ابولمى
17 - 8 - 2004, 04:24 AM
البند 180: مواطِنة بنصف مواطَنة
علي سعد الموسى
وعلى ما يبدو، فإن جهاز الخدمة المدنية المحترم الموقر، ديوانا كان أم وزارة قد استمرأ حكاية الوظيفة المؤقتة فلم يكتف بحكاية البنود التي تفنن في أرقامها بدءاً من البند 105 الشهير ومروراً بما تبقى من الأرقام التي لم أفهم حكايتها ناهيك عن السر الرقمي في اختياره لهذه الأرقام الثلاثة بالتحديد من بين كل الأرقام التي أتحفنا بها علم الرياضيات والحساب. أخشى من يوم قادم لا يجد فيه الجهاز المحترم الموقر ثلاثة أرقام مازالت شاغرة ليس بها واحد من بنوده المقترحة. بالأمس فقط أتحفنا الجهاز بحكاية جديدة مضحكة وبالغة الدهاء في آن: المعلمات الجديدات في مادة اللغة الإنجليزية سيتم التعاقد معهن برواتب مقطوعة ولمدة 180 يوماً فقط لتغطية العجز في جهاز شقيقه الأكبر، وزارة التربية والتعليم.
الذي أعرفه أن عامنا الهجري المبجّل يمتد لـ360 يوماً قد تزيد أو تنقص على حسب مزاج الفلك وحركة القمر واحتجاب الأهلة أو بزوغها. لكن الذي أعرفه أيضاً أن وزارة الداخلية ممثلة في إدارة الأحوال المدنية أعطت لبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا حق المواطنة طوال العام: مواطنة كاملة مكتملة لا تخضع لمزاج القمر ولا للسحب التي تحجب بزوغ الأهلة. مواطنة كاملة مكتملة تبرهن عليها بطاقة الأحوال المدنية التي نحملها في جيوبنا رغم مزاج وزارة الخدمة المدنية. الذي أعرفه أننا مواطنون ومواطنات على طول العام ولمدة اثني عشر شهراً بأسابيعها وساعاتها كاملة مكتملة.
والذي استطعت هضمه وفهمه من قرار جهاز الخدمة المدنية أنه يريد لبناتنا أن يكن مواطنات فقط لـ180 يوماً في العام فيذهبن إلى القمر فيما تبقى. هن بالبدعة الوظيفية الجديدة مواطنات فقط في أسابيع العمل ومن الكواكب الأخرى في كل ما عدا ذلك. هن بالبدعة الوظيفية الجديدة مواطنات فقط من السبت إلى الأربعاء فليذهبن لتدبير وطن آخر لهن في عطلات نهاية الأسبوع.
والذي أعرفه أولاً: أن باستطاعة وزارة الخدمة المدنية أن تتعاون مع وزارة التربية والتعليم كي يجد الفريقان مخرجاً لغوياً يبعد بنا عن لغة "المقطوعة" وعبارة المؤقتة وحكاية العام الذي انقسم إلى نصفين: واحد للوطن والمواطنة وآخر لغيره. كان باستطاعة الفريقين أن يصلا إلى حل بالغ الذكاء فنسمي المقترح الجديد بالبند "180" وهو رقم يضمن لنا زاوية بالغة الانفراج رغم أنه نصف الدائرة الكاملة للمواطنة الكاملة. الذي أعرفه ثانيا: أن القرار الوظيفي المقترح يتحدث عن معلمات اللغة الإنجليزية بالتحديد اللاتي مازلن بحاجة ماسة إلى خدماتهن ولولا الحاجة إلى هذه الخدمات لما كانت هذه اللجان التي تمخضت عن اتفاق ثلاثي بين وزارات المالية والتربية والخدمة المدنية. اجتمع وكلاء الوزارات المعنيون في هذه الدوائر بالأمر فخرجوا من اجتماعهم الشهير بقرارهم الجميل: مواطنات لنصف العام فقط. نعم باللغة الصارخة الواضحة: هذه وزارات كاملة تمنح لنا درجة المواطنة بالنسب والأرقام وأنواع البنود ثم وصلوا أخيراً إلى المواطنة المؤقتة: مواطنة مقطوعة لنصف العام دون أي التزامات.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-08-17/writers/writers01.htm
علي سعد الموسى
وعلى ما يبدو، فإن جهاز الخدمة المدنية المحترم الموقر، ديوانا كان أم وزارة قد استمرأ حكاية الوظيفة المؤقتة فلم يكتف بحكاية البنود التي تفنن في أرقامها بدءاً من البند 105 الشهير ومروراً بما تبقى من الأرقام التي لم أفهم حكايتها ناهيك عن السر الرقمي في اختياره لهذه الأرقام الثلاثة بالتحديد من بين كل الأرقام التي أتحفنا بها علم الرياضيات والحساب. أخشى من يوم قادم لا يجد فيه الجهاز المحترم الموقر ثلاثة أرقام مازالت شاغرة ليس بها واحد من بنوده المقترحة. بالأمس فقط أتحفنا الجهاز بحكاية جديدة مضحكة وبالغة الدهاء في آن: المعلمات الجديدات في مادة اللغة الإنجليزية سيتم التعاقد معهن برواتب مقطوعة ولمدة 180 يوماً فقط لتغطية العجز في جهاز شقيقه الأكبر، وزارة التربية والتعليم.
الذي أعرفه أن عامنا الهجري المبجّل يمتد لـ360 يوماً قد تزيد أو تنقص على حسب مزاج الفلك وحركة القمر واحتجاب الأهلة أو بزوغها. لكن الذي أعرفه أيضاً أن وزارة الداخلية ممثلة في إدارة الأحوال المدنية أعطت لبناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وزوجاتنا حق المواطنة طوال العام: مواطنة كاملة مكتملة لا تخضع لمزاج القمر ولا للسحب التي تحجب بزوغ الأهلة. مواطنة كاملة مكتملة تبرهن عليها بطاقة الأحوال المدنية التي نحملها في جيوبنا رغم مزاج وزارة الخدمة المدنية. الذي أعرفه أننا مواطنون ومواطنات على طول العام ولمدة اثني عشر شهراً بأسابيعها وساعاتها كاملة مكتملة.
والذي استطعت هضمه وفهمه من قرار جهاز الخدمة المدنية أنه يريد لبناتنا أن يكن مواطنات فقط لـ180 يوماً في العام فيذهبن إلى القمر فيما تبقى. هن بالبدعة الوظيفية الجديدة مواطنات فقط في أسابيع العمل ومن الكواكب الأخرى في كل ما عدا ذلك. هن بالبدعة الوظيفية الجديدة مواطنات فقط من السبت إلى الأربعاء فليذهبن لتدبير وطن آخر لهن في عطلات نهاية الأسبوع.
والذي أعرفه أولاً: أن باستطاعة وزارة الخدمة المدنية أن تتعاون مع وزارة التربية والتعليم كي يجد الفريقان مخرجاً لغوياً يبعد بنا عن لغة "المقطوعة" وعبارة المؤقتة وحكاية العام الذي انقسم إلى نصفين: واحد للوطن والمواطنة وآخر لغيره. كان باستطاعة الفريقين أن يصلا إلى حل بالغ الذكاء فنسمي المقترح الجديد بالبند "180" وهو رقم يضمن لنا زاوية بالغة الانفراج رغم أنه نصف الدائرة الكاملة للمواطنة الكاملة. الذي أعرفه ثانيا: أن القرار الوظيفي المقترح يتحدث عن معلمات اللغة الإنجليزية بالتحديد اللاتي مازلن بحاجة ماسة إلى خدماتهن ولولا الحاجة إلى هذه الخدمات لما كانت هذه اللجان التي تمخضت عن اتفاق ثلاثي بين وزارات المالية والتربية والخدمة المدنية. اجتمع وكلاء الوزارات المعنيون في هذه الدوائر بالأمر فخرجوا من اجتماعهم الشهير بقرارهم الجميل: مواطنات لنصف العام فقط. نعم باللغة الصارخة الواضحة: هذه وزارات كاملة تمنح لنا درجة المواطنة بالنسب والأرقام وأنواع البنود ثم وصلوا أخيراً إلى المواطنة المؤقتة: مواطنة مقطوعة لنصف العام دون أي التزامات.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-08-17/writers/writers01.htm