة فأخذت من جميع المتقدمين حقا مشروعا في معرفة درجاتهم التي حصلوا عليها واكتفت بدعوتهم للانتظار بجوار الهواتف المحمولة والثابتة حتى تأتي البشرى بدخول المفاضلة. نحن لا نعرف بصدق على أي أساس سيرن الهاتف في الجيوب والمنازل وهل ستبدأ الإدارة المحترمة بدعوة المرشحين بناء على أسمائهم الأبجدية أم بدءا بأصحاب الدرجات الدنيا أم عبر القرعة.. هل سيكون الاختيار أولا لطلاب كليات إعداد "العاطلين" أم لخريجي الجامعات أم لأصحاب العيون الحوراء من الجانبين. كل تبرير للترشيح سيكون مقبولا وعادلا إلا أن يأتي عبر اختبارات الكفاءة بدرجاتها المحفوظة في الأدراج فيخالجنا الشك أن الترشيح سيخرج من "أدراج أخرى
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-08-09/writers/writers01.htm
علي سعد الموسى
انتهت وزارة التربية والتعليم من اختبار الكفاءات للآلاف المتقدمين لشغل الوظائف التربوية في جهازنا التعليمي. وقبل الحصول على شهادة الاختبار الموثقة, كان الجميع يتوقعون أن تأتي هذه الشهادة بالتفاصيل وأن تعلن لكل متقدم درجته بالقياسات الرقمية والكسرية سيما وهي صادرة عن جهاز تعليمي جبار ومن إدارة أظنها تسمي نفسها إدارة القياس والتقييم. لكن المفاجأة أن هذه الشهادة أثمرت فقط عن إشعار بدخول الامتحان مذيلا برسالة محترمة تشير إلى طلب الانتظار حتى يتم الاتصال بالمتقدم في حال اختياره لدخول الفاضلة. وهنا مربط الفرس فعلى أية معايير وقياسات تتم هذه المفاضلة طالما أن الدرجة التي حصل عليها المتقدم في علم الغيب وفي طي الكتمان وكأنها واحد من أسرارنا القومية. نحن لن نغلب النوايا الملتوية ولن تذهب بنا الظنون إلى افتراضات سيئة لأننا سنغلب حسن النوايا رغم أن خريطة الشك على السبورة المعلقة. ما الذي سيضمن "لزيد" أنه أخذ مكانه الطبيعي وأعطي الفرصة التي يستحق بل ما الذي سيضمن له أن غيره من أصحاب الدرجات الأقل لن يسبقه في ماراثون المفاضلة طالما أن الدرجات لم تعلن للجميع ليعرف الجميع ترتيبهم في السباق حول المضمار: كم قطع من الأمتار وكم تبقى له من الدورات ليصل إلى شرف المفاضلة.
فعلى ما أظن أن الجميع انتظموا في ذات الامتحان وواجهوا ذات الأسئلة وأجابوا على ذات الخيارات والاختيارات في امتحان قياسي موحد لا تحتاج أوراق إجابته إلا إلى تصحيح آلي عبر جهاز إلكتروني يظهر الدرجة المستحقة بمعادلة رياضية لا تحتمل الخطأ فلماذا ندخل أنفسنا في دائرة الشك ونحن نعمل بالافتراض في وضح النهار؟!
لقد أرعدت إدارة القياس المحترمة في وزارة التربية والتعليم فأمطرت عن إنتاج هزيل حين نصبت نفسها بالأساس وكيلا للإشراف على نتاج جامعاتنا وكليات إعداد المعلمين لدينا فسحبت الثقة التي منحت لهذه المؤسسات التعليمية وصادرت قيمة الشهادات وأرقام المعدلات الجامعية وأختام السجلات الأكاديمية التي دونت عبر سنين أربع هي مشوار الطالب الجامعي. استبدلت هذا كله بامتحان قياسي ركيك يتم في ساعة أو اثنتين وبلغ من الهلامية حدا حين لم يحتمل أن يكون موثقا بالدرجة والعلامة الفارقة. ومع هذا لم تكتف الإدارة التي فاقت بشهرتها كل الوزارة فأخذت من جميع المتقدمين حقا مشروعا في معرفة درجاتهم التي حصلوا عليها واكتفت بدعوتهم للانتظار بجوار الهواتف المحمولة والثابتة حتى تأتي البشرى بدخول المفاضلة. نحن لا نعرف بصدق على أي أساس سيرن الهاتف في الجيوب والمنازل وهل ستبدأ الإدارة المحترمة بدعوة المرشحين بناء على أسمائهم الأبجدية أم بدءا بأصحاب الدرجات الدنيا أم عبر القرعة.. هل سيكون الاختيار أولا لطلاب كليات إعداد "العاطلين" أم لخريجي الجامعات أم لأصحاب العيون الحوراء من الجانبين. كل تبرير للترشيح سيكون مقبولا وعادلا إلا أن يأتي عبر اختبارات الكفاءة بدرجاتها المحفوظة في الأدراج فيخالجنا الشك أن الترشيح سيخرج من "أدراج أخرى
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-08-09/writers/writers01.htm